وَهَجُ الثورةِ ، رُؤىً نقديةٌ في شعر المقاومة والنضال لدى الشاعر أحمد مفدي

ملخص البحث:

يُعرف الشاعر العربي أحمد مفدي بثائريته ونضاله، شاعراً ومفكراً وسياسيا مغربيا قضى أكثر من ثلاثة عقود في قبة البرلمان المغربي وفي تدبير الشأن المحلي عمدةً لمدينة فاس ولمجالس حضرية أخرى. وقد أبدع الكثير من دواوين الشعر فاقت العشرين، منذ ستينيات القرن الماضي وإلى اليوم؛ ينافح عن قيم المحبة والتسامح، ويدافع عن إنسانية الإنسان وكينونته في هذا الوجود، ويذود عن حياض الأوطان وكرامة المستضعفين المضطَهدين في بقاع الأرض، متمثِّلاً منطوق القرآن الكريم والسنة الشريفة وعمل السلف الصالح.

وفي هذه الدراسة سنتتبع شعر المقاومة والنضال في شعر أحمد مفدي، ثائراً في وجه الظلم والاستعباد، منتصراً للأحرار الواقفين أمام الفيالق والبنادق، دفاعاً عن أوطانهم وكرامتهم وحريتهم.

الكلمات المفتاحية: أحمد مفدي – الثورة – النضال- المقاومة – الشِّعر- الحب – السلام.

وَمْضَــــــةُ بَدْءٍ:

«وأريدُ

أنْ تَخْضَلَّ حروفُ المشنقةِ…

بدمِ الفئران القذرهْ…

أنْ تَقْصِفَ أنغامي أشلاءَ السَّحَرَهْ…! «([1])

مقدمة:

إنسانية الإنسان – بما تحمله تلك الإنسانية بمفهومها الواسع من معاني التحرر والكرامة والسلام- تدفع به -على الجِبِلّة والفطرة- إلى حب المكان الذي يولد فيه،  ويشب فوق ثراه،  فيألفه ويوثق صلته بجذوره،  فيمسي بالنسبة إليه أشبه بأمه وأبيه،  وصاحبته وبنيه،  وعشيرته التي تأويه.

ذاتُ الجبلّة والفطرة تضحى دافعا غَرَزيا يقود الإنسان إلى مقاومة كل أشكال المساس بموطنه،  وأنماط التناوش والتكالب التي قد تهدد أرضه أو عرضه.

ولهذا الداعي حمل السلاحَ منافحاً عن مجاله،  وسخر لسانه مقارعاً عن كيانه،  وجرّد قَلمه وريشته ثائرا في وجه الغزاة. ولم يكن وقْعُ اللسان والريشة والقلم على الغازي أقلَّ من وقع السلاح؛ بل كان أمضى وأحدَّ، وأوجع وأشدَّ.

وما اغتيالُ ريشةِ “ناجي العلي”،  وتصفيةُ قلمِ “غسان كنفاني”، إلا حجةً على ما نزعم،  ودليلا على ما ندّعي.

وحينما نتحدث عن المقاومة عن ذُرى الأوطان شعراً،  والمنافحةِ عن حمى الأشخاص والبلدان نثراً،  اليومَ؛ فلا يمكننا -بأي حال من الأحوال- أن نتجاوز المنجز الإبداعي للشاعر المغربي الدكتور أحمد مفدي؛  ففي دواوينِه الشعرية الكثيرة، ومنها على وجه الخصوص ديوانه: “ثورة الأموات”، “بُغيةُ الملتمس وجذوة المقتبس”([2])؛ ولا أن نتجاوز قوميةَ أحمدَ مفدي.

لقد عاهد الشاعرُ أحمدُ مفدي الإنسانَ العربي على الوفاء،  وتنكر لكل خائن غادر يبيع وطنه للأعداء ولا يستبسل في الذود عن حماه. وتلك شهامة ما بعدها شهامة،  ووطنية يعرف عيارها الشرفاء.

وهذه الحقيقة الثابتة التي ينبض بها شعر أحمد مفدي،  تدفعنا إلى مقاربةِ الفعل النضالي لدى هذا الشاعر الثائر،  لنتلمّس وجها آخر من وجوه الثورة الصامتة والهادرة في آن،  التي يقودها مفدي دفاعا عن الحرية والكرامة،  والعروبة والإنسان. ما يجعل إبداعه الذي يعج بالثورية والنضال والمقاومة إبداعا جاداَّ ومتميزا،  وهو مسعىً ضروري يتغيّاه كل أديب وينشده أي مبدع،  “فليس هناك عمل أدبي جاد في تاريخ الإنسان القديم والحديث،  يمكنه أن يخلوَ من هذه السمة البارزة،  وهي:  المقاومة؛ لأن هذا العملَ يَفقد عنصرا خطيـرا من مكونات وجوده إذا خلا – من أحد وجوهه- من فكرة الصراع بين الإنسان والكون… سواء أَتمثَّل هذا الكون في الوجود الطَّبَعِيّ أم النسيج البشري”([3]).

سيرة الشاعر:

الشاعر أحمد مفدي غني عن التعريف، وإنتاجاته الإبداعية الغزيرة تتحدّث عنه. بَلْهَ أننا لا نرى مانعاً في تقديم نبذة موجزة من سيرته، لتقريبه أكثر من القرّاء، وتعريفهم على منجزه الإبداعي الشعري([4]).

ولد أحمد بن المفضّل مفدي بقرية غفساي في إقليم تاونات يومَ الحادي عشر من شهر نوفنبر عام 1948م، العام الذي يوافق “النكبة”. حفظ القرآن في الكتاتيب المنتشرة ببلدته بمقدمة الرّيف، ثم التحق بالتعليم النظامي متدرّجا بين أسلاكه بتفوّق،  إلى أن  تَحَصَّل على الإجازة في الأدب العربي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عام 1970م. ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب في العام 1976م بذات الجامعة، فشهادة دكتوراه الدولة في الأدب العربي/ المغربي خلال الموسم الجامعي: 1989م/1990م من جامعة محمد الخامس بالرباط.

عمل أستاذا للتعليم العالي،  منتسِبا إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس- المغرب. قبل أن يتفرّغ للعمل السياسي والتدبير الجماعي عُمْدًةً لمدينة فاس.

والأستاذ الدكتور أحمد مفدي شاعر وناقد ومفكر، نشر عشرات القصائد والدراسات العلمية في المجلات والجرائد العربية داخل المغرب وخارجه.

نشر كثيراً من الدواوين الشعرية، نذكر منها:

من قفر السماء (دُفِع إلى المطبعة عام1969م فاختفى([5])). في انتظار موسم الرياح (1972م). الوقوف في مرتفعات الصحو (1990م). صهيل العشق (1996م). تأملات في تراتيل الناقة (2014م). سيدة الإشراق (2015م). ثورة الأموات (2015م). يا ريح الجنة هُبِّي (2015م). قطوف الوَجَع [في جزأين] (2016م).  شطحات ديكِ الجنّ (2016م). أنا.. من أكون؟ (2018). لباس الشفوف (2018). الفطماء (2018). هودج العشاق (2018). مطايا الوجود (2019). مقامات العاشقين (2019). حدوس ابنِ عربي (2019). مملكة الحروف (2022). شجرة الابتهالات (2022). تاونات صهوة الجبل (2022).

الثورة والنضال في ديوان “ثورة الأموات”:

  • المعجم الثوري:

يزخر ديوان “ثورة الأموات” بعديد الألفاظ المستقاة من حقل الثورة والكفاح. وبإحصائنا فقط للألفاظ: غَضَب- ثورة- نضال؛ ألفيناها تتردد حوالي 22 مرة على امتداد الديوان المشكّل من اثنتي عشْرة قصيدة، بل تجلى لنا لفظ “الغضب” أكثر ترددا إذا ما قيس بغيره، حيث تكرر 12 مرة لوحده، ما يسمح لنا تجاوزا اعتبار هذا الديوان عنقودا آخر من عناقيد الغضب، وأنموذجا ينضاف إلى باقة الشعر الثوري في الإبداع المغربي المعاصر.

بل إننا نتلمّس منذ مطلع الديوان ترميزا إلى مكانة كل غاضب ثائر من أجل الإنسانية والأوطان في ذائقة الشاعر، فيطالعنا الإهداء مدويا كالرعد الهادر:

    “إلى الشموع التي انطفأتْ، بعد أن أضاءت الطريق، ثم احترقت”.

    “إلى من قضوا، وفي نفوسهم شيء من قضية الإنسان والوطن، في عالم يجرفه طميُ المسوخات، وزيف النبوءات…”([6]).

  • الأسلوب الثوري:

نقصد بالأسلوب الثوري هنا البنيةَ الفنية التي اعتمدها الشاعر لنقل منظوره وتصوره للنضال والغضب الثائر فعلاً لاهبا يشوي الوجوه، وتلفح حرارته أبدان الخونة والغزاة وباعة الضمير الإنساني بدولارات زفت المسوخات. وسنقارب هذه البنية التصويرية الفنية استنادا إلى ترسانة من المفاهيم التي استقيناها من البناء الثوري النضالي للقصيدة الشعرية لدى مفدي.

ب/1- ثورة الألوان:

جنح الشاعر أحمد مفدي لمعجم اللون في اللسان العربي، لاستعارة بُنىً فنيةٍ جمالية ٍ تسعفه في تشييد تصوره للفعل النضالي. فتجلت الحمرة والصفرة والزرقة لأْلاءةً متوهجة تسلط الضوء على ركنٍ عَتِمٍ أدرات له البشرية المتسلّطة ظهرها، تنكرا وعزوفا. يقول([7]):

غضبٌ أحمرْ

كَلِسانِ الزُّرْقَةِ يَمْتَصُّ شِفاهَ الحالِمْ… !

يَلْحَسُ ما فوقَ الشاَّرِبْ…

غَضَبٌ أحمرْ…

يَغْلي…

ويُعانقُ أوهاماً ضارِعَةً للأَملِ الغاربْ…!

(…)

أصْفــرْ…

واقِعُ مَسْرى خُطُواتِهِ أصْفرْ…

كلُّ شرايينِ الحاقِدِ تنضَحُ بالصُّفرةِ

لمَّــا

يصفرُّ وِشاحُ النَّدْبْ…!

(…)

حقدٌ أصفرْ…

يتحرَّكُ طفلاً

في مُنزَلَقِ الماضي…

ليغطِّيَ ما في الأرض من الجوعى

فَقَدوا الأعراضْ

أصفرْ

يتندَّى الدمُ في أقدام حُفاةِ الحيْ..!

تنكشرُ الأظفارُ سلاحَا…

في أيدي الخائبْ…

(…)

أبيضْ…

خيطٌ يسبُرُ في الأمعاءْ

كهْفَ الباطلْ…

يتقطَّعُ في نشيجِ الراحلِ والآتي…

أبيضْ

أملٌ ضائعْ…!

تُتْلِفُهُ الكلماتُ البائرةُ المعنى…!

والقلمُ الخانِعْ….!

لونُ الآتي

أَجْهلُهُ…!

لا أعرفُ مَثواهُ الساعهْ

لونٌ أحْ..أصْ..أَبْ…أزرقْ

(…)

أصباغُ العالمْ

لا تَنْزَعُ أو تُخْفي ما في الحِرْبةِ من أسنانٍ زُرْقْ….!

الحِرْبَةُ تَفْقَأُ…

تبقُرُ حاضرةَ الأنقاضْ…

لكنْ

لن تهدأَ إنْ صالَحها في الجسرِ

جيْشُ الظافرِ بالأَعراضْ.

فالألوان تتجلى أداة تعكس شرارة الغضب ولظى الثورة الحارق، فيبدو الغضبُ أحمرَ قاتماً، والحقدُ أصفرَ يغلي في شرايين الحاقد الضاغن([8])، والأملُ الضائعُ أبيضَ مثلَ خيطٍ يسبر الأمعاء([9])، وأسنانُ الحِربةِ زُرْقًا تفقأ وتبقر([10]).

هذا في قصيدة: “توقعات الطواف بدروب الذات السفلى”. ليعود الشاعر من جديد ليثبتَ اللون عنوانا لقصيدته: “الرقص واللافتة الحمراء”، فينتفض على الألوان تنكُّراً، ويستثني منها الأحمر والأصفر فقط، الأول رُقية وتطهير، والثاني استقلال وتحرير. يقول([11]):

لا أبيضَ، لا أشقرَ، لا أسمرْ…. !

(لا عيْنُكَ سُكَّرْ)….!

لم يبقَ سوى لونيْن هنا

الأحمرُ والأصفرْ….!

الأحمرُ في يده لونُ إباءْ…..

ودِماءٌ تغسلُ عارَا….!

والأصفرُ ذا يملكهُ الساري

أو يلمحُهُ الرائي….!

الأصفرُ نَمْلُ الضعفاءْ…..

(الأصفرُ كالأزرقْ) … (لا)

ينخُرُ كلَّ عصَا…!

ب/2- ثورية الميلاد والشهادة/ الشهادة والميلاد:

ضماناً لاستمرارية الفعل الثوري وسرمدية النفَس النضالي من أجل الحرية والسلام؛ غازل الشاعر أحمد مفدي ثنائية: (ميلاد/شهادة) و(شهادة/ ميلاد). وليس عبثاً تخيَّرَ هذه الثنائية بقلب طرفيْها أو نزْعاً إلى التلاعب بالألفاظ تلقائيا؛ وإنما قصد إلى ذلك قصْداً وعن وعي وإدراك. فالميلاد ينتهي بشهادة، ثم الشهادة ينتج عنها ميلاد: ميلاد وطن، ميلاد حرية، ميلاد كرامة، ميلاد سلام… فهي عُملة الأداء لدى المستضعفين لأجل التحرر.

   يقول الشاعر ([12]):

الآنْ…

أنتم ميلادٌ

وشهادهْ…

أنتمْ شُهداءْ…

سَتَروْنَ إذَن، كلما حرّككمْ حبُّ الوطنِ…

كيفَ تَبارى العُملاءُ

يمينا ويساراً…

في خَنْقِ الشعبِ القائدْ…

كَوْكَبَةِ التحريرْ…

لكنْ يتحدّى

أنتم شُرفاءْ.. !

ثم يقول  في القصيدة ذاتها([13]):

أنتم ميلادْ…

ستكونون إذَنْ شُهداءْ… !

جيشاً

شُرفاءْ…

يدفعُ بالرفضِ ضريبةَ تُجّار “الهيروينْ”…

ومِرْوَدَةَ النرجيلهْ…

يرفُضُ أوسمةَ الكُبَراءْ… !

ويُسابِقُ للموتِ شِهاباً يحرِقُ غاباتِ الزرنيخْ…

يترصَّدُ –فوزاً

ونِضالاً-

أوسِمَةَ التاريخْ… !

فالشهادة شهادة ميلاد من جديد، شهادةُ استمرار النسل المنافح عن الأرض والعِرض والكرامة الإنسانية. فالميلاد والشهادة في شعر أحمد مفدي لازمة دائرية متوالية لا تنتهي، وإن انتهت بدأت من جديد. فأحرار  العالم شعبٌ مِنجاب، لا ينقطع ولا يتوقف؛ لأن في ذلك عزم على الدفاع عن حرية الإنسان وسيادة الأوطان. يقول([14]):

تلكَ جِبِلَّهْ…

ومسيرةُ تاريخ الأمّهْ…

إنْ سَقَطَ القائدْ

يتضرَّجُ بالدمْ…

يغتسِلُ الوطنُ…

كيْ يُولدَ فينا

شعبٌ ماردْ…

فلِذا جئنا

نحملُ حبّاً

“فرسالة مفدي إلى كلِّ مواطن وكلِّ وطن، هي رسالة حب وسلام”([15]).

ونظير ذلك -وقد أبى إلا أن يكون الفارسُ الشهيدُ دائمَ الانبعاث روحاً صوفية ملأى بالحب والعزاء، أو كالفينيق ينثر رماده غباراً يتجدد انبعاثه منه عَوْداً على بدء-قوله أيضا ([16]):

الفارسُ ماتْ.. !

مَن قال الفارسُ ماتْ…؟

أَحْرُسُهُ

رُوحاً صوفيةً تتوهّجْ… !

تتناسَخُ تَنْقُلُ للآخرِ ريحَ الرغبةِ

                  إنْ رَنَّ سُباتْ…. !

تَطْفو….

منديلاً يمسحُ حُزنَ الفقراءْ….

الفارسُ يجعلُ من يده المغمورةِ…..

شَارهْ… !

تَقطُرُ حُبّا وعزاءْ…. !

ب/3- الوَهَجُ الثوري:

تشكل الثورة لدى أحمد مفدي فانوسا متوهجا يضيء به عتمات الظُّلم والاستبداد، وينير أمامه دروب العالم اللامحدود، العالمِ الذي لا تخنقه خطوط اللامعقول التي رسمتها حدودُ الوهمِ، وخرائطُ جغرافيا الأقوياء.

يقول([17]):

أومنُ بالحركاتِ/ القافلةِ/ المسعورهْ…

أتوهَّجُ بالثورهْ…

أكرهُ خطًّا، ما فيه من العقل/ اللامعقولْ….

فالثورة – بهذا المنظور المُغرق في الإنسانية- نشيدُ الأُمم العادلة، ومحرّرُ الشعوب المقهورة. بها تتطهّر الأوطانُ من أدران المسوخات، وترتقي [من الرُّقية] من أدواء عَبَدَةِ زفتِ الجُبناء. يقول([18]):

الآنَ…

أنتم قوَّهْ…

ونداءْ…

ووثيقهْ….

أوضَحُ أَحْرفِها الأولى

الثورةُ يا سادهْ

مِحرارُ حُضورِ جماهيرِ الأمَّهْ… !

وإذَنْ

هَلَّا تَنْزاحُ الأثقالُ الموبِقةُ الذِّكرى

عنْ كاهلِ شعبٍ..؟

يرفُضُ في طَلْعَتِنا أدرانَ الذِّلَّهْ…

إن الشاعر أحمدَ مفدي يُحِلُّ الثائرَ الغاضب محلَّ صدقٍ في قلبه الكبير، وينزّله منزلة عليا في خلات نفسه.. تماما مثلما هي الثورة تعتمل في دواخله لتغذي شرايينه بدم النضال الطاهر الصفيّ. فالثورة لظى ملتهب يتوقد، وليس لذلك التوقد من نهاية غير التحرر ومعانقة الوطن. يقول([19]):

نتوقَّدُ ثورهْ…

ويعودُ دمي، ليعانقَ رملَ بلادي

فالثورة سبيل الشاعر أحمد مفدي إلى التحرر والانطلاق، والاستقلال عن هيمنة الأجنبي وطغيانه. وبذلك نسجّل “استجابةَ شعر الثورة لروح العصر؛ من خلال القضايا التي عالجها هذا الشعر، في كلياتها وجزئياتها معاً، إنه لم ينشغل إلا بهموم الأمة العربية الكثيرة، المتركّزة أساساً في التحرر والانعتاق من قبضة الأجنبي الذي كان قد أحكمها من حول رقبة هذه الأمة في كل مكان من هذا الوطن العربي الكبير، وفي الانفلات من إسار التخلف الاقتصادي والاجتماعي، والاستغلال المادي والفكري الذي مورس على هذه الأمة”([20]).

ج- نِتاج النضال والغضب الثائر:

لم يكن النضالُ لأجل قضية عادلة يوما ما غيرَ مجدٍ، أو غير ذي نتائجَ ومُخرَجاتٍ تفي أو تكاد بالمطالب التي وَلّدت الغضب وأذكت شرارته لدى الثوار. والشاعر الثائر أحمد مفدي يأبى إلا أن ينتصر للغضب، ويرجح كفة النضال، وفي المقابل يُركِسَ وجوهَ الجبناء وينكّص أعلامَ الخَوَنة وتجّار أعراض وأوطان الشعوب الحرة.

فالثورة تطهير من الكره الماكر الذي يحيق بصفاء الحبّ النابض في الأحشاء.. الثورة تكشف الزائفين المندسّين خلف أقنعة البراءة والطُّهر.. ثم تنتفض في وجوههم وترمي بهم إلى مزبلة التاريخ.

يقول الشاعر أحمد مفدي([21]):

أيّها الواقفُ في أرصِفة التِّيهْ…

تُخفي وجهَك في

راحةِ صانِعكَ الواقفِ منكوصا… !

صانعُكَ النّمرودْ…

عَمِّدْهُ إذا شئتَ

بدمٍ مسفوكْ… !

حينَ تُديرُ على مَهَلٍ

حُبَّكَ للقُبلةِ منقوصَا… !

لملمْ في ذاتكَ أطرافَكْ… !

هل تَفْضَحُ أَوراقَكَ أمْ تَغْسِلُها

منْ أدرانِ التاريخِ بأمشاجِ عِظامِ العربِ…؟

ارحلْ…

وَجْهُكَ كالبُومِ فلا تيأسْ من غضب اللهْ… !

إنْ كنتَ الشمسْ… !

فالظُّلمَةُ أرحمُ مِنْ

وَقْدَةِ هذا الكُرهِ الفاسقِ من يدكَ الشَّلاَّءْ… !

إنْ كنتَ الشمسْ… !

مددتُ يدي لِتُخومِ الغيبْ… !

لنْ يتوهَّجَ سُفُّودُكَ

حتى يحرق فيكَ الدينارُ أخاهْ… !

ارحلْ…

سَقَطَتْ أقنِعةُ الزيفْ

وحاضَتْ أَلْويّةُ الشاهْ… !

واندكّتْ كلُّ جسورِ الشَّوقِ

فهل ترجُو ممنْ خَنَقَتْهُ يداكَ

رِضاهْ… !؟

إن النضال هو السبيل الأوحد الذي يقود القذارةَ إلى حبال المشانق، وهو باب الجحيم الذي يصلاه كل غادر مرتزق. ينشد مفدي مُعمّيا([22]):

وأريدُ

أنْ تَخْضَلَّ حروفُ المشنقةِ…

بدمِ الفئران القذرهْ…

أنْ تقصفَ أنغامي أشلاءَ السَّحَرَهْ… !

فلسطيـن: ذلك الجرح العربي الغائر:

على قدر حبه لوطنه الصغير (المغرب)؛ يكنّ الشاعر أحمد مفدي للوطن العربي الكبير ذات الحبّ. إنه يتنفّسه ويحيا به وفيه،  ويحلم دوما بالوحدة العربية، وبالعودة من الشتات،  وبالقدس عاصمة لدولة فلسطين بحدودها المعروفة، يحلم ويحلم ويحلم… ومع كل حلم دفقاتُ شِعرٍ تعكس إحساسا قوميا عربيا،  يندسّ بين أضلع “شاعر الوطن” أحمد مفدي.

يقول على لسان الفلسطيني المهَجّر من وطنه([23]):

أنبتُ عاصفة…

شيحاً…

في أنف الأعداء

قُدْساً… روحاً… شيئا همجيا

هذا المهجّر الذي يعيش على أمل العودة ويعيش معه الشاعر على ذات الأمل. فيصرخ معلناً تلك العودة التي ستأتي ذات زمن([24]):

آتٍ من تحت القارات الفوق.. !

آتٍ… تصهل بي في الدرب صفائن صمت الصحراء.

آتٍ… أمتص جذوع الليل من الطفرهْ.. !

آتٍ… أقضم بالأضراس سدى حلمات الدنيا

آتٍ… من قِبَبِ النفي السفلى…

(…)

وأعود إلى وطني عربيا

تحملني من قارات النفي السائل كوفيتي.. !

إن فلسطين وطنُ الفلسطينيين، والقدس للعرب لا لغيرهم، والتهجير إبعاد للذات عن المكان فقط. والفلسطيني أينما كان سيظل يبحث عن الوطن، “فالإبل لا تعقل تحنّ إلى أوطانها،  ونحن أولى بالحنين إليها”([25]).

 يقول الشاعر أحمد مفدي([26]):

أبحث عن وطني..

سأظَلُّ صِبارا شوكاً في كل رمال القريه

أبحث عن وطني…

رُعْبا في طاقية العَسَس

أبحث عن وطني

حتى لو يُبْلَعُ أَبْقُرُ عنه الأمعاء.. !

ما أغلى الوطن! ما أروع الفداء! ما أبهى الشهادة في سبيله! وفي المقابل:  ما أنذل الخيانة!  ما أبشع التواطؤ مع العدو!  ما أحقر استرخاص الوطن مقابل أطماع ذاتية!

يغضَبُ الشاعر الثائر أحمد مفدي فيتوعّدُ قائلا([27]):

مَنْ يهْدمْ أركان الصحوة أو يقصف كل مدائنها

مَنْ يقتلْ بالجملة أطفال “شَتِلاَّ”

تُنْشِدْهُ إذاعاتُ الشام قصيدَ سراياها “المنصوره”… !

بين الحاكم والمحكوم

تبتهلُ الصحفُ المنشوره.. !

أنْ جاءَ الفتحُ

فزمان الوحدة آتٍ…

آتٍ زمن الوحد من كل جروح العرب

آتٍ من كل يبابٍ خَرِبٍ

وحتى لا يخال المحتل الغاصب لأرض فلسطين أن القتل يُفني العرب، أو يزعم أن الاعتقال والقمع يرهبهم؛ يُطَمْئن الشاعرُ الثائرُ أحمدُ مفدي هذا الغاصبَ أن ذلك الزّعْمَ مُحال، وأنّ اليقينَ خلافُ الوهم الذي ينسجون منه أساطيرهم. فيقول([28]):

إنْ سَقَطَ القائدْ

يَتَضَرَّجُ بالدَّمْ…

يَغْتَسِلُ الوَطَنُ…

كيْ يُولَدَ فينا

شَعْبٌ ماردْ

(…)

نحنُ هُنا

في الجُولانْ….

في العُرْقُوبْ….

في الضِّفَّةِ….

جِئْنا نَشْهَدُ ميلادَ قضِيَّتِنا

خاتمــــــــــــــــة:

من خلال هذه القراءة العَجْلى لتيمة الثورة والنضال والمقاومة في شعر الدكتور أحمد مفدي، نستطيع أن نستبطن حقيقة واحدة مُفادها أن رسالة مفدي إلى كل مواطن وكل وطن هي رسالة حب وسلام. فإذا كان هذا الشاعر يؤمن بحب الوطن ويقرّ ذلك بقوله([29]):

لا أعشق في الكون سواكْ..

يا وطني!

وبقوله([30]):

أنا لو يضعون الرسن المسنون على قدمي

والزاج “المدردر” في الأعتاب

لابد أمضي ملهوفا للوطر… يا وطني !

كي أسكب ما عتّقت زمان صباي من الألحان !

يا وطني

(…)

حتى لو قُصَّ جناحي،  أتحدى وأدب على قدمي !

حتى أتعمد في وطني

يا آخر لحن رَجَّعه الإصرار…

وبقوله([31]):

يا وطني

لوكان المعبودُ سوى العبود

لو كان المعشوق تَوَشَّحَ غيرَ ذُبالاتِ المعشوق

كنتُ أنا “وثني

في حب عواطفك “الأسنى” يا وطني.. !

إذا كان نزوعه إلى حبه وطنه نحو ما صوّره في شعره؛ فإنه لَحقيقٌ أن نجده ينافح عن ذات الحب الذي يكنّه كل إنسان لوطنه، أينما كان وكيفما كان.. بل إنه لا ينفكّ يدافع عن هذا الإنسان الذي اغتُصبت أرضُه، وانتُهك عِرضُه، وطُرِدَ وشُرِّدَ وأُبعدَ عن وطنه قَسراً وقهراً وبَطَراً.

إن المنفتح على المنجز الشعري لدى الشاعر المغربي أحمدَ مفدي ليضَع يده، بسهولة، على تيمات النضال والثورة، وما يتعلّق بهما من مواطَنة صادقة، وحب جارفٍ للإنسان الحرّ العاشق للعزة والكرامة. ولن يعدم البتةَ موضوعاتٍ شتّى تُعنى بقضايا العروبة والقومية والإنسانية جمعاء.

وقلِ القولَ ذاتَهُ إن حاولنا تلمّس وجهة نظر الشاعر في مسوخات أشباه الرجال، والمارقين، ونسلِ النمرود، ودعاة الصمت على الهوان والذل والخنوع…

فأحمدُ مفدي ثائرٌ ضد هذه الفئة، مجاهر بمقاومتها.. وهو في ذلك على ذات الدرب الذي سار عليه الشعراء الثوار الذين رفضوا قيود وأغلال الاستعباد والاستبلاد، وحسبنا أبو القاسم الشابي وهو يُنشِد صارخاً مستصرخاً([32]):

يقولونَ صوتُ المستَذِلِّين خافــــــتٌ

 وسمْعُ طُغاةِ الأرضِ أطرشُ أصـخَمُ

وفي صيحةِ الشعبِ المسـخَّرِ زَعْزَعٌ

 تَخِرُّ لها شُمُّ العروشِ وتُهْــــــــــــــــــــدَمُ

ولعلعة الحقِّ الغَضوبِ لها صـــــــدى

 ودمدمةُ الحربِ الضّروسِ لها فـــمُ

إذا التفَّ حول الحقِّ قومٌ فإنّـــــــــــــــهُ

 يُصَرِّمُ أحداثَ الزَّمانِ ويُبْـــــــــــــــــــــرِمُ

د. عبد الكريم الرحيوي   -أستاذ بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس – المغرب.

هوامش:


[1] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان  ثورة الأموات، ص96.

[2] – ينظر: أحمد شرّاك، تجربة أحمد مفدي بين قصيدة الشموخ وشموخ القضية،  ص 9. ضمن كتاب: التجربة الشعرية عند أحمد مفدي. أعمال اليوم الدراسي: 13 أبريل 1996. منشورات اتحاد كتاب المغرب- فرع فاس. مطبعة الأفق، (د.ت)  فاس. يقول: “إن هذا القاموس اللغوي/ الشعري الخصب… يتمحور حول تيمات أساسية (الأرض والوطن بالمعنى القُطري والعربي) وحول الرفض والثورة … وهذا ما يشكل استراتيجية لدى أحمد مفدي”.

[3] – ينظر: غالي شكري، أدب المقاومة. دار المعارف بمصر. القاهرة (د.ت). ص 7.

[4] – ينظر: عبد الكريم الرحيوي، الدكتور الشاعر أحمد مفدي سيرة ومسيرة. مجلة رؤى (فصلية محكمة تصدر عن وكالة الأنباء الليبية). العدد الخمسون. شتاء 2023م. ص: 128 وما بعدها.

[5] – ينظر: سيد حامد النساج، الأدب العربي المعاصر في المغرب الأقصى. الهيئة المصرية للكتاب. الطبعة الأولى: 1975م. ص 253. واعتبر الدكتورُ النساجُ أحمدَ مفدي شاعرا مُجَوِّدا. نفس المرجع والصفحة.

[6] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان: ثورة الأموات، ص 6.

[7] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “توقُّعات الطوافِ بدروب الذات السفلى”. ص 9 وما بعدها، بتصرف الحذف.

[8] – ينظر: أحمد مختار عمر، اللغة واللون. عالم الكتب للنشر والتوزيع- القاهرة. الطبعة الثانية 1997م، ص 40. فقد وردت الصفرة بمعنى السواد عند العرب. وفُسرت (جمالة صفر) في القرآن الكريم بمعنى إبل سود. ولعله لذلك ربطها أحمد مفدي بالحقد والبغضاء، دلالة على سواد القلب والعياذ بالله.

[9] – ينظر: المرجع نفسه، ص 41. فمن بين ما دلَّ عليه البياض لدى العرب: الأرض الملساء لا نبت فيها.. وأزعم أنه لذلك ربط مفدي بين البياض والضياع.

[10] – ينظر: المرجع نفسه، ص 40. إذ وردت الزرقة عند العرب وصفا للماء والأسنة، وذُكر هذا اللون في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى: (ونحشُرُ المجرمين يومئذٍ زُرْقا). وأظن أنه لذلك ربط مفدي بين الزرقة وأسنان الحربة لأنها تفضي إلى الموت.

[11] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان ثورة الأموات. قصيدة “الرقص واللافتة الحمراء”. ص 146-147.

[12] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “الوثيقة رقم 2 والملصقات السّتّ”. الملصق الثالث، ص 57.

[13] – ينظر: الديوان نفسه، الملصق الخامس، ص 61.

[14] – ينظر: الديوان نفسه، ص 63.

[15] – ينظر: تيمة الوطن في شعر أحمد مفدي. الدكتور عبد الكريم الرحيوي، ص 53. ضمن كتاب: مقامات الوطن في المنجز الشعري لدى أحمد مفدي. كتاب جماعي، مطبعة بِلال، فاس/ المغرب. طبعة: 2017م.

[16] – ينظر: ديوان ثورة الأموات. قصيدة “إنشادات نضالية في ذاكِرَة الوصولِ والنفور”. ص 160.

[17] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “الوثيقة الأولى والملصّقات السبع”. المنشور 6، ص 46.

[18] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “الوثيقة رقم 2 والملصقات السّتّ”. الملصق الثاني، ص 55.

[19] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “الوقوف في مرتفعات الصحو والدَّوَار”، ص 83.

[20] – ينظر: عبد الرحمان حوطش، شعر الثورة في الأدب العربي المعاصر. مكتبة المعارف للنشر والتوزيع بالرباط. طبعة 1987م. ص495.

[21] – ينظر: ديوان ثورة الأموات. قصيدة “تأمّلات في أرصفة التيه”، ص 171- 172.

[22] – ينظر: الديوان نفسه. قصيدة “ومضات”، ص96. والمعمّى: الملغّز والمرمّز، الخطاب المتخفّي خلف إشارات يلتقطها كل لبيب.

[23] – ينظر: ديوان: الوقوف في مرتفعات الصحو، ص 68.

[24] – ينظر: الديوان نفسه، ص 68 – 71.

[25] – ينظر: أسامة بن منقذ، المنازل والديار. تحقيق مصطفى حجازي. دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية،  القاهرة 1992.ص 243.

[26] – ينظر: أحمد مفديي، ديوان الوقوف في مرتفعات الصحو، ص 69.

[27] – ينظر: الديوان نفسه، ص 80.

[28] – ينظر: أحمد مفدي، قصيدة: الوثيقة رقم 2 والملصقات الست إلى أبي يوسف وكل الشهداء الشرفاء. جريدة العلم الثقافي بالمغرب: 28/03/1975م.

[29] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان الوقوف في مرتفعات الصحو، ص 65.

[30] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان في انتظار موسم الرياح. ص 32.

[31] – ينظر: أحمد مفدي، ديوان الوقوف في مرتفعات الصحو، ص 48.

[32] – ينظر: أبو القاسم الشابي. ديوانه، ص 159. قدم له وشرحه محمد نبيل طريفي. المطبعة العصرية، بيروت. 2002.

مصادر  ومراجع:

  1. أبو القاسم الشابي: الديوان. تقديم وشرح: محمد نبيل طريفي. المطبعة العصرية، بيروت. 2002.
  2. أحمد شرّاك: تجربة أحمد مفدي بين قصيدة الشموخ وشموخ القضية. ضمن كتاب: التجربة الشعرية عند أحمد مفدي. أعمال اليوم الدراسي 13 أبريل 1996. منشورات اتحاد كتاب المغرب- فرع فاس. مطبعة الأفق، فاس.
  3. أحمد مختار عمر: اللغة واللون. عالم الكتب للنشر والتوزيع- القاهرة. الطبعة الثانية 1997م.
  4. أحمد مفدي:
  5. ثورة الأموات (شعر). مطبعة انفو-برانت، فاس. الطبعة الأولى 2015م.
  6. في انتظار موسم الرياح (شعر). مطبعة النهضة – فاس (المغرب). صيف 1972م.
  7. قصيدة:  الوثيقة رقم 2 والملصقات الست إلى أبي يوسف وكل الشهداء الشرفاء. جريدة العلم الثقافي- المغرب:  28/03/1975م.
  8. الوقوف في مرتفعات الصحو (شعر). منشورات عيون المقالات (الدار البيضاء). الطبعة الأولى- مطبعة النجاح الجديدة،  1990م.
  9. أسامة بن منقذ:  المنازل والديار. تحقيق مصطفى حجازي. دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية،  القاهرة 1992.
  10. سيد حامد النساج:  الأدب العربي المعاصر في المغرب الأقصى. الهيئة المصرية العامة للكتاب. ط1 سنة 1975م.
  11. عبد الرحمان حوطش: شعر الثورة في الأدب العربي المعاصر. مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرباط. طبعة 1987م.
  12. عبد الكريم الرحيوي: الدكتور الشاعر أحمد مفدي سيرة ومسيرة. مجلة رؤى (فصلية محكمة تصدر عن وكالة الأنبياء الليبية). العدد الخمسون. شتاء 2023م.
  13. عبد الكريم الرحيوي: تيمة الوطن في شعر أحمد مفدي. ضمن الكتاب الجماعي: مقامات الوطن في المنجز الشعري لدى أحمد مفدي. مطبعة بِلال، فاس/ المغرب. 2017م.
  14. غالي شكري: أدب المقاومة. دار المعارف بمصر. القاهرة (د.ت).

List of sources and references:

  • Abu Al-Qasim Al-Shabi: Al-Diwan. Takdim wa shar-h: Muhamed Nabil Tarifi. Al- Matba-a Al-Asriyya, Beirut, 2002.
  •  Ahmed Sharak (Doctor): Ahmed Moufdi bayn-a kasidat ashomokh wa shomokh al- kasidah, within the book: attajriba al- shiaria inda Ahmed Moufdi, Works of the School Day, April 13, 1996. Manshourat Ittihad Kutab Al- Maghrib – Fez Branch, Matba-at Al- Ofoq, Fez.
  • Ahmed Mukhtar Omar (Doctor): alloghah wa laoun, alam al-kotob li nashr wa ataouzi-a,

 Cairo, second edition, 1997 AD.

  • Ahmed MOUFDI (Doctor):

– taourat al amuat (poetry), Info praint Press, Fez, first edition 2015 AD.

– fi intidar museem al- riyah  (poetry). Al Nahda Press – Fez (Morocco). Summer 1972 AD.

– kasidah: al- watikah  No. 2 wa al- mulassakat al-sit ila  Abu Yusuf wa kul al- shuhada-a al- shurafa-a, Al-Alam Al-Thaqafi newspaper – Morocco: 03/28/1975 AD.

-Al- wokof fi murtafa-at al- sahou (poetry). Manshourat oyoun al- makalat, Casablanca. First edition – Al-Najah Press. New, 1990 AD.

  • Osama bin Munqidh: Al- Manazil wa Al- Diyar, tahkik by Mustafa Hijazi, Dar souad al- subah li-nashr wa al- taouzi-a, second edition. Cairo 1992.
  • Sayed Hamid Al-Nassaj (Doctor): Al Adab Al- arabi Al- muassir fi Al- Maghrib Al- Aksa-a. Al- Hay-a al- Misriya Al- amma Lilkitab, 1st edition1975 AD.
  • Abdul Rahman Hotash, shi-ar al- thaoura fi Al Adab Al- arabi Al- muassir. Maktaba-t Al- Ma-arif li nashr wa ataouzi-a, Rabat, 1987 edition.
  • Abdelkrim RAHIOUY (Doctor): Dr. al- sha-ir  Ahmed Moufdi Sira Wa Masira, Rua-a magazine (a peer-reviewed quarterly published by Libyan Prophets Agency). Issue fifty, winter 2023.
  • Abdelkrim RAHIOUY (Doctor) Tima-t Al- Ouatan Fi Shiar Ahmed Moufdi, within the collective book: Maqamat Al-Watan fi Al-Munjaz al- shiari Lada  Ahmed Moufdi, Bilal Press, Fez, Morocco, 2017 AD.
  • Ghali Shukri: Adab Al- Mokawama, Dar Al-Maaref, Egypt, Cairo (ed.).