مقاومة ’تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين‘ ضد الاستعمار البرتغالي

د.محيب عكره كولافان

مقدمة البحث:

وأن كتاب ’تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين‘ من أهم المراجع التاريخية في تاريخ كيرالا في القرون الوسطى. يحتوي هذا الكتاب على تاريخ كيرالا، وتاريخ مقاومتها ضد الاستعمار البرتغالي من سنة 1498م (904هـ) إلى 1583م (991هـ). وكذا يحتوي على تاريخ انتشار الإسلام في كيرالا، وذكر بعض عادات وتقاليد هندوس مليبار في تلك الأزمنة،[1] وباب في تحريض المسلمين على الجهاد ضد البرتغاليين وذكر فضائله.

نبذة عن حياة المؤلّف وآثاره الأدبية: هو شيخ الإسلام أحمد زين الدين بن محمد الغزالي بن الشيخ زين الدين أبي يحيى بن علي بن أحمد  المخدوم المعبري الفناني الشافعي. ولد في جولامبال (Chelambil) قريبا من ماهي في جنوب كيرالا سنة 938هـ. واختلف البعض في موضع ولادته، فيرون أنه ولد في فناني نفسها. ولا توجد المواثق التاريخية لتحقيق أحد الرأيين. وكانت ولادته في أسرة العلم والأدب والشرف والفقه. ولذا تربى تربية حسنة.

ولد في الأسرة المخدومية التي ترجع أصولها إلى اليمن. وصلوا في سواحل تامل نادو في مناطق كيلاكارا (Keelakkara)، وكايال فاتانام (Kayal pattanam)، وغيرها. وكانت لهم دور فعّال في انتشار الإسلام في ناجور(Nagur)، وتيروشيرابالي (Thiruchirappalli)، ومادهوراي (Madhurai)، وتانشافور (Thanjavur)، وغيرها. ثم انتقلوا إلى فنّاني في بداية القرن التاسع للهجرة. وكان أولهم الشيخ زين الدين إبراهيم بن أحمد المخدوم، عم زين الدين المخدوم الكبير.[2]  وكان جده الشيخ زين الدين بن علي (زين الدين المخدوم الأول) من كبار علماء عصره. وكان أديبا وشاعرا. وله مؤلفات عديدة في النظم والنثر والشعر.

واما والده  هو الشيخ محمد الغزالي بن زين الدين أبي يحي بن علي. وهو من الإبن الثالث للشيخ زين الدين المخدوم الأول. وكان عالما وفقيها، وقاضي القضاة في جنوب مليبار. وهو الذي بنى مسجد جولامبل (Chelambil). وكان قاضيها ومدرسها. وتزوج من أسرة فالياكات تاراكّيتي (Valiyakth Tharaketty).[3] وله ايضا مؤلفات عديدة، منها ’مسلك الأتقياء ومنهج الأصفياء‘- شرح لقصيدة والده  ’هداية الأذكياء‘ وغيرها.  التحق زين الدين المخدوم الثاني بالمسجد الجامع في فناني. وتعلم  من عمه العالم الكبير، الشيخ عبد العزيز المخدوم. وتعلم أغلب العلوم الشائعة في عصره من الفقه، واللغة، والأدب، والشعر، والتصوّف، وعلم الكلام وغيره، واشتهر في علم الفقه وصار فقيها.

ثم ارتحل في سفينة إلى مكة، قاصدا أداء فريضة الحج وطلب العلم. فأدى فريضة الحج وقام بزيارة المدينة المنورة. ثم قضى في مكة نحو عشر سنوات يتفقه في علوم الدين المختلفة. وتحقق في الأحاديث النبوية. وتلمذ على الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي، وشيخ الإسلام عز الدين بن عبد العزيز بن الزمري، والعلامة وجيه الدين عبد الرحمن بن زياد، وشيخ الإسلام عبد الرحمن بن صفا، وتلمذ في التصوف على أبي الحسن الصديق البكري.[4] ثم رجع  إلى فنّاني وقضى فيها مدرسا لستة وثلااثين سنة. وتوفي سنة 991م.[5]. ويقول جرجي زيدان أنه توفي سنة 987هـ.[6]

مقاومة تحفة المجاهدين ضد الاستعمار البرتغالي: وقد اعترف الباحثون والعلماء والمؤرخون بمكانته. واما اسم الكامل للكتاب فقد جاءت في طريقين. الأول: ’ تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين‘. وهذا هوا الشائع استخداما في النسخ المطبوعة من كيرالا، والمستخدم بين علمائها وغيرهم. وأما الثاني هو: ’ تحفة المجاهدين في بعض أحوال البرتغاليين‘. نراها مستخدمة في نسخة طبعت من بيروت سنة 1985م (1405هـ) والتي قامت باصدارها دائرة المعارف الهندية في سلسلة أبحاث ودراسات عن تاريخ شبه القارة الهندية. وكذا في نسخة ’تاريخ البرتغاليين في مليبار لدافيد لوبس (Historia Portuguese No Malabar: David Lopes) التي نشرت سنة 1835م من ليشبون، مع ترجمة القسم الرابع إلى اللغة البرتغالية.[7]

فترة تأليف الكتاب:

وقد اشتمل الكتاب تاريخ كيرالا من سنة 1498م إلى 1583م. ولذا كتبه صاحبه زين الدين المخدوم الصغير بعد سنة 1583م. يقول المؤرّخ الدكتور ك.ك.ن كوروف في مقدمة ترجمة تحفة المجاهدين الإنجليزية ” تحفة المجاهدين الذي كتب بعد 1583م يتداول بالمعلومات الكرونولوجيكية السياسية العسكرية للسامري من كاليكوت وعن أسرة كنج علي ماريكار أمراء أسطوله في البحر ومقاومتهم ضد البرتغال.[8]

يقول سعيد الطريحي

“ومن أبرز العوامل التي دعت المؤلف لتأليف هذا الكتاب،  العامل الديني. فقد وجد من واجبه كرجل دين وقائد روحي لعشرات الآلاف من المسلمين المليباريين، أن لا يستكين لمواقف الغزاة الأعداء الذين أذاقوا المسلمين الويلات والمصائب، بل وأجبروهم في أحايين أخرى على اعتناق النصرانية، ونهبوا ممتلكاتهم، واعتدوا على أعراضهم، وسلبوا تجاراتهم ومجدهم الاجتماعي الكبير”. [9]

وقد أهدى المؤلف كتابه إلى السلطان علي الأول بن إبراهيم عادل شاه، خامس ملوك السلالة عادلشاهية، أحد سلالات المسلمين المستقلة في جنوب الهند. أسسها يوسف عادل شاه سنة 1489م (895هـ). اشتهر ملوك عادل شاهية بإخلاصهم لمذهبهم الإمامي من الشيعة، وتشجيعهم للعلوم والفنون، وبراعتهم في البناء والعمارة. حكم المملكة تسعة سلاطين، وكان آخرهم سكندر بن علي الذي عُزل سنة 1097هـ وتوفي سنة 1100ه. ثم ضمها أورنك زيب إلى الإمبراطورية المغولية. [10]

وهذا السلطان الخامس علي الأول كان من أهل الرأي والعلم  والحزم، تقلد الحكم سنة 965ه بعد وفاة إبراهيم الأول بن إسماعيل عادل شاه. وكان أيضا من المجاهدين المقاومين ضد البرتغاليين. وقد استشهد السلطان علي الأول عادل شاه في 23 صفر 988هـ .[11] يقول الشيخ المخدوم في مقدمة الكتاب؛

“وسميته ’تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتكاليين‘….. وجعلتها تحفة لحضرة أفخر السلاطين، وأكرم الخواقين ، الذي جعل جهاد الكفرة قرة عينه، وأعلى كلمة الله بالغزاء…….. ناشر العدل والإحسلن، باسط أكف الفضل والامتنان، السلطان الأعظم، المظفر الاواه، السلطان علي عادل شاه”.[12]

مضمون الكتاب: يتضمن كتاب ’تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين‘ من مقدمة وأربعة أقسام وعدة فصول. يقول صاحب الكتابة في مقدمة الكتاب عن مضامنيه؛

 “وسميته ’تحفة المجاهدين في بعض أحوال البرتغاليين‘، ذكرت فيها مع بعض ما مضى من مساويهم، ظهور دين الإسلام في ديار  مليبار، ونبذة يسيرة من أحكام الجهاد، وعظيم ثوابه، والتحريض عليه بنص التنزيل والآثار، وشيئا اختص به كفرتها من غرائب الأخبار.” [13]

والكتاب يشتمل على أربعة أقسام:

القسم الأول في بعض أحكام الجهاد وثوابه والتحريض عليه.

والقسم الثاني في بدء ظهور الإسلام في ديار مليبار.

والقسم الثالث في نبذة يسيرة من عادات كفرة مليبار.

والقسم الرابع في وصول الإفرنج (البرتغال) إلى بلدة مليبار وبعض أفعالهم القبيحة. وفيه أربعة عشرفصلا.

يقول الكاتب عن هدفه  وأغراضه في تأليف هذا الكتاب “فجمعت هذه المجموع ترغبيبا لأهل الإيمان، في جهاد عبدة الصلبان، فإن جهادهم فرض عين لدخولهم بلاد المسلمين.”[14]

وفي المقدمة يشير المؤلّف إلى وصول الإسلام إلى مليبار حيث يقول؛ “وقد أكرم الله أهل مليبار من الهند بقبول دين الإسلام طائعين راغبين لا راهبين ولامخزيين.”[15]

القسم الأول في بعض أحكام الجهاد وثوابه والتحريض عليه: يبين المؤلّف في هذا القسم عن حالة الجهاد بحيثية فروضيته وأحكامه. ثم يبينها بالنسبة إلى مسلمي مليبار. فيقول؛ “وثانيهما (ثاني حالة الكفار) أن يدخلوا بلاد المسلمين كما في قضيتنا هذه، فالجهاد فرض عين على كل مسلم مكلف قوي بها.[16]

هذا هو الجهاد الذي يقوده الامير والملك، كما قام مسلمو مليبار في الجهاد تحت ملوكهم وأمرائهم ذودا عن وطنهم ضد الاستعمار الأوروبي. وأما هذه كانت أن البرتغاليين قد وفدوا إلى ديار مليبار، وأخذوا يظلمون على أهالي البلاد ويقاتلونهم. فلذا صار الجهاد والقتال فريضة عين.

ويشير في هذا القسم أيضا إلى حالة المسلمين في مليبار تحت رعاية الملك السامري في كاليكوت، ونصره المسلمين في الجهاد والحروب ضد البرتغال، رغم عدم وجود ملوك المسلمين في مليبار. وكذا كان المسلمون والسامري ينتصرون من سلاطين المسلمين، ولكنهم لم ينصروهم ولم يعينوهم.

ثم يحرّض الشيخ زين الدين المخدوم المخاطبين على الجهاد مقتبسا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحتوي على خمس آيات وأكثر من أربعين حديثا من الأحاديث النبوية.

القسم الثاني: في بدء ظهور الإسلام في مليبار: وهذا القسم يشتمل على بيان تاريخ وصول الإسلام إلى مليبار وانتشاره فيها. ويقول إن الإسلام قد وصل في القرن الثاني للهجرة. ولكن حقق المؤرخون والباحثون بوصول الإسلام إلى مليبار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه إذ أن علاقتها مع البلاد العربية منذ قبل الميلاد سهلت الطريق لدخول دين الإسلام إلى مليبار في أوائل ظهوره.

فأولا يبين عن القصة المروية بالتواتر بين مسلمي مليبار في قبول ملك من ملوكها الإسلام. ويقول:

“وذلك أن جمعا من اليهود والنصارى دخلوا بلدة من بلاد مليبار يقال لها كدنغلور،- وهي مساكن ملكها- في مركب كبير بعيالهم وأطفالهم، وطلبوا منه الأراضي والبساتين والبيوت وتوطنوا فيها. وبعد ذلك بسنين وصل إليها جماعة من الفقراء المسلمين معهم شيخ قاصدين زيارة قدم أبينا آدم عليه السلام بسيلان. فلما سمع الملك بوصولهم طلبهم وأضافهم وسألهم عن الأخبار. فأخبره شيخهم بأمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام، وبمعجزة انشقاق القمر. فأدخل الله سبحانه وتعالى في قلبه صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به، ودخل في قلبه حب النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الشيخ بأن يرجع هو وأصحابه إليه بعد زيارة قدم آدم عليه السلام ليخرج هو معهم، ومنعه أن يحدث بهذا السر للمليباريين. ثم إنهم سافروا  إلى سيلان ورجعوا إليه. فأمر الملك الشيخ بأن يهيأ مركبا لسفره من غير أن يعلم به أحد. وكان في البندر المذكور مراكب كثيرة للتجار الغرباء. فقال الشيخ لصاحب مركب “أنا وجماعة من الفقراء يتوقعون أن يركبوا في مركبك” فرضي بذلك صاحب المركب. ولما قرب وقت السفر نهى الملك أهل بيته ووزرائه أن يدخل أحد منهم مدة سبعة أيام، وعين في كل بلدة من بلدانه شخصا، وكتب لكل كتابا مفصلا بتعيين الحدود حتى لا يتجاوز أحد عن حده الذي عينه. والحكاية في ذلك مشهورة عند كفرة مليبار أيضا. وكان ملكا متواليا في جميع مليبار، وحدها من الجنوب كمهري، ومن الشمال كانجركوت. ثم إن الملك ركب مع الشيخ والفقراء في المركب ليلا ، وسار المركب حتى وصل إلى فندرينة، فنزل فيها ولبث يوما وليلته، ومنها سار المركب إلى درمفتن، ونزل فيها ولبث ثلاثة أيام، ومنها سار المركب إلى شحر، ونزل فيها هو ومن معه. وبعد مدة طويلة رافقت جماعة في السفر معه إلى مليبار لعمارة المساجد وإظهار دين الإسلام فيها. ثم إن الملك مرض واشتد مرضه فوصى أصحابه الذين رافقوه وهو شرف بن مالك، وأخوه من الأم مالك بن دينار، وابن أخيه حبيب بن مالك وغيرهم، بأن لا يبطلوا سفر الهند بعد موته، فقالوا: “نحن لا نعرف موضعك ولا حد ولايتك، وإنما أردنا السفر بصحبتك” فتفكر الملك ساعة وكتب لهم ورقة بخط مليبار عين فيها مكانه وأقربائه، وأسماء ملوكهم، وأمرهم أن ينزلوا في كدنكلور(كدنغلور) أو درمفتن ِأو فندرينة أو كولم. وقال لهم “ تخبروا بشدة مرضي، ولا بموتي إن مت أحدا من المليباريين”، ثم إنه توفي رحمه رحمة واسعة.

وبعد ذلك بسنين سافر شرف بن مالك، ومالك بن دينار، وما لك بن حبيب وزوجته قمرية، وغيرهم مع الأولاد و الأتباع إلى مليبار في مركب، فوصل كدنغلور، ونزلوا فيها وأعطوا ورقة الملك الذي فيها وأخفوا خبر موته، فلما قرأها وعلم مضمونها أعطاهم الأراضي والبساتين على مقتضى ما كتبه، فأقاموا فيها مسجدا، وتوطن فيها مالك بن دينار، وأقام ابن أخيه مالك بن حبيب مقامه لبنائه المساجد في مليبار، فخرج مالك بن حبيب إلى كولام بماله وزوجته وبعض أولاده وعمر بها مسجدا، ثم خرج منها بعد ما خلى زوجته فيها ِإلى هيلي ماراوي وعمر بها مسجدا. ثم ِإلى باكنور وعمر بها مسجدا، ثم رجع منها إلى منجلور وعمر بها مسجدا، وخرج إلى كانجركوت وعمر بها مسجدا. وخرج إلى هيلي ماراوي وأقام فيها ثلاثة أشهر، ومنها إلى جرفتن وعمر بها مسجدا، ومنها إلى درمفتن وعمر بها مسجدا ، ومنها إلى شاليات وعمر بها مسجدا، وأقام بها مدة خمسة أشهر، ومنها إلى كدنكلور عند عمه مالك بن دينار، ثم سافر منها إلى المساجد المذكورة وصلى في كل مسجد منها ورجع إلى كدنكلور شاكرا لله وحامدا له لظهور دين الإسلام في أرض ممتلكة كفرا.”[17]

ثم يقول عن هذه القصة يبين موقفه ورأيه،

 “هذا خبر أول ظهور الإسلام في بلاد مليبار، وأما تاريخه فلم يتحقق عندنا، وغالب الظن أنه كان بعد المائتين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوة والتحية. وأما ما اشتهر عند مسلمي مليبار أن إسلام الملك المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم برؤية انشقاق القمر ليلة، وأنه سافر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتشرف بلقياه ورجع إلى شحر مع الجماعة المذكورين وتوفي فيها فلا يكاد يصح شيئ منها.”[18]

هذا ما رآه مؤلفنا في بدء ظهور الإسلام في مليبار. ولكن الذي حققه المؤرخون أن انتشار الإسلام في مليبار كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أن علاقاتها التجارية مع البلاد العربية أدت إلى قبولها الإسلام. وقد رأى سي. ك. كريم،

“إن كثيرا من المناطق الساحلية لمليبار كانت معروفة لدى العرب لعلاقاتهم القائمة بها، وتنقلاتهم المستمرة بينها وبين بلادهم من أجل التجارة، وبما أنهم كانوا لا يصحبون أزواجهم في هذه الرحلات، كانوا يتزجون من البنات المليباريات. ونتج عن هذه المصاهرة جيل مخضرم. ولا يصح أن نقول أن المليباريين الذين كانوا على علاقة وثيقة مع التجار الوافدين من جزيرة العرب، واليمن، والعمان، لم يعرفوا منهم هذه الثورة الإسلامية التي وقعت في بلادهم ايام زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن أبناء العرب الذين كانوا يعيشون في المناطق الساحلية لمليبار، والمليباريون الذين كانوا يعاشرونهم، ويعيشون تحت نفوذهم، قد تأثروا لهذه العقيدة.”[19]

يقول آر.إي ميلّار (R E Miller) عن انتشار الإسلام في سواحل كيرالا؛

 “هؤلاء العرب هم أجداد مسلمي مليبار. كما أنهم كانوا تجار ما قبل الإسلام، توافرت لهم بيئة ودّية سهّلت لهم تعريف الإسلام. وبصفتهم مسلمين عرّفوا عقيدتهم  ودعوا إليها على الرغم من أن الأدلة غير حاسمة وغير مقنعة. يمكن أن نفترض في هذه الظروف افتراضا صحيحا أن الإسلام مثل طريقة انتشار اليهودية والنصرانية استقرّ في كيرالا منذ زمن متقدم جدا. ونكاد نجزم أنه كان قبل انتهاء القرن السابع للميلادي “[20]

وقد بحثنا عن وصول الإسلام وانتشاره في كيرالا في الباب الأوّل من هذا البحث. ثم يقول الشيخ عن المساجد التي بناها هؤلاء الجمع المذكور.ثم يقول؛

“أنه قسم (الملك المذكور) ولايته عند قرب سفره على أصحابه الا السامري الذي كان أول رعاة بندر كاليكوت. فإنه كان غائبا عند القسمة، فلما حضر أعطاه سيفا وقال له ’اضرب بهذا وتملك‘. فحمل بمقتضى قوله فتملك كاليكوت. وبعد زمان سكن فيها المسلمون ووصل إليها التجار وأصحاب الصنائع من أطراف شتى وكثرت التجارة فيها حتى كبرت. وظهرت قوة السامري فيما بين رعاة مليبار. ورعاتها كلهم كفرة، وفيهم القوي والضعيف.”[21]

ثم يقول عن ملوك مليبار في تلك الأزمنة، فيشير إلى تروودي- ملوك ويناد– راعي كولام، وكولوتيري راعي هيلي ماراوي، وجرفتن، وكانانور، وإيداكاد، ودرمفتن.[22]

القسم الثالث في ذكر نبذة يسيرة من عادات كفرة مليبار الغريبة: بعد أن بين ظهور الإسلام في ديار مليبار وانتشاره فيها  في القسم الثاني، يبدا في القسم الثالث ببيان بعض العادات والتقاليد التي كانت قائمة بين الهندوس وعرف نظام الطبقات في الديانة الهندوسية التي تقلدها أصحابها في ذاك الزمان. يقول الدكتور أ.ي ولاية الله في تمهيد الترجمة الإنجليزية لتحفة المجاهدين، “هذا الكتاب – تحفة المجاهدين – من أوائل الوثائق التاريخية التي تؤدّي بمعلومات عن عادات وتقاليد المجتمع الهندوسي في مليبار.”[23]

يقول الشيخ زين الدين المخدوم عن عاداتهم الجارية في تلك الأزمنة؛

“إعلم أن في كفرة مليبار عادات غريبة ليست في غيرها من الأقطار. منها أنه ان اقتتل راعيهم في الحرب يتهجم عساكره على خصمه وعساكره وبلاده، حتى يقتلوا جميعهم أو يخربوا مملكة خصمه جميعا، ولهذا يهابون من قتل الراعي هيبة عظيمة. وهذا عادتهم القديمة وإن قلت المحافظة  على ذلك في هذا الزمان.”[24]

ثم يقول  أن رعاة مليبار صنفان، صنف من معين السامري وصنف من معين راعي كوشن.ثم يبين عن عاداتهم في الحرب، وعن عاداتهم بعد موت أقاربهم، وعن التقاليد في الميراث  عند النيار وغيرهم،  وتقاليد النكاح عند البراهمة وغيرهم من أهالي كفرة مليبار.

ويقول “ومنها أنه يجتمع على امرأة واحدة من طوائف النيار، ومن قاربهم إثنان أو أربع أو أكثر. ويتناوب كل منهم ليلة كما يقسم الزوج المسلم بين زوجاته. ووقوع العداوة والشحناء بينهم في ذلك قليل.” [25]

ويقول أيضا عن عادات الإرث فيهم، “ومنها أن الإرث من طوائف النيار ومن قاربهم لإخوتهم من الأم، وأولاد أخواتهم وخالاتهم أوقرابتهم من جهة الأم، لا للأولاد مالا وملكا.”[26]

 وكذا يبين عن لباسهم ثم عن نظام الطبقات. ثم ينتهي القسم الثالث ببيان عن الملوك والرعاة في كاليكوت ومعاملتهم مع المسلمين. ويقول،

“…ومع هذا وللمسلمين فيما بينهم حرمة وعزة، لأن أكثر عمارات بلادهم بهم، فيمكنون من إقامة الجمع والأعياد، ويعيّنون الوظائف للقضاة والمؤذّنين، ويعينون في إجراء الأحكام الشرعية بين المسلمين، ولا يرخصون في تعطيل الجمعة. ولا يأخذون منهم إلا العشور في التجارة، وإلا الغرامات إذا صدر منهم ما يقتضي الغرامة عندهم، ولا يأخذون الخراج من أصحاب الزراعات والبساتين ولو كثرت. …. ولا يتعرضون لمن أسلم منهم بأذى، بل يحترمونه كاحترام سائر المسلمين.. ولو كان عندهم من أسافلهم”[27]

القسم الرابع في ذكر وصول الإفرنج إلى مليبار وشيئ من أفعالهم القبيحة: وهذا القسم الرابع من أربعة عشر فصلا يشتمل على تاريخ كيرالا من سنة 1498م من قدوم فاسكو دا جاما إلى مليبار  إلى سنة 1583م إلى وقوع الصلح بين السامري وفيزروي البرتغالي من ملك فيليب، فرانسيسكو ماسكارانهس، كما يحتوي على تاريخ الاستعمار البرتغالي، واستيلاء  الاستعمار البرتغالي، ومعاملتهم مع أهالي كيرالا، ومصالحتهم مع الملوك والأمراء، ومقاومة أهالي البلاد وبعض الملوك والأمراء استعمار البرتغاليين وغيرها من تاريخ كيرالا في القرن السادس عشر الميلادي.

الفصل الأول: في ابتداء وصولهم (الإفرنج) إلى مليبار ووقوع الخلاف بينهم وبين السامري، وبناء قلعتهم في كشي، وكننور، وكولام، وأخذهم بندر غووا وتملكهم لها. يشتمل هذا الفصل على حوادث ووقائع منذ أن قدم فاسكو دا جاما سنة 1498م (904هـ). “وذاك أنهم وصلوا في فندرينة في ثلاث مسماريات (سفن صغيرة) بعد انقطاع موسم الهند، ثم خرجوا منها إلى بندر كاليكوت في طريق البرّ، وأقاموا فيها شهورا يتعرّفون أخبار مليبار وأحوالها.”[28]ويقول الشيخ المخدوم عن هدفهم “وسبب وصولهم إلى مليبار على ما يحكى عنهم، طلب بلاد الفلفل ليختص تجارته بهم، فإنه ما كانوا يشترونه إلا من الذين يشترونه ممن يجلبونه من مليبار بوسائط.”[29]

وما كانت التجارة الغرض الوحيد للبرتغاليين، وكانت هذه التجارة مرتبطا بالعمل المقدس ونشر الديانة المسيحية بين المسلمين والوثنيين. وقد عبّرها ملك عمانوئيل (1495-1521) عن أغراض الحملة الأولى، أن الغرض من اكتشاف الطريق البحري إلى الهند هو نشر المسيحية والحصول على ثروات الشرق.[30]

ثم يشير إلى قدوم القائد ألفاريز كبرال سنة 1500م، وتعذيبه المسلمين، وظلمه في البحر، ومصالحته مع أوني كودها فارما، ملك كوشن وبناء قلعة مانويل فيها، ومصالحته مع كولوتناد، وكولوتري من كانانور ثم عن سفرهم إلى البرتغال بالفلفل والتوابل. ثم عن تتابع قدوم السفن الصغيرة، وعن قدوم جاما لمرة ثانية سنة 1502م، ثم عن مهاجمة السامري كوشن، وعن تتابع وصول السفن من البرتغال في كل عام بالرجال والأموال، وسفر مراكبهم الكبيرة من مليبار بالفلفل والزنجبيل وسائر البضائع، واستقرارهم في كوشن، وكانانور، وعن ظلمهم في البحر ومحاربة السامري والمسلمين معهم. ثم يقول؛

“وكان السامري يراسل سلاطين المسلمين طلبا لإعانتهم فلم ينفع، ولكن سلطان جزرات (كجرات) السلطان محمود شاه، والد السلطان الفاضل مظفر شاه، وعادل شاه جد علي عادل شاه الأعلى، نور الله مرقدهم، أمر بتهيئة المراكب  والغربان ولم يوفقا للإخراج في البحر، وأما سلطان مصر قانصوه الغوري  فقد أرسل من أمرائه الأمير حسينا مع بعض العساكر في ثلاثة عشر غرابا، فوصل بها إلى بندر ديو كجرات.”[31]

ثم وصلت البرتغال أيضا في ديو فوقعت الحرب بين الفريقين، ورجعت البرتغال إلى كوشن غالبين. ثم يشير المؤلف إلى بعض الحروب التي قادها الأمراء المسلمون في كجرات، وفي مصر، وغيرها من السواحل التي استعمرتها البرتغال مقاومة للاستعمار البرتغالي.

ثم يبين عن محاربة البرتغال كاليكوت سنة 1510م تحت قيادة ألبوكيرك وإحراقهم مسجد مثقا ل في كوتيشيرا في كاليكوت (الذي عمره الناخذا مثقال) وعن فشلهم فيها حتى هربوا. وكذا يبين عن محاربتهم في بنّاني، ومصالحتهم مع ملك كولام، وبناء القلعة فيها، ومحاربتهم غووا التي كانت تحت عادل شاه الأعلى وتملكهم لها، واستردادها منهم عادل شاه، ثم استيلائهم عليها وبنائهم فيها قلعات عديدة.

الفصل الثاني: في الإشارة إلى شيئ من قبائح أفعالهم: يبين المؤلف في هذا الفصل عن المعاملة الشنيعة التي عاملتها البرتغال مع مسلمي مليبار بعد أن استعمرتها البرتغال. فإن البرتغاليين ظلموهم وأفسدوهم وأفسدوا فيهم. يبينها الشيخ المخدوم بيانا تامّا. وسيأتي بيانها في بحث عناصر المقاومة في كتاب تحفة المجاهدين.

الفصل الثالث: في مصالحة السامري الإفرنج وبناء القلعة في كاليكوت: يبين هذا الفصل عن مصالحة السامري مع البرتغال، وذاك عندما توفي السامري (إيرناد إيلانكور نامبياتيري تيرومولباد) وتولى بعده أخوه نمبياتيري السامري، رأى بعد هذه المحاربة المستمرة وصرف الأموال الجزيلة، واشتداد ضعف المسلمين أن المصلحة في الصلح مع البرتغاليين. فصالح مع ألبوكيرك في اليوم الرابع والعشرين من الكانون الأول سنة 1513م. وأذن لهم لبناء القلعة في كاليكوت بشرط تمكين رعاياه في تسفير أربعة مراكب إلى بر العرب بالفلفل والزنجبيل، والسفر للتجارة في كجرات وغيرها بأوراقهم كغيرهم من رعايا الملوك. ولكنهم بعد الانتهاء من بناء قلعتهم نقضوا شرائط الصلح وبدأوا في الظلم والإيذاء. ثم يقول عن سيياسة البرتغال وإطاعتهم لأمرائهم، وخضوع رعاة كيرالا وغيرها لهم، ومعارضة المسلمين وغيرهم ضد البرتغال.[32]

ثم يصف مكر البرتغال في اغتيال السامري، وعن خلاصه من مكرهم، وعن خروج البرتغال من غووا سنة 1517م قاصدين بندر جدة، ومواجهتهم مع عساكر الرومي والمسلمين، حتى رجعوا خائبين بإذن الله.[33]

الفصل الرابع: في سبب وقوع الخلاف بين السامري والإفرنج، وفتح قلعة كاليكوت: يبين المؤلف في هذا الفصل عن الحوادث والمعارضات التي وقعت بين أهالي مليبار والبرتغاليين خلال فترات سنة 1523-1531م (931-938هـ). عندما ازداد تعدي البرتغاليين وإفسادهم في كاليكوت، خرج في سنة 1523م بعض المسلمين من فندرينة، وتشماد، وترورنغادي، وبربور، وغيرها، وأخذوا من مراكب البرتغال الصغار الخارجة للتجارة نحوعشرة. وكذا وقعت الفتنة بين المسلمين والبرتغال سنة 1524م في فندرينة في كاليكوت.[34]

ثم يبين عن حادثة وقعت بين المسلمين واليهود في كودنغلور. فاجتمع من مختلف المناطق كثيرون للخروج ضد اليهود والبرتغال. وكذا خرج في سنة 1524م من درمادهام، وإدكاد، وكانانور، وترورنغادي، وهيلي، وتشماد لمخالفة البرتغال وحربهم.[35]

وفي نفس السنة انتقلت أسرة ماريكار من كوشن. وكان فيهم فقيه أحمد ماريكار، وأخوه كنج علي ماريكار، وخالهما محمد علي ماريكار، وأتباعهم. وهاجمت البرتغال بناني وأفسدوا فيها فسادا عظيما.[36]

ثم يشير المؤلف إلى فتح قلعة كاليكوت في سنة 1525م. وكانت الفتن والخلافات بين المسلمين والبرتغال تزداد يوما فيوما في كاليكوت. وعزم السامري محاربة البرتغال، وكان إذ ذاك غائبا في مسافة بعيدة، وأرسل وزيره للقيام بمحاربة البرتغال. فشارك فيها المسلمون والنياروغيرهم. يقول المخدوم؛

“فوصل إليها المسلمون للجهاد في سبيل الله من بلدان كثيرة. ثم وصل السامري بنفسه إلى كاليكوت. ونفد ما عندهم (البرتغال) من القوت، وانقطع طمعهم في وصوله إليهم من خارج القلعة، فطلعوا جميع ما فيها من مراكبهم وقطعوا القلعة من الداخل وركبوا في مراكبهم، وذهبوا.”[37]

ويشتمل هذا الفصل أيضا على بيان محاربة المسلمين البرتغال في البحر، وصلح البعض من درمفتن، ودوام السامري ورعاياه في مقاومة البرتغال حتى ضعفوا وافتقروا، وعلى صلح ملك تانور مع البرتغال سنة 1528م (935هـ)، وبنائهم قلعة في شمال نهر بناني. وكذا من خروج بعض رعايا السامري في قيادة علي إبراهيم ماريكار، وابن عمه كوتي إبراهيم ماريكار، وغيرهم سنة 1530-1531 إلى كجرات للتجارة ولكنهم لم ينجحوا فيها.[38]

الفصل الخامس: في بناء الإفرنج قلعتهم في شاليات وصلح السامري معهم مرة ثانية: وقد بين المؤلف في هذا الفصل عن بناء  البرتغاليين قلعتهم في شاليات بعد ان وقع الصلح بينهم وبين السامري بواسطة راعي تانور. فبنى البرتغايون قلعتهم في شاليات سنة 1531م (938هـ). ويقول الشيخ زين الدين المخدوم أنهم هدموا مسجد مثقال في كاليكوت وغيره من المساجد، واستخدموا حجارة المسجد لإتمام بناء القلعة.[39]

وكذا يشير إلى وفاة السامري الذي فتح قلعة كاليكوت، وصالح مع البرتغال، ثم عن تولية أخيه نامبياذري السامري بعد وفاة أخيه، ومحاربته مع راعي تانور، ثم عن مصالحة راعي تانور معه، وعن محاربة الأمير مصطفى الرومي مع البرتغال في كجرات وفشل البرتغاليين في تلك المهاجمة.[40]

الفصل السادس: في صلح السامري مع الإفرنج مرة ثالثة: وفي سنة 1533م (940هـ) صالح السامري مع البرتغال بشروط مثل الإذن في تسفير أربعة  مراكب إلى بر العرب. وهذا الفصل يحتوي أيضا على الإشارة إلى محاربة السامري مع راعي تانور، ووقوع الصلح بينهما على إعطاء الأراضي التي لراعي تانور قريب بنّاني، والجزيرة التي عند  شاليات للسامري، ثم إلى وصول وفد بهدايا من السلطان بهادرشاه يطلب من مسلمي مليبار الخروج إلى كجرات لمحاربة البرتغال في البحر. ولكن لم يتم هذا، وكان هذا  في سنة 1534م في ربيع الأول من سنة 941هـ.[41]

الفصل السابع: في صلح السلطان بهادرشاه مع الإفرنج وإعطائه بنادر لهم رحمه الله: عندما هاجم هومايون كجرات سنة 1535م (أواخر941هـ)، طلب بهادرشاه إعانة البرتغال خوفا من هومايون. فوقع الصلح بينهم، وأعطى بهادرشاه بعض بنادره مثل وسي، ومهاهيم. فجعلوا نصف عشورها لهم، فأحكموها وحصّنوها. ثم قتلوه سنة 1537م (943هـ)، وتملكوا على ديو.[42]

ثم يبين المخدوم الصغير عن قدوم البرتغال إلى برونور وقتلهم كوتي إبراهيم ماريكار وأصحابه، إذ أنهم سفّر المركب إلى بندر جدة بالفلفل والزنجبيل بغير أوراق البرتغاليين. ثم عن خروج السامري إلى كودنغلور لحرب البرتغال، وعن رجوعه، وعن بناء البرتغال قلعتها فيها، وعن خروج علي إبراهيم ماريكار في اثنين وأربعين سفينة إلى طرف قايل أو قايال فاتانام، ونزولهم في بيتاله (بوتالام)، فهاجمتهم البرتغال وقُتل كثيرون منهم، ورجع الباقون إلى مليبار، وتوفي علي إبراهيم ماريكار في نلانبظ (نيلّي بالّي) سنة 1530م (944هـ). ثم أخذت البرتغال في نفس السنة السفن لأهل كابات قريب كانانور.[43]

الفصل الثامن: في وصول سليمان باشا إلى ديو: يبين المخدوم في هذا الفصل عن وصول سليمان باشا وزير السلطان سلمان شاه (سلطان مصر)إلى ديو. أنه وصل في كجرات سنة 1538م، وشرع في حرب ديو، وكسر أكثر القلعات ولكنه رجع قبل الفتح. وكذا يشير إلى قتل الفقيه أحمد علي ماريكار، وأخيه كنج علي ماريكار بعد خروجهم نحو سيلان سنة 1539م[44].

الفصل التاسع: في مصالحة السامري مع الإفرنج مرة رابعة:  يشير المؤلف في هذا الفصل عن مصالحة السامري مع البرتغال لمرة رابعة سنة 1540م، وعن قتل  البرتغال أبا بكر علي (ابن أخت ممالي ماريكار) مع صهره كنج صوفي سنة 1545م قريبا من كانانور.[45]

الفصل العاشر: في وقوع الخلاف بين السامري والإفرنج: بعد أن وقع الصلح بين السامري وملك فاداكام كور الذي كان من أكبر معيني راعي كوشن، وصار من جملة السامري، وأعطي للسامري مملكته على شرط أن يجعل أخاه رابعا له (من يصير سامريا بعد موته وبعد موت اثنين بعده). فحاربه الإفرنج وراعي كوشن وقتلوه. فخرج السامري لمحاربتهم. ثم جاء البرتغاليون من غووا في استعداد تام يحرقون المساجد والبيوت والدكاكين. وكذا يشير إلى استشهاد علي الرومي سنة 1553م في حرب مع البرتغال في كيلاكارا ووصول يوسف التركي إلى ديومحل.[46]

الفصل الحادي عشر:في مصالحة السامري الإفرنج مرة خامسة: عندما رأى السامري ازدياد ضعف المسلمين وفقرهم  بطول المحاربة صالح السامري مع البرتغال سنة 1555م. ثم وقع الخلاف في سنة 1557م بين البرتغاليين والمسلمين. ثم صالح المسلمون معهم وسافروا بأوراقهم.[47]

ويشير المؤلف في هذا الفصل عن مهاجمة البرتغال في تلك الفترة جزائر لاكشا ديب، وقتلهم أهاليها في جزيرة أمّيني. ثم يقول؛

“والله سبحانه تعالى لما أراد امتحان عباده أمهل الإفرنج ومكّنهم في كثير من البنادر، كبنادر مليبار، وكجرات، وكنكن وغيرها. واستولوا بحكمتهم واجتماع آرائهم على كثير من البلدان، فبنوا القلعة في هورموز، ومسقط، وديو محل، وشمطرة،….. وغيرها، وصارت التجارة لهم في هذه البنادر وغيرها، وتجار المسلمين متذللون مطيعون لهم كالخدمة، لا يمكن لهم التجارة إلا فيما قلت رغبتهم فيه.”[48]

ثم يقول عن حالة المسلمين بعد ان قلت تجارتهم، ومنعهم البرتغاليون من السفر والتجارة، ثم عن بناء البرتغال قلعتها لمنع الأرز التي يجلبها المسلمون وغيرهم  إلى مليبار. ثم يقول المؤلّف؛

“والقلعات التي بنوها لم يأخذها أحد إلا السلطان  المجاهد السلطان علي الآشي، وإلا السامري راعي بندر كاليكوت، فإنه فتح قلعتي كاليكوت وشاليات، وإلا راعي سيلان فإنه فتح جملة من القلاع التي بنوا فيها.”[49]

ثم يقول عن مهاجمة البرتغال سنة 1566م في غووا على جماعة كثيرين من تجار المسلمين الحبوش، وإلزامهم على القبول بالنصرانية، وإيذائهم، وقتلهم امرأة منهم.[50]

الفصل الثاني عشر: في سبب الاختلاف بين السامري والأفرنج وخروج الأغربة لمحاربتهم: يقول المؤلف في هذا الفصل عن خروج بعض المسلمين في سفن صغيرة بآلات حرب في البحر بغير أوراق البرتغال، وأخذهم كثيرا من مراكب البرتغال وسفنهم، وأسرهم كثيرين من البرتغاليين، وحصولهم على أموال طائلة. ثم يقول عن قلة تجارة البرتغال اثرا لذاك، ثم عن شروع النهب وغصب الأموال لهؤلاء الجماعة عندما قلت تجارة البرتغال.[51]

ثم يبين عن خروج جماعة من أهل بنّاني، وفندرينة سنة 1568م في قيادة كوتي بوكار، كنج علي ماريكار الثاني وأخذهم سفينة البرتغال، فاحترقت السفينة خلال الحرب، ثم عن خروجهم إلى قايل وأخذهم على اثنين وعشرين مركبا من مراكب الإفرنج مملوءة أرزا، وثلاثة أفيال صغار. ثم يشير إلى قتل كوتي بوكار كنج علي ماريكار الثاني سنة 1570م قريبا من كانانور في محاربة مع البرتغال بعد رجوعه من إحراق كثير من القلعات البرتغالية في منجلور.[52]

ثم يبين عما طلبه علي آذ راجا ملك كانانور من علي عادل شاه النصر في تخليص المسلين من سيطرة البرتغال بالجهاد في سبيل الله. فخرج علي عادل شاه إلى غووا لمحاربة البرتغال. ووقع الاتفاق بين عادل شاه ونظام شاه. وشرع عادل شاه في حرب مع البرتغاليين، ومنع الأقوات عنهم، ولكنه لم يلبث أن صالح معهم ورجع. ثم يقول المؤلف عن تخلف علي عادل شاه أنه معذور.[53]

الفصل الثالث عشر: في حرب قلعة شاليات وفتحها: كانت قلعة شاليات هي السبب المهم في اتساع سيطرة البرتغاليين في سواحل كيرالا ولا سيما في كاليكوت، ومما جاورها من المناطق الساحلية. لأن شاليات كانت ممر السامري، وتجار المسلمين. يبين المؤلف الشيخ زين الدين المخدوم الصغير في هذا الفصل عن فتح هذه القلعة، وأحوالها وأهوالها. ويقول:

“فدخل هؤلاء المسلمون في شاليات ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر صفر سنة تسع مائة وتسع وسبعين (1571م)، ووقع الحرب بينهم وبين الإفرنج في صبيحته، فأحرقوا بيوتهم الخارجة من القلعة وبيعهم، وهدموا القلعة البرانية، واستشهد من المسلمين ثلاثة، وقتل من الإفرنج جماعة، فالتجأوا إلى القلعة الأصلية الحجرية واستقرّوا فيها، فحاصرهم المسلمون ونيار السامري، ووصل إليها المسلمون من سائر البلدان للجهاد، وحفروا خنادق حول القلعة، واحتاطوا في المحاصرة، فلم يصل إليهم القوت إلا نادرا خفية، وصرف السامري لذلك أموالا جزيلة، وبعد شهرين من ابتداء الحرب وصل السامري بنفسه من فنّان (بنّاني) إلى شاليات، وحصل الاحتياط التام في المحاصرة حتى نفد ما عندهم من القوت، وأكلوا الكلاب وأمثالها من المستقذرات. وكان يخرج برضاهم من القلعة في أكثر الأيام من معهم من العبيد وممن تنصر ذكورا وإناثا لقلة القوت، وأرسل الإفرنج القوت إلى شاليات من كشي (كوشن)، وكننور (كانانور)، فلم يصل إليهم مع اجتهادهم ومقاتلتهم على ذلك إلا قليل لا يسد مسدا.

وفي أيام المحاصرة أرسلو ا إلى السامري يطلبون الصلح على تسليم بعض المدافع الكبار التي في القلعة، والمال المصروف في الحرب مع زيادة فلم يرض به السامري مع أن وزراءه كانوا راضين به. فلما اظطروا بعدم القوت ولم يجدوا طريقا إلى الصلح أرسلوا إلى السامري في أن يتسلم القلعة وما فيها من الحوائج والمدافع، ويخرجهم سالمين من القتل، ولا يتعرض لما معهم، ويوصلهم إلى مأمنهم، فقبل ذلك السامري، وأخرجهم منها ليلة الاثنين السادس عشر من جمادى الأخرى (1571م)، ووفى لهم بذلك، وأرسلهم أذلاء مع راعي تانور.”[54]

وكانت القلعة قد بناها العامل البرتغالي نونو دا أكونا سنة 1531م. وكان كنج علي ماريكار الثالث (باتو ماريكار) قد قام بدوره الفعّال في حرب فتح هذه القلعة التي استغرقت إلى أربعة شهور. ثم ولى السامري مكان القلعة لبرباناتو راجا راعي شاليات.[55]

الفصل الرابع عشر: في بعض أحوال الإفرنج بعد فتح قلعة شاليات: يصوّر الشيخ المخدوم في هذا الفصل؛ الفصل الأخير من الكتاب، عن أحوال البرتغاليين ومعاملاتهم مع السامري والمسلمين، وبعض الحوادث التي وقعت في كيرالا بعد فتح قلعة شاليم. فإن البرتغاليين ازدادوا غيظا على غيظ وعداوة على عداوة على السامري والمسلمين. ونزلوا سنة 1573م في بربننغادي، ثم في 1577م أخذوا غربان المسلمين المسافرة إلى تولوناد. وكانت البرتغال بعد فتح قلعة شاليم لا تميل إلى صلح السامري. ثم بنوا في بنّاني قلعة سنة 1580م. ويقول زين الدين المخدوم؛

“ثم في موسم سنة خمس وثمانين وتسع مائة (1577م) أخذوا (البرتغال) من غربان المسلمين الكبار مع الغربان الصغار المسافرة لجلب الأرز من تلناد (تولوناد)، خمسين فأكثر، واستشهد من استشهد، ووقع في حبسهم من المسلمين وأصحاب الهليس (لعله مليزيا) نحو ثلاثة آلاف سفن، حتى كادوا يتطلعون عن الخروج للتجارة وغيرها بتقدير الله العزيز الحكيم، لحكم ومصلح لا يعرفها إلا هو، وأعظمها الثواب الذي يحصل لهم بسب الجهاد والشهادة، والمصيبة والصبر.”[56]

ثم يشير المؤلف إلى الاختلاف الذي وقعت بين الملك جلال الدين الأكبر والبرتغال عندما أخذت البرتغال مراكب كجرات المسافرة من بندر ’سورت‘ إلى بندر ’جدة‘ في أول الموسم سنة 1577م.[57]

وكذا يقول في هذا الفصل عن بعض المهاجمات التي شنتها البرتغال في بندر ’عادلآباد‘ (في ولاية آندرا برادهيش) ’ودابول‘ وغيرها، وعن إرسال السلطان علي عادل شاه جيوشه وبعض وزرائه إلى غووا سنة 1578م لمحاربة البرتغال، وإرسال الهدايا والرسالة إلى علي آذ راجا (ملك كانانور)، والسامري، وكولوتيري، يطلب منهم منع القوت للبرتغاليين في غووا[58].

ثم يشير صاحب الكتاب إلى الصلح الذي وقع بين السامري والبرتغاليين، وبناء قلعتهم في كاليكوت، ثم عن انقطاع الصلح في سنة 1579م بعد ان طلبوا بناء القلعة في بنّاني. وهناك أيضا إشارة إلى وقوع الصلح بين عادل شاه والبرتغال، وإلى خروج راعي كوشن والبرتغال لمحاربة السامري في ’كودونغلور‘ وانهزامهم، ثم إلى خروج غربان البرتغال من ’كوشن‘ لتعطيل أسفار المسلمين وأخذ مراكبهم وغربانهم.[59] ثم يصور عن سوء حالة المسلمين في ذلك الموسم. فيقول؛

“ثم في موسم سنة تسعين وإحدى وتسعين (1582-83) اشتدوا على المرابطة على متعلقي السامري، أهل كاليكوت، والبندر الجديد، وكابكاد، وفندرينة، وتركودي، وفنّان، ولازموا عليها دوام الأوقات من أوّل الموسم إلى آخره، فتعطل بذلك سفرهم بالكلية، والخروج منها إلى البلد القريب، وتعطل وصول الأرز، ووقع القحط العظيم الذي لم يعهد قطّ مثله، لملازمتهم البنادر المذكورة، من غير فوت ولا تقصير. وأخذوا مراكب وغربانا حتى أنشد لسان حالهم: ’ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليّا واجعل لنا من لدنك نصيرا.‘”[60]

وهكذا كانت معاملة البرتغال مع المسلمين حتى منعوهم  القوت وآذوهم  حسب ما استطاعوا من منع السفر والقوت، وعذّبوهم بوسائط متعددة. ثم يشير المؤلف إلى اتفاق البرتغال والسامري على الصلح، وبناء القلعة في بنّاني، وردّ من كان من أسارى عند المسلمين إليهم، وردّ من عندهم إلى السامري في سنة 1583م. ثم يقول زين الدين المخدوم؛

“وفي أول الموسم بعده وصل أربعة مراكب من برتىغال فيها كبيرهم الذي عينه سلطانهم، اثنان عند غووا، واثنان قريب كولام، فانعزل الكبير الذي كان أوّلا. فلم يحصل الاجتماع بين السامري وكبيرهم، لأن كبيرهم الواصل في هذا الموسم لم يواجه السامري، بل راح إلى غووا، ولم يتوقف في كاليكوت. وكان السامري مهيّئا أشياء كثيرة للإهداء لكبيرهم عند الملاقاة فلم ينفع. ولما وصل إلى غووا أرسل السامري بعض كبرائه فوقع التلاقي والصلح. وحصل لرعاياه السفرإلى بنادر جزرات (كجرات) وغيرها كما كان قبل. وحصل سفر مركبين من كاليكوت إلى بر العرب في آخر الموسم.”[61]

كان هذا الصلح بين السامري وفرانسيسكو ماسكاراناس الفيزروي الذي عينه الملك  الإسباني فيليب إلى الهند بعد ان احتلت أسبانيا البرتغال. ثم ينتهي الكتاب بالدعاء حيث يقول  “أصلح الله أحوال المسلمين، وجبر كسرهم، وقضى حوائجهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.”[62]

عناصر المقاومة في كتاب تحفة المجاهدين:

يقوم المؤلف في هذا الكتاب بمقاومته ضد الاستعمار البرتغالي من عدة وسائل مختلفة من التحريض على الجهاد، وبيان ظلم البرتغاليين مع أهالي كيرالا لاسيما مع المسلمين، ومعاملتهم معهم معاملة شنيعة، وغيرها. فالكتاب يحتوي من عناصر المقاومة على ما يلي.

أوّلا: تحريض المخاطبين على المقاومة ضد الاستعمار البرتغالي مباشرة: إن المؤلف الشيخ زين الدين بن محمد الغزالي المخدوم، يدعو المخاطبين في الكتاب إلى الجهاد، والمقاومة ضد البرتغاليين مباشرة. يقول الشيخ في مقدمة الكتاب؛

“فجمعت هذا المجموع ترغيبا لأهل الإيمان في جهاد عبدة الصلبان. فإن جهادهم فرض عين لدخولهم بلاد المسلمين، وأيضا أسروا منهم من لا يحصى كثرة، قَتلوا منهم كثيرين، وردّوا جملة منهم إلى النصرانية، وأسروا المسلمات المأسورات، حتى خرج لهم منهن أولاد نصارى يقاتلون المسلمين، ويؤذونهم.”[63]

ثانيا: التحريض على الجهاد والمقاومة ببيان فرضيته او وجوبه من موقف ديني: في القسم الأوّل من الكتاب؛ ’في بعض أحكام الجهاد وثوابه والتحريض عليه‘، يبين المؤلّف عن حتمية الجهاد والمقاومة ضد الاستعمار البرتغالي ووجوبه في نظرية الموقف الديني حيث يقول؛ “أن للكفار حالتين، إحداهما أن يكونوا مستقرين في بلادهم، فالجهاد حينئذ فرض كفاية. وثانيهما أن يدخلوا بلاد المسلمين كما في قضيتنا هذه، فالجهاد فرض عين على كل مسلم مكلّف قويّ بها، ولو عبدا أو امرأة.” [64]

هنا يصور المولف الجهاد فريضة من الفرائض الدينية التي لابد من أدائها، ويدعو السامعين أوالمخاطبين إلى المبادرة بأداء هذه الفريضة ليخلّصوا إخوانهم من كيد الظالمين.

ثالثا: تحريض السلاطين والأمراء على مقاومة البرتغال، والجهاد في سبيل الله: وهكذا يحرّض صاحب الكتاب سلاطين المسلمين وأمراءهم في مختلف المناطق داخل الهند وخارجها، على أن يقوموا بالمقاومة والجهاد ضد البرتغاليين، وتخليص أهل مليبار من الكرب العظيم الذي أذاقته البرتغال، بعد أن توطدت سيطرتهم فيها.ويقول المخدوم؛

“ولم يعتن بأحوالهم (المسلمين في مليبار) سلاطين المسلمين وأمراؤهم- أعزّ الله أنصارهم- مع وجوب الجهاد عليهم، فمن قام من ذوي السلطة نصرهم الله تعالى لمجاهدتهم بإنفاق الأموال، وإعداد العدد اللائقة بمقاومتهم وإخراجهم من ديار مليبار، واستخلاص البنادر التي تملكوها واستولوا عليها، فهوالموفق السعيد الذي صار مؤدّيا بإذن الله ما وجب عليه، ورافعا للحرج على الباقين، …….. إذ فيه مع ثواب الجهاد، وإنفاق الأموال في سبيل الله ثواب تنفيس كرب هؤلاء المستضعفين.”[65]

رابعا: بيان فضل الجهاد وثوابه والتحريض على الجهاد والمقاومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية: يحرض الكاتب المخاطبين على الجهاد والمقاوومة ضد القوة المستعمرة البرتغالية ببيان فضائل الجهاد وثوابه مستدلّا بالآيات القرآنية  والأحاديث النبوية. ويقتبس من الآيات القرآنية التالية:

  1. وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٲنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّ۬ا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا.”[66]
  2. كُتِبَ عَلَيۡڪُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٌ۬ لَّكُمۡ‌ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـًٔ۬ا وَهُوَ خَيۡرٌ۬ لَّڪُمۡ‌ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـًٔ۬ا وَهُوَ شَرٌّ۬ لَّكُمۡ‌ۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ.[67]
  3. إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٲلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَ‌ۚ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَ‌ۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقًّ۬ا فِى ٱلتَّوۡرَٮٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِ‌ۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ‌ۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعۡتُم بِهِۦ‌ۚ وَذَٲلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ.[68]
  4. مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٲلَهُمۡ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍ۬ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ۬‌ۗ وَٱللَّهُ يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ‌ۗ وَٱللَّهُ وَٲسِعٌ عَلِيمٌ.[69]  
  5. وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٲتَۢا‌ۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَٮٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِہِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡہِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ .[70]

وكذا يبين من الأحاديث النبوية أكثر من أربعين حديثا في فضائل الجهاد وثوابه تحريضا على الجهاد والمقاومة. مثل الأحاديث التالية؛

1-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ”[71]

2-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور.[72]  

3-عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .[73]

4-عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.[74]

خامسا: بيان ظلم البرتغاليين وإفسادهم في كيرالا، وإيذائهم المسلمين: ويشتمل الكتاب على عناصر المقاومة ببيان الظلم، والإفساد، والإيذاء، والتعذيب التي قامت بها البرتغال المستعمرة أيام استعمارها في بلاد كيرالا. يبينها  الشيخ مخدوم في الفصل الثاني من القسم الرابع في الكتاب حيث يقول؛

“وذلك أن مسلمي مليبار كانوا في نعمة ورفاهية من العيش لقلة ظلم رعاتهم مع رعاياتهم عاداتهم القديمة، ورفقفهم بهم. فبطروا النعمة وأذنبوا وخالفوا، فلذلك سلط الله عليهم البرتغاليين من الإفرنج النصارى خذلهم الله تعالى. فظلموهم وأفسدوا فيهم، وفعلوا فعائل قبيحة شنيعة لا تحصى، من ضربهم والاستهزاء بهم والضحك عليهم إذا مرّوا بهم استخفافا، وجعلهم مراكبهم في محال الماء والوحل، والبصق على وجوههم وأبدانهم، وتعطيل أسفارهم، خصوصا سفر الحج، ونهب أموالهم، وإحراق بلادهم ومساجدهم، وأخذ مراكبهم، ووطئ المصاحف والكتب بأرجلهم، وإحراقها بالنار، وهتك حرمات المساجد، وتحريضهم على قبول الردة والسجود لصليبهم، وعرض الأموال لهم على ذلك، وتزيين نسوانهم بالحلي والثياب النفيسة لتفتين نسوان المسلمين، وقتل الحجاج وسائر المسلمين بأنواع العذاب، وسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا، وأسرهم وتقييد أساريهم بالقيود الثقيلة، وتردييدهم في السوق لبيعهم كما يباع العبيد، وتعذيبهم حينئذ بأنواع العذاب لزيادة العوض، وجمعهم في بيت مظلم منتن مخطر، وضربهم بالنعل إذا استنجوا بالماء، وتعذيبهم بالنار، وبيع بعضهم وتعبيد بعضهم، وتعيين بعضهم في الأعمال الشاقة بلاشفقة، والخروج إلى بنادر متاجر جزرات (كجراتوكنكن ومليبار وبر العرب مستعدين والإقامة فيها لأخذ المراكب. والاكتساب بذلك أموالا جزيلة وأسارى عديدة. وكم من نساء أصيلات أسروا وتسروا بهن، حتى حصل لهم منهن أولاد نصارى أعداء دين الله يؤذون المسلمين، وكم من سادات وعلماء وكبراء أسروا وعذّبوا حتى قُتلوا. وكم من مسلمين ومسلمات نصّروا. وكم من أمثال ذلك من فضائح وقبائح تكل الألسنة عن ذكرها، وتأنف عن إفصاحها.”[75]

سادسا: بيان وقائع الحروب والمقاومات: يحتوي الكتاب على بيان وقائع المقاومات والحروب ضد البرتغاليين من سنة 1498م إلى 1583م من مقاومات صغيرة وكبيرة في البحر والبر. ومنها:

  • مهاجمة السامري كوشن سنة 1502م بعد أن صالح ملك كوشن مع البرتغاليين.
  • محاربة السامري والمسلمين في البحر ضد البرتغال وعساكرها وأنصارها في السنوات المختلفة.
  • مراسلة السامري إلى سلاطين المسلمين طلبا للإعانة في مقاومة الاستعمار البرتغالي.
  • إرسال السلطان قانصوه الغوري (مصر) أميره – الأمير حسينا- وخروج المسلمين من مختلف المناطق الساحلية لمقاومة الاستعمار البرتغالي.
  • محاربة البرتغال الكاليكوت سنة 1510م تحت قيادة ألبوكيرك وانهزامها.
  • محاربة علي عادل شاه البرتغاليين في غووا، واسترداد البنادر التي استولتها البرتغال، ثم استيلاء البرتغال عليها لمرة ثانية.
  • خروج البرتغال من غووا سنة 1517م ومهاجمتها مع عساكر الرومي وانهزام البرتغاليين.
  • الفتن والحوادثات التي وقعت بين البرتغاليين والمسلمين خلال فترات من سنة 1524- إلى 1531-32م.
  • بدء مهاجمة أسرة ماريكار ضد الرتغاليين، وانتقالهم من كوشن إلى بنّاني.
  • خروج على إبراهيم ماريكار، كوتي إبراهيم ماريكار وغيرهما في التجارة لمحاربة البرتغال سنة 1530م.
  • محاربة السامري وجيوشه من المسلمين والنيار البرتغاليين في كاليكوت، وفتح قلعة كاليكوت سنة 1525م.
  • محاربة الأمير المصطفى الرومي البرتغاليين في كجرات، وانهزام البرتغاليين.
  • مصالحة السلطان بهادرشاه مع البرتغال، وقتله سنة 1537م
  • محاربة كوتي إبراهيم ماريكار البرتغال، وقتله في المحاربة خلال سفره إلى جدّة بالفلفل والزنجبيل سنة 1538م.
  • خروج علي إبراهيم ماريكار ووفاته في محاربة مع البرتغال في قايال باتانام سنة 1538م.
  • قتل أبي بكر علي (ابن أخت ممالي ماريكار)، وكنج صوفي في كانانور سنة1545م.
  • قتل البرتغاليين ملك فاداكام كور، وخروج السامري لمحاربة البرتغال وراعي كوشن.
  • قتل البرتغاليين علي الرومي سنة 1553م. وإفسادهم، وإظهار ظلمهم في مختلف مناطق مليبار.
  • محاربة البرتغال التجار المسلمين الحبوش في غووا، وتعذيبهم.
  • خروج بعض المسلمين في البحر والمهاجمة على مراكب البرتغال، والأخذ عليهم، والحصول على أموال طائلة في سنوات 1568م.
  • محاربة السامري، والمسلمين، والنيار، وغيرهم من أهالي البلاد إلى مدّة أربعة أشهر في شاليم، وفتح قلعة شاليات سنة 1571م.

خاتمة البحث:

وقد قام كتاب تحفة المجاتهدسن بدور عظيم في مقاومة الاستعمار البرتغالي في بلاد كيرالا ، حيث قام الكتاب بتحريض القراء على الجهاد ومقاومة الاستعمار والمستعمرين  ببيان فرضية الدهاد او وجوبه من موقف ديني، وكذالك قام المؤلف بتحريض السلاطين والأمراء على مقاومة البرتغال، والجهاد في سبيل الله ، ويحرض الكتاب أيضا المخاطبين على المقاومة ضد الاستعمار البرتغالي بطريقة مباشرة وفي بعض المرات قام المؤلف ببيان فضل الجهاد وثوابه والتحريض على الجهاد والمقاومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبيان ظلم البرتغاليين وإفسادهم في كيرالا، وإيذائهم للمسلمين . وكذلك قد بيّن بيان  الحروب والمقاومات.  هكذا يبين من تاريخ المقاومات، والحروب ضد الاستعمار البرتغالي التي استمرّت إلى مدّة نحو مائة سنة متوالية. وهذه العناصر المقاومية، والحقائق التاريخية الصادقة الفذة، تجعل المولّف من مشاهير كتاب المقاومة في تارخ كيرالا في مقاوماتها ضد البرتغاليين واستعمارهم في القرن السادس عشر الميلادي.

المصادر والمراجع:

  1. النيسابوري، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري.صحيح مسلم، رقم الحديث:2699، دار طيبة،2006.pdf
  2. الترمذي، أبوعيسى محمد. صحيح سنن الترمذي؛ كتاب فضائل الجهاد، رقم الحديث : 1639تأليف، ناصر الدين الألباني. مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض،2004.pdf
  3. العسقلاني،أحمد بن علي بن حجر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. أبوعبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.رقم الحديث:2892. دار المعرفة، بيروت، بلا تاريخ.pdf
  4. الطريحي، محمد سعيد. في مقدمته لتحفته المجاهدين في بعض أحوال الرتغاليين، مؤسسة الوفاء،بيروت،1985
  5. النمر، عبد المنعم. تاريخ الإسلام في الهند.ص:61، دار العهد الجديد للطباعة، مصر،1959
  6. زيدان، جرجي. تاريخ آداب اللغة العربية. ص:337 ج.3،مجلدات 4، دار الهلال، مصر،
  7. المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي، تحفة المجاهدين
  8. Hamza,C. in notes of Tuhafat-ul-Mujahideen Paribhashayum Vishadeekaranavum,P:134
  9. Kareem, K.K Mohammed Abdul, in About the Author, in Tuhafat-ul- Mujahideen Paribhashayum Vishadeekaranavum, P: 19, Almakhdum, Ahmed Zainudhin bin Muhammad Al Gazzali. Tuhfat-ul-Mujahideen fi Badi Akhbaril Burthugaliyyin, Trans. C.Hamza. Calicut: Alhuda books Stall,1995
  10. Lopes, David. Historia dos Portuguese No Malabar. Lisbon
  11. Kuruppu,K.K.N.in Foreword of Tuhafat-ul-Mujahideen English Translation By Husain Naianar,P:xiii,Othrer books.calicut,2005
  12. Miller,Roland E. Mappila Muslims of Kerala a study in Islamic trends.P:42, Editon:2 Orient Longman, Chennai,1992
  13. Vilayathullah,A.I. in Short biography of Shaikh Zainudin Al-Makhdum Al-sagir  in Tuhfat-ul-Mujahideen Translation,P:xxi,Trans:C.Hamza Other books, Calicut, 2005

الهوامش:

[1]  وما كان لفظ ’هندوس‘ يستعمل في كيرالا في تلك الأزمنة. واستعمل المؤلف لفظ ’الكافر والكفرة‘ لغير المسلمين.

[2]  Kareem, K.K Mohammed Abdul, in About the Author, in Tuhafat-ul- Mujahideen Paribhashayum Vishadeekaranavum, P: 19, Almakhdum, Ahmed Zainudhin bin Muhammad Al Gazzali. Tuhfat-ul-Mujahideen fi Badi Akhbaril Burthugaliyyin, Trans. C.Hamza. Calicut: Alhuda books Stall,1995

[3]  المرجع السابق.

[4]  الطريحي، محمد سعيد. في مقدمته لتحفته المجاهدين في بعض أحوال الرتغاليين، مؤسسة الوفاء،بيروت،1985

[5]  النمر، عبد المنعم. تاريخ الإسلام في الهند.ص:61، دار العهد الجديد للطباعة، مصر،1959

[6]  زيدان، جرجي. تاريخ آداب اللغة العربية. ص:337 ج.3،مجلدات 4، دار الهلال، مصر،

[7]  Lopes, David. Historia dos Portuguese No Malabar. Lisbon

[8]  Kuruppu,K.K.N.in Foreword of Tuhafat-ul-Mujahideen English Translation By Husain Naianar,P:xiii,Othrer books.calicut,2005

[9]  الطريحي، محمد سعيد.في التمهيد،ص:19

[10]  الطريحي، محمد سعيد. في التمهيد،ص:25-26

[11]  الطريحي، محمد سعيد. ص:26

[12]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي .ص:5

[13]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:5

[14]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي.ص:4

[15]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي.ص:3

[16]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:10

[17] المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:26-32

[18]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:32

[19]  أبو بكر، د. مقاومة الاستعمار البرتغالي في مليبار.ص:72 نقلا عن سي ك. كريم. مكتبة ترورنغادي، كاليكوت.2007م.

[20]  Miller,Roland E. Mappila Muslims of Kerala a study in Islamic trends.P:42, Editon:2 Orient Longman, Chennai,1992

[21]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:33-34

[22]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:32

[23]  Vilayathullah,A.I. in Short biography of Shaikh Zainudin Al-Makhdum Al-sagir  in Tuhfat-ul-Mujahideen Translation,P:xxi,Trans:C.Hamza Other books, Calicut, 2005

[24]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:35

[25]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:37

[26]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:36

[27]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:43-44

[28]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:45

[29]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:45-46

[30]  Miller,Roland E.P:62

[31]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:49-50

[32]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:57-58

[33]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:58-59

[34]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:60

[35]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:61

[36]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:61

[37]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:62

[38] المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:63-64

[39]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:65-66

[40]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:66-67

[41]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:68

[42]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:69-70

[43]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:71

[44] المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:72-73

[45]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:73

[46]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:74-76

[47]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:77

[48]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:78-79

[49]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:80-81

[50]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:81

[51]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:82

[52]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:83-84

[53]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:85

[54]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:87-88

[55]  Hamza,C. in notes of Tuhafat-ul-Mujahideen Paribhashayum Vishadeekaranavum,P:134

[56]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:89-90

[57]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:90

[58]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:91

[59]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:92

[60]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:93

[61]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:93-94

[62]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:94

[63]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:4

[64]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:10

[65]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:11-12

[66]  القرآن الكريم، سورة النساء :75

[67]  القر آن الكريم، البقرة:216

[68] القر آن الكريم، التوبة:111

[69]  القر آن الكريم، البقرة: 261

[70]  القر آن الكريم، آل عمران:169-170

[71]  النيسابوري، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري. صحيح مسلم، رقم الحديث:2699، دار طيبة،2006.pdf

[72]  البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل.الجامع الصحيح، رقم الحديث: 26. المطبعة السلفية، القاهرة.1400ه.pdf

[73]  الترمذي، أبوعيسى محمد. صحيح سنن الترمذي؛ كتاب فضائل الجهاد، رقم الحديث : 1639تأليف، ناصر الدين الألباني. مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض،2004.pdf

[74] العسقلاني،أحمد بن علي بن حجر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. أبوعبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.رقم الحديث:2892. دار المعرفة، بيروت، بلا تاريخ.pdf

[75]  المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. ص:51-52

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *