مفهوم البلاغة عند المتكلمين:قضايا ونماذج

ملخص البحث:

حاولنا من خلال هذا المقال طرق موضوع البلاغة، الذي يعتبر من العلوم الهامة في الثقافة العربية، لما له من أهمية كبرى في فهم الكلام العربي، وخاصة القرآن الكريم والشعر العربي. متخذين من علماء الكلام المسلمين أنموذجا لتقريب هذا المفهوم المتشعب، للقارئ الكريم، من خلال قضايا ونماذج.

الكلمات المفتاحية: البلاغة، القرآن الكريم، علماء الكلام المسلمين، قضايا ونماذج.

مقـــــدمة:

اللغة انعكاس حقيقي لما يدور في فكر صاحبها، وما يعتقده من ميول واتجاهات وعادات وأعراف ومعارف، فاللغة حسب الجابري “عاملا أساسيا وأحيانا حاسما في تحديد وتأطير نظرة أصحابها إلى الأشياء، وإذا كان هذا صحيحا بالنسبة لكل اللغات فإنَّ للغة العربية خصوصية تنفرد بها في المجال”[1]، وتعد البلاغة من الفنون اللغوية التي اهتم بها علماء الكلام بشكل خاص، حيث يركزون في دراستها وتحليلها لفهم كيف يمكن تحسين فعالية الخطاب والتأثير على الآخرين. ويمتلك علماء الكلام رؤى فريدة حول مفهوم البلاغة ودورها في التعبير عن الأفكار والمفاهيم، وعلى رأس هؤلاء المتكلمين نجد المعتزلة الذين سخَّروا حبر أقلامهم لتفكيك معاني آيات القرآن الكريم البلاغية وتحديد دلالاتها استنادا على مرجعيتهم الفكرية. 

ويعتبر مفهوم البلاغة عند علماء الكلام المسلمين أحد الموضوعات الهامة في التراث الفكري الإسلامي. حيث يهدف هذا المفهوم إلى فهم كيفية التعبير عن الأفكار والمفاهيم بشكل فعّال وجذاب، وذلك باستخدام الأساليب والتقنيات اللغوية المناسبة. كما أن البلاغة تعد جزءاً أساسياً من العلوم الإسلامية، على اعتبار أن القرآن الكريم هو المصدر الرئيسي للتشريع والبلاغة الإسلامية، حيث يعتبر العلماء أقصى مدى للجمال اللغوي والإلهام السماوي.

وتتنوع المفاهيم والنظريات حول البلاغة بين العلماء المسلمين، إذ يقسم البعض البلاغة إلى فنون رئيسية مثل البيان والبديع والمعاني، بينما يرى آخرون أن البلاغة تشمل أيضاً مفاهيم مثل الإقناع والتأثير.وتأتي أهمية مفهوم البلاغة لعلماء الكلام في قدرته على توضيح المفاهيم الدينية والفلسفية بشكل مقنع وجذاب للجمهور. فعلى سبيل المثال، يستخدم العلماء البلاغة في تفسير القرآن وشرح الحديث النبوي، وكذلك في نقد المفاهيم الفلسفية المعاصرة ومقارنتها مع المفاهيم الإسلامية التقليدية مفهوم البلاغة عند علماء الكلام المسلمين موضوعاً متعدد الأبعاد يشكل جزءاً أساسياً من التراث الفكري الإسلامي. وبناء على ما سبق فقد حاولنا من خلال هذه المقالة سبر أغوار مفهوم البلاغة عند علماء الكلام من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما المقصود بعلم البلاغة؟ وما أهدافها؟ وما المقصود بعلم الكلام والسياق التاريخي الذي ظهر فيه وأنتجه؟ وكيف تناول علماء المعتزلة علم البلاغة؟ وما أبرز رواد هذا التيار الكلامي وما أهم القضايا البلاغية التي حاولوا تفسيرها ارتباطا بالقرآن الكريم؟. 

المحور الأول: مفهوم البلاغة ونشأتها وأسباب اهتمام العرب بها.

مفهوم البلاغة:

يقول ابن الأثير في تعريف البلاغة:” أما البلاغة فإن أصلها في وضع اللغة هي الوصول والانتهاء يقال: بلغت المكان إذا انتهيت إليه، ومبلغ الشيء منتهاه، وسمي الكلام بليغا من ذلك أي أنه قد بلغ الأوصاف اللفظية والمعنوية”[2]. ويعرفها بن المقفع البلاغة بأنها:” البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة، فمنها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الاستشارة، ومنها ما يكون في الحديث، ومنها ما يكون في الاحتجاج، ومنها ما يكون جوابا، ومنها ما يكون ابتداء، ومنها ما يكون شعرا، ومنها ما يكون سجعا وخطبا، ومنها ما يكون رسائل ، فعامة ما يكون من الأبواب الوحي فيها والإشارة إلى المعنى، والإيجاز هو البلاغة، فأما الخطب بين السماطين وفي إصلاح ذات البين فالإكثار في غير خطل، والإطالة في غير إملال، وليكن صدر كلامك دليل على حاجتك”[3].

ولفهم هذا التعريف المنقول عن بن المقفع لابد من العودة السياق الثقافي والديني والرجعية الحضارية التي استمد شكلت فكره واختزلت تصوراته، من هنا جاءت الحاجة إلى المنهج الاجتماعي الذي يركز على ربط الفكرة بسياقها الاجتماعي الذي أنتجت فيه وبه وعبره.  

نشأة علم البلاغة العربية:

ساهمت عدة عوامل في نشأة البلاغة العربية وتطورها. يقسمها الأستاذ البلاغي محمد العمري إلى قسمين أولها سماها بالعوامل الأولية وسمى الثانية بالعوامل المساعدة أو الطارئة.

  1. العوامل الأولية: “هي تلك التي أدت إلى ملاحظة الخصوصية الأدبية، سواء كان ذلك من الداخل، أي عن طريق معاناة موضوع البلاغة (النص الأدبي)، أو من الخارج عن طريق معاناة أسئلة أخرى لغوية أو دينية أو معرفية عامة.
  2. العوامل المساعدة: هي العوامل التي ساهمت في تعميق البحث في الموضوع أو تطويره، وهي تتعلق أساسا بالمثاقفة، وتطور البحث والتأليف في المجالات الفكرية المختلفة”[4]
  3. الغايات الكبرى لعلم البلاغة عند علماء الكلام

لعلم البلاغة غايات متنوعة نجملها في التالي:

  • التواصل والتفاهم:

يعتبر علماء الكلام أن البلاغة تشكل وسيلة فعالة لتحقيق التواصل والتفاهم بين الناس. وتهدف البلاغة في رأيهم إلى توجيه الأفكار والمعاني بشكل واضح وجذاب.

  • تحقيق الإقناع:

يركز العلماء على كيف يمكن للبلاغة أن تكون وسيلة للإقناع، سواء في المجال الديني أو الفلسفي. ويعتبرون أن البلاغة تسهم في جعل الرسالة أكثر إقناعًا وقوة في التأثير على الآخرين.

  • تحسين الفهم:

ترتبط البلاغة أيضًا بتحسين فهم الأفكار والمفاهيم. عند استخدام الأساليب البلاغية بشكل صحيح، يمكن للمتحدث توضيح الأفكار بشكل أفضل وجعلها أكثر فهمًا للجمهور.

ربط البلاغة بالغايات الشرعية والأخلاقية:

  • البلاغة والغايات الشرعية:

   يرى علماء الكلام أن البلاغة يمكن أن تساهم في تحقيق الغايات الشرعية، مثل نشر المعرفة وتوجيه الناس نحو الخير. ويشددون على أهمية استخدام البلاغة بطريقة تتفق مع المبادئ الشرعية.

  • الأخلاق والبلاغة:

      البلاغة يجب أن تكون مرتبطة بالقيم والأخلاق، وأن تكون وسيلة لنقل الرسائل بشكل صادق ونزيه. كما أن استخدام البلاغة بشكل غير أخلاقي يفقدها جوهرها وقيمتها. في هذا السياق، يظهر أن علماء الكلام يرون البلاغة ليس فقط كفن لغوي ولكن كأداة فلسفية وأخلاقية يمكن أن تساهم في تطوير التواصل الفعّال وتحقيق الإقناع بشكل يتفق مع القيم والأخلاق. يتعين على الباحثين والمهتمين بالموضوع أن يستمعوا لآراء علماء الكلام حول البلاغة لفهم كيف يمكن تطبيقها بشكل أفضل في مختلف المجالات.

المحور االثاني: مفهوم  علم الكلام

 الكلام في اللغة هو الأصوات المفيدة، وهو المعنى القائم في النفس الذي يعبّر عنه بالألفاظ، فيقال في نفسي كلام وعلم الكلام كانت له تسميات أخرى من قبيل “أصول الدين”و”الإلهيات”و”علم العقائد “والفقه الأكبر”[5].

  • اصطلاحا:  تتفق أغلب الآراء على أن علم الكلامي يقصد به في الاصطلاح: نصرة العقائد الدينية الواردة في الكتاب والسنة بالعقل، وأن يرد الشبه والانحرافات عن هذه العقائد. إذن فموضوع علم الكلام هو دراسة العقائد الإسلاميّة الحقّة والدفاع عنها، مقابل آراء أهل البدع والشبهات. ومنهجه: يستخدم أسلوب المحاجة الكلاميّة التي تعتمد على الأدلّة والبراهين العقليّة والنَّقلية ويعتمد على المنهج الجدلّي، و يعني إسكات الخصم وإفحامه. ولأن تعريفات علم الكلام كثيرة، فإننا ارتأينا أن نقدم نماذج على سبيل الذكر لا الحصر منها :
  • تعريف الفارابي: علم الكلام عند الفارابي هو” صناعة الكلام ملكة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي ص ّرح بها واضع الملة وتزييف ما خالفها بالأقاويل وهذا ينقسم إلى جزئين جزء في الآراء وجزء في الأفعال.[6]
  • تعريف ابن خلدون: يعرف ابن خلدون علم الكلام أنه “علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذهب السلف وأهل السنة وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد”[7].
  • عوامل نشأة علم الكلام:

يمكن تقسيم العوامل التي أسهمت بشكل كبير في بروز علم الكلام إلى عاملين رئيسين:

أولا: العمل الخارجي:

ويتجلى في الغزو الثقافي أو الثورة المضادة ذلك أن توسع المسلمين في الجغرافيا، أدى إلى تصادمهم بتاريخ وتراث الشعوب التي دخلت هذا الدين الجديد، ولكن بتفكير وعقلية تراثها الديني، فالشعب الفارسي كان يؤمن بديانات وضعية ذات أبعاد وصبغة أخلاقية، “كما هو الشأن بالنسبة للزرادشتية والمازدكية والمانوية، والمصريين والشاميين المعتنقين للديانة اليهودية والمسيحية، لم تتقبل هذه الشعوب الأوضاع الجديدة ولم ترض أن تصبح مستضعفة ومهزومة لذلك شنوا حملات قافية مضادة، من اجل التشكيك في عقيدة المسلمين وبث روح الانهزام في حياتهم، متسلحين في ذلك بالفلسفة وأساليب المنطق اليوناني. وهذا ما أكده “دي بور” عندما اعتبر أن المسيحية هي السبب الرئيسي في نشأة علم الكلام. وهو نفس الرأي الذي قال به “فون كريمر” عندما اعتبر نشأة المعتزلة تعود إلى الفكر المسيحي”[8]، لأنّ أول فكرة تكلم فيها المعتزلة هي الجبر والاختيار وهي الموضوع الرئيسي الذي يدور حوله الجدل عند نصارى الشام قبل ظهور الإسلام، وابن معبد الجهني قد أخذ مقالته في القدر عن نصراني اسلم ثم تنصر.

– مسائل الفلسفة اليونانية، خاصة تأثرهم بالمذهب الذري عند الطبيعيين، لكن المسلمين استخدموه للتدليل على وجود الله وانه العلة المباشرة للحوادث، بينما استخدمه ديموقريطس وأتباعه للتدليل على قدم الذرات وانتفاء وجود خلاء بينها، كما أن الفلسفة اليونانية قد ناقشت موضوعات كالله والعالم والإنسان، فان هذه الموضوعات نفسها كانت محل دراسة علماء الكلام. إضافة إلى مشكلات البعث والألوهية والتوحيد، والتنزيه، والقضاء والقدر، والزمان والمكان…

ثانيا: العامل الداخلي

ويمكن تقسيم هذا العامل إلى عدة عناصر نجملها في التالي:

  1. مشكلة الخلافة خصوصا بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلمن وما أثاره هذا الحدث من نقاش بين المسلمين والصحابة حول من هو الأحق بها وما أفرزه هذا النقاش من فرق متنوعة ( الخوارج، الشيعة…)

2.  القرآن الكريم:

أ.اهتمام القرآن الكريم بالتوحيد: بل إن الإسلام هو دين التوحيد، إذ يقول تعالى: “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون”[9]،  وهو-أي التوحيد- القضية الأساسية التي يدور حولها علم الكلام، فالآية السابقة هي أساس دليل التمانع عند المتكلمين.

ب.دعوة القرآن إلى إعمال العقل، والحكمة، والتبصر، والنظر… : “يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب”، وقوله تعالى: “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون”[10]. وقوله تعالى: “فاعتبروا يا أولي الأبصار”[11]، وكما قال تعالى: “ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم[12].

ج.الآيات المحكمة والمتشابهة، وظهور أسلوب التأويل الذي استخدمته الفرق الإسلامية للتدليل على صحة مواقفها. ولذلك يرى ابن خلدون أن علم الكلام أصيل وليس دخيل لانّ مسالة الجبر والاختيار نشأت نتيجة حب التوفيق بين الآيات المتشابهات.

المحور الثالث: علماء المعتزلة وأثرهم في الدرس البلاغي العربي

تعريف المعتزلة:

هي فرقة كلامية ظهرت في أواخر العصر الأموي بداية القرن الثاني الهجري في البصرة وازدهرت في العصر العباسي، لعبت المعتزلة وقد لعبت دوًرا رئيسيًا على المستوى الديني والسياسي، وانقسمت المعتزلة إلى فرقتين إحداها في البصرة والأخرى في بغداد ويذكر المؤرخون أن الأولى أسبق في الوجود من الثانية، وغلبت على المعتزلة النزعة العقلية حيث اعتمدوا على العقل باعتباره الآلية الفضلى في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل، وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل، والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجب، آمر وناه. ويرجع سبب اهتمامنا بالحديث عن هذه الفرقة الكلامية دون غيرها من الفرق إلى كونها “أكثر الطوائف إرساء لأسس البلاغة بحكم اتصالهم بالقرآن الكريم، ونظرتهم العميقة نظمه وتأليفه وأساليبه ودلالات ألفاظه ومعانيه”[13]. وذكر الجاحظ “أن كبار المتكلمين ورؤساء النظارين (وعلى رأسهم المعتزلة) كانوا فوق أكثر الخطباء وأبلغ من كثير من البلغاء، وهم تخيروا الألفاظ لتلك المعاني وهم استقوا لها من كلام العرب تلك الأسماء وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن في لغة العرب اسم، فصاروا في ذلك سلفا لكل خلف، وقدوة لكل تابع”[14].  

المعتزلة والدرس البلاغي:

لقد كانت صلة المعتزلة بالأبحاث البلاغية قوية، حيث استطاعوا أن يثروا المكتبة العربية بمصنفاتهم البلاغية التي تشهد لهم ببعد النظر وسعة الاطلاع، ولعل أشهر علماء المعتزلة الذين كان لهم باع طويل في علم البلاغة، وكان لهم الفضل في ابتداع الكثير من أصول البلاغة وتركوا بصمتهم البارزة في خدمة الدرس البلاغي العربي، نذكر في هذا المقام بعض نماذج البلاغيين المعتزلة، نذكر منهم:

  • النموذج الأول : إبراهيم بن سّيار بن هانئ النظّام: وهو من أوائل البلاغيين العرب المعتزلة الذين انبروا لدراسة وتحليل الكلام العربي في شقه البلاغي على وجه الخصوص، حيث يعده أغلب الدارسين في المجال أنه أول من تحدث عن القضية النقدية التي شغلت بال المفكرين والنقاد خلال تلك الحقبة وهي قضية اللفظ والمعنى والتفريق بينهما. حيث كان له قدم السبق في التفريق بين اللفظ والمعنى تفريقا يخدم عقيدته الاعتزالية التي تؤمن بخلق القرآن، والمبنية على خمسة أصول أساسية هي التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم الوعد والوعيد. والنظام المعتزلي كان له اهتمام بالبلاغة والخطاب الديني، ودليل ذلك أنه كان يعتبر اللغة والبيان أدوات هامة لنقل الرسالة الإسلامية وتوضيح المفاهيم الدينية. وهذه بعض الجوانب التي تتعلق بكيفية تناول النَّظَّام المعتزلي لموضوع البلاغة:

1: الدقة والوضوح في التعبير: كان لدى المعتزلة اهتمام كبير بالتعبير الدقيق والواضح. كانوا يرون أنه يجب أن يكون لغة القرآن والسنة مفهومة للناس بشكل واضح، وعليه كانوا يحرصون على استخدام اللغة بشكل يجعل المعاني والأفكار واضحة للمستمعين.

2: رفض التشبيه والمجاز في الله كمعتزلة، كانوا يرفضون استخدام التشبيه والمجاز عند الحديث عن الله. كانوا يؤكدون على أن الله لا يشبه أحدًا وأن صفاته لا يمكن فهمها بطرق تشبيهية.

3: التأكيد على العقل والمنطق: كان للمعتزلة تأكيد على استخدام العقل والمنطق في فهم الدين والتحدث عنه. كانوا يرون أن العقل يلعب دورًا مهمًا في استيعاب الحقائق الدينية، وكانوا يحثون على التفكير العقلاني والتدقيق في المفاهيم.

4: رفض التأويل والتأويل الحرفي: المعتزلة يعارضون استخدام التأويل بشكل مفرط أو التأويل الحرفي للنصوص الدينية. وكانوا يسعون إلى فهم المعاني الظاهرة للنصوص بما يتناسب مع المنطق والعقل.

ومن جملة القضايا البلاغية التي تحدث عنها بن هانئ النظام، حديثه عن “دقة المعاني وخفائها وجزالة الألفاظ وفخامتها ينحو بالإعجاز ناحية طرائق العرب، إذ إن القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها، ومذاهبها في الإيجاز والاختصار، والإطالة والتوكيد، والإشارة إلى الشيء، وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا الُّلقن”[15]. وأنه لا سبيل إلى استنباط وجوه إعجاز القرآن الكريم البيانية والبلاغية إلاّ من خلال قراءة عالمة وفاحصة لما وردنا من أشعار العرب الجاهليين الذي كان “مناط التحدي، ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة، كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية الرومانية، وتُرجمت التوراة والزبور، وسائر كتب الله تعالى بالعربية لأنَّ العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب”[16]، ذلك أن “العرب أنطق، ولغتها أوسع، ولفظها أدلُّ، وأقسام تأليف كلامها أكثر”[17]. وهذا الموقف البلاغي يفق مع ما ذهب إليه عبد القاهر الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز، وهو سنيٌّ أشعري، حيث يرى أن الجهة التي منها قامت الحجة بالقرآن وظهرت، وبانت وبهرت، هي أن كان على حدّ من الفصاحة تقصُرُ عنه قوى البشر، ومنتهيا إلى غاية لا يطمح إليها بالفكر، وكان محالا أن يعرف كونه كذلك، إلا من عرف الشعر الذي هو ديوان العرب”[18].

النموذج الثاني: هو أبو سهل الهلالي، مؤسس فرع المعتزلة في بغداد، وأتباعه يطلق عليه اسم البشرية، وكان معروفا في الأوساط الأدبية في عصره بقوة شخصيته، وقد برز بشر بن المعتمر في ميداني الأدب والبلاغة وبراعته فيهما، وهو ما وثقه الجاحظ من خلال الصحيفة  القيمة التي نقلها في بيانهن والتي تعد من أهم الوثائق التي تؤرخ الملامح الأولى لظهور علم البلاغة، فهذه الوثيقة الهامة” تظهر للمتلقي من الوهلة الأولى أن صاحبها هو مؤسس علم البلاغة العربية وليس باحثا فيها”[19]، لما تحتويه من “حقائق دقيقة ونظرات فذة سهّلت على من جاء بعده من الدّارسين والباحثين كيفية البحث والتعمق في الدرس البلاغي تمثلت فيما يلي:

  • على المبدع اختيار وقت الكتابة والإبداع، فليس كل الأوقات صالحة لذلك، بل عليه أن يختيار الوقت الذي فيه خالي الذهن، صافي البال، لكي يخرج الكلام سائغا وسهلا بعيدا عن التكلف والتعقيد”[20].
  • علاقة اللفظ بالمعنى وضرورة المزاوجة بينهما. وينصح المبدع بالابتعاد عن الغموض والتَّوَعُّر حتى يكون اللفظ رشيقا وعذباً.
  • مطابقة الكلام لمقتضى الحال لأنه أساس البلاغة وعمودها، فالمبدع هو الذي يقدر على مخاطبة كلّ فئة بما يناسبها من الكلام.
  • أنَّ للألفاظ مواضع وأوطان لا يمكن أن تحيد عنها، ومتى أجهد المبدع نفسه جرَّهُ ذلك إلى التكلُّف والتنافر والاضطراب، فهو ينصح المبدع الذي يريد الإبداع ونفسه تطاوعه أن ينصرف عن ذلك. أمَّا من تأبى طبائعهم الكلام وتستعصي الإبداع فالأفضل أن ينصرفوا إلى فن آخر”[21]

فبالبلاغة يعرف المبدع أقدار المعاني وأقدار المستمعين وأن يناسب ويزاوج بينهما. والبليغ هو الذي يجعل لكل مقام ما يلائمه من القول والكلام. والأكيد أن هذه الصحيفة لم تأت من فراغ وإنما صدرت عن قامة في مجال الأدب والبلاغة. لذلك كانت محط اهتمام معظم علماء الأدب والبلاغة الذين جاؤوا بعده.

النموذج الثالث: الرماني، هو أبو الحسن علي بن عيسى بن عبد الله، “مفسر معتزلي ولد سنة 296هــ. برع في اللغة والأدب والفقه وعلوم القرآن. توفي سنة 384 هــ. لقد كان للرماني نظرة فذة وصحيحة في المباحث البلاغية أثرى بها الدرس البلاغي. فهو أول من قام بتقسيم البلاغة إلى طبقات ومراتب، أعلاها بلاغة القرآن الكريم ثم تأتي مرتبة البلغاء من الناس”[22]

ينبني الدرس البلاغي عند الرماني بالأساس على ربط المكون البلاغي بالجنب النفسي عند المتكلم والمتلقي على حد سواء، فالبلاغة عنده هي “حسن استعمال اللفظ حتى يصل إلى القلب”[23].

  • القضايا البلاغة عند الرماني
  • التشبيه البليغ: حسب ما جاء به ليس الذي يخلو من أداة التشبيه ووجه الشبه وإنما هو الذي يكتسي جمالا وحسنا وله تأثير في نفس وقلب المتلقي ويبدو أنّ الرماني يركز في البلاغة دائما على أثرها النفسي عند المستمع”[24]
  • الاستعارة: 

يعتبر الرماني الإستعارة “أحسن من الحقيقة بيانا لما لها من وقع في الذهن والنفس ولا بدّ أن تتوافر على ثلاث أركان هي المستعار والمستعار له والمستعار منه وقد أخذت  هذه التقسيمات وهذه الشروحات كما هي ودون إضافات من لحقوه وجاؤوا بعده وهذا أمر يحسب للرماني”[25].

النموذج الرابع: ابن جني وآراؤه البلاغية،  هو أبو الفتح عثمان بن جني من أئمة اللغة العربية وأقواهم في فهم النحو والتصريف ولد بالموصل عام 322 هـ. تعلم النحو على يد أحمد بن محمد الموصلي الأخفش، كما تتلمذ على أبي علي الفارسي حتى توثقت بينهما الصلة. ونبغ ابن جني بسبب صحبته ولازمته لهما. حتى بلغ مكانة مرموقة في مجالي اللغة والأدب ما لم يبلغه أحد إلّا القليل، “ويبدو ذلك واضحا في كتبه وأبحاثه التي يظهر عليها الاستقصاء والتعمق واستنباط الأصول من الجزئيات، كما اشتهر ببلاغته وحسن تصريف الكلام والإبانة عن المعاني بوجوه الأداء ووضع الاشتقاق ومناسبة الألفاظ للمعاني. وله عدة مصنفات أبرزها الخصائص وسر صناعة الإعراب وشرح ديوان المتنبي. توفي سنة 392هـ ببغداد”[26].

اللفظ والمعنى عند أبي الفتح عثمان بن جني:

من المعلوم أن مسألة اللفظ والمعنى وطبيعة العلاقة بينهما، تعد من القضايا النقدية الكبرى التي شغلت بال الأدباء قديما وحديثا، وهو يؤكده الجابري بقوله بأن هذه القضية “هيمنت على تفكير اللغويين والنحاة وشغلت الفقهاء والمتكلمين واستأثرت باهتمام البلاغيين والمشتغلين بالنقد، نقد الشعر والنثر، دع عنك المفسرين والشُّرَّاح الذين تشكل العلاقة بين اللفظ والمعنى موضوع اهتمامهم العلني الصريح”[27]. وذلك لما أحدثته من جدال بين الدارسين حول قضية أيهما أشرف اللفظ أم المعنى؟ فمنهم من انتصر للفظ على حساب المعنى، ومنهم من قال العكس ومن الدارسين من وضع معايير للجودة بين اللفظ والمعنى. ولعل من حسنات هذا النقاش الأدبي النقدي أنه أنتج لنا حركة نقدية واسعة أغنت المكتبة الأدبية بمؤلفات كثيرة، كما أن هذه القضية قد تشكلت في العصر الحديث عن المهتمين باللسانيات الحديثة، والتي درسوها من زوايا مختلفة، وهي ما يعرف اليوم بالأسلوبية والبنيوية والتداولية والسيميائية.

ويعتبر كثير من الدارسين أن ابن جني من أبرز اللغويين الذين اهتموا بدراسة قضية اللفظ والمعنى، حيث جعل لها بابا في خصائصه أسماه” باب في الرد على من ادعى على العرب عنايتها بالألفاظ وإغفالها المعاني. حيث ناقش ابن جني في هذا ثنائية اللفظ والمعنى في شقين أحدهما نظري والآخر تطبيقي، فهو يرى أن الألفاظ ما هي إلا وسيلة يخرج بها المتكلم المعاني إلى حيز الوجود بل ذهب أبعد من ذلك إلى إعطاء الألفاظ وظيفة الخادم للمعاني. وهو ما يؤكد قوله الوارد في هذا الباب: “فالمعنى إذا هو المكرم المخدوم، واللفظ هو المبتذل الخادم، ويقول أيضا “الألفاظ خدم للمعاني والمخدوم –لا شك- أشرف من الخادم”[28].

مفهوم التشبيه والاستعارة والمجاز عند ابن جني:

على الرغم من معرفة أغلب الدارسين لابن جني بارعا في ميدان النحو والصرف والصوتيات إلا أن مؤلفاته لا تخلو من تناوله لكثير من القضايا التي تهم الدرس البلاغي ومنها الحقيقة والمجاز والتشبيه والاستعارة.

  • الحقيقة عند ابن جني: يعرفها بقوله “الحيقة ما أُقرَّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة، والمجاز ما كان ضد ذلك”. مشترطا توافر القرينة المقامية التي تزيل اللبس والغموض والشبهة.
  • التشبيه عنده: يُدخل ابن جني التشبيه حيّز المجاز ويعرفه على أنه حمل الأصل على الفرع وقد كان شائعا ومطردا في لغة العرب “وذلك قولهم : أنت أسد، وكفك البحر، فهذه لفظة الحقيقة ومعناه المجاز والاتساع إلى أن ترى أنه إنما يريد. أنت كالأسد، وكفُّكَ مثل البحر”[29].
  • الاستعارة عنده: يقول بأن الاستعارة تدل أيضا في دائرة المجاز ذلك أنها برأيه “لا تكون إلا للمبالغة وإلاّ فهي الحقيقة”[30].
  • المجاز عنده: يحدد ابن جني للمجاز ثلاثة معاني، ” فكل كلمة تستخدم مجازا لا بد أن تتوفر فيها ثلاثة أمور هي: الاتساع والتوكيد أي المبالغة والتشبيه. وقد أورد أمثلة لهذه المعاني الثلاثة منها قوله تعالى: “وأدخلناه في رحمتنا[31]

وفي هذه الّآية “مجاز لمعانيه الثلاثة. فالاتساع وهو الزيادة في أسماء الجهات وهو الرحمة. والتشبيه فقد شبه الرحمة بمكان للدخول فيه وإن لم يصح دخولها أما التوكيد فهو الإخبار عن العرض بما يجبر به الجوهر، وهذا تعال بالعرض، وتفخيم منه إذ صير إلى حيز ما يشاهد ويلمس ويعاين”[32].

خـــــاتمـــــــــــــــــــة:

سعينا من خلال هذا المقال إلى الخوض في عمق فهم البلاغة عند علماء الكلام من خلال التركيز على نموذج المعتزلة. حيث استكشفنا كيف يتناول علماء الكلام هذه القضية الهامة ويعكسونها من خلال مفاهيمهم وآرائهم المتنوعة، كما أن هذا المقال حاول إبراز أهمية استكشاف المفاهيم الفلسفية والبلاغية لعلماء الكلام من المعتزلة، وقد تبين لنا أن هذا الموضوع له تأثير عميق على فهمهم للغة والعلاقة القائمة بين مكوناتها، تجلي ذلك  في مفاهيمهم البلاغية الدقيقة، كما أن استنتاجاتنا وتحليلنا لمفاهيم البلاغة عند علماء الكلام المعتزلة  أظهرت لنا أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأبحاث والتدقيق في هذا المجال. وإن فهمنا الحالي لهذه القضية يعد بداية لفهم أعمق وأكثر دقة للنظريات والتصورات المعقدة التي تحدثت عنها الفلسفة والبلاغة عبر العصور.

وبمعزل عن الخلافات والمواقف المختلفة حول البلاغة عند علماء الكلام المعتزلة، فإن دراسة هذا الموضوع أظهرت أهمية البلاغة كوسيلة لفهم وتبيان العقائد الدينية والفلسفية. على مر العصور، حيث تطوّرت البلاغة لتصبح أداة حيوية في التعبير عن الأفكار ونقل المعارف، مما جعلها محط اهتمام علماء الكلام المعتزلة وجعلهم يفرضون نظرياتهم حولها.

ورغم التنوع الكبير في الأفكار والنظريات بين علماء الكلام المعتزلة في مجال البلاغة، إلا أن التفاعل والنقاش الحاصل حول هذا الموضوع يعكس حقيقة أن البلاغة تظل محورًا مهمًا لفهم العقيدة والفكر، وهي تستحق المزيد من الدراسة والبحث. كما يمكن القول إن علماء الكلام المعتزلة استطاعوا تسليط الضوء على أهمية البلاغة وتفعيلها كوسيلة لنقل الفكر والتواصل بين الأجيال. ومع استمرار التطور في مجال الدراسات الإسلامية، يمكن توقع المزيد من التفاعل والبحث المثمر حول هذا الموضوع الرئيسي، والذي يظل محط اهتمام واسع النطاق.

وفي الختام، ينبغي لنا أن نعترف بأن هذا المقال لم يكن إلا بداية لمناقشة معقدة ومهمة، وأنه من المهم أن نواصل البحث والاستكشاف حول هذا الموضوع الشيق.

هوامش:


[1] – ينظر: محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، البصرة – بيروت لبنان، ص78.

[2] – ينظر: ابن الأثير، “المثل السائر” تحقيق محمد محي الدين عبد المجيد، المكتبة العصرية، بيروت لبنان، دط، 1995، 1/840. 

[3] – ينظر: الجاحظ، “البيان والتبيين”، تحقيق عبد السلام هارون، طبعة الخانجي، طبعة 7، 1998/1418، ص1/76.

[4] – ينظر: محمد العمري، “البلاغة العربية”، الأصول والامتدادات”، الطبعة الأولى، 1998، ص17.

[5] – ينظر: نورالدين حجازي، “محاضرة بعنوان عوامل نشأة علم الكلام” https://www.univ-constantine2.dz/ تاريخ الاطلاع 12/11/2023.

[6] – ينظر: أبو نصر الفارابي، تقديم وشرح: د.علي بو ملحم ” إحصاء العلوم”، الناشر: مكتبة الهلال، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1996، ص50.

[7] – ينظر: عبدالرحمن بن خلدون، “كتاب المقدمة”، دار النهضة مصر، الطبعة 3، 1995، ص255.

[8] – ينظر: نورالدين حجازي، “محاضرة بعنوان عوامل نشأة علم الكلام” https://www.univ-constantine2.dz/ تاريخ الاطلاع 12/11/2023.

[9] – ينظر: القرآن الكريم، سورة الأنبياء، الآية 22.

[10] – القرآن الكريم، سورة البقرة الآية 164.

[11] – القرآن الكريم، سورة الحشر، الآية 2.

[12] – القرآن الكريم، سورة النساء الآية 83.

[13] –  ينظر: أحمد أمين، ” ضحى الإسلام”، -ج3، ط1، دار الكتب العلمية بيروت، ص104.

[14] – ينظر: عمرو بن بحر الجاحظ، ” البيان والتبيين”، تحقيق عبد السلام محمد هارون – بيروت ط3، ص106.

[15] – ينظر: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري(ت:276)، الشعر والشعراء، دار الحديث، القاهرة، بط، 1423هـ، ج1/69.

[16] – ينظر: صالح أحمد عبد الوهاب، الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد، كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، “الأصول الثقافية للبلاغة العربية: قراءة في البناء المعرفي”، ص82.

[17] – ينظر: عبد الله بن مسلم قتيبة أبو أحمد، “تأويل مشكل القرآن“، دار الكتب العلمية للنشر، ط1، 1393/1979، ص58.

[18] – ينظر: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل،  الجرجاني الدار(ت:471)، دلائل الإعجاز في علم المعاني، تحقيق محمود محمد شاكر أبو فهر، منشورات مطبعة المدني بالقاهرة مصر، دار المدني بجدة الطبعة الثالثة 1413 هـ- 1992م.

[19] -ينظر: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3. ص105.

[20] – المصدر نفسه، ص106.

[21] – نفسه ، ص107..

[22] – ينظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق: د إحسان عباس. د.ط، دار صادر بيروت، ص474.

[23] – ينظر:الجاحظ، البيان والتبين، ج1، ص76.

[24] -ينظر:  مصطفى عبد الجليل، صور البيان في تفسير الزمخشري،ص18.

[25] – المصدر السابق، ص23.

[26] –  ينظر:جلال الدين السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، المكتبة العصرية  بيروت، ج2. ص467.

[27] – ينظر:محمد عابد الجابري:” اللفظ والمعنى في البيان العربي، مجلة فصول، المجلد السادسن العدد الأول، 1958، ص21.

[28] – ينظر: أبو الفتح عثمان ابن جني، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، تقديم الدكتور عبد الحكيم راضي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2002،ص142. 

[29] – ينظر:الخصائص لابن جني، ص305.

[30] -ينظر:  ابن جني، الخصائص، ص442.

[31] -ينظر: القرآن الكريم، سورة الأنبياء، ص75.

[32] – ينظر: الخصائص لابن جني، ص177.

مصادر ومراجع:

  1. ابن الأثير، “المثل السائر” تحقيق محمد محي الدين عبد المجيد، المكتبة العصرية، بيروت لبنان، دط، 1995، 1/840.
  2.   ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق: د إحسان عباس. د.ط، دار صادر بيروت.
  3. أبو الفتح عثمان ابن جني، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، تقديم الدكتور عبد الحكيم راضي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2002.
  4.   أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل،  الجرجاني الدار(ت:471)، دلائل الإعجاز في علم المعاني، تحقيق محمود محمد شاكر أبو فهر، منشورات مطبعة المدني بالقاهرة مصر، دار المدني بجدة الطبعة الثالثة 1413 هـ- 1992م.
  5. أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري(ت:276)، الشعر والشعراء، دار الحديث، القاهرة، بط، 1423هـ، ج1/69.
  6. أبو نصر الفارابي، تقديم وشرح: د.علي بو ملحم ” إحصاء العلوم”، الناشر: مكتبة الهلال، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1996.
  7. أحمد أمين، ” ضحى الإسلام”، -ج3، ط1، دار الكتب العلمية بيروت.

الجاحظ، “البيان والتبيين”، تحقيق عبد السلام هارون، طبعة الخانجي، طبعة 7، 1998/1418.

  • جلال الدين السيوطي(911)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق فؤاد علي منصور، المكتبة العصرية  بيروت، ج2.
  • صالح أحمد عبد الوهاب، الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد، كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، “الأصول الثقافية للبلاغة العربية: قراءة في البناء المعرفي”.
  •  عبد الرحمن بن خلدون، “كتاب المقدمة”، تحقيق جمعة شيخة، دار النهضة مصر، الطبعة 3، 1995.
  •  عبد الله بن مسلم قتيبة أبو أحمد(ت672)، “تأويل مشكل القرآن“، تحقيق إبراهيم شمس الدين،  دار الكتب العلمية للنشر، ط1، 1393/1979.
  • عمرو بن بحر الجاحظ، ” البيان والتبيين”، تحقيق عبد السلام محمد هارون – بيروت، ط3.
  • محمد العمري، “البلاغة العربية”، الأصول والامتدادات”، الطبعة الأولى، 1998.
  • محمد عابد الجابري:” اللفظ والمعنى في البيان العربي، مجلة فصول، المجلد السادس، العدد الأول، 1958.
  • محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، البصرة – بيروت لبنان.
  • مصطفى عبد الجليل، صور البيان في تفسير الزمخشري، تحقيق الزبير دراقي، الناشر: جامعة أبي بكر بلقايد، 2001/1461هــ.
  • نورالدين حجازي، “محاضرة بعنوان عوامل نشأة علم الكلام” https://www.univ-constantine2.dz/.

List of Sources and References

  1. the Holy Qur’an
  2. Abd al-Rahman ibn Khaldun, “Kitab al-Muqaddimah,” edited by Juma’a Shaykha, Dar al-Nahda, Egypt, 3rd edition, 1995.
  3. Abdullah ibn Muslim Qutaybah Abu Ahmad (d. 672), “Ta’wil Mushkil al-Quran,” edited by Ibrahim Shams al-Din, Dar al-Kutub al-Ilmiyyah, first edition, 1393/1979.
  4. Abu al-Fath Uthman Ibn Jinni, “Al-Khasa’is,” edited by Muhammad Ali al-Najjar, introduction by Dr. Abdul Hakim Radi, General Authority for Cultural Palaces, Cairo, 2002.
  5. Abu Bakr Abd al-Qahir ibn Abd al-Rahman ibn Muhammad al-Jurjani (d. 471), “Dalail al-I’jaz fi ‘Ilm al-Ma’ani,” edited by Mahmoud Muhammad Shakir Abu Fahar, Publications of Al-Madani Press in Cairo, Egypt, Dar Al-Madani in Jeddah, third edition, 1413 AH – 1992 AD.
  6. Abu Muhammad Abdullah ibn Muslim ibn Qutaybah al-Dinawari (d. 276), “Al-Shi’r wa al-Shu’ara,” Dar al-Hadith, Cairo, 1423 AH, Vol. 1, p. 69.
  7. Abu Nasr al-Farabi, introduction and commentary by Dr. Ali Bou Malham, “Ihsa’ al-Ulum,” Al-Hilal Library, Beirut, Lebanon, first edition, 1996.
  8. Ahmed Amin, “Dhuha al-Islam,” Vol. 3, first edition, Dar al-Kutub al-Ilmiyyah, Beirut.
  9. Al-Jahiz, “Al-Bayan wa al-Tabyin,” edited by Abdul Salam Harun, Al-Khanji edition, 7th edition, 1998/1418.
  10. Amr ibn Bahr al-Jahiz, “Al-Bayan wa al-Tabyin,” edited by Abdul Salam Muhammad Harun, Beirut, 3rd edition.
  11. Ibn al-Athir, “Al-Mathal al-Sa’ir,” edited by Muhammad Muhyi al-Din Abdul Majid, Al-Maktabah al-Asriyyah, Beirut, Lebanon, 1995, Vol. 1, p. 840.
  12. Ibn Khallikan, “Wafayat al-A’yan,” edited by Dr. Ihsan Abbas. Dar Sader, Beirut.
  13. Jalal al-Din al-Suyuti (d. 911), “Al-Muzhir fi Ulum al-Lughah wa Anwa’iha,” edited by Fouad Ali Mansour, Al-Maktabah al-Asriyyah, Beirut, Vol. 2.
  14. Muhammad Abed al-Jabri, “Al-Lafdh wa al-Ma’na fi al-Bayan al-Arabi,” Fusus Magazine, Vol. 6, No. 1, 1958.
  15. Muhammad Abed al-Jabri, “Takwin al-Aql al-Arabi,” Center for Arab Unity Studies, Basra – Beirut, Lebanon.
  16. Muhammad al-Amari, “Al-Balaghah al-Arabiyyah: Al-Usul wa al-Imtidadat,” first edition, 1998.
  17. Mustafa Abdul Jalil, “Suwar al-Bayan fi Tafsir al-Zamakhshari,” edited by Al-Zubair Darraqi, University of Abu Bakr Belkaid, 2001/1461 AH.
  18. Nour al-Din Hijazi, “A Lecture on the Factors of the Emergence of Theology,” https://www.univ-constantine2.dz/.
  19. Saleh Ahmad Abdul Wahhab, assistant professor of rhetoric and criticism, College of Al-Azhar Girls in Tenth of Ramadan, “The Cultural Foundations of Arabic Rhetoric: A Reading in the Epistemological Structure.”