يعد الشعر الحر من أحد أنواع الشعر
الأكثر انتشارا بما له من ارتباط على صعيد البناء الموسيقي، و بإبداعيته و قدرة
التعبير الفكرية. فيقوم الباحث بتحليل شعرين من هذا النوع، الأول نظمه الشاعر
المصري هشام الجخ باسم ’تأشيرة‘ والتي ذاع صيته عبر برنامج مسابقة أمير الشعراء، برنامج أدبي انعقدت تحت لجنة
إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي. والثاني ملفوظ من
قبل الشاعر التونسي أنيس شوشان باسم ’هذه الأرض للجميع‘ و قد شاع هذا الشعر
والشاعر عبر يوتيوب منذ ثلاث سنوات، و أن لهذين الشعرين تأثير بالغ لدى قلوب
المشاهدين بأفكارهما وبأساليبهما المختلفة في تقديم الشعر.
ومما يوجد في أشعار هذين
الشاعرين الإنسانية والإدعاء للوحدة العربية . إن
نظرية الوحدة العربية تيار سياسي يرجو بها
بعض سكان العرب، هناك من يدعون لذلك من وجهة النظرية السياسية، إنما يقصدون بذلك
أن تكون جميع الأقطار العرببية تحت قيادة واحدة حتى تصير بلاد العرب أعلى من
البلدان الأخرى قويا واقتصاديا و بشريا و عسكريا. ولكن هذين الشاعرين يقصدان بذلك أن تتجمع الثقافات العربية
المختلفة بترك الحدود اللاتي وضعها الإنسان محافظة لفخرهم و لمراعاة أملاكهم، و
كذلك بسبب اختلاف ألوانهم و ثقافتهم، ولا نرى من ناحية الجوغرافية أي حاجز عظيم
يفرق بين البلدان العربية مثل البحر أو الجبال المرتفعة اللاتي لا يمكن للإنسان أن
يعبرها إلا بالطيارة، و إنما كانوا يعبرونها منذ زمن قديم بدون أية أوراق مثل التأشيرة أو إجازة سفر. و يريد
الباحث بهذه المقالة إيضاح تلك الأفكار الواردة في شعرهما.
Abstract
Free
poetry is one of the most widespread kinds of poetry as it is associated to the
musical structure and constructed with creativity and intellectual ability of
expression. The researcher analyzes two poems of this kind. The first one is
written by the Egyptian poet Hisham Al-Gakh under the name “Ta’sheera”
which became famous through the Ameeru shuara competition program, a
literary program held under the Cultural and Heritage Programs and Festivals
Management Committee in the Emirate of Abu Dhabi. The second is pronounced by
the Tunisian poet Anis Chaushan as “Hazihil ardu liljamee’.” This poetry
and poet were popularized on YouTube few years ago, and these two poems have a
great impact on the hearts of viewers with their ideas and their different
methods of presenting.
Poems of these two poets are engaging with humanity
and the claim to Pan Arabism. The theory of Pan Arabism is a political trend
that some Arab residents hope for. There are those who claim that from the
point of view of political theory, but by this they mean that all Arab
countries should be under one leadership so that the Arab countries become
superior to other countries in terms of strength, economics, human beings and
militarily. But these two poets mean by this that the different Arab cultures
will come together by leaving the borders set by man in order to preserve their
pride and take care of their properties, and also because of their different
colours and culture. From a
geographical point of view, we do not see any great barrier that differentiates
between Arab countries, such as the sea or high mountains, which a person can
only cross by plane, but they have been crossing them since ancient times
without any papers such as a visa or a travel permit. In this article, the
researcher wants to clarify those ideas of humanity and unity contained in
their poetry.
إن العالم ينتشر وتطوراته تزدهر،
ولكن قلوب سكانه تنقصر، البلدان تحدد حدود لأراضيها، و ما كان آباؤهم يخطون خط
الحدود في البر أو البحر، فقد صار القلوب في هذه الأيام قاصرة لا تمكن التضمين.
الناس يهجرون من أوطانهم بسبب عدم الأمن والسلامة، والحكومة يطردونهم باسم الأوراق
والوثيقة، وإن اختلاف الناس للتعارف، لا للتفارق. هيا نتنفذ التضمين بدلا من
الإقصاء والاستبعاد. وهذا ما يركز الشاعرين هشام الجخ و أنيس شوشان في أشعارهم.
هذه المقالة تعالج شعرين، الأول باسم ’التأشيرة‘ لهشام الجخ والثاني ’هذه الأرض
للجميع‘ لأنيس شوشان. كلاهما يقرضان الشعر الحر بل ينشدان في برامج التلفازية
المتنوعة والمسابقات الشعرية المختلفة،
وقد ذاع صيتهما عبر الوسائل الإعلامية الحديثة مثل يوتيوب و فايسبوك و غيرها. وقد
استطاعا أن يلتفت أنظار من يحب الأدب و الشعر في وقت قليل، أفكارهما و أسلوب
تقديمهما جعلت الناس مراجعين في أشعارهما. وأنهما لاسيما تمسك بالشعر الحر، والشعر
الحر ساعدهما ليعبر مشاعرهم في أبين وسيلة دون أي تعقد في تراكيب الجمل. يناقش
الباحث في هذه المقالة عن خمسة مواضيع مع قيام التجمع بينها في الأخير. الشعر
الحر، حياة الشاعر أنيسس شوشان، حياة
الشاعر هشام الجخ ، تحليل الشعر ’التأشيرة‘، تحليل الشعر ’هذه الأرض للجميع‘، و
أخيرا الختامة.
الشعر الحر نوع من الشعر الذي بدأ في
الثلاثينيات من القرن العرشرين. وقد قامت الشاعرة نازك الملائكة بقيادة أصحاب
الشعر الحر، والشعر الحر : هو شعر سطر لا شعر شطر، يقوم هيكله على التحرير في
تكرار التفعيلة، والتحرر من القافية وقيودها.[1]
بدأت حركة الشعر الحر من العراق إلى أوطان العربي كلها بمدة صغيرة، ولا شك أن هذه
الحركة واجهت مشكلات عديدة منذ بدايتها، لم يكن الأدباء مستقبلين هذا النوع إلا
بعد سنوات بعدما ظهر الشعراء مثل بدر شاكب سياب وعبد الباسط الصوفي وصلاح عبج
الصبور ومحمود حسن اسماعيل وغيرهم كتبوا أشعارا يعتمدون على التفعيلة وعلى
الموسيقي الداخلية المناسبة بين الألفاظ. وتقول نازك الملائلة بعدما أوردت شعران ’الكويلارا‘ و ’أزهار ذابلة‘
عن قبوليتهما لدي الناس . يقول علوي كاظم: " على أن ظهور هاتين القصيدتين لم
يلفت نظر الجمهور، و كانت مجلة ’العروبة‘[2]
على قصيدتي هو التعليق الوحيد على هذه النقلة في أسلوب الوزن. و مضت سنتان صامتتان
لم تنشر خلالهما الصحف شعرا حرا على الاطلاق."[3]
حصل الشعر الحر عبر مرور السنوات
قبولية تساوي قبولية الشعر العمودي لدي المسامعين والقارئين بما أنها تعالج موضوعا
تحس مشاعر الإنسان والقضايا المتعلقة بالقضايا المعاصرة، فإن الشعر الحر تتمسك
الوحدة الموضوعية وتراعي وضع القافية والتفعيلة والصياغة والبحر وفقا لموضوع
الشعر، وتتجسم الشعر البنية الموسيقية رغم أنها كلام موزون، ولكنه لا تراعي
الموازنة من بداية الشعر إلى نهايتها كما يراعي الشعر العمودي، بل يراعيها في
التفعيلة فقط فيكثر التفعيلة في بعض السطور كما يقل في بعض. نرى أن الشعر الحر في
بعض الأماكن تختلط مع اللغة الفصحى واللغة العامية، إنما يفعلونها لتواصل مفهوم
المتن إلى الممتعين بسرعة وفي لهجة فهمى، ولا يلتزمون بالقافية إلا نادرا، ومنهم
من يستخدمون قافية لعدد من الأبيات ثم يحولون إلى قافية أخرى. ويستخدمون الصور
الشعرية والتشابهات أكثر في الشعر الحر.[4]
لا يزال الشعراء يستخدمون هذا النوع
من الشعر لكتابة الأشعار حتى في يومنا هذا. يصيغون الأشعار الحساسية حتى يكونوا
أيقونية لدي الجيل الجديد ويستعدونهم قادرين أن يفكروا عن الوضع السياسي والاجتماعي
اللذين يعيشون فيهما. ومن أمثال هؤلاء الشعراء هشام الجخ وأنيش شوشان. هيا نتعرف
على هذين ونتحلل بعض أشعارهما.
ولد الشاعر هشام الجخ في محافظة
سوهاج بمصر في 1 أكتوبر 1978م وأسرته تنتمي إلى قبيلة هوراة، تلقى دراسته
الابتدائية في سوهاج، ثم ذهب إلى القاهرة لنيل شهاداته العليا الجامعية. ولم يتفرغ
بعدما تخرج من جامعة عين الشمس لأن وظيفة المشرف أتي إليه سرعان ما تخرج من الجامعة،
و كان مشرفا على المركز الثقافة في جامعة عين الشمس، ولكنه ما كان راضيا في هذه
الوظيفة بما أن هناك عدم الفرص للابداعات الجديدة ، فجلبه هذا التفكير إلى
استقالته من وظيفة المشرف في سنة 2009م، ولكنه حصل الفرصة خلال وظيفته في الجامعة
أن يستمر دراساته العليا في علم إدارة الأعمال من نفس الجامعة عام 2007م.
بعد الاستقال من الوضيفة تفرغ هشام
حياته للأدب والفنون، وقد يوضح ذلك اشتراكه في عديد من الحفلات الجماهيرية
والمهرجان الدولي والأمسيات في داخل وخارج مصر مع أنه يتيح الفرص للقاءات
التلفزيونية، ويؤكد التكريمات والجائزات[5]
اللاتي نال هشام علاقته بالأدب العربي.
اشتاق هشام إلى الشعر والأدب في سنه
المبكر، منذ شبابته لقب بأحسن شاعر عامية من اتحاد الكتاب المصري عام 2008م. ينظم
هشام الجخ الشعر في العامية والفصحة متساويا، رغم أن هناك أكثر من ستين قصيدة لهشام
الجخ يرفض أن تدونها في ديوان. وقد فاز
بالدرجة الثانية في مسابقة أمير الشعراء[6]
بأبي ظبي في الشعر الفصيح عام 2011م، و هذا الشعر الذي باسم ’ التأشيرة‘ ، ذاع
صيته لدي عالم العرب والعجم بما تحتويه من معاني وبأسلوبه الجذابة، ويقال أنه يمثل
الشعر على المنصة، الشعور يظهر في وجهه عندما يقدم الشعر، وسيلاحظ عن الشعر في الفقرات التالية.
القصيدة تستهل بهذه الكلمات: -
أُسَبِّحُ
باسمِكَ اللهُ
وليْسَ
سِوَاكَ أخْشاهُ
وأعلَمُ
أن لي قدَرًا سألقاهُ.. سألقاهُ
وقد
عُلِّمْتُ في صِغَرِي بأنَّ عروبَتِي شرَفِي
هذه القصيدة مقروضة في ثلاثة أقسام، ففي
البداية يخاطب الشاعر الحكام ويسأل عن أحوال المجتمع السيئة، يلوم الشاعر المجتمع النائم
وأحلامهم تبقون تحت الوسادة، يتقلدون الأسلاف ويكرهون الإبداعات وهذا الجيل يكرر جيلا،
ويقول إن في الإعادة إفادة، تهتمون أمور دينهم وتقصرون في العبادة، وقوم ظنوا أن
العبادة تقليد عمي، وحبهم مقصر إلى بلدهم وينتهي هذا القسم سائلا ما الإفادة من
هذا العيش المقلد. والقسم الثاني يبين عن اختلاف الناس وأهمية الاعتراف بالاختلاف،
ويقول أن الاختلاف ثراء وعطاء ووجود وبقاء. وفي القسم الثالث ينادي الإنسان ويوصيه
أن يعرترف الاختلاف لأن من الناس من هو أسود وأبيض ومنهم من هو سني أوكردي ومنهم
من هو مسيحي أو نصراني، ولكن الاعتراف أهم، لا بد أن يعيش الإنسان كما هو هو، ولا
يكن هو كغيره، لأن له ذاتية وتلك أقوى لديه من الأخريات، ولا بد أن يعتز به.
[1] علوي كاظم،
مصطفى. جينوم الشعر العمودي والحر. مؤسسة دارالصادق الثقافية، الطبعة
الأولى، ص-128، 2018
[2] العروبة مجلة لبنانية أسبوعية بدأت بالصدور
في العام 1935، كانت تصدر قبل هذا التاريخ بعام واحد تحت اسم «منتصف الليل»، وكانت
تضمّ ستّ عشرة صفحة.
[3] الملائكة، نازك. قصايا الشعر المعاصر. منشورات مكتبة
النهضة، الطبعة الثالثة، ص- 25 ، 1967م
[4] محمد أبو هليل نائلة. “مفهوم الشعر الحر
وخصائصه.” موضوع, 26 Jan.
2018, mawdoo3.com/مفهوم_الشعر_الحر_وخصائصه. https://mawdoo3.com
[5] تم تكريم الشاعر هشام الجخ في كل المحافل
والمهرجات الدولية التي يشارك فيها، مثل: مهرجان ربيع الفنون بالقيروان في تونس. ومهرجان
هلا فبراير --> الثلاثاء 9 فبراير 2016.، ومهرجان الفرح الأفريقي في مدينة دوز
- جنوب تونس. وتم التكريم خلال 7 حفلات جماهيرية في 7 ولايات مختلفة بالجزائر. أيضاً
حصل الشاعر هشام الجخ على العديد من الجوائز، أهمها: أحسن شاعر عامية شاب من اتحاد
الكتاب المصري 2008. حصل على المركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء بأبي ظبي 2011.
[6] برنامج أدبي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات
والبرامج الثقافية والتراثية بإمارات أبوظبي. https://princeofpoets.ae/ar/
[7] الجخ هشام. “التأشيرة.” الموقع الرسمي للشاعر هشام الجخ, www.algakh.com/albums/التأشيرة/. تاريخ التحميل 10./2/2019
[8] بندة ود. “الشاعر التونسي انيس شوشان: لم أغضب من السودانيين
الذين إنتقدوني.” النيلين, 12 May 2018, www.alnilin.com/12937244.htm.
ملخص البحث: يتناول هذا المقال راهن المشهد الشعري المغربي المعاصر، من زاوية تداعيات زمن العولمة وثورة التكنولوجيا، مستحضرا التحولات التي همت مسار وخصوصيات الممارسة الشعرية المغربية، بداية من
Read Moreملخص البحث: حاولنا في هذه الأوراق تقصي أهم سمات الرومنسية في الشعر الجزائري ومقارنته
Read Moreملخص البحث: تسعى الدراسة إلى الب
Read Moreملخص البحث: تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الإيقاع الخارجي أو ما يعرف بالوزن والقافية، باعتبارهما عنصرين مهمين جدا في الشق الشعري، فهما الركيزة الأساسية في بنائه، وقد كانا بمثابة الروح التي تسري في القصيدة لتجسيدهما حالة الشاعر النفسية
Read Moreملخص البحث تهدف الدراسة إلى الوقوف على قصيدة "الزائر الأخير" للشاعر عبد الرزاق عبد ا
Read Moreملخص البحث:للمشتقات الاسمية دور فعال في تأدية الشاعر للمعنى المعبر نحو المجتمع، ويظهر ذلك جليا فيما خلفه أبناء الشعب النيجيري في القرن العش
Read Moreملخّص البحث: أحمد زكي أبو شادي (1892-1955م) شاعر مصري، من روّاد الشعر في العصر الحديث. إنه أنشأ "جماعة أبولّو" وأصدر " مجلة أبولّو". فأحدثت هذه الجماعة وتلك المجلة نهضة جديد
Read Moreملخص البحثيعد الشعر الحر من أحد أنواع الشعر الأكثر انتشارا بما له من ارتباط على صعيد البناء الموسيقي، و بإبداعيته و قدرة التعبير الفكرية. فيقوم الباحث بتحليل شعرين من هذا النوع، الأول نظمه الش
Read Moreملخص البحثتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على القضايا الاجتماعية في رواية "دمشق يا بسمة الح
Read Moreملخص البحثإن جميع اللغات في العالم تندرج من بعض الأصوات والإشارات والإيماءات، ومن هذه الأصوات تتكون الكلمات التي تكون اللغة وتجعلها أداة للعلاقة بين الفرد ومجتمعه، فهذه الكلمات لها دلالة قد ت
Read More"وإِنَّما الشِعرُ لُبُّ المَرءِ يَعرِضُهُعَلى المَجالِسِ إِن كَيساً وَإِن حُمُقاوَإِنَّ أَشعَرَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُبَيتٌ يُقالَ إِذا أَنشَدتَهُ صَدَقا "(حسان بن ثابت)الشعر وسيلة سهلة لتعبير خيا
Read More