د. عبير فاروق عبدالعزيز متولى– (باحثة وحاصلة على الدكتوراه من جامعة الزقازيق، مصر)
ملخص البحث:
إذا كانت المقاومة من حيث المبدأ، تستمد شرعيتها من الحياة نفسها، من إرادة البقاء والوجود ونزعة الاستمرار والخلود الأصليين فى النفس الإنسانية، فإن المقاومة العربية فوق ذلك، مقاومة واعية تستهدف حماية الأمة من الاندثار، ولم شعثها بعد التفرق والحفاظ على تراثها المادى والفكرى الذى جهد الأولون أجيالاً عديدة فى صنعه وبنائه، وتستشرف المستقبل لتصوغه على صورة تحقق آمالها وأمانيها مستقبلاً تكون منه وحدة متناسقة ومجتمعاً نشيطاً متطوراً وبناء خلية حية من خلايا الإنسانية، إنها مقاومة لا تبغى ولا تجور، والأدب الإسلامى مدرسة أدبية معاصرة، لها منظورها ومبدعوها وكذلك مبادئها العظيمة، حيث أن رابطة الأدب الإسلامى العالمية قررت أن من حق الأمة على أدبائها أن يكونوا قبلها النابض ولسانها المعبر، فى تثبيت المفاهيم وزرع القيم بكل إخلاص وصدق.
ولقد كان للرابطة موقف واضح من المشكلة الفلسطينية عامة والقدس خاصة، تمثل فى إصدارين بدوران حول هذه المأساة هى مجلة الأدب الإسلامى ومجلة المشكاة المغربية، وهذه الدراسة تتناول رابطة الأدب الإسلامى العالمية والقدس كمبحث أول. وتحدثت ن الشعر ن بحر القدس العروضى، ذلك التجديد العروضى فى التجديد والابتكار فى عروض الشعر العربى، حيث أن القدس ملهمة الشعراء والأداء.
الكلمات المفتاحية : القدس ، الأدب الإسلامى، المشكاة المعاصر.
تُعتبر المقاومة أساسًا للحياة، والحفاظ على الهوية والتراث حيث تنبع شرعيتها من عمق الإرادة البشرية للبقاء والاستمرار. وبالنظر إلى المقاومة فى القدس، نجد أنها تتجاوز المجرد الصمود لتصبح مقاومة تفكيرية تهدف إلى حماية الأمة والحفاظ على تاريخها وتراثها. تحلم هذه المقاومة بمستقبل يجسد آمال الأمة ويحقق وحدتها وتطورها. ومن هنا يأتي دور الأدب الإسلامي كمدرسة أدبية تعكس هذه المفاهيم والقيم العظيمة.
تُعد رابطة الأدب الإسلامي العالمية منبرًا لهذه القيم، حيث تؤكد على دور الأدباء في تعزيز المفاهيم والقيم وتعبيرها بأمانة وإخلاص. وقد اتخذت الرابطة موقفًا واضحًا تجاه القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس، وذلك من خلال إصداراتها التي تسلط الضوء على هذه القضايا الملحة.
تستعرض هذه الدراسة دور رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مجابهة التحديات الثقافية والسياسية، وكذلك تأثيرها في تجديد وابتكار الشعر العربي، خاصةً فيما يتعلق بحب القدس.
المبحث الأول
رابطة الأدب الإسلامى العالمية والقدس:
الأدب الإسلامى مدرسة أدبية معاصرة، لها منظروها ومبدعوها، ومبادئها – فى شكل الفن ومضمونه- تنبثق من التصور الإسلامى للأسياء. إنه فكرة مخلصة من العلامة أبى الحسن الندوى، نتج عنها إنشاء » رابطة الأدب الإسلامى العالمية « فى 24/11/1984([1]). التى قررت أن من حق الأمة على أدبائها أن يكونوا قلبها النابض ولسانها المعبر، فى تثبيت المفاهيم وزرع القيم – بصدق وإخلاص – فى وجدان المتلقى، دفاعاً عن الثوابت والمقدسات، ضد السفاهات والبذاءات والطلاسم التى تنتشر باسم الأدب. ومنذ أن أشرق الإسلام فى قلوب الشعراء الإسلاميين تلون شعرهم بعطائه وصار مرآة لوجدانهم المؤمنة، يشدو بأفراحها، وينبض بآلامها،ويحدو تطلعاتها. ومنذ أن صار المسلمون أمة واحدة يحس كل فرد منهم بالانتماء إليها ظهرت فى الشعر الإسلامى رؤية جديدة، تتجاوز هموم الذات المفردة إلى هموم الجماعة الواحدة، وتتخطى الأحلام الفردية الضيقة إلى آمال الأمة الواسعة.. وفى عصرنا الحديث اتسع هذا المفهوم، واتسعت قاعدته، وظهرت تطبيقاته فى الشعر الإسلامى بقوة وجلاء، وبخاصة فى جراحات المسلمين ومصائبهم وما أكثرها «.
وقد كان للرابطة موقف واضح من المشكلة الفلسطينية عامة، والقدس خاصة، تمثل فى إصدارين حديثين يدوران حول هذه المأساة، هما :
مجلة الأدب الإسلامى:
مجلة فصلية، تصدر عن الرابطة، لها جهد موفور متميز عن قضايا الإسلام والمسلمين، إذ تتناولها تناولاً أدبياً متنوعاً، ما بين الشعر والنثر والدراسات النقدية.
وقد خصصت ملفاً خاصاً بالعدد الثامن والعشرين من المجلد السابع من انتفاضة القدس. وقد تضمن الملف من الأشعار اثنتى عشرة قصيدة من أهمها قصيدة بأكثيرية مجهولة بعنوان »كفى دموعك يا فلسطين«. كان ختامها :
يا قوة الظلم استبدي، وأغشمي، وتحكمي
فستعلمين غداً من الأنباء ما لم تعلمي
وستندمين على خطاك .. ولات ساعة مندم
إذ ينهض الجبار من إقعائه والمجثم
يمرى برأس فى كنانة مصر وصوب الأنجم
والبيت مثوى قلبه المتوقد المتضرم
يهدى لخير حضارة بين الشعوب وأقدم([2]).
ففى هذه المقطوعة الختامية الرؤية الصحيحة للقضية، واقعاً ومستقبلاً، والإحساس المتنامى بأهمية الوحدة والكفاح والمواجهة، حتى تزال قوة الظلم المستبدة.
وضم المف – أيضاً – قصيدة للشاعر راضى صدوق من فلسطين، قالها يوم سقطت القدس فى أيدى الثعالب الصهايين فى 9/6/1967م، كان منها قوله:
يا حلم يخفق فى الرؤى قمراً يضوى فى الحنايا
الليل أسحم والشجون تثير فى روحى أسايا
يا قدس صمتك قاتل كم تصبرين على الرزايا
لو تنطقين لعلهم قد يخجلون من الخطايا
ردى الرماح إلى الصدور فقد شبعت من البلايا([3])
وبالملف قصائد أخرى لشعراء من السعودية ومصر والسودان والأردن، كلها تعبر عن واقع القدس، حيث » عرس شهيد «، و» هزيمة النصر«، »صرخة الأقصى«، و»النار تحت العنكبوت«، و» الشوق العظيم«، و»شهادة وإيثار«، و»صرخة من عمق المأساة«، و»عجباً«، و»إنهم سيرجعون«، و»غثاء السيل«. كما تعبر عن واجب الأمة تجاها وتثبت روح الأمل فى نفوس المسلمين، حتى تعود »أرض الإسراء«.
مجلة المشكاة:
مجلة ثقافية محكمة، تصدر فى المغرب العربى الشقيق، تعنى بالأدب الإسلامى، وتعبر عن مبادئ رابطته العالمية([4]).
وقد أصدرت تلك المجلة عدداً خاصاً بعنوان »ديوان الانتفاضة« افتتحه رئيس التحرير بقوله: »تتجدد انتفاضة الأقصى المبارك« المبارك انطلاقتها، لتزلزل الأرض تحت أقدام المعتدين والمرجفين والمنافقين، ولتؤكد أن الطريق إلى القدس واحد، وتجد المشارع المخبوءة للجماهير الممتد كيانها من طنجة إلى جاكرتا، متنفساً لها، لتلفظ قهر السنين، وتعبر عن الغضب المبين، وتهز كراسى المتواكلين، ولتثبت للتاريخ مرة أخرى أن جند هم المنصورون .. تفجر الانتفاضة بركاناً من نوع آخر هو بركان الكتابة الذى مست شراراته قلوب أفراد الأمة صغاراً وكباراً، وحركت كوامنه أشجان أدباء العربية مسلمين ومسيحيين «([5]).
وهذا ما ينبئ عنه استعراض المشاركين فى نتاج هذا العدد وموضوع المشاركة، فجاء افتتاح الملف للأديب الفلسطينى ياسر الزعاترة عن الأقصى وانتفاضته الرائعة، وكان أول الأعمال للمغربى محمد بنعمارة عن » الغضب المقدس«، والثانى عن » الشيخ المجهاد أحمد ياسين« للأديب المسيحى دينا، الإسلامى ادباً، السورى موطناً الأستاذ/ جاك صبرى شماس، والثالث عن »القدس لن تقهر « للأدب الأردنى محمد السيد، والرابع للمغربى عبدالرحمن عبدالوافى عن » حكاية الأخضر- أى الإسلام – مع الغول الأعور« أى أمريكا والغرب. والخامس عن »درة الأقصى« للأديب الفلسطينى عدنان النحو، والسادس عن »كتاب البحر إلى مجنون القوس« للأستاذ محمد على الرباوى، والسابع عن »محمد جمال الدرة« للأستاذ/ عبدالعظيم فوزى، وهما مغربيان. والثامن للمغربى حيدر الغدير عن » الغد الأغر«. والتاسع عن حكاية عشق دفين للمغربى أبى البقاء محمد برار، والعاشر عن »القدس تنتفض« للمغربى محمد بلحاج، والحادى عشر عن »درة الاستشهاد« للمغربية خديجة أبى بكر، والثانى عشر عن »صرخة خجلى« للمغربية وفاء الحمرى، والثالث عشر عن درة القدس للمغربى محمد بن سعيد شركى، والرابع عشر عن »أدورن اليوم رؤيا الأمس« للأردنية سميرة فياض، والخامس عشر عن »يمين طفل « للمغربى بناصر جبارى، والسادس عشر كان عن »مجنون القدس يتقمص الذات« للمغربى سعيد الكرمى. ثم كان مسك الختام ملحمة – فى المضمون – للدكتور وأثره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما وجد فى هذا الملف نص بالفرنسية غير مترجم عن الانتفاضة، وكل ذلك يعبر عن أن الانتفاضة مست كل أفراد الأمة، على اختلاف أجناسهم وأعمارهم وأدواتهم الفنية، كما جاءت عناوين التجارب معبرة بجلاء عن جوانب هم القدس ومجالاته.
لأن القدس بل كل مسلم، مبارك فى القرآن، وفى نفوس المسلمين. يقول محمد بن عمارة:
القدس أرض الله من زيتونها يتوقد التاريخ والأيام
تبكى الكنانة حزنها وجراحها والمغرب الأقصى وذاك الشام
غضب العروبة عارم ومجلجل طوى السجل وجفت الأقلام
وتوحد القدس البلاد جميعها كل البلاد مصابها الآلام
القدس نور فى القلوب مقدس ومحبة وصبابة وغرام
هذا شهيد القدس فى محرابها وعلى الشهيد تحية وسلام([6]).
ولهذه القيمة الجليلة كانت الانتفاضة مباركة عند شعراء المشكاوة، فى قصائد: » القدس تنتفض « » انتفاضة السكين « » يمين طفل «، » يافتى الانتفاضة «. يقول بناصر جبارى من » يمين طفل «:
حلفت بالتين والزيتون والحجر وقبة للهوى تختال كالقمر
وصخرة للعلى قد حلها وسما محمد يبتغى الإتيان بالخبر
وحائط قد بكى من ذلة شرفا أهين لما تباكت أمة الغجر
هزوا رؤوساً به مزداتة بلحى عفراء تذكر بالمخلاة والحمر
حلفت بالله والأشهاد قد علموا أن اليمين من الأطفال كالشرر
وهذا اليمين أصبح حقيقة واقعية :
فالقدس تنتفض
وفلذات الأقصى لا تبخل
وثوران الحصى لا زال يلتهب
وسوف يلتهب
ويطهر الأقصى
ويزهو الأقصى
والناس تبتهل
القدس تنتفض ([7])
وهذا حقها، لأنها » أجمل المدائن « وقبلة العشاق، دار الأرض طوال قرون حول طهرها وبركتها. لأجلها سالت دماء، وعلى أرضها تناثرت أشلاء. الأنبياء جميعاً مرو زرعوا شجرة التوحيد. وكتبوا عليها أسماءهم ثم رحلوا. منهم من عاد، ومنهم من جاءها ليلة الإسراء، فى استقبال سيد الأنبياء.. لأنها كذلك، يليق بالكلمات أن تخطب ودها، وللشعر أن يترنموا بعشق مآذنها، والبركة التى توزعها على الأرجاء «([8]). ومن ثم كانت النصيحة الشعرية:
يا أيها الأبطال يا شرفاء أوفوا بالعهود
لا تقنطوا من رحمة الجبار ذي العرش المجيد
فالفجر آت –لا محالة- لم يعد منكم بعيد
وغدا ستنهار المواقع والموانع والسدود
وتذوب من إيمانكم وجهادكم كل القيود
وتعود راية أحمد للقدس في هزج سعيد ([9]) .
وبهذين الجهدين الطيبيين، والفريديين، فى مجلتى » الأدب الإسلامى« و»المشكاة« عبر شعراء رابطة الأدب الإسلامى العالمية عن قضية القدس، منطلقين من أن » الأدب طريق مهم من طرق بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح، أداة من أدوات الدعوة إلى الله تعالى، والدفاع عن الشخصية الإسلامية. والأدب الإسلامى مسئول عن الإسهام فى إنقاذ الأمة الإسلامية من محنتها المعاصرة، والأداء الإسلاميون أصحاب ريادة فى ذلك«([10]).
ومؤمنين بأن فلسطين » وطن لكل مسلم، باعتبارها من الأرض الإسلامية، وباعتبارها مهد الأنبياء، وباعتبارها مقر المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله. فلسطين دين للمسلمين لا تهدأ ثائرتهم حتى استعادة حقهم فيه.. «([11]). ومنبع هذه الثورة هو الكلمة الشاعرة، الموجهة، والطامحة، بإخلاص ووعى، ووسطية، كما فى رابطة الأدب الإسلامى، حفظها الله تعالى.
وطبيعى أن تفيض وجدانات الشعراء الإسلاميين فى كل مكان، وأن تتفجر القصائد على ألسنتهم وتجرى بها أقلامهم معبرة عما فى صدورهم من ألم وغيط، وأن تزيد على ذلك، فتنهض ببعض وظائف الأدب الإسلامى فى هذه المواقف الحاسمة، بأن تضع يدها على الجراح، وتصور الآلام، وتبحث عن الأسباب، وتلتمس الحلو الناجعة.
المبحث الثانى
فى الشعر القدسى الأزهرى:
من المعروف أن الموهبة الشعرية رزق يسوقه الله تعالى إلى من يشاء فى أى وقت شاء، لا سن لها ولا جنس، والدليل على ذلك وجود شعراء بارزين محلقين ماتوا قبل بلوغ سن العشرين، أو بعده بقليل كطرفة بن العبد فى شعرنا القديم، وأبى القاسم الشابى وهاشم الرفاعى فى شعرنا الحديث.
ويعد الشاعر عبدالله عويس ([12]) أصغر شاعر معاصر- فيما أعلم – له ديوان شعرى مطبوع، من يعايس أشعاره واضعاً فى اعتباره أنها لشاعر تجاوز سن الخامسة عشرة بقليل- يجد أنها لشاعر صاعد واعد مقدام بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان، أشعار تنم عن موهبة رائعة، وطاقة شعرية تبشر بميلاد شاعر كبير فى الشكل والمضمون.
يقول مقدم الديوان الشاعر الإسلامى المعاصر المهندس وحيد الدهشان ([13]): » لا نستطيع أن نخفى فرحتنا وسعادتنا بهذا العدد من آفاق أدبية، فها نحن أولاء نقدم من خلاله- وكما وعدنا – شاعراً صاعداً… لا نشك لحظة أن القارئ المعتز بهويته الإسلامية والعربية سوف يشاركنا هذه الفرحة، وهو يطالع باكورة أعمال الشاعر عبدالله عويس«([14]).
ولنعش مع شعره القدسى فى ديوانه »أناشيد الفارس الصغير« فهو حقاً منشد وفارس، يحيا آلام أمته الواقعة، وينتظر آمالها المستقبلة، عارضاً الأدواء، ومقدماً الأدوية.
يقول من قصيدته » أقول لأمتى «.
أقول لأمتى حزناً: إلى ما فساد الحال والوضع المريرّ
ونومكم وغفلتكم إلى ما وهل لم يأتكم بعد النذير
وخيل عدونا أفلا نراها يقود جيوشها وغد حقير
فعودى أمتى للحق عوداً فربكم بسعيكم بصير ([15]).
ويعد هذا التحليل لواقع الوطن والأمة يقدم الخلاص قائلاً:
أعدوا للجهاد جيوش حق أسوداً فى عزائمهم غضابا
على كل اليهود تكون نارا وتجعلهم وأهليهم ترابا
أقيموا دولة الإسلام فينا كفاكم يا بنى وطنى اغترابا
وثوروا فى المدائن أعلنوها على الطاغين كلهمُ انقلابا ([16])
ومن هذه المدائن التى جثم فيها طغيان اليهود القدس، تلك البقعة التى خصها شاعرنا الأزهرى الصغير، بخمس قصائد، هى : » القدس أرضى، خمسون عاماً، نداء الشجر، أحلام السلام، يا بائع الأقصى، يقول من قصيدته الأولى : » القدس أرضى، مقرراً حبه لها وحرصه عليها:
القدس أرضى لن يهون ترابها مادمت حياً فى البرايا أرزق
فالأرض عند الحر تشبه عرضه والعبد تسلب أرضه لا ينطق
سأبيع نفسى للإله فموتها شئ يسير لو بلادى تعتق
فشهادتى لله يا لحصادها سأكون فى الجنات نجماً يبرق
والسلم لن يأتى بهبر طالما نحن الخراف لذنبها تتملق
لن يدرك الأعراب مجد جدودهم إلا إذا نحو الفداء تسابقوا
لا يبلغ المجد الجبان فقلبه واهٍ من ذكر المعارك يغرق([17])
وفى قصيدته » خمسون عاماً « يصور القدس شخصاً متسائلاً مندهشاً متحيراً، قائلاً:
القدس نادانا بقلب منفطر أين الألى سكنوا الديار من البشر
أين الذين تطهروا فى ساحتى تلك القرود أليس لى منها مفر
خمسون عاماً لا أرى صبحاً أتى خمسون عاماً والظلام قد استعمر
ليل وليل بعده لكنه ليل وليس يضئ ظلمته القمر
يا مسلماً ما للبطولة أدبرت ما للأسود بكل واد تندحر؟! ([18])
ويظل فى هذه المشاعر المندهشة المستنكرة لهذا الواقع الإسلامى، إلى أن يقدم الحل قائلاً :
يا مسلمون دعوا الخنوع فإنه ذنب عظيم فى الدنيا لا يغتفر
لن ترسل الدنيا ضياء شموسها والظلم فيما قد تسيد وانتشر
فالنور إن شئنا سيأتى من هنا من سيرنا بالعدل والنهج الأغر([19]).
فالعلاج كامن فى سلوكنا الاجتماعى، والنور مستقر فى النهج الأغر الذى هو معهود بيننا فى عقولنا لا فعلنا، فى كتاب ربنا، لا شريعة غرينا، وذلك كلام جلة الفقهاء وأعلام الإسلام فى كل زمان ومكان.
ثم نجد شاعرنا الصغير يدخل حرمة الشعر الجديد بقصيدته نداء الشجر، التى يصور فيها حديث الشجر والحجر إلى المسلم طالباً منه قتل اليهود، كما ورد فى الحديث النبوى الشريف الصحيح، الذى معناه : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، ويكون الشجر والحجر مع المسلمين، يقولان للمسلم: يا مسلم هذا يهودى ورائى فاقتله([20]) يقول :
نادى الشجر هو والحجر
هذا يهودى أشر
لا تبقه
واقتله قد سأم الجميع حياته
فإذا تساقط هامداً فاركله من وجه الحياه
وألعنه فى وقت السلاه
ثم يأخذ فى وصف مساوى اليهود إلى أن يخاطبهم قائلاً:
يا أيها المتطاولون الأغبياء
القدس أرض الأتقياء
القدس أرض المرسلين
القدس أرض المؤمنين .. وربوعها
ليست بسكنى من كفر ([21]).
ثم أتى داعى الوحدة، منادى الجهاد، فى قدسنا، يقول:
فى القدس كم نادى المنادى من حماس والجهاد
يا كل من سكن البوادى والحضر
يا أهل مصر ويا حجاز ويا قطر
يا أهل تونس باشوام ويا جزائر يا يمن
يا كل عبد مؤمن وعلى العقيدة مؤتمن
يا ابن الوليد ويا صلاح ويا عمر
هيا جميعاً هاهنا فى القدس فى أرض الحجر
فسلاحنا ملأ الشوارع والمدن
فى كل يوم فى ازدياد مستمر
إذ يهدمون مساجداً أو يجرفون لنا السكن
إن الحجارة من ذهب إن الحجارة ترتهب
غلبت رصاصات الأعادى حين جاءت كالمطر ([22]).
هذه هى خلاصة ملحمة الانتفاضة الباسلة، التى تحدث دوياً عالمياً، فى كل المجالات: إسلامياً، إعلامياً، اجتماعياً، اقتصادياً. صورها شاعرنا بأسلوب رصين وشكل إيقاعى متحرر، يتكئ على تكرار تفعيلة الكامل » متفاعلن « بكل صورها المقبولة، كما أتى بالقافية عفواً، بنظام مرن، تاركاً المعانى تأتى بها أنى شاءت، ومن ثم فلا نحس فى النص برتابة القافية، التى تنشأ غالباً من التزام نظام خاص فى تكوينها، والتزام تكراره فى كل بيت شعرى.
وشاعر بهذه العقيدة تجاه القدس لابد أن يكون له موقف من السلام مع اليهود، جاء مفصلاً فى قصيدته » أحلام السلام «، قال :
مضى عام، ويتلو العام عام فقل لى : أين قد ذهب السلام
فمن ولدت والأخبار تتلى بأن السلم فى غدنا يقام
وأنا سوف ننعم عن قريب بأنا سوف يجمعنا الوئام
وأن الذنب صاحبنا ظريف ولا يؤدى بفكيه الأنام
فقصفنا الرماح فليس تجدى وليس يفيدنا أبداً حسام ([23])
ويظل يصور فصول مسرحية السلام السرابية إلى أن يذيلها قائلاً:
فأيقظنى خليلى بعد قرن لتخبرنى وقد بليت عظام
بان مباحثات السلم هذى تكاد بأن تحل ولا نضام
فسوف ننال مما احتل مترا لعل، وذاك أحسن ما يرام([24])
هذه هى رؤية ذلكم الشاعر تجاه السلام مع اليهود، وهى رؤية لها دلائل من الواقع على صدقها، فحال اليهود معناً- نحن المسلمين- فى الماضى والحاضر تقرر أن السلام معهم محال.
ويترك شاعرنا الصغير السلام إلى زعيم السلام، فيعرض به، بل يهجوه فى قصيدته » يا بائع الأقصى« هجاه صريحاً، يدور حول سباب وشتائم، لا تليق بشاب مسلم أزهرى، ولكنها ثورة الشباب وفورته فى التعامل مع شوائك القضايا.
هذا، وفى الديوان تأثر واضح بثقافة الشاعر الأزهرية، لعل من أهم دلائل ذلك قوله :
ودعوا الخلاف واقتدوا بالمصطفى بطل التيمم إذ أتانا الماء
جمعت حروف الأبجدية كلها فتفاخرت طاء وتاهت هاء([25])
فواضح مدى تأثره بموازنة الفقهاء بين التيمم والوضوء فى البيت الأول، وتأثره فى البيت الثانى بمطلع سورة »طه«.. وهناك أشعار أخرى فيها مثل هذا التأثر بالمعارف الأزهرية.
وتتوالى أشعار هذا الفتى الفارس فى معاينه، الشاعر فى نظمه محلالاً لقضايا وطنه وأمته عامة، وللقدس خاصة، بمنظور إسلامى شبابى حماسى، يجعله فى صفوف المخلصين من المسلمين الشعراء الذين اتخذوا من الشعر سلاحاً يدافع عن ثوابت الأمة ومقدساتها، ويبث روح العزم فى العاملين، ويوقظ النائمين. ومن ثم ففتانا الأزهرى قلب نابض زاهر، وعقل عاقل مفكر، ولسان شاعر معبر، ودرع رصين حصين، يرصد أدواء الأمة ويحلل آلامها، ويقدم العلاج والدواء بجلاء ووضوح وجرأة وشهامة يفتقدها بعض الكبار!!.
أتمنى من أزهرنا الشريف جامعاً وجامعة ن يرعى مثل هذه الموهبة ويسهم فى تطويرها، وإرشادها علمياً وأدبياً، حتى تكون أملاً، ومداداً، لأزهر المستقبل، القادم بالخير والنصر، إن شاء الله تعالى.
المبحث الثالث
بحر القدس العروضى:
من فيوضات القدس على الشعر المعاصر، ومن بركانها، ذلك التجديد العروضى، الذى قام به الأستاذ خالد البيلى، الشاعر المصرى الشاب، الذى يتضح لمن يراه ويعاشره أنه محب للإبداع، حريص على التجديد الأصيل البناء، الفعال، شاعر يقول عنه الأستاذ الدكتور أحمد مستجير فى تقديمه لديوانه الأول: » شاعر هو عاشق، ينبت الأزهار بالقلم الرصاص. يمتلك ادوات الشاعر، يحمل القلب الكبير، قلب الشاعر، والأذن الموسيقية، والأسلوب الشعرى الرصين، الذى يفيض دفئاً وشوقاً، وخوفاً على الحياة والوطن، والأمل فيما هو آت «([26]).
إنه شاعر دارس، متعمق فى علم العروض، متأثر فى دراسته بالرائد المعاصر فيه الدكتور احمد مستجير، الذى »طور البحث فى موسيقى الشعر من عضوية التفعيلة، التى شكلت الأساس الموسيقى لتراثنا العربى، إلى حيث البحث الجديد.. علم الجينات العروضية، وهو تطوير غير مسبوق على كل حال «([27]).
وهذه الدراسة، وذلك التأثر أعاناه على التجديد ولاابتكار فى عروض الشعر العربى. وقد كانت القدس ملهمته إلى هذا البحر، فسماه بها. وهو مكون من : » متفاعلن مفاعلتن« فى صورته المجزوءة، ومن : » متفاعلن مفاعلتن فعولن«، و »متفاعلن مفاعلتن مفاعلتن« كصورتين تامتين لهذا البحر العروضى الجديد.
وقد وضع صاحبه الأستاذ خالد البيلى مثالاً تطبيقياً جيداً، من الممكن أن تتبعه أمثلة أخرى على نسقه. دار مضمون هذا المثال حول القدس.
وتكون من ستة وعشرين بيتاً، قسمت إلى أربعة مقاطع : الالو والأخير منها على الصورة المجزوءة، والثانى والثالث منها على الصورة التامة.
يقول الشاعر فى المقطع الأول :
يا قدس أنت للعرب ولأنت غاية الطلَب
ما الأمس أصل غفلتنا لا بل تكاثر الريَب
من قام دونك التهبت أشجان نهضة النجُب
تزكي شباب أمتنا وجدًا يزيد في الكرَب
حتى رأتك لي أمي مهر العروس فى النوب
فأخذت أعتلي قممًا حتى أفوز بالأرَب ([28])
فالمقطِّع لهذه المقطوعة عروضيًّا يجدها على صورة ” متفاعلن مفاعلتن ” فى كل شطر مع جواز دخول التغييرات الزحافية التى تحتملها التفعيلتان. والمقطوعة إذن من مجزوء بحر القدس الذى عروضه صحيحة وضربه صحيح مثلها. وإن كان البيت قبل الأخير قد جاءت عروضه معصوبةً، أى دخلها العصب وهو اسكان الحرف الخامس المتحرك من مفاعلتن وقد قبلها كثير من العروضيين المحدثين ([29])، ورفضها الدكتور أمين عبدالله سالم, متابعا القدماء ([30]).
ويقول الأستاذ/ خالد البيلي فى المقطع الثانى :
يا قدس أنت فى كل الخطوب أحلام هبة الذكرى الهبوب
ورجاء ألف قابلة لأمى كي لا تجف تغذية الدروب
هذا صلاح أمتنا يغذِّي فينا شرارة اللحن الطروب
بل هذه رسالتنا لشمس لم تخفها غيوم فى الغروب ([31])
فالمقطِّع للأبيات يجدها على وزن ” متفاعلن مفاعلتن فعولن ” فى كل شطر فهي إذن من بحر القدس التام الذي عروضه مقطوفة وضربه مقطوف. والقطف هو إسكان الخامس وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة فتصير ” مفاعلتن ” ” مفاعل ” وتحول إلى ” فعولن ” ([32]).
هذا، والنص كله -كما يتضح من النموذجين السابقين – سهل سلس فى ألفاظه غير معقد فى تركيباته، لا يحس المتلقى له – قارئًا او مستمعًا – بأي تكلف أو تعنت يفرضه القالب الموسيقى الجديد؛ لذا يعد محاولة طيبة وامتدادًا جميلاً لكل الأنساق الجديدة ذات الأصالة والجذور والقواعد والضوابط. كما أنه محاولة تقف فى وجه المتمردين على الضوابط، الأصفار فى دنيا موسيقى الشعر وإيقاعه الذين يزعمون التجديد ويدعون الإبداع. وما محاولاتهم إلا نوع من الإخفاق فى عالم الأصالة ونوع من الهروب من عالم التنافس الشعري المتأجج بين الاصلاء والدخلاء.
إن محاولة الأستاذ خالد البيلى لا يمكن أن تصدر إلا من شاعر ماهر يمتلك وسائل الفن من لغة وموسيقى وخيال وعاطفة وإلمام بقيود الفن وضوابطه التى لا يكون فنًّا إلا بها.
وهذا المزج بين تفعيلة الكامل ” متفاعلن ” والوافر ” مفاعلتن ” يذكرنا بظاهرة ” مجمع البحور ” عند ابى شادى ([33]). كما يذكرنا بمحاولة الشاعر الفلسطينى ” يوسف الخطيب ” الذى توصل الى نمط من الصياغة عماده المراوحة بين تفعيلات أبحر ” الرجز والرمل والهزج ” وقد اسمى هذا اللون ببحر الكرمل حبا فى موطنه بفلسطين وقد جعله البحر السابع عشر للبحور القديمة ([34]).
ولكن المحاولتين ( مجمع البحور والكرمل ) ليس فيهما التزام بعدد التفعيلات او بوحدة القافية وتكرارها كما عند الاستاذ / خالد البيلى فى محاولته الاصيلة. ومن ثم فالمحاولتان تجديد خاص بالشعر الحر لأن الشعر الخليلى عماده المحافظة على ضوابط التفعيلة والقافية معًا.
وهذه المحاولات وغيرها تؤكد صدق مقولة الأستاذ العقاد من أن أوزان العروض العربية على أحاكمها وإتقانها سهلة الأداء قابلة للتوسع والتنويع إلى الغاية المطلوبة في كل موضوع يتناوله الشعراء ([35]). والزمن وكثرة الإبداع على الأنساق الجديدة، مع الحرص على التجويدد فى التفكير والتصوير والتعبير أمور تكفل للصالح والأصيل من التجديد أن يستقر ويشيع.
وأخيراً بعد هذا التطوف الموضوعى والسياحة الفنية فى بعض نماذج شعر القدس الحديث والمعاصر، حيث المكان المقدس، والبقعة المحتلة، والأرض التى تجاهد للتحرير، والأهل المضطهدون المظلومون، المكافحون من أجل الخلاص والتطهير من أرجاس الصليبيين واليهود.. بعد هذا كله يمكننى أن أقرر أن الشعر، فن العربية الأول فى كل زمان ومكان، قد استطاع أن يعبر عن هذه المشاعر؛ فقد انداحت دواوين الشعر ومجاميعه للتعبير عن مأساة القدس فى سنى التفرق الإسلامى، والتغلب الصليبى، والغدر اليهودى، وفى سنى الثورة والجمر » مصبوغة ساحاتها بالدم، متناثرة فى أطرافها جثث الشهداء مندفعة فى جوانبها جموع الصبية، وهى ترشق بالحجارة، وتتلقى الرصاص، مؤذنة فى خلفياتها بالفجر الآتى .. دماء، وشهداء، وصراخ، وذهاب وإياب، وتبادل بالحجارة والرصاص، وتداخل رؤيوى بين الحاضر والماضى والمستقبل، وتبادل فى الأماكن والأزمان.. «([36]) كل ذلك رسمته مخيلة الشاعر العربى الحديث والمعاصر. فقد تحولت الأشعار إلى أغنيات حاضر مناضل، وماض متفاخر، وغد متفتح منتصر، ألا إن حزب الله هم الغالبون، والمفلحون، ألا عن نصر الله قريب.
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
خاتمة:
يتضح من خلال هذا البحث أن المقاومة والأدب الإسلامي يمثلان ركيزتين أساسيتين في حماية وحفظ تراث الأمة العربية. تبرز رابطة الأدب الإسلامي العالمية بقيمها ومبادئها العظيمة التي تسعى لتعزيز الوحدة والتقدم والتطور. ومن خلال تجديد الشعر والأداء الثقافي حول القدس، يُظهر المثقفون والشعراء العرب إخلاصهم وتفانيهم. ويتجلى تفاني الكتاب والشعراء العرب في الحفاظ على قضية القدس المحتلة تأمل رابطة الأدب الإسلامي العالمية في تواصل دورها الحيوي في نشر الوعي والقيم الإنسانية الإيجابية من خلال إصداراتها وجهودها المستمرة. تجمع هذه الجهود لتعزيز التفاهم والتآلف وتعزيز العلاقات الإنسانية الإيجابية، في سبيل بناء مجتمع أفضل وتحقيق الأماني والآمال للأمة الإسلامية والعربية بهدف تحقيق التطور والازدهار لمجتمعاتنا.
د. عبير فاروق عبدالعزيز متولى (باحثة وحاصلة على الدكتوراه من جامعة الزقازيق، مصر)
هوامش:
([1] ) من تقديم التحرير لديوان البوسنة والهرك، الصادر عن مكتب البلاد العربية للرابطة ص5، دار البشير، عمان، الأردن سنة 1993م.
([2] ) مجلس الأدب الإسمى، المجلد، السابع، العدد الثامن والعشرون ص27، طبع سنة 1421هـ.
([4] ) ينظر تعريف برابطة الأدب الإسلامى العالمية ص16، مكتب القاهرة، ط1 سنة 1409هت-1989م.
([5] ) مجلة المشكاة ص3، عدد34 سنة 1422هـ-2001م.
([7] ) السابق ص67-68 من قصيدة للمغربية خديجة أبوبكر.
([8] ) من تقديم الدكتور ياسر الزعاترة لعدد المشكاة ص6.
([9] ) المشكاة ص96 من قصيدة الدكتور جابر قميحة.
([10] ) تعريف برابطة الأدب الإسلامى العلمية ص9.
([11] ) هل الإسلام هو الحل، ص183، د/ محمد عمارة، دار الشروق ط1، سنة 1995م، نقلاً عن مجموعة رسائل الشيخ حسن البنا ص184.
([12] ) هو عبدالله عويس محمد محمد حسن، ولد في 18/1/1983، وهو كان يدرس بالصف الثانى الأزهرى حين صدر ديوانه » أناشيد الفارس الصغير « سنة 1999، وقد بدأت رحلته مع الشعر منذ سنة 1995م، حيث نشرت له جريدة آفاق عربية العديد من أشعاره. آخرها قصيدة بعنوان » رية الشعر « ذكرت الجريدة عنه أنه طالب بهندسة الأزهر. انظر العدد 525/29/11/2001م وترجمته بذيل الديوان المطبوع تحت إشراف سلسلة آفاق أدبية التى يرعاها الأستاذان وحيد الدهشان وناصر صلاح، سنة 1419هـ-1999م.
([13] ) ولد بقرية منشاة بخاتى، مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية فى 28/1/1957م، حاصل على بكالوريوس الهندسة سنة 1981م، وعضو بكثير من جمعيات الأدب وأنديته بالقاهرة والعالم الإسلامى، ونشرت له مجمعة أشعار فى مجلات المهندسين، والمجتمع الكويتية، والشعب والسياسى المصرى، والأسرة العربية، وآفاق عربية، وله دواوين عديدة، منها : » فى رحاب الدعة، والبشائر، ووطن يحيرنا، وغير ذلك.
([14] ) اناشيد الفارس الصغير ص5.
([20] ) حديث صحيح رواه البخارى في المناقب 25، والترمذى في الفتن 56، وابن ماجة في الفتن 33، وابن حنبل جـ2، ص67 ،122، 131، 135، 149، 417، 530.
([25] ) السابق ص14، وفى استخدامه لكلمة »خلائف« اضطراب لغوى من حيث الدلالة المعجمية والبناء الصرفى.
([26] ) أغنية المدينة الجميلة ص6، ط سنة 1999م.
([29] ) ينظر موسيقى الشعر للدكتور ابراهيم أنيس ص110، وموسيقى الشعر بين الإبداع والابتداع للدكتور شعبان صلاح ص19، وموسيقى الشعر بين الثبات والتطور ص86.
([30] ) عروض الشعر العربى بين التقليد والتجديد ص74.
([32] ) عروض الشعر العربى بين التقليد والتجديد ص170.
([33] ) العروض الجديد، أوزان الشعر الحر وقوافيه ص156، د/ محمود على السمان، طبع دار المعارف سنة 1983م.
([34] ) عروض الشعر العربى بين التقليد والتجديد ص318 وما بعدها.
([35] ) أشتات مجتمعات في اللغة والأدب ص105، طبع دار المعارف، ط5 سنة 1988م.
([36] ) من تقديم د/ عماد الدين خليل لديوان » القدس فى العيون « ص12.
مصادر ومراجع:
- الأدب الفلسطينى الحديث، د/ عبد الرحمن ياغى، طبع الهيئة العامة سنة 1969م.
- أدبيات الأقصى والدم الفلسطينى، د/ جابر قميحة، طبع مركز الإعلام العربى سنة 2001م.
- الأعمال السياسية الكاملة، شعراً أ/ نزار قبانى، طبع منشورات نزار قبانى بيروت سنة 1993م.
- أغنية المدينة الجميلة (ديوان شعر)، أ/ خالد البيلى، طبع 1999.
- أمل دنقل أمير شعراء الرفض، أ/ نسيم مجلى، طبع الهيئة العامة للكتاب سنة 2000م.
- أناشيد الفارس الصغير (ديوان شعر)،أ/ عبدالله عويس، ضمن سلسلة آفاق أدبية سنة 1999م.
- آهات القدس (ديوان شعر)، د/ أحمد تيمور، طبع دار النبأ الوطنى سنة 2000م.
- تعريف برابطة الأدب الإسلامى العالمية، إصدار مكتب القاهرة سنة 1419هـ-1989م.
- خطب الشيخ محمد الغزالى فى شئون الدين والحياة، دار الاعتصام بالقاهرة.
- العامل الدينى فى الشعر المصرى الحديث، د/ سعد الدين الجيزاوى، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سنة 1964م.
- القدس فى العيون (ديوان شعر)، د/ كمال رشيد، طبع دار الوفاء بالمنصورة سنة 1411هـ- 1990م.
- قصائد مختارة من أعمال الشاعر محمد التهامى، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1998م.
- مجلة الأدب الإسلامى، المجلد السابع، العدد الثامن والعشرون سنة 1421هـ.
- مجلة المشكاة، إصدار مكتب المغرب لرابطة الأدب الإسلامى، عدد 34 سنة 1422هـ-2001.
- المسلمون قادمون (ديوان شعر)، د/ يوسف القرضاوى، طبع دار الوفاء سنة 1994.
- من وحى الانتفاضة، د/ سليم سعيد، الإصدار السادس، ضمن سلسلة آفاق أدبية سنة 1998م.
List of source and references:
- Al Adab El Falasteny el hadith, Dr\ Abd El Rahman Yaghy, Tab el haiaa el aama, 1969.
- Adabiat Al Aqsa we el dam al Falasteny, Dr\ Gaber Qameha, taba markaz el ealam El Araby, 2001.
- El aamal el seasea el kamela, shera Mr\ Nezar qabany, taba manshorat Nezar Qabany, Bairourt, 1993.
- Oghneat el madeena el gamela (dewan el sher), Mr\ Khaled el bely, tab 1999.
- Amal Donqol, Amer shoara el rafd, Mr\ Nasseem Megaly, tab el haiaa el aamaa lelketab, 2000
- Anasheed el fares el sagher (dewan sher), Mr\ Abd Alla oaees, demn selselt aafaaq adabea, 1999.
- Ahaat el qods (dewan sher), Dr\ Ahmed Taimoor, tab dar el nabaa el watany, 2000.
- Taareef berabtat al adab aleslamy al aalaameaa. Esdar maktab al quahera 1419 – 1989.
- Khotab el shekh Mohammed el ghazally fy shoon el deen wa al haiaa, dar el eatesaam be el quaheraa.
- el aamel el deny fy el sher el hadeeth, Dr\ Saad El-Deen El-Gezawy, tab el magles el AAlaa leshoon el Eslameiaa, 1964.
- El Quods fy el eoon (dewan sher). Dr\ Kamal Rasheed, tab dar el wafaa bel Mansora 1411 – 1990.
- Quasaed mokhtara men aamaal el shaaer Mohammed El-Tohamy, tab el haiaa el masreaa el aamaa lel ketab 1998.
- magalet el adab el Eslamy, el mogallad el sable el adad el thamen we el eshroon 1412.
- magalet el meshkat, esdar maktab el Maghreb lerabetat el adab el eslamy, add 34, 1422- 2001
- el Moslemoon quademoon (dewan sher), Dr\ Yousef El-Quaradawy, taba dar el waffam 1994.
- men wahai el entefada, Dr\ Sleem said, el esdar el sades, demn seslat aafaaq adabeaa, 1998.