د. أبو القاسم محمد عبد القادر، و د. محمد نور الإسلام
ملخّص البحث:
أحمد زكي أبو شادي (1892-1955م) شاعر مصري، من روّاد الشعر في العصر الحديث. إنه أنشأ “جماعة أبولّو” وأصدر ” مجلة أبولّو”. فأحدثت هذه الجماعة وتلك المجلة نهضة جديدة وحركة حديثة في مجال الشعر العربي، فهو كان من ورائد التفكير الحرّ. وكانت حياته مملوئة بالأعمال الأدبية والشعرية التي أثّرت في تكوين شخصيته. وهو قد ألّف كتبا ودوّن دواوين حتى يعدّ من المكثرين في مجال الشعر والأدب. إنه نشأ في أسرة أدبية بجوّ أدبيّ. كما كان له إلمام بالمدارس الشعرية المختلفة في عصره، وبالأدب المهجري والأدب الإنكليزي والأمريكي والشعراء الغربيّين. فكلّ ذلك ساعدته في تكوين عبقريته الشعرية. إنه نظم في الموضوعات القديمة والحديثة وأبدع في الأنواع المتنوعة من الشعر ذي القوافي والبحور. فصارت أشعاره وقصائده ذا ألوان خاصة وخصائص فذة. ففي هذا المقال نحاول تقديم الاتجاهات الشعرية المتنوعة لأحمد زكي أبو شادي.
Abstract:
Ahmad Zaki Abu Shadi (1892- 1955) was one of the pioneer Egyptian poets in modern period. He was established “Apollo” group and “Apollo Magazine”. This group and this magazine has been created a new renaissance and movement in the field of Arabic poetry. He was a pioneer person in free thinking and His life was filled with literary and poetic activities which has influenced on formation of his personality. He has wrote several books and collections of poetry. On this reason he has been considered as a most contributor to the field of poetry and literature. He was grew up in a literary family and in a literary atmosphere. And he had deep relationship with various schools of poetry in his time and with Mahjar literature, English and American literature and western poets. All these elements has helped him in formation of his poetic genius. He wrote on various ancient and modern themes and innovated various types of poetry with rhymes and prosodies. For this reason his verses and poems bears a special and unique characteristics. In this article, we shell try to present the various poetic dimensions of Ahmad Zaki Abu Shadi.
التقديم:
أحمد زكي أبو شادي (1892-1955م) شاعر مصريّ في العصر الحديث. وله مكانة سامية بين معاصريه من الشعراء. بعد درسة عميقة لأعماله الأدبية والشعرية يبدو لنا أنها كانت هناك عوامل مختلفة التي ساعدته في تكوين عبقريته الشعرية وأثرت في شاعريته. فهو مال إلى المذاهب الأدبية المتنوعة من الكلاسيكي والواقعي والرمزيّ عموما وإلى النزعة الرومانسية خصوصا، ونظم في الموضوعات المتعددة وألف دواوين كثيرة وكتبا عديدة في الشعر والنثر. فأشعاره تحمل خصائص فريدة وميزات غريبة، كما كانت لها اتجاهات عديدة. فلذا يعدّ أحمد زكي أبو شادي من الشعراء العباقرة الأفذاذ والمكثرين بين معاصريه في العصر الحديث.
أحمد زكي أبو شادي في سطور:
ولد أحمد زكي بن محمد بن مصطفي أبو شادي في التاسع من شهر فبرايرسنة1892م/1309هـ بحيّ عابدين من مدينة القاهرة بمصر.[1] ونشأ في بلدة أدبية وترعرع في جوّ أدبيّ تحت رعاية الأبوين الأديبين. فورث الأدب منهما منذ ولادته. وكان أبوه محمد أبو شادي (1867-1934م) أديبا عريقا وكاتبا ماهرا الذي يعتبر من أوائل الروّاد المصرية في إحياء الأدب العربي.[2] وكانت أمه أمينة شاعرة شهيرة التي كانت أخت الشاعر مصطفى نجيب (ت-1899م).[3] قد بدأ حياته العلمية بقريته، ثم التحق بالمدرسة الثانوية، فأتم دراسته هناك. ثم التحق بمدرسة الطبّ وقضى فيها سنة. وفي أثناء ذلك مال إلى غرام زينب ربيبة أبيه التي تعيش معه تحت سقف واحد. وكان الشاعريحبّها حبّا جمّا، ولكنها ترفضه وتزوجت من رجل أخر. فخاب الشاعر عن مرامه وجعل يردّد هذا الإسم المرغوب في قصائد عديدة، منها: “زينب”.[4]
فلما رأى أبوه هذه الحالة المستنكرة أرسله إلى اليونان وتركيا سنة1911م لينسى غرام عشيقته. فى تلك الفترة تعطّل دراسته لعام نتيجة لصدمة عاطفية. وبعد عودته من الرحلة الإجبارية أرسله أبوه إلى إنجلترا في إبريل سنة 1912م ليتمّ دراسته العالية الطبّية.[5] فقضى في إنجلترا عشر سنوات متوالية. ثلاث سنوات منها في دراسة الطبّ وتخرّج فيها سنة 1915م. ثم قضى بعده سبع سنين. فتخصّص أثناء ذلك في علم الأمراض الباطنة والجراثيم. ونال جائزة “وب”[6] في علم “البكترولوجيا” من “مدرسة مستشفى سانت جورج” إحدى مدارس جامعة لندن الطبية.[7] وهذه الجائزة شجّعته إلى البحث العالي في علم الطبّ. وفي أثناء ذلك اهتم بتربية النحل. فاتخذ “النحل وطبيعته” موضوعا للبحث. فألف جماعة علمية سماها “جماعة النحالة” وأصدر لها مجلة “مملكة النحل” وصنّف “مملكة العذارى، في النحل وتربيته” و”أوليات النحالة”.[8] وعيّن سكرتيرا لجمعية آداب اللغة العربية التي أسّسها المستشرق مرجليوث (1858-1940م).[9] كما ساهم في تأسيس “النادي المصري” وعمل سكرتيرا له من سنة 1913م إلى 1914م.[10] جدير بالذكر أنه أسّس “نادي النحل المصريّ” بعد شهرين من تأسيس “النادي المصري.” فحيّاه أمير الشعراء أحمد شوقي لنظم قصيدته الغرّاء “مملكة النحل.” أراد أن يكون مربيا للدجاج فأنشأ مجلة “الدجاج” وصنّف “مملكة الدجاج”[11] وعمل زمنا في تأسيس معهد النحل الدولي سنة 1919م، وفي مجلة “عالم النحل”. وفي أثناء إقامته في إنجلترا تزوّج من سيّدة إنكليزية رافقته زمنا طويلا من حياته حتى قبيل هجرته إلى أمريكا سنة 1941م[12] ووفرت له الجوّ الملائم الذي أنتج خلاله دواوينه ومؤلفاته.[13] وفي أثناء إقامته في إنجلترا أحاط اللغة الإنجليزية والفرنسية وأدبهما وغيرهما من اللغات الأجنبية حتى أتقن بهما حيث ينشد فيهما. كما مال إلى المذاهب الأدبية المتنوعة من الكلاسيكي والواقعي والرمزيّ عموما وإلى النزعة الرومانسية خصوصا. وكان الشاعر اتخذ خليل مطران كأستاذ وشيخ له لتلك المذاهب. وتأثر بأشعار شيلي[14] وكيتس.[15] فلما لاحظ أن الشرطة الإنجليزية تراقب نشاطاته في “النادي المصري” وضاقت عليه الأرض البريطانية عزم على العودة إلى وطنه فرجع إلى مصر أواخر ديسمبر سنة 1922م.[16]
بعد عودته إلى وطنه بدأ حياته العملية كطبيب في الوظيفة الحكومية. فجعل مهنته هذه لخدمة الشعب المصري متنقلا بين القاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد، حيث عيّن طبيبا بكترولجيا بالقاهرة في إبريل سنة 1923م، ثم عيّن مديرا في قسم البكترولوجيا بمستشفى الحكومة بالسويس في إبريل 1924م. ثم رحل إلى بور سعيد وعيّن أستاذ البكترولجيا بالجامعة الإسكندرية. ثم عمل مدير مستشفى الحكومة بالإسكندرية. رغم أنه كان مشتغلا فى وظيفة حكومية ولكنه غلبت عليه الرغبة إلى منتدى الأدباء والشعراء والفضلاء والنبلاء بالقاهرة. فغادر الإسكندرية وسافر إلى القاهرة سنة 1928م ليخدم الناس بعلومه الطبية ويهذبهم بفنونه الأدبية والشعرية. وعيّن مديرالقسم “البكترولوجيا” في إبريل سنة 1932م في معهد الصحة بالقاهرة. وأسّس مدرسة شعرية باسم مدرسة “أبولّو” سنة 1933م، وأصدر مجلة بنفس الاسم.[17] وكان عمله الكبير هو إنشاء “جماعة أبولّو”[18] وإصدار مجلة “أبولّو” [19]مختصة بالشعر والنقد. وقد أحدثت هذه الجماعة وتلك المجلة نهضة أدبية حيث ساعدت في إبراز عدة من الشعراء الأفذاذ. ولم يكن لجماعة أبولّو مذهب أدبي محدّد، وقد تحمل المجلة أشعار المحافظين والمجددين على الاستواء. وكان موضوع شعره فى تلك الفترة الطبيعة والحبّ والهيام.[20] ثم نقل إلى الإسكندرية مرة أخرى سنة 1935م، وظلّ يعمل في الحكومة حتى أصبح وكيلا لكلية الطبّ بجامعة الإسكندرية سنة 1942.[21]
هاجر أحمد زكي إلى نيويورك سنة 1946م واستقرّ هناك إلى أخر حياته، وعمل أستاذا للأدب العربي في معهد آسيا بأمريكا وكان أمينا للسرّ في رابطة أدبية باسم “رابطة منيرفا” (منيرفا: هى ألهة الحكمة.) وهى جماعة أدبية شعرية أسسها نعمة الله الحاج (المولود 1889م) الذي كان رئيسا لها. وقد ضمت الرابطة عددا من المفكرين العرب والأمريكيين.[22] وأسس أحمد زكي الجماعة الأدبية والعلمية. وأصدر المجلات ونشر دواوينه وحرر مجلة “أبولو” الأدبية الفنية، ثم أصدر مجلة “الهدى” العربية. وكان يقضي أوقاته في الولايات المتحدة في شغل ونشاطه. وساهم بنادي الأدب وأصدر مجلة “الهدى” باللغة العربية. وأبدى رأيه في الشعر الحرّ والشعر العربي والأدب العربي واللغة العربية. وشاعت هذه المجلة عند الأمريكيين والعربيين ولكن لم يطل عمرها حتى توقفت. وكان أحمد زكي يكتب المقالات الأدبية والعلمية ويلقي المحاضرات في التجارة وفي الإذاعة من “صوت أمريكا”[23] كما يترجم بعض الأشعار الفارسية والإنكليزية، ورباعيات عمر الخيام وحافظ الشيرازيّ إلى اللغة العربية الفصحى.
توفّى أحمد زكي أبو شادي في اليوم الثاني عشر من إبريل سنة 1955م/1374هـ بواشنطن في أمريكا. [24] ودفن هناك. فرثاه كثير من الأدباء والشعراء والأصدقاء والأساتذة والتلامذة والنقاد وغيرهم بقصائدهم الرثائية الغراء.[25]
العبقرية الشعرية لأحمد زكي أبو شادي:
كان أحمد زكي أبو شادي شاعرا موهوبا، وإنّ عبقريته الشعرية تكاد تكون منقطعة النظير في تاريخ الأدب العربي الحديث. قد ساعدته العوامل المتنوعة المؤثرة في تكوين هذه العبقرية، وبلّغته إلى أعلى القمم من المكانة بين معاصريه من الشعراء. وهو قد ألف دواوين كثيرة وكتبا عديدة في الشعر التي تدلّ على نجابته في الشعر العربي الحديث. وهو كان يعدّ من أبرز الشعراء المعاصرين المكثرين من حيث الإنتاج الشعريّ. وظهرت عبقريته الشعرية في مؤلفاته كلّها في الألفاظ والمعاني والأساليب والموضوعات، والفنون والأغراض وغيرها. فمن أهمّ مؤلفاته:
1.ديوان أنداء الفجر (1910)، 2. ديوان زينب (1924)، 3. ديوان مصريات (1924)،.4. شعر الوجدان (1925)، 5. أنين ورنين 01925)، 6. رجع الصد (1926)، 7. الشفق الباكي (1927)، 8. مختارات وحي العام (1928)، 9. أشعة وظلال (1931)، 10. الشعلة (1932)، 11. أطياف الربيع (1933)، 12. أغاني أبي شادي (1933)، 13.ديوان الينبوع (1934)، 14. فوق العباب (1934)، 15. الكائن الثاني (1934)، 16. شعر الريف (1935)، 17. العباب (1935)، 18. عودة الراعي (1942)، 19. من السماء (1949)، 20. أغاني السرور (1953)، 21. أغاني الحزن (1953)، 22. الإنسان الجديد (1985)، 23. النيروز الحرّ (1988)، 24. أناشيد الحياة (مخطوط)، 25. أيزيس (مخطوط)، 26. وطن الفراعنة، 27. ذكرى شكسبير. وله قصص شعرية وهى: 1. معشوقة ابن طولون، 2. مها، 3. نكبة نافارين، 4. مفخرة رشيد، 5. عبده بك. كما يوجد له تمثيليات شعرية، وهى: 1. ابن زيدون في سجنه، 2. إحضار إمرئ القيس، 3. أزدشير، 4 الطبيب الشاعر.
العوامل المؤثرة في شاعرية أحمد زكي:
بعد دراسة عميقة للأعمال الشعرية لأحمد زكي أبو شادي يبدو لنا أنه تأثر بعوامل عديدة في شاعريته التي زادت عبقرياته الشعرية وفتحت أمامه الأعين الأدبية حتى صار شاعرا وأديبا ماهرا. فمن تلك العوامل:
- نشأته في أسرة أدبية:
إن الشاعر أحمد زكي أبو شادي نشأ وترعرع في أسرة أدبية تحت رعاية الأبوين الأديبين. فكان أبوه أديبا عريقا وكاتبا ماهرا الذي كان يعتبر من أوائل الروّاد المصرية في إحياء الأدب العربيّ. حيث أنه أصدر مجلة أسبوعية أدبية “الإمام” سنة 1905م وجريدة يومية “حدائق الظاهر”. [26] وكانت لهذه الصحيفة أثر كبير فى حياة الشاعر. وكانت أمّه أيضا شاعرة. فهذه النشأة أثّرت فى شاعريته تأثيرا بالغا منذ حداثة سنّه وعنفوان شبابه. فكانت أسرته مدرسته الأولى ووالداه كانا أستاذا الأدب العربي الأول. فمظاهر تأثيرهما أنه حينما بلغ الثامنة عشر من عمره نشر مجموعا من الشعر والنثرفي جزئين.[27]
- اتّخاذ خليل مطران كأستاذ في الأدب والشعر:
إن الشاعر أحمد زكي اتخذ شاعر القطرين خليل مطران (1872-1949م) أستاذا وشيخا في الأدب والشعر وتأثره في دعوته إلى التجديد الشعري عموما وإلى المذهب الرومانسي خصوصا. وكان مطران من الروّاد للحركة الشعرية الرومانسية. وإنّ الشاعر أحمد زكي يوقّره حتى أهدى له روايته الشعرية “أختانون.” فقد أقرّ الشاعر حول تأثيره، حيث يقول :[28]
وهل أنا إلا نفخة منك لم تزل على عجزها ظمأي وإن دمت قدوتي
يجلك قدرا شاعر بعد شاعر وتوقظ عمرا أمة بـــــــــــــــــــعد أمة
وما عابني إطراء حتى فإنما أعبر عن دينـــــــي وأنشر ملتــــــي
- تأثره بالمدارس الشعرية المختلفة:
لازم أحمد زكي أمير الشعراء أحمد شوقي (1868-1932م)، وشاعر النيل حافظ إبراهيم (1871-1932م)، وإبراهيم عبد القادر المازني (1890-1949م)، وعبد الرحمن شكري (1886-1958م)، وعباس محمود العقاد (1889-1964م)، وأحمد محرم (1871-1945م)، ومصطفى صادق الرافعي (1880-1937م)، وغيرهم من الأدباء والشعراء الأفذاذ المعاصرين. فكان أحمد زكي أصغرهم سنّا، فيتّبع مدرستهم الشعرية، ويعجب بوطنية حافظ وعالمية شوقي، كما يعجب ابتكار الفن المستحدث في الشعر، هو الشعر المرسل، وكانوا يحبّونه حبّا جمّا، فتأثر الشاعر بهذه المدارس، وملامح تأثيرهم اتسمت في شعره الاجتماعي وشعره المرسل وفي عولمته الشعرية.
- تأثره بالشعراء الغربيّين:
إن الشاعر أحمد زكي هاجر من مصر إلى إنجلترا لدراسة علم الطبّ فقضى فيها طوال عشر سنوات، كما هاجر إلى أمريكا وقضى هناك تسع سنوات ألى أن توفي سنة 1955م. ففي أثناء إقامته هناك إنه قرأ الأدب الإنكليزي وطالع الأدب الأمريكي وأحاط الأصول والعناصر والعواطف للشعراء الغربيين هناك واتصل بأبرز شعرائها من مثل: ويليام ووردزوورث، وشيلي وكيتس وهيني وكثير من الأدباء الغربيين كأمثال ولز وديكتر وأرنولد وغيرهم وتأثر بهم.
- تأثره بجماعة الديوان:
إن جماعة الديوان تطلق على النقاد الثلاثة الذين كوّنوها، وهم: عباس محمود العقاد (1889-1964م)، وإبراهيم عبد القادر المازني (1890-1949م)، وعبد الحمن شكري (1886-1958م). وسميت هذه الجماعة نسبة إلى الكتاب النقدي الذي أصدره العقّاد والمازني سنة 1921م.[29] قد تأثر روّاد “جماعة الديوان” في نزعتهم الجديدة بالأدب الإنجليزي، وبالشعراء والكتّاب الرومانسيين خاصة. فهذه الجماعة أثّرت في شاعرية أحمد زكي.
- مطالعته للأدب المهجر:
الأدباء المهجرون الذين هاجروا من الشرق، خاصة من الشام و لبنان إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية طلبا للحرية والمعاش وتخلّصا من فساد الاستعمار التركيّ. وابتدعوا أدبا يجمع بين ملامح الشرق العربيّ (الرومانسي) وملامح الغرب (مظهر تجديد). وذلك في منتصف القرن التاسع عشر. إن أحمد زكي هاجر إلى أمريكا وطالع فيها الأدب المهجر ومناهجه وأساليبه. وهذه المطالعة أثرت في شاعريته.
موقف أحمد زكي من الفنون الشعرية:
الشعر فن مهمّ من الفنون الجميلة. كما عبرها الشاعر العراقي معروف الرصافي في قصيدته “الفنون الجميلة”:[30]
الشعر فن لا تزال ضرورته تتلو الشعور بألسن الموسيقي
ويجيد تقطير العواطف للورى فتخاله لقلوبهم إنبيقا
إنّ الشاعر أحمد زكي كما ذكرنا فيما أعلاه قد قضى حياته في بئية أدبية في داخل البلاد وخارجها. فلذا أنه تأثر بفنون شعرية بالشعراء المعاصرين البارزين. فثمرات تأثره بالفنون الشعرية المتنوعة الرائجة في عصره مملوئة في أشعاره وقصائده. نحن نلقي ضوء فيما يلي حول موقفه من تلك الفنون:
- الشعر الحرّ (Libre Verse):
الشعر الحر هو ترتيب مغاير للشكل المألوف “الشعر العمودي”، أو هو ترتيب جديد للتفعيلات الوزنية التراثية، من حيث عدم الالتزام بعددها المحدد في وزن القصيدة وتغيير في القوافي، أو شعر خالص من القيود العروضية. وينظم في سطور قصيرة، لا يستمر كالنثر، ويختلف الطراز بحقيقة حتى لا ينتظم تحت نظام عروضي موسيقي محدد، أو هو الذي لا يخضع لنظام البيت والشطر والقافية المردة والذي يكتفى بوحدة التفعيلة.[31]ورائد الشعر الحرّ هو الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب (1926-1964م)، والشاعرة العراقية نازك الملائكة (1923-2006م). ومن المعلوم أنّ الشاعر صلاح الدين عبد الصبور(1351هـ/1932م-1401هـ/1981م) مؤسس مدرسة الشعر الحرّ في مصر.[32]قد أبدع أحمد زكي هذا الفنّ. له قصائد عديدة في الشعر الحرّ. فقصيدته ” أوراق الخريف” خير مثال للشعر الحرّ. فبعض أبياته منها:[33]
هل كنت إلا رمز أحلام نفضن اليوم نفضا
مصفرة شأن الممات بحمرة تحكي النجيع
فكأنما قتلتك أحكام الحريف بلا شفيع
يريثك قبلي الطير كم أنقذته يا فانية
- الشعر المرسل (Blank Verse):
الشعر المرسل الذي أهمل القوافي والأوزان أو حوفظ على الأوزان دون القوافي. وبعبارة أخرى، هو شعر موزون لكن لا يقيد بقافية.[34]سمّى به لأنه لم يتقيد فيه بوحدة القافية. قد نشأ الشعر المرسل في اللغة الإنكليزية في القرن السادس العشر بأيدي الشعراء الأبرزين، منهم: وملتون(1608-1674)، ووردورت (1770-1850م)، وتينيسون (1809-1892م)، وإيليوت (1888-1965م).ودخل الشعر المرسل في الأدب العربي في آواخر القرن التاسع عشر، ونضج هذا الأسلوب في النصف الأول من القرن العشرين بأيدي الشعراء البارزين عموما وبأيدى شعراء جماعة أبولو خصوصا.ومن دعاته توفيق البكري، ومطران، وشكري، وأبو شادي وجميل صدقي الزهاوي (1863-1936م)، وغيرهم. وإن الشاعر أحمد زكي أبو شاديأنشد في ديوان “الشفق الباكي” عددا هائلا من قصائد الشعر المرسل. وقصيدته “الأحداب” خير نموذج للشعر المرسل له بعض أبيات من قصيدة “الأحداب”:[35]
فاستوى الأحداب الخبيث على العرش كئيبا بملكه السفلى
حائرا لا يرى سبيلا إلى النار من الناس والوجود الهني
استوى الأحداب المروع كالقرد وأوني بروحه إبليس
- الشعر ذو البحور المتنوعة:
توجد في الشعر العربي الحديث قصائد عديدة ذات البحورالمتعددة عموما، وفي الشعر الحرّ والشعر المرسل خصوصا. فاستخدم الشعراء هذا الاتّجاه لأجل حريتهم في الشعر. ويوجد في كثير من قصائد أحمد زكي أشعارا ذات البحور. مثلا قصيدته ” بلوتو وبرسفون. ” فبعض أبيات من قصيدته “الفنان” :[36]
تترجم اسمى معاني البقاء
وتثبت بالفن سرّ الحياة
وكل معنى يرف لديك في الفنّ حيّ
إذا تأملت شيئا قبست منه الجمال
وصنته كحبيس في فنك المتلالي
ثبت فينا العبادة
ثبت فينا جلالا لا انقضاء له
نحن نجد في التفعيلة العروضية في الأبيات المذكورة أن الشاعر استخدم أربعة بحور. كذا نجد في تلك القصيدة بحورا متنوعة مع القوافي المتعددة.
- الشعر ذو القوافي المتعددة:
إن الشعراء يسلكون في إنشاد شعرهم بلزوم القوافي المستقلة. وهذا كان من العصر الجاهلي حتى عصر النهضة. فلا يوجد أي قصيدة في أي عصر من العصور الأدبية ذات متعددة القوافي. ففي العصر الحديث بدأ الشعراء ينظمون قصائد ذات القوافي، وعلى رأسهم أحمد زكي أبو شادي. إنه أنشد قصائده ذات متعددة القوافي. فقصيدته ” القطة الذكية” أوضح نموذج في هذا المجال. وبعض الأبيات منها:[37]
لي قطة مشغولة بالبحث في الأشياء
تجــــــري هنا وههنا تقفز في أشكال
لكنها قد لجأت من مكرها للحيـــــــله
تركت شؤون اللهو واتـ خذت من العقل المعين
وكأنما هى تكنس وكأنما هى تدرس
إننا نجد في الأبيات المذكورة أن الشاعر أنشد أولا بقافية الهمزة ثم باللام ثم بالهاء ثم بالنون، وأخيرا بقافية السين.
- الأسلوب الجديد ذو الألوان والصيغ:
أنشد الشاعر أحمد زكي قصائد بالأساليب الجديدة ذي الألوان المتنوعة والصيغ الجميلة. مثلا قصيدته ” أفرديت وأدونيس. ” فبعض أبيات منها:[38]
هلمى دموع الجمال هلمى ولا تكتفى
ويا جذوة في اشتغال أطيلي ولا تنطفى
لهيبا بقلبي الوفى
جئت قربة (أفرديت) تنوح نواح المروع
بقلب كبير شتيت يسيل مسيل الدموع
ويفشي الأسى في الزروع
علت صرخة داويه فهزت عتى الصخور
كان المنى الفانيه تطوف بأهل القبور
وتحى الشجى والثبور
نحن نجد في الأبيات المذكورة أن الشاعر بدأ قصيدته بقافية الياء ثم استرد إلى العين ثم إلى الراء، والبحر في الشطر الأول والثاني واحد، وأما في الشطر الثالث فبحر أخر. وكل بيت له مصرعان، وللبيت الثالث مصرع واحد فحسب. وانتهى القصيدة بهذا الأسلوب.
- فن الأوبرات:
إنّ الأوبرا هى الحكاية الغنائية التي تمثل للذة والاستماع إلى غنائها.[39] بدأ فنّ الأوبرات أولا في فلورنسا ولكن ليس كفنّ أدبيّ، بل من حيث فنّ موسيقي قبل كل شيء. وانتقل هذا الفن من فلورنسا إلى مدن إيطاليا، ثم منها إلى فرنسا، وألمانيا وإنجلترا وروسيا. وحاول أحمد زكي في أثناء مكوثه إنجلترا أن يدخل فن الأوبرات في الشعر العربي الحديث، واعتنى بهذا الفنّ سنة 1917م.[40] هو أول من نظم الأوبرات[41] في اللغة العربية وأدبها. وله أوبرات متنوعة أغلبها في الشعر التمثيلي. فأهم أوبراته: أ. “الإحسان” هي أولى أوبراته. (فإحسان فتاة تحبّ ابن عمّها أمين بك ولما ذهب أمينإلى الحبشة في حملة الجيش المصري ماتت إحسان)؛ ب. أزدشير” (ابن ملك الفرس أحب حياة النفوس ابنة ملك العراق وتزوج منها بعد صراع عنيف)؛ ج. “الالهة” (هي أوبرا رمزية حيث تهب ألهة الجمال والحبّ لنجدة الشاعر من ألهه الشهوة والقوة)؛د. “الزباء ملكة تدمر” (قصة ملكة تدمر التي حاربها بليونس انتقاما منها لأنها رفضت الزواج منه)؛ه. ” بنت الصحراء.”[42]فبعض أبيات من أوبرا “الألهة”:[43]
وأرى حياتي ضلة أرى القناعة جانية
وأحار في أصلي وفي نفعي ونفسي الدامية
فأحر خوفا للطبي عة من شجوني العافية
لكن أعود إلى العذا ب وللظنون الطاغية
موقف أحمد زكي من المذاهب الشعرية:
إن الشاعر أحمد زكي أبو شادي مارس الشعر ومال أثناء ممارسة شعره إلى المذاهب الأدبية المتنوعة. فمن تلك المذاهب:
- الرمزية: الرمزية هى مذهب أدبيّ برز في العصر الحديث غبّ المذهب الرومانسيّ بعد نصف القرن التاسع عشر بفرنسا. يعدّ الشاعر بودليير، وفارلين، وإسطفان مالارميه، وبول فليري، ورامبو روادا للمذهب الرمزي وزعماءه.[44] لقد شاع هذا المذهب من فرنسا إلى العالم العربيّ بسرعة هائلة. دخلت الرمزية في الشعر العربي بأيدي المازني وشكري والعقاد وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وإبراهيم ناجي وأبو القاسم الشابي وإلياس أبو شبكة وأحمد زكي وغيرهم من الشعراء الوطنيين والسياسيين. يعتبر أحمد زكي أبو شادي من أبرز الشعراء الرمزيين وأعلى طبقاتهم الرمزية. وتوجد الرمزية في شعره الوطني والسياسي. مثلا قصيدته ” القطة الذكية ” بين في أبياتها فظنة القطة وذكاؤها. ولكن رمز بها الاحتلال والظلم والاستبداد والمكر للمستبدين السياسيين والحكماء الماكرين. بعض أبيات من قصيدته ” القطة الذكية “:[45]
لي قطة مشغولة بالبحث في الأشياء
حتى هواء غرفتي والطير في السماء
تجري هنا وها هنا تقفز في أشكال
تعلم الأولاد مك را مزعجا للبال
- الواقعية: برزت النزعة الواقعية الشعرية أولا في فرنسا. ونضج هذا المذهب بأيدي ليوتلستوى، وإبسين، ودستيوفسكي، ومكسيم غوركي، وغيره من الكتاب والأدباء والمفكرين. ثم تسربت هذه النزعة في الشعر العربي في القرن التاسع عشر بأنحاء العالم العربي خصوصا في مصر والعراق ولبنان. ومن روّاد هذا المذهب خليل مطران، ومصطفي عبد اللطيف السحري(1902-1983م)، وإبراهيم ناجي(1898-1953م)، ومعروف الرصافي(1875-1945)، وأبو القاسم الشابي()، وعلى رأسهم أحمد زكي. إنه كان شاعرا كبيرا واقعيا، نظم قصائد كثيرة وصوّر فيها النزعة الواقعية الشعرية. فقصيدته “وحي المطر” و”عيش الحرّ” والطب الحائر” وغيرها أوضح الأمثلة لهذا المذهب.و بعض أبيات من “الطبّ الحائر” فيما يلي:[46]
نظر الطبيب إلى نظرة ناقد أعياء مكمن علتي ودوائي
والطبّ يقصر عن شفاء مسهد ألف الأسى لنسفل الأهواء
ما كل بأس في الجسوم بصحة أو كل وهن للجسوم بداء
والعيش عيش حقائق ودقائق والموت موت سلامة الآراء
- التأملية: تبدو النزعة التأملية في شعر أحمد زكي منذ صباه حتى نهاية حياته الشعرية. ويتمثل الشعر التأملي في أشعاره المتنوعة، كما يمثل في أشعاره الصوفية والفلسفية. يوجد في شعره التأمليّ الألفاظ الجديدة والمعاني المبتكرة. وقصائده التأملية أخذت مكانها في ديوان “أطياف الربيع” و”الينبوع” و”أشعة ظلال” و”الشفق الباكي.” وقصيدة “أنفاس الخزامى” و”الخالق الفنان” و”دمعة على قبر” و”أقصى الظنون” من أحسن الأمثلة للشعر التأملي له. وبعض أبيات من قصيدة “الخالق الفنان”:[47]
تبارك ربّي مبدعا ومصورا لقد خلق الآيات كالسحر للورى
يراها الفتى لكن كأن الذي يرى خيال وخلف الكون كون تسترا
وما عظم الخلاق إلا احتجابه فسبحانه يبدو ويخفى مكررا
وما شاقني في الكون إلا خفيه فإن وراء الكون عقلا مدبرا
- الوجدانية: إن الشاعر أحمد زكي من الشعراء الوجدانيين البارعين في العصر الحديث. وإنه قد برع في الأشعار الوجدانية حتى ينظمها استجابة للمهارة الفنية والكفاءة اللغوية. ونظم الشاعر الشعر الوجداني لحبه العميق إلى عشيقته وفراقه عنها، وحزنه الطويل بها. وله قصائد كثيرة وجدانية. فديوانه “الشفق الباكي” يحتوي قصائد كثيرة لهذا المذهب. منها: الجمال العصري، وتعريف الجمال، وألهه الجمال، والجمال المقسم، وشعر الحب، وعشق النظرة الأولى، والصبا والحب، والجريح المنسي، والفراق، وبعد الفراق، وغيرها. وله ديوان مستقل باسم “شعر الوجدان.” وبعض أبيات من قصيدته الغراء “ساكنة الرمل”من هذا الديوان فيما يلي: [48]
وافي كتابك يا حياتي مثلما وافي الجديب الروض غيث صيب
فنمت بذور للغرام أمية تهفوا لنور من مالك يرقب
مهما حباها الشوق عطف حرارة مهما أتاها من نداك المطلب
ما زال يعوزها ضياؤك منعشا ما كان يغني عن ضياء مشرب
- الرومانسية: الرومانسية هى النزعة الأدبية المستقلة ضدّ الكلاسيكية التي نشأت في أوروبا في أواخر القرن السادس عشر الميلاديّ بأيدي الأدباء الأوروبيين. ثم انتشرت إلى الشرق وتسربت في الأدب العربي في الأقطار العربية، وخاصة بمصر في القرن العشرين بأيدي الشعراء العمالقة. كأمثال خليل مطران (1872-1949م) – مخترع المذهب الرومانسي-، وأحمد زكي أبو شادي، وإبراهيم ناجي (1896-1953م)، وأبو القاسم الشابي (1909-1934م)، وحسن كامل الصيرفي (1908-1984م)، وأحمد محرم (1871-1945م)، وعلى محمود طه (1902-1949م).[49] وقد نظم أحمد زكي أبو شادي كثيرا من الأشعار الرومانسية منها: قصيدته “كتر الحبّ” و”الخلسة” وغيرها. وبعض أبيات من “كتر الحبّ”:[50]
يعذب قلبي بالمحبة بينما تملك منه الحب كل شغاف
وأشبع هذا الكون من حبه غنى وما الكون للقلب المحب بكاف
فأين حبيب يملك الحب كله وأين حبيب للمحبة واف ؟
فما غير حسن في عوالم سحره كفيل وما غبر التجارب شاف ؟
الختام:
إنّ أحمد زكي أبو شادي من روّاد الشعر في العصر الحديث. وهو كان رائد مدرسة أبولو. وله دواوين ومؤلفات وآثار كثيرة في الشعر والنثر. كما كان له قصص شعرية بجانب مسرحاته الشعرية وأوبراته العديدة. ولشعره خصائص كثيرة وميزات متنوعة من الناحية الفنية والموضوعية والمذهبية. نظم الشعر في مختلف الفنون من الرومانسي والرمزي والواقعي. ولكن أغلب شعره يدور حول موضوعين الطبيعة والحبّ. وهو تأثر بأشعار الشعراء العصر الجاهلي والعباسي وكما تأثر بأشعار الشعراء في العصر الحديث، خصوصا بأشعار الشعراء المعاصرين من مختلف الأجناس. فمظاهر هذا التأثير يوجد في كل سطر من قصيدته وكل بيت من أبياته. هكذا نجد الملامح العديدة والاتجاهات المتعددة في أشعاره وقصائده.
قائمة المصادر والمراجع:
- أحمد عبد المقصود هيكل، تطور الأدب الحديث في مصر.
- أحمد زكي أبو شادي، ديوان شعر الوجدان، 1925م.
- الجبوري، كامل سلمان، معجم الأدباء، المجلّد الأول، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى.
- الجندي، أنور، أحمد زكي، المؤسسة المصرية العامة، مصر.
- الدسوقي، د. عبد العزيز، جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث، ج/1، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط4، 2000م،
- هيكل، أحمد عبد المقصود، تطور الأدب الحديث في مصر، دار المعارف، ط/6، 1994م
- قبش، أحمد، تاريخ الشعر العربي الحديث المصدر السابق
- ضيف، شوقي، الأدب العربي المعاصر في مص، القاهرة: دار المعارف، ط2، ص 146؛ والدسوقي، د. عبد العزيز، المصدر السابق
- الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، ج/2، دار الفكر العربي، سنة 1420 هـ- 2000م.
أحمد زكي أبو شادي، مجلة أبولو، المجموعة الكاملة، ج/2، مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003، - مندور، الدكتور محمد، الشعر المصري بعد شوقي، نهضة مصر،
- الشاذلي، دكتور عبد السلام، تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2006م،
- الرصافي، معروف، شرح مصطفى عليّ، ديوان الرصافي، ج/2، دار المنتظر، لبنان، ط/1، 1999-2000م،
- دكتور عزّ الدين إسماعيل، الأدب وفنونه، القاهرة: دار الفكر الأدبي،
Bibliography:
- Ahmed Abdel-Maqsoud Haykal, Thathawwuru al -adab -al- hadees fie Misr.
- Abu Shadi, Ahmad Zaki. Diwan Shiar al wujdan. 1925.
- Al- Jaburi, Kamil Salman. Mu`jam al- Udaba. Beirut: Dar al- Kutub al- `Ilmiyah, 2003.
- Al- Jundi, Anwar. Ahmad Zaki. Egypt: Al- Muassasah al- Misriyah al- `Ammah.
- Al- Dasuki, Dr. Abdul Aziz. Jama`atu Abello wa Asruhu fi al- Sh`er al Hadith. Egypt: Al- Haiatul `Ammah li- Qusur al Thaqafah, 2000.
- Haikal, Ahmad Abdul Maqsud. Tatawwor al- Adab al- Hadith Fi Misr. Egypt: Dar al Ma`arif, 1994.
- Kabbish, Ahmad. Tarikh al Sh`er al- Arabi al- hadith. Beirut: Dar al- Zel.
- Daif, Dr. Shawqi. Al- Adab al- `Arabi al- Mu`asir fi Misr. Cairo: Dar al- Ma`arif.
- Al- Dasuki, Umar. Fil Adab al- Hadith. Dar al- Fikr al- Arabi, 2000.
- Mandur, Dr. Muhammad. Al- Sh`er al- Misri Ba`da Shawqi. Egypt: Nahda Misr. 1993.
- Al- Shazuli, Dr. Abdus Salam. Tajrabah al- Madinah fi al- Sh`er al- Arabi al- Mu`asir. Cairo: Al- Haiah al- Misriyah al- Ammah Lil Kitab, 2006.
- Maruf al Rusafi, Diwan. Lebanon: Dar al Muntazir, 1999- 2000.
- Isma`il, Dr. `Izz Uddin. Al- Adab wa Fununuhu. Cairo: Dar al- Fikr al Adabi.
الهوامش
[1] . الجبوري ، كامل سلمان ، معجم الأدباء، المجلّد الأول، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1424هـ/ 2003م، ص 150؛ وقبش، أحمد، تاريخ الشعر العربي الحديث، دار الجيل، بيروت، دون تاريخ، ص 236
[2] .الجندي، أنور، أحمد زكي، المؤسسة المصرية العامة، مصر، دون تاريخ، ص 23.
[3] . مصطفى نجيب: كان أديبا مصريا ماهرا، وشاعرا بارعا، كان اشتهر بالملح والدعابة. برع في وصف المخترعات الحديثة. يحسن ابتكار المعاني، له أسلوب رشيق، يؤثر الأسلوب المسجوع دائما. له كتاب “حماة الإسلام.” (الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، ج/1، دار الفكر العربي، 1420هـ/2000م، ص254)
[4] . الدسوقي، د. عبد العزيز، جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث، ج/1، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط4، 2000م، ص 146
[5] . هيكل، أحمد عبد المقصود، تطور الأدب الحديث في مصر، دار المعارف، ط/6، 1994م، ص 299
[6] . “ويب “جائزة تعطى للفائزين للبحث في العلوم بإنجلترا.
[7] . قبش، أحمد، تاريخ الشعر العربي الحديث المصدر السابق، ص 236
[8] . الجبوري، كامل سلمان، معجم الأدباء، ج/1، المصدر السابق، ص 150-151
[9] . مرجليوث (1858-1940م): مستشرق إنكليزيّ. (لويس معلوف، المنجد في الأعلام، مؤسسة انتشارات في دار العلم، إيران، دون تاريخ، ص 511)
[10] . ضيف، شوقي، الأدب العربي المعاصر في مص، القاهرة: دار المعارف، ط2، ص 146؛ والدسوقي، د. عبد العزيز، المصدر السابق، ص 140-141
[11] . الجبوري، كامل سلمان، معجم الأدباء، ج/1، المصدر السابق، ص 150-151
[12]. قبش، أحمد، تاريخ الشعر العربي الحديث المصدر السابق، ص 236
[13]. نفس المصدر، ص 236
[14]. شيلي (1792-1822م): يعد من الأعمدة الخمسة الرومنطيقية. ولد بمدينة “هرس هام” في أسرة أستقراطية. لم يعمر إلا قليلا ولكن شهرته في آفاق العالم.
[15]. كيتس (1795-1921م): هو شاعر إنكليزيّ، اشتهر بالشعر الغنائيّ. (لويس معلوف، المصدر السابق، ص 482)
[16]. ضيف، شوقي، المصدر السابق، ص 146
[17]. الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، ج/2، دار الفكر العربي، سنة 1420 هـ- 2000م، ص70
[18] . “جماعة أبولو”هى تطلق على هيئة أدبية جديدة أسسها في القاهرة الشاعر المصري د. أحمد زكي أبو شادي (1892-1955م) في سبتمبر عام 1932م، وجعل مركزها القاهرة وتجمع طائفة من أعلام الأدباء، والشعراء والنقاد.
[19]. “مجلة أبولو” : هى أول مجلة خصصت للشعر ونقده في العالم العربي. صدر العدد الأوّل من مجلّة أَبولو فى سبتمبر سنة 1932م.
[20] . قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 239
[21] . الدسوقي، د. عبد العزيز، جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث، المصدر السابق، ص 141
[22]. قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 293
[23] . الجبوري، كامل سلمان ، معجم الأدباء، ج/1، المصدر السابق، ص 151
[24]. أحمد عبد المقصود هيكل، تطور الأدب الحديث في مصر، المصدر السابق، ص 299؛ والدسوقي، د. عبد العزيز، جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث، المصدر السابق، ص 147
[25]. الخفاجي، د. عبد المنعم ود. عبد العزيز شرف، مقالة: الدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد مدرسة أبولو، في تقديم مجلة أبولو، المجموعة الكاملة، لمجلة أبولو، مكتبة الأسرة، مصر، 2003م، ج4، ص 10؛ وقبش، أحمد،المصدر السابق، ص 236
[26] . الدسوقي، د. عبد العزيز، جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث، المصدر السابق، ص 142-143
[27] . الجبوري ، كامل سلمان ، معجم الأدباء، ج/1، المصدر السابق، ص 151
[28] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان شعر الوجدان، 1925م، ص 68
[29] . قبش، أحمد المصدر السابق، ص 223
[30] . الرصافي، معروف، شرح مصطفى عليّ، ديوان الرصافي، ج/2، دار المنتظر، لبنان، ط/1، 1999-2000م، ص269
[31] . ضيف، د. شوقي، فصول في الشعر ونقده، القاهرة: دار المعارف، الطبعة الأولى 1986م، ص37؛ إيم، إيس، إبرامس، معجم مصطلحات الأدب، الهند، هركورت آسيا المحدود، ط/7، 1999م، ص 105
[32] . الجبوريّ ، كامل سلمان ، معجم الأدباء، ج/3، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط/1، 1424هـ/2003م، ص 216
[33] . قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 241
[34]. الدسوقي، عمر، في الأدب الحديث، ج/2، المصدر السابق، ص 318؛ والدكتور محمود مصطفى، أهدي سبيل إلى علمى الخليل، مكتبة المعارف، مصر، ط/1، 1423هـ/2002م، ص127
[35] .أحمد زكي أبو شادي، مجلة أبولو، المجموعة الكاملة، ج/2، مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003، ص 1032
[36] . إيس موريح، الشعر العربي الحديث 1800-1970، ليدن، ط/7، 1976م، ص 167؛ وأحمد زكي أبو شادي، مجلة أبولو، المجموعة الكاملة، يونيو 1933، ج2، ص1180
[37] . أحمد زكي أبو شادي، مجلة أبولو، المجموعة الكاملة، نوفمبر 1932م، ج1، ص 253-254
[38] . نفس المصدر، أبريل 1933، ج1، ص 900
[39] . قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 238
[40] . مندور، الدكتور محمد ، الشعر المصري بعد شوقي، نهضة مصر، ص 27
[41]. الأوبرا هي الحكاية الغنائية التي تمثل للذة والاستماع إلى غنائها. (قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 238)
[42]. قبش، أحمد، المصدر السابق، ص 253؛ وأحمد عبد المقصود هيكل، المصدر السابق، ص 364؛ وقيل:
أشهر مسرحياته الغنائية أربع، نشرها سنة 1927، وهي: “إحسان” و”أردشير” و”الزباء” و”الآلهة.”
[43] . مندور، الدكتور محمد، الشعر المصري بعد شوقي، نهضة مصر، ج3، سيتمبر 1933م، ص 27
[44] . دكتور عزّ الدين إسماعيل، الأدب وفنونه، القاهرة: دار الفكر الأدبي، دون تاريخ، ص 81-82
[45] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان الشعلة، المصدر السابق، ص 120
[46] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان أنداء الفجر، المصدر السابق، ص 28
[47] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان أنداء الفجر، المصدر السابق، ص 66
[48] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان الشفق الباكي، المصدر السابق، ص 241
[49]. الشاذلي، دكتور عبد السلام، تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2006م، ص61
[50] . أحمد زكي أبو شادي، ديوان الشعلة، المصدر السابق، ص14