الواقع والمتخيل التاريخي في رواية الملف 42

خولة الزلزولي

ملخص البحث:

تحاول هذه الدراسة، أن تحلل من جهة أهم العلاقات الاختلافية والاتفاقية بين الكتابة التاريخية والكتابة الروائية عامة، وكتابة الرواية التاريخية في رواية الملف 42 للروائي عند المجيد سباطة. وهذا ما يبين مرونة الجنس الروائي وقدرته على اختراق واكتشاف الوجود فنيا من خلال تخييل الظروف التاريخية، ودفعها إلى خلق واقع وجودي جديد يعكس ما كان بطريقة فنية وإبداعية. وهذه الدراسة لا تدعي أنها نهائية، وإنما تبقى الرواية بحاجة إلى قراءات متعددة تفتح أبواب البحث على مصراعيه، خاصة أن الكتابة الروائية المعاصرة تنحى إلى التعددية والحوارية.

الكلمات المفتاحية: الواقع- المتخيل- الرواية التاريخية- رواية الملف 42.

التاريخ ونشأة الرواية التاريخية:

مدخل:

ارتبط التاريخ بالإنسان وما يزال ارتباطه به وثيقا؛ فالإنسان لا يعيش منغلقا في لحظة الحاضر فقط، بل يستطيع العودة إلى الماضي، ويستشرف المستقبل ليجسد طموحاته، لذلك سعى الإنسان منذ القدم إلى تدوين ماضيه بغرض الحفاظ على التراث.

1-      في مفهوم التاريخ

ينقسم التاريخ عموما إلى التاريخ الحاصل؛ بمعنى الأحداث والوقائع في حدوثها الطبيعي، والتاريخ المعلوم الذي هو حسب عبد الله العروي بأنه: إدراك الإنسان المجريات واستقصائها.

وقد عرف ابن خلدون التاريخ بأنه فن كباقي الفنون بقوله: “إنه من الفنون، تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرجال… إذ هو ظاهرة لا يزيد على أخبار الأمم والدول… وفي باطنه نظر وتعليل للكائنات ومبدؤها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها” (خلدون 7[1]) كما أن ابن خلدون يقسم التاريخ إلى جزأين: جزء ظاهري؛ يتمثل في أحوال وأخبار أمة من الأمم، وجزء باطني يكون مسكوتا عنه، ولا يمكن الوصول إليه إلى بسعة الاطلاع.

 فليفهم الحاضر يجب فهم الماضي بشكل دقيق. يقول عبد الله العروي: “التاريخ هو الماضي الحاضر. كثيرا ما نقرأ: لابد من مقارنة الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي، ولا نتعجب. نستخلص منها أن معرفة الماضي دائما نسبية؛ إذ تستجيب لمتطلبات الوضع القائم، وأنها دائما عملية، إذ تجيب عن أسئلة حالية”.[2]  (العروي 37) فالتاريخ هو عملية نقل لحقائق ماضية، وربط الماضي بالحاضر من منطلق أنه لا يوجد حاضر ولا مستقبل بدون أن يكون له ماضي، لأن الماضي هو العجلة التي تحرك الحاضر والمستقبل. يقول “لوكاتش” في هذا الصدد إن الرواية التاريخية “تثير الحاضر، ويعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق” (العروي 89) [3]

نشأة الرواية التاريخية

كانت البدايات الأولى لنشأة الرواية التاريخية “مطلع القرن التاسع عشر، وذلك زمن انهيار نابليون تقريبا؛ (إذ ظهرت رواية سكوت “ويفرلي” عام 1814، وطبيعي أنه يمكن العثور على روايات ذات موضوعات تاريخية في القرنين السابع عشر والثامن عشر أيضا… وليست روايات القرن السابع عشر المسماة بالتاريخية، (سكوديري، كالبرانيديه… الخ)، هي بتاريخية إلا في ما يتعلق بالاختيار الخارجي الصرف والموضوع والأزياء” (لوكاتش 11)[4]

وتزامن ظهور الرواية التاريخية مع الحركة الرومانسية؛ التي احتفل أصحابها بالبطولات القومية إلى إبرازها، كأنهم يلتمسون ويخاطبون عاطفة الأمم والشعوب بغرض إحياء التباريح، وهذا يبين القيمة الرفيعة والسامية للسرد . يقول رولان بارت: “إن القصة لحاضرة بكل هذه الأشكال غير المتناهية تقريبا في كل الأزمنة، وفي كل الأمكنة وفي كل المجتمعات، وإنما لتبدأ مع التاريخ الإنساني نفسه، فلا يوجد شعب لا في الماضي ولا في الحاضر، ولا في أي مكان من غير قصة”  (بارت 25-26)[5] فالرواية التاريخية نوع معقد، لا يكفي معه نقل المادة التاريخية فحسب، بل هي صناعة حقيقية تتطلب جهدا فرائيا، يتمثل في قراءة المادة التاريخية وجمعها، ثم جهدا إبداعيا يتجسد في كيفية تحويل المادة التاريخية إلى مادة سردية إبداعية، فالروائي يكتب نصا تاريخيا لم تعد له قيمته التاريخية، ويضم له بعض العناصر العاطفية؛ لإيصاله إلى القارئ بالمتعة نفسها التي تكون لأي نوع روائي آخر، فهذه الرحلة من التاريخ نحو الرواية رحلة شاقة، وليس من السهل تحويل الحادثة التاريخية إلى رواية قادرة على احتواء الإبداع والتاريخ؛ فما يهم في الرواية التاريخية كما يقول “لوكاتش” ليس هو “إعادة سرد الأحداث التاريخية الكبيرة، بل الإيقاظ الشعري للناس الذين برزوا في تلك الأحداث، وما يهم هو أن تعيش مرة أخرى الدوافع الاجتماعية والإنسانية التي أدت إلى أن يفكروا، ويشعروا، ويتصرفوا، كما فعلوا ذلك تماما في الواقع التاريخي”  (بارت 46) [6]

2-      علاقة الرواية (الروائي) بالتاريخ (المؤرخ)

يرى جوناتان فيمد أن الرواية التاريخية، “من تواريخ، وشخصيات وأحداث، تعتبر تاريخية عندما نقدم تواريخ، وشخصيات وأحداث يمكن التعرف إليهم”  (الشمالي 113)[7] فالكاتب في البداية يلبس قبعة المؤرخ من أجل جمع المادة التاريخية وتحويلها إلى عمل سردي، لكنه سرعان ما يستبدلها بقبعة الروائي المبدع.

ويبقى التناوش بين الأدب والتاريخ قائما، في أيهما أقدر على إغناء مادة الآخر البحثية، وإلى أي حد يستطيع المؤرخ أن يعول على الأخبار التي يسردها الروائي في عمل من أعماله؟ وهل للأديب الصلاحية المطلقة في التصرف في عمل المؤرخ بأن يضفي عليه من ذاتيته ما يصير معه العمل التاريخي عملا إبداعيا بكل المقاييس، ينصرف بموجبه عن الموضوعية العلمية ويرزح تحت ما يسمح به الأدب من تخييل وعجائبية. الشيء الذي يدفعنا إلى طرح السؤال المباشر والوجيه: من أين اكتسب الروائي الحق المطلق في التصرف في التاريخ بكل حرية؟

والجواب في حدود ما تمليه طبيعة عمل كل من المؤرخ والأديب، أن المؤرخ يحد من حريته الذاتية في تناول موضوعاته التاريخية، الصرامةُ العلميةُ التي تستدعي الحياد ونقل الأحداث بكل موضوعية؛ إذ الموضوعية التاريخية تقتضي الحياد في النقل، والابتعاد عن أحكام القيمة، والانحياز إلى طرف من الأطراف. وقراءة القارئ للتاريخ هي عينها قراءة المؤرخ للتاريخ، إذ لا يوجد أي نص روائي مفصول عن التاريخ.

يقول جنيت في هذا الصدد: “هل وجد يوما ما متخيل محض؟ ولا-متخيل محض؟”. إن الإجابة عن هذا السؤال نتلمسها في قول “طارق علي”: “الخيال عند الروائي مقدس، والحقيقة مجال للانتهاك، ولابد أن العكس صحيح عند المؤرخ” [8] (على 30). كما “أن سكوت ذكر في مقدمة روايته إيفانوي، أنه بفضل تصويره المتخيل يستطيع أن يمد يد المساعدة إلى المؤرخ الذي يخضع لمصادفات الوقائع” [9](Pierre) وهذا” يعني أن كاتب الرواية التاريخية وإن غلَّب الجانب المتخيل على الجانب المرجعي، فإنه مطالب بأن ينزل الشخصيات والأحداث في إطار زماني ومكاني، قوامه المشاكلة la vraisemblance وبذلك يتيح للقارئ أن يدرك أسباب ما وقع ماضيا وما يترتب عليه من نتائج، ومن ثم فإن الرواية التاريخية أكثر صحة من التاريخ. أو “إن شئنا قلنا إن الرواية التاريخية تغدو أكثر صحة من التاريخ، وإن شئنا قلنا إن الرواية التاريخية تشكل مظهرا واضحا لعلاقة التاريخ بالرواية؛ فذلك لم يكن إلا تواصلا بسيطا لم تَكُن له الوظيفة الأدبية مركزا مهما، قدر ما كانت الوظيفة التعليمية والسياسية والإحيائية أكثر أهمية”.[10] (سنوفة 24)

إن الرواية التاريخية لا تجيب عن أسئلة الماضي، وإنما تجيب عن السؤال الحالي، وليس هدفها قراءة التاريخ، بل قراءة وجهة نظر الكاتب وأيديولوجيته والاستنطاقات التي يطبقها الكاتب في الرواية، وأن معظم الروائيين “يفكرون في ممارستهم ويبررون موقفهم الأيديولوجي أو تقنيتهم الأدبية”،[11] (فاليط، النص الروائي 27) رغم أن الأديب “محظور عليه إيديولوجياً أن يقول أشياء معينة، وحين يحاول المؤلف أن يقول الحقيقة فإنه على سبيل المثال قد يجد نفسه مضطرا إلى الكشف عن حدود الإيديولوجية التي يكتب داخل نطاقها. إنه مضطر إلى الكشف عن ثغرات وفجوات صمتها عما يستطيع الإفصاح عنه” [12](انجيلتون 7). و”الذي يتكلم في الرواية هو دائما منتج إيديولوجيا، وكلماته هي دائما عن إيديولوجية”.[13] (باختين)

3-      مراحل تطور الرواية العربية المخيلة للتاريخ

يعاني المجتمع العربي من إشكالية التعامل مع المعطى التاريخي، وكذا في نقله كمادة، حيث ينزلق بعض المؤرخين إلى ما هو بعيد عن التاريخ وقريب من مجال الخرافة؛ التي تشكل جزءا لا يتجزأ من التاريخ، فالخرافة أو الأسطورة غير منفصلة عن التاريخ.

وتستحضر الرواية العربية الأسطورة في الكتابة السردية، محاولة إزاحة الواقع واستبداله بالزمن الأسطوري عن التاريخ “نعتقد بداهة أن أخبار الماضي تفرغ إما في شكل خرافة، وإما في شكل قول مثبت بوثيقة. الواقع أن قسما ضئيلا جدا من معلوماتنا حول الماضي خاضع إلى التوثيق، أما القسم الأكبر فهو دائما وباستمرار مفرغ في تصور عام وعامي، يمثل جانبا من ثقافتنا الوطنية”.[14] (العروي 23)

يعتبر جورجي زيدان رائد الرواية التاريخية العربية، والممهد لمن أتى بعده، ممن اتخذوا الأدب في خدمة التاريخ، ومرماه هو تعليم ذلك للناشئة. قد رأينا بالاختيار أن نشر التاريخ على أسلوب الرواية أفضل وسيلة لترغيب الناس في المطالعة والاستفادة منها، وخصوصا وأننا نثنِّي جهدنا أن يكون التاريخ حاكما على الرواية، لا هي حاكمة عليه، كما فعل بعض كتبة الإفرنج. ومنهم من جعل غرضه الأول تأليف الرواية، ولكنه في الحقيقة اكتفى بأن جاء بحقائق تاريخية لإلباس الرواية ثوب الحقيقية، فجره ذلك إلى التساهل في سرد الحوادث التاريخية على حالها،[15] (حمداوي)

اتخذ جورجي زيدان “التاريخ مادة للسرد، وإعمال الخيال في تقديم المادة التاريخية” [16](رياض 102) كما مثل سليم البستاني ويعقوب وصروف وأمين ناصر وغيرهم، الجيل الأول من كتاب القصة والرواية التاريخية، والهدف منها هو المتعة والتشويق. “استطاعت الرواية التاريخية أن تقتحم عقبة التجريب الروائي وفتحت أعين الإبداع الروائي على إمكانية التوظيف، وأوقفته على سعة البنيات الخطابية والنصية للرواية، ما فهمت معه عدا ذلك إمكان التشييد الروائي خارج صرح التاريخ” [17](السلام 179) أما الجيل الثاني اتجه إلى استلهام ما في التاريخي من مواقف بهدف بعث أمجاد الماضي وبطولاته، أي تحول التاريخ في الرواية إلى مرآة يُرى من خلالها الحاضر، فالروائي يهرِّب الخطاب الروائي من تاريخيته المباشرة، ثم يبعث فيه روح العصر قصد فهم عقلاني لعناصر الواقع القائم. وبهذا بدأ الروائيون يتجهون إلى هذا النوع الروائي، لما يتميز به ويحمله من إحساس بالقومية، أو لنفض الغبار عنه وإحياء التراث الذي تجاهله التاريخ.

الواقع والمتخيل التاريخي في رواية “الملف 42”

يتداخل الواقع والمتخيل في النص الإبداعي عموما، والنص الروائي خصوصا؛ الذي يزاوج بينهما. ولولا الخيال لما كان النص الأدبي الإبداعي له خصوصية، ويلجا إليه الكاتب ليفرغ وعيه والاوعية فيه، وهذا يدل على أن الخيال ركن أساسي في الرواية، ودونه تخرج من دائرة الأدب وعوالمه السحرية إلى عالم الصرامة والموضوعية العلمية. وهنا تبرز قدرة الكاتب في المزج بين الواقع والمتخيل؛ أي اقتناص الوقائع وتحويرها وتحويلها إلى خطابات متخيلة داخل نص سردي، وهذا الآخر له وظيفتين: “جمالية تخيلية، وإيديولوجية لها علاقة بالواقع الاجتماعي الذي استقى منه الكاتب روافده المعرفية والتخيلية”.[18] (دراج 113)

يهدف الكاتب في المقام الأول إلى ضمان المقروئية على أوسع نطاق، وجعل عمله متماسكا ومنسجما. “وتتمثل وظيفته في كونه يحيل على الواقع ويستند إليه باعتبار أن المتخيل نوع من الممارسة لهذا الواقع”[19] (حسين 43) وبلغة اللسانيات مطمع التماسك، هو الذي يجعل الكثير من الكتاب ينتجون كتابة تشابه الواقع؛ فالتاريخ هو الواقع بينما واقع الرواية متخيَّلها كمبنى أساسي. ويقول فاليط: “تتحدد بمدلولها، المرتبط عادة بفكر المتخيل”. [20](فاليط، النص الروائي 6)

فالواقع: هو مجموع كل الإبداعات التي يعتمدها الخطاب، كي يجعل قارئه يعتقد أن ما يُحكى له قد حدث فعلا. ولتحقيق هذه الغايات المجتمعة، يلاحظ القارئ أن الخطاب يكون دوما موصولا بالخلفية التاريخية.

أما المتخيل حسب أمبرتو إيكو، فيقوم “بنفس الوظيفة التي يقوم بها اللعب، فالطفل أثناء لعبه وهذا ما قلناه سابقا، يتعلم كيف يحيا؛ لأنه يتصور وضعيات سيصادفها عندما يصبح راشدا. ونحن الراشدون نقوم من خلال التخييل السردي بممارسة قدرتنا في تنظيم الحاضر والماضي على حد سواء”. [21] (إيكو 27)

على امتداد أربعمائة وأربعة وعشرين (424) صفحة، تتوزع القصة عبر عشرين (20) حلقة حكائيه؛ وكل حلقة في هذه الحكايات تتكون من رزمة من المقاطع السردية. يبدو أن إبرة الحكاية، أو الإبرة التي تطلق شرارة الحكاية قوامها ضمير المتكلم ” لا فرق عندي” وهو ضمير يدشن خطاب الحكاية ويفتحه، ويطلق شرارته كي يتدفق ويعلن مقصديه حضور عناصر سير ذاتية في صلب الحكاية.

بنى عبد المجيد سباطة[22] متنا حكائيا تجري أحداثه ووقائعه بين المغرب وأمريكا وروسيا. أما الزمن في الحكاية، فيمكن التمييز فيه بين فترتين زمنيتين: فترة خلال الحرب العالمية الثانية، وفترة بعدها مباشرة؛ أي بين الماضي والحاضر.

تسعى الرواية إلى فكِ خيوط كارثة الزيوت المسمومة التي أغرقت المغرب نهاية الخمسينيات- أي نهاية الحرب العالمية الثانية- فتسببت في خسائر بشرية، وخلفت أمراضا عضوية وعاهات مستديمة. تقول الرواية: “تذكرت ما حكاه لي والدي قبل سنوات، عن كارثة زيوت مسمومة أغرقت المغرب نهاية الخمسينيات، وتسببت في مقتل الآلاف، وإصابة عشرات الآلاف بقائمة متنوعة من الأمراض، كالشلل وصعوبة تحريك الأطراف وأمراض القلب والشرايين والضغط الدموي، وصعوبة النطق وأحيانا العمى.” [23] (سباطة 268- 269)

وقد شاع في البداية حسب الرواية أن هذه الزيوت، هي زيوت تشحيم محركات الطائرات الحربية للقواعد الجوية الأمريكية، التي كانت متمركز في بعض المدن المغربية، اشتراها بعض التجار المغاربة، ومزجوها بزيوت المائدة ثم أغرقوا بها الأسواق المغربية. “قبل أن يكتشف خبيران من جامعة أوكسفورد البريطانية مسؤولية زيوت المائدة عما يجري، واحتوائها على مادة ثلاثي أورتو كريزيل فوسفاط، وبعد التحقيق تبين وجودها في زيوت تشحيم طائرات حربية مصدرها القواعد الجوية الأمريكية، خاصة قاعدة النواصر القريبة من الدار البيضاء، تتم تعبئتها في براميل تحمل رقما مميزا”[24] (سباطة 325)

والواقع أن الرواية بينت أن التعامل مع هذه الكارثة ومع الأشخاص الذين تضرروا من هذه الزيوت المسمومة، أنهم هضمت حقوقهم، ولم تعطهم أي قيمة داخل المجتمع. “فالكارثة الحقيقية لم تكُن عندما وقع الآلاف ضحايا التسمم، بل في الطريقة التي تم التعامل معهم بها بعد ذلك. أحجم بلدك عن المساهمة بشكل فعال في الجهود الإنقاذية لمنظمة الصحة العالمية، خشية اتهامه بالضلوع المباشر في الفضيحة. ثم طرد المرضى من المراكز العلاجية بعد رحيل فريق الإغاثة الأجنبية، وأهينوا معنويا بعد الإفراج في ظروف غامضة، ومثيرة للتساؤلات عن التجار المغاربة المتورطين، رغم صدور أحكام بالإعدام في حق بعضهم، لم تنفذ أبدا”.[25] (سباطة 326)

تضمنت الرواية قصة أحجية مغربية من صنع خيال الكاتب، أراد استثمارها بطله المسمى رشيد بناصر موضوعا لأطروحته للدكتوراه، رغم رفض أستاذه الشديد لها. وحدث أن صادف بناصر روائية أمريكية في فندق يشتغل به، تدعى كريستين ماكملان التي جاءت إلى المغرب لاقتفاء اثر والدها الجندي المسمى “ستيف ماكملان” الذي كان يعمل في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة بالمغرب خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. طلبت كرستين من بناصر مساعدتها في العثور على من يصلح لها هاتفها، ولأنه الوحيد في لفندق الذي كان يجيد التحدث باللغة الإنجليزية رافقها إلى مصلح للهواتف، وفي الطريق تجاذب معها أطراف الحديث، ومن خلال اسمها بعدما عرفت بنفسها، قال بناصر أن هذا الاسم لروائية أمريكية مشهورة؛ فأجابت أنها هي عينها، واستغربت من أن يكون موظفو الفنادق من طينته على علم بمجال الرواية والروائيين. فما كان من بناصر إلا أن صرح لها أنه طالب باحث في سلك الدكتوراه ويشتغل على رواية “الأحجية المغربية” التي موضوعها الزيوت المسمومة. فأعارها الرواية بنسختها الفرنسية حتى تقرأها. وما إن فتحتها حتى اكتشفت بالمصادفة أنها تحمل اسم والدها، وأنه هو من تسبب في مقتل شابة مغربية وقع في حبها، كما تثبت ضلوعه في كارثة براميل الزيوت المسمومة.[26] (سباطة 419) وهو ما سيدفعها للبحث في الواقع عن صحة هذه الأخبار والنبش في تاريخ أبيها لما كان بالمغرب، بمساعدة بناصر. فراحت تسأل هنا وهناك: “هل شهدتْ إحدى هاتين الضفتين تسلل جندي أمريكي اسمه ستيف ماكملان، في جنح الظلام، حاملا جثة شابة قتلها بوحشية” [27](سباطة 229).

إن هذه الشخصية قد تسببت في إبادة وتشويه عشرات الآلاف من الضحايا المغاربة بعد الاستقلال بسنوات قليلة. فغدت رمزا للاستبداد والاضطهاد، وحكم عليها الكاتب بأن تكون مثالا للظلم والعدوان؛ فتاريخ الشخصية البشع هذا يصورها بؤرة من بؤر والإرهاب. يقول الروائي: “المعلومات الجديدة قد تقودنا إلى تورط والدك في كارثة منسية، أجهزت على أرواح آلاف المغاربة، ودمرت مستقبل عشرات الآلاف غيرهم” [28](سباطة 251-252).

لقد استخدمت الرواية الكثير من الشخصيات الحقيقية والمتخيلة، وراوحت بين الواقع والخيال في قالب سردي غير عادي تكتيكيا؛ فقد فسحت المجال للشخصيات التي أهملها التاريخ وهمشها بأن تعرف بقضيتها. يقول المؤلف على لسن أحد أبطاله في الرواية: “تبين لي وجود حالة من التعتيم أو التناسي المتعمد لما جرى، رغم تسبب الكارثة في تدمير حياة الآلاف، لذلك نذرت نفسي لكشف تفاصيلها للجيل الحالي” [29](سباطة 325).

تحكي الرواية إذن عن التاريخ وتستعيده، وقد ارتبطت به ارتباطا قويا، وهو ما نجده في إحدى مقاطع الرواية: “إن الهدف الحقيقي من كتابة رفيق خالدي للرواية لم يكن تأليف عمل بوليسي تقليدي كما فعلتِ أنت، بل إحياء قضية الزيوت المسمومة المنسية.” [30](سباطة 323).

كان الروائي واعيا إلى درجة كبيرة في عملية توظيف التاريخ في الرواية بماضيه وحاضره؛ وإخراج أحداثه إخراجها فنيا ملائما، حتى يحقق لها الصدق الأدبي الفني، دون المساس بروح حقيقتها التاريخية يقول: “أخطر ما في التاريخ هو عجزنا عن إعادة كتابته”.[31] أعاد سباطة التاريخ المهزوم والمنسي، باستحضاره لحدث الزيوت المسمومة، وبهذا فهو يعيد تشكيل وبلورة رؤية تاريخية منفتحة على الحدث التاريخي، كما أنه يهدف من خلال إدخال هذا الحدث في متنه الروائي، إلى إعادة الماضي وربطه بالحاضر، وجذب القارئ للتعرف على القضية المسكوت عنها، ويمزج فيها الأبعاد الحضارية الراسمة لمعنى الإنسان المهزوم والمقهور. يقول: “الهدف المفترض من كتابة أحجية مغربية، هو الكشف عن بعض خيوط قضية الزيوت المسمومة”[32] (سباطة 357) وفي موضع آخر، يقول: “الكتابة هي وسيلتنا الأقوى لقول شيء، بما في ذلك ما لا نجرؤ على قوله”[33](سباطة 354). ليتضح أن الكاتب إنما احتمى بالمخيال الشعبي المتجسد في الأحجية المغربية من أجل فضح حقيقة الزيوت المسمومة التي تكتم التاريخ عنها، ليعيد بسطها هنا في قالب أدبي ممتع، يظهرها رغم حقيقتها المرة وكأنها من نسج الخيال.

يقف سباطة على رقعة التاريخ، ليخلق حياة أخرى تتحرك فيها الشخصيات والمشاهد وتتحاور فيها الأزمنة والأمكنة، حين ينتقل من الزمن التاريخي الفعلي إلى زمن الامتلاء التخيلي، فيتداخل المرجع بالتخييل، ويفضح السرد صمت التاريخ، وتقتل العبارة صيغ التوثيق المباشر. يقول: “الأدب ليس خيالا محضا كما يتصور البعض، فالأدب هو الحياة وأجمل ما فيه هو تأرجحه على خيط رفيع بين الواقع والخيال… ولا أحسني قادرا على فهم عبثية حياة سلبتني كل شيء، إلا إذا أمسكت بطرف هذا الخيط الذي سيقودني إلى حل عقدتها”[34](سباطة 50) ويقول في موضع آخر من الرواية: “إن مشروع أحجية مغربية غير المكتمل كان طريقته الخاصة في البوح بكل أسراره” [35](سباطة 357).

فالشكل السردي القائم في هذه الرواية لا ينفصل في صوره وأشكاله عن رؤية وإستراتيجية الروائي في نقل الأحداث وبسطها على مستوى التخييل؛ إذ الرواية من هذا المنظور لا تكتفي بسرد تفاصيل الوقائع، بل “تحاول القبض على عالم المعرفة الذي يعيش فيه البطل والكاتب…” [36](خمري 106)

وعلى هذه الوتيرة الأسلوبية يتفاعل ويتداخل الواقع والحلم، بحثا عن غوايات سردية، تصنع من لحظة الهامش والغياب طقوسا خيالية تعيد ترتيب الوتد التاريخي، وجعل الزمن الهامشي زمنا حقيقيا “فالخيال هو القادر على إتمام ما لم يذكره التاريخ بناء على معطيات التاريخ نفسه” [37](الشمالي 138)

يبين الكاتب أن أحداث الرواية واقعية لأنها شكلت موضوع بحث لنيل شهادة الماستر تقدمت به طالبة مغربية. يقول: “لكن وجبت الإشارة إلى وجود بحث حقيقي لنيل شهادة الماستر كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط… للباحثة مديحة صبيوي بعنوان: كارثة الزيوت المسمومة بالمغرب (1959- 1960)”. [38](سباطة 421)

فكما سبقت الإشارة، يحتمي الكاتب في كثير من الأحيان بالرواية ليقول ما لم يستطع قوله واقعيا: “أحداث وشخصيات الرواية خيالية ولا تمت للواقع بصلة؛ أيُّ تشابه بينها وبين الواقع هو من قبيل الصدفة. عبارة تتصدر معظم الأعمال الروائية، ويحتمي بها الكتاب أمام ألاعيب القدر. حدث أن هاجم أشخاص عاديون مؤلفين لأنهم ضمنوا أعمالهم وصفا مهنيا لشخصيات تصادف أنها تحمل الاسم نفسه”. [39](سباطة 168)

ويضيف في موضع آخر مؤكدا واقعية المأساة، بشكره للروائي عبد الكريم الجويطي الذي شجعه وأرشده، وأعرب عن تحمسه لفكرة اشتغاله على قضية الزيوت المسمومة روائيا[40](سباطة 422) ويضيف قائلا:” أشكر الصحافي محمد أحداد، الذي لم يبخل علي بمعلوماته، لكونه من الصحافيين الشباب القلائل الذين اهتموا بالموضوع، وأجروا عنه تحقيقا مفصلا قبل سنوات”.[41] (سباطة 422)

ويأتي في نهاية الرواية ليفضح أن ما كتبه عن الواقعة، في شأن إنجاز لبنى العفوي – بطلته المتخيلة- لأطروحة الدكتوراه على قضية الزيوت المسمومة، كان من وحي مخيلته فحسب. يقول: “مسألة انجاز لبنى العفوي لأطروحة دكتوراه حول قضية الزيوت المسمومة، وهذا من وحي الخيال طبعا؛[42] (سباطة 421) وذلك لأن الرواية القوية وكما يؤكد ” قادرة على محاكاة الواقع والأخرق… وإن كانت أحداثها من نسج الخيال”.[43] (سباطة 64) كما يبين في إحدى صفحات الرواية على لسان الروائية الأمريكية كريستين ماكملان أن “شجرة الخيال لا تنبث إلا في تربة الواقع، وأن لكل منا حديقة سرية تتصدر بوابتها لوحة كتب عليها بحروف كبيرة: ممنوع الاقتراب”. [44](سباطة 230)

نتائج البحث:

• تتميز الرواية التاريخية بالنبش في التاريخ، والكتابة عن الهامش والمهمش، والتنقيب عن المسكوت عنه؛ من أجل رسم الحاضر انطلاقا من الماضي. وبالكتابة تبدع الرواية مناخا تاريخيا لا يستند إلى أحداث حقيقية، لكن توحي برائحة التاريخ، وهذا ما يعرفه النقاد بـــفانتازيا التاريخ؛ فالمتخيل السردي يحول الكتابة الروائية إلى حالة وجودية يحيى بها الروائي عبر خلقه فضاء يؤسس لمرجعية إيديولوجية يمررها إلى المتلقي.

• ليس من السهل أن تحتضن الرواية التاريخ، وليس من السهل أيضا أن تبني عملا فنيا تاريخيا؛ فالكتابة من خلال هذا الأمر تصبح حوارا بين الأزمنة، وعودا إلى أعماق الماضي. وتقوم الكتابة الروائية من هذا العمق التاريخي القائم على إعادة بلورة وصياغة المادة الروائية من خلال الاعتماد على التاريخ كإطار عام لتشكيل الأحداث والفضاءات والشخصيات.

• شكَّلَ سباطة في ملفه 42 رؤية تركيبية جمعت بين الواقع والخيال، ولم يكن هدف الروائي من إعادة كتابة التاريخ، فك رموزه الواقعة التاريخية، بل الرغبة في فهم القضية واسترجاعها والتعريف بها في الحاضر. لكن هذه الإعادة يتعامل معها الروائي بناء على التخييل، وكأن الرواية في هذه الحال تقوم بتحويل هذا الوجود إلى غاية متخيلة، على حد تعبير تيري إنجلتون.

• احتفلت رواية الملف 42 بالتاريخ، واتكأت عليه من خلال البناء الفني والشخصيات والأحداث؛ إذ الرواية وعلى حد تعبير سعيد يقطين تقوم “بإعادة بناء حقيقة الماضي بطريقة تخيلية، حيث تتداخل فيها شخصيات تاريخية مع الواقع… وشخصيات متخيلة”. [45](يقطين 159) وهذا المخيال التاريخي، هو ما جعل الرواية متعددة الأصوات؛ وبناء عليه استطاعت أن تخرج نصا جديدا من رحم نص قديم؛ وذلك بتسليط الضوء على فترة زمنية بالمغرب حدثت فيها كارثة الزيوت المسمومة.

• الموضوع الأساس للتاريخ هو الواقع بينما واقع الرواية هو متخيلها، تتحدد الرواية وتقترن في مفهومها العام بالخيال، وهي كعمل إبداعي تعتبر أهم وسيلة لتحقيقه.

• لجأ سباطة إلى البعد التاريخي، وذلك بالرجوع إلى الأحداث التاريخية؛ قصد منح العمل الروائي بعدا واقعيا، ولجأ إلى البعد التخيلي من خلال توظيف قصة الأحجية المغربية، ثم لجأ إلى بعد ثالث جسَّده الجمال النصي للرواية، بعد أن أبان عن مدى تمكن الرواية من قواعد الكتابة.

(خولة الزلزولي ، باحثة في جامعة محمد الخامس- الرباط- المغرب)

المراجع:

  1. أمبرتو إيكو، 6 نزهات في غابة السرد، ترجمة فريد أنطونيوس، سلسلة زدني علما، بيروت، باريس، ط2، 1982،
  2. برنار فاليط، النص الروائي تقنيات ومناهج، تر رشيد بنحدو، ط 1999. 
  3. تيري انجيلتون، النقد والإيديولوجية، ترجمة فخري صالح، ط1، 1999، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،
  4. جميل حمداوي، روايات حرب زيدان بين التاريخ والتسويق الفني، منير للثقافة والفكر، الموقع الإلكتروني -Www.diwanolalarob.com/24-03 .14:00
  5. جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، ترجمة صالح جواد الكاظم، ط2، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق، 1986،
  6. حسين خمري، فضاء المتخيل، مقاربات في الرواية، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2002.
  7. رولان بارت، مدخل إلى التحليل البنيوي للقص، ترجمة منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري بيروت، ط1، 1993.
  8. سعيد يقطين، قضايا الرواية العربية الجديدة ( الوجود والحدود)، الدار العربية للعلوم ناشرون، الرباط، المغرب، ط1، 2012.
  9. طارق علي، تأملات في الرواية والتاريخ، ندوة الرواية والتاريخ، دار الكتب القطرية، 2005. 
  10. عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، ج1، دار الفكر، بيروت، 2001.
  11. عبد السلام أقامون ، الرواية والتاريخ، أطروحة دكتوراه، إشراف: أحمد اليبوري، محمد مفتاح، جامعة محمد الخامس الرباط، 2000/2001.
  12. عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، 1- الألفاظ والمذاهب. 2- المفاهيم والأصول، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط4، 2012.
  13. عبد المجيد سباطة، الملف 42، رواية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب/ بيروت/ لبنان، ط1، 2020،،
  14. علال سنوفة، السلطة في الرواية العربية (أطروحة دكتوراه)، إشراف الدكتور نور الدين السد، 1996-1997,
  15. فاليط، النص الروائي، تر: رشيد بن حدو، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، 1992.
  16. محمد رياض، توظيف التراث في الرواية العربية العاصرة، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، 2020.
  17. ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، القاهرة، ط1، 1987.
  18. فيصل دراج، دلالات العلاقات الروائية، دار كنعان للدراسات والنشر، ط1992.
  19. نضال الشمالي، الرواية والتاريخ، بحث في مستويات الخطاب في الرواية التاريخية العربية، ط1، عالم الكتاب الحديث، الأردن، 2006م.

الهوامش والإحالات


[1] عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، ج1، دار الفكر، بيروت، 2001، ص: 7.

[2] عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، 1- الألفاظ والمذاهب. 2- المفاهيم والأصول، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط4، 2012، ص: 37.

[3] نفسه، 89.

[4] جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، ترجمة صالح جواد الكاظم، ط2، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق، 1986، ص: 11.

[5] رولان بارت، مدخل إلى التحليل البنيوي للقص، ترجمة منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري بيروت، ط1، 1993ص: 25/26.

[6]  نفس المرجع ،ص:46

[7] نضال الشمالي، الرواية والتاريخ، بحث في مستويات الخطاب في الرواية التاريخية العربية، ط1، عالم الكتاب الحديث، الأردن، 2006م، ص113

[8] طارق علي، تأملات في الرواية والتاريخ، ندوة الرواية والتاريخ، دار الكتب القطرية، 2005، ص: 30.

[9] Louis Pierre Rey, 1992 .

[10] علال سنوفة، السلطة في الرواية العربية (أطروحة دكتوراه)، إشراف الدكتور نور الدين السد، 1996-1997، ص: 24.

[11] برنار فاليط، النص الروائي، تر: رشيد بن حدو، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، 1992، ص: 27.

[12] تيري انجيلتون، النقد والإيديولوجية، ترجمة فخري صالح، ط1، 1999، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص: 07.

[13] ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، القاهرة، ط1، 1987.

[14] عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط2، 1992، ص: 23.

[15] جميل حمداوي، روايات حرب زيدان بين التاريخ والتسويق الفني، منير للثقافة والفكر، الموقع الإلكتروني: -Www.diwanolalarob.com/24-03 .14:00

[16] محمد رياض، توظيف التراث في الرواية العربية العاصرة، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، 2020، ص: 102.

[17] أقامون عبد السلام، الرواية والتاريخ، أطروحة دكتوراه، إشراف: أحمد اليبوري، محمد مفتاح، جامعة محمد الخامس الرباط، 2000/2001، ص: 179

[18] فيصل دراج، دلالات العلاقات الروائية، دار كنعان للدراسات والنشر، ط1992، ص: 131.

[19] حسين حمزي، فضاء المتخيل مقاربات في الرواية، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط2، ص: 43.

[20] برنار فاليط، النص الروائي، مرجع سابق، ص: 6.

[21] إمبرتو إيكو، 6 نزهات في غابة السرد، ترجمة فريد أنطونيوس، سلسلة زدني علما، بيروت، باريس، ط2، 1982، ص: 27.

[22] عبد المجيد سباطة، روائي ومدون ومترجم مغربي، حاصل على شهادة الماستر في الهندسة المدنية، صدر له: خلف جدار العشق عن دار نوفا بلس بالكويت، عام 2015. ساعة الصفر 00:00 عن المركز الثقافي العربي ببيروت، عام 2017، وفازت بجائزة المغرب للكتاب عام 2018. الملف 42 عن المركز الثقافي العربي، عام 2020. وفي مجال الترجمة :فتاة الرحلة 5403 للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، عن المركز الثقافي العربي، عام 2018 . لن ننسى أبدا للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، عن المركز الثقافي العربي، عام 2019.

[23]. عبد المجيد سباطة، الملف 42، رواية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب/ بيروت/ لبنان، ط1، 2020،، ص: 268-269.

[24] . نفسه، ص: 325

[25] نفسه، ص: 326

[26] نفسه، ص: 419.

[27] نفسه، ص: 229.

[28] نفسه، ص: 251-252.

[29] نفسه، ص: 325

[30]  نفسه، ص: 323.

[31] نفسه، ص: 354.

[32] نفسه، ص: 357.

[33] نفسه، ص:354

[34] نفسه، ص: 50.

[35]نفسه: ص: 357  

[36] حسين خمري، فضاء المتخيل، مقاربات في الرواية، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2002، ص 106.

[37] نضال الشمالي، الرواية والتاريخ، بحث في مستويات الخطاب في الرواية التاريخية العربية)، عالم الكتاب الحديث، الأردن، ط1، 2006، ، ص138.

[38] الملف 42، مرجع سابق، ص: 421.

[39]  نفسه، ص: 168.

[40] نفسه، ص: 422.

[41] نفسه، ص: 422.

[42] نفسه: ص: 421.

[43] نفسه، ص: 64.

[44] نفسه، ص: 230

[45] سعيد يقطين، قضايا الرواية العربية الجديدة ( الوجود والحدود)، الدار العربية للعلوم ناشرون، الرباط، المغرب، ط1، 2012، ص: 159.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *