إسهام أعلام اللغة العربية في الدول الناطقة بغيرها ـ تجربة الأستاذ الدكتورة ’راوية جاموس‘ باليابان أنموذجا.

ياسر صابير/ ود. حسن لشكر

ياسر صابير باحث بسلك الدكتوراه، جامعة ابن طفيل،كلية اللغات واآلداب والفنون ـ القنيطرة/المغرب/إشراف أ.د. حسن لشكر.

 تهدف ورقتنا البحثية، إلى تقديم إضاءة حول تجربة الأستاذة راوية جاموس في تدريس اللغة العربية باليابان، كما تهدف إلى الكشف عن إسهاماتها في نشر اللغة العربية، حيث اعتمد الباحث في مقاربة الموضوع؛ على الحوار المصور الذي دار بين الأستاذة راوية والدكتور محمد اسماعيلي علوي، عبر البث المباشر على قناة الدكتور باليوتيوب، كما اعتمدت بالإضافة إلى ذلك، على مؤلفها الموسوم ب ” تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج“.

وتنطلق الورقة من فرضية مفادها، أن تجربة الأستاذ راوية جاموس في تدريس اللغة العربية تتسم بطابعها الخاص، ساهمت في نشر اللغة العربية بطرق مبتكرة باليابان من خلال تدريس الثقافة العربية، وتتجلى إشكالية الورقة في الأسئلة التالية: من هي الأستاذة الدكتورة راوية جاموس؟ ما إسهاماتها في نشر اللغة العربية باليابان؟ وما الصعوبات التي واجهت مسارها؟

توصلت الورقية إلى خلاصات ونتائج رئيسية نذكر منها بإيجاز؛ أن تجربة الدكتورة راوية جاموس تميزت بطابع خاص، وساهمت في نشر اللغة العربية باليابان من خلال تدريس الثقافة العربية بأساليب جديدة تماشيا مع التقدم التكنولوجي والوسائط الرقمية.

الكلمات المفتاحية:

راوية جاموس ـ تعليم اللغة العربية ـ غير الناطقين بالعربية ـ اليابان. الثقافة اليابانية والثقافة العربية.

The contributions of Arabic language figures in non-speaking countries – the experience of Professor Dr. Rawiya Jamous in Japan as an example

Yassir Sabir, supervised by Prof. Dr. Hassan Lachgar

Our research paper aims to provide insight into the experience of Professor Rawiya Jamous in teaching the Arabic language in Japan. It also aims to reveal her contributions to spreading the Arabic language, as the researcher adopted the approach to the subject; On the video dialogue that took place between Professor Rawya and Dr. Muhammad Ismaili Alawi, via live broadcast on the doctor’s YouTube channel, she also relied, in addition, on her book titled “Teaching Arabic Culture to Students of the Arabic Language – Issues, Experiences, and Models.”

The paper is based on the hypothesis that Professor Rawiya Jamous’s experience in teaching the Arabic language is characterized by its special character. It contributed to spreading the Arabic language in innovative ways in Japan through teaching Arab culture. The problem of the paper is evident in the following questions: Who is Professor Dr. Rawiya Jamous? What are its contributions to spreading the Arabic language in Japan? What difficulties did you face along the way?

The paper reached major conclusions and results, of which we briefly mention: Dr. Rawya Jamous’s experience was distinguished by a special nature, and she contributed to spreading the Arabic language in Japan by teaching Arabic culture in new ways in line with technological progress and digital media.

key words:

Rawiya Jamous – Teaching the Arabic Language – Non-Arabic Speakers – Japan. Japanese culture and Arab culture.

مقدمة:

تدرس هذه الورقة إسهام أعلام العربية في الدول الناطقة بغيرها ـ تجربة الأستاذة الدكتورة راوية جاموس باليابان أنموذجاـ وتهدف إلى استكشاف إسهامات الأستاذة في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في اليابان، ولتحقيق هذه الغاية، اعتمدنا على حوار علمي أجراه معها الأستاذ الدكتور محمد اسماعيلي علوي[i] عبر تقنية البث المباشر على اليوتيوب[ii]، بالإضافة إلى مؤلفها الصادر عن الاسيسكو الموسوم ب”تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية للناطقين بغيرها: قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية”. فموضوع هذه الورقة البحثية يتسم بالحداثة والأصالة، لغياب الدراسات السابقة التي تناولت تجربة الأستاذة راوية جاموس، باستثناء لقاءات علمية متفرقة على منصة اليوتيوب، لذلك، فالأستاذة ارتبط اسمها بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، سواء في موطنها الأصلي بسوريا أو في جامعة كينو باليابان.

   سيتعرف القارئ في ورقتنا البحثية، على إسهام الأستاذة راوية جاموس في نشر اللغة العربية بجامعة كينو باليابان، وأهم المنجزات والإضافات التي قدمتها في التعريف بالثقافة العربية، والصعوبات التي واجهت مسارها.

   أما الإشكالية التي تسعى الورقة معالجتها فهي تتوارى في الأسئلة التالية: من هي الأستاذة راوية جاموس؟ كيف ساهمت في تدريس اللغة العربية باليابان؟ وما المنجزات والإضافات التي قدمتها؟ وما الصعوبات التي واجهت مسارها؟

   ولإضاءة الإشكالية، “نفترض أن الأستاذة راوية جاموس تميزت تجربتها في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها باليابان بطابع خاص، يتسم بإسهامات وإنتاجات في المجال، والتعريف بالثقافة العربية وتقريبها إلى الطلبة اليابانيين بطرق حديثة، وتجربتها كانت لها صعوبة البدايات بفعل اختلاف البيئة الثقافية السورية واليابانية”.

   ولكي نُجيب عن أسئلة الورقة، اعتمدنا على المنهج الاستقرائي والمنهج الوصفي التحليلي، من خلال استقراء ووصف وتحليل الحوار الجاري بين الدكتور مولاي محمد اسماعيلي علوي والأستاذة الدكتورة راوية جاموس، بالإضافة إلى كتابها الذي يتحدث عن تجربتها في تدريس الثقافة العربية لطلاب اليابان، وذلك بالارتكان إلى ثلاثة مباحث أساسية:

  • ــــــــ المبحث الأول: الأستاذة راوية جاموس.
  • ـ المبحث الثاني: تجربة الأستاذة الدكتورة راوية جاموس في تعليم اللغة العربية باليابان من خلال لقاء علمي.
  • ـ المبحث الثالث: تجربة الأستاذة الدكتورة راوية جاموس من خلال الأنشطة الثقافية في مخبر الدراسات العربية في جامعة كينو اليابانية.

فمن هي الأستاذة الدكتورة راوية جاموس؟

المبحث الأول: الأستاذة راوية جاموس:

   راوية جاموس[iii]، من مواليد الجمهورية العربية السورية بحلب في العام 1980، حصلت على الماجستير في الأدبيات من جامعة حلب في العام 2008، وعلى درجة الدكتوراه في اللغويات التي نسميها في المغرب لسانيات، وذلك في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا سنة 2014، درست اللغة العربية للناطقين بغيرها في مركز اليابان للتعاون الأكاديمي، والمعهد العالي للغات في جامعة حلب، وساعدت في الإشراف على العديد من برامج تعليم اللغة العربية مثل برامج CET الأمريكية، بالفرنسية CET، في المعهد العالي للغات بجامعة حلب، نالت درجتي دبلوم وماجستير الدراسات الأدبية من جامعة حلب، وشاركت في العديد من المشاريع البحثية المشتركة بين جامعة حلب وكينو اليابانية مثل مشروع القاموس الإلكتروني للغة العربية، وشاركت أيضا في العديد من المشاريع البحثية لتصميم المواد التعلمية الإلكترونية لتعليم اللغة العربية لطلاب جامعة كيو، شاركت أيضا في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية لتأهيل معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها مع المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية وغيره، وهي تعمل في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة كينو منذ عام 2013، كما أن الدكتورة الكريمة مُؤسسة ومديرة مشروع لبنات لإعداد مواد لتعليم اللغة العربية للأطفال العرب والمغتربين وللكبار غير الناطقين بالعربية[iv].

نشرت الدكتورة العديد من الأبحاث في مجلات علمية محكمة، كما شاركت في تأليف عدة كتب لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

المبحث الثاني: تجربة الأستاذة الدكتورة راوية جاموس في تعليم اللغة العربية باليابان من خلال لقاء علمي[v]:

1 ـ الأستاذة الدكتورة راوية جاموس ـ نموذج للشخصية العلمية البارزة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيريها:

ذكر الدكتور محمد اسماعيلي علوي في حواره مع الأستاذة الدكتورة راوية جاموس أثناء تقديمها لجمهور المتابعين والمتابعات، أنها شخصية علمية بارزة، لأنها جمعت بين تجربتين كبيرتين على الأقل؛ التجربة العربية المتمثلة في تجربتها بجامعة حلب لأنها عربية سورية بدأت مشوارها المهني بموطنها الأصلي، كذلك تجربتها في اليابان بجامعة كينو، على اعتبار أنه عادة تكاد تكون الحياة مختلفة فيه عن جميع بلدان العالم، ونظامهم طبعا يختلف عن أنظمة كثيرة، على الأقل تجربتها الغنية؛ العربية واليابانية ستفيد كثيرا ممن يتابع اللقاء العلمي، أو ممن سيتابعه كذلك بعد أن يجده مسجلا.[vi].

2 ـ تجربة الدكتورة راوية جاموس من البلد الأصل سوريا إلى ماليزيا إلى اليابان، وبداية مسارها البحثي:

في البداية لم تكن لدى الأستاذة الدكتورة راوية جاموس أية توجهات على الإطلاق لتعليم العربية للناطقين بغيرها. والسبب في ذلك، أن هذا التخصص لم يكن متعارفا في جامعة حلب. وأيضا لم يكن من ضمن التخصصات التي يتاح للطلاب والطالبات دراستها في جامعة حلب. وهي كانت من عشاق عالم الفكر والثقافة والفلسفة العربية الاسلامية. وكانت تتعمق في دراسة مؤلفات ابن سينا وخاصة في القرون الهجري الأول، لذلك، فهي معجبة جدا بهذا المجال وما زلت طبعا.

وفي عام 2003 وجهت لها دعوة من قبل مركز اليابان للتعاون الأكاديمي في جامعة حلب، وطلب منها التدريب في البرنامج المكثف لتعليم اللغة العربية لطلاب الجامعة، وهذه كانت اول تجربة للدكتورة في هذا المجال، وكانت تجربة مفيدة جدا تعلمت منها الكثير وكانت سببا في توجيه اهتمامها إلى مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها.

بعد ذلك طلب منها أيضا في برنامج اسمه “تعليم اللغة العربية عبر ثقافة المشرق في الحرم الرقمي الفرنكفوني” في جامعة حلب أيضا، وكانت هذه المرة الأولى التي يقام فيها هذا البرنامج، وأيضا تولدت لديها خبرات جديدة مختلفة عن الخبرات التي اكتسبتها في التعليم اليابانيين.

 وتعتبر أن السبب هو اختلاف طبيعة المتعلمين. وهاتان المشاركتان تركتا بصمة كبيرة في حياتها وغيرت من توجهاتها المستقبلية. بعد ذلك درست الدكتورة راوية جاموس في العديد من برامج تعليم اللغة العربية في جامعة حلب، وكان من أهمها برنامج سي اي تي الأمريكي وكانت المنسقة الأكاديمية له. وهكذا توالت الخبرات إلى أن انتهى بها المطاف في ماليزيا.

 قامت بدراسة الدكتوراه في اللغويات تخصص تعليم العربية للناطقين بغيرها. يعني بشكل عام هذه الخطوط العامة لمسيرتها ولبدايتها في هذا المجال الذي لم تكن تتوقع إطلاقا أن تنتقل اليه. ومن يريد النجاح في هذا المجال، لابد أن تكون عنده معرفة موسوعية.

نستخلص أن بداية المسار البحثي للدكتورة راوية جاموس، انطلق صدفة من جامعة حلب، عبر برامج تدريبية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ثم انتقلت إلى الممارسة والتنسيق، ثم إلى التجارب الدولية بدءا بماليزيا ومرورا إلى جامعة كينو باليابان.

3ـ وجهة نظر الأستاذة الدكتورة راوية جاموس في موسوعية الأستاذ، وكيف يمكن أن تساهم الموسوعية في نجاح الأستاذ في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها:

تعتبر الأستاذة الدكتورة راوية جاموس أن المعرفة الجيدة بالثقافة العربية الإسلامية أساسية في تعليم اللغة العربية للناطقين بها، وبخاصة في القرون الهجرية الأولى التي فيها زخم هائل من العلم والمعرفة وهي غنية جدا بكل تفاصيلها. فهي لم تتعمق فقط في حياة ابن سينا، ولكنها درست العلماء والمفكرين المسلمين في كل تلك الفترة، وتعرفت على نظرياتهم المعرفية والجمالية الفكرية ومن كافة النواحي، أما ابن سينا ـ مثلا ـ فقد اضطرت لقراءة التفاصيل في فلسفته لكي تفهم معنى الترابط بين الأشياء. فهذه المعرفة كانت مهمة جدا في توجهها الحالي وهو تعليم الثقافة العربية للناطقين بغيرها، وتوجيه كتاباتها وأبحاثها لهذا المجال.

 والحقيقة أن المجال ـ حسب الدكتورة راوية جاموس ـ ترك بصمة كبيرة في مسارها، وهي لا تستطيع أن تبتعد عن أثره أبدا. فلذلك، حتى في دروسها في الجامعة دائما ما تجد نفسها مضطرة للعودة إلى الوراء ولإخبار الطلاب بالأشياء الأساسية في حياة العرب والمسلمين. فهذه المعرفة هي ضرورية جدا لمعلم العربية للناطقين بغيرها.

هناك أصناف من المتعلمين يأتون أيضا بمعرفة كبيرة وقوية، يجب أن يكون المدرس قادرًا على مواجهة هذا المتعلم بنقاشه والإجابة عن تساؤلاته. وهذه واحدة من أكبر التحديات التي تواجه كل من يريد أن يدخل إلى هذا المجال. وكل من يريد أن يشتغل في هذا المجال لابد أن يكون ـ أول الأمر ـ عارفا بثقافته. وعارفا بكل ما أنتجته هذه الثقافة العربية الاسلامية من إنتاجات. وإلا كيف سيكون مدرسا جيدا لها؟ وكيف يكون سفيرا جيدا لها؟

4 ـ نظرة اليابانيون إلى اللغة العربية ودوافعهم في تعلمها:

اليابانيون بشكل عام ـ من خلال تصور الأستاذة الدكتورة راوية جاموس ـ هم شعب يحترم الثقافات الأخرى كثيرا، وشعب مؤدب جدا وعنده خصوصية ثقافية. ويحب أن يطلع على الثقافات الأخرى. وقد مرت الدكتورة بكثير من المواقف في تجربتها معهم، جعلتها تحترم هذا الشعب وتتعلم منه أيضا. وأشارت بأن هناك دراسة أجريت من قبل دكتورة يابانية اسمها اتيكو تبين من خلالها أن الدافع الأكثر لدراسة اللغة العربية لليابانيين؛ هو دافع التعرف على الثقافة العربية، وكانت هذه النسبة اعلى الدوافع التي تجعل الطالب الياباني يدرس اللغة العربية، والشعب الياباني يحترم الشعوب والثقافات الأخرى، هذا يجعلك تشعر بالارتياح الكبير في بلدهم. وكانت لها تجربة أيضا في تدريس الثقافة العربية وتقديم اللغة العربية للأطفال في المدارس الابتدائية. خلاصة هذه التجربة كانت رائعة جدا وأضافت اليها أشياء جديدة. فمجرد تقديمها ثقافة أجنبية لأطفال، فهو أمر مهم جدا لجعلهم يتقبلون الثقافات الأخرى والابتعاد عن فكرة العنصرية لتحقيق التعايش والانسجام بين ـ مثلا ـ الأجانب والسكان المحليين. وفي الحقيقة طريقة تفاعل الأطفال والمعلمين كانت لطيفة جدا. وعندما دخلت كمدرسة أجنبية إلى المدارس الابتدائية دائما في أول يوم يسألونها ما هي الأشياء التي تزعجها؟ ما هي الأشياء التي ترغب بأن يقوموا بها ـ مثلا ـ عندما تطلب منهم تأمين مكان للصلاة، فيسألونها كيفية الصلاة وعن الطعام الحلال وغيرها. وهذا الأمر كأنهم يريدون أن يوفروا لك الأجواء المناسبة.

لا يوجد أي عنصرية أو نبذ للدكتورة في اليابان؛ فهي يمكن أن تصلي في أي مكان في الشارع أو في حديقة أو في أي مكان حتى في مطعم يعني أمام الناس. فاليابانيون يحترمون الآخرين كثيرا ولا يضايقونهم ولديهم ردود فعل إيجابية جدا تجاه الآخر. فمثلا ابنها في المدرسة تخصص له مكان للصلاة في وقت الصيام، وهم يحترمون الصيام ويأخذون الأكل إلى مكان آخر؛ كي لا ينزعج من أصدقائه عندما يأكلون، ويشعر بشعور مزعج. وهكذا فبشكل عام ثقافة احترام الآخرين هي موجودة في جذور الثقافة اليابانية، وهذا ما يجعل الدكتورة تشعر بالارتياح في تقديم اللغة العربية وفي تقديم الثقافة العربية للآخرين.

نلاحظ ـ بناء على تجربة الدكتورة راوية جاموس باليابان ـ أن الشعب الياباني يتسم بالقيم الإنسانية ويحترم الآخرين، وهذا ينم عن ثقافة وحضارة هذا الشعب وانفتاحه على مختلف الثقافات، وهذه الميزة ساهمت في اندماج الأستاذة وسط المجتمع الياباني وساهمت في تقريب الثقافة العربية بمختلف مكوناتها.

5 ـ تجارب أخرى لعرب ومدرسين باليابان:

تشير الدكتورة راوية جاموس في مسألة أساتذة اللغة العربية العرب باليابان، إلى وجود نسبة قليلة بشكل عام، كون اللغة العربية في اليابان قليلة يعني حتى للعرب قليلة، والمدارس والمراكز العربية قليلة بشكل عام. وهذا لا ينفي يوجد العرب ويابانيون مسلمون يدرسون اللغة العربية. ويوجد يابانيون مهتمون أيضا. أما الأساتذة فهم من شرائح مختلفة، ولكن في المدارس ـ مثلا ـ الابتدائية فقط. ويوجد مدرسة واحدة في منطقة صوفيا في محافظة كندا تدرس اللغة العربية في مدرسة ثانوية. بشكل عام المدارس قليلة جدا ولكن في الجامعات بشكل عام أيضا يوجد معلمين عرب. طيب ولكن طبعا تدريس العربية بمنطقة إلى أخرى سيختلف أكيد خاصة العربية.

6 ـ الاستراتيجيات المناسبة والطرق العلمية المتبعة في المنهاج التعليمي باليابان:

اليابان بلد متطور جدا. إذا دخلت إلى المدارس أو الجامعات، ستجد التجهيزات، والأستاذ عندما يدخل يجد كل ما يحبه ويشاء، فكل التجهيزات التي تتوقعها ولا تتوقعها تكون موجودة في الصف الدراسي، وهذا يساعدها ـ في تجربتها ـ على أن تقدم المادة الدراسية التي تريدها بكل ارتياح، بمعنى أن الصفوف مجهزة بشاشات عرض، وكل الوسائل التكنولوجية متوفرة تماما؛ فالوسائل التكنولوجية في الصف موجودة في كل الصفوف. أما في الجامعة فكل القاعات مجهزة بمختلف الأجهزة المتطورة، ووجود جهات تضع الورقة وتعرض على الشاشة الكبيرة. ويوجد كل مخبر له تمويل سنوي. من خلال هذا التمويل السنوي يستطيع المخبر أن يطور المواد التعليمية والوسائل والمقررات والمناهج.

7 ـ تمويل المشاريع بجامعة كينو اليابانية:

يوجد هناك كل سنة مشروع تمويل لإعداد المواد الالكترونية. ومن زمان وهذا المشروع موجود. فالمخبر الذي تنتمي إليه الدكتورة راوية جاموس يقدم دائما تمويلا لهذا المشروع من أجل تطوير المواد الدراسية. من خلاله ـ مثلا ـ تم تطوير قاموس الكتروني للغة العربية واليابانية، وتم تصوير مجموعة من الألعاب اللغوية المناسبة المقرر ليديهم، وعملوا بعض الأفلام والرسوم المتحركة وطريقة كتابة الحروف العربية والكلمات العربية مع الصورة. وتم تصوير العديد من المواد التعليمية من خلال هذا التمويل الإضافي وهو ايضا مبلغ كبير، وينفق في تطوير هذه المواد التعليمية لتكون متاحة بشكل جيد. وهذا يساعد دائما على تطوير الأدوات والوسائل، وعلى تحديث الطرق التي تُدَرَّسُ من خلالها اللغة العربية للطلاب اليابانيين.

8 ـ تجربة تعليم اللغة العربية في زمن كورونا:

بالنسبة للمخبر الذي تنتمي إليه الدكتورة راوية جاموس بجامعة كينو باليابان، ففي أيام كورونا كان الكتاب التعليمي موجود في صيغة ملف ـ مثلا ـ PDF، وبخصوص المحتوى التعليمي المقدم للطلاب يوجد فيديوهات لكل الدروس، ويوجد أيضا تسجيلات صوتية، ولم تكن هناك أي مشاكل في عملية التعليم عن بعد في جامعة كينو باليابان. بخلاف اوطاننا، فلما جاءت كورونا فعلا وجدت مشاكل كبيرة جدا، حتى أن بعض المناطق والدول لم تستطع أن تدخل التكنولوجيا بعد مرور سنة ونصف على كورونا، وهذا أخَّرَ كثيرًا التعليم في هذه البلدان.

9 ـ شغف اليابانيين باللغة العربية وبثقافتها:

 هناك شغف كبير في الحقيقة ـ حسب الدكتورة راوية جاموس ـ لدى الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية ويستمرون في دراستها، فهم يحاولون أن يفعلوا أشياء كثيرة مثل العرب في ارتداء الملابس، وفي الذهاب إلى مطاعم عربية، وكذا البحث عن الخصوصية العربية، ففي برنامج المخبر يلاحظ وجود سحر إلى بلد عربي كل سنة. فالطلاب نسبة كبيرة منهم تشارك في هذا البرنامج بالسفر والاطلاع على الثقافة العربية، ويهتمون أيضا بالاستماع إلى الموسيقى العربية، وإلى تعلم الخط العربي.

فالجامعة تقوم دائما بنشاطات مثل ورشات للخط العربي، أيضا ورشات للفن الإسلامي ـ مثلا ـ فن العمارة الإسلامي، فالملاحظ أن هناك في الحقيقة نشاطات جميلة جدا. واهتمامات الطلاب يجعلهم يعرفون بهذه النشاطات، لأنهم يعرفون أن الطلاب لديهم شغف كبير في التعرف على الحياة العربية والثقافة العربية، ولديهم حب كبير لهذا المجال. حتى أنهم بارعون جدا في الكتابة بالخط الياباني عندما يكتب باللغة العربية خطوة أجمل من خطه، وهنالك وضوح كبير في هذا الشغف، واهتمامات كبيرة من خلال الرغبة في السفر، ومن خلال البحث عن الثقافة العربية في اليابان وغيرها من الأشياء المهمة.

10 ـ تدريس المهارات اللغوية المعتمدة في اليابان:

تركز الدكتورة راوية جاموس على مواضع من أبرزها؛ العمل ضمن فريق كامل، الطلاب ـ مثلا ـ عندما يسافرون من كينو إلى سوريا من قبل، كانوا يسجلون الاشخاص مع الطلاب الموجودين لديهم، ومقاطع النصوص الدراسية الموجودة في الكتب، يتم تسجيلها بالصوت وعن طريق الفيديو. فالشخصيات التي يدرسونها في الكتاب هي شخصيات حقيقية بأسمائها وصورها. فالطالب ـ مثلا ـ في اليابان عندما يدرس هذا الدرس الجديد يستمع إلى النصوص المسجلة بأصوات العرب، أيضا يشاهد هذه الشخصيات، فهو يتعرف على اللغة بحقيقتها بأصوات العرب وبحركاتهم الجسدية وتعبيراتهم النفسية، وبكل هذه التفاصيل. وفي دروس الدكتورة أيضا، يعني فهم يحاولون أن يعرضوا لهم أيضا مقاطع فيديو، وأن يتم ـ مثلا ـ الاستماع إلى بعض الأخبار، أو أشياء متنوعة في الحقيقة، ويتم التركيز كثيرا على أن يستمعوا ويحاولوا أن يخرجوا الصوت بشكله الحقيقي.

11 ـ إخراج الأصوات لدى الطالب الياباني:

في مسألة إخراج الأصوات لدى الطالب الياباني، فالأصوات العربية ـ حسب الدكتورة راوية جاموس ـ مختلفة عن الأصوات اليابانية، لأن الطالب يأخذ فترة طويلة حتى يمتلئ عقله وفكره بهذا النمط الصوتي الجديد؛ يعني طريقة التوقف في الكلام وطريقة التعبيرات الصوتية مختلفة جدا بين العرب واليابانيين، حتى وأن الطالب الياباني يتفاجأ كثيرا عندما يواجه طالب عربي لأول مرة، ولذلك نحن يتم المحاولة دائما على أن تكون نصوص اجتماع نصوص حقيقية واقعية تبرز التعابير اللغوية الصوتية والنفسية والجسدية بشكلها الواقعي، حتى يتمكن الطالب من استيعاب اللغة العربية بشكل صحيح. هذا جزء من منهجية تعليم إخراج الأصوات في تجربة الدكتورة راوية جاموس، وتفعله بشكل عام.

بالنسبة الطلبة اليابانيون لا يوجد عندهم ـ مثلا ـ صيغة مذكر ومؤنث ولا يوجد المثنى. فهذه الأشياء متغلغلة في اللغة العربية. فهناك صعوبة كبيرة بالنسبة للطالب الياباني في فهم القواعد العربية. ولكن بالموازاة يتميز بالجدية والاجتهاد والإصرار، وهذا طبعا لا ينطبق على جميع الطلاب، ولكن الرؤية العامة بالنسبة للدكتورة راوية جاموس بعدما درست العديد من الجنسيات.

12 ـ البرامج بين الجامعات اليابانية والجامعات العربية:

في جامعة حلب كان هناك برنامج تعاون أكاديمي مع جامعة كينو التي تعمل فيها الدكتورة راوية جاموس إلى الآن، وكان سنويا يأتي الطلاب مرتين أحيانا ثلاث مرات إلى جامعة حلب للدراسة في برامج مكثفة أو القيام بنشاطات، تتعلق بتصميم موارد تعليم العربية، بمعنى كان هناك تعاون فيما بين الجامعتين لتصميم المقررات التعليمية.

هناك اتفاقية أخرى مع جامعة الأردن، وكان هناك أيضا علاقات تبادل مع جامعات يمنية وليبية. فكان الطلاب في المخبر الذي تنتمي إليه الدكتورة يسافرون إلى عدة بلدان عربية في نفس الوقت، وينتهي بهم مثلا المطاف في سوريا ليدرسوا اللغة العربية. أما في باقي البلدان العربية ـ مثلا ـ يقومون ببعض الأبحاث المتعلقة بحياة العرب والمسلمون في موضوعات متنوعة. أيضا جامعة استكا لديهم تعاون مع معاهد تعليم اللغة العربية في قطر. بشكل عام، هم دائما في علاقات تعاون مع المخابر اللغوية في البلدان الأجنبية، وتقوم بعلاقات واتفاقيات أكاديمية مع أخرى. فهناك طلاب يحبون السفر الخارجي لتطوير خبراتهم لتطوير لغاتهم التي يدرسونها والمجالات البحثية التي يعملون بها.

للأسف فالعالم العربي بشكل عام لا يقوم بمجهودات كبيرة من أجل تعريف العربية وتاريخ العربية مع الدول الأخرى. وحتى العلاقات من خلال تجربة الدكتورة وتجربة بعض زملاءها، أن بعض العلاقات بين اليابان أو مثلا مع الصين تجدها بأنها علاقات سببها علاقات شخصية وعلاقات أكاديمية مؤسسة بشكل علمي. الجامعات العربية لا تقوم بأدوارها كاملة تجاه العربية وتجاه ثقافتها مع الآخر مع العلم أن هذا الآخر يريد أن يتعلم العربية مع الأسف، نحن نحتاج إلى جهود كبيرة وليس جهود شخصية، وإنما جهود أكاديمية. فعلى مستوى تجربة الدكتورة راوية جاموس، نجد في جامعتها كينو باليابان العديد من الأشخاص الذين يقومون بدور كبير في التعريف باللغة العربية والثقافة والإسلامية وبحياة المسلمين، ولكن هذا لا يعتبر كافيا على الإطلاق. لأن الأشخاص الذين يقومون بهذه المهام قلائل بالنسبة لهذا البلد الكبير. فالأمر يحتاج إلى جهود مؤسساتية وحكومية أكاديمية كبيرة.

13 ـ عدد ساعات العمل في جامعة كينو باليابان:

 في الحقيقة عدد ساعات العمل ـ حسب الدكتورة راوية جاموس ـ فهو حسب الجامعة وحسب البرنامج الدراسي بشكل عام ـ مثلا ـ الجامعات التي تدرس فيها اللغة العربية عدد ساعات العمل قليل؛ ساعتين على الأكثر في الأسبوع. بالنسبة لجامعة كينو برنامج اللغة العربية هو برنامج قديم، ولكن فيه عدة أنظمة، مثلا في نظام يدرس فيه اللغة العربية كمادة يعني يتعرف على ثقافة ولغة جديدة. ويدرس فيها فصل واحد فقط في الأسبوع بمعدل ساعتين فقط. ولكن يوجد البرنامج المكثف الذي يدرس فيه الطلاب تقريبا ثماني ساعات في الأسبوع؛ فهذا حسب البرنامج والطلاب عادة الذين يدرسون في البرنامج المكثف يتابعون دراسة اللغة العربية حتى مستويات متقدمة، والأمر يرتبط بنظام الجامعة، بمعنى هل أنا أدرس اللغة العربية مفتوحة أم كمادة أساسية وهكذا؟ لكن لو كانت المؤسسات العربية تقوم بأدوارها، لربما هذه الدول ستنفتح أكثر على اللغة العربية، وتزداد ساعات تدريس الطلاب.

14 ـ الإطار المرجعي في تقييم الكفاءة اللغوية عند الطلاب:

  هذا البرنامج بحسب طبيعة الجامعة والبرنامج الدراسي وعدد الساعات إلى آخره، فهناك أشياء في الحقيقة خاصة تعنى بالمواد التعليمية كلها من إنتاج المخبز، وذلك بالتعاون مع الطلاب والمعلمين يعني مثلا موضوع الامتحانات والعلامات، ربما اليابان لها وضع غريب شيئا ما، أو ربما الجامعة التي تنتمي إليها الدكتورة، فهم مثلا ليسوا ملزمون بإرجاع الامتحان لوضع العلامات، ولديهم حرية اختيار النظام الذي يريح كل مدرس، قد يطلب من الطالب كتابة تقرير ويحتسب علامات إضافية بعدة أشكال، بمعنى الحضور والمشاركة وكتابة الوظائف وتقديم التقرير إلى آخره.

أما على الدروس المكثفة في المستوى المبتدئ. هذه عادة يقوموا بامتحانات شفهية وكتابية. يتم تكثيف الجهود ـ في أول الأمر ـ على تدريبهم على المهارات اللغوية بشكل عام، ويتم تكليفهم بمهام والقيام بنشاطات لغوية، وفي النهاية مشروع نهائي هو الذي له تقريبا أربعين بالمئة من العلامة. فالطالب يتم تكليفه بمهام تجعله يتعلم أشياء جديدة عن الثقافة العربية ويكتسب مفردات جديدة ويطلب منه أن يقدم ما تعلمه أمام أصدقائه في الفصل الدراسي، وبالتالي فهو يتدرب على الصحيح ويصحح أخطائه في القواعد وهكذا. فهذه الأمور في الحقيقة وجدت ـ الدكتورة ـ أنها مفيدة جدا في تطوير مهارات المُتعلم وجعله يحب دراسة اللغة العربية أكثر. بشكل عام، يهم هيئة التدريس كثيرا الوضع النفسي للمتعلم لكي يكون متهيئا لدراسة اللغة العربية. وتشجيعه وعدم إخافته من مادة اللغة العربية. وربما أن الطالب الياباني قد يصل إلى مستويات جيدة في اللغة العربية. ولكن يحتاج أحيانا إلى السفر لمواصلة دراسته في بلد عربي، وهناك سيطالبونه بمستوى للأسف في اليابان في الاختبارات لتحديد الكفاءة. تشير الدكتورة ـ في هذا الإطار ـ إنه لا يتم تحديد مستوى الكفاءة اللغوية للطالب الياباني، غالبا عندما يقومون بهذه الاختبارات يفعلونها خارج اليابان، وليس في اليابان.

15 ـ الصعوبات والنصائح في تجربة الأستاذة الدكتورة “راوية جاموس”:

عندما درست الدكتورة راوية جاموس اللغة العربية، لم تكن عندها تجربة أو خبرة، وعندما حاولت البحث لم تجد أي شيء يساعدها، وعندما حضرت المواد التي ستدرسها للطلاب اليابانيين أول مرة، فوجئت بأشياء ربما هي من البديهيات؛ ولكن بسبب قلة الخبرة والاحتكاك مع المتعلم الأجنبي لا يتم إدراكها بسهولة. ولفعل الثقافة والعادات فهناك أشياء أساسية هي في صميم حياتنا، ولكن ليست في صميم حياة الآخرين. هذه الأشياء عندما درست الطلاب اليابانيين أول مرة.

فالعقلية وما تحتويه من معلومات وخبرات محتفلة جدا، بمعنى هذا يفرض علينا قعلا أن نفهم هذا التخصص، وأن نقرأ فيه بشكل جيد جدا، وأن نفرق بين الخبرة العلمية والخبرة النظرية والبحثية. فلا يمكن أن نقدم شيئا مفيدا بدون أن نكون فعلا قارنا بين الجانبين، لذلك فالدكتورة تشجع على الخبرتين معا، والتعرف على أحدث أساليب التدريس التفاعلية التي تزيد من رغبة المتعلم لتعلم اللغة العربية. وأن تتعرف على تجارب المعلمين وتجارب البرامج الدراسية في البلاد العربية والأجنبية، هذه كلها تساعد على تطوير خبرتنا، أيضا يجب أن تكون معرفة جيدة بالثقافة العربية والأجنبية.

بخصوص بعض الصعوبات التي واجهت الدكتورة راوية جاموس، فقد أشارت خلال الحوار العلمي، أنه صعب جدا الانتقال من بلد عربي إلى بلد آخر أجنبي، ومن ثقافة عربية إلى ثقافة أخرى أجنبية مختلفة، وصعب أيضا لعائلة فيها أطفال.

الحياة صعبة جدا وخاصة أثناء مفارقة أماكن وأشخاص وأصدقاء وعائلة، من كل النواحي في التعليم والعمل والحياة الاجتماعية، صعوبة إيجاد الأنشطة العلمية والمواد الثقافية المناسبة للمتعلمين. صعوبة الاندماج في البيئة الثقافية الجديدة.

حاولنا في هذا المبحث الاقتصار على بعض الجوانب المهمة في تجربة الدكتورة راوية جاموس في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة كينو باليابان، ولم نتطرق لجميع المحاور المضمنة في الحوار العلمي، مع العلم أن تجربتها غنية جدا ومتنوعة بالمعلومات المفيدة لعموم الباحثين والباحثات في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومن الملاحظ أن تجربتها تميزت بحضور إسهامها المميز على مستوى التدريس وابتكار أساليب جديدة تقرب اللغة العربية وثقافتها من الطالب الأجنبي، وسنتعرف في المبحث الثالث على تجربة الدكتورة في تدريس الثقافة العربية بجامعة كينو باليابان.

المبحث الثالث: تجربة الدكتور راوية جاموس من خلال الأنشطة الثقافية في مخبر الدراسات العربية في جامعة كينو اليابانية:

يهتم برنامج تعليم اللغة العربية في جامعة كينو اليابانية ـ حسب الأستاذة راوية جاموس ـ بتنظيم العديد من الأنشطة الصفية واللاصفية خلال الفصل الدراسي، فيتم تحديد الأنشطة وتاريخ عملها خلال إعداد البرنامج الدراسي الفصلي، وذكرت بعض الأنشطة الصفية واللاصفية التي تم تطبيقها من خلال:

1 ـ نشاط تمثيل العالم المصغر داخل الصف: ويعد هذا النشاط ـ حسب الأستاذة ـ مفيدا جدا للمتعلمين لأنهم يكسبون من خلاله معلومات ثقافية كثيرة. وهو مهم للطلاب اليابانيين لأنه يبرز لهم جانب الاختلاف الثقافي بين ثقافتهم والثقافة العربية، ويساعدهم على فهم المجتمع العربي وكيفية التواصل مع العرب وخاصة وأنهم يسافرون عادة في برامجهم إلى البلاد العربية، فهم يحتاجون إلى أن يأخذوا فكرة عن طبيعة الحياة العربية في جوانب عدة.[vii]

ومن بين العوالم المصغرة التي تم تطبيقها في الصفوف نشاط التسوق وقد تم تطبيق هذا النشاط على الشكل الموضح في الجدول الآتي:

التحضير للنشاطتطبيق النشاط
ـ تحديد العالم المصغر المراد تطبيقه وهو التسوق. ـ تحضير لوحات كبيرة طبعت عليها أقسام مركز التسوق وأسماؤها والمنتجات الموجودة في كل قسم. ـ تحضير العبارات والأسئلة الأساسية التي يمكن أن يستخدمها الطالب. ـ التخطيط لكيفية تنفيذ النشاط في الصف كتقسيم الطلاب إلى مجموعات وتحديد الأدوار. ــ تقسيم الطلاب إلى مجموعات. ـ مناقشة فكرة الحوار الذي يجب أن تكتبه كل مجموعة وطيفية ربط حوار جميع المجموعات مع بعضها لتشكيل حوار كامل. ـ تنبيه الطلاب إلى بعض الجوانب الثقافية المهمة الخاصة بالعرب، مثل طريقة التسوق، ودفع الحساب وغير ذلك مما يرتبط بالحوار. ـ توزيع الأدوار بين الطلاب. ـ قيام كل مجموعة بكتابة الحوار بالاستفادة من المفردات والتعبيرات التي تزودهم بها[viii]. ـ تمثيل الحوار. ـ [ix]

وتشير الأستاذة راوية جاموس ـ في هذا الإطار ـ إلى أنه قد تم في آخر مرة نفذ فيه هذا النشاط تمثيل القيام برحلة إلى البحر والشواء، الأمر الذي تطلب منهم التخطيط للذهاب إلى السوق وشراء مستلزمات الرحلة كالطعام والشراب وأدوات الطعام ومتطلبات الشواء وغير ذلك، وقد قم الطلاب خلال النشاط بكتابة قائمة بالمشتريات والأقسام التي يمكن الشراء منها، وتعرفوا على بعض المعلومات الثقافية الجديدة مثل طريقة الشراء الشائعة في البلاد العربية فهي مختلفة جدا عما هو متعارف عليه اليابان، كما تعرفوا على طريقة الشواء العربية فهي أيضا مختلفة عن اليابانية. بالإضافة إلى أنواع الأطعمة التي يتم تناولها في البلاد العربية في مثل ذلك تلك الرحلات وكيفية استمتاعهم بالوقت”[x]

2 ـ دعوة ضيف عربي: تتم في هذا البرنامج ـ حسب الأستاذة راوية جاموس ـ أحيانا دعوة ضيف عربي أو أكثر ليتعرف عليه الطلاب ويتحدثوا معه، وتختلف طريقة تطبيق هذا النشاط من مرة إلى أخرى، وذكرت كيف تم تطبيقه في الفصل الدراسي الأول 2022، من خلاله تمت دعوة ضيفة عربية قامت بتحضير عرض تحدثت فيه عن حياتها ودراستها وهواياتها وعائلتها، وسلطت الضوء على المملكة العربية السعودية وثقافتها من ناحية الموقع والمساحة والمدن والأماكن المشهورة والطعام والشراب والملابس والبيوت والفنون وغير ذلك، حيث تم تطبيق النشاط على الشكل الموضح في الجدول الآتي:

التحضير للنشاطتطبيق النشاط
ـ تحديد موعد النشاط قبل بداية الفصل الدراسي. ـ دعوة الضيف والاتفاق معه حول خطوات تطبيق النشاط والوقت المخصص له.ـ حضور الضيفة إلى الصف. ـ تقديم نفسها للطلاب بشكل بسيط، ومن ثم تقديم الطلاب أنفسهم لها. ـ تقديم الضيفة للشرائح، والحوار مع الطلاب في أثناء التقديم. ـ بعد الانتهاء من العرض أجابت عن الأسئلة وتم فتح حوار حول العديد من الجوانب التي ذرت في شرائح العرض. ـ أحضرت الضيفة قهوة سعودية مع أدواتها وعملتها أمام الطلاب وقدمتها لهم مع التمر وشرحت عن ثقافة تقديمها. ـ أحضرت بعض العطور العربية المشهورة ليتعرف الطلاب على رائحتها وشكل آنيتها. ـ أحضرت معها البخور العربي وشرحت لهم عنه[xi].

3 ـ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: اعتبرته الأستاذة راوية جاموس من أحدث النشاطات التي تم تطبيقها داخل الصفوف في جامعة كينو، نشاط تعريف الطلاب بكفية الكلام في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المفردات والتعبيرات الأساسية التي تستخدم فيها اللغة العربية، وهو من نوع الأنشطة التي يتم تحديدها بالاتفاق بين المعلم والطلاب، وقد تم التحضير لهذا النشاط على الشكل الموضح في الجدول التالي:

التحضير للنشاطتطبيق النشاط
ـ تحديد موعد النشاط واختبار نوعه مع الطلاب. ـ تحديد موضوع للكلام على برنامج الواتس اب. ـ قيام المعلم بعمل مجموعة على الواتس اب مع أصدقاء عرب، والكلام حول الترتيب للخروج في نزهة مع استخدام طريقة الكلام الطبيعية البسيطة. ـ إرسال صور المحادثة إلى الطلاب ليتم تدارسها.ـ فتح المحادثة على جهاز الإسقاط. ـ قراءة المحادثة وشرحها ومناقشة ما جاء فيها من مفردات لها مدلول واستخدام خاص اجتماعي وثقافي. ـ إجراء مقاربات بين الثقافة العربية واليابانية في موضوع كيفية الترتيب لنزهات والمستلزمات التي يمكن أخذها. وأنواع الطعام والشراب، فهناك اختلاف بين الطريقة اليابانية والعربية في هذا الأمر. ـ بعد الانتهاء من المحادثة تم تعريف الطلاب بكيفية كتابة الملف الشخصي باللغة العربية في الفيس بوك والإنستغرام، وبعض المفردات الشائعة للتعبير عن الضحك أو الحزن أو الاستغراب أو الألم وغير ذلك، كما تم تعريفهم ببعض الصفحات العربية التي يستطيعون أن يتعرفوا من خلالها على الثقافة العربية[xii].

4 ـ نشاط قهوة السلام في مهرجان التاناباتا الصيفي جامعة كينو: يقام مهرجان التاناباتا ـ حسب الأستاذة راوية جاموس ـ سنويا في جامعة كينو وهو مفتوح لعامة الناس وتشارك فيه جميع المخابر في الجامعة فتعرف بأنشطتها وإنجازاتها، وتقوم المخابر اللغوية عادة بالتعريف عن ثقافة اللغة التي يتعلمها طلابها ويعرضون بعض المنتجات الثقافية الخاصة بالبلد الناطق بتلك اللغة، ويشارك مخبر الدراسات العربية في ذلك المهرجان دائماـ وقد شارك في آخر مرتين بنشاط “قهوة السلام”[xiii].

وقد تم من خلال نشاط قهوة السلام التعريف بمخبر الدراسات العربية وأنشطته المتعلقة بتعليم اللغة العربية وثقافتها، وذلك من خلال تزيين قاعة في المهرجان بمنتجات تدل على الثقافة العربية، وبمواد لتعليم اللغة العربية، وبصور وملصقات فيها شرح عن العالم العربي واللغة العربية. ويتلخص ما جاء في هذا النشاط بما يلي[xiv]:

  • ـ تزيين القاعة بسجادات عربية، وملابس عربية تقليدية، وحجابات، وفناجين قهوة، ودلات قهوة وصابون، وأعمال يدوية تقليدية، ولوحات خط عربي، وبعض الملصقات والصور باللغة العربية وغير ذلك.
  • ـ ارتداء بعض الطلاب المشاركين في النشاط لملابس عربية كالعباءات والحجابات.
  • ـ تخصيص زاوية فيها ملابس عربية ليقوم الناس بتحريبها وغيرها.

5 ـ أنشطة مخيم اللغة العربية بجامعة كينو: يقيم مخبر الدراسات العربية في جامعة كينو في عطلتي الربيع والصيف منذ ثلاث سنوات مخيما للغة العربية يستمر ثلاثة أيام، وتتم فيه العديد من الأنشطة اللغوية والثقافية التي يتم تطويرها من مخيم لآخر بحسب ما تتم ملاحظته من نتائج كل نشاط وما يحقق نفعا أكبر للطلاب. ومن تلك الأنشطة التي تم تطبيقها؛ ورشة الخط العربي، وورشة الفن الهندسي الإسلامي، وورشة التطريز الفلسطيني، كتابة مسرحيات وتمثيلها، مسابقة خطابة، عمل أفلام فيديو حول طريقة استخدام بعض العبارات الشائعة وغير ذلك، ومن أهم تلك الأنشطة ـ حسب الأستاذة راوية جاموس ـ والتي تم تطبيقها فيما يلي:

  • عمل أفلام الفيديو: يعد هذا النشاط من أكثر الأنشطة التي يستمتع فيها الطلاب في المخيم، نظرا للحرية الكبيرة التي تمنح لهم في تطبيقه، فقد استخدم الطلاب في تنفيذه أفكارهم ومهاراتهم المتنوعة، وتعرفوا على جوانب كثيرة للحياة العربية من خلال البحث عن المعاني والاستخدامات للعبارات التي قاموا بتصوير أفلام حولها، وقد تم تنفيذ هذا النشاط في آخر مخيم في الشهر الثامن 2022.[xv]
  • التعرف على البلاد العربية واختلاف اللهجات: تم من خلال هذا النشاط التعرف على بعض الدول العربية، وبم يشتهر كل بلد عربي، بالإضافة إلى الاختلاف في اللهجات بين كل بلد عربي وأخر، وتم تنفيذ هذا النشاط من خلال ما يلي:
  • ـ تقسيم الطلاب إلى أربع مجموعات ركزت كل مجموعة على بلد عربي واحد “الأردن، سوريا، المغرب، مصر”.
  • ـ ينظم إلى كل مجموعة طالب عربي من نفس البلد الذي ستتحدث عنه المجموعة.
  • ـ طلب من كل مجموعة تحويل محادثة من الفصحى إلى عامية البلد الذي ستتحدث عنه، وقد استخدمت نفس المحادثة لجميع المجموعات للتعرف على اختلاف اللهجات.
  • ـ قام طلاب كل مجموعة بتقديم عرض شرائح حول البلد الذي تحدثوا عنه.
  • ـ قامت كل مجموعة بقراءة جمل المحادثة بلهجة البلد الذي تحدثت عنه جملة تلو الأخرى إلى نهاية المحادثة.
  • ـ تمت مناقشة الاختلاف في اللهجات المحلية العربية ومناقشة أسئلة الطلاب[xvi]

وهذا النشاط خصص لتعريف الطلاب ببعض التعبيرات الشائعة باللغة العربية مثل “سمن على عسل، من عصر جدي، على قدم وساق..وغير ذلك”، وتميز بالإفادة الكبيرة في تعريف الطلاب ببعض التعبيرات العربية الشائعة والمواقف التي تستخدم فيها بالإضافة إلى التعرف على الفروقات الثقافية في التعبير بين اللغة اليابانية والعربية، وقد تم تنفيذ هذا النشاط على الشكل التالي:

  • ـ تجهيز التعبيرات الشائعة باللغة العربية مع ترجمتها إلى اللغة اليابانية.
  • ـ تقسيم الطلاب إلى مجموعات وإعطاء كل مجموعة من الطلاب مجموعة العبارات، الشائعة التي تم تجهيزها.
  • ـ إشراف أستاذ ومرافق لغوي عربي على كل مجموعة ليشرح لهم عن مواقف استخدام التعبير ومعناه الدقيق باللغة العربية.
  • ـ طلب من كل مجموعة كتابة كل تعبير في عدد من الجمل ليتمكنوا من حفظه واستخدامه.
  • ـ بعد انتهاء الوقت المحدد طلب من ل مجموعة قراءة الجمل التي كتبها، والمجموعة التي استطاعت كتابة عدد أكبر من الجمل هي الفائزة.

من أهم الخلاصات التي توصلت إليها ـ الأستاذة راوية جاموس ـ في تجربتها؛ أن الأنشطة اللغوية الثقافية لها دور مهم في تنمية المعرفة الثقافية لدى المتعلم وتحسين فهمه للمجتمع العربي، كما أنها يمكن أن تزيد من دافعيته لدراسة اللغة العربية إذا كانت تحمل المتعة والفائدة، وإن الأنشطة بشكل عام يمكن أن تسد فجوة كبيرة في المواد التعلمية التي تفتقر إلى المحتوى الثقافي، ولذلك من المهم جدا أن يهتم بها المعلم وأن تكون ضمن خطط البرنامج التعليمي، وأن تكون هناك استراتيجيات معينة في تطبيقها لكي تعطي المخرجات التعليمية المرغوب فيها، وقد عملت الدكتورة في هذا الفصل من كتابها على تقديم جانب من تجربتها في العديد من الأنشطة الثقافية التي شاركت في تطبيقها في جامعتها كينو باليابان والتي وجدت أنها أكثر الأنشطة التي كانت مفيدة للمتعلمين، لأنها تزويدهم بمعرفة ثقافية واسعة في مختلف جوانب الحياة العربية وتزيد من اهتمامهم في تعلم اللغة العربية. كما عملت الأستاذة قدر المستطاع على تقديم بعض التعليقات والإشارات إلى الجوانب المهمة في تلك الأنشطة للفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بها في تطبيق الأنشطة الثقافية المتنوعة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة حتى الآن في مجال تعليم الثقافة للناطقين بغير العربية، إلا أنه ما زالت هناك كثير من الجوانب التي لم تدرس بشكل كاف أو لم تدرس حتى الآن، لأن التوجه إلى هذا المجال بشكل عام هو توجه حديث. وإن وجود تنوع في الدراسات وتنوع وجهات النظر التي تهتم بالتأطير لمفهوم الثقافة وكيفية دمجها في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها سيساعد إلى حد بعيد في تعميق الرؤى حول هذا المجال وتطويره بما يساعد على تقديم اللغة العربية بصورة حيوية ومشرقة للمتعلم، فنحن بحاجة إلى جهود أكاديمية ومؤسساتية تأخذ على عاتقها سبر هذا المفهوم ودراسة كافة الجوانب التي لها دور مباشر وغير مباشر في وضع الأساس المرجعي العام له.[xvii]    

خاتمة:

 حاولنا في ضوء المباحث السابقة، تسليط الضوء على جزء مهم في تجربة الأستاذ الدكتورة راوية جاموس في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة كينو اليابان، من لقاءها العلمي عبر منصة اليوتيوب، وتجربتها في تدريس الثقافة العربية للطلاب اليابانيين، ومحاولة الكشف عن بعض الصعوبات التي واجهت مسارها، وقد توصلت الورقية البحثية إلى جملة من الخلاصات والاستنتاجات نسوقها مركزة فيما يلي:

  • تميزت تجربة الأستاذة الدكتورة “راوية جاموس” في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالإبداع والإنتاج في بيداغوجيا التدريس، بحيث استطاعت أن تبدع في آليات جديدة في التعلم بالنسبة للطالب الياباني.
  • ساهمت قناة الأستاذ الدكتور محمد اسماعيلي علوي على منصة اليوتيوب في تنوير الرأي العام حول مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، بحيث مكنت الجمهور من التعرف على تجربة الدكتورة “راوية جاموس” في تدريس اللغة العربية في دولة غير ناطقة بها وهي اليابان، كما ساهمت أيضا في خلق نقاش علمي وإتاحة الفرصة للجمهور في طرح أسئلتهم واستفساراتهم بخصوص تجربة الدكتورة.
  • تجربة تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها تختلف كثيرا حسب البلدان والجغرافيا والهوية والثقافة، وقد أبرزت الدكتورة بأن التجربة اليابانية أصعب تجربة في تدريس اللغة العربية.
  • بدأت تجربة الدكتورة “راوية جاموس” في الوطن الأصل وهو حلب في قلب سوريا، حيث اكتسبت معارف بيداغوجية أساسية سواء في الإطار الأكاديمي أو التكويني وكانت انطلاقة نوعية في تسويق كفاءتها نحو الخارج، وحققت بذلك نجاحا في اليابان من خلال إرساء تجربة جديدة والمساهمة في إفراد البرامج والأنشطة التي تساهم في تطوير مجال تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في ظل التوافد الكبير لتعلم هذه اللغة من قبل الأجانب.
  • تميزت تجربة الدكتورة راوية جاموس ـ ضمن مخبر اللغة العربية بجامعة كينو باليابان ـ في تدريس الثقافة العربية للطلاب اليابانيين م أساسية؛ من أهميها: نشاط تمثيل العالم داخل الفصل، ودعوة ضيف عربي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وانشطة مجمع اللغة العربية، وعمل أفلام فيديو، والتعرف على البلاد العربية واختلاف اللهجات.
  • عموما فتجربة الدكتورة راوية جاموس، تجربة مميزة جدا، وخاصة في بلد مثل اليابان الذي تختلف ثقافته كثيرا عن مختلف دول العالم من حيث الثقافة واللغة واللهجة والأكل والشارب وغيرها.
  • )باحث بجامعة ابن طفيل ـ كلية اللغات والآداب والفنون ـ القنيطرة ـ المغرب/ إشراف أ.د. حسن لشكر)

المصادر والمراجع:

  1.   الدكتور محمد اسماعيلي علوي أستاذ النحو واللسانيات، شعبة اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال – المملكة المغربية، وأستاذ اللغة العربية للناطقين بغيرها، ببرنامج اللغة العربية بجامعة الأخوين بإفران، المغرب. https://cutt.us/4Fhxp.
  2. قناة الدكتور محمد اسماعيلي علوي على اليوتيوب، هي قناة متخصصة في علوم اللغة العربية واللسانيات وتحليل الخطاب وتعليم العربية للناطقين بغيرها، رابط القناة، https://cutt.us/7RSGe.
  3.   ـ موقع لبنات، على الرابط، https://cutt.us/j281b.
  4. ـ ـ تدريس اللغة العربية في اليابان مع دة. رواية جاموس، على الرابط: https://cutt.us/YR30G.
  5. ـ تدريس اللغة العربية في اليابان مع دة. رواية جاموس، على الرابط: https://cutt.us/YR30G.
  6.   ـ المرجع نفسه، بتصرف.
  7.   ـ رواية، جاموس، تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية، الاسيسكو، ص: 100.
  8. ـ المرجع نفسه، ص: 100.
  9. ـ جدول يبين نشاط التسوق الذي تم تطبيقه، ينظر كتاب راوية جاموس، تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية، ص: 100.
  10.   ـ المرجع نفسه، والصفحة نفسها.
  11.   ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص: 101.
  12. ـ المرجع نفسه، ص، 102.
  13.   ـ راوية جاموس، مرجع سابق، ص، 104,
  14.   ـ المرجع نفسه، 104.
  15.   ـ المرجع نفسه، ص: 104.
  16.   ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص:105.
  17.   ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص: 109.
  18. جاموس، راوية، تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية للناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية، منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ الرباط، 202
  19. جاموس، راوية، تدريس اللغة العربية في اليابان، لقاء علمي قناة الدكتور محمد اسماعيلي علوي بتاريج 12 يونيو 2022، الرابط: https://cutt.us/qj65g

[i]  الدكتور محمد اسماعيلي علوي أستاذ النحو واللسانيات، شعبة اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال – المملكة المغربية، وأستاذ اللغة العربية للناطقين بغيرها، ببرنامج اللغة العربية بجامعة الأخوين بإفران، المغرب. https://cutt.us/4Fhxp.

[ii]  قناة الدكتور محمد اسماعيلي علوي على اليوتيوب، هي قناة متخصصة في علوم اللغة العربية واللسانيات وتحليل الخطاب وتعليم العربية للناطقين بغيرها، رابط القناة، https://cutt.us/7RSGe.

[iii]  ـ موقع لبنات، على الرابط، https://cutt.us/j281b.

[iv] ـ ـ تدريس اللغة العربية في اليابان مع دة. رواية جاموس، على الرابط: https://cutt.us/YR30G.

[v] ـ تدريس اللغة العربية في اليابان مع دة. رواية جاموس، على الرابط: https://cutt.us/YR30G.

[vi]  ـ المرجع نفسه، بتصرف.

[vii]  ـ رواية، جاموس، تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية، الاسيسكو، ص: 100.

[viii]  ـ المرجع نفسه، ص: 100.

[ix] ـ جدول يبين نشاط التسوق الذي تم تطبيقه، ينظر كتاب راوية جاموس، تدريس الثقافة العربية لطلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها ـ قضايا وتجارب ونماذج تطبيقية، ص: 100.

[x]  ـ المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

[xi]  ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص: 101.

[xii] ـ المرجع نفسه، ص، 102.

[xiii]  ـ راوية جاموس، مرجع سابق، ص، 104,

[xiv]  ـ المرجع نفسه، 104.

[xv]  ـ المرجع نفسه، ص: 104.

[xvi]  ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص:105.

[xvii]  ـ راوية جاموس، المرجع السابق، ص: 109.