الخبز الحافي: رواية رافضة للقيم الأخلاقية والإنسانية

د. ناصر ثناء الله  

ملخص البحث

لقد نشرت رواية “الخبز الحافي” سنة 1982م والتي تناولت مجتمع المغرب العربي في الأربعينات ولكنها أثارت ضجة في الأوساط العلمية والثقافية العربية لمضمونها وألفاظها سواء بسواء، كتبها محمد شكري باللغة العربية سنة 1972م ولكنه امتنع عن نشرها وترجمت باللغة الإنجليزية فنشرت بها أولا ثم تم ترجمتها ونشرها باللغات الأخرى قبل لغتها الأم التي كتبت بها، وهي رواية أدخلت كاتبها في “المجد الابداعي” من منظور علماني ومن منظور إسلامي في “لعنة” تطارده حتى بعد رحيله، اعتبرها العلمانيون بأنها “رواية جريئة” بمعنى أنها قدمت مجتمع المغرب العربي بدون أي تزييف أو تلوين أو تغليف وصورت كل ما كانت سائدة فيه وقتئذ من الفساد والدعارة والتهريب والمخدرات والفقر المدقع، ولكنهم ينسون أو يتناسون أن لهذه الصورة “الصادقة” تبعات وخيمة على المجتمع وعلى وجه الخصوص على الجيل الناشئ، وفي هذا المقال قمنا بنقد الرواية نقدا فكريا وثقافيا دون النظر إلى ما يحمله الإناء الروائي من قيمة فنية. 

التوطئة

تعرض المغرب للاستعمار منذ القرن الخامس عشر حين احتل البرتغاليون مدينة طنجة عام 818ه/1466م. وازداد التغلغل الأوروبي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر بموجب معاهدة عقدها السلطان محمد بن عبد الرحمن مع إسبانيا عام 1861م، كما نال قناصل الدول في طنجة حق الإشراف على شئون المدينة الصحية بموجب معاهدة مدريد الدولية عام 1880م، وأصبح لطنجة مجلس صحي يتناوب رئاسته قنصلا فرنسا وإسبانيا، وفي العام1917م تغلغلت أقدام استعمار فرنسا على سائر مراكش، حتى احتلوا أكثر وظائف الدولة، ففي العام 1944م كان المراكشيون يشغلون أقل من ستة آلاف منصب من بين 20500 وظيفة حكومية، كما سيطروا على مصادر الثروة، فشاع الفقر والجهل والمرض في البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، قام الفرنسيون بتشجيع حركات الانحلال، والثورات الداخلية، وإثارة العصبية بين العرب والبربر’ ونشر اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، والقضاء على حركات التحرير.

ولقد صور الكاتب المغربي الشهير محمد شكري هذا الفقر والجهل والمرض وما تمخضت عنها من المشاكل الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والدينية والإنسانية في روايته “الخبز الحافي” التي نحن بصدد الحديث عنها. وهي في الحقيقة سيرة ذاتية تنعكس فيها سيرة وحكاية البلاد برمتها من ناحية اجتماعية وأخلاقية ودينية وثقافية. ولكن اللغة التي استخدمها الكاتب فيها هي لغة إباحية وفضيحة لا يصلح لعامة الناس استعمالها ناهيك عن الكتاب والمثقفين البارزين. وكان الكاتب محمد شكري من المثقفين العرب الذين أثاروا جدلا واسعا في حياتهم وحتى بعد أن قضوا نحبهم في الأوساط العلمية والدينية. 

وقد كانت مدينة طنجة أو “طنجة الدولية” مدينة يقصد إليها الكتاب والرسامون والموسيقيون وسينمائيون بعد أن هربوا من أوطانهم لماجدوا فيها من تحرر ومناخ ثقافي بعيد عن العصبيات والغليان السياسي. وهنا خالط شكري مع الكتاب الأجانب وعلى وجه الخصوص جان جينيه الفرنسي و بول بولز وتجنسي وليامز الأمريكييّن’ وكان شكري قد تأثر من جان جينيه أكثر بكثير من تأثره من الكاتبين الآخرين.

هذه خلفية الكاتب محمد شكري وخلفية البيئة الثقافية والعلمية التي عاشها في طنجة والآن نتوجه إلى القصة التي رواها الكاتب لنا.

القصة

تبدأ القصة بتصوير الحالة المعيشية في المغرب، قلة الخبز يجعل الطفل يصرخ فتقوم أمه بتسليته قائلة بأنهم سوف يهاجرون إلى مدينة طنجة حيث يتوفر الخبز’ وفي طنجة عندما لم يتحقق أطماح الطفل فأخذ يتردد إلى المزابل من أجل البحث عن بقايا ما يؤكل، وذات مرة عثر على دجاجة ميتة وجاء بها إلى البيت ليطعم أخاه المريض ولكن الأم خطفتها منه وقالت له أن الإنسان لا يأكل الجيفة.

وكان الأب رجلا ظالما وعنيفا يضرب زوجته وأولاده بسبب أو بلا سبب ويجادل على الأشياء التافهة، فهو لوى عنق ابنه المريض – عندما طلب الخبز وصرخ – حتى مات. غاب الأب صدفة وفي الغياب تشتد حالة الأسرة، حاولت الأم للعثور على العمل ولكنها فشلت فتأكل البقول التي جاء بها الابن  (الراوي) من مقبرة بوعراقية حيث يرقد أخوه. وفي غضون ذلك يتم العثور على الأب وهو في السجن، تزوره زوجته في السجن مرة في الأسبوع، وعندما يخرج من السجن يجلس في البيت بدون عمل.

بدأ الابن يعمل في المقهى إلا أن أباه كان يأخذ راتبه ولم يعطيه شيئا فيستغله ويستغله صاحب المقهى، الأمر الذي يجعل الراوي يعتبر السرقة حلالا مع “أولاد الحرام”، وصار يسكر ويتحشش إلا أنه كان يفكر أحيانا : أمن أجل هذا يولد الإنسان ؟ أوه ! كلا هناك الجنة والنار، كما قالت لي الأم . وقد صفعه صاحب المقهى يوما فهرب منه، ثم عثر أبوه على عمل آخر في معمل آخر’ ثم على العمل الثالث وكان يقول لابنه : إن الأكل والنوم في الدار يكلفان مالا . إذا لم تعمل فلا يوجد أكل ولا نوم . هل تفهم ما أقوله ؟ . 

ثم بدأ يعين أمه في بيع الخضر والفواكه في حي الطرانكات، ثم سافرت الأسرة إلى وهران حيث عثر له زوج خالته على عمل في مزرعة الفرنسية التي يعمل  في اصطبلها ثم عمل عند زوجة مراقب المزارعة المسيو سيجوندي . 

ثم هاجر إلى تطوان وازداد نفوره من أبيه لأنه طرده من البيت فكان يقول لمن سأله عن أبيه بأنه قد مات منذ زمان، وكان أبوه يقبض عليه فيضربه على مرأى من الناس، ثم التقى بصديقيه عبد السلام والبستاوي اللذان تعمل أماهما في دار الخمر والدعارة، يذهب الثلاثة إلى الدار فيختار أم عبد السلام لهم فتيات ثلاثة للمبيت في الدار، خرج (الراوي) من الدار بعد أربع ليال وطاف في البساتين واشتد جوعه فأكل قطع خبز رماها بعض صياد في الماء ثم ذهب إلى محطة سكة الحديد ولكنه لم يستطع كسب قوته، فأطعمه شاب ثم عرض عليه أن يبيت معه ولكنه رفض، ولما خرج إلى الشارع توقفت السيارة أمامه وكان يقودها عجوز أشار إليه أن يركب، ركب السيارة فذهب به العجوز إلى مكان مظلم حيث بدأ يلاطف بالشاب ويتلذذ بمص عضوه التناسلي فأعطى الشاب خمسين بسيطة ففكر الشاب في أمره هذا وقال : حوالى خمس الدقائق يمصون خلالها للواحد شيئه ويعطونه خمسين بسيطة. هل كل من هم مثل هذا العجوز يمصون؟ حرفة جديدة تضاف إلى الحرفتين الأخريين: التسول والسرقة، …”

وفي اليوم التالي أراد أن يبيت في “فندق الشجرة” ولكنه عندما وصل إليه تعرض لمعاكسات من الرجال الموجودين هناك فأدرك بأن الفندق هو وكر اللوطيين ففر منه ودخل في اصطبل حتى بال عليه فرس، هكذا وصف الكاتب ذلك المجتمع الذي شاعت فيه الدعارة واللواطة.

ثم لقى صديقه ” الكبداني”في مقهى التشاطو وكان السوق عامرة بالبائعين الجوالين والمتشردين والمتجولين، وكان فوق أبواب بعض المقاهي والمطاعم رفعت الراية المغربية والراية السوداء، وهذا اليوم هو 30 مارس، وفي نفس اليوم من العام 1912م عقدت فيه الحماية الفرنسية مع المغرب، وقد مر أربعون سنة على هذه الحماية ولهذا يعتبره المغاربة اليوم المشئوم. هذا ما علم الكاتب من صاحب المقهى التشاطو. وحشد الناس في السوق حول المرواني وهو بائع الأرغفة المقلية الباكستانية ويذكرهم بهذا اليوم المشئوم والاحتلال الفرنسي فجاش الناس وأخذوا الحجارة ورشقوا بها مراكز الشرطة وغيرها من رموز الاحتلال الفرنسي، وبدأ التخريب في كل مكان وتبعه إطلاق النار من قبل رجال البوليس مما أسفر عن سقوط كثير من الناس قتلى’ ففروا كما فر الراوي وصديقه ولقيا بقابيل وهو المهرِّب وقد كان البداني يعمل معه حمالا للبضائع المهرَّبة، وذهبا معه إلى كوخه في سيدي بوقنديل.

وكان لدى قابيل فتاتان، سلافة وبشرى،  تحترفان الدعارة معه ومع من نزل على قابيل من ضيف، ونمت بين الراوي وسلافة علاقة جسدية، وبدأ يعمل حمالا مع قابيل وصديقه الكبداني، وترك كوخ قابيل بعد جولة التهريب الأولى وذهب إلى دار للازهور (هي صاحبة الدار) ولقي هناك مع ليلى و رشيدة، ويصف مضاجعته مع فتيات هذه الدار بما يلي : “ضاجعت خلال ليلتين ثلاثا منهن، رشيدة أفضلهن، تتلوى في الفراش مثل حية، قال لي حميد الزيلاشي عن ليلى البوالة بأنها تبول في الفراش أثناء النوم، حدث له معها ذلك ذات ليلة، سأنام معها الليلة لأرى إن كانت حقا تبول في الفراش، …” ( ص: 167)

ثم جاء إلى الدار”القندوسي”  وهو رجل آخر من جماعة التهريب التي كان يعمل معها، فقال له بأنه كان يبحث عنه، فأخذه معه إلى مقهى السنترال وشربا كونياك وجين وأخبره القندوسي بأن صديقه الكبداني مات لأن زورقه قد اصطدم مع الصخور وأما قابيل فقد تم القبض عليه لأنه متهم في قتل الكبداني، ثم خرجا من المقهى ولما انصرف إلى الفندق اعترض عليه شاب سكران لوطي قائلا : آ ! الغزال !فأين ماشي؟”فتعارك معه وأصيب بجروح ففر منه هاربا إلى الفندق حيث كان يقيم، واستقبله هناك حميد الزبلاشي، ونعيمة، وفوزية، وبوشتا، وكانوا ينظفون جروحه حين جاء البوليس وتم القبض عليهم، وفي السجن كتب حميد بيتى أبي القاسم الشعبي على جدار السكن :

إذا الشعب يوما أراد الحياة        فلا بد أن يستجيب القدر

و لا بد لليل  أن  ينجلي            ولا  بد  للقيد  أن  ينكسر

فتأثر به الراوي وقال له بأنه محظوظ لأنه يعرف كيف يقرأ ويكتب، فبدأ حميد يدرسه وعلمه ثلاث الأحرف الأولى الف، وباء، وتاء، ثم أطلق سراحه ولقي مع بوصوف واتفق معه على أن يعمل معه مقابل ثلاثة آلاف فرنك، وشرعا في بيع ساعات سويسرية، وشالات، ومناديل يابانية، وقداحات لليهود المهاجرين إلى فلسطين، ولما رجعا من البارات اليهودية تعاركا فيما بينهما على المبلغ الذي يجب أن يدفعه الراوي لبوصوف إذا انكسر زورقه أو ضاع، فأصيبا بجروح وتركه الراوي ينوح. 

وبدأ الراوي يهتم بالقراءة، فبدأ يشتري مجلات تنشر أخبار الممثلين وصورهم وعلى وجه الخصوص صور الراقصات المثيرة للجنس فكان يستخدمها للغايات السفلى ولإرضاء الغريزة الجنسية. وذات مساء وهو في مقهى “سي موح” وعبد المالك كان يشرح لأصدقائه الصحف والمجلات الشرقية العربية وكانوا يتحدثون عن الملك فاروق ومحمد نجيب وسياسة جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو، وضايقهم الراوي بتصرفاته فقاموا بتوبيخه وإهانته، فاشتعل وتعارك معهم، ثم تصالحوا وخرج الراوي مع صديقه الآخر كمال التركي وذهبا إلى دار السعدية الكحلا، وطلبا من صاحبتها فتاتين ليبيتا معهما، وفي الصباح ذهب إلى مكتبة واشترى كتابا لتعلم مبادئ القراءة والكتابة بالعربية، وذهب به إلى المقهى حيث لقى بعبد المالك وأخيه حسن الذي عرض عليه أن يذهب إلى مدينة العرائش (شمال المغرب) للدراسة، وكتب له رسالة وصية يحملها معه إلى مدير المدرسة فيسهل له الالتحاق بالمدرسة. ثم خرج مع عبد المالك إلى مقبرة بوعرقية وطلب منه أن يقرأ سورة من القرآن على روح أخيه المدفون هناك ، وانتهت الرواية باعترافه:       

أخي صار ملاكا، وأنا؟ سأكون شيطانا، هذا لا ريب فيه. الصغار إذا ماتوا يصيرون ملائكة والكبار شياطين.       

لقد فاتني أن أكون ملاكا.

المحاكمة

إنالألفاظ التي قد استخدمها الكاتب في هذه الرواية هي  كلها سوقية ، ومنتمية إلى العالم السفلي ، إلى العالم المسكوت 

عنه ، لا تعجب لأي إنسان يحترم الإنسانية ويعرف الفوارق بين الإنسانية والحيوانية والبهيمية ، ويدري ما للفظة الطيبة من أثر طيب في قلوب البشر ؛ يرويها الآباء لأبنائهم والأمهات لبناتهن ويهديها الناس لأحبائهم ، وما للفظة الخبيثة أو الرديئة من أثر سيئ على قلوب الناس ؛ ينفر منها ذووا الثقافة الرفيعة والذوق الصافي فرارهم من الأسد ويخجل الناس من مجرد ذكرها ناهيك أن يتناقلونها.

إنني ما فهمت السبب وراء استخدام الكاتب شكري اللفظة السفلية ، لعله – ومن لف لفه – يزعم أن التصوير الواقعي للمجتمع الغارق في الأعمال السفلية والرذيلة يحتاج لا محالة إلى اللفظة الخبيثة السافلة ، كأن القارئ لا يمكن له أن يدرك فحوى الكلام باللفظة الحسنة الصالحة وكأنه يحتاج بشكل إجباري إلى معرفة أدق تفاصيل الجريرة وقع فيها الناس ، ألم تكن في سورة يوسف قدوة حسنة له لتصوير حادث وقع في غرفة وقد غلقت أبوابها ورفع صوت “هيت لك” و قدت القميص ، إن القرآن الكريم لم يذكر تفاصيل الحادث ورغم ذلك فهمنا صغراه وكبراه بطريقة جيدة. إن استخدام الكلمة السافلة هي سياسة أساسية ومنهج مشترك بين الأدباء العلمانيين لإشاعة وترويج الرذيلة والفحشاء والمنكر، يدعون أنهم يصورون الواقع المعاش ولكن لا يقولون لماذا يصورونه، إنهم يصورونه لإفساده أكثر، ولنقل الفساد إلى طبقات المجتمع الأخرى التي تكون صالحة قبل ذلك. يقول الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله تعالى عن هذه الرواية “الجريئة”:

“ففي رواية الخبز الحافي للكاتب المغربي محمد شكري ثمة نزع شرش للقداسة عن الإنسان والكون، وثمة إنكار أكثر شراسة للقيم والمرجعية، يعبِّران عن نفسيهما من خلال انشغال مرضيٍّ بالأعضاء التناسلية والبول. ويتحول الإنسان إلى نشاط جنسي بالدرجة الأولى، ويتحول بطل الرواية في نهاية الأمر إلى بغيٍّ ذكر يرتزق من بيع جسده للذكور الآخرين…..” 

وكم تمنيت أن أحصل على فقرة أقل إباحية حتى أتقدم ببعض النماذج للإشارة إلى بذاءة هذه الرواية (الإبداعية) ولكن وجدتها مملوءة من البداية إلى النهاية بالألفاظ المخزية والمستهترة للقيم الإنسانية العامة، فآثرت أن لا أقتبس منها فقرة وإن زاد المقال نقصا. 

فهي رواية إباحية بدون الشك خرجت على سائر القواعد والضوابط الأخلاقية والإنسانية والدينية، والتي لا يسمح بها أي مجتمع إنساني يحترم إنسانيته ناهيك عن الأمة التي بعث رسولها ليتمم مكارم الأخلاق، والأمة التي قد أعطيت نظاما أخلاقيا شاملا يتسم بربانيته ويميز الإنسانية عن بقية المخلوقات، و يمسك الإنسانية عن الانحدار إلى عالم يخص بما دونها، والأمة التي أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ومما لا شك فيه أن هذه الرواية – ولو اعتبرها العلمانيون جريئة – هي رواية مشينة ومثيرة للشهوات وهدامة للأخلاق لا للناشئين فحسب بل للقراء أجمعين.

المراجع

1.     . هذه الرواية لمحمد شكري ، وهو كاتب وروائي من المغرب

2.    . د. إسماعيل أحمد ياغي ’ ومحمود شاكر ’ تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر ’ المملكة العربية السعودية ’ الرياض ’ دار المريخ للنشر ’ ط/ 1993م ’ الجزء الثاني ’ ص: 145 – 161.

3.    . المرجع السابق

4.    . العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ’ ج/1 ’ ص : 47

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *