المعجم الذهني والدلالة المعجمية وتداول المعنى الافتراضي في معجم كأس العالم لأحمد الجنابي

ملخص البحث:

يتناول هذا البحث دراسة العلاقة بين المعجم الذهني والدلالة المعجمية، مع التركيز على تداول المعنى الافتراضي في معجم “كأس العالم”، الذي يُعدّ أول معجم رياضي ثنائي اللغة صدر بمناسبة استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022. يهدف البحث إلى تحليل الآليات التي يعتمدها المعجم في تشكيل المعاني والدلالات اللغوية وتوظيفها في سياقات ثقافية ورياضية، إلى جانب

تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تصميم معاجم متخصصة. يعتمد البحث المنهج النقدي لتحليل الخطاب لدراسة محتوى معجم كأس العالم وأقسامه المختلفة، بالإضافة إلى تحليل تأثير السياقات الثقافية والرياضية على اختيار المصطلحات وترتيبها. كما يركز البحث على إبراز المنهجية التي اتبعها المعجمي أحمد الجنابي في إعداد هذا الإصدار. توصل البحث إلى عدد من النتائج، أبرزها: أن المعجم الذهني يسهم بشكل كبير في تعزيز تداول المعاني الافتراضية وفهمها، وأن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ساهم في تحسين جودة المعجم وتوسيع نطاق استخدامه. كما أظهر البحث أهمية توثيق المصطلحات الرياضية وإبراز الثقافة العربية والإسلامية عبر معاجم ثنائية اللغة. يوصي البحث بتعزيز استخدام التكنولوجيا في صناعة المعاجم، وتوسيع تجربة معجم كأس العالم لتشمل رياضات وأحداث أخرى، وإدخال تقنيات الواقع الافتراضي لتحسين تجربة المستخدمين.

الكلمات المفتاحية: المعجم الذهني، الدلالة المعجمية، تداول المعاني، الذكاء الاصطناعي، معجم كأس العالم، قطر 2022.

The mental dictionary – lexical significance and the circulation of the hypothetical meaning in the World Cup dictionary by Ahmed Al-Janabi

Mustapha Ibrahim Shuaib

 Abstract

This research examines the relationship between mental lexicon and lexical significance, focusing on the circulation of the default meaning in the World Cup lexicon, which is the first bilingual sports dictionary issued on the occasion of Qatar’s hosting of the 2022 World Cup. The research aims to analyze the mechanisms adopted by the dictionary in shaping linguistic meanings and connotations and employing them in cultural and mathematical contexts, in addition to highlighting the role of artificial intelligence in designing specialized dictionaries. The research adopts a critical approach to discourse analysis to study the content of the World Cup dictionary and its various sections, as well as to analyze the impact of cultural and sports contexts on the choice and ranking of terms. The research also focuses on highlighting the methodology followed by the lexicographer Ahmed Al-Janabi in preparing this publication. The research reached several results, most notably: that the mental lexicon contributes significantly to enhancing the circulation and understanding of virtual meanings, and that the use of modern technologies such as artificial intelligence contributed to improving the quality of the dictionary and expanding its use. The research also showed the importance of documenting mathematical terminology and highlighting Arab and Islamic culture through bilingual dictionaries. The research recommends promoting technology in the lexicon industry, expanding the World Cup lexicon experience to include sports and other events, and introducing virtual reality technologies to improve users’ experience.

Keywords: mental lexicon, lexical semantics, circulation of meanings, artificial intelligence, World Cup lexicon, Qatar 2022.

مقدمة

تُسدي المعاجم دورًا جوهريًا في توثيق اللغة ونقل الثقافة والمعرفة بين الشعوب. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ظهرت معاجم مبتكرة تجمع بين الجانب اللغوي والثقافي، مثل “معجم كأس العالم”، الذي يُعدّ أول معجم رياضي ثنائي اللغة صدر بمناسبة بطولة كأس العالم في قطر. يمثل هذا المعجم نموذجًا يعكس أهمية اللغة كأداة للتواصل الحضاري وتعزيز الهوية الثقافية في سياق عالمي.

يأتي هذا البحث لدراسة العلاقة بين المعجم الذهني والدلالة المعجمية، مع التركيز على تداول المعاني الافتراضية التي يقدمها معجم كأس العالم. كما يسعى إلى استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تصميم هذا النوع من المعاجم، وتحليل تأثيره على توثيق المصطلحات وتيسير فهمها واستخدامها ضمن سياقات رياضية وثقافية متنوعة.

  1. مشكلة البحث:

أصبح من الضروري فهم الدور الذي تقدمه المعاجم الثنائية اللغة، مثل “معجم كأس العالم”، في نقل المعاني والثقافات في ظل التطور التكنولوجي والتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا البحث لدراسة “المعجم الذهني والدلالة المعجمية وتداول المعنى الافتراضي” وتحليل الكيفية التي يسهم بها هذا المعجم في تعزيز التفاهم الثقافي وإبراز اللغة العربية ضمن الأحداث الرياضية العالمية.

  • أهمية البحث:

تبرز أهمية هذا البحث من خلال تركيزه على دراسة معجم كأس العالم، الذي يُعدّ أول معجم رياضي ثنائي اللغة يواكب بطولة كأس العالم في قطر. ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على كيفية تقديم المعاني والدلالات اللغوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب من خلال اللغة والرياضة.

  • أهداف البحث:
  • تحليل دور المعجم الذهني في تشكيل الدلالات المعجمية للغة.
  • استعراض كيفية تداول المعاني الافتراضية في معجم كأس العالم.
  • إبراز أثر التكنولوجيا الحديثة في بناء معاجم لغوية تخدم الأحداث الرياضية العالمية.
  • دراسة تأثير المعجم في توثيق المصطلحات الرياضية وربطها بالثقافة العربية.
  • إشكالية البحث:

كيف يسهم “معجم كأس العالم” في تعزيز تداول المعنى الافتراضي للدلالات اللغوية؟ وما الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تصميم وتطوير هذا النوع من المعاجم؟

  • منهجية البحث:

يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة المعجم الذهني والدلالة المعجمية، مع التركيز على تداول المعاني الافتراضية في معجم كأس العالم. ويشمل البحث تحليل محتوى المعجم ومقارنته مع معاجم أخرى لفهم أهميته الثقافية واللغوية.

المبحث الأول:  التعريف بأحمد الجنابي ومعجمه:

  1. التعريف بأحمد الجنابي:

هو أحمد بن قاسم كسار الجنابي، ولد في الرصافة ببغداد، وأصله من محافظة الأنبار مدينة العراق، نشأ في بيئة علمية راقية، واستقى من أبويه الأخلاق والآداب والعلم والتربية والمعرفة، ويعرف بغداد في سابقها وحاضرها بالعلم  والمعرفة والآداب والآخلاق، فهي مهد الحضرمي، والكسائي، والخليل بن أحمد، وسيبويه، ومحمود الرصافي، وكريم العراقي، وهذا لا يخفى على متبصر في التاريخ والثقافة العربية الإسلامية.[1] يعد أحمد الجنابي من أبرز المعجميين العرب الذين وظفوا الذكاء الاصطناعي في إعداد معاجم ثنائية اللغة.[2]

يُعد معجم كأس العالم، المعجم الأول في تاريخ البطولة، وهو جسر للتواصل الثقافي الرياضي، أضيفت له اللغة الإنجليزية بجانب الضاد، ما يجعله إصداراً مهماً وتاريخياً في آن واحد، عكف الخبير اللغوي الجنابي على مدى عام كامل على إنجاز هذا الإصدار المتميز خلال إقامة البطولة الأشهر عالمياً في قطر وسط تسليط الأضواء العالمية فضلاً عما تميز به هذا الحدث من شهرة جماهيرية كبيرة.

والمعجم ثنائي اللغة؛ العربية والإنجليزية، استغرق هذا المعجم  عاماً كاملاً[3].  ويشتمل المعجم على مصطلحات كأس العالم، ويضم ألفاظاً حضارية عربية إسلامية مرتبطة بثقافة البلد المضيف، ولما عرّبت قطر نسخة كأس العالم هذه المرة كان لا بد من إصدار لغوي عربي يواكب هذا الحدث العالمي، من خلال هذا المعجم الذي يشتمل على ستة آلاف كلمة وعبارة ورمزاً ورقماً مع ما يقابله باللغتين العربية والإنجليزية، من الكلمات المتداولة في أجواء كأس العالم في الملاعب ومناطق المشجعين واللقاءات الرياضية.

كما أن الخبير اللغوي الجنابي رصَّع المعجم بمصطلحات قطرية ذات أصول فصيحة؛ كالخيمة وشعلة ومخيم وليمة والقيل والقال وفرجان وغيرها، واتبع الخبير اللغوي الجنابي منهجاً خاصاً في معالجة الفروق الدلالية بين المترادفات اللغوية كما في تعريب كلمة استاد، شال، دفاع، ليجا، النادي اليويو، ميدالية، تريكواريستا[4].

لا شك أنه هناك العديد من المعاجم الرياضية غير أنه لا يوجد معجم عربي واحد خاص ببطولة كأس العالم، ولذلك أُعدَّ معجم كأس العالم في قطر، ما يجعله حديث الساعة وأتي صدور المعجم تزامناً مع الحدث الكبير والاستثنائي في قطر والعالم العربي، وصار لزاما على المتخصصين والمهتمين والمتابعين أن يدركوا المفردات والمصطلحات ويستوعبوا مفاهيم ودلالات كأس العالم بالعربية هذه المرة، فعمل الخبير اللغوي مدونتين في البداية الأولى للغة العربية والأخرى للغة الإنجليزية في كل ما يتعلق بكأس العالم من مقالات وأخبار وقوانين رياضية ونحوها، ثم حذف المؤلف المكررات، وأتى بفكرة جديدة تختلف عن سابقيه من أصحاب المعاجم الرياضية؛ حيث يكتفون بفكرة ترجمة المفردات فقط، لكن الجنابي له رؤيته المعجمية التي خطط لها والتي تختلف كل الاختلاف عن غيرها حيث وزع المادة على خمسة أقسام:

  1. الألفاظ والمفردات (كلمات فقط).
  2. التراكيب والتعبيرات (جمل قصيرة).
  3. المختصرات والرموز (المتعارف عليها في الرياضة الكروية).
  4. الأعداد والأرقام المستخدمة في كرة القدم وكأس العالم.
  5. الرياضة القطرية ومعلومات عن الرياضة في الدولة من شعارات ومناسبات وملاعب ومؤسسات وكؤوس.
  6. أهداف إصدار المعجم:

يهدف هذا المعجم إلى خلق جسر الحضارة الدبلوماسية بين العربية والعالم من خلال الثقافة الرياضية المشتركة التي هي مدخل للتعايش السلمي والعمل بروح الرياضة النفسية، وإضافة معجم  ثنائي اللغة للعالم الرياضي ونشر الثقافة الكروية باللغة العربية في عصرها الرقمي؛ لأن المعجم وزع إلكترونياً[5].

يتبع المعجمي المنهج الذي يراه مناسبا لصناعته المعجمية، وقد مهد الخليل ابن أحمد المنهج الأول لصناعة المعجم العربي، وتلته مدارس أخرى مخالفة لمنهجه، لسعة اللغة العربية وكثافة مفراداتها وتنوع صيغها، لا شك أن معجم المنديال جسر حضاري بين العربية والعالم من خلال الثقافة الرياضية المشتركة، فكان المعجم ثنائي اللغة؛ العربية والإنجليزية، اتبع الجنابي المنهج الثنائي في صناعته المعجمية للإشادة بالثقافة العربية الإسلامية، وصفاتها الحميدة مثل الكرم وحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، وجمع فيه كل ما يتعلق بالحدث العالمي تجاه الرياضة الكروية، وما يصاحبها من النشاطات.

اتبع الجنابي مدرسة الألفبائية ومنهجها في ترتيب مفردات اللغة الرياضية في المداخل، وترتيب المعنى في التعريف حسب سياقات المفردة سواء كانت الاسم أو المصدر أو الفعل، يعني جمع بين الاسم والمصدر والفعل في ترتيب المداخل، وخالف هذه المدرسة في التعريف حيث جاءت التعاريف في اللغة الإنجليزية، وهذا شأن المعاجم الثنائية أو المتعددة اللغات، والمداخل غير مرتبة ترتيبا ألفبائيا بل جاءت حسب ترتيب اللغة المصدر، اللغة الإنجليزية، وقد وزع المادة المعجمية على خمسة أقسام:

  1.  الألفاظ والمفردات (كلمات فقط).
  2.  التراكيب والتعبيرات (جمل قصيرة).
  3.  المختصرات والرموز (المتعارف عليها في الرياضة الكروية).
  4.  الأعداد والأرقام المستخدمة في كرة القدم وكاس العالم.
  5.  الرياضة القطرية ومعلومات عن الرياضة في الدولة من شعارات ومناسبات وملاعب ومؤسسات وكؤؤس.

اتبع الجنابي الخبير اللغوي منهجا خاصا في معالجة الفروق الدلالية بين المترادفات اللغوية، كما فعل في تعريب كلمة أستاد، شال، دفاع، ليجا، النادي، اليويو، ميدالية، تريكواريستا. ومن محاسن هذا المعجم والمنهج أنه جمع كل ما في الرياضة ، وزاد عليها ما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية والتقاليد العربية  الخليجية، ومن مساوئ هذا المنهج أنه جمع بين المفردات فلم يفرق بين الاسم والمصدر والفعل، ولم يخصص الثنائي من الأبنية والثلاثي ولا الرباعي ولا الخماسي من الأبنية بل جمعها ورتبها ترتيبا عشوائيا، حسب اللغة المصدر وهي اللغة الإنجليزية.

المبحث الثالث: اللسانيات المعرفية، والمعجم الذهني، والدلالة المعجمية، وتداول المعنى:

  1. التعريف باللسانيات المعرفية

ينبغي إلقاء الضوء على مفهوم المعرفة في اللغة قبل الخوض في غمار التوجه المعرفي اللساني عند علمائه، يُعرّف أصحاب المعاجم اللغوية مادة ]ع رف[ بتعريفات مختلفة، فيذهب الخليل في معجمه إلى أن كلمة” عرف: عرفت الشيء معرفة وعرفاناً. وأمر عارف، وعروف، عريف، أي معلوم”.[6]  ويذهب صاحب لسان العرب إلى أن مادة  ]ع ر ف[: عدل على “العرفان: العلم. وعروفة: عارف يعرف الأمور، والهاء للمبالغة، والعريف: والعارف بمعنى: عليم وعالم”[7]، كما أن كلمة عرف تعني المعرفة وهي إدراك الشيء حسياً أو معنوياً.  وتعد المعرفة عند الصوفية على أنها ” مرتبة توحد المعرفة بالعارف حتى تكون طبيعة عنده، فتكون حالاته كلها ترجمانا للمعروف”. وهي “ظهور المعارف الوجدانية وانبساطها بحيث إن مثل هذا الظهور والانبساط في الوقت نفسه هو ظهور الإنسان بقيمه الذاتية وانبساطها”.[8]

تتعدد المصطلحات التي تطلق على  المعرفية نظرا لتعدد الرؤى التي نجدها  عند الأزهر الزناد، فقد استخدم مصطلح: الإدراك والمعرفة والعرفان والعرفنة حيث اختار في كتاباته الأخيرة مصطلح المعرفية.[9]  وأما صابر حباشة فقد حصر المصطلحات في أربعة مصطلحات: المعرفة، الإدراك، والعرفان والعرفنة، واكتفى بالأول في مؤلفاته في الفكر اللساني  المعرفي، حيث رجح أن يكون المعرفة الأكثر انتشارا.[10]   ويميل غريبة عبد الجبار إلى العرفان، حيث يرى تعلق العرفان بالمعرفة العقلية التي تدل على العلم،  وتعلق العرفان بالمتصوفة في العلاقة الرابطة بين العبد والرب من الفيض العلمي اللدني.[11]   

تخطى محسب محي الدين، هذه التسميات إلى الإدراكيات واختارها في مؤلفه: الإدراكيات أبعاد إبستيمولوجية وجهات تطبيقية، فأسدى بهذا المصطلح  إلى الدراسات السلوكية النفسية والتداخل الاختصاصي.[12]   ويختار الباحث مصطلح المعرفية  في بحثه لشموليته وتكامله المعرفي ودلالته على اللغة والسلوك والعقل والفكر والذهن والتجربة والتفاعل الثقافي والاجتماعي حيث يجمع الجوانب المادية لتشكل المعرفة والمعنوية وعلاقتها ببناء المعنى.

ويُقال: معرفي أو وظيفة معرفية: وهي “التعبير عن العمليات العقلية والبيانية كوظيفة من وظائف اللغة، أو معنى معرفي: أي المعنى الأساس للكلمة مميزاً عن معناها العاطفي أو الوجداني”.[13]  وفي الفكر غير اللساني يذهب المتصوفة  إلى أن المعرفة: هي “كمال التمييز والتفصيل بين المراتب وخواصها وما تعطيه حقائقها في جميع أحكامها ومقتضياتها ولوازمها وتوصيل الصفات والأسماء ومراتب آثارها ومعارفها وعلومها، وهذا التمييز يسمى بالبقاء التام والصحو الكامل”.[14] 

تتعدد الرؤى التي تتناول الدراسات اللسانية المعرفية والتي بدورها أن “تهتم بدراسة الوظيفة التواصلية للغة في علاقتها مع العمليات الذهنية التي يستخدمها المتكلم أثناء العملية التواصلية التي تسهم في إنجاحها”[15]، ولذا فاللسانيات المعرفية ظاهرة معرفية تنتج عن العمليات الذهنية والتفاعلات الاجتماعية والثقافية للربط بين التجربة الجسدية المتمثلة في عملية إنتاج الدلالة بالصوت والتجربة الفكرية الذهنية بالواقع اللغوي والدلالي عن طريق التواصل المعرفي. واللسانيات المعرفية جملة من العلوم تدرس اشتغال الذهن والذكاء دراسة أساسها تضافر الاختصاصات تسهم فيها الفلسفة وعلم النفس والذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب واللسانيات الأنثروبولوجيا، كما “أن المعرفية تدرس العلوم المعرفية من الذكاء عامة والذكاء البشري وأرضيته البيولوجية التي تحمله وتعني بمنولته وتبحث في تجلياته النفسية واللغوية والأنثروبولوجية”[16].

يبدو أن اللسانيات المعرفية تتداول في فلك العقل وقدراته وعملياته بقصد استكشاف ما ترنوا إليه البشرية من ” المعرفة وطبيعتها والعمليات العقلية والنشاط الذهني المستخدم في عمليات الانتباه والتذكر والاستيعاب وغيره من أنشطة التفكير منذ ألفي عام”[17] فتلك المعرفة التي يرنوا إليها العقل البشري والاصطناعي لا تكاد تخرج من إطار “الدراسة العلمية المتداخلة الاختصاصات للعقل” كما أن العلم المعرفي “يضم تنويعه من العلوم والمقاربات بهدف تقديم تفسير علمي متكامل للعقل: حالاته، وعملياته، ووظائفه”.[18] 

يهتم  العقل العلمي المعرفي بدراسة العقل في التعريفين السابقين ليس تحديدا للعقل وحده من جانب السلوك، أو الكفاءة النفسية والعقلية فقد يتأتى الأمر إلى دراسة اللغة والميتالسانية والخطاب البشري بجميع أصنافه، لاستخراج خباياه الدلالية والمعنوية، ومداه العقلي في ترسيخ هذه الكفاءة والقدرة الإنجازية من خلال جمل أو نص أو خطاب، يقول أحد فلاسفة العرب ” تكلم لأعرفك”  ويقول الإمام علي كرم الله وجهه “تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه” كما يكرر الباحثون مقولة سقراط “تكلم حتى أراك” يعني تدل تلك المقولة الثلاثة على أن التمييز  بين العاقل والعالم والعارف من خلال كلامه وخطابه وإنتاجه العلمي والمعرفي؛ وبهذ الرؤية يكون العقل من وسائل  استكشاف المعرفة وليس هو الغاية في حد ذاتها.

بناء على هذا التناول العلمي تُعد المقاربة المعرفية اتجاها حديثا في اللسانيات فهي “تيار حديث النشأة يقوم على دراسة العلاقة بين اللغة البشرية والذهن والتجربة، بما فيها الاجتماعي والمادي والبيئي…. وهي مرهونة بالقدرات الذهنية وعلاقتها باللغة، لأن اللغة لا تدرس في هذا السياق باعتبارها بنية كلية إلا إذا اقترنت بالذهن والتجارب والخبرات والاستعمال”.[19]   “. كما أنها تدرس ” العلاقة بين اللغة والذهن والتجربة الاجتماعية والمادية والبيئة فإذا كانت النظرية التوليدية تقوم على أساس النحو الكوني الذي ترى أنه مركوز في عضو ذهني من الدماغ مخصوص هو اللغة، فإن التيار المعرفي يذهب إلى تجذر تلك المبادئ الكونية في الملكة العرفنية … فاللغة مثل سائر الأنشطة الرمزية إنما هي وليدة نشاط عرفاني مركوز في المولدة المعرفية العامة التي تمثل نشاط الدماغ عضوا ماديا”.[20] 

وتقوم اللسانيات المعرفية على أسس نظرية ثلاثة:

  1. الموقف من فطرية الملكة اللغوية: ويرجع ذلك إلى إضفاء اللسانيات المعرفية النسق التصوري والتجربة البشرية مبادئ معرفية وربطها بالبنية العقلية والذهنية المستقلة.
  2. الوظيفة المركزية للمعنى في إنتاج اللغة: اتخذت اللسانيات المعرفية فكرة مركزية التركيب من النظرية التوليدية التحويلي، بوصفها بؤرة الاهتمام وتخطت بها من النزعة التجريبية والشكلنة الرياضية والترميز الحاسوبي إلى الأنظمة المعرفية والقدرة الإدراكية، والمدركات الحسي وأثر استعمالها في التواصل اللغوي.
  3. الموقف من شروط الصدق الدلالي: أخذت مسار المعنى من المعجمية إلى الوقائع الخارجية الثقافية الاجتماعية والتجربة الرمزية والفكرية وربطها بالعمليات الذهنية والمنظومات الثقافية والاجتماعية والأخلاقية.[21]

فالصدق الدلالي هو المعنى الذي يصدق على الواقع عندما تقول زيد مجتهد هز فعلا ذلك الطالب المجتهد النشيط، وهو ما ينعكس على عمل الاجتهاد النشط من قبل زيد.

تتضافر الآليات اللغوية وغير اللغوية لتشكيل البنى المعرفية للمعجم الذهني فهو حقل يتدخل على “المحركات المركزية للإجراءات المعرفية واللغوية للبحث العلمي عن الحقول المعرفية في اللسانيات النفسية واللسانيات العصبية والذكاء الاصطناعي وعلم النفس التجريبي وعلم الأعصاب واللسانيات البيولوجيا واللسانيات المعرفية، لفهم آليات الاشتغال الذهني البشري في تخزين الكلمات وتنظيمه لها وأتمته للإجراءات التي تمكن من استرجاعها في عملية إنتاج العبارات اللغوية وتأيلها”.[22]    وتُشير بعض الدراسات بأن المعجم الذهني ” شبيه بقاموس مطبوع أي إنه يتألف من مزاوجات بين المعاني والتمثيلات الصوتية…يدرج القاموس المطبوع لكل مدخل نطق الكلمة وتعريفها بواسطة استعمال كلمات أخرى… ويتضمن معلومات بخصوص نطق الكلمة حتى وإن كان مرة أخرى ليس على شاكلة القاموس العادي”.[23]   

ومن منطلق آخر نجد أن الكلمات ومعانيها تظهر من السياقات التواصلية، ” حيث يعتمد مستعملو اللغة في التواصل الإنساني، بشكل ملحوظ، على السياقات التي تظهر فيها الكلمات، مستدلين على معاني الكلمات بالانطلاق من المعطيات اللغوية وكذا غير اللغوية”.[24]   تنظر العلوم المعرفية إلى اللغة “بأنها مجموعة من الأبنية الذهنية التي تصلنا بالعالم الذي نعيش فيه بأبعاده المادية والمعنوية، فيه جسر التواصل بين ذات الفرد والكون وترتبط اللغة بتصورات أكثر ارتباطها بحقائق مادية في العالم المشهود”.[25] 

وتنتج هذه الأبنية الذهنية مجموعة من المعاني في المعجم الذهني الذي يستخدم المتكلم لإحداث عملية التلقي أو تفسير ظاهرة لغوية بسياقات لغوية وغير لغوية كالتجربة والثقافة الاجتماع والتفاعل.

تعد الدلالة المعجمية من مظاهر المعرفة اللغوية حيث  “يعبر عنها عامة بواسطة عجمات اللغة والتي يمكن وصفها بشكل جيد بواسطة التعريفات المعيارية في القواميس”.[26]    تطلق على الدلالة المعجمية المعنى المعجمي ويراد بها “المعنى الأساسي أو الأولى أو المركزي، وتسمى أحيانا المعنى التصوري أو المفهومي أو الإدراكي، وهذا المعنى هو العامل الرئيس للاتصال اللغوية، والممثل الحقيقي للوظيفة الأساسية للغة، وهي التفاهم”، ومن جانب آخر فإن الدلالة المعجمية هي  التي “تعطي اللفظ الأحقية في أن يتبوأ مكانا محددا من التركيب اللغوي في النص أو اللغة المنطوقة من خلال محور العلاقات الرأسية الاستبدالية ومحور العلاقات التركيبية الأفقية ربطا بالسياق، ولا بد أن يكون المعنى المعجمي مفهوما لدى متكلم اللغة في حالة التواصل اللغوي، ولا يمكن أن يتشكل معنى التركيب إلا من خلال ربط مجموعة البنى اللغوية داخله”.[27]   وهذه العملية تحلينا إلى تداول المعنى

يدل المعنى على “اسم للصورة الذهنية لا للموجودات الخارجية لأن المعنى عبارة عن الشيئ الذي عناه العاني وقصده القاصد وذاك بالذات هو الأمور الذهنية وبالعرض الأشياء الخارجية، فلذا قيل إن القائل أراد بهذا اللفظ هذا المعنى فالمراد أن قصد بذكر ذلك اللفظ تعريف ذلك الأمر المتصور”.[28]      تتداول المعاني المعرفية مع الإدراك من خلال التجربة الجسدية والتفاعل الاجتماعي حيث تكون المعرفة المكتسبة منسجمة مع المحيط الاجتماعي والثقافي الذي نحيا به، فالتصورات التي نقيمها وإن كانت ذهنية إلا أنها مرتبطة بالعوالم الخارجية، فكل تصور هو تصور لوجه ما من وجوه العالم،[29]   فالمعاني مركوزة في أذهان المتكلمين الذين ينتجون العبارات ويفهمونها، وتستلزم أرضية مفهومية متعددة الوجوه شاسعة تسنده وتشكله وتجعله منسجما، ومن وجوه هذه الأرضية:

  1. التصورات المستحضرة أو المنشأة خلال الخطاب السابق.
  2. المشاركة في حدث الكلام نفسه جزء من التفاعل الاجتماعي بين المتحاورين.
  3. إدراك المقام المادي والاجتماعي والثقافي إضافة إلى الظواهر التخييلية.
  4. كل مجال من مجالات المعرفة تثبت إفادته.

فبناء الفرد لتصور معين يتأسس على نسيج شبكة معقدة من العلاقات والجسور بين مختلف المعطيات اللغوية وغير اللغوية، والاتكاء على التجارب السابقة التي تشكل نماذجا يقيم عليها تصوره الجديد ومثلا يستند إليها في بلورة تصوراته المختلفة، وهي عملية تتميز بالطابع التداولي حيث إن قيمة العنصر اللغوي تخضع لتفاوض متواصل وهذا ما يسمى بعملية المفهمة.[30]     تحيل المعاني وصورها الحاصلة في الأذهان إلى  الأشياء الموجودة في الأعيان، فكل شيئ له وجود خارج الذهن فإنه إذا أدرك حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أدرك منه، فإذا عبَّر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن الإدراك أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم؛ فصار للمعنى وجود آخر من جهة دلالة الألفاظ.[31]

تتداول المعنى على نسقها المعرفي من قبيل ما نص عليه القرطاجني حيث تحمل الصورة معاني عدة من الاستعادة الذهنية لمدرك حسي غير موجود في الإدراك المباشر، ومن ثم تصبح الصورة عنده ذلك الاسترجاع الذهني والتذكير للخبرات الحسية البعيدة عن الإدراك المباشر، الذي يثار في مخيلة المتلقي عن طريق المنبهات اللفظية الحاصلة في الفعل اللغوي، فمادة المعنى إذن هي الطبيعة الخارجية المنطبعة في ذهن الإنسان، وبالتالي فإن كلام الإنسان هو صدى معدل لهذه الحقائق الواقعية، لا يشترط معه التطابق، وهذا هو لب تداول المعنى وأصالته[32].

يفصح القرطاجني عن تداول المعاني في قوله: “ولما كانت المعاني تتحصل في الأذهان من الأمور الموجودة في الأعيان وكانت المعاني إنما تتحصل في الذهن بأعلام توضح الدلالة عن علم على صورة منها فتتمثل بحصول تلك الصورة لاجتلاب المعاني وكيفيات التئامها، وبناء بضعها على بعض، وما تعتبر به أحوالها في جميع ذلك من حيث تكون ملائمة أو منافرة”[33].   فاسترجاع الذهني للصور وإعادة إنتاج التلقي من العملية التداولية المعرفية بمعنى عن طريق التواصل الحي، ويشير القرطاجني إلى أن “المعاني هي الصور الحاصلة في الأذهان عن الأشياء الموجودة في الأعيان؛ فكل شيئ له وجود إذا أدرك حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أدرك منه، فإذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن الإدراك أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم؛ فصار للمعنى وجود آخر من جهة دلالة الألفاظ… ومحصول الأقاويل الشعرية تصوير الأشياء الحاصلة في الوجود وتمثيلها في الأذهان على ما هي عليه خارج الأذهان من حسن أو قبح”.[34]  

علاوة على ذلك تحمل الصورة المعنى “فتشكل الاستعادة الذهنية لمدرك حسي غير موجود في الإدراك المباشر، فالمعنى هي الطبيعة الخارجية المنطبعة في ذهن الإنسان وبالتالي فإن كلام الإنسان هو صدى معدل لهذه الحقائق الواقعية، لا يشترط معه التطابق، فهذه هو لب تداولية المعنى وأصالته”.[35]    من هنا تظهر تداولية المعنى من المتلكم والمتلقي عبر السياقات الكلامية والاسترجاع الذهني للخبرات والتفاعل الثقافي.

تعد اللغة أداة تواصلية بين البشر تحمل معنى يقصده المتكلم وهذه المعاني تتجاوز المعنى الوضعي إلى المعنى الاستعمالي، وتطور الأمر إلى ركن ثالث من معاني اللغة وهو التوسع في الدلالة وهذا جهد يعزى إلى جني الذي أعاد تصنيف الدلالة إلى : الدلالة اللفظية والدلالة الصناعية والدلالة المعنوية.[36]  

كما أدت الدراسة الأصولية إلى ثورة جديدة في دراسة المعنى، ومقاصد الشريعة، واستخلاص فحوى كلامهم عن طريق السياق والقرائن والعرف اللغوي، وهذا الأثر المعرفي أدى إلى الاتساع في دراسة الدلالة المعنوية وإعادة قواعد المعنى.[37]

أما القراءة المعرفية الحديثة فتعمق دراسة هذا المعنى حيث تنقسم مستويات تداول المعنى في المعجم الذهني إلى ثلاثة مستويات كما يلي:

  1. المستوى المعجمي المباشر الحقيق: وهذ المستوى يحمل المعنى اللغوي والوضعي.
  2. المستوى المجازي غير المباشر: وهو المعنى الذي يستند إلى القضية لعلاقة المشابهة.
  3. المستوى الثقافي فوق المباشر: وهذا هو المعنى الذي يدرك عن طريق التفاعل الثقافي والسياق التداولي.[38]

تدخل تلك المستويات الثلاثة في عملية تداول المعنى في المعجم الذهني والمعجم المادي، حيث يتمثل  المتلقي هذه الدلالات ثم يقوم بانتقاء ما يناسب القضية أو الموضوع الذي يتشكل في ذهنه، فإن لم يجدها في ذهنه استعان بالسياق والمعجم المادي ليسد هذه الفراغات الذهنية

المبحث الرابع: المعجم الذهني والدلالة المعجمية وتداول المعنى الافتراضي  في معجم كأس العالم

يعد الذكاء الاصطناعي من الأنظمة العلمية التي تشتمل على طرق التصنيع والهندسة لما يسمى بالأجهزة والبرامج الذكية، والهدف من الذكاء الاصطناعي هو انتاج آلات مستقلة قادرة على أداء المهام المعقدة باستخدام عمليات انعكاسية مماثلة لدى البشر[39]. والذكاء الاصطناعي هو القدرة على فهم طبيعة الذكاء الإنساني عن طريق عمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني المتسم بالذكاء، تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتصنيف المصطلحات.[40].

يجمع التواصل الاجتماعي التكنولوجي المعاصر الدنيا في قالب واحد ينظر إليها الإنسان وهي متمثلة بين يديه، فالرياضة في القرن الواحد والعشرين تختلف منجزاتها وأنشطتها عن القرون السابقة، فهي اليوم تستغل تكنولوجيا الذكاءات الاصطناعية، فالملاعب فيكأس العالم في قطر متوفرة على تقنيةالذكاءات الاصطناعية، حتى يسهل على المشجعين والزائرين والمواطنين والمقيمين والعالم كله مشاهدة اللعب أينما كان، من هنا يأتي دور التواصل الاجتماعي عبر وسائل الإعلام الرياضية والأخبار التي تبثها، ويسهل كذلك على الحكم ولجنة التحكيم إصدار الحكم والاحتياط من الوقوع في الخطأ، فالمعجم يحمل مصطلحات تدل على قدرة قطر في إيجاد كل هذه الذكاءات الاصطناعية في الملاعب والفنادق والشوارع، حتى تكون المدينة تشبه المدن الذكية، ومن أمثال هذه المصطلحات:

  1. الإعلام: Media

يعني الاستعلام والخبر والإعلام. وهو الاستعلام عن الحوادث والأخبار ويعني الخبر والرواية كما يشير إلى الدعاية وإلى التوجيه والإرشاد.[41]   يتصور المتلقي دلالات الإعلام من الاستعلام والاستخبار والتوجيه ومعالجتها داخل الشبكة العصبية بوصفها نسقا من المعرفة، ومن هنا يتحكم الدماغ في تمثيل معناها الواقعي من مجرد الاستخبار والإعلام التقليدي إلى الإعلام الآلي الذي يقلل الجهد والوقت والمال، ينهدش به المتلقي. لقد أدرج الجنابي أمثال هذه المصطلحات في المعجم لفائدتها وفاعليتها في تغطية الأخبار والأحداث إلى العالم في وقت وجيز ، وذلك عن طريق الثورة التكنولوجية، واستعانت قطر كل مستلزمات الإعلام الآلي ومستجداته لمسايرة العالم الرقمي، وتجاوزت كل العقبات في توصيل المعلومات إلى المتلقي بكل يسر.

  • التواصل الاجتماعي: Social Communication

يعد من العملية الاجتماعية التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات والآراء والأفكار في رموز دالة بين الأفراد أو الجماعات داخل المجتمع وبين الثقافات المختلفة لتحقيق أهداف معينة. ويعد التواصل الاجتماعي”ضرب من المشاركة والتفاعل المتبادل في محيط اجتماعي بين  أطراف واعية تؤثر في هذا الوسط الاجتماعي وتؤثر به”.[42]   يتصور المتلقي مدلولات التواصل الاجتماعي بكل أنماطه التقليدية، والمستجدة الحديثة، وما توصلت إليه الثورة التكنولوجيا في ضم العالم في قالب واحد، حتى إنه من السهل أن يتواصل رجل في أقصى الشرق مع ذويه في أقصى الغرب خلال ثوانٍ، ويستحضر المتلقي في عقله تلك المنصات التواصلية والشبكية بأنواعها وفاعليتها في التواصل بين البشر، أورد الجنابي هذه المصطلحات للإشادة بالثقافة التكنولوجية في قطر، ليشاهد الرياضية الكروية القاصي والداني عن طريق التواصل الاجتماعي والشبكي، بكل أريحية وسهولة. وهذه اللفظة تحمل معنى إلى المتلقي  يدركها عندما يكيف عقله مع السياق المعرفي.

  • الوسائل الإعلامية: Media tools

تعد وسائل الإعلام من المؤسسات المختلفة التي توجد ضمن مؤسسات المجتمع التي تقوم بدور مهم في الحفاظ على المجتمع، كما تعد من “المؤسسات الأكثر أهمية في المجتمعات الحديثة تلك التي تشمل التعليم والأسرة والدين والسياسة … لترفيه عنا وتسهم في التنشئة الاجتماعية”.[43]  تتداول معاني وسائل الإعلام في الدماغ قديمها وحديثها لدى المتلقي وتتمثل في صورة واحدة مع ، السياقات التي تستخدم هذه الوسائل وتفاوت في مدى تأثيرها في تغطية الأحداث والأخبار خلال ثوان، لقد تطورات ثقافة الإعلام من الصحف والجرائد  الورقية والراديو إلى التلفيزون والنشر الإلكتروني مما دفع قطر إلى إعداد كل الوسائل الحديثة لتغطية الأحداث الرياضية في كأس العالم.

  • الأخبار الرياضية: Media sport

تعد الأخبار الرياضية نتيجة التغطية الصحفية التي يعمل عليها فريق الصحافة الرياضية في غرفة الأخبار الخاصة بالراديو أو التلفيزيون بطريقة مشابهة لتلك الطريقة التي تتم في غرفة الأخبار بجريدة ما.[44]  يتصور المتلقي مفهوم الأخبار الرياضية بكل مقاييسها، حيث يستحضرفي ذهنه الوسائل الحديثة التي يستخدمها الصحفيون في نشرة الأخبار التي من بينها الإعلام الآلي.

  • التوقيت الأوتوماتيكي: Automatic Timing

تعد من التغطية المباشرة للأحداث الرياضية بصورة حية، وتعد عملية هامة ورئيسية بالإضافة إلى وجود أحد المعلقين وملخص لأحداث المبارة وصحفيين ورياضيين محترفين لتقديم تحليل احترافي للمباراة ومختصي الكاميرات وفنيين ومخرج لعرض ومزج الصوت والصور معا.[45]   الأحداث الرياضية ليست بأقل أهمية من الأخبار الرياضية،حيث يتصور المتلقي ما وراء هذه الأحداث من الإشادة بالعالدات والتقاليد والثقافة، للبلد المستضيف، يعمل الإعلام التقني الحديث على في نشر الأفكار والإيديولوجيات في وقت ممكن، فقد استغلت قطر هذه الأحداث الرياضية في نشر ثقافتها، وإمكاناتها في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

  • المؤتمر الصحفي: Press Conference

يشير المؤتمر الصحفي إلى :”أحد أنواع الاجتماعات الإعلامية المنظمة، يعقد بمعرفةألخصائي العلاقات العامة أو مكتبة الصحافة ويلتقي فيه ممثلو أجهزتهم ومؤسساتهم برجال اإعلام المطبوع والمسموع والمرئي وذلك لتوجيه رسائل مختلفة الأنواع إلى الجمهور هذه الوسائل التعريفية وتوعيته بما يدور حوله من أحداث ووقائع أو بما يقوم هؤلاء من أنشطة تتصل بمجالات أعمالهم…باستخدام طريقة الحديث الصحفي لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس”.[46]  تغيرت الثقافة الصحفية لتطور وسائلها، حيث يتصور المتلقي تلك المستجدات التكونولوجية التي تستخدمها الصحافة في نشر الإخبار والفكر، وتشكل معاني المؤتمر الصحفي في الدماغ حتى يدرك المتلقي التفاعل الاجتماعي والثقافي الذي يسديه الذكاء الاصطناعي في معالجة المعلومات والأحداث وتقدمها إلى المجتمع بجهد قليل ومال ووقت قليل أيضا. أورد الجنابي هذه المصطلحات في معجمه لمدى أهميتها في الثقافة الرياضية، ومدى إمكانية قطر في التعامل معها لمسايرة العالم الرقمي.

  • التوقيت الأوتوماتيكي: Automatic Timing

يحيل الأتمتة في التوقيت إلى ” التشغيل الآلي أو التشغيل الذاتي يطلق على الأشياء التي تعمل تعمل ذاتيا بدون تدخل الإنسان، باستخدام أجهزة الكومبيوتر والأجهزة المبنية على المعالجات والبرمجيات في مختلف القطاعات لتأمين سير الإجراءات والأعمال بشكل آلي دقيق”.[47]   يصور المتلقي التوقيت الأتومماتيكي في دماغه،لتمييز بين كيمية المعلومات التي تتكون منها الآلة التلقائية ونوعية عملها الأوتوماتيكي، حيث توتلد المعاني المتشابكة في الدماغ، لتحدث التفاعل بين الفكر الإنساني والبرمجة بشكل دقيق، يستخدم التوقيت الأوتوماتيكي في الثقافة الرياضية لحفظ الوقت والسير معه من بداية النشاط إلى آخره.

  • جهاز الصرف الآلي: Automatic Teller Machine

يُعد جهاز الصرف الآلي من التقنية التفاعلية لإجراء مختلف المعاملات المصرفية من خلال جهاز الصراف الآلي التفاعلي للحصول على الخدمات المصرفية على نحو أسرع بدلا من اللجوء إلى أحد موظفي البنك، ويداره جهاز الصراف الآلي التفاعلي من قبل موظف خدمة مركزي حيث يتمكن العملاء من التواصل مباشرة مع أحد موظفي البنك بالصوت والصورة للمساعدة على إتمام معاملاتهم المصرفية.[48]   يكتشف المتلقي دلالات جهاز الصرف الآلي وعلاقته بالثقافة الرياضية، حيث يستحضر في عقله فاعلية الجهاز الصرف الآلي وفوائده للاعبين والمشاركين والمشجعين، ويدل ذلك على الثقافة التكنولوجية في قطر ومدى استيعابها لمستجدات العصر قمي لتقليل الجهد والوقت والمال.

  • التقنية: Technique

تدل ظاهرة التقنية على ” تشير التقنية إلى استخدام الأدوات والآلات لتحقيق الإنتاجية “.[49]   يتصور المتلقي مفهوم التقنية في دماغه بدءً بالمفاهيم السياقية  اللغوية وغير اللغوية، يجمع الدماغ هذه الدلالات، وما تحمله من المعاني الجانبية التي لها علاقة بالثقافة الرياضية، تستخدم الثقافة الرياضية المستجدات الرقمية في تغطية الأحداث، ومراقبة الأجواء، فقد استعدت قطر كل الآلات الأوتوماتيكية والذكاءات الاصطناعية ذات الصلة بالثقافة الرياضية، لتدل على تطورها التكنولوجي ومدى اهتمامها بالتقنية الحديثة.

فالذكاء الاصطناعي ضرورة القرن الواحد والعشرين، وقد عمت الثورة التكنولوجية العالم، ومن آثارهامنها الكرة القدمية، تتداول المعاني والتصورات المعرفية في هذا المعجم التي لها علاقة بالذكاءات الاصطناعية، حيث يعثر المتلقي على مصطلحات تشير إلى التواصل الاجتماعي والشبكي، باستخدام الذكاءات الاصطناعية، فالذهن الإنساني عندما يتلقى الرسالة يعطيها تفسيرات لغوية مختلفة، لإعادة الإنتاج الدلالي، كما أن ورود المصطلحات الذكية يوحي إلى ثقافة قطر الاصطناعية وحضارتها الفكرية العلمية التي تتماشى مع مستجدات التكنولوجية الحديثة، والدليل على ذلك أن المعجم ظهر إلكترونيا في أول مرة يصدر فيها  ووزع إلكترونياً ومجانًا حتى يعثر عليه القريب والبعيد واللاعب والمدرب والمشجع والزائر والمعلق والإعلامي واللاعبين واللغويين في العالم.

خاتمة البحث

تناول هذا البحث دراسة العلاقة بين المعجم الذهني والدلالة المعجمية وتداول المعنى الافتراضي في معجم كأس العالم، باعتباره نموذجًا رياديًا يعكس التطور في صناعة المعاجم الرياضية الثنائية اللغة. تم التركيز على توظيف التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة تداول المعاني وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب. وقد أثبت البحث أهمية دور المعاجم في توثيق المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالثقافة والرياضة على حد سواء.

نتائج البحث

  1. إبراز دور المعجم الذهني: أثبت البحث أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساهم في تحسين جودة تصنيف المصطلحات وتوسيع نطاق استخدامها.
  2. تداول المعاني الافتراضية: معجم كأس العالم يُعد نموذجًا مبتكرًا لتداول المعاني الافتراضية، حيث يجمع بين اللغة والثقافة والرياضة، مما يعزز من فهم المفردات ضمن سياقات ثقافية ورياضية.
  3. استخدام التقنيات الحديثة: أظهر البحث أن استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل اللغوي يُسهم في تحسين جودة المعاجم الثنائية اللغة ويزيد من سهولة الوصول إلى المحتوى اللغوي.
  4. أهمية السياقات الثقافية: تميز معجم كأس العالم بدمج مصطلحات مستوحاة من الثقافة القطرية والإسلامية، مما يعزز من الهوية الثقافية للمعجم.
  5. تعزيز التواصل الحضاري: لعب المعجم دورًا محوريًا كجسر حضاري بين الثقافات المختلفة، خاصةً من خلال تقديم محتوى رياضي بلغة ثنائية (العربية والإنجليزية).

التوصيات

  1. توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المعاجم: ينبغي الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل وتطوير معاجم لغوية متخصصة في مجالات متعددة.
  2. إصدار معاجم متخصصة في الرياضات الأخرى: يمكن توسيع تجربة معجم كأس العالم لتشمل رياضات مختلفة مثل الألعاب الأولمبية أو الرياضات الإقليمية.
  3. تعزيز التعليم اللغوي عبر المعاجم الثنائية: ينصح بتوظيف المعاجم الثنائية اللغة في المناهج التعليمية لتعزيز الفهم الثقافي واللغوي.
  4. إضافة تقنيات الواقع الافتراضي: يمكن تطوير معاجم افتراضية تفاعلية تسهل التعلم والتفاعل مع المصطلحات بشكل أكثر ديناميكية.
  5. توثيق التجربة القطرية: ضرورة توثيق تجربة إصدار معجم كأس العالم كمرجع أكاديمي يُحتذى به في تطوير المعاجم الثقافية.

تمثل معاجم مثل معجم كأس العالم نموذجًا متقدمًا يجمع بين التوثيق اللغوي والتواصل الثقافي في عصر الرقمنة. ويعد هذا البحث إضافة علمية تسلط الضوء على أهمية المعاجم في تعزيز التفاهم الحضاري وتوثيق المصطلحات في ظل الثورة التكنولوجية.

هوامش:


[1]  – الجنابي، أحمد (2022م) السيرة الذاتية والعلمية المحدثة الإلكترونية، منشورة في منصة أرسل للعلماء والخبراء الباحثين العرب والناطقين بالعربية على هذا الرابط: https://portal.arid.my/13814/ApplicationUsers/Details/0a581bf6-213e-4c43-9356-999db19e4ba0

[2]  – الموقع الإلكتروني نفسه.

[3]  – ينظر: عبد الرحمن، طه (2022م)، حوار مع أحمد الجنابي، جريدة الشرق،  ص26، يوم الأربعاء، 30/11/2022م.

[4]  – ينظر: سليمان، حامد (2022م)، حوار مع أحمد الجنابي، جريدة قلب قطر، ص9، يوم الخميس 1/12/2022.

[5]  – ينظر: عبد الرحمن، طه (2022م)، مرجع سابق، ص26.

[6]  – الفراهيدي، الخليل بن أحمد (2002م)، كتاب العين مرتباً على حروف المعجم، تحقيق: هنداوي، عبد الحميد، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ص135.

[7]  – ابن، منظور (1900م)، لسان العرب، تحقيق: الكبير عبد الله وآخرون، الطبعة الأولى، دار المعارف، بيروت-لبنان، ص2897-2898.

[8] – كولن، محمد فتح الله (2006م)، التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، ترجمة: الصالحي، إحسان قاسم، الطبعة الثانية، دار النيل، القاهرة، ص223.  

[9]  – الزناد، الأزهر (2009م)، نظريات لسانية عرفانية، الطبعة الأولى، الدار العربية للعلوم والنشر، القاهرة، ص15.

[10]  – العزاوي، حيدر فاضل عباس (2018م)، اللسانيات المعرفية في الدراسات العربية الحديثة، أطروحة الدكتوراه، قسم اللغة العربية، جامعة كربلاء، العراق، ص36.

[11]  – غريبة، عبد الجبار (2010م)، مدخل إلى النحو العرفاني، كلية الآداب والفنون، منوبة، تونس، ص7.

[12]  – محسب، محي الدين (2017م)، الإدراكيات أبعاد إبستيمولوجية وجهات تطبيقية، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان، ص41.

[13]  – مبارك، مبارك (1995م)، معجم المصطلحات الألسنية فرنسي- انكليزي- عربي، الطبعة الأولى، دار الفكر لبنان، ص51.

[14]  – حمدي، أيمن (2000م)، قاموس المصطلحات الصوفية، الطبعة الأولى، دار قباء، القاهرة، 87. والبقاء عند الصوفية: هو أن يفنى عما له ويبقى بما لله.  وقال بعض الكبار: “البقاء مقام النبيين، ألبسوا السكينة لا يمنعهم ما حل بهم  عن فرضه، ولا عن فضله”.  والصحو: “رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي”.

[15]  – المرجع نفسه، ص67.

[16]  – الزناد، الأزهر (2009م)، مرجع سابق، ص15.

[17]  – سليم، مريم (2009م)، علم النفس المعرفي، الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ص32.

[18]  – محسب، محي الدين (2017م)، مرجع سابق، ص23-24.

[19]  – بيبية، علية (2021م)، النظريات اللسانية المعرفية، المبادئ والمفاهيم، مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية، المجلد الخامس، العدد الحادي والعشرون، الجزائر، ص302.

[20]  – سليمان، عطية (2019م)، اللسانيات العصبية، الطبعة الأولى، الأكاديمية الحديثة للكتاب، القاهرة، ص55.

[21]  – ينظر: العزاوي، حيدر فاضل عباس (2018م)، مرجع سابق، ص25-27.

[22]  – العربي، ربيعة والآخرون (2020م)، المعجم الذهني النمذجة والتقييس نصوص مترجمة، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان، الأردن، ص9.

[23]  – المرجع نفسه، ص90.

[24]  – المرجع نفسه، ص92.

[25]  – بخوش، كمال (2021م)، اللسانيات المعرفية عرض مفهومي للقضايا المفتاحية، مجلة الألف اللغة والإعلام والمجتمع، المجلد الثالث، العدد الثامن، الجزائر، ص591.

[26]  – بولغير، آلان (2012م)، المعجمية وعلم الدلالة المعجمي مفاهيم أساسية، الطبعة الأولى، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، ص149.

[27]  – ندا، أحمد إبراهيم عبد العزيز (2021م)، الدلالة المعجمية وأثرها في الكشف عن المعنى القرآني دراسة تطبيقية من خلال نظرية الحقول الدلالية، مجلة كلية اللغة العربية بالمنوفة، المجلد الأول، العدد الأول، القاهرة، ص1266-1267.

[28]  – صمود، حمادي (1990م)، في نظرية الأدب عند العرب: نظرية المعنى في التراث العربي وأثرها فهم وظيفة الصورة، الطبعة الأولى، النادي الأدبي الثقافي جدة، المملكة العربية السعودية، ص30.

[29]  – ينظر: القرطاجي، حازم (1966م)، مرجع سابق، ص10-11.

[30]  – ينظر: بخوش، كمال (2021م)، مرجع سابق، ص592.

[31]  – ينظر: القرطاجي، حازم (1966م)، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقيق: الخوجة، محمد الحبيب، الطبعة الأولى، دار الكتب الشرقية، تونس، ص23-24.

[32]  – ينظر: طعمة، عبد الرحمن محمد (2017م)، تداولية المعنى عند حازم القرطاجي: الأسس المنطقية والتناول اللساني، كتاب المؤتمر الدولي، جامعة عبد الملك السعدي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطوان المملكة المغربية، ص294.

[33]  – القرطاجي، حازم (1966م)، مرجع سابق، ص10-11.

[34]  – المرجع نفسه ص169،

[35]  – طعمة، عبد الرحمن محمد (2018م)، البناء الذهني للمفاهيم بحث في تكامل علوم اللسان وآليات العرفان، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، الأردن، ص18.

[36]  – ينظر: ابن جني، أبي الفتح عثمان (1952م)، الخصائص، تحقيق: النجار، محمد علي، الطبعة الأولى، دار الكتب المصرية، ج3، ص18.

[37]  – ينظر: الحاج، صالح عبد الرحمن (2012م)، الخطاب والتخاطب في نظرية الوضع والاستعمال العربية، الطبعة الأولى، المؤسسة الوطنية للفنون، الجزائر، ص31-47.

[38]  – ينظر: هريس، ماريا (2021م)، المعجم الذهني وصناعة المعاجم العربية للناطقين بغيرها، مجلة اللغة والأدب، العدد الثاني، الإيران، ص55.

[39] – مختار، بكاري (2022م)، تحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم، مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية، الجزائر، العدد الأول، ص290.

[40] –  بونيه، آلان (1993م)، الذكاء الاصطناعي واقعه ومستقبله، ترجمة فرغلي، علي صبري، الطبعة الولى، عالم المعرفة، الكويت، ص11.

[41]  – الكنعاني، نعمان ماهر (1968م)، مدخل في الإعلام، الطبعة الأولى، دار الجمهورية، بغداد، ص2. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص12.

[42]  – ساري، حلمي خضر (2014م)، التواصل الاجتماعي الأبعاد والمبادئ والمهارات، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، الأردن، ص25-26. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص172.

[43]  – بيرغر، آثر آسا (2012م)، وسال الإعلام والمجتمع وجهة نظر نقدية، ترجمة:  أبو إصبع، صالح خليل الطبعة الأولى،  عالم المعرفة، الكويت، ص23. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص170.

[44]  – اندروز، فيل (2015م)، الصحافة الرياضية، ترجمة: حامد ، الطبعة الأولى، دار الفجر،  القاهرة، ص23-24.

[45]  – المرجع السابق، ص23-24. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص72.

[46]  – أدهم، محمود (1986م)، المؤتمرات الصحفية إعدادها إدارتها تغطيتها تحريرها، الطبعة الأولى، دار الفجر،  القاهرة، ص27. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص134.

[47]  – رزق، سلوى حسن حسين (2021م)، الأتمتة الذكية والقرارات الإدارية، مجلة البحوث القانونية والاقتصادية،  عدد خاص بمؤتمر الدولي السنوي في الجوانب القانونية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، كلية الحقوق، جامعة المنصورة، القاهرة، ص651. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص72.

[48]  – معهد الدراسات المصرفية (2020م)، أجهزة الصراف الآلي التفاعلية، مجلة إضاءات، العدد الثالث، الكويت، ص3. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص144.

[49]  – حيدر، خضر (2019م)، مفهوم التقنية دلالة المصطلح  ومعانيه وطرق استخدامه، مجلة الاستغراب، العدد الخامس عشر،  بيروت، ص14-15. والجنابي، أحمد (2022م)، مرجع سابق، ص58.

مراجع ومصادر:

  1. ابن جني، أبي الفتح عثمان (1952م)، الخصائص، تحقيق: النجار، محمد علي، الطبعة الأولى، دار الكتب المصرية، القاهرة.
  2. ابن منظور (1900م)، لسان العرب، تحقيق: عبد الله الكبير وآخرون، الطبعة الأولى، دار المعارف، بيروت.
  3. أبو إصبع، صالح خليل (2012م)، وسائل الإعلام والمجتمع: وجهة نظر نقدية، الطبعة الأولى، عالم المعرفة، الكويت.
  4. أدهم، محمود (1986م)، المؤتمرات الصحفية: إعدادها إدارتها تغطيتها تحريرها، الطبعة الأولى، دار الفجر، القاهرة.
  5. اندروز، فيل (2015م)، الصحافة الرياضية، ترجمة: حامد، الطبعة الأولى، دار الفجر، القاهرة.
  6. بخوش، كمال (2021م)، اللسانيات المعرفية: عرض مفهومي للقضايا المفتاحية، مجلة الألف اللغة والإعلام والمجتمع، المجلد الثالث، العدد الثامن، الجزائر.
  7. بولغير، آلان (2012م)، المعجمية وعلم الدلالة المعجمي: مفاهيم أساسية، الطبعة الأولى، المنظمة العربية للترجمة، لبنان.
  8. بيبية، علية (2021م)، النظريات اللسانية المعرفية: المبادئ والمفاهيم، مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية، المجلد الخامس، العدد الحادي والعشرون، الجزائر.
  9. الجرجاني، علي (2000م)، كتاب التعريفات، تحقيق: الأبياري، إبراهيم، الطبعة الأولى، دار الريان للتراث، فلسطين.
  10. الجنابي، أحمد (2022م)، السيرة الذاتية والعلمية المحدثة الإلكترونية، منشورة في منصة أرسل للعلماء والخبراء الباحثين العرب والناطقين بالعربية.
  11. الجوهري، إسماعيل بن حماد (1979م)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: عطار، أحمد عبد الغفور، الطبعة الثانية، دار العلم، بيروت.
  12. حمدي، أيمن (2000م)، قاموس المصطلحات الصوفية، الطبعة الأولى، دار قباء، القاهرة.
  13. الحمزاوي، محمد رشاد (1986م)، من قضايا المعجم العربي قديما وحديثا، الطبعة الأولى، دار الغرب الإسلامي، تونس.
  14. رزق، سلوى حسن حسين (2021م)، الأتمتة الذكية والقرارات الإدارية، مجلة البحوث القانونية والاقتصادية، عدد خاص بمؤتمر الجوانب القانونية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، كلية الحقوق، جامعة المنصورة، القاهرة.
  15. الزغبوش، بنعيسى (2008م)، الذاكرة واللغة: مقاربة علم النفس المعرفي وامتداداتها التربوية، الطبعة الأولى، عالم الكتب، إربد، الأردن.
  16. الزناد، الأزهر (2009م)، نظريات لسانية عرفانية، الطبعة الأولى، الدار العربية للعلوم والنشر، القاهرة.
  17. ساري، حلمي خضر (2014م)، التواصل الاجتماعي: الأبعاد والمبادئ والمهارات، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان.
  18. سعيد، جلال الدين (2004م)، معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية، الطبعة الأولى، دار الجنوب، فلسطين.
  19. سليم، مريم (2009م)، علم النفس المعرفي، الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان.
  20. سليمان، عطية أحمد (2019م)، اللسانيات العصبية: اللغة في الدماغ: رمزية عصبية معرفية، الطبعة الأولى، الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي، القاهرة.
  21. صمود، حمادي (1990م)، في نظرية الأدب عند العرب: نظرية المعنى في التراث العربي وأثرها فهم وظيفة الصورة، الطبعة الأولى، النادي الأدبي الثقافي، جدة، المملكة العربية السعودية.
  22. طعمة، عبد الرحمن محمد (2017م)، تداولية المعنى عند حازم القرطاجي: الأسس المنطقية والتناول اللساني، كتاب المؤتمر الدولي، جامعة عبد الملك السعدي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطوان، المملكة المغربية.
  23. العربي، ربيعة وآخرون (2020م)، المعجم الذهني: النمذجة والتقييس نصوص مترجمة، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان، الأردن.
  24. العزاوي، حيدر فاضل عباس (2018م)، اللسانيات المعرفية في الدراسات العربية الحديثة، أطروحة دكتوراه، قسم اللغة العربية، جامعة كربلاء، العراق.
  25. الفراهيدي، الخليل بن أحمد (2002م)، كتاب العين مرتبًا على حروف المعجم، تحقيق: هنداوي، عبد الحميد، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت.
  26. فهمي، خالد (2003م)، تراث المعاجم الفقهية في العربية: دراسة في ضوء أصول صناعة المعاجم والمعجمية، الطبعة الأولى، دار إيتراك، مصر.
  27. فهمي، خالد (2005م)، المعاجم الأصولية في العربية: دراسة لغوية في النشأة والصناعة المعجمية، الطبعة الأولى، دار إيتراك، القاهرة.
  28. فهمي، خالد (2005م)، المعاجم الأصولية في العربية: دراسة لغوية في النشأة والصناعة المعجمية، الطبعة الأولى، دار إيتراك، القاهرة.
  29. القرطاجي، حازم (1966م)، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقيق: الخوجة، محمد الحبيب، الطبعة الأولى، دار الكتب الشرقية، تونس.
  30. كولن، محمد فتح الله (2006م)، التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، ترجمة: الصالحي، إحسان قاسم، الطبعة الثانية، دار النيل، القاهرة.
  31. كولن، محمد فتح الله (2006م)، التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، ترجمة: الصالحي، إحسان قاسم، الطبعة الثانية، دار النيل، القاهرة.
  32. مبارك، مبارك (1995م)، معجم المصطلحات الألسنية: فرنسي-إنجليزي-عربي، الطبعة الأولى، دار الفكر، لبنان.
  33. مبارك، مبارك (1995م)، معجم المصطلحات الألسنية: فرنسي-إنجليزي-عربي، الطبعة الأولى، دار الفكر، لبنان.
  34. محسب، محي الدين (2017م)، الإدراكيات: أبعاد إبستيمولوجية وجهات تطبيقية، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان.
  35. محسب، محي الدين (2017م)، الإدراكيات: أبعاد إبستيمولوجية وجهات تطبيقية، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان.
  36. مختار، بكاري (2022م)، تحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم، مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية، العدد الأول، الجزائر.
  37. مختار، بكاري (2022م)، تحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم، مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية، العدد الأول، الجزائر.
  38. معهد الدراسات المصرفية (2020م)، أجهزة الصراف الآلي التفاعلية، مجلة إضاءات، العدد الثالث، الكويت.
  39. هريس، ماريا (2021م)، المعجم الذهني وصناعة المعاجم العربية للناطقين بغيرها، مجلة اللغة والأدب، العدد الثاني، الإيران.