أدب الأطفال في قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي.

د.سعيد أحمد أبو ضيف

د.سعيد أحمد أبو ضيف -كلية الآداب جامعة أسيوط- مصر

القراءة من العوامل الهامة التي توثر في نمو الطفل، وتعمل على تشكيل وجدانه، أن عالم الطفل عالم ملئ بالعجائب والخيال، فمرحلة الطفولة مرحلة فريدة في عمر الأنسان، تعمل على تشكيل شخصيته من خلال الذكريات والتجارب. لذا فقد يعتقد البعض أن السذاجة والبساطة من خصائص أدب الأطفال بما يحتوي على صور من المبالغات مفعمة بالخيال والاساطير. والحقيقة أن أدب الأطفال يلعب دوراً هاماً في تربية الطفل وذلك لأنه يؤثر بشكل مباشر في تكوين شخصية الطفل كما يؤثر على مشاعره وخياله. والشعر من الفنون الأدبية التي تعمل على تنمية الابتكار والتفكير بالإضافة الى الخيال وتنمية القدرات اللغوية. قد أدرك أمير الشعراء أحمد شوقي أهمية تربية وتهذيب وتعليم الطفل المبادئ الأخلاقية والسلوك الأخلاقي القويم ولذلك فقد قام بكتابة أشعار بسيطة سهلة وجذابة للأطفال، ولأنه قد أدرك مدي حب الأطفال للحكايات فقد لجأ إلى حكايات الحيوان لسرد القصص على ألسنة الحيوانات التي يحبها الأطفال ويستمتع بالاستماع الى حكايتها الخيالية. بدأ شوقي هذا النوع من أدب الاطفال منذ أن كان طالبًا في فرنسا، كوسيلة فنية للتعبير عن رغبته في كتابة هذا النوع الهام من أنواع الأدب العربي.

الكلمات المفتاحية: أدب الأطفال- أحمد شوقي- قصائد الأطفال في شعر أحمد شوقي

تمهيد

أن عالم الطفل عالم ملئ بالعجائب والخيال، فمرحلة الطفولة مرحلة فريدة في عمر الأنسان، تعمل على تشكيل شخصيته من خلال الذكريات والتجارب. والأنسان يعيش في مرحلة الطفولة بجوارحه وخياله بعيد عن مشكلات الحياة. والقراءة من العوامل الهامة التي توثر في نمو الطفل، وتعمل على تشكيل وجدانه. لذا فقد يعتقد البعض أن السذاجة والبساطة من خصائص أدب الأطفال بما يحتوي على صور من المبالغات مفعمة بالخيال والاساطير. والحقيقة أن أدب الأطفال يلعب دوراً هاماً في تربية الطفل وذلك لأنه يؤثر بشكل مباشر في تكوين شخصية الطفل كما يؤثر على مشاعره وخياله. والشعر من الفنون الأدبية التي تعمل على تنمية الابتكار والتفكير بالإضافة الى الخيال وتنمية القدرات اللغوية.

أن الأدب الذي يقدم للطفل يجب أن يحتوي على مجموعة من المضامين الهامة، بعضها تعليمي تربوي أو اجتماعي أخلاقي. وقد كان لكتاب الف ليلة وليلة تأثيره الخاص على تطور أدب الأطفال في الغرب بعد ترجمته الى اللغات الاوربية، فلا يوجد طفل غربي لم يقرأ مغامرات علاء الدين و قصة علي بابا واللصوص الأربعين وقصة السندباد التي كان لها تأثير كبير على الكتاب الغربين، ومنهم الكاتب الإنجليزي الساخر جوناثان سوفت (Jonathan Swift)، الذى يراه البعض من أهم كتاب أدب الاطفال في الغرب، وقد قدم رواية رحلات جلفر (Gulliver’s Travels)، التي تعبر عن رحلات البحار جلفر إلى أعالي البحار وتتحطم سفينته وينجوا بنفسه ليجد نفسه في جزيرة معزولة، وكل سكانها من الأقزام وهو العملاق الوحيد في الجزيرة وتتوالي رحلاته الى جزر أخري وقصص اخري بها كثير من الخيال والأثارة مما يجذب الأطفال والكبار معاً. وقد تحول شوقي لكتابة أشعار بسيطة سهلة وجذابة للأطفال، كما لجأ إلى حكايات الحيوان لسرد القصص على ألسنة الحيوانات التي يحبها الأطفال ويستمتع بالاستماع الى حكايتها الخيالية. بدأ شوقي هذا النوع من أدب الاطفال منذ أن كان طالبًا في فرنسا، كوسيلة فنية للتعبير عن رغبته في كتابة هذا النوع الهام من أنواع الأدب.

الدراسات السابقة

قد نهضت مجموعة من الدراسات السابقة بدراسة الحكاية الشعرية عند أمير الشعراء أحمد شوقي، ودراسة أهدافها المختلفة، ومن هذه الدراسات، قدمت أماني محمد محجوب (2017)، دراسة عن القيم التربوية ودورها في أدب الأطفال، نماذج من شعر أحمد شوقي” وقد ركزت على القيم التربوية التي يقدمها شوقي من خلال قصائده للأطفال، واستخلصت الدراسة أن قصائد شوقي كان لها العديد من الأهداف التربوية الهامة التي عملت على غرس القيم والأخلاق. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الهامة التي عملت على ربط القيم والاهداف التربوية بأدب الأطفال كأحد الاجناس الأدبية الهامة التي تحاول غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال.

كما أوضحت حسناء بوعلاق (2017) في دراستها بعنوان ” التكييف في ترجمة الشعر الموجه للأطفال: أحمد شوقي نموذجا”، أن الكتابة للأطفال أمر عصياً، وأن ترجمة هذا النوع من الأدب امرأ شاقا مثل الكتابة للأطفال. وأوضحت الباحثة أن شوقي قد لجأ الى الترجمة من أجل الكتابة للأطفال، واستخلصت الباحثة أن النص الإبداعي لشوقي نص لا غني عنه للأطفال، لان به العبرة والتربية. وتعد هذه دراسة مهمة من حيث تركيزها على الترجمات التي قام بها شوقي وقد كانت ترجمات بتصرف لتلائم الطفل العربي، وبرغم اعتراض الباحثة على مثل هذه الترجمات الا أنها قد أقرت أن عنصر الخيال والأثارة من العوامل التي يبحث عنها الأطفال فيما يقرأون بجانب بحثهم عن المعلومة والغاية.  

وبالإضافة الى ذلك، فقد قام بكر النجار( 2016) بوضع دراسة حول “الدلالة الرمزية لحكايات شوقي الشعرية” وكان الهدف منها دراسة القصة الشعرية عند شوقي، وتناوله الحيوان بوصفه رمزاً دينياً، ورمزاً اجتماعيـاً، ورمزاً سياسيا، وتضـمنت الشخصية في حكايات شوقي الشعرية، والحوار والمغزى والصورة الشعرية، ورأي النجار أن شوقي قد نجح في “ارتياد آفاق الفن الأدبي (القصة الشعرية) من خلال عقده توليفة بين القصة والشعر، محافظاً على الخط الرفيع بينهما، محملاً كلاً منهما مجموعة من الأدوار الوظيفية، تلخّصت في الرؤيا والتشكيل، فقـد مثّلـت القصـة محور الرؤيا، في حين مثّل الشعر محور التشكيل”[1]. وهذه الدراسة تعد من الدراسات التي ركزت على مكانة الحكاية في شعر شوقي، كما أنها تمثل مرحلة علمية متقدمة من الدراسات الأدبية التي تتحدث عن ربط شوقي بين الرموز المتخذة من عالم الحيوان والأشخاص وعالم الواقع.

وفى دراسة متميزة للباحثة الجزائرية فطيمة الزهرة (2015) بعنوان “شعر الأطفال في قصائد أحمد شوقي”، قدمت الباحثة مجموعة من الأسباب لدراسة ادب الأطفال بشكل عام، والاهتمام بقصائد شوقي بشكل خاص. فقد أوضحت أهمية أدب الأطفال لأنه يمثل مجالا هاما في تربية الأطفال بما يشكله في وجدانهم وعقولهم وخاصة في مراحل تكوين الشخصية، كما اهتمت بقصائد أمير الشعراء للأطفال لما بها من حكم ومواعظ ذات تأثير بالغ على أدب الطفل العربي. وقد استنتجت الباحثة أن شوقي أول من أهتم بشعر الطفل في الأدب الحديث. وقد أظهرت الدراسة أن الشعر الذي يكتب للطفل له تأثيره البالغ في تربية الأطفال فقد أجملت الباحثة “فالطفل في طبيعته استعداد فطري إلى الكلام المنغم، فهو يحفظه أكثر من غيره. كما أنه ينمي لديه التحكم الذاتي في اللغة. كما يشارك الشعر الذي يقرأه أو يسمعه الأطفال في تنشئتهم وتربيتهم تربية متكاملة، ويغرس القيم التربوية في نفوسهم، وينمي الجوانب الوجدانية والمشاعر والأحاسيس لديهم، ووسيلة لتنمية القدرة على التخيل.”[2]

 أما عن أهمية الدراسة الحالية فلعلها تنبع من أهمية أدب الأطفال، والمضامين التي يجب أن يحتوي عليه هذا النوع من الآداب. بالإضافة الى المساهمة التي اضافها أمير الشعراء الى ادب الأطفال، متضمنة مجموعة من الأهداف الاجتماعية والتربوية والأخلاقية. وكذلك كون شوقي رائد في هذا المجال، قد شجع ذلك كبار الكتاب والشعراء لينهجوا نهجه، ويدلوا بدلوهم. وتعتمد هذه الدراسة على منهج بحث علمي تاريخي يعمل على تتبع أدب الأطفال كأحد الفنون والآداب العربية، كما تحاول الدراسة تحديد خصائص أدب الأطفال الفنية والتعبيرية من خلال دراسة الخصائص الفنية والأدبية لحكايات شوقي الشعرية ومدي أسهمها في تطور أدب الطفل العربي. إضافة الى ذلك تحاول الدراسة وصف الأثار الأدبية لحكايات شوقي وقصائده للأطفال باستخدام المنهج الوصفي التحليلي.

بدايات أدب الأطفال في العالم العربي

كانت بداية أدب الأطفال العربي مع رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873) الذي قدم كتاباً مترجماً عن عقلة الأصبع للكاتب الفرنسي شارل بيرو والمنشور في 1697، ثم كان دوراً هاماً لأمير الشعراء أحمد شوقي الذي دعا الشعراء العرب لكتابة الشعر للأطفال في مقدمة ديوانه “الشوقيات” 1889، حيث قال:

جربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهير. وفي هذه المجموعة شيء من ذلك، فكنتُ إذا فرغت من وضع (أسطورتين) أو ثلاث أجتمع بأحداث المصريين، وأقرأ عليهم شيئا منها فيفهمونه لأول وهلة، ويأنسون إليه ويضحكون من الكثرة. وأنا أستبشر لذلك وأتمنى لو وفقني الله لأجعل للأطفال المصريين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المستحدثة منظومات قريبة المتناول، يأخذون الحكمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم. والخلاصة أنني كنت ولا أزال ألوي في الشعر عن كل مطلب، وأذهب من فضائه الواسع في كل مذهب. وهنا لا يسعني إلا الثناء على صديقي خليل مطران صاحب المنن على الأدب، والمؤلف بين أسلوب الإفرنج في نظم الشعر وبين نهج العرب. والمأمول أننا نتعاون على إيجاد شعر للأطفال والنساء، وأن يساعدنا الأدباء والشعراء على إدراك هذه الأمنية.

لم يترك أحمد شوقي أي قسم من الشعر دون أن يكتب فيه بنفس التميز والجودة، سواء في مجال الوصف، أو الكبرياء، أو الحكمة، أو الفلسفة، أو التهنئة، أو الثناء، أو الرثاء. وكتب شوقي قصائد شعرية للأطفال تضمنت موضوعات الحكمة والحب والإنسانية[3]. كان أحمد شوقي، بحكم أخلاقه، شخصية حنونة للغاية، قريب من الجوهر الخالص لعالم الطفولة، عالم من البراءة والعاطفة والجمال. أحب شوقي الطفولة كثيراً. وقد جعل شوقي قسما من ديوانه “الشوقيات” للطّفل بعنوان “ديوان الأطفال”، والذي حوي مجموعة من القصائد والشعر الغنائي الذي يمثل أناشيد متعددة الموضوعات لتناسب المراحل المختلفة من حياة الأطفال، وهي أناشيد سهله لتناسب الأطفال وخيالاتهم. في قصيدة “الْهِرَّةُ والنَّظَافة” على سبيل المثال يصفُ شوقي الهرة: 

هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْوهْي للبيتِ حليفهْ
هي ما لم تتحرَكْدُمْيةُ البيتِ الظريفه
فإذا جاءَتْ وراحتْزِيدَ في البيتِ وصِيفه
شغْلها الفارُ: تُنقِّي الرّفَّ منه والسَّقيفَهْ
وتقومُ الظهرَ والعصــرَ بأَورادٍ شريفه
ومن الأَثوابِ لم تمــلِكْ سوى فروٍ قطيفه

وفي قصيدة “الرِّفْقُ بالْحَيَوَان” يتغير موضوع الأنشودة ويتحول الى الحكمة والى التربية، حيث يحث شوقي الأطفال على الرفق بالحيوان:

الحيوانُ خَلْقُله عليْكَ حَقُّ
سَخَّرَه اللهُ لكاوللعِبادِ قَبْلَكا
حَمُولةُ الأَثقالِومَرْضِعُ الأَطفالِ
ومُطْعمُ الجماعهْوخادِمُ الزِّراعة
مِنْ حقِّهِ أَن يُرْفَقابه وأَلا يُرْهَقا
إِن كَلَّ دَعْهُ يَستَرِحْوداوِه إِذا جُرِحْ
ولا يَجُعْ في دارِكاأَو يَظْمَ في جِوارِكا
بهيمةٌ مِسكِينُيشكو فلا يُبينُ
لسانُه مقطوعُوما له دُموع!

أن أدب الأطفال في العالم العربي حديث، وقد تطور تطوراً ملحوظاً خلال القرن العشرين. ويرجع تطور هذا النوع من الادب الى مجموعة من الشعراء، من أمثال محمد عثمان جلال وإبراهيم العربي وأحمد شوقي. وبالتأكيد أستمر هذا التطور خلال القرن العشرين، وأزدهر هذا النوع الأدبي بفضل بعض الكتاب من أمثال كامل الكيلاني. وقد أكد رافد شهاب:

ويعد كامل الكيلاني مـن أبـرز كتـاب هـذه المرحلـة للأطفـال، حيث كتـب أكثر من مائتي قصة ومسرحية للأطفال، وكانت أول قصة هي السندباد البحـري، ومـع انقـضاء الثلـث الثـاني مـن القـرن العشرين، تلته مرحلة بدأ أدب الأطفال خلالها بانتزاع اعتراف الهيئات العلمية والأدبية بـه، وسـلك طريقه ليصبح مـادة مـن مواد التدريس في الجامعات[4].  

قصص وحكايات شوقي على ألسنة الطير والحيوان

تحول شوقي إلى عالم الطير والحيوان لسرد القصص للأطفال على ألسنة الحيوانات في شكل قصائد شعرية سهلة ومشوقة، وقد كان متأثرا بالكاتب الفرنسي جون دي لافونتين، وكتب ستة وخمسون من هذه الحكايات، مثل حكاية الثعلب والديك، والتي تحولت إلى حكمة بالغة يتعلمها الأطفال والكبار ويقول شوقي:

برز الثعلبُ يومافي شعار الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهذيويسبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للــهِ إلهِ العالمينا
يا عِباد الله، تُوبُوافهْوَ كهفُ التائبينا

وحكايات شوقي تُروي في شكل إيقاع غنائي سهل، وتستمد حكاياته من روح القرآن الكريم، وكذلك كتب الأمثال والحكم العربية. وحكاياته لها صبغة إسلامية مباشرة، فهو يستعين بالتراث العربي بشكل عام. وقد كان شوقي شغوفاً بشعر لافونتين والأساطير. وهكذا تأثر بالشعراء الفرنسيين في تعاملهم مع الموضوعات الجديدة وأساليبهم في إنشاء قصائدهم، كما استفاد مما تعلمه في فرنسا من اختيار المواضيع الجديدة، وإبرازها بطريقة مبتكرة ورائعة؛ وقد مزج أمير الشعراء التراث مع اللغة والأسلوب والموسيقى والخيال وقدم حكاياته بروح مصرية سلسة تناسب الأذواق العربية الناشئة[5]. وكان أحمد شوقي، بحكم طبيعته قريب من عالم الطفولة، فقد أحب الطفولة كما أحب الغناء كثيراً. كتب الدكتور شوقي ضيف: “اتحد الشعر والغناء عند شوقي، وكان كل شيء فيه يعده لذلك، إذ كان معجبا بالغناء والمغنين من جهة، وكان شعره نفسه حلاوة موسيقية ساحرة من جهة ثانية … وما من شك في أن هذا التآلف أثر فى شعر شوقي لا من حيث تأليفه للأغاني، بل أيضاً من حيث تأليفه للألفاظ”[6].

أهداف كتابة شوقي لقصص الحيوان للطفل

قصد شوقي أن تكون حكاياته للطفل سهلة وجذابة، وذات مضمون هادف ليتعلم الطفل منها بطريقة غير مباشرة، فحكاياته كان لها مجموعة من الأهداف الاجتماعية والتربوية من جانب، وكان لقصصه أهداف سياسة وطنية من جانب أخر. فمن أهدافه التربوية في التعامل مع القيم والحكم والأمثال ومن أهدافه الاجتماعية أن يقوي المبادئ الأخلاقية والآداب الاجتماعية التي تربي النفس وتهذب الأخلاق وتسمو بالروح. لا شك أن أسلوبه القَصصي على ألسنة الحيوان من الأساليب المشوقة لمعرفة أسرار هذه العوالم بالنسبة للطفل، كما يحتوي هذا الأسلوب على الطرافة والفكاهة. وقد أوضح سعد رضوان أبو الرضا بعض أهداف شوقي من الكتابة للأطفال:  

ومحاولة شوقي تدل على وعي وبصر بأهمية أدب الأطفال في إضاءة حياتهم، وتبصيرهم بمجتمعهم، وتقديم خبرات تعينهم على السلوك في حياة يسودها الإقطاع والاستعمار، متخذاً من الكلمة الجذابة، والقصة الممتعة، والنغمة المؤثرة، وسيلة لتنمية إحساسهم بالجمال، وتوسيع مداركهم، وملء نفوسهم سعادة وبهجة.[7]

ومن النماذج الجيدة للقَصص والحكمة العربية قصيدة عمودية، كتبها شوقي في ثلاثة ابيات من بحر الكامل ويقول فيها:

سَقط الحِمارُ منَ السَّفينة ِ في الدُّجَىفبكى الرِّفاقُ لِفَقدِهِ، وتَرَحَّمُوا
حتى إذا طلعَ النهارُ أتت بهنحوَ السفينة ِ موجة ٌ تتقدمُ
قالتْ: خذوهُ كما أتاني سالماًلم أبتلعهُ، لأنه لا يهضمُ!

والحكاية كما نري رمزية، وهي أقصوصة ذات مكان وزمان وتطور للأحداث من حيث الحبكة والعقدة ثم يلي ذلك الحل والحكمة. ومن الأمثلة التربوية يقدم شوقي للطفل حكاية الهرة النظيفة أما عندما يتحدث للطفل عن اليقظة والفطنة فيقدم له حكاية “الصياد والعصفور” لكي يؤكد على قيمة الحرص وعم الانخداع بالظاهر والحرص على الجوهر فيقول:

قالَ تَشَبهتُ بِأَهلِ الخَيروَقُلتُ أَقري بائِساتِ الطَيرِ
فَإِن هَدى اللَهُ إِلَيهِ جائِعاًلَم يَكُ قُرباني القَليلُ ضائِعا
قالَت فَجُد لي يا أَخا التَنَسُّكِقالَ اِلقُطيهِ بارَكَ اللَهُ لَكِ
فَصَلِيَت في الفَخِّ نارَ القاريوَمَصرَعُ العُصفورِ في المِنقارِ
وَهَتَفَت تَقولُ لِلأَغرارمَقالَةَ العارِفِ بِالأَسرارِ
إِيّاكَ أَن تَغتَرَّ بِالزُهّادِكَم تَحتَ ثَوبِ الزُهدِ مِن صَيادِ

يمكننا أن نلاحظ أن حكايات شوقي للطفل كان لها أهداف نفسية وتربوية، فحكاياته التي يقٌصها شعراً مناسبة لعقل الطفل من حيث الموضوع، كما أنها ملائمة كونها شعر غنائي يناسب طبيعة الأطفال وأوضاعهم النفسية. ومن المؤكد أن من أهداف شوقي “أن ينمي في الطفل حب الشعر وتذوقه”[8]، وتؤكد فطيمة الزهرة على أهداف حكايات شوقي الشعرية بأن “الحكاية على لسان الحيوان قد لعب على وترين، ووجد فرصة لإنشاء معزوفتين مختلفتين: الأولى: موجهة إلى الصغار، متسمة بما يجب أن يكون عليه الأدب المقدم لهذه المرحلة من بساطة الإيقاع، ويسر اللغة، ووضوح الهدف”[9].

سمات أدب الطفل عند شوقي

من أهم سمات قصائد الشعر التي صاغها شوقي للطفل هي دقة النظم الشعري الجيد والدقة الفنية من إرصاد وهو “معرفة الكلمة الأخيرة في بيت الشعر قبل أن تُنطق”[10] وجناس، بالإضافة إلى الصور الفنية المحكمة. وتميزت هذه القصائد بالبلاغة العالية من حيث الوزن الموسيقي القائم على البيت الكامل من شطرين متساويين واستخدام القافية المطردة. أعتمد شوقي على مجموعة متنوعة من الأشكال الشعرية، فكانت الأنشودة الشعرية البسيطة ذات الموضوعات المتنوعة مثل أنشودة المدرسة والكشافة والجدة، ويقول شوقي للطفل بإيقاع موسيقي منتظم وصور مألوفة على لسان المدرسة:

أنا المصباح للفكرأنا المفتاح للذهن
أنا الباب إلى المجدتعال ادخل على اليمن
غدا ترتع في حوشيولا تشبع من صحن
وألقاك بإخوانيدانونك في السن
تماديهم بيا فكريويا شوقي، ويا حسني
وآباء أحبوكوما أنت لهم بابن

ويهدف شوقي في أنشودة المدرسة الى التعليم والترغيب في حب المدرسة، وقد أبدع صورة شعرية ليُرغب الطفل في المدرسة وحب ُمعلميها. ولم تكن الأنشودة فقط التي أستخدمها شوقي وإنما عَمد الى استخدام الحكاية والقصة الشعرية، ومن السمات الشعرية الهامة التي ركن اليها شوقي في حكاياته الرمزية الشعرية، والرمزية التفاعلية.  

الحكاية الرمزية الشعرية

الحكايات التي أختارها الشاعر هي حكايات رمزية بسيطة لتناسب خيال الأطفال، وقد أختار لها عناوين جذابة كالتالي (نديم الباذنجان، ضيافة قطة، الصياد والعصفورة، البلابل التي رباها البوم، الديك الهندي والدجاج البلدي، العصفور والغدير المهجور، الأفعى النيلية والعقربة الهندية، السلوقي والجواد، فأر الغيط وفأر البيت، ملك الغربان وندور الخادم، الظبي والعقد والخنزير، ولي عهد الأسد وخطبة الحمار، الأسد والثعلب والعجل، القرد والفيل،). والحكاية الرمزية، كما يقول الدكتور محمد التونجي “هي الحكاية الهادفة التي يطمح مؤلفها من ورائها الى الموعظة والنصيحة، وأغلب الحكايات الرمزية هي قصص الحيوان، مثل قصص “كليلة ودمنة”، وقد تكون الحكاية الرمزية شعرية، كما في “ديوان الأطفال” لأحمد شوقي فهي حكايات حيوانية وعظيه رمزية”[11]. والحكاية الرمزية عند شوقي هي قصة شعرية بسيطة ذات دلالة رمزية، ويعد شوقي رائد من رواد الحكايات الشعبية الرمزية للأطفال. ويقول محمد جمعة بديع عن الحكاية عند شوقي “ومما لا شك فيـه أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان رائداً مجدداً في هذا المجال، واستخدم هذا الجنس الأدبـي أغراضاً شتى، بعضها تعليمي والآخر سياسي”[12]. وقد أستخدم شوقي حكايات من التراث والقصص النموذجي، وأتخذ من رموز الحيوانات كالأسد والذئب والكلب نموذجاً بلاغياً، فالأسد يرمز الى القوة والسلطة، والذئب يرمز الى الدهاء والمكر، والكلب نموذجا للوفاء والولاء. لم يكتف شوقي بالحكاية النموذجية التراثية، ولكن أستعان أيضا في حكاياته الشعرية للأطفال بأسماء الأنبياء، وكان القرآن الكريم مصدراً اساسياً في حكاياته، وقد ربط شوقي بين أنبياء الله نوح وسليمان (عليهما السلام) وعلاقتهما بالحيوان:

وقــف الهدهــُد فــيبــاب ســليمان بذلـه
قال يا مـولاي كـن لـي       عيشـتي صــارت مملـه
مِـتُّ مــن حبّـة بـُرّأحدثت في الصـدر غلّـه
لا مياه النيـل ترويهـاولا أمــواه دجلــه
وإذا دامـــت قلـــيلاقتلتنـي شــر قتلـه
فأشــار الســيد العــاليإلى من كـان حولـه
قـد جنـى الهدهـد ذنبـاوأتى في اللـؤم فعلـه
تلك نار الإثم في الصـدروذي الشـــكوى تعِلَّـــه
مــا أرى الحبــة إلاسُرقت من بيت نملـه
إنّ للظـــالم صـــدرايشتكي من غير علَّـه

في حكاية “سليمان والهدهد” يَقُص شوقي عن الهدهد الذي أتي الى سليمان عليه السلام يشتكي من عذاب الضمير، فلقد صارت حياته مملة بسبب حبة قمح أغتصبها من نملة، وعلته لا ترويها مياه النيل ولا مياه دجله، وتنتهي القصة بحكمة عن الذنب الذي أشعل النار في صدر الهدهد. وقد أكد بكر النجار على أهمية الرمز القرآني في حكايات شوقي:

… واستعمل شوقي ذلك المصدر، القرآن مصوراً هـذه الأحـداث، دون تقيـد بالوقائع بأسلوب رمزي يجعله معادلا ً موضوعياً للأحداث التي تجري في الـبلاد، وفي بعض الأحيان لم يتقيد شوقي بجنس الحيوانات التي تذكر مع النبي، وإنما يأخذ هذه الروح القرآنية التي طبعتها، ليبرز بعض عناصرها مستفيداً منها في حكاياتـه، فقصة النبي نوح ترتبط في الأذهان بحادثة الطوفان كما وردت في القرآن الكـريم. من حيث هي رمز للكارثة التي تحل بالإنسان، فتحمله على السعي، وتشمل الأقوياء والضعفاء على حد سواء في عالم الإخاء والسلام[13].

وأعتمد شوقي على الحكاية الشعرية الرمزية التي تتواصل مع الطفل بسهولة ويسر، وأستخدم أدوات رمزية تثير خيال الطفل. ففي قصة “الظبي والعقد والخنزير” يقدم شوقي الحكمة في قصة خيالية. فيبدأ القصة بظبي يتحدث الى الماء عندما رأي صورته وأعجب بجماله، فقال: لو أن الله أعطاه عقد من اللؤلؤ لأكتمل الجمال. يجيبه الماء بأن طلبه مستحيل، ولكن الظبي المغرور لا يقتنع. وتستمر القصة المثيرة الا أن رأي خنزير وبجيده قلادة، فعلم الظبي أن الاقدار والأرزاق من عند الله.  يقول شوقي في بداية الحكاية:

ظبي رأى صورتهُ في الماءِفرفع الرأسَ إلى السماءِ
وقال يا خالق هذا الجيدِزنهُ بعقد اللؤلؤ النضيدِ
فسمع الماء يقول مُفصِحاطلبت يا ذا الظبيُ ما لن تُمنحا

  ثم يصل شوقي الى الحبكة وعقدة القصة:

فسار نحو الماءِ ذات مرهيشكو إليه نفعهُ وضره
وبينما الجاران في الكلامِأقبل راعي الدير في الظلامِ
يتبعه حيثُ مشى خنزيرُفي جيدهِ قلادةُ تنيرُ
فاندفع الظبيُ لذاك يبكيوقال من بعد انجلاء الشكِ

     وفى نهاية الحكاية يقدم شوقي الحكمة في قالب شعري غنائي:

ما آفة السعي سوى الضلالِ    ما آفة العمر سوى الآمالِ
لولا قضاء الملكِ القدير          لما سعى العقدُ إلى الخنزيرِ
فالتفت الماء إلى الغزالِ        وقالَ حالُ الشيخِ شرُ حالِ
لا عجبُ إن السنين موقظه      حفظتَ عمراً لو حفظتَ موعظه

الحقيقة أن تنوع مصادر حكايات شوقي الشعرية للأطفال باستخدام الرمز من الطير والحيوان بما له من دلالات وإيحاءات، واستخدامه للتراث الشعبي والديني القرآني يعد من أهم السمات التي تميز أدب الطفل العربي عند شوقي. كما كان لتنوع أسلوبه الشيق في الحكاية، واستخدامه لبحور شعرية غنائية خفيفة دوراً هاماً في أن تكون حكاياته نموذجاً ناجحاً لهذا الادب الوليد في هذا الوقت. لقد كان أبداع القصة الشعرية التي قدمها أمير الشعراء كقصة للطفل تحتوي على نص شعري، يشتمل على عناصر القصة مكتملة من الحبكة الفنية والبداية والنهاية والمضمون التعليمي، كما لم تغفل العناصر البلاغية الموسيقية. وقد أكدت الكاتبة الدكتورة أمينة جادوا هذا المعني: ” وقد تكون القصة ذات بناء درامي على لسان الشاعر (الراوي) أو بين شخوصها، وأن الشخوص أنفسهم قد يكونوا مجرد رموز حيوانية أو جماد أو نبات وليسوا بالضرورة من بني البشر”[14] . وهكذا فقد تطرقت الدراسة إلى بعض قصائد شوقي الشعرية وحكاياته على لسان الحيوان وقد كان يهدف الى توظيف المعاني الشعرية لتحيق وظائف تربوية واخلاقية من خلال أطار قصائد غنائية او من خلال قصائد ذات مدلول ديني وأخلاقي. وعلى ذلك فأن الأهمية التربوية والأخلاقية لهذه القصائد الشعرية والحكايات القصصية تكمن في التعامل مع القيم والسلوك الأخلاقي، بالإضافة الى الأهمية الاجتماعية باستخدام الرموز والمدلول الروحي.  

الحكاية الرمزية التفاعلية

من السمات الهامة للحكاية الرمزية للأطفال عند شوقي هي التفاعلية واستخدام الحوار. وهو مفهوم مرتبط بالمصطلح الإنجليزي interactive، والذي أسُتخدم من قِبل النقاد خلال القرن الحالي وعرف بالأدب التفاعلي. ومن أهم سمات هذا الجنس الأدبي الجديد هو التفاعل مع المتلقين للعمل الأدبي بشكل لا محدود من خلال مجموعة من الصفات اللغوية والبصرية والحوار. والحكاية الشعرية التي قدمها شوقي للأطفال تحتوي على كثير من الصفات التفاعلية بمفهومها الحديث. اعتمدت الحكاية الشعرية عند شوقي على الخيال والصورة الشعرية التي تعمل على تفعيل أحاسيس الأثارة والتشويق مما يجعل القصة الشعرية حيوية، بها روح التفاعل بين الطفل والأفكار الرمزية التي يقدمها شوقي. ويستخدم شوقي في حكايته لغة حوارية في النص الشعري أدت الى استجابة واسعة عند الأطفال لهذه الحوارات التي تدور على ألسنة الطير والحيوان، تشبع غرائزهم بمجموعة كبيرة من الصور الشعرية الفنية التخيلية. ولا شك أن الأوزان الشعرية الغنائية البسيطة والسهلة التي يسرد بها شوقي حكاياته لها دورها الأساسي في خلق نصوص ذات رمزية تفاعلية عالية. وفى هذا المعني يذكر الكاتب أحمد فضل شبلول عن الدكتور أنس داوود:” شوقي لعب على وترين، وأوجد فرصة لإنشاء معزوفتين مختلفتين: الأولى: يتوجه بها إلى الأطفال، متسمة بما يجب أن يكون عليه الأدب المقدم لهذه المرحلة من عمر الإنسان من بساطة الإيقاع، ويسر اللغة ووضوح الهدف. والثانية: يتوجه بها إلى الكبار فيخفي رفضه للاستعمار وعداه لبعض مظاهر السلطة، ونقده لكثير من أوضاع الحكم الفاسد ورجاله المعتوهين”[15] .

الخاتمة

أن المضمون التربوي لقصص الأطفال في شعر أمير الشعراء أحمد شوقي من أهم العوامل التي كان لها أثر بالغ في تطور شخصية الطفل العربي. وقد أوضحت الدراسة السمات الخاصة لقصة الطفل وما يتعلق بها مثل مصادرها وأفكارها وعلاقة ذلك بفكر الطفل العربي ومراحل نموه وتطوره، بالإضافة الى الشخصية العربية التي تتفاعل بالفن الروائي وعناصر الحكاية الشعبية للأطفال. لقد ألمحت الدراسة الى الدور الهام والحيوي للشعر القصصي كما قدمه أمير الشعراء في مجموعة متنوعة من القصص الشعبي والقصص التربوي على لسان الحيوانات والطيور لما لهما من تأثير جيد في شخصية الأطفال. وقد أستخدم شوقي حكايات قصصيه على شكل قصائد ذات إيقاعات غنائية قصيرة. حكايات خفيفة وسهلة، تعليمية، تربوية وأخلاقية، يمكن للأطفال ترديدها بسهولة، تستمد روحها من التراث الديني القرآني، وكذلك من الأمثال والأقوال والحكم. وفى الخاتمة يمكن القول إن مجموعة القصص الشعرية التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، لخصت مجموعة من المفاهيم، والقيم التربوية، والسلوكية، والأخلاقية. قام بسردها بطريقة رمزية وجعلها تتميز بالمرح والسحر لتناسب للأطفال، لكي تحقق الهدف التعليمي والتربوي والاخلاقي الذي أراده بطريقة غير مباشرة. ولا شك أن هذه القصص الشعرية على ألسنة الحيوانات قد حققت الهدف منها.

المراجع والمصادر:

  1. أبو الرضا، سعد رضوان. (2018). النص الأدبي للأطفال أهدافه ومصادره وسماته: رؤية إسلامية، البيكان للنشر، الرياض.
  2. بديع، محمد جمعه. (1980) دراسات في الأدب المقارن، دار النهضـة العربيـة للطباعـة والنشـر، بيروت، ط 2.
  3. بوعلاق، حسناء. (2017). “التكييف في ترجمة الشعر الموجه للأطفال، أحمد شوقي نموذجا”. مجلة العلوم الإنسانية، (48) , 141-148.
  4. . دار الكتب، القاهرة، مصر.
  5. . Retrieved, from https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/213567.html
  6. ، ماجستير، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة.
  7. . دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. ط 2001. ص. 1.
  8. . وكالة الصحافة العربية للنشر.
  9. شهاب، رافد. (2013) أدب الأطفال في العالم العربي مفهومه، نشأته، أنواعه وتطوره (دراسة تحليلية). مجلة التقني، المجلد السادس والعشرون، العدد السادس.
  10. شوقي، أحمد. الشوقيات. مكتبة مصر. د.ت.
  11. ، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر.
  12. ، دار المعارف، القاهرة، مصر.
  13. عبد المجيد، أحمد. أحمد شوقي الشاعر الأنسان. دار المعارف، القاهرة. (د، ط) (د، ت). 
  14. . دار الفكر، دمشق. 
  15. محجوب، أماني، وأخرين. (2017).”القيم التربوية ودورها في أدب الأطفال نماذج من شعر أحمد شوقي”. دراسة دكتوراه. جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.‎
  16. النجار، بكر. (2016). الدلالة الرمزية لحكايات شوقي الشعرية. ماجستير، جامعة مؤته.

[1] بكر النجار. الدلالة الرمزية لحكايات شوقي الشعرية. 2016 ص. 91.

[2] سلماني فطيمة لزهرة. شعر الأطفال في قصائد أحمد شوقي. 2015. ص. 60.

[3] أحمد عبد المجيد. أحمد شوقي الشاعر الأنسان. ص. 111.

[4] رافد شهاب. أدب الأطفال في العالم العربي مفهومه، نشأته، أنواعه وتطوره (دراسة تحليلية). 2013. ص. 27.

[5]  حمدي الشيخ. جدلية التراث والتجديد في شعر شوقي الغنائي. ص. 28.

[6]شوقي ضيف. شوقي شاعر الزمن الحديث 2010، ص. 167-168.

[7] سعد رضوان أبو الرضا. النص الأدبي للأطفال أهدافه ومصادره وسمات. 2018. ص. 83.

[8] مريم سليم. أدب الطفل وثقافته.2001. ص. 197.

[9] ، سلماني فطيمة الزهرة. شعر الأطفال في قصائد أحمد شوقي. 2015. ص. 39.

[10]  وليد إبراهيم قصاب. علم المعاني. 2013. ص. 42.

[11] ، محمد التونجي. ألمعجم المفصل في الأدب. 1999. ص. 374.

[12]  محمد جمعه بديع. دراسات في الأدب المقارن، 1980. ص. 3.

[13] بكر النجار. مصدر سابق. ص. 21.

[14]أ منير جادو. المضمون التربوي لقصص الأطفال في شعر أحمد شوقي أمير الشعراء. 2010. ص. 2.

[15] أحمد فضل شبلول.  جماليات النص الشعري للأطفال. 2017. ص. 119.