دور الأدب في  تنمية الفكر السياسي المغربي ومواجهة المستعمر.

ملخص البحث:

يحمل الأدب أهمية كبيرة داخل أي مجتمع، لما له من دور فعال في عكس الواقع الاجتماعي داخل المجتمع، وقدرته على وصف الواقع وتحليله. وقد تميز الأدب في المغرب بكونه أدب كفاح وأدب معركة وأدب حرية وأدب التزام وأدب عروبة، على اعتبار أنه منذ الاستعمار لم يجد المفكرون من سلاح لمكافحة ومواجهة المستعمر غير سلاح الكلمة، فبات منذ ذلك الحين أدب حرية وفكر ومقاومة. وقد ارتبط الأدباء المغاربة بكل قضايا الحرية والقومية ومواجهة الاستعمار الذي حاول القضاء على عروبة المغرب لمحو قوميته وعزله عن الوطن العربي لغة وتفكيرا.

الكلمات المفتاحية: الأدب المغربي، السياسة، المقاومة، الحرية والاستقلال، الشعر العرشي

مقدمىة

يعد الأدب المغربي رافدا أساسيا من روافد الثقافة العربية ، وأحد مناراتها التي تضيء سماء الفكر والأدب. وقد ظل الأدب المغربي منذ بداية القرن العشرين، مرتبطا ارتباطا شديدا بالأحداث السياسية، التي تؤلف التراث والهوية الثقافية للبلد، وقد كان لهذا الانخراط الفعلي للمثقف في مواجهة المد الاستعماري، أثرا بالغا على الفكر والإبداع. والواقع أن الالتفاف حول القضايا المصيرية للبلاد، أعاد إلى الأدب المغربي، إشكالية الصراع بين القديم والحديث، وبهذا أصبحت وظيفة الأدب لا تقتصر فقط على نقل الشعور والإحساس، بل انتقلت إلى تقصي قيم الجمال في الذات والطبيعة والكون؛ مما انعكس ذلك على الساحة الأدبية والسياسية في المغرب. وفي غمار ذلك نجد أن جل الشعراء الشبان، الذين درسوا في جامعة القرويين، كانوا يؤمنون بالتكامل والانسجام الحاصلين بين الأدب والسياسة. فكيف إذاً ساهم الأدب المغربي في نشر الوعي السياسي ومواجهة ومكافحة الاستعمار؟.

  الأدب والسياسة

  1. الخطاب السياسي وصراع التأويلات بين الأدباء المغاربة

 إن الحديث عن الأدبيات السياسية المغربية بمعناها المباشر قبل الحماية وفي بداياتها الأولى لم يتبوأ إلا حيزا ضعيفا. فقد تفادى الكتاب الخوض في  التأليف المباشر عن السياسة خوفا من أولي الأمر، وهذا ما عبر عنه العالم ابن الأعرج قائلا:” بيد أني تكلمت حسب الإمكان في غالب وقائع هذا الزمان وتقلبات الأوان، لأن الظروف تحجر التصريح بما يثير التبريح، اللهم إلا التلميح والرمز إلى المقاصد بما يفعله العالمون بمقتضيات العوائد، وتحاشيا لما يوقع في المحذور، أو يوغر الصدور”.[1] ومن بين الأسباب الأخرى التي كانت وراء ابتعاد المؤلفين عن الكتابة في السياسة محاولة تقليد الشيخ الأزهري محمد عبده، الذي ابتعد عن الحديث في السياسة بعد فشل الثورة العرابية، وقد وصل تأثير نصحه إلى العالم العربي الإسلامي. ومهما كانت الأسباب التي دفعت بالأدباء نحو الابتعاد عن السياسة، فإنها انشغلت في خطابها بين الفينة والأخرى، بعلاقة الأمراء بالرعية، وبحقوق وواجبات كل طرف إزاء الآخر. كما انشغلت بالمفاهيم والمصطلحات الرئيسية في الفكر السياسي الغربي،  مثل “الحرية” و” الديمقراطية”، و”الاشتراكية”، و”الملكية المقيدة”، و”الملكية المطلقة”، وغيرها من المفاهيم. فحاولت التأصيل لبعضها في التاريخ الإسلامي، ومقابلة بعضها للأخر بمفاهيم سياسية عربية إسلامية، مثل: “الخلافة” و”الشورى”.[2] 

لقد ارتكز الخطاب السياسي للأدباء المغاربة، على قضية الاستبداد في السلطة السياسية التي تعرض لها العالم الإسلامي في القرون السالفة، حيث يصف ابن الأعرج “الحرية” نقيضا للاستبداد، ومرادفا” للشورى” أيام السلف.[3] ويرى ابن المواز، أن قانون الحرية المسطر في كتب الحقوق، وفي الدستور الفرنسي موافق للشرع الإسلامي.[4] وقد اعتبر الحجوي، الشورى أصل الشريعة المتين وحرزها المكين،[5] ووصف شريعة الإسلام  بالديمقراطية الحقة، نظرا لقيامها على مبدأ العدل والمساواة في الحقوق بين طبقات الناس، وبنائها على الشورى، ونبذ الاستبداد، والسلطة الشخصية.[6] ومع رفضه للاستبداد، لم يدع الحجوي إلى تقليد الأوروبيين في نظامهم الديمقراطي، بل اعتبر أن كل أمة تأخذ في نظامها ما يتناسب وأفكارها. فإذا كان يتناسب مع أفكار الأوربيين هو النظام النيابي، فإن ما يتناسب مع أفكار المسلمين هو نظام الشورى الذي اعتمده السلف”، حيث يقول:” كان لأبي بكر وعمر مجلس شورى”.[7]لقد اعتبر العالمان ابن الأعرج والحجوي، أن بداية الانحراف في السلطة السياسية بدأت مع دولة بني أمية، حيث دخلت بلاد الإسلام مرحلة الاستبداد. فقد نعت ابن الأعرج، فترة حكم بني أمية بفترة ” السلطة المطلقة”، ورجع أسباب ذلك إلى دهاء معاوية  بن أبي سفيان.[8] أما الحجوي، فقد نعت عهد بني أمية بفترة ” الملكية المقيدة”، وانتقد معاوية لأنه “خدر الأمة بسطوة الملك والعصبية”.[9] وقد استفحل الاستبداد أكثر في نظر الحجوي وتحول إلى” ملكية مطلقة” في عهد الدولة العباسية. [10]

 لم تخرج وضعية المغرب في خطاب الأدباء، عن أوضاع الاستبداد التي سادت العالم الإسلامي، وعن أوضاع التصرف المطلق، وخاصة ما قبل الحماية، منذ فترة وصاية الوزير أحمد بن موسى. وقد وصف الحجوي هذه الفترة بالعهد الاستبدادي الديكتاتوري، حيث قال: “وأسرف الداهية أحمد بن موسى في الدكتاتورية والاستبداد حتى أخلي مناصب الوزارات من الأكفاء واستبد هو بكل وزارة وزارة وجعل فيها نائبا عنه. وكان يتشبه في سياسته بالمنصور ابن أبي عامر مسيطر أخريات الدولة الأموية في الأندلس.[11] وإذا كان الاستبداد، هو القضية الوحيدة، التي عالجها بعض الأدباء والكتاب بنوع من التصريح، فإنهم اكتفوا في قضايا سياسية أخرى بنوع من التلميح، كقضية الوطنية التي لم ترد عندهم بشكل سياسي محض، وإنما كان هدفها الأول في بناء شروط التقدم وليس في طرد المحتل.[12] وبالرغم، من ورودها الضمني في مجمل دعوتها، فقد تطرق ابن الأعرج في خطابه للحديث عن الوطنية، واعتبر محبة الوطن واجبة شرعا وجعلها من الإيمان. ولما انتصر الريفيون في إحدى المعارك، فرح ابن الأعرج للحدث، واعتبره”من أعظم الوقائع”، وأشار إلى هذه المعركة قائلا:”لقد اهتزت لها المحافل شرقا وغربا وأوجم لها الناس استكبارا وعجبا وتناقلتها جرائد الأخبار واشتغل بأحاديث الريفيين”.[13]

  • المطالب السياسية للأدباء المغاربة (نخبة العلماء)

عرف الفكر السياسي في فترة الحماية على المغرب سنة 1912،  تطورا ملموسا وتمثل في تبنى أولى المطالب السياسية ونقد نظام الحماية، وقد جاء هذا النقد في صورة خطاب نقدي تنبيهي لا يدعو إلى الثورة والهيجان. بل اقتصر الأدباء في خطابهم على بعض المطالب الإصلاحية، وبعض التحذير والتلميح للأخطاء والعيوب التي قامت بها سلطات الحماية في المغرب، فطالبوا فرنسا  بتطبيق مبادئ العدل، واحترام الحقوق، وإيجاد نظام عام كما أنشئ في بلادها. إلا أن هذه النظرة، سرعان ما بدأت تتجه نحو نقد نظام الحماية، وما قام به من انحرافات وتجاوزات خاصة في مطلع العشرينيات. وقد اعتبر الوزاني، خطاب المطالب في عهد الحماية بادرة نهضة، وبداية مقاومة سياسية ضد الاحتلال.[14] وخير دليل على ذلك ما كتبه العالمين  أحمد النميشي ومحمد الحجوي. فقد رفع أحمد النميشي، مذكرة إصلاحية إلى المقيم العام الفرنسي ستيغ (Steeg)  سنة 1926،  وتضمنت هذه المذكرة، تشخيص للأزمة التي يعانيها المغاربة اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا وسياسيا في ظل نظام الحماية. ففي المجال الاقتصادي، وجه النميشي انتقاداته لسياسة نزع الأراضي، وحركة الاستعمار الفلاحي، فالفلاحة كما يقول:” هي مرتزق جل سكان هذا القطر، واعتبر مسألة الأرض “هي الركن الأعظم لماهية الفلاحة”. لقد توزع موقف النميشي من عملية نزع الأراضي بين رأيين: أحدهما إزاء الملك الخاص، الذي يتوفر أصحابه على عقود شرعية، حيث لمح إلى أن “الاعتداء عليه، اعتداء على الحرية الشخصية التي تحرمها الأديان الشرعية والقوانين الوضعية”، واعتبر نزع هذا الملك من أصحابه نوعا من العقدة العسيرة الحل ونوعا من المسائل، التي لم يطلع على وجه الحكمة فيها. وأما الرأي الثاني، فخصه لأراضي الجماعات وأراضي الجيش، وكان موقفه إزاء مصادرتها متردد بين حق أصحابها الأصليين، وبين حق الفرنسيين في بذل مواهبهم الفكرية في استعمار، فاقترح على إثره، تارة ضرورة التوفيق بين المصلحتين، وتراجع تارة أخرى عن ذلك، مفسرا تراجعه بتوقف مصير حياة الأهلي على البت في المسألة، وباعترافه بقصور فكره في إبداء الرأي في المشكل.[15] كما انتقد الأسلوب الذي اعتمد في عملية نزع الأراضي الفلاحية.[16]

وفي المجال التجاري، تحدث النميشي عن المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع، وخصوصا بعد الحرب العالمية الأولى، ومن سلبياتها” زعزعت بنيان المعاملات التجارية، وأصبح التجار كريشة ملقاة في مهاب الرياح تبعا لسير الصرف الذي لم يستقم له اتجاه إلى الآن”. ويربط النميشي هذا الواقع، باختلال نظام الضرائب، مما ينجم عنه أثار سيئة على سير الاقتصاد الوطني.[17] وفيما يخص الوضع السياسي للمغرب، فقد طالب النميشي بالحق النقابي للعمال، وبحرية تأسيس الأحزاب الوطنية، إذ يقول:” ففي كل بلاد من البلادات المتمدنة يوجد حزب لهذه الفئة التي يجب أن ينظر لها بعين الشفقة والرأفة (…)، أما هذا القطر المغرب فهو خال من هذا الحزب ومن بقية الأحزاب لكونه لازال حديث عهد بالرقي العصري”.[18] وقد تضمنت اللائحة، اقتراحات وإجراءات إصلاحية في شكل مطالب قصد تصحيح الأوضاع، ومنها: إصلاح القضاء، والفتوى، والنظر في حوادث ظلم العمال بالبوادي، وإصلاح حالة السجون والعناية بها، وإصلاح وضعية المستشفيات، التي لم تسلم هي الأخرى من سوء المعاملة. كما طالب بالحق في إنشاء الجمعيات، وتوسيع نطاق المجالس البلدية، والسعي في أن يكون الرجال المنتخبون أكفاء للقيام بمهامهم. وطالب، بأن يكون للمغرب جرائد وطنية، تشتغل بالمسائل التي تهم البلاد، “وترشد الأهالي إلى الطريقة المثلى، التي يجب أن يسيروا عليها في تجارتهم وصناعتهم وفلاحتهم، وتقوم من جهة أخرى بشرح أحوالهم الاجتماعية للحكومة”.[19]

وفي الاتجاه نفسه، رفع الحجوي، تقريرا إلى المقيم العام الفرنسي لوسيان سان(Lucien Saint) بعد صدور الظهير البربري، وقد ندد فيه، بالانحرافات والخروقات، التي ارتكبتها الإقامة العامة في شتى الميادين الاقتصادية، والإدارية، والسياسية. ففي المجال الاقتصادي: عدد الحجوي مجموعة من السلبيات، وخلص إلى” أن المغرب من حيثية الاقتصاد لم ينتفع بالحماية كثيرا، بل صار إلى الإقلال”، وأكد أن هذا الإقلال”ما تفاحش إلا بعد الحرب العظمى، ولا ظهرت كارثة الاجتياح إلا بعد ظهور الأزمة العالمية”.[20] وتشريحا لواقع الحال، ربط الحجوي في مجال الفلاحة بين استفحال المشاكل التي عرفها هذا الميدان، وبين مجيء المقيم العام ستيك Steeg الذي” أيقظ بعض النائمين بنزعه ملكية أراضي عظيمة وإعطائها للمعمرين جبرا”.[21] فأصيبت الفلاحة “بالداء العضال داء الأزمة العالمية، وأصبح ثمن الحبوب والخضر وغيرها منحطا(…). ولم يبق في يد الفلاح فضل يؤدي منه الترتيب والضرائب، وفرائض العمال المستبدين، فصارت الحيوانات تباع بأبخس الأثمان لأداء الواجبات الدولية”.[22]

وفي الميدان الصناعي، عرفت الصناعة ركودا إما بسبب المنافسة الخارجية، أو لغلاء أثمنة المواد الأولية.[23]وفيما يخص الميدان التجاري، أشار الحجوي إلى أن التجارة قبل الاحتلال كانت بيد الوطنيين، وبالاحتلال خرجت منهم إلى غيرهم تدريجيا، وأفلست شركاته، ولم يستطيعوا مجارات غيرهم، حتى ذهبت التجارة منهم جملة بعد الحرب، واقترضوا من البنوك التي أثقلت كاهلهم، وأصبحت تطالبهم بتسديد الديون وبيعت أملاكهم بأبخس ثمن وأفلست شركاتهم، “وصارت الثروة التي كانت للتجار قبل الحماية هباء منثورا، وأصبح جل التجار يتكففون ويموتون كمدا وجوعا”.[24]

أما في المجال السياسي، ندد الحجوي بسياسة التفرقة التي عمدت فرنسا إلى بثها في المغرب عن طريق الظهير البربري، الذي اعتبره تتويجا لسياستها البربرية :” لقد دخلت فرنسا لمغربنا، ونحن دولة واحدة أتى بهم رؤساء خائنون ليصلحوا، فهاهم يفسدون بتفريق جامعتنا، وهاهم يعملون في المغرب ما عملوه في الشام من تفريق جامعته إلى لبنان، وعلويين، وسوريين، وغيرهم. ولا قصد لهم إلا أن يستعبدونا ويثبتوا أقدامهم على الدوام في أرضنا بجعل الشقاق والتفرقة بيننا، وزحزحتنا عن ديننا العزيز علينا”.[25] وقد تضمن تقرير الحجوي، اقترحات في شكل مطالب إصلاحية قصد تصحيح الأوضاع، ومنها:

– التعجيل بالإصلاح الحقيقي للمسألة البربرية، مع حسم مادة التبشير المسيحي حتى ترجع الطمأنينة للنفوس.

– التعجيل بإيقاف نزع الملكية وتخفيف الضرائب.

– إصلاح العدلية المغربية وكف يد العمال والقضاة عن السلب والنهب.[26]

– تنشيط التعليم بقدر الكفاية، وإسعاف المعوزين والمرضى. [27]

الأدب  المغربي ودوره في ثقافة التحرر

  1. اللغة العربية في معركة التغريب والتبعية الثقافية

كان من رأي الاستعمار في العالم العربي أن يقضي على مقومات الشخصية العربية لأنها وسيلته للبقاء والاستمرار في السيطرة على مقدرات البلاد، وكانت اللغة العربية في مقدمة عوامل الوحدة والتجمع والالتقاء بين العرب، ولذلك ركز غزوه الثقافي عليها محاولة للقضاء عليها. وقد كان هدف الاستعمار أن تصير اللغة العربية إلى ما صارت عليه اللغة اللاتينية، لغة متحف تدرس على الآثار والتحف، وأن تصبح اللهجات المحلية في أقطار العالم العربي لغات مستقلة لها أدبها وثقافتها، وبذلك تتعدد اللغات ويقضى على اللغة العربية، ويقضى على القرآن الكريم والتراث العربي الإسلامي الضخم. وقد جند الاستعمار قواه لهذه الغاية وحرص عليها ورسم لها خططا بعيدة المدى، وقامت في الأقطار المحتلة منظمات لهذا الغرض ليس لها مهمة غير توجيه الحملات إلى اللغة العربية، واتهامها بالقصور وعدم الكفاية العلمية أو ارتفاع مستواها عن مفاهيم المجموعات العامة، أو اتهام حروفها ونطقها وكتابتها بالصعوبة والتعقيد. وكانت هذه الاتهامات مقدمة للنقاد إلى الدعوة إلى اللغة العامية أو استخدام الحروف اللاتينية وتحطيم عمود الشعر. والواقع أن المغرب واجه عنفا استعماريا ثقافيا شديدا، فعند  فرض معاهدة الحماية  على  المغرب سنة 1912، فطنت  فرنسا بأهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية المغربية، لذلك سعت إلى تكسير هويات المستعمر لتشل حركتها على المقاومة ، لأن الجسد المقاوم هو روح وفكر متماسكين دينيا ولغويا وثقافيا، [28] وعملت على تعويض هذه الهويات بهوية استعمارية بديلة وإحلال لغة المحتل مكان اللغة العربية. وقد جند الاستعمار قواه لهذه الغاية وحرص عليها، وفي هذا الإطار رسمت سلطات الحماية الفرنسية لحركتها الاستعمارية منذ البداية شكلا جديدا، وركزت فيه على الاستعمار الثقافي  وهو في جوهره أقوى وأعنف من الاستعمار العسكري، وهذا ما أكده جورج هارديHardy George  ” بقوله: « إن حدث الحماية هو اختراق لمجتمع تقليدي من طرف قوى استعمارية ليس فقط بالاحتلال العسكري وقوة السلاح، ولكن أيضا بإخضاع النفوس بعد أن تم إخضاع الأجساد ».[29]

لقد اتسم العمل السياسي الفرنسي في ميدان التعليم بالمغرب على واجهتين: واجهة خلق تعليم عصري عمومي يناسب ظروف المغرب، ويخدم أغراض السياسة الاستعمارية. وواجهة مراقبة التعليم التقليدي المتمثل في جامعة القرويين، والوجهتان معا، تهدف إلى التحكم في المجتمع المغربي عن طريق المعرفة لا القوة.[30] كما قال جورج هاردي [31] في خطابه أمام جماعة من المراقبين المدنيين بمدينة مكناس بالمغرب سنة 1920، إن انتصار السلاح لا يعني الفوز النهائي، إن القوة تؤسس الإمبراطوريات، ولكنها ليست هي التي تضمن لها الاستمرار والدوام، يجب السيطرة على النفوس بعد أن تم إخضاع الأجساد.[32]وهذا ما راهن عليه الجنرال ليوطي لوضع إستراتيجية التحكم في المجتمع المغربي سلميا وبهدوء وبطء. وقد عبر في إحدى تصريحاته بفاس في أكتوبر 1915، أنه سيثابر على الدوام، هو ومساعدوه على أن يحترموا ويحافظوا على المكانة التراتبية، التي يتميز بها المجتمع المغربي، أي أنه لن يحدث أي تغيير في نموذج السلطة التقليدية السائدة، إذ يستمر الوضع على ما هو عليه، وأن يظل الرؤساء هم الآمرون والآخرون هم المطيعون.[33] وكان الجنرال ليوطي، يطالب دائما بأن يأخذ النظام التعليمي المقترح بعين الاعتبار التراتب الاجتماعي المغربي، وهذا يعني أن انتقاء زبناء المدارس ينبغي أن يعم على هذا الأساس، الذي يرى الاستعمار، أن المجتمع المغربي ينقسم إليه، فهناك من جهة أولى: مسلمون ويهود وأوربيون، ومن جهة ثانية: بالنسبة للمسلمين خاصة وعامة. فبالنسبة للأولى: تتضمن رجال المخزن، والعمال، وكبار التجار، وأعيان البلد. وتتوزع الثانية: بين جماهير مدينية، وأخرى قروية،[34] وعلى هذا الأساس، أوجدت الحماية الفرنسية، ثلاثة أنواع من التعليم:

 1- التعليم الأوربي، خاص بأبناء الفرنسيين والأوروبيين عموما، والبرامج المطبقة فيه هي برامج فرنسية.

 2- تعليم فرنسي إسرائيلي في مدارس الرابطة الإسرائيلية الدولية، ومن جملة هذه المدارس التي أنشأت في المغرب، مدرسة العرائش أسست سنة 1878، وأخرى بفاس سنة 1882، وبالصويرة سنة 1888، وبالرباط 1903، وبأسفي سنة 1901، وبطنجة سنة 1862. وتلقن فيها تعليما عصريا باللغة الفرنسية، واللغة العبرية.[35] وقد انصب اهتمام سلطات الحماية، على هذين النوعين من التعليم.

3- أما المغاربة المسلمون، فأنشئ لهم نظام تعليمي ينبني على نظرية التطور البطيء، أي لا ينبغي تعميم التعليم وفرضه بسخاء على كل الأهالي، بل يتعين توفيره ووضعه رهن إشارة المسلمين كجرعات صغيرة.[36] والأكيد أن سلطات الحماية، وجدت في هذا النظام، نوعين من التعليم، تعليم النخبة، وتعليم العامة.

فبالنسبة لتعليم النخبة: كان يتم في مدارس أبناء الأعيان، ويقول الجنرال ليوطي في هذا الصدد: “بواسطة مدارس أبناء الأعيان، يمكننا تشكيل نخبة قادرة على مشاركتنا وإعداد موظفي الحماية”.[37] ومن جانبه نبه أحد العارفين بالشأن العلمي من داخل إدارة الحماية: “إننا بحاجة إلى إداريين ذوي عقلية متفتحة على الحضارة الحديثة”. [38]  لقد كانت هذه المدارس تمنح تعليما أوليا فقط،[39] ولمتابعة الدراسة عملت سلطات الحماية على إنشاء تعليم ثانوي إسلامي لصرف نظر النخبة عن إرسال أبنائها إلى المشرق العربي .[40]

أما بالنسبة لتعلم العامة:  فقد أنشأت للطبقات الشعبية في المدن مدارس حضرية، تعمل على إعداد أولي للمهن اليدوية. وكونت لأبناء الفلاحين والصيادين، مدارس ذات الاتجاه المهني والفلاحي والرعوي والملاحي، حسب المناطق .[41] وأسست في المناطق الأمازيغية، مدارس فرنسية بربرية، بهدف إنشاء جيل مقطوع الصلة بالتراث العربي الإسلامي من جهة، ومتشبع بالتراث الفرنسي، والقيم الحضارية الغربية المسيحية من جهة أخرى.[42] والواضح أن سلطات الحماية كانت ترغب في وضع أرضية مناسبة لتحقيق مصالحها دون إثارة أي مواجهة مع السلطة والمجتمع على السواء. وذلك بإتباع خطة دقيقة، تقوم على مبادئ واضحة منها: تأكيد الفصل بين تعليم النخبة وتعليم العامة. فضلا عن إفراغ التعليم من محتواه الوطني، وذلك عن طريق التهميش الكلي للغة العربية، وإحلال اللغة الفرنسية مكانها. وبالرغم من ذلك فقد برزت نخبة من الأدباء والمفكرين المثقفين  وخاضت معركة التغيير والتجديد، وساهمت في نشر الوعي، والنهضة العلمية عن طريق تأسيسها لحركة المدارس الحرة،[43] وجاءت تسميتها بالحرة تمييزا لها عن المدرسة الرسمية للحماية.[44] وقد حرصت الحركة الوطنية، على إنشائها في مختلف أقاليم البلاد، وكانت تمول أساسا من تبرعات الشعب المغربي.[45] وقد جعلت هذه المدارس من أهدافها الرئيسية، الحفاظ على التقاليد الثقافية العربية الإسلامية، والدفاع عن الهوية المغربية، وترسيخ مضامينها في الأجيال الصاعدة، ورد الاعتبار للغة العربية والدين الإسلامي المهشمين في برامج التعليم التابع للحماية. وفضلا عن ذلك فقد حرك الشعور بالهوية المغربية الشعراء المغاربة في نسج قصائد شعرية تثبت هوية التراث المغربي والعربي. ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر الشاعر والعالم علال الفاسي الذي تفطن لمؤامرة سلطات الحماية المرعبة، فجعل ضمن صرخاته الجهادية الثورية الدعوة إلى الحفاظ على القرآن واللغة العربية، لأن حفظ اللغة العربية  يضمن حفظ القرآن ، وحفظ القران يضمن حفظ الدين، وحفظ الدين يضمن شخصيتنا وهويتنا الحضارية وكياننا الآدمي، وسيادتنا الإسلامية العليا. ويقول علال الفاسي في قصيدته” اضطهاد لغة القرآن”:

إلى متى لغة القرآن تضطهد                ويستبيح حناها الأهل والولد

أما دروا أنها في الدهر عدتهم             ومالهم دونها في الكون ملتحد

ولن تقوم لهم في الناس قائمة             أو يستقيم لهم في العيش ما نشدوا

إن لم تتم لهم بالضاد معرفة              أو يكتمل لهم في الضاد معتقد

إن العقيدة في الأوطان ناقصة           ما لم تكن للسان الشعب تستند

وكيف يصغون للأعداء تذكرها          وأصل ما وصفوه: الحقد والحسد

تآمروا وأعدوا كل مدرسة                 بها قواعد الاستعمار تقتعد[46]

  • الأدب سلاح للاستنهاض الهمم ومواجهة المستعمر

تميز الأدب المغربي بكونه أدب كفاح ومعركة وأدب أصالة، على اعتبار أنه منذ الاستعمار لم يجد المفكرون من سلاح لمواجهة المستعمر غير سلاح الكلمة، وبذلك أصبحت الكلمة الأدبية تعبيرا صادقا منبعثا عن إيمان ووعي تابث، وكانت محفزة على الحماس وإيقاد الوعي بصدق وأمانة، فكانت تغزو القلوب فتحرك العواطف وتثير العقول، وتحرك في النفس عوامل النضال الشريف لتحقيق الحرية والتحرر.[47]

وقد كان الأدباء والشعراء والكتاب والفنانون روادا للحركة التحررية المغربية، فهم الذين نبهوا إلى الخطر الذي دق ناقوسه ودعوا إلى التعبئة النفسية والفكرية لمقاومة الاستعمار الأجنبي، وألهبوا حماس المواطنين  لمواجهة خطر خصوم كيان المغرب،  وقد حمل أدباء المغرب عبء الأمانة وأنذروا الأمة بما يحاك لها في الظلام من مؤامرات المؤتمرين، حتى إذا دهمهم غزو الأعداء كان أغلبهم في طليعة المعركة يدعو إلى المقاومة والنضال . وقد ظل الأدب المغربي حيا مؤمنا برسالته، وظل قويا هادفا إلى تحقيق المثل الإنسانية مخلصا لرسالته التي لم تكن إلا الدفاع عن العقيدة والوطن. ويتضح  ذلك جليا من خلال أحداث تاريخ المغرب المعاصر الذي عرف منعطفات حاسمة في اتجاه بناء الدولة، فعند إصدار السلطات الاستعمارية للظهير البربري سنة 1930( نص هذا الظهير على جعل إدارة المنطقة البربرية تحت سلطة الإدارة الاستعمارية، فيما تبقى المناطق الأخرى تحت سلطة حكومة المخزن والسلطان)، ظهرت في الساحة المغربية أحزاب سياسية تنادي بالمساواة، ولم شمل المغاربة، فضلا عن التصدي للاستعمار بروح وطنية عالية. وعلى قائمة هذه الأحزاب نجد حزب كتلة العمل الوطني، الذي انشطر إلى حزبين بفعل تباين المواقف، واختلاف القناعات بين زعماء هذين التيارين. وفي هذا المضمار لا تخلو الزعامة السياسية في المغرب من مرجعياتها الثقافية والأدبية، فعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، كانا من بين المنظرين السياسيين والثقافيين اللذين  تأثرا بالمصلحين الاجتماعيين في المشرق، وتفاعلهما مع أفكار ومواقف رواد الأدب العربي، فانبثقت أحزاب خرجت من رحم الحركة الوطنية، التي تنظر إلى المستقبل بعيون متفائلة. فالشوريون المغاربة بزعامة محمد بلحسن الوزاني، والاستقلاليون بزعامة علال الفاسي.  ومن منجزات محمد بلحسن الوزاني الثقافية إصداره من مدينة فاس بالمغرب “جريدة عمل الشعب”، في غشت 1933، وكانت ترتكز في مضامينها على الحريات الديمقراطية وإصلاح التعليم ونقد السياسة البربرية. وكان صدورها باللغة الفرنسية لأن سلطات الحماية كانت ترفض إصدار جريدة باللغة العربية في المغرب. وتعرضت جريدة “عمل الشعب” لمضايقات ومؤامرات من طرف السلطات الفرنسية لأنها في نظرهم أداة تحطيم النفوذ الفرنسي بالمغرب. [48]

والواقع أن قضية الوطن والحرية اتخذت طابعا رسميا مع ظاهرة الاحتفال بعيد العرش ، وهذا ما أدى إلى  بروز منطلق الخطاب الشعري العرشي الذي يؤكد الالتحام المتين بين العرش العلوي المجيد وأبناء الشعب المغربي. وقد شكلت هذه القضية جوهر انطلاقة العمل السياسي الموحد بين جلالة الملك المغفور له محمد الخامس وأبناء أمته، وخير دليل على ذلك “قصيدة العرش المغربي” للشاعر والعالم علال الفاسي، وهي قصيدة طويلة، بل وهي ملحمة وطنية أنشدها بمناسبة أول احتفال رسمي بعيد العرش استعرض فيها أبرز ملامح التاريخ المغربي بأمجاده وبطولاته، كما أشاد فيها بسمو همة العرش المغربي المجيد، رابطا بشكل ضمني بين هذا السمو وبين قضية الوطن والحرية . ويقول فيها علال الفاسي :

سموت فكانت دونك الأنجم الزهر                  وفقت فلا شمس هناك ولا بدر

وجاوزت الآفاق الجلالة رفعة                      فدانت لك الدنيا وطاوعك الدهر

وسدت فلا ايوان كسرى وتبع                      ولا عرش “بلقسي ” يقام لها ذكر

ومد كانتا رتقا ففتقت السما                       عن الأرض كان المغرب الوطن الحر

أقام على البحر المحيط منطلقا                   بأطلسك الجبار يكلؤه النصر

ولو أن هذا البحر ينطق بالذي                   جرى حوله لصدق الخبر الخبر

وحدث بالمجد الذي قد صنعته                  فبان من العلم الخفي به سر  [49]

فضلا عن قصيدة علال الفاسي كذلك التي تدعو إلى استنهاض همم الشباب ودعوته للنضال الجهادي والحركي للتحرر من سلطة المستعمر  ومما جاء فيها:

كل صعب على الشّباب يهون     هكذا همّة الرِّجال تكون

قدم في الثّرى، وفوق الثُّريا        همة قدرها هناك مكين

قد حسبناهم رجالا فكانوا      ولهم في الحياة مغزى ثمين[50]

كما عبر الشاعر تقي الدين الهلالي في قصيدته المعنونة “بملك المغرب الصالح محمد الخامس”، عن مهاجمته للاستعمار قائلا:

ألا إن الاستعمار هاو وبائر                          ومن مطلع الأقمار لاحت بشائر

أبى الضيم بأرض المغارب ضيغم                    فأقبل من عرينه وهو زائر

وقال للاستعمار زل من بلادنا                        فانا عليك اليوم قاض وقابر 

سأسقيك سما لا بقا لك بعده                        وشعبي من خلفي أسود هواصر

عوى ذئب الاستعمار إذ ذاك عوة                  وأقبل  يدعو ويله وهو حائر[51]     

والجدير بالذكر أن الأدباء المغاربة جعلوا من فرص متعددة مناسبة للقيام بتظاهرات ثقافية وظفوها لإثبات الهوية العربية للمغرب، والإفصاح عن الهموم الوطنية، ورسم طريق الحرية والاستقلال. ومن أمثلة هذه التظاهرات الثقافية، الاحتفال بمناسبة زيارة فاطمة رشدي (الممثلة المصرية) لفاس، وإحياء الذكرى الألفية للشاعر المتنبي، وذكرى الشيخ رشيد رضا، وإقامة الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر أحمد شوقي[52]. وبرزت جمعيات للمسرح والتمثيل بعد انتهاء الحرب الريفية سنة 1926، مثل فرقة ” الجوق الفاسي” التابعة لجمعية قدماء تلاميذ ثانوية مولاي إدريس بمدينة فاس. وكانت مواضـيــع المسرحيات التي قــدمــت بمدن فـــاس وطــنــجـــة  والــرباط  والدار البيضاء وتطوان بالمغرب، تتوزع على محورين:

– محور الوطنية والتذكير بأمجاد الماضي وأعمال الأسلاف كما جاء في عدة مسرحيات مثل:  ” صلاح الدين الأيوبي”، و”هارون الرشيد”،

– ومحور الدعوة الإصلاحية والتنديد بالخرافة والحث على العلم والتعليم مثل: “أدب العلم ونتائجه”.[53]

نود أن نستعرض في الختام بعض الاستنتاجات التي توصلنا إليها في مقالنا هذا ولعل من أبرزها:

  • استطاع الأدب المغربي مواجهة الاستعمار والحفاظ على هويته المغربية والعربية بالرغم من محاولة الاستعمار محاربة اللغة العربية عن طريق  القضاء على مراكز الثقافة العربية وإبعاد المواطنين عن التعليم فيها، ومحاولة إفراغ التعليم المغربي من محتواه الوطني، وذلك عن طريق التهميش الكلي للغة العربية، وإحلال اللغة الفرنسية مكانها.
  •  ساهمت نخبة من الأدباء والمفكرين والشعراء في تسخير الأدب والشعر لنشر ثقافة المقاومة  والحماس والنهضة  لأجل  الانتصار على الاحتلال وتحرير الوطن.
  • ظل الأدب المغربي منذ بداية القرن العشرين مرتبطا ارتباطا شديدا بالأحداث السياسية، التي تؤلف التراث والهوية الثقافية للمغرب.

  – ارتبط الأدباء المغاربة بكل قضايا الحرية والقومية والإنسانية وركزوا على أهمية الحفاظ على اللغة العربية كقيمة من قيم الذات والهوية المغربية والعربية.

 خاتمة

لقد لعب الأدب المغربي دور مهما في خلق الحماس والوعي وتأصيل الفكر الثوري في المجتمع، فكان بمثابة وسيلة لإيصال رسالة المقاومة ونشر الوعي بين الناس لمواجهة المستعمر الغربي. وقد كانت القصائد الشعرية وسيلة للتعبير عن شغف وحب الوطن وحاجة الشعب إلى الحرية والاستقلال. كما تم استخدام الأدب المغربي كأداة للنشاط السياسي، وفضح الظلم والقمع وعدم المساواة التي خلقها الاستعمار، والدعوة إلى التغيير والتحرر والمقاومة ضد الاستعمار. وهكذا نجد أن الأدب المغربي وجه أنظاره خلال فترة الحماية على المغرب إلى الاهتمام بملحمة الاستقلال والحرية، حاملا شعلة النضال والوفاء والتضحية، موضحا مزايا الاستبسال والاستشهاد والجد في سبيل حرية الوطن واستقلاله وحماية هويته ومقدساته.

هوامش


[1]  -ينظر: محمد السليماني، اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب، ط1، مطبعة الأمنية ، الرباط، 1971 ، ص،3.

[2]  – ينظر: محمد معروف الدفالي، أصول الحركة الوطنية بين السلفية المجددة والسلفية الجديدة، منشورات مجلة أمل، 2015، ص،140.

[3]  – ينظر: محمد السليماني،  المصدر نفسه، ص، 168.

[4]  – ينظر: أحمد ابن المواز: حجة المنذرين على تنطع المنكرين، طبعة حجرية ، فاس، (بدون تاريخ)،  ص،25.

[5]  – ينظر: محمد الحجوي ، النظام في الإسلام، مخطوط الخزانة العامة، الرباط، رقم: ح/ 118، ص،92.

[6] – ينظر : محمد الحجوي ، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، سنة 1396 ، القسم الأول، الجزء الأول، صص،82-83.

[7]–  ينظر: محمد الحجوي ، النظام في الإسلام، المصدر نفسه، ص، 96.

[8] – ينظر: محمد السليماني،  المصدر نفسه، ص، 168.

[9] – ينظر: محمد الحجوي ، الفكر السامي، المصدر نفسه، القسم الثاني، الجزء الأول، ص، 276.

[10] – ينظر: محمد الحجوي، النظام في الإسلام، المصدر نفسه، ص،82.

[11] ينظر: محمد الحجوي ، تقرير تاريخي عن حال المغرب بعد الحماية، مخطوط الخزانة العامة، الرباط، رقم: ح/254 ، ص، 2.

[12] – ينطر: محمد معروف الدفالي،  المرجع نفسه، ص،145.

[13] – ينظر: محمد السليماني، المصدر نفسه، ص،162.

[14] – ينظر: محمد حسن الوزاني ، مذكرات حياة وجهاد التاريخ السياسي للحركة الوطنية التحريرية المغربية، دار الغرب الإسلامي، بيروت،1982، ج1، ص، 249.

[15] – ينظر: محمد المنوني: « لائحة مطالب وطنية مبكرة يقدنها عالم من فاس إلى المقيم ستيغ سنة1926»،  في أعمال ندوات ومناظرات، وثائق عهد الحماية، رصد أولي، مطبعة فضالة، المحمدية، سنة 1996، ص.120.

[16]  ينظر: نفسه، ص، 121. حيث يقول النميشي:” وإذا أراد جنابكم الكريم أن يقف على نزر مما وقع فإني أذكر له – بكل أسف- أن من الأهالي من سجن لامتناعه من التخلي عن بلاده بدون موجب، ومنهم من وبخ أشنع توبيخ. أما الضرب فإنني أستحي أن أذكره لممثل الدولة الافرنسية التي لقنت للعالم مبادئ العدل والحرية والمساواة “.

[17] –  ينظر:  نفسه، صص،118 – 119.

[18] – ينظر: نفسه ، ص، 122.

[19] – ينظر : نفسه، صص، 127- 129.

[20] – ينظر: محمد الحجوي ، تقرير تاريخي،  المصدر نفسه، ص. 15.

[21] – ينظر:  نفسه، ص، 24.

[22] – ينظر: نفسه، ص، 15.

[23] – ينظر: نفسه، ص، 14.

[24] – ينظر: نفسه، ص، 14.

[25] – ينظر: نفسه، ص، 42.

[26] – ينظر: نفسه، صص، 25- 41.

[27] -ينظر: نفسه، ص، 28.

[28] – ينظر : اللغة العربية في معركة التغريب والتبعية الثقافية، مجلة دعوة الحق، العدد55.

[29]– George Hardy, Le problème scolaire au Maroc, conférence faite au cours de perfectionnement de Meknès, Casablanca, 1920, p.5.

[30] –  ينظر:  الخمار العلمي،  الخطاب  حول التعليم واستراتيجيات السلطة، استراتيجيات ورهانات تعليم الفتاة، منشورات اتحاد 80- كتاب المغرب، الرباط، 2004، ص،176.

[31] – ينظر: جورج هاردي Hardy George : المدير العام للعلوم والمعارف.

[32] – George Hardy, op.cit, p.5.

[33] – Lucien Paye , Introduction et Evolution de l’Enseignement moderne au Maroc, Imprimerie Arrissala, Rabat, 1992,  p 193.

[34] – ينظر: سعيد بنسعيد العلوي ، الوطنية والتحديثية في المغرب، مجموعة دراسات حول الفكر الوطني وسيرورة التحديث في المغرب المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، 1997، صص، 89- 90.

[35] – ينظر:  محمد عابد الجابري ، أضواء على مشكل التعليم بالمغرب، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1973 ، ص، 15.

[36] – ينظر :  علال الفاسي ، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، مؤسسة عبد السلام جسوس، سنة 1948 ، ص،277.

[37] – Daniel Rivet , Lyautey et l’institution du protectorat française au Maroc 1912 – 1925, l’Harmattan, Paris, 1988, T.1  , p. 245.

[38] – Roger Gaudefroy Demombynés, L’œuvre français en matière d’enseignement au Maroc, Librairie Orientaliste, 1928, p.43. 

[39] – ينظر: محمد عابد  الجابري ، المرجع نفسه، ص،20.

[40] – Paul Marty, Le Maroc de demain, Comité de l’Afrique Francaise, 1925, pp.13- 12.

[41] – George Hardy , op.cit, p.16.

[42]  – ينظر:  محمد عابد الجابري ، المرجع نفسه، ص، 29.

[43] – ينظر: محمد حسن الوزاني، المصدر نفسه، ص،374.

[44] – ينظر: عبد الهادي الشرايبي، ثمن الحرية، دار المغرب للترجمة والنشر، الدار البيضاء، 1978.ص، 14.

[45] – ينظر: محمد عابد الجابري، المرجع نفسه، ص، 40.

[46] – ينظر: محمد الروكي ، الوطنية وإنهاض همم الشباب في شعر علال الفاسي، مجلة دعوة الحق، العدد 354 جمادى 1- جمادى 2 / 1421هـ الموافق غشت شتنبر 2000م.

[47] – ينظر:  محمد معروف الدفالي، المرجع نفسه، ص،140.

[48] – ينظر: محمد حسن  الوزاني المصدر نفسه ، ص، 367.

[49] – ينظر : ديوان  علال الفاسي، الجزء 98/1.

[50] – ينظر: نفسه.

[51] – ينظر: ملك المغرب الصالح محمد الخامس،  مجلة دعوة الحق، العدد 25           www.habous.gov.ma

[52] – ينظر: رسائل علال الفاسي، مجلة دار النيابة، العدد السابع، السنة الثانية، صيف 1985،ص.9.

[53] – ينظر: محمد أشقرى، في سوسيولوجيا الفكر المغربي الحديث، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،1999، صص، 120- 121.

مصادر ومراجع:

  1.  أحمد ابن المواز. حجة المنذرين على تنطع المنكرين، طبعة حجرية ، فاس، (بدون تاريخ).
  2.  الخمار العلمي. الخطاب  حول التعليم واستراتيجيات السلطة، استراتيجيات ورهانات تعليم الفتاة، منشورات اتحاد 80- كتاب المغرب، الرباط، 2004.
  3. سعيد بنسعيد العلوي . الوطنية والتحديثية في المغرب، مجموعة دراسات حول الفكر الوطني وسيرورة التحديث في المغرب المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية،1997.
  4. علال الفاسي . الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، مؤسسة عبد السلام جسوس، سنة 1948 .
  5. محمد أشقرى. في سوسيولوجيا الفكر المغربي الحديث، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،1999.
  6. محمد الحجوي. النظام في الإسلام، مخطوط الخزانة العامة، الرباط، رقم: ح/ 118.
  7. محمد الحجوي . الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، سنة 1396 ، القسم الأول، الجزء الأول.
  8.  محمد الحجوي . تقرير تاريخي عن حال المغرب بعد الحماية، مخطوط الخزانة العامة، الرباط، رقم: ح/254 .
  9. محمد السليماني. اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب، مطبعة الأمنية الرباط، ط 1، 1971.
  10. عبد الهادي الشرايبي. ثمن الحرية، دار المغرب للترجمة والنشر، الدار البيضاء، 1978.
  11. محمد عابد الجابري . أضواء على مشكل التعليم بالمغرب، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1973 .
  12. محمد معروف الدفالي. أصول الحركة الوطنية بين السلفية المجددة والسلفية الجديدة، منشورات مجلة أمل، 2015.
  13.  محمد المنوني. لائحة مطالب وطنية مبكرة يقدمها عالم من فاس إلى المقيم ستيغ سنة1926، في أعمال ندوات ومناظرات، وثائق عهد الحماية، رصد أولي، مطبعة فضالة، المحمدية، سنة 1996.
  14. محمد الروكي. الوطنية وإنهاض همم الشباب في شعر علال الفاسي، مجلة دعوة الحق، العدد 354 جمادى 1- جمادى 2 / 1421هـ الموافق غشت شتنبر 2000م.
  15. ديوان  علال الفاسي، الجزء 98/1.
  16. رسائل علال الفاسي، مجلة دار النيابة، العدد السابع، السنة الثانية، صيف 1985.
  17. ملك المغرب الصالح محمد الخامس،  مجلة دعوة الحق، العدد 25:    www.habous.gov.ma.
  18. George Hardy. Le Problème scolaire au Maroc, conférence faite au cours de perfectionnement de Meknès, Casablanca, 1920.
  19. Paul Marty. Le Maroc de demain, Comité de l’Afrique Française, 1925.
  20. Lucien Paye. Introduction et Evolution de l’Enseignement moderne au Maroc, Imprimerie  Arrissala, Rabat, 1992.
  21. Daniel Rivet. Lyautey et l’institution du protectorat française au Maroc 1912 – 1925, l’Harmattan, Paris, 1988, T.1
  22. Roger Gaudefroy Demombynés. L’œuvre français en matière d’enseignement au Maroc, Librairie Orientaliste, 1928.

List of sources and references:

  1. Ahmed Ibn Al-Mawaz. Hujat almundhirin ala tantae almunkirina, Lithograph edition, Fez, (undated).
  2. Alkhimar Alami. Alkhitab hawl altaelim wastiratijiaat alsultati, astiratijiaat warihanat taelim alfatati, Publications of the Union 80- Book of Morocco, Rabat, 2004.
  3. Said Bensaid Al-Alawi. Alwataniat waltahdithiat fi almaghribi, majmueat dirasat hawl alfikr alwatanii wasayrurat altahdith fi almaghrib almueasiri, Markaz Dirasat Alwahdat Alearabiati,1997.
  4. Allal Al-Fassi. Alharakat alaistiqlaliat fi almaghrib alearabii, Muasasat Abd Alsalam Jasus, 1948 .
  5.  Muhamad  Ashquraa. fi susyulujia alfikr almaghribi alhadithi, Press, Alnajah Aljadidati, Casablanca, 1999.
  6. Muhammad Al-Hajjawi. alnizam fi al’iislami, Public Treasury Manuscript , Rabat, No: H/118.
  7. Muhammad Al-Hajjawi. Alfikr alsaami fi tarikh alfiqh al’iislamii, Al-Maktabah Al-Ilmiyyah, Medina, 1396, Section One, Part One.
  8. Muhammad Al-Hajjawi. Taqrir Tarikhi aen hal almaghrib baed alhimayati, Public Treasury Manuscript, Rabat, No: H/254.
  9. Muhammad Al-Sulaymani. Allisan almuearab aen tahafut al’ajnabi hawl almaghriba, Al-Omnia Press, Rabat, 1st edition, 1971.
  10. Abdel Hadi Al-Sharaibi.  Thaman alhuriyati , Morocco House for Translation and Publishing, Casablanca, 1978.
  11. Muhammad Abed Al-Jabri. Adwa’ ala mushkil altaelim bialmaghribi , Moroccan Publishing House, Casablanca, 1973.
  12. Muhammad Maarouf al-Duffali.  Usul alharakat alwataniat bayn alsalafiat almujadadat walsalafiat aljadidati, Amal magazine Publications, 2015.
  13. Muhammad Al-Manouni. Layihat matalib wataniat mubakirat yuqadimuha ealim min fas ‘iilaa almuqim Stigh 1926, fi ‘aemal nadawat wamunazarat, wathayiq eahd alhimayati, rasd ‘uwli Fadala Press, Muhammadiyah, 1996.
  14. Muhammad  Al-Ruki. Alwataniat wa’iinhad himam alshabab fi shier Allal Al-Fassi, Dawat Al-Haq Magazine, Issue No. 354, Jumada 1 – Jumada 2/1421 AH, corresponding to August September 2000.
  15. Diwan Alal Al-Fassi, Part 98/1.
  16. Allal Al-Fassi’s Letters. Dar Al-Naya’bah magazine, issue seven, second year, summer 1985.
  17. King Mohammed V of Morocco, Dawat al-Haq Magazine, Issue 25: www.habous.gov.ma.