الاتّجاه الاجتماعيّ في مجموعة ’قوارير مكسورة‘ للقاصّ الهنديّ: محمّد معراج العالم

د. ميّادة أنور الصّعيدي

د. ميّادة أنور الصّعيدي -متخصصة  بالدراسات النقدية المعاصرة ، فلسطين

الفنّ القصصيّ هو انعكاسٌ لإبداع القاصّ وتميّزه، ذلك الفرد الذي ينتمي إلى المجتمع؛ بحيث يرصد ظواهره، موظّفًا قدرته الإبداعيّة والتعبيريّة؛ ويتوقّف ذلك على: ثقافة القاصّ، وبنيته الفكريّة والثقافيّة المستقاة من واقع حياته، وكلّها عوامل ذات تأثير في تحديد رؤية القاصّ، ووجهة نظره تجاه الأحداث،  ومن هنا فقد اتّخذ معراج من المجتمع الهنديّ لبنةً أساسيّة لفكرة إبداعه، واهتمّ بالجانب الاجتماعيّ، إذ غاص عميقًا في بنية المجتمع وشخصيّاته وعاداته وتقاليده، فصوّرت قصصه جانبًا من انحدار القيم الإنسانيّة في مجتمعه الهنديّ، ورصدت واقعه الذّي يرفض التّغيير؛ كاشفًا لأبرز مشكلات هذا المجتمع؛ في محاولةٍ للتّغيير واتّخاذ القرار. ومن خلال المنهج الاجتماعيّ حاولت الباحثة أن تحلّل بنية القصص؛ وصولَا إلى نتائج مفادها أنّ للقصّ دور عظيم وفعّال في كشف الأيدولوجيّة المهيمنة على المجتمع.

الكلمات المفتاحيّة: (الاتجاه الاجتماعي، المجتمع الهندي، الأيدولوجيّة، الثقافة، محمد معراج)

المقدّمة:

يبحث الاتّجاه الاجتماعيّ عن حقيقة العمل الأدبيّ المرتبط بالحياة، كما يعين على دراسة تجليَّات المجتمع في الأدب من جميع زواياه، وعليه تتضمن عمليَّة الإبداع الفنّيّ في الاتّجاه الاجتماعيّ عنصريين أساسيين: “المجتمع وما يحمله من إيجابيّات وسلبيّات، والشخصيَّة الإنسانيَّة بكلّ أطيافها…[1]“، ولا يتوقّف الأمر على ذلك، بل قام الأدب المعاصر بنقد الظواهر الاجتماعيّة، وتقديم العلاج لبعض مشكلات المجتمع. ومن هنا فإنّ المنهج الاجتماعي: هو المنهج الذي يهتمّ بدراسة الإبداع الفنّيّ وصلته بالمبدع والمجتمع[2]، وبعناصر الواقع الاجتماعي؛ إذ يحاول خلق شبكة من العلاقات والعناصر الخارجيّة التي تتفاعل مع النّصّ، والتعرف على بنياته وأنساقه التّركيبيّة والتّكوينيّة، كاشفًا عن تلك العلاقة بينه وبين المجتمع الذي ظهر فيه[3].

  الفنّ القصصيّ هو انعكاسٌ لإبداع القاصّ وتميّزه، ذلك الفرد الذي ينتمي إلى المجتمع؛ بحيث يرصد ظواهره، موظّفًا قدرته الإبداعيّة والتعبيريّة؛ ويتوقّف ذلك على: ثقافة القاصّ، وبنيته الفكريّة والثقافيّة المستقاة من واقع حياته، وكلّها عوامل ذات تأثير في تحديد رؤية القاصّ، ووجهة نظره تجاه الأحداث، وهذا ما دعى فورستر للقول: “إنّه لو اجتمع… الكتّاب حول طاولةٍ مستديرةٍ مثل تلك الطاولة المشهورة في المتحف البريطاني، وطلب منهم كتابة رواية عن موضوع موحّد، لخرج الجميع كلّ بروايةٍ مختلفةٍ[4]“، وهذا ينطبق على كتّاب القصّة.

  قصص محمّد معراج تصوّر جانبًا من انحدار القيم الإنسانيّة في مجتمعه الهنديّ، وترصد واقعه الذّي يرفض التّغيير، ومن خلال إحساسه ونبوءاته يصبح واقعًا قابلًا للتّحوّل ومعدًّا للانفجار؛ لأنّ المجتمع “يحتاج إلى فكرةٍ تسبقه وتتفوّق عليه، وتتحول أملاً وشوقًا محرّكًا وهدفًا محتجبًا، وتكون أكبر من الماضي والحاضر، ومن المجتمع نفسه… لا بدّ من جسرٍ فكريٍّ يمتد إلى المستقبل امتدادًا لا يحدّه شيء، ومادة هذا الجسر هم الكتّاب بأفكارهم وأخلاقهم وتمرّدهم على كلّ ما وجد من الأكاذيب والحقائق أيضًا… فالحقيقة الموجودة ليست هدف الكاتب، وإنّما هدفه الحركة والتّغيير، لا الحقيقة[5]“.

 ولأنّ معراج استقى مادة قصصه من واقع الحياة الهنديّة؛ فإنّه أدرج قصصه تحت لواءٍ فنّيٍّ واحدٍ من حيث الصّياغة، والمعالجة الشّكليّة، وبناء القصّة. وهنا يجب لفت انتباه القارئ إلى أنّه قد يتعرّض إلى مشكلاتٍ في عمليّة التّوصيل “الفهم والتّأويل”، تكمن في التّباين في فهم التّجربة لدى أنماط مختلفة من المتلقّين. ويمكن للقارئ تفادي ذلك حينما يتفهّم أنّ هذه المجموعة مستقاة من البيئة الهنديّة، وتكشف واقعها الاجتماعيّ بامتياز. من ذلك ما جاء في قصّة “قوارير مكسورة” عندما اشتكت نيلم لأخيها عرفان سوء معاملة زوجها لها، على الرّغم من أنّها كانت معزّزةً مكرمةً في بيت أهلها؛ وفي الختام كشف القاصّ حقيقة الأمر؛ ليلفت انتباه القرّاء إلى أبرز مشكلات المجتمع الهنديّ؛ في محاولةٍ للتّغيير واتّخاذ القرار. يقول: “المرأة في الواقع مضطهدة في مجتمعنا، والسبب فيه لا يرجع إلا إلى أخيها وأبيها.. وأما زوجها فهو ليس موضع الذم .. لأن الأب لا يحب لزوجة ابنه ما يحب لابنته من الحرية والشرف، والأخ لا يكرم زوجته مثل ما يرجو من زوج أخته. فلذا أنا غيّرت وجهة نظري لخطيبتي..” (قصة. قوارير مكسورة) من هنا فإنّ فالعمل الأدبيّ “تجربة اجتماعية فيما لها من ملابسات، وفيما تتّسم به من آلام، أو تنشد من آمال، وعلى الكاتب أن يطابق بين حياته وتجربته، لا بالانحصار في نطاق نزعاته الفرديّة، بل بتوحّده مع الوعيّ الاجتماعيّ[6]“.

تكشف قصص معراج عن الصّراعات والتحوّلات الاجتماعيّة التي تحدث في المجتمع الهنديّ في إطارٍ فنّيّ لغويّ، مثقّل بالدّلالات الاجتماعيّة؛ إذ يمكن دراسة فاعليّتها في التنبؤ بحدوث تغييرات ملائمة في الحياة الإنسانيّة، أو تحديد ما يفترض تغييره في الموروث التقليديّ. يتم ذلك من خلال انتقاد السّلوكيّات غير السّويّة في المجتمع؛ إذ تسعى أحداث القصص للتّعبير عن العلاقات الاجتماعيّة القائمة، والمساهمة في خلق علاقاتٍ جديدةٍ؛ لهذا فإن مهمّتها تتمثّل في تجسيد رؤيةٍ فنّيّةٍ للقاصّ، أيّ تفسير فنّيّ للعالم المحيط والبيئة الاجتماعيّة[7]. ودليل ذلك ما ورد في قصّة “قطرة من لون الحبّ” إذ طرق القاصّ موضوعًا لا يستهان به، ألا وهو الصّراع الطّبقيّ، والتّمييز الذي تقوم به السّلطة الهنديّة بين النّاس على أساس الديانة والجنس واللون. يقول: “لم تكدر صفو قلبها الخطابات المثيرة والمستفزّة التي يدلي بها الزعماء السياسيون لمصالحهم الذاتيّة، فلو خلت السياسة من المصالح الذاتيّة لتزول الفجوات القائمة بين ديانة وديانة وبين فئة وفئة، وقد صدق الشاعر الهندي كليم عاجز: لانزال نبحث عمن فقدناه… بل نبحث فقط عن البشر ولا بد أن نجد البشر” (قصّة. قطرة من لون الحبّ). إنّ القاصّ أراد أن ينتشر التّسامح بين الهنديين على اختلاف دياناتهم، وطبقاتهم، وألوانهم. ولعلّ في تناول معراج لعلاقات المجتمع الهنديّ وصراعاته؛ تأكيدٌ بأن الهزات التي تصيب الشعوب إنّما تطيح بالأبنية الاجتماعيّة المهترئة؛ في محاولة للنّهوض بالفكر، وبناء العلاقات الجديدة التي سيحملها الجيل اللاحق، والقائمة على الخير والأمن والاحترام.                                                                                                                                                                          

إنّ تجربة معراج الحياتيّة: الاجتماعيّة منها والثّقافيّة، هي النبع الثّري لإبداعه، بالإضافة إلى أنّ الحياة الهنديّة غنيّةٌ بتجاربها وعميقةٌ في تأثيراتها ولها باعٌ كبيرٌ في توجيه قصص معراج؛ فقضاياها تعجّ بالنواحي الإيجابيّة والسلبيّة؛ وإن كانت النواحي السلبيّة أكثف في الحضور في قصص معراج، ودليل ذلك تصويره لأغلب شخصيّاته من ناحية نفسيّة بالذّات؛ إذ برزت مشاعر: الكرب، والحزن، واللّوعة، والهم. يقول في وصف فتاة القطار: “تنهدت الفتاة وقالت بلهجة يتجلى فيها الحزن والتحسّر والألم: هل تسألني  عن جريمتي يا سيّدي؟ هذه جريمة الفقر لا غير” (قصّة. زوجة للبيع) وعليه فإنّ معراج هو كالمؤرّخ الحقيقي لقضايا أمّته، من خلال شخصيّات مأزومة فكريًّا، ومهشّمة اجتماعيًّا، ومغتربة إنسانيًّا، هذه الشّخصيّات التي تعاني من أجل نفي عذابات الذّات والآخرين، وتحقيق أهداف المجتمع، صارت تشغل اليوم مكانة رفيعة في شرفات فنون القصّ[8].

ويبدو أنّه على قدر اصطدام القاصّ بواقعه حلوه ومرّه بالقدر الذّي يدفعه ليدرك طبيعة الصّراع الاجتماعيّ بشكلٍ أعمق، وبالقدر الذّي يتّضح موقفه الفكريّ اتّجاه قضايا الحياة، ومن ثمّ تتضخّم آراؤه التعبيريّة؛ لذلك كلّه فإنّ القاصّ محمّد معراج ذو شخصيّةٍ تأمليّة الطّابع، صقلتها مراراتٌ حياتيّةٌ مختلفة، وفتحت لها آفاقًا جديدةً، دفعتها إلى أن تكتب بدرجةٍ أعلى من الوعي، إنّه إذن _ كما يقول نيتشه_ “من الفئات شديدة الخصوصيّة عميقة الفكر، التي تفتح السّتار وتتحرر من الزّائف”، تواجه الإنسان الهنديّ المعاصر بكلّ ما له وما عليه، تواجه طبيعته وشذوذه، تحاول أن تعزّز مواطن القوّة فيه، وتبدّد نقاط الضّعف المسجّلة عليه. وهذا ما وجده القارئ في قصّة “زوجٌ محجّب” حينما كشف عن الصّراع القائم بين: عائلة عفّان وزوجه؛ إذ أنكرت الأولى على الثّانية تكشّفها، وخروجها دون حجاب؛ ولكنّ القاصّ بطريقةٍ فكاهيّة ناقدة، كشف للقارئ نهاية العشق الذي يتجاوز حدّه. بقوله:   والحقيقة أن العشق إذا تجاوز حده جعل العاشق مجنونا ولا يدعه أن يميز بين الصحيح والقبيح وبين الخير والشر ،والعشق داء يجعل العاشق أن ينسى وجوده  ونفسه وقدره،و هذا ما حدث للعاشق عفان الذي بلغ شغفه بناهدة هياما ،فخضع أمام أمر زوجه ،وخرج محجبا مع زوجته للتفرج” (قصّة. زوجٌ محجّب)

ومن هنا فإنّ قصص معراج كأيّ نوعٍ أدبيٍّ تعدّ مرآةً تعكس الأعراف الهنديّة وتقاليدها، والمتغيّرات الاجتماعيّة فيها، وقد تعكس ذات المبدع، ولأنّ القصة القصيرة من أكثر الفنون الأدبيّة المعاصرة انتشارًا، وأقدرها تعبيرًا عن أزمة الإنسان المعاصر، فالجزء يحمل خصائص الكلّ[9]. فالعمل القصصيّ “ليس مجرّد أحداثٍ تحرّك الشّخوص في اتجاهٍ أفقيٍّ من نقطةٍ لتوْصِلهم إلى نقطةٍ محدّدةٍ تبدو في النّهاية وكأنّها حتميّة، كما أنّه ليس مجرّد مجموعةٍ من الأحداث المتشابكة التّي تفرض على الإنسان سلوكًا معيّنًا، بل لا بدّ أن يكون وراء التّفاعل القويّ بين الأحداث والشّخوص في العمل القصصيّ كشفًا لموضوعٍ اجتماعيٍّ له قيمته، ينطلق من موقفٍ معاشٍ إلى رؤيةٍ مستقبليةٍ[10]“، هذا الموقف هو الذّي يعايشه القاصّ ويبلوره إلى عملٍ فنّيٍّ يصوغ من خلال وجهة نظره اتّجاه الحياة المعاصرة بجوانبها كافّة، ويتأتّى ذلك من خلال شخصيّات قصصه المحمّلة بأفكاره وأحاسيسه؛ لذا فهو يصوغها وفق طابعٍ مميّزٍ عن الأنماط البشريّة التّقليديّة، بحيث تكون ذات ثراءٍ دلاليٍّ، غنيّةً في جوانبها النّفسيّة والجسمانيّة. يقول في معرض حديثه عن أحوال العاشقين: “ما أتعس القلوب التي تتفجر ينابيع حزنها بحرمانها من الطمأنينة! وما أشقى القلوب التي تواجه الفوضى! وتعاني القلق… لكن لا سبيل لها للنجاة بعدما أصبحت فريسة الحب والهوى، واعتمدت على الآخر. رحم الله القلوب التي لا تعرف المودة والهوادة” (قصّة. لعبة التّخفّي). فمن خلال مواصفات شخصيّاته يعكس القاصّ رؤيته الفنّيّة؛ لذلك اهتم معراج بوصف شخصيّاته بحيث جعلها تشير إلى طبيعة الصّراع المعاصر؛ ومن هنا فقد جاءت شخصيّات قصصه مبرّرةً  ومنطقيّةً ومنسجمةً مع الواقع. قال في وصف ناهدة في قصّة “زوج محجّب”: “هي في عنفوان الشباب، وكاعبة حيث أن ثدييها حقان من العاج؛ لأنّها لا تلبس إلا بلوزة ضيقة لا تستر جميع بطنها، فكان هذا المنظر أكثر روعة تفتتن بها قلوب الشباب” (زوجٌ محجّب)                                                                                                                                                                                                               

قدّم معراج من خلال وعيه الاجتماعيّ والثّقافيّ والإنسانيّ صورةً سوداويّةً واضحةً لمجتمع فوضويّ، تتضارب فيه المصالح والأهواء. يقول: “الأكواخ… سكانه من الفئة  المنبوذة  التي تقع على هامش مسيرة الحياة، وهي موضع الازدراء لدى الفئة العليا من الناس فلا تقيم لها أي وزن… ولا تزال فريسة للاضطهاد منذ القدم في السند.. عبيد لحفنة من الناس الذين يزعمون أنهم أشرف خلق الإله في الأرض وأليق بالحكومة وأحق بالسلطة والسيطرة على السند دون الفئة المنبوذة  رغم كثرة عددهم” (قصّة. قطرة من لون الحبّ). كما قدّم رؤيةً شاملةً لقضيّة اضطّهاد المرأة الهنديّة الفقيرة بالذّات كما في قصّة “زوجة للبيع”؛ ممّا يشير إلى طبيعة المجتمع الداخلية العميقة التي قد لا تكون ظاهرية أحيانً.

 لقد احتوت قصص معراج على كمّ لا متناهٍ من الانتقادات السّلوكيّة، والنّماذج الإنسانيّة؛ ممّا يشير إلى تأثّره بتجارب الشّخصيّة، وانعكاس ذلك على بنية القصّ في المجموعة؛ ومن هنا فإنّ الهمّ الاجتماعيّ يشغل حيزًا كبيرًا من الفضاء القصصيّ في مجموعة معراج؛ إذ طغت العلاقات الاجتماعيّة وقضاياها المتعلقة بالمجتمع الهنديّ على قصصه؛ بحيث سلّط الضّوء على نواحٍ مغمورةٍ داخل هذا المجتمع، ورصد حياة أفراده من الداخل، واهتمّ بكشف العلاقات الاجتماعية السّائدة؛ وعليه فقد قدّم رؤيةً أيديولوجيّةً حول مجتمعه الذي يعيش فيه[11]. وقد أسّس للوعي الفكريّ من خلال تصوّر حقيقيّ للعلاقات الإنسانيّة في مجتمعه.

لقد كشف معراج عن صورة العلاقات بين أفراد المجتمع الهنديّ، كتلك العلاقة بين المرأة والرجل، والصّراع الطّبقيّ والدّينيّ. وطرق قضايا لا يستهان بها، كقضيّة الفقر، والمرض والوباء، وطرق الاحتيال وسرقة الأعضاء التي تدار في مستشفيات الهند كما جاء في قصّة “جثّة للبيع”. واهتمّ بأثر البيئة الاجتماعيّة على تنشئة الأفراد “القرية، المدينة” كما في قصّة “كلبة جنّ بحبّها”، وقصّة “زوجة في المحكمة”.                                                                                                                    

الخاتمة:

لقد كشفت الدراسة الحاليّة عن الأيدولوجيّة المهيمنة من خلال بنية القصص، إذ اتّخذ القاصّ من المجتمع الهنديّ لبنةً أساسيّة لفكرة إبداعه، واهتمّ بالجانب الاجتماعيّ، إذ غاص عميقًا في بنية المجتمع وشخصيّاته وعاداته وتقاليده، مع تجسيد رؤيةٍ ناقدةٍ له. ومن هنا فإنّ كَشْفَ الواقع الاجتماعيّ السّائد في مجتمع القاصّ له دورٌ فعّالٌ في تحوّل فكر القرّاء أثناء معاينة البنية السّطحيّة للقصص، ودعوة مستبطنة من القاصّ؛ لنقل أفكارهم من: الجزئيَّة والسّطحيَّة والوضوح” إلى “الكلِّيَّة والعمق والغموض” في رؤيتهم للحياة؛ لذا فإنّ معاينة قصص معراج تتطلّب من القّراء أن يستمطروا أفكارَهم في تأويل السّياق واستبطان بنيته السّطحيّة.

 ) العالم، محمّد معراج: مجموعة “قوارير مكسورة”، المجموعة منشورة ورقيَّا وإلكترونيَّا على موقع بلو روز ون، ط1، 2022م. (

 ) ميّادة الصعيدي: فلسطينيّة، حاصلة على درجة الدكتوراة في الأدب والنقد بمعدل امتياز مع مرتبة الشّرف الأولى، متخصّصة بالدراسات النّقديّة المعاصرة، ومهتمة بالأدب العربيّ: شعره، ونثره، كما ونشرت العديد من الدّراسات النقديّة الموثّقة والمحكّمة، ومنها قيد النّشر. صدر لها كتاب: “الشعر النّسويّ الفلسطينيّ المعاصر اتّجاهاته الموضوعيّة والفنّيّة” عن دار إبداع/ مصر . وكتاب “شعرية القصّ في تجربة العقيلي” عن دار الآن ناشرون/ الأردن. وكتب: “البراديغما العربية في ظل رقمنة الأدب” الفائز بالمركز الأوّل على بلاد الشام لمسابقة مؤسسة عبد المحسن القطّان. و “القص العربي المعاصر غمامة المعلن وفداحة المضمر”، و “القصيدة السينمائيّة ملحمة العاطفة ودرامتها”، و”جماليات المفارقة في الرواية العربية روايات جلال برجس أنموذجا”.(

قائمة المراجع:

  1. ابراهيم، نبيلة: نقد الرواية من وجهة نظر الدّراسات اللّغويّة الحديثة، النّادي الأدبيّ_ الرّياض، 1980م.
  2. أبو طير، محمد، والقضاة، محمد: اتجاهات النَّقد الحديث في الأردن، الجامعة الأردنيَّة، مج36، ع3، 2009م.   
  3.  ابن البار، زريفة، وصوشة، زينب علي: بنية القصّة القصيرة في المجموعة القصصيّة “التّنظيم السّرّي” لنجيب محفوظ، “رسالة ماستر”، جامعة محمد بوضياف _ المسيلة، كليّة الآداب واللّغات، قسم اللّغة والأدب العربيّ، 2019
  4. حافظ، صبري: أفق الخطاب النّقديّ دراسات نظريّة وقراءات تطبيقيّة، دار شرقيات للتوزيع_ القاهرة، 1996م، ص106.
  5. شاهين، محمد: آفاق الرواية البنية والمؤثّرات _دراسة، منشورات اتّحاد الكتّاب العرب_ دمشق، 2001م.
  6. العالم، محمّد معراج: مجموعة “قوارير مكسورة”، المجموعة منشورة ورقيَّا وإلكترونيَّا على موقع بلو روز ون، ط1، 2022م.
  7. فضل، صلاح: منهج الواقعية في الإبداع الفني، دار المعارف_ القاهرة، ط2.
  8. ماضي، شكري عزيز: الرواية العربية في فلسطين والأردن في القرن العشرين، دار الشروق_ عمّان، ط1، 2003م.
  9. مروة، حسين: دراسات نقديّة في ضوء المنهج الواقعيّ، دار الفارابي_ بيروت، 1976م، ط2.
  10. هلال، محمّد غنيمي: قضايا معاصرة في الأدب والنّقد، دار نهضة مصر للطباعة والنّشر_ القاهرة، د.ت.
  11. وادي، طه: الرواية السياسيّة، الشركة المصريّة العالميّة للنّشر لونجمان_ القاهرة، 2002م.
  12. نصر، كريمة: الاتّجاه الاجتماعيّ في روايات سحر خليفة “رسالة ماجستير”، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، جامعة الأزهر_ غزّة، 2015م..

[1] أبو طير، محمد، والقضاة، محمد: اتجاهات النَّقد الحديث في الأردن، الجامعة الأردنيَّة، مج36، ع3، 2009م، ص 538.    

[2] ينظر: فضل، صلاح: منهج الواقعية في الإبداع الفني، دار المعارف_ القاهرة، ط2، ص233.

[3] ينظر: حافظ، صبري: أفق الخطاب النّقديّ دراسات نظريّة وقراءات تطبيقيّة، دار شرقيات للتوزيع_ القاهرة، 1996م، ص106.

[4] شاهين، محمد: آفاق الرواية البنية والمؤثّرات _دراسة، منشورات اتّحاد الكتّاب العرب_ دمشق، 2001م.

[5] مروة، حسين: دراسات نقديّة في ضوء المنهج الواقعيّ، دار الفارابي_ بيروت، 1976م، ط2، ص90.

[6] هلال، محمّد غنيمي: قضايا معاصرة في الأدب والنّقد، دار نهضة مصر للطباعة والنّشر_ القاهرة، د.ت، ص37.

[7] ينظر: ماضي، شكري عزيز: الرواية العربية في فلسطين والأردن في القرن العشرين، دار الشروق_ عمّان، ط1، 2003م، ص50.

[8] ينظر: وادي، طه: الرواية السياسيّة، الشركة المصريّة العالميّة للنّشر لونجمان_ القاهرة، 2002م، ص5.

[9] ينظر: بن البار، زريفة، وصوشة، زينب علي: بنية القصّة القصيرة في المجموعة القصصيّة “التّنظيم السّرّي” لنجيب محفوظ، “رسالة ماستر”، جامعة محمد بوضياف _ المسيلة، كليّة الآداب واللّغات، قسم اللّغة والأدب العربيّ، 2019م، ص4.

[10] ابراهيم، نبيلة: نقد الرواية من وجهة نظر الدّراسات اللّغويّة الحديثة، النّادي الأدبيّ_ الرّياض، 1980م، ص49.

[11] ينظر: نصر، كريمة: الاتّجاه الاجتماعيّ في روايات سحر خليفة “رسالة ماجستير”، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، جامعة الأزهر_ غزّة، 2015م، ص12.