مصطفى صادق الرافعي ناقدا  

 د. ن شمناد  

يعتبر مصطفى صادق الرافعي[1] (1880-1937) من أشهر نقاد العرب في العصر الحديث. لقد خلف وراءه صدى بعيدا مما كان بينه وبين أدباء عصره، يمكن أن يطلق عليها الخصومات الأدبية. وكان الرافعي حادا في نقده، شديدا في خصوماته، فأوغر ذلك صدور القوم من أصحاب الأفكار المستوردة في عصره[2]. كتب مصطفى صادق الرافعي في النقد، وإن كان أغلب ما كتبه في هذا الباب مسجلات في باب المعارك القلمية منها في باب النقد بمعناه العلمي. ومنهج الرافعي هو منهج فني في البيان، فهو منهج أدبي جامع متميز، قال عنه شكيب أرسلان بأنه “إمام الأدب وحجة العرب”[3]. كان الرافعي ينسى حين يجرد قلمه للنقد كل اعتبار مما تقوم به الصلات بين الناس. وقد خسر الرافعي كثيرا بالإمساك على منهجه، ولكن لا تسمع منه أبدا كلمة الندم[4].

كان الرافعي شوطا هاما في تاريخ النقد الأدبي العربي، ومرحلة من مراحله. ولكن النقد في العصر الحديث قد تطور تطورا كبيرا، فقد دخلته علوم كثيرة، ووضعت له أساس وجعلت فيه مدارس. فالنقد بهذا المفهوم بعيد عن الرافعي وأضرابه، فضلا عن أنه نقد غربي[5]. كانت ثقافة الرافعي اقتصرت على الثقافة العربية وهذه حددت لونه النقدي، فهو إذا تعرض لنقد الشعر مثلا نظر إليه كما نظر الناقد العباسي، يتسقط الأخطاء النحوية واللغوية، ويستجيد المعنى أو لا يستجيده، ويتتبع الفكرة ليرى أنها مبتكرة أو مسروقة إلخ[6].

وليس هناك مثل أتم وأوفى لنقد الرافعي، إلا ما كتبه الرافعي في كتابه “على السفود” نقدا للعقاد. ولا شك في أن الرافعي قد احتشد لهذه المقالات التي جمعها بعد ذلك في هذا الكتاب، ففيه كل خبراته النقدية. فهي لا تخرج عن خبرات الناقد العربي القديم مفهوما وشكلا. فالرافعي لا ينظر إلى وحدة القصيدة العضوية، أو الموسيقي الداخلية لها، أو استواء المناخ النفسي إلخ.. مما يمكن أن تسلط أضواؤه على القصيدة[7]. يسير الرافعي نحو النهج القديم في النقد، متتبعا ما يراه – في نظره- خطئا في اللغة، أو النحو، أو العروض، وهو منهج يتناول الجزئيات، ويحرص على نقد الشكل، دون غوص إلى أبعاد العمل الأدبي. كان مثل الرافعي في النقد مثل جرير[8] الشاعر الأموي. قيل له في هجائه المر للشعراء وهدمه لكل من يتصدى له فأجاب: “إنهم يبتدئونني، ولا أقدر على السكوت”[9].

يقول محمد سعيد العريان[10]: “لقد كان الرافعي ناقدا عنيفا حديد اللسان، لا يعرف المدارة، ولا يصطنع الأدب في نضال خصومه. وكانت فيه غيرة واعتداد بالنفس، وكان فيه صراحة وصرامة، وكان له في الأدب مذهب وحده، وكان فيه حرص على اللغة من جهة الحرص على الدين، وكان يؤمن بأن لا يوجد ذو دخلة خبيئة لهذا الدين إلا يوجد له مثلها في اللغة. فكان بذلك كله ناقدا عنيفا، يهاجم خصومه على طريقة عنترة[11]: يضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع”[12]. يقول العريان: “أول ما أعرف للرافعي في النقد، مقاله في “الثريا”[13] عن شعراء العصر في سنة 1905، ثم مقاله في الرد على مصطفى لطفي المنفلوطي في “المنبر”[14]، وكان قد نشر مقالا يعارض به رأي الرافعي في الشعراء، وينتصف به للسيد توفيق البكري[15]، فكتب حافظ إبراهيم إلى الرافعي يقول: “قد وكلت أمر تأديبه إليك”. ثم كانت مقالات عن الجديد والقديم، والعامية والفصحى، في مجلتي البيان[16] والزهراء[17]، ثم خصومة بينه وبين لجنة النشيد القومي في سنة 1921، ثم وقعت الواقعة بينه وبين الدكتور طه حسين حول كتاب “رسائل الأحزان” في سنة 1924 في “السياسة الأسبوعية”[18]، فكان أول نقد ما بينهما، ثم كانت المعارك العنيفة بينه وبين عباس محمود العقاد، وبينه وبين عبد الله عفيفي، وبينه وبين زكي مبارك، إلى ما لا ينتهي من المعارك بينه وبين أدباء عصره. وإن أشهر المعارك شهرة هو ما كان بينه وبين طه حسين وبينه وبين العقاد”.

نفخت جريدة “السياسة” الأسبوعية في الأدب روحا جديدة، واتخذت لها أسلوبا في الدين وفي العلم والأدب، فانقسم الأدباء إلى فرق ومعسكرات، وقديم وجديد، والرافعي رجل فيه عصبية للدين وعصبية للقديم، فأيقن منذ قرأ العدد الأول من “السياسة” الأسبوعية أن سيكون له شأن مع “السياسة” وكُتاب “السياسة” في غد. ودس الرافعي كلمة إلى طه حسين يذم أسلوبه بما يشبه المدح، ويعيب عليه التكرار وضيق الفكر[19]. ثم أصدر الرافعي “رسائل الأحزان”، فسعى راجلا إلى دار “السياسة” ليهدي إليها كِتابه، وهناك التقى الرافعي وطه حسين وجها لوجه، ونظر الرافعي إلى طه حسين، واستمع طه حسين إلى حديث الرافعي، وتصافح الخصمان قبل أن يصعدا إلى حلبة المصارعة. ومضت فترة، ثم نشر طه حسين رأيه في “رسائل الأحزان” في “السياسة” الأسبوعية، فرفعت راية العداء وأعلنت الحرب. ورد الرافعي يقول: “يسلم عليك المتنبي ويقول لك:

وكم من عائب قولا صحيحا            وآفته من الفهم السقيم [20]

ثم مضى في رده يهزأ ويسخر ويتجنى ويتحدى، فطارت الشرارة الأولى للمعركة الأدبية.

كانت المعركة بين الرافعي وطه حسين في أولها خصومة بين مذهبين في الأدب وأسلوبين في الكتابة، فما لبثت من بعد أن استحالت إلى حرب شعواء يتقاذف فيها الفريقان بألفاظ الكفر والضلال والإلحاد والغفلة والتعصب والجمود، وانتقلت من ميدان الأدب واللغة إلى ميدان الدين والقرآن، ثم إلى ميدان السياسة والحكومة والبرلمان، ثم إلى ميدان القضاء. وطه حسين رجل لا يستطيع أن يفرق بين مذهبه في الأدب ومذهبه في الدين، ولا بينهما وبين مذهبه في السياسة. والرافعي رجل كان لا يفرق بين الدين والأدب، ولا يعرف شيئا منهما ينفصل عن شيء أو يتميز منه، ولكنه في السياسة كان يتحلى بفضيلة الجهل التام، فلا تعرف له رأيا في السياسة إلا حادثة اليوم بأسبابها، لا بأصحابها[21].

في سنة 1925، كانت الحكومة للأحرار الدستوريين[22] ولأصدقائهم. والأحرار الدستوريون حزب طه حسين، نشأ بينهم ووقف قلمه على الدعاية لهم. فلما رأى علِيّ ماهر باشا[23] أن يضم الجامعة المصرية[24] إلى وزارة المعارف، انضم معها طه حسين، أستاذ الأدب العربي بالجامعة. ومضى طه حسين يحاضر طلابه في كلية الآداب محاضرات في الأدب الجاهلي، ثم جمع طه حسين محاضراته في كتاب أخرجه للناس باسم “في الشعر الجاهلي”، فقرأ الناس رأيا جديدا في الدين والقرآن وظل الرافعي ساكتا، إذ لم يكن قد قرأ الكتاب بعد، فما نبهه إلى خطره إلا مقالات نشر أحدهما عباس فضلي[25] في “السياسة” الأسبوعية، وكتب ثانيهما شكيب أرسلان في “كوكب الشرق”.

فكتب الرافعي مقاله الأول، فبعث به إلى جريدة “كوكب الشرق”، ثم مقالات ثلاثا بعده، ولم يكن قد قرأ الكتاب ولا عرف عنه إلا ما نشرت الصحف من خبره، فكانت المعركة بذلك في ميدانها الأول: خصومة بين مذهبين في الأدب وفي الكتابة وفي طرائق البحث. على أن الرافعي لم ينس في هذه المقالات أن له ثأرا عند طه حسين، فجعل إلى جانب النقد الأدبي في هذه المقالات شيئا من أسلوبه المر في النقد، ذلك الأسلوب الذي لا يريد به أن يفحم أكثر مما يريد أن ينتقم. ثم تلقى كتاب طه حسين فقرأه، فثارت ثائرته لأمر جديد[26].

لقد كان شيئا منكرا، كما زعم الرافعي، أن يزعم كاتب أن له الحق في أن يتجرد من دينه ليحقق مسألة من مسائل العلم، أو يناقش رأيا من الرأي في الأدب، أو يمحص رواية من الرواية في التاريخ، لم يكن أحد من كتاب العربية ليترخص لنفسه في ذلك فيجعل حقيقة من حقائق الدين في موضع الشك، أو نصا من نصوص القرآن في موضع التكذيب. ولكن طه حسين قد فعلها وترخص لنفسه، ومنح نفسه الحق في أن يقول قالة في القرآن وفي الإسلام وتاريخ الإسلام، ونقل المعركة من ميدان إلى ميدان. كان طه حسين في أول أمره عند الرافعي كاتبا يزعم أن له مذهبا جديدا في الأدب، فعاد مبتدعا له مذهب جديد في الدين والقرآن[27].

نسي الرافعي في مقالاته النقدية كل اعتبار مما تقوم به الصلات بين الناس. وكان ميدانه في جريدة “كوكب الشرق”، والجريدة يومئذ هي جريدة سعد زعلول، فمن ذلك لم يبق في مصر قارئ ولا كاتب إلا صار له رأي في طه حسين. وقفت الدوافع السياسية إلى جانب الرافعي تؤيده وتشد أزره، وإن لم يكن للرافعي في السياسة ذراع. وبلغت الصيحة آذان شيوخ الأزهر. وتساوقت الوفود إلى الوزارة تطلب إليها أن تأخذ طه حسين بما قال. ومضى الرافعي في حملته تؤيده كل القوى. ونشطت النيابة العمومية لتنظر في شكوى العلماء، فعرف طه حسين أن عليه وقتئذ أن يقول شيئا، فكتب كتابا إلى مدير الجامعة المصرية يشهده أنه مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولكن الرافعي لم يقنع، فمضى في النقد على جاده. ولم تجد الجامعة في النهاية بدا من جمع نسخ الكتاب من المؤلف ومن المكتبات لتمنع تداوله، ولكن الرافعي لم يقنع فاستمر في حملته على طه حسين، وظهيره يومئذ هو الدكتور زكي مبارك.

لقد كانت هذه المقالات التي ينشرها الرافعي في “كوكب الشرق” صيحة مدوية وصلت إلى كل أذن، وكان طه حسين وقتئذ عدوّ سعد زعلول، ومحرر جريدة “السياسة”، وعضو الأحرار الدستوريين. وتطورت السياسة المصرية، وتخلى زيور باشا[28] عن الحكم، وعادت حكومة الشعب يؤيدها برلمان سعد زعلول. عكف نواب الأمة على تراث الحكومة الماضية يفتشون عن أخطائه. فأبدى البرلمان رغبته في محاكمة طه حسين، فقامت زوبعة، ونشأت ضجة، ولوح رئيس الحكومة بالاستقالة، وأصر سعد زعلول على وجوب محاكمة طه حسين، فتعقدت المشكلة. وسعى الوسطاء بالصلح بين الزعيمين، وأن ما ثار حول الجامعة بسبب طه حسين قد دعا نائب إلى اقتراح محاكمة علىّ ماهر لأنه ضم الجامعة المصرية إلى وزارة المعارف وغير من نظام التعليم العام. ولكنه ظل اقتراحا لغير التنفيذ.

ليست هذه الحوادث من تأليف الرافعي، ولكنها شيء يتصل بتاريخه وله أثر فيه أي أثر، فلولا ما كان من الخصومة بين الرافعي وطه حسين، لما قامت هذه الضجة، ولما كان في التاريخ الأدبي أو السياسي لهذه الحقبة شيء مما كان[29]. لقد ظلت الخصومة قائمة بين الرافعي وطه إلى آخر أيامه، فما هي خصومة بين شخصين تنتهي بنهايتهما، بل هي خصومة بين منهجين سيظل الصراع بينهما أبدا. لم يجد الرافعي فرصة ليغمر طه حسين في أدبه، أو لم يجد طه حسين فرصة لينال من الرافعي في فنه ومذهبه. ولم يتلاق الرافعي وطه حسين وجها لوجه في النقد بعد هذه المعركة حول كتاب “في الشعر الجاهلي”.

كان السيد حسين القاياتي[30] يكتب في جريدة كوكب الشرق كليمات في موضوعات شتى. فبدا له يوما أن يكتب في الموازنة بين قول القرآن الكريم: “ولكم في القصاص حياة”[31] وقول العرب الجاهليين: “القتل أنفى للقتل”، ففضل القاياتي الكلمة الجاهلية على آية القرآن. فكتب الرافعي ردا للقاياتي بعنوان: “كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة”[32]. وكانت مقالة من عيون مقالات الرافعي. نشرها “البلاغ”[33] في صفحتها الأدبية. وقد أورد في بيان إعجاز الآية القرآنية ومبلغها من البلاغة بإزاء الكلمة الجاهلية. وادعى الرافعي أن الكلمة “القتل أنفى للقتل” ليست جاهلية بل هي عباسية[34]. قرأ القاياتي رد الرافعي ولكنه لاذ بالصمت، فلم يرد عليه ولم يعترف علانية بما كان من خطئه[35]. تلمس الرافعي في نقده للكلمة “القتل أنفى للقتل” نقدا بصيرا بأساليب العربية ذوقا ودراسة وعلما بمواطن الإعجاز في آية المعجز، كما تلمس كذلك إحاطة الرافعي في فهم الأساليب العربية وردها إلى عصورها. والرافعي يكشف مواطن الإعجاز في الآية القرآنية وسمو التعبير الدقيق الذي تتقاصر دونه عقول البشر. يرى الرافعي في الآية القرآنية ثلاثة عشر وجها من وجوه البيان المعجز. فمعنى ذلك من ناحية أخرى أنها أسقطت الكلمة العربية ثلاث عشرة مرة[36]. ادعى الرافعي بأن اللغة لن تعود إلى ماضيها المجيد إلا بعودة الجملة القرآنية إلى مكانها في كتابة الكتاب وإنشاء الأدباء، ولن تتأصل العبارة إلا بالتزود من الأدب القديم.

لقد كان بين الرافعي وبين معاصريه من الشعراء تنافس وتجاذب. فكان تنافسه مع حافظ إبراهيم وتجاذبه مع محمود سامي البارودي والكاظمي[37]. فحيثما صنف الرافعي شعراء عصره في طبقات جعلها ثلاثة، فكان الكاظمي، والبارودي، وحافظ في الطبقة الأولى، وأحمد شوقي، وإسماعيل صبري، وخليل مطران، وداود عمون[38]، والبكري، ونقولا رزق الله[39]، وأمين الحداد[40]، ومحمود واصف، وشكيب أرسلان، ومحمود هلال، وحفني ناصف في الطبقة الثانية، والكاشف[41]، والمنفلوطي، ومحرم[42]، وإمام العبد، والعزبي، ونسيم في الطبقة الثالثة، ثم ألحق بهم شاعرين من العراق هما إبراهيم، ومحمد النجفي.

كان مصطفى صادق الرافعي يعيب الشعر العربي القديم بعدم تماسك قصائده، بحيث لا تكون وحدة تامة البناء، وبعدم النظرة الشاملة للكون لدى الشعراء، بل هم يعنون بالجزئيات دون الكليات، وبقلة التفكير والعمق فيه بوجه عام[43]. هذا لا ريب حكم قاس كل القسوة يصدره الرافعي ضد الشعر العربي[44]. وإذا كان الرافعي قد عنى بالعبارة وبالألفاظ حتى نسب إليه أنه من نقاد المدرسة القديمة فإن له نظرات نقدية جديدة في وقت مبكر من حياته الأدبية، وأظهر منها في كتابه “تاريخ آداب العرب”، ومن ذلك قوله: “إن جودة الكلام ترجع إلى ما فيه من أسرار الوضع اللغوي الذي تعتمد على إبانة المعنى في تركيب حي من الألفاظ يطابق سنن الحياة في دقة التأليف وجمال التصوير وشدة الملائمة”[45]. وهذه الملائمة لا تعتبر في اللغة ومتعلقاتها بقدر اعتبارها في التوفيق بين أجزاء الشعور وأجزاء العقل على أتمها في الجهتين فيلتقى حينئذ البيان والعقل والشعور[46]. يطلب الرافعي من الشاعر أن يستكشف أسرار الحياة وأن يبتكر المعاني ويجدد فيها ويشعر بالوجود شعورا عميقا يخالط نفسه، ويرى الرافعي أن حركة التجديد في الشعر قد أفادته على الرغم مما بها من سوءات، ومما جرته على الشعر[47].

يقول عمر الدسوقي: “إننا نظلم الرافعي إذا أدرجناه ضمن أنصار المدرسة القديمة في النقد، تلك التي عنيت بالنقد اللغوي دون سواه، فالحق أن للرافعي آراء جديدة كل الجدة في نقد الشعر، وهو لا ينتسب في نقده لمدرسة من المدارس إنجليزية أو فرنسية، وإنما كان نقده وليد بصيرته النفاذة، وطبعه الصافي، وتأثره بالحركة التجديدية المعاصرة له بعض التأثر”[48].

الهوامش

* جزء من الأطروحة للدكتوراه: “المنهج النقدي لمصطفى صادق الرافعي وطه حسين: دراسة”، المقدمة إلى جامعة كيرلا عام 2010 م.

1. مصطفى صادق الرافعي هو كاتب، وشاعر، وناقد، ومؤرخ، وإسلامي مصري، من دعاة الأدب الإسلامي الحديث. ولد بمصر سنة 1880، وتوفي بمصر عام 1937. وله مؤلفات كثيرة في النقد الأدبي، منها: تحت راية القرآن، وعلى السفود، وتاريخ آداب العرب، ووحي القلم.

2. عشقي، أنور ماجد، «مصطفى صادق الرافعي: أديب كتب تحت راية القرآ ن»، مجلة الفيصل، 1991، ص: 45

3.  نفس المصدر، ص: 49

4.  «مصطفى صادق الرافعي»، مجلة آفاق الإسلام، عدد 4، 1993، ص: 220

5.   نشأت، كمال، (1968)، «مصطفى صادق الرافعي»، مصر: دار الكاتب العربي، ص: 126

6.  نفس المصدر، ص: 126

7.  نشأت، ص: 127

8.  جرير بن عطية (650-768) شاعر أموي، من أصحاب النقائض، تميمي، أشعر أهل عصره، هجاء، لم يثبت أمامه غير الأخطل والفرزدق.

9.   مجلة الرسالة، 1965 مايو 13، ص: 22

10.    كان محمد سعيد العريان تلميذا وزميلا للرافعي. كتب العريان، بعد وفاة الرافعي، سلسلة عن الرافعي في جريدة الرسالة. ثم نشر هذه المقالات كتابا باسم “حياة الرافعي”.

11. عنترة بن شداد (615) شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات، عبسي، اشتهر ببطولته في حرب داحس وغبراء، تعرف معلقته بالمذهبات.

12.   الرسالة، ص: 233: 2064

13.   الثريا مجلة مصرية أنشأها إدوارد جديّ في 1896 بالقاهرة.

14.  المنبر مجلة تصدر من بيروت، تأسسها علي ناصر الدين، عام 1923.

15.  محمد توفيق البكرى (1870-1932) أديب وكاتب مصري، كان نقيبا للأشراف وشيخا للطرق الصوفية فى مصر. من مؤلفاته ” صهاريج اللؤلؤ” (1907) يتضمن مقامات مسجوعة صاغ فيها تأملاته الفلسفية.

16.  البيان مجلة قاهرية أنشأها يوسف وميخائيل عورا عام 1884.

17.   الزهراء مجلة مصرية أصدرت بالقاهرة عام 1924 من قبل محب الدين الخطيب.

18.  السياسة الأسبوعية هي جريدة لأحرار الدستوريين، أنشأها محمد حسين هيكل عام 1884.

19.   الرسالة، ص: 233: 2066

20.   الرافعي، مصطفى صادق، (2001)، «تحت راية القرآن»، بيروت: دار الكتاب العربي، ص: 106

21. الرسالة، ص: 234: 2097

22. حزب الأحرار الدستوريين، حزب سياسى مصرى تأسس بعد ثورة 1919 فى 30 اكتوبر 1922 برياسة عدلى يكن، ورأسه كمان عبد العزيز فهمى. أصدر جورنال يومى اسمه السياسة. أهم مبادئ الحزب كانت استمرار السعى لاستقلال مصر وطرد المستعمرين الإنجليز منها، والتمسك بعدم فصل السودان عن مصر، و تأييد النظام الدستورى، والمحافظه على سلطة الأمة المصريه وحقوق العرش.

23. علي ماهر باشا (1882-1960) من أعيان الشراكسة في مصر، سياسي مصري بارز شارك في ثورة 1919، تسلم وزارة المعارف عام 1925، شغل منصب رئيس وزراء مصر أربعة مرات، كان أولها في 30 يناير 1936م، وآخرها عند قيام ثورة يوليو 1952م حيث عُهد إليه برئاسة أول وزارة مصرية في عهد الثورة المصرية. اعتقله مصطفى النحاس باشا في أثناء الحرب العالمية الثانية بتهمة موالاته للمحور.

24. تم افتتاح الجامعة المصرية، أو جامعة فؤاد الأول كجامعة أهلية في الحادي العشرين من ديسمبر 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديوى عباس حلمي الثاني. وفى 1953 صدر مرسوم بتعديل اسم الجامعة إلى جامعة القاهرة. جامعة القاهرة هي أقدم الجامعات المصرية والعربية المعاصرة.

25. عباس فضلي أديب مصري كتب مقالة مهمة نقدا لطه حسين في كتابه “في الشعر الجاهلي” بعنوان: “الدكتور طه حسين وما يقرره”.

26. الرسالة، ص: 234: 2097

27. نفس المصدر، ص: 234: 2097

28. أحمد زيور باشا كان رئيسا سابقا لمجلس الشيوخ المصري، ورئيسا سابقا للوزراء في مصر. هو أحمد زيوار إبن زيوار رحمي آغا الجركسي.

29. الرسالة، ص: 234: 2099

30.السيد حسن القاياتى (1883-1957) شاعر متمكن ولغوى مقتدر، كان عضوا بمجمع اللغة العربية، وظف زياراته الصوفية إلى الفيوم فى نشر الوعى الأدبى والثقافى مما كان له الأثر الكبير فى عقول شباب الفيوم.

31. سورة البقرة من القرآن الكريم: الآية 179

32. الرافعي، مصطفى صادق، «وحي القلم»، 3: 467

33. البلاغ جريدة مصرية أنشأها عبد القاهر حمزة عام 1923 بالقاهرة.

34. السطوحي، عبد الستار علي، (1970)، «الجانب الإسلامي في أدب مصطفى صادق الرافعي»، بيروت: دار الفكر، ص: 79

35. الرسالة، ص: 251: 690

36. السطوحي، ص: 84

37. عشقي، ص: 43

38. داود عمون (1869-1922) شاعر من رجال القضاء، ولد في لبنان ونصب مديرا لمعارف لبنان في عهد الاحتلال الفرنسي، وله مسجلات مع بعض شعراء عصره.

39.   نقولا رزق الله أديب وصحافي لبناني، ولد في بيروت، وتوفي في القاهرة. أنشأ جرائد “العثماني” وانشغل بتحرير جريدة “الصادق” اليومية. تسلم زمام تحرير جريدة الأهرام، ثم أنشأ مجلته الروائية “الروايات الجديدة” التي داوم على إصدارها حتى وفاته. له ديوان: مناجاة الأرواح، و له عدد من الروايات بلغت 80 مجلدا.

40. أمين بن سليمان بن نجيم الحداد (1870-1912) أديب لبناني بيروتي، له “منتخبات من مقالاته ومنظماته في ديوان.

41. أحمد الكاشف (1878-1948) شاعر مصري شركسي الأصل، دعا إلى إقرار الخلافة العربية في مصر، له ديوان شعر.

42. مصباح المحرم (1854-1931) عالم بالحقوق، أديب، حمصي الأصل، ولد ببيروت. صنف كتبا منها الصكوك الحقوقية.

43.   وحي القلم، ج: 3، ص: 350

44.مقدمة لكتاب “على السفود“، نسخة إلكترونية،

 www.alsakher.com، ص: 18

45.  تاريخ آداب العرب، ج: 7، ص: 157

46.   تاريخ آداب العرب، ج: 7، ص: 285

47.   وحي القلم، ج: 3، ص: 379

48. الدسوقي، عمر، (2000)، الأدب الحديث، ج 2، القاهرة: دار الفكر العربي، ص: 297

المصادر

الرافعي، مصطفى صادق.تاريخ آداب العرب، ج 1-3، ط: 4، بيروت: 1974، دار الكتاب العربي

—————، تحت راية القرآن، بيروت،2001، دار الكتاب العربي

————،وحي القلم، ج 1-3، بيروت: 1983،دار الكتاب العربي

الدسوقي، عمر، الأدب الحديث، ج 2،القاهرة:2000،دارالفكر العربي

السطوحي، عبد الستار علي، (1970)، الجانب الإسلامي في أدب مصطفى صادق الرافعي، بيروت: دار الفكر

عشقي، أنور ماجد، مصطفى صادق الرافعي: أديب كتب تحت راية القرآن، مجلة الفيصل، العدد 179، 1991

مجلة آفاق الإسلام، عدد 4، 1993

مجلة الرسالة، الأعداد : 234، 234، 251

نشأت، كمال.،مصطفى صادق الرافعي، مصر،1968، دار الكاتب العربي

مساهمة أصفهان وابنها أبي إسماعيل الأصبهاني الطغرائي في إثراء الحضارة الإسلامية والأدب العربي

 د. نسيم أختر الندوي  2015-01-07

إن الغزو الفكري الغربي والأمريكي على الإسلام وأتباعه في زماننا هذا قد تزايد تزايدًا ملحوظًا. وقد ساعدت العولمة بأدوات سلبياتها، أعداء الإسلام في تحقيق أغراضهم الشنيعة، حتى قد بدأ بعض “المثقفين” يقولون إنه لم يُوجد أي شيء باسم الحضارة الإسلامية في العالم قط. والواقع أن العالم قد شهد عصوراً ذهبية في التاريخ الإنساني، وذلك بفضل الإسلام. وحصل ذلك في الوقت الذي ما كانت تتواجد أمريكا على خريطة العالم حتى جغرافياً.

وفي إثراء الحضارة الإسلامية علماً وفناً قد مثلت إيران بشكل عام، وأصفهان بشكل خاص، دورأ ممتازأ. ” كان للفرس أثر كبير في ازدهار الحضارة الإسلامية، وبرز فيها نخبة من علماء المسلمين الأفذاذ مثل سيبويه، مؤسس علم النحو، والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي الطبيب، والفردوسي الشاعر الملحمي، وابن سينا الطبيب الفيلسوف، وعمر الخيام الشاعر الفلكي، وسعدي الشاعر، وحافظ الشاعر، وغيرهم”[1].

يكتب محمود محمدي عراقي:

“إقبال الإيرانيين الشديد على تعلم لغة الدين المبين ودراسة مصادر الإسلام والتعمق فيها من الدلائل الواضحة على انصياعهم فكرياً ونفسياً لهدى الدين وعلى اهتمامهم الشديد بإثراء العلوم الإسلامية وصيانتها ولمّ شتاتها. ونتيجة لهذا الاهتمام برز فيهم أئمة القراءات: مثل عاصم، ونافع، وابن كثير، والكسائي، وأئمة التفسير: مثل الطوسي، والطبري، وأبي الفتوح الرازي، والفخر الرازي، والميبدي، والبيضاوي، وأئمة الحديث، مثل أصحاب الكتب الأربعة: الكافي، والصدوق، والطوسي، وأصحاب الصحاح الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسأئي، وابن ماجة، ويطول الحديث لو أردنا استعراض المؤرخين والفقهاء واللغويين والأدباء والبلاغيين والمتكلمين، والفلاسفة، والحكماء وأصحاب الفنون الجميلة”[2]

أما أصفهان، حديقة العالم، فهي معروفة في العالم بكونها مدينة ذات تاريخ عريق. والجدير بالذكر أنها اشتهرت أيضاً بصفة “مدينة التنوع الديني والعرقي”[3] منذ زمن قديم، قروناً قبل أن أصبح موضوع التنوع الديني والثقافي ذا أهمية في المجتمع المدني المعاصر. كما أنها ” كانت الديانة السائدة في إيران عند الفتح الإسلامي هي الديانة الزرادشتية، ومع أن طبيعة هذا الدين لم تكن كالمسيحية واليهودية في وضوح ارتباطها بالنبوات الحقة، فقد عاملهم المسلمون باعتبارهم أهل الكتاب، ولم يجبروهم قط على ترك دينهم”[4]، يقول المستر فراي عن الموضوع إذ يقول ما ملخصه:

” إن الزرادشتيين في إيران اتجهوا إلى الإسلام عن طريق دعاة الصفوية والشيعة، وخاصة الشيخ أبا إسحاق إبراهيم بن شهريار الكازروني المتوفى سنة 1034ميلادية. واتجه زعماء الديانة الزرادشتيون إلى الإسلام، وأسسوا فيما بعد دولة البويهيين في إيران والعراق واختاروا مذهب أهل البيت لهم عقيدة وسلوكاً، واللغة العربية كلاماً وكتابة وأدباً”[5]

قد صارت هذه المدينة من المدن الكبرى في عهد الشاه عباس الكبير، الذي جعلها عاصمة لـه. والمعلوم أن أصفهان سُمِّيت بـ ” نصف الدنيا” في القرن السابع عشر، يرجع تاريخها المدوّن إلى خمسمائة عام قبل الميلاد تقريبا، حيث قام سايروس؛ أول ملوك الأكامانيديين بغزو حكم الإيلاميين. وفي ذلك الحين تشكلت الإمبراطورية الفارسية الأولى. ” وفي عام 18هـ / 640م فتح المسلمون أصفهان. وخلال الفتح الإسلامي شهدت المدينة العديد من المعارك كما شهدت أيضاً فترات زاهرة”[6].

“لعبت أصفهان دوراً مهماً في تاريخ الفكر العربي والإسلامي منذ أن فتحت في عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- عام (19 أو 23هـ/640-644)، فقد كانت مركزاً من مراكز الحركة العلمية والأدبية في العالم الإسلامي، ولا سيما حينما كانت تحت حكم آل بويه (321هـ / 933م- 447 / 1055م) الذين نشطوا الحركة الفكرية في البلاد التي حكموها، وشجّعوا العلماء والأدباء والفلاسفة، حتى لقد نبغ في عهدهم من يعد بحق فخر الدولة الإسلامية في العصور المختلفة”[7]

إن العهد الصفوي أوصل مدينة أصفهان إلى أوج الرقي والازدهار علماً وفناً، في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، فكان ذلك العصر عصراً ذهبياً بدون شك في تاريخ هذه المدينة.

إن أصفهان بـمعالمها التاريخية البارزة كانت ولا تزال مركزاً لمن يدرك أهمية للسير في الأرض. فـ ” من الناحية المعمارية، يُعّدُّ فخر الدولة البويهي أهم الشخصيات الحاكمة حيث أنشأ وزيره الصاحب بن عباد البوابة المؤدية إلى المسجد، والتي حل محلها بعد ذلك مسجدي حاكم. كما قام الحاكم الكاكوي علاء الدولة بتوسع الحصون في أصفهان، وأنشأ اثنتي عشر بوابة مغطاة بالمعدن لحمايتها من قبائل التركمان الغازية. وقبيل وفاته، أعلن علاء الدولة محمد ولاءه للسلاجقة الذين كانوا في ذلك الوقت قد قاموا باحتلال أغلب الأراضي الواقعة في وسط إيران. ثم كان من ابنه فاراموز أن سلم أصفهان إلى القائد السلجوقي طغرل بك بعد حصار طويل لجأ خلاله سكان المدينة إلى استخدام خشب مسجد جوميه كوقود للتدفئة”[8].

ازدادت المدينة جمالاً وبهاءً تحت رعاية الحكام المستجدين خاصة الشاه عباس الكبير، الذي اشتهرت في عصره هذه المدينة في أنحاء العالم المتمدن. وكان قد ظلَّ حكم السلاطين الصفويين حوالي قرن ونصف، وظلَّت أصفهان عاصمة لهم طوال تلك المدة.

ومن أبرز الدلائل على تنوع المعالم الحضارية والمآثر الدينية المتواجدة في أحضان أصفهان:

المساجد:

1-   المسجد الجامع: الذي شيَّده الفاتحون المسلمون عام 23هـ الموافق 644م، فيرجع تاريخ صرح المسجد الحالي إلى عصر السلطان ملك شاه (464هـ – 1072 إلى 484هـ / 1092م)، وقد ساهم في تزيين وإضافات هذا المسجد الحكام الآخرون أيضاً.

مسجد الشاه عباس: والذي يعد من الآثار الإسلامية الرائعة، وأفخم المساجد التي بنيت في العصر الصفوي، ويمثل هذا المسجد التكامل الفني المعماري الإسلامي.

جامع شاه سلطان حسين المعروف باسم ” نادر شاه”: يُعَدُّ من أجمل ما بناه المعماريون الإيرانيون عام 1008هـ / 1600م.

مسجد بارسيان: يرجع تاريخ بناء المئذنة إلى عام 490هـ / 1097م، عصر برك ياروك ابن ملك شاه/ ويبلغ ارتفاعها 34 م.

مسجد داشتي: ومن آثار القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي.

مسجد جومية _(مسجد الجمعة): وضع أساس الرواق الجنوبي بهذا المسجد في بداية القرن الثاني عشر الميلادي بأمر الوزيرنظام الملك.

مسجد إمام: شُيِّدَ هذا المسجد خلال حكم الشاه عباس، ويُعَدُّ الفن المعماري المستخدم في هذا المسجد آية في الروعة والجمال. وترتفع مآذن المسجد نحو 48م، وفي الجانب الشرقي يقع مسجد الشيخ لطف الله ذو القبة المنخفضة.

القصور:

تشتهر أصفهان بالعديد من القصور التي يعود معظمها إلى العصر الصفوي وهي تتباين في تصميماتها وروعتها، ومن أهم قصور مدينة أصفهان:

قصر علي قابو: يقع هذا القصر غرب ميدان نقشي جاهان، ويعود هذا المبنى إلى العصر الصفوي، كان الغرض من بنائه استقبال السفراء والرسل من الدول الأجنبية.

عصر هاشت بهشت: يقع بالقرب من طريق شهار باغ في مقابل طريق شيخ باهي الحالي، وقد تم تشييده في القرن السادس عشر إبان حكم الشاه سليمان الثاني وتعد الأسقف المحلاة بالرسوم…. واللوحات الحائطية من الأشياء التي تجعل هذا القصر جديراً بالزيارة.

القصر الملكي: يقع القصر الملكي في الجنوب الشرقي من الميدان الواقع في وسط أصفهان والذي كان يطلق عليه من قبل ” ميداني شاه”.والآن قد تغير اسم الميدان إلى ” ميداني إمام”

قصر الأربعين عموداً: يعود تاريخ قصر (جهلستون) الشهير بقصر الأربعين عموداً إلى الملك الصفوي السابع شاه عباس الثاني، وقد بنى عام 1057هجري حسب الدراسات التاريخية لعلماء الآثار.

الجسور والقناطر

جسر شهرستان: شُيِّد هذا الجسر في القرن الرابع عشر من الميلاد في شرق مدينة أصفهان، ويربط الجسر قرية شهرستان في الجانب الشمالي بالمنطقة الزراعية على الضفة الجنوبية. واستمد بناء هذا الجسر من نماذج رومانية.

جسر سي أو سيه بول: يتكون هذا الجسر من ثلاثة وثلاثين قوساً وقد أصدر الشاه عباس الأول تكليفاً ببنائه لأحد قواده عام 1010هـ/ 1602م.

جسر خاجو: فيما بين عامي 1051هـ / 1642م و 1077هـ / 1667م أثناء حكم الشاه عباس الثاني.

الحدائق:

من أشهر حدائق أصفهان تلك التي شَيَّدها الشاه عباس الثاني في قاعة استقبال قصر ” الأربعين عمودا”[9].

المدارس:

تُعد المدارس هي النواة الأولى للحركة الفكرية التي شهدتها إيران خلال الحكم البويهي، ويأتي في مقدمة هذه المدارس مدرسة “جهار باغ” الدينية والتي أقامها الشاه حسين عام 1173هـ / 1760م. ومدرسة ” شهرياق” وهي في نفس الوقت مسجد، وهي مدرسة سلطانية أنشأها الشاه حسين الصفوي عام 1134هـ / 1722م.

الأدب والعلوم:

“نبغ في أصفهان خلق لا يحصون من العلماء في كل علم وفن، ولا سيما الحفاظ ورجال الحديث. ولقد كانت أصفهان درة في تاريخ فارس، ومركزاً حضارياً حين انطوت تحت راية الإسلام. وممن لمعوا في سماء أصفهان من أئمة الحديث أبو محمد عبد الله بن حيان الأصبهاني، وجمال الدين الجواد الأصفهاني الوزير، وعماد الدين الكاتب الأصفهاني. ومن المفسرين محمد بن بحر الأصفهاني، ومن المؤرخين ابن حمزة بن الحسين الأصفهاني، والحسن بن عبد الله الأصفهاني. ومن الأدباء واللغوين أبو الفَرَج الأصفهاني، ومحمد بن داود الأصفهاني. ومن الفلكيين صدر الدين الخجندي”[10].

أبوإسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الطغرائي:

ولا يمكن ذكر جميع الشخصيات الفذة، فأكتفي بإلقاء الضوء على شخصية ” أبي إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، العميد فخر الكتاب، الملقب بمؤيد الدين، الأصبهاني المعروف بالطغرائي[11]… نسبته إلى من يكتب الطغراء، وهي الطُرّة التي تكتب على رأس الصفحة الأولى من المخطوطات فوق البسملة بالقلم الجلي متضمنة اسم الملك وألقابه وهي كلمة أعجمية محرّفة من الطُرّة، كان آية في الكتابة والشعر خبيراً بصناعة الكيمياء[12]،

ويُعدّ الطغرائي من أولئك الشعراء الذين لا يستغني عنهم الشعر العربي، أمثال بشار بن برد، أبي نواس ,ابن الرومي، الذين – بالرغم من كونهم الأعاجم – قاموا بإثراء الشعر العربي. والطغرائي” فاق أهل عصره بصنعة النظم والنثر”[13]. ويقول صاحب شذرات الذهب ” إنه كان من أفراد الدهر[14]“، ووفقاً لما كتب الذهبي كان ” رئيس البلغاء”[15]. وله ديوان شعر قيم، وقد قام بتحقيق ديوانه ونشره الدكتور علي جواد الطاهر، والدكتور يحي الجبوري.

وُلد في مدينة جي من مقاطعة أصبهان. وتلقى التعليم الابتدائي في مدارس أصبهان، ثم ارتحل إلى إربل في عنفوان شبابه حيث اشتغل أميناً للسر، وقام بخدمة السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان، كما تم تعينه منشئاً للسلطان محمد ومتولياً لديوان الطغراء، ” تشرفت به الدولة السلجوقية، وتشوقت إليه المملكة الأيوبية، وتنقل في المناصب والمراتب، وتولى الاستيفاء وترشح للوزارة، ولم يكن في الدولتين السلجوقية والإمامية من يماثله في الإنشاء سوى أمين الملك أبي نصر العتبي. ولـه في العربية والعلوم قدر راسخ، وله البلاغة والمعجزة في النظم والنثر”[16].

وطبقاً لما كتب ابن خلكان “أن الطغرائي المذكور كان ينعت بالأستاذ وكان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل، وأنه لما جرى المصاف بينه وبين أخيه السلطان محمود بالقرب من همذان، وكانت النصرة لمحمود، فأول من أخذ الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود فأخبر به وزير محمود وهو الكمال نظام الدين أبو طالب علي بن أحمد بن حرب السميرمي[17]، فقال الشهاب أسعد وكان طغرائياً في ذلك الوقت نيابة عن النصير الكاتب: هذا الرجل ملحد يعني الأستاذ: فقال وزير محمود: إن يكن ملحداً يُقتل، فقتل ظلماً”[18]. “وقد كانوا خافوا منه ولا قبل لهم عليه لفضله، فاعتمدوا قتله بهذه الحجة، وكانت هذه الواقعة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وقيل إنه قتل سنة أربع عشرة وقيل ثماني عشرة وقد جاوز ستين سنة، وفي شعره ما يدل على أنه بلغ سبعاً وخمسين سنة لأنه قال وقد جاءه مولود:

هذا الصغير الذي وافى على كبري       أقر عيني ولكن زاد في فكري

سبع وخمسون لو مرت على حجر       لبان تأثيرها في صفحة الحجر

والله تعالى أعلم بما عاش بعد ذلك رحمه الله تعالى وقتل الكمال السميرمي الوزير المذكور يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة في السوق ببغداد عند المدرسة النظامية، وقيل قتله عبد أسود كان للطغرائي المذكور لأنه قتل أستاذه” [19].

” قال الإمام محمد بن الهيثم الأصبهاني: كشف الأستاذ أبو إسماعيل بذكائه سرّ الكيمياء، وفك رموزها واستخرج كنوزها، وله فيها تصانيف منها: جامع الأسرار وكتاب تراكيب الأنوار، وكتاب حقائق الاستشهادات وكتاب ذات الفوائد، وكتاب الردّ على ابن سينا في إبطال الكيمياء، ومصابيح الحكمة وكتاب مفاتيح الرحمة”[20].

ومن أهم نماذج شعره قصيدته اللامية المشهورة في مجال الشعر العربي. ولها شروح عديدة: أبرزها شرح مفصل، قام به صلاح الدين الصفدي في الجزئين.

” تتألق لامية العجم للطغرائ معلماً بارزاً في فضاء الشعر العربي القديم، وتبرز كخطاب متميز في سمائه، يشد الأنظار، وقد اشرأبت إليها أعناق شعراء العربية إعجاباً وعلى امتداد العصور، فعمدوا إلى قراءتها وتذوقها، ومن ثم إلى مجاراتها”[21] ،

وذلك لأن هذه القصيدة متحلية بدرر الحكم والقيم الخلقية، وقائمة بالتوجيهات الإرشادية. وهي موزونة في بحر البسيط. ويترشح من قصيدته اللامية مفهوم الإحباط الناشئ من عدم تحقيقه أهدافه المنشودة. فهو كان فريسة لسوء الحظ الذي عرقل في سبيله إلى القمة. هو – أسوة بالعديد من الشعراء- يفتخر بالمجد والكرامة، وتاريخه الماضي المشرق. فيستفيد القارئ من حكمة شعره، الذي لم يكن إلا عصارة تجربة حياته، وثقافته الواسعة. وقد حثّ الأستاذ الطغرائي على المغامرة والمجازفة.

إن الأبيات التي يبين بها الطغرائي عاقبة ترك العلا، والرضا بحياة الذل والهوان، تدعو اليوم أيضاً المسلمين عامة، ورؤساء دول غرب آسيا بوجه خاص، إلى التفكير مرة أخرى في العيش بالعز والكرامة، وعدم الرضا بما ينافي قيمهم وثقافتهم الإسلامية.

فيقول:

 ودَعْ غِمــارَ العـلا للمُقدِمينَ علــــــــــــــى     رُكوبِهــا واقتَنِـعْ منهـن بالبَلَـلِ

يرضى الذليلُ بخَفْضِ العَيشِ مَسْكَنةً     والعِـزَّ تحـت رَسِيـمِ الأينُقِ الذُلل

فادرأ بهــا في نُحـورِ البِيدِ جــــــــــــــــــافِلةً         مُعارِضـاتٍ مَثـاني اللُّجْـمِ بالجُدُل

لا يمكن الوصول إلى قمة المجد والعلا، إلا بقبول تحديات الزمان، فلا يصل إليها من يقضي حياة الخمول والكسل أو الاستراحة على فرش وثيرة. فيقول:

حُب السلامة يَثني همَّ صاحبـه عن      المعـالي ويُغـري المرء بالكَسَلِ

فـإن جَنَحْـتَ إليـه فاتخِذْ نَفَقاً في           الأرض أو سُلَّماً في الجوِّ واعتزِلِ

ودع غمـار العـلى للمقدمين على          ركوبهـا، واقتنـع منهـن بالبلل

كما أشار إليه الدكتور محمد إقبال مبيناً أسباب الرقي والانحطاط للأمم:

”تعال، أبين لك سر الرقي والانحطاط للأمم، إن الأول منوط بالمجازفة والمغامرة، والثاني نتيجة التمسك بحياة التنعم والراحة المادية المحضة”.

وقد قارن الدكتور محمد إبراهيم نصر بين قصيدة الشنفرى العربية وقصيدة الطغرائي العجمية، ويرى أنه: ” كل منهما يدعو إلى المعالي ويتمرد على الذل، فالشنفرى يرتكب الصعب من الأمور، فيقاوم الجوع حتى ينساه، ويذهل عنه، ولو أدى به الحال إلى أن يستف التراب حتى لا يرى لأحد فضلاً عليه فنفسه مرة لا تقيم على الضيم، ولا ترضى به مهما كانت الأمور[22]:

أديمُ مِطالَ الجـوع حتـى أمِيتــهُ                    وأضـربُ عنه الذِّكرَ صفحاً فأذْهَلُ

وأستفّ تُرب الأرض كي لا يَرى له      عَليّ، مـن الطَّـولِ، امرُؤ مُتطوِّل

ولكـــنَّ نفسـاً مـُرَّةً لا تقيمُ بي               على الضيـم، إلا ريثمـا أتحوّلُ

أما الطغرائي: فيرى أن حب السلامة يثني همم الضعفاء، فيغريهم بالكسل والخمول، ويدفعهم إلى تجنب المغامرات، والبعد عن الأهوال، والانزواء عن الناس. وأما المعالي فإنها تدعو صاحبها إلى المغامرة وركوب الأخطار.

وكل منهما لا يرضى بالإقامة، ولكن مطلب كل منهما مختلف، فالشنفرى طريد جنايات ارتكبها، يتوقع أن تنقض عليه، فهو هارب من وجه الساعين إلى دمه، ينام بعيون يقظى، فلا يضع جنبه على وجه الأرض حتى تعاوده الهموم من كل جانب، وقد اعتاد هذه الهموم وألفها، ولذلك يقول”:

وآلف وجه الأرض عند افتراشها      بأهْدَأ تُنبيـه سَنـاسِنُ قُـحّلُ

طـريدُ جِنـاياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ         ئَقِيرَتُـهُ فـي أيِّهـا حُمَّ أولُ

تنـام إذا ما نـام، يقظى عُيُونُها       حثـاثاً إلى مكروهِـه تتغلغلُ

وإلفُ همـومٍ مـا تزال تعُودهُ        عياداً، كحمى الرَّبع، أوهي أثقلُ

أما الطغرائي فإنه أيضاً لا يرضى بالإقامة، لأن نفسه تحدثه أن العز الذي يريده لا يتحقق بإقامته وإنما يتحقق بالتنقل والرحلة، يقول:

إن العلا حدثتني وهي صادقة       فيما تحدث أن العز في نقل

كما أنه يهدف إلى تحقيق آماله، التي يتوقع حصولها يوماً بعد يومٍ:

أعلَّـلُ النفـسَ بالآمال أرقبهـا          ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل

ولكل منهما في الحديث عن الصبر حكمٌ تسير مع الزمن، فالشنفرى مولى الصبر يلبس ملابسه على قلب مثل السمع، والسمع هو الذئب الشجاع، وينتعل الحزم:

فأنـي لمولي الصبـر، أجتابُ بَزَّه      على مثل قلب السمع، والحزم أنعل

وهو لا يجزع من الفقر ولا يفرح للغنى:

وأُعدِمُ أحياناً، وأغني، وإنما              ينال الغِنى ذو البُعدَةِ المتبذِّلُ

فلا جزَعّ من خِلّةٍ متكشِّفٌ               ولا مَرحٌ تحت الغنى أتخيلُ

أما الطغرائي فهو يقول:

فصبراً مُعينَ الملكِ إنْ عَنَّ حادثٌ     فعـاقبةُ الصبـرِ الجميـلِ جميـلٌ

ولا تيْأَســَنْ من صُنْعِ ربِك إنَّهُ        ضَميـنٌ بـأنَّ اللهَ سـوفَ يُـدِيلُ

فإن الليــالي إذ ي،زولُ نعيمُها         تُبَشِّــرُ أنَّ النــائبـاتِ تـزولُ

ألم تَرَ أنَّ الشمـسَ بعدَ كُسوفِهـا         لهـا منظرٌ يغشـى العُيُونَ صقيلٌ

يتبرم من إدبار الدنيا عنه، وإقبالها على غيره، ويشكو لأن أناساً أقل منه قد سبقوه، وكان حظهم أعظم من حظه”:

مـا كنتُ أوثرُ أن يمْتَدَّ بي زمَنى      حتـى أرى دولةَ الأوغادِ والسَّفّلِ

تَقدَّمْتنـى أنـاسٌ كـان شوطُهُمُ         وراءَ خَطوِي لو أَمشِي على مَهَلِ

وقد شاعت الحكمة وانتشرت في كلا القصيدتين، حتى تغنى الناس بحكم كل منهما ومن حكم الطغرائي التي يرددها الناس على مرِّ الزمان قوله:

وإن عَلاني مَن دَوني فلا عَجبٌ         لي أسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ

وقوله:

أَعْـدى عدَوِّكَ من أدنَى وثِقْـتَ بـه        فحاذِرِ الناسَ وأصْحَبْهُم على دخلِ

وإنمـا رَجُـلُ الدنيـا وواحِدُها               مَن لا يُعَـِّولُ في الدنيا على رَجُلِ

وقوله:

وحُسـنُ ظنـكّ بالأيـام مَعْجَـزَةٌ                      فَظُّنَّ شـراً وكن منها علـى وجَلِ

غاض الوفاءُ وفاض الغَدْرُ وانفرجَتْ      مسافةُ الخُلفِ بين القـول والعمـلِ

وشـانَ صدقَـكَ عند الناس كذبُهُمُ         وهـلْ يُطـابَقُ مُعْـوَجّ بمعتـدِلِ

فيـمَ اقتحامُـك لُجَّ البحـرَ تركَبُه             وأنت يكفيكَ منهُ مَصَّـةُ الوَشَـلِ

مُلـكُ القَنَـاعةِ لا يُخشى عليه              ولا يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَوَلِ

“إن قصيدته التي نظمها في رثاء زوجته التي أحبها وأخلص لـه الود وكانت قد توفيت بعد الزواج منه بمدة قصيرة، تعتبر من المراثي الجيدة وأدرجها في هذا الباب كثير من الأدباء المحدثين. كما نظم اللامية في ذم زمانه وتذمره مما كان يكابده وقد لاقت هذه القصيدة شهرة كبيرة ترجمت إلى عدة لغات”[23]

الهوامش:

1. مدينة أصفهان عبر العصور،

http://www.isesco.org.ma/Capitales2006/Espahan/AR/P2.html

2.  محمود محمدي عراقي، التفاعل الحضاري في التاريخ الإسلامي: إيران نموذجاً، ثقافتنا  للدراسات والبحوث، المجلد 1- العدد الأول- صيف سنة 1424هـ- 2003م، ص 18-19.

3.  قاسم علوان، العاصمة الثقافية لإيران… أصفهان، الحوار المتمدن- العدد: 1641 – 2006/ 8/13،

4. محمود محمدي عراقي، التفاعل الحضاري في التاريخ الإسلامي: إيران نموذجاً، ثقافتنا   للدراسات والبحوث، المجلد 1- العدد الأول- صيف سنة 1424هـ- 2003م، ص 15

5.  سيرجان ملكم، دوقرن سكوت- فارس-، وهذا المقتبس مأخوذ عن المقال السابق، ص 16ز

6. www.yazahra.net/aa/html/isfahan/asm113.htm-28k

7. نفس المصدر

8. نفس المصدر

9. http://isesco.org.ma/Capitales2006/Espahan/AR/P3.htm، إن المعلمومات المقدمة من تفاصيل ” المساجد” إلى   ” الأربعين عموداً” مأخوذة من هذا الموقع.

10. www.yazahra.net/aa/html/isfahan/asm113.htm-28k

11. الطغرائي بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وفتح الراء وبعدها ألف مقصورة.

12.  ياقوت الحموي، معجم الأدباء، الجزء العاشر، ص- 18-29

13. ابن خلكان، كتاب وفيات الأعيان، الجزء الأول، صفحة: 200

14. ابن العماد ، شذرات الذهب، المجلد السادس، الطبعة الأولى، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1991م، ص 68-70

15. الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء التاسع عشر، 158

16. نفس المصدر

17. بضم السين المهملة وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء ثم ميم، هذه النسبة إلى سميرم وهي بلدة بين أصبهان وشيراز وهي آخر حدود أصفهان(ابن خلكان، وفيات الأعيان، جلد 2 ص، 114-118، المتواجد على الموقع:

 http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=669

18. نفس المصدر

19. ابن خلكان، وفيات الأعيان ، جلد 2، ص 114- 118

20. نفس المصدر

21.  أنيسة منصور، لامية الطغرائي ومعارضتها في شعر الوائلي: اشتراك في التوجيه ومعاني الحكمة، المقالة موجودة على الموقع

http://ww.alwasatnews.com/topic.asp?tID=466988&mydate=5-10-2005

22. د. محمد إبراهيم نصر، ظلال حول اللاميتين، المأخوذ من الموقع:

http://www.khayma.com/abuadeeb/hs46.htm

23. نفس المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *