تمظهرات السيرة الذاتية في الرواية النسوية الجزائرية ’من يوميات مدرسة حرة‘ لزهور ونيسي نموذجا.

د.غنية جدع

المخلّص:

يهدف هذا المقال للاشتغال على تمظهرات السيرة الذّاتية في أوّل رواية جزائريّة نسائيّة في العصر الحديث للكاتبة والمناضلة ‘زهور ونيسي’، انطلاقا من طرح الإشكال الموالي: كيف تمظهرت وتجلّت السّيرة الذّاتيّة في المتن الرّوائي ‘من يوميات مُدرِّسة حُرّة’ وما الدّافع  لهذا الانفتاح؟  حيثُ تمّ التوصّل إلى نتائج تؤكّد الطّابع السيري لهذا النّص التجريبي الذي يؤمن بالحوارية والتّهجين الأجناسي. حيثُ جمعت بين السّرد التّاريخي لحقائق وأحداث تحضيريّة لثورة التّحرير الوطني، في علاقته بجانب سيري لحياتها  إذ عايشت هذا الحدث وشهدت  وقائعه كمُدرّسة ومناضلة من خلال سردها للأحداث عبر ضمير الأنا.    

الكلمات المفتاحيّة: السيرة الذاتية-الرواية- زهور ونيسي- التّجريب.

Biographical manifestation in the Algerian feminist novel « from the diary of a freelanse School teacher» by Zhor Ounissi as model. 

Summary:

This article aims to work on the manifestations of the biography in the first Algerian women’s novel in the modern era by the writer and the  campaigner ‘Zhor Ounissi’, based on raising the following problem: How did the biography appear and manifest in the text of the novel ‘From the Diary of a Free Schoolteacher ‘ and what is the motive for this openness? Where results were reached confirming the biographical nature of this experimental text, which believes in dialogue and genres  hybridization. Where she combined the historical narration of facts and preparatory events for the national liberation revolution, in relation to her biography of her life, as she experienced this event and witnessed its facts as a teacher and fighter through her narration of the events through the conscience of the ego.

Key words :  The biography- The novel- Zhor Ounissi- The experimentation.

مقدّمة:

   

تمثل ‘من يوميات مدرسة حرة’ أحد ارهاصات الرواية السير ذاتية النسوية في الأدب الجزائري الحديث، للكاتبة الجزائرية ‘زهور ونيسي'(1936)  التي تعد من أوائل الكاتبات اللائي اقتحمن ميدان الأدب والسرد حاملة لواء التجريب، عرفت بالتنويع في نصوصها الإبداعية، فكتبت أول قصة نسوية جزائرية في الخمسينات بعنوان ‘جناية أب’ وكتبت أول رواية نسوية في الأدب الجزائري، كما عرفت بكتاباتها عن الوطن، وبذلك تحدت ‘زهور’  النظرة الذكورية والضيقة للنقد التي همشت أدب الأنثى، كما تحدت الصعاب المجتمعية والذهنية الرافضة للتفوق الأنثوي بخروجها من البيت ومشاركتها في النضال الثوري والسياسي والتعليمي وكذا الإبداعي في الجزائر، محققة ريادة الأدب النسوي في الجزائر مع مطلع الستينات كاسرة التصور النقدي الذي يرجع تاريخ الكتابة الأنثوية في الجزائر إلى التسعينات.

حيث زاوجت بين تقنيات السرد الروائي والسيرة في بناء فني تجريبي يؤكد مبدأ الانفتاح والتداخل الأجناسي، تبنت اليوميات كنمط من أنماط السيرة الذاتية، فجمعت بين السرد التاريخي لحقائق وأحداث تحضيرية للثورة  في علاقته بجانب سيري لشخصية  ‘زهور ونيسي’ كمدرسة ومناضلة، لتثبت أن المرأة قادرة على الإبداع والمقاومة حيث رسمت لنا مشاهد للمرأة الجزائرية وهي تقاوم بطش المستعمر وتعسف قرارات ومضايقات الإدارة الاستعمارية، كما أوصلت لنا صوت الثورة عبر النضال النسوي وعلى غير العادة لم يرد الخطاب من الجبال التي احتضنتها بل من المدينة وبالضبط ذلك الحي الشعبي الذي أنسنته ‘زهور ونيسي’ كشاهد ووثيقة تحكي حقائق تاريخية كانت شاهدة عليها.              

 زد على ذلك تسلسل الأحداث التاريخية-رغم بروز أسلوب الاسترجاع-  وواقعية الشخصيات والشهادات الحية التي قصتها الكاتبة والتي توحي بالطابع السيري لهذا النص الذي انبنى على أسلوب سردي صريح في غالب الأحيان وعلى استحضار الأساليب الجمالية التعبيرية في بعض جزئياته، وهو ما يحيل على القدرات اللغوية والفنية للكاتبة التي برزت في الخطاب السردي النسوي الجزائري.                       

حيث صرحت بداية في  اللزوميات بطبيعة هذا النص وخصائصه الفنية وهو ما ينم عن ذوقها النقدي وحسها الإبداعي الناضج في تلك الفترة، وعلى الطابع السير-ذاتي للنص.                               

انطلاقا مما سبق يسعى هذا المقال للإجابة عن إشكالية مفادها:

 كيف تمظهرت وتجلت السيرة الذاتية في المتن الروائي ‘من يوميات مدرسة حرة’ للكاتبة الجزائرية ‘زهور ونيسي’ وما الدافع  لهذا الانفتاح؟

أولا: السيرة الذاتية: المصطلح والمفهوم

بداية تعد السيرة الذاتية بمثابة جنس متخلل ترواغ لتصبح كأي عمل سردي، حيث تتسربل بين الفصول الروائية مثلا خالقة جنسا أدبيا هجينا يسمى الرواية السير-الذاتية، التي تأخذ بعين الاعتبار البناء الفني للخطاب الروائي والحكي الواقعي عن تجربة معاشة بضمير المتكلم، فتشكل فضاء دلاليا ورؤية مشبعة بالمعاني والقيم راسمة تعابير تخيلية وجمالية ما ينم على قدرة هذا الخطاب المتعدد على استيعاب ما هو فكر وذكريات وخبرات ومواقف وتجارب معاشة بأسلوب فني وجمالي، حيث تقوم على أسس فنية وأخرى موضوعية؛ للوصول إلى نص يعبر عن تجربة ذاتية وذكريات سابقة بأسلوب استرجاعي صريح أو جمالي وتخييلي يحمل رؤية فنية وفكرا عميقا.                                                         

 وهي- كما يرى ‘فيليب لوجون’- “حكي استعادي نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية، وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة”[1] وغير بعيد عن هذا يعرفها ‘لطيف زيتوني’ في معجم (مصطلحات نقد الرواية) كما يلي، هي “نص سردي يتميز عن الرواية المروية بضمير المتكلم بأنه لا يقدم متخيلا وهميا بل يعرض الأحداث الحقيقية التي وقعت للراوي/ الكاتب”[2] بمعنى أن يكتب الراوي نصا نثريا عن أحداث حقيقية وتجارب واقعية عاشها فعلا؛ أي أن أحداثها  ليست تخيلية، يشترط فيها الحكي بضمير الأنا المرتبطة بذات الكاتب الذي يعبر عن نفسه وعن تجاربه؛ ليصبح بذلك هو الشخصية المحورية الحاضرة حضورا تاما في النص وهو السارد الحقيقي، وترى ‘يمنى العيد’ أن السيرة الذاتية “عمل أدبي قد يكون رواية، أو قصيدة، أو مقالة فلسفية، يعرض فيها المؤلف أفكاره ويصور إحساساته بشكل ضمني، أو صريح”[3] ، تتميز بطابعها الذاتي و بالصدق الفني في تصوير وإضاءة مرحلة من عمر كاتبها، فهي بوح ذاتي وسرد لتجارب حياتية سابقة، وما يلاحظ على هذا التعريف اختلافه عن التعاريف السابقة، والذي تمثل في  تفطن ‘يمنى العيد’ لإمكانية تحقق أو تشكل السيرة الذاتية في نطاق الشعر.

  وفي سياق تحديد ميزة السيرة وخصائص أنواعها، يقول ‘أندريه جيد’: لا يمكن أن تكون المذكرات إلا نصف صادقة، ولو كان هم الحقيقة كبيرا جدا، فكل شيء معقد دائما أكثر مما نقوله، بل ربما تقترب الحقيقة أكثر في الرواية”[4] فهو يختلف عن سابقيه بإقراره نسبية الحقيقة في هذا الحكي الاسترجاعي، ويرجح ارتباط العمل الروائي ودنوه من الحقيقة أكثر من السيرة الذاتية ومرد ذلك -عنده-أن التعبير أقل تعقيدا من القضية أو الحقيقة المعبر عنها.                                                            

وهو ما تؤكده ‘تهاني عبد الفتاح’ في كتابها (السيرة الذاتية في النقد العربي: فدوى طوقان وجبرا إبراهيم جبرا وإحسان عباس، نموذجا’) “فالصدق والدقة صفتان افتراضيتان في السيرة الذاتية، ونتوقع وجودهما لكننا لا نستطيع أن نجزم به، ونقرر أنها قريبة من نفس مؤلفها”[5] وهو ما لا يفرض علينا الاقتناع به بشكل حتمي؛ كون الكتابة متنفس الكتاب فكيف الحال وهم يكتبون عن أنفسهم وعن حياتهم؟            

لتصل هذه الأخيرة بعد بحث وتقصي لوضع حد للسيرة الذاتية تأثرت فيه بتعريف ‘فيليب لوجون’ وأضافت عليه: إذ تقول هي “حكي استعادي نثري، يتسم بالتماسك، والتسلسل في سرد الأحداث يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة، ويشترط فيه أن يصرح الكاتب بأسلوب مباشر أو غير مباشر أن ما يكتبه هو سيرة ذاتية”[6] وتكون بذلك قد بينت نمط هذا الكلام، قائله، وكذا موضوعه، وطبيعته، كما اشترطت فيه التصريح بالنمط السير ذاتي لهذا النص، لكنها  لم تشر لإمكانية  تخير السيرة الذاتية للشعر كبناء فني لها.                         

ثانيا/ السيرة الذاتية والخطاب الروائي:

 يجسد انفتاح السيرة الذاتية على الخطاب الروائي مقولة التفاعل الأجناسي التي تتجاوز مقولة نقاء الجنس الأدبي، حيث تستوعب الرواية المعاصرة –خاصة- مختلف الأجناس والأنواع الأدبية وغير الأدبية من أشكال تعبيرية وفنون باعتبارها جنسا مفتوحا-بتعبير الناقد أمبيرتو إيكو- فالرواية “من أكثر الأنواع الخبرية قبولا لتحقيق هذا التداخل والاختلاط، باعتبارها النوع الأكثر اتصالا بواقع العصر المعقد والمتغير باستمرار”[7]

فمن خلال الحكي الواقعي الممزوج بالتخييل السردي تتشكل البنية الفنية لهذا الشكل التجريبي الذي حقق قبوله في الدرس النقدي الحديث والمعاصر.                                            

  وتعتمد السيرة الذاتية عن نقل تجربة شخصية معاشة، أما الرواية فهي تعبير جمالي يعتمد تقنية التخييل السردي في الكتابة، وبامتزاج هذين الشكلين يولد جنس نثري هجين هو الرواية السيرة الذاتية التي تؤكد حقيقة أن “الأجناس تحيا وتتطور”[8] شأنها شأن الكائن الحي، فبامتزاج نوعين أدبيين يولد جنس أدبي جديد وبتداخلهما تتجسد الأجناسية والكتابة عبر النوعية.                                                    

ولابد من الإشارة أن كاتب السيرة الذاتية يعبر عن تجربة وواقع عاشه لكن “المعاش في السيرة لا يروى كما حدث فعلا، بل كما يتذكره السارد لحظة زمن الكتابة، وبين الحدث المعاش ولحظة زمن الكتابة فاصل زمني كفيل بأن يصقل الحدث ويحرفه ويوجهه أو يرميه في سلة النسيان”[9] فكاتب السيرة قد تخذله الذاكرة إما أن ينسى أحداثا فتسقط أثناء الكتابة أو أن يلجأ إلى حذف بعض التفاصيل والمواقف وقد يستعمل الرمز بدلا من التصريح مثلا، وهو ما يبرز حاجة أدب السيرة للتخييل السردي.

حيث وجد أدباء السيرة ضالتهم في الرواية بنمطها التخييلي وبنيتها الأكثر اتساعا واستقبالا للأجناس، لكن الاختلاف الجوهري بينهما يكمن في أن فن السيرة الذاتية حكي حقيقي-ولو في الأمر خلاف- وإن اعتمد على جمالية اللغة في التخييل فذلك لا يعني زيف المحكي، أما الروائي فله أن يعتمد الخيال بشكل أكبر.                                                                                                

  بالرغم من هذا التفاعل الإيجابي بين كل من المتن الروائي والحكي الذاتي إلا أن لكل منهما خصوصياته، حيث “تختلف الرواية عن السيرة الذاتية، في طريقة التعامل مع الزمان والمكان، إذ أن للزمان والمكان في السيرة الذاتية قيمة وثائقية، لا يستطيع المبدع أن يتجاوزها، أما الروائي فيستطيع أن يجعل زمان روايته ممتدا عبر قرون طويلة، وينتقل بحرية خلال ذلك الزمان”[10] بمعنى وجود إمكانية تقديم وتأخير الزمن تبعا لتشظي السرد في الرواية واشتراط تسلسله المنطقي في السيرة الذاتية، كما أن للروائي حرية تخييل المكان، بينما يسرد لنا كاتب السيرة أحداثا وقعت في أماكن موجودة على أرض الواقع.     

ثالثا/ تجليات السيرة الذاتية في رواية ‘زهور ونيسي’:

 تتجلى السيرة الذاتية بجلاء في أولى عتبات هذا النص ، في العنوان ذاته الذي خصصته الكاتبة كنوع من أنواع السيرة هي اليوميات ‘من يوميات مدرسة حرة’، وأردفت أسفله الجنس الأدبي الذي اعتمدته في إيصال هذه الذكريات ‘لزهور ونيسي’ كشاهدة على مرحلة تاريخية جد مهمة في النضال الثوري الجزائري، والمتمثلة في ثورة التحرير الوطني، عطفا على ما سبق سنورد التجليات  والآليات التي اعتمدتها الكاتبة ‘زهور ونيسي’ في نصها ‘من يوميات مدرسة حرة’ ليكون رواية- سير ذاتية:

-مطابقة الشخصية الرئيسية للكاتبة وواقعية المكان:

  قبل الحديث عن مطابقة الشخصية المحورية للكاتبة ذاتها من خلال المتن والفصول، آثرنا استحضار قول ‘أحمد طالب إبراهيمي’ الذي كتب مقدمة هذا العمل السردي في ذات السياق: “فهذه اليوميات هي أولا، وقبل كل شيء، يوميات امرأة جزائرية والحالة أننا نعرف، جيدا أن الكتابات التي نشرت بأقلام نسائية، نادرة، وذلك لأسباب معروفة، في حين أن الكل يعرف مدى التزام المرأة الجزائرية وأهمية مشاركتها في حرب التحرير الوطني. في المدن، والأرياف”[11] بمعنى يؤكد ارتباط النص بحياة كاتبته التي كانت تعيش وضعا مختلفا عن المرأة العربية عموما، والمبدعة على وجه الخصوص، حيث انشغلت عن الفن وعن الحياة بالالتزام بقضية الوطن ومساندة الرجل في الحرب ضد الاستعمار الفرنسي.             

  حيث تتميز هذه اليوميات “أنها تتناول حياة حي شعبي في العاصمة، خلال هذه الفترة، في حين أن معظم الكتابات التي نشرت، إلى حد الآن، كانت تجري حوادثها في الأرياف، والجبال”[12] ارتبطت بالحي الذي كانت تسكنه ‘زهور ونيسي’ في القصبة بطابعها العتيق، وهو ما يؤكد على قيمة المكان وأبعاده السيرية في هذا العمل الأدبي من جهة، ومن جهة أخرى على التعبئة الشعبية للثورة التي احتضنها الشعب في كل المناطق والأماكن في الأرياف والمدن وفي المدارس، ومن جهة ثالثة تدل على صوت المرأة الجزائرية وهي تؤنسن المكان كشاهد ووثيقة لأحداث الثورة  حتى توصل جزءا مهما من تاريخ بلدها للأجيال؛ صيانة للذاكرة وحفظا للتاريخ.                                                               

  تقول ‘زهور ونيسي’: “ما أعرضه في هذه المذكرات، الموجزة جدا، والصريحة جدا، والصادقة جدا والمباشرة جدا، ما هو إلا “لقطات سريعة” تاريخية هامة عشتها بنفسي، وساهمت في بعض جوانبها بجهد (مناضلة) أحيانا، و”معلمة” أحيانا أخرى، أو بهما معا في غالب الأحيان”[13] وقد استعملت ضمير الأنا في هذا الحكي النثري الاسترجاعي لنكون حينئذ  أمام سيرة سياسية وعلمية لامرأة جزائرية استطاعت أن تناضل نضالا سلميا ودافعت عن الوطن بالعلم والتدريس.

فكتبت عن أحداث عايشتها وعن وقائع كانت شاهدة عليها من خلال أسلوبها المتميز “بنزاهة الكلمة، وحرية التعبير، وفاعليتهما في إعطاء هذه القيمة للتاريخ، والثورة، وللكلمة”[14]  أي أنها كانت موضوعية فيما تنقل من حقائق تاريخية عاشتها الجزائر وكانت شاهدة عيان عليها.  ومن المقولتين السابقتين يتأكد لنا الوعي النقدي للكاتبة التي صرحت بأن نصها مذكرات ويوميات، وقد تحقق شرط ‘تهاني عبد الفتاح’ التي تلزم كاتب السيرة بالإشارة إلى أن ما يكتبه سيرة ذاتية حتى لا يختلط الأمر على المتلقي، كما أن هذا النص الإبداعي يقتنص لحظات من حياة كاتبته وذكرياتها السياسية كمناضلة، والمهنية كمدرسة وقد عبرت عن ذلك بضمير الأنا، حيث أقرت أن ما تنقله حدث فعلا وكانت

هي شاهدة عليه وهو ما يؤكد أيضا الطابع السير ذاتي لهذا العمل.                                    

  أما المكان الرئيسي لهذه اليوميات فواقعي وطبيعي ليس من صنع مخيلة الكاتبة، ألا وهو الحي الشعبي الذي تسكنه ‘زهور’، تتفرع عنه العديد من الأمكنة الأخرى، كالمدرسة والفصل، والبيت، والسجن، فقد وصفت لنا حجرة الدرس التي تفتقر للتهيئة والتدفئة اللازمة راسمة مشهدا مزدوج الأبعاد: صف واسع  بارد وتلميذات مقبلات على طلب العلم رغم الظروف الطبيعية والاجتماعية القاهرة.                      

    ولعله من المفيد إيراد نموذج لوصف المكان الذي وجدن  فيه للتوضيح أكثر، تقول ‘زهور ونيسي’:  “ومن خلال مدرسة صغيرة متواضعة البناء.. وتلميذات فقيرات في حي شعبي حقير.. وسكان بسطاء أميين… وحياة محرومة جافة، لم أكن أتصور أني سأعرف من الحياة أسمى معانيها’[15]  فمما يوحي به هذا المقطع السردي الوصفي وضع اجتماعي مزري لمكان الدرس والمتعلمات، وكذا الحي الذي يبعث في النفس الحسرة والألم، لكن رسالة نشر العلم وما لاقته المدرسة ‘زهور’ في حجرة الدرس تلك، وما شهدته في المدرسة من الأولياء الذين تحدوا ذهنية المجتمع التي ترفض خروج البنت من البيت، بقبولهم تعليم بناتهم، وفي مناداة سكان الحي لها ‘سيدتيوجدت أسمى معاني الحياة-على حد تعبيرها-.             

  ولابد من الإشارة في هذا المقام إلى أن المدرسة التي تمثل مكانا  ذا طبيعة مغلقة إلا أنها غدت بمثابة مكان مقدس لحفظ كتاب الله، وتعلم  اللغة العربية التي يسعى الاستعمار جاهدا لطمس معالمها ونشر لغته بديلا عنها، وقد لعب هذا المكان  دورا إيجابيا في الحفاظ على معالم الهوية الجزائرية وتعليم الدين الإسلامي، بالإضافة إلى عده وجهة قصدتها جبهة التحرير الوطني؛ لإيصال صدى الثورة وتحقيق  غاياتهم في اقتناء الأسلحة من خلال الأموال  والتبرعات التي كانت تجمع فيها، وذلك بطرق سرية عبر ممثل الجمعية المحلية الذي كان يلتقي ‘بزهور’ في المدرسة التي شكلت فضاء للحفاظ على مبادئ الدين وعلى لغة وهوية  المجتمع الجزائري.                                                                 

  ومن نماذج الأمكنة المغلقة أيضا في اليوميات نجد (البيت –السجن- المسجد) حيث كان بيت ‘زهور ونيسي’ صورة للاستقرار والالتفاف العائلي وكذا الانسجام عكس السجن الذي كان نموذجا  مكانيا  للتعذيب والقهر وتغييب الحرية، ليحمل المسجد بلا سقف مدلولات المعاناة والفقر التي عاشها سكان الحي الشعبي.                                                                                             

مما سبق تجدر بنا الإشارة إلى أن أغلب الأمكنة التي عبرت عنها الكاتبة كانت حقيقية ولكنها مغلقة، وهو ما يحمل دلالات نفسية واجتماعية، ترتبط في أغلب الأحيان بالتضييق الاستعماري وغياب حرية التنقل في وطن محتل،  لكن وبالرغم من الطبيعة المغلقة للمكان(الفصل-المدرسة) إلا أنه انفتح على قضية وطن بتحوله من مكان لطلب العلم فقط إلى مخبئ للثوار عند الضرورة، وإلى وسيلة للنضال السياسي السري للكاتبة في سبيل الوطن.                                                                      

  فضلا على ذلك فالمكان  قد لعب دوره التاريخي والحضاري في رسم طريق نوراني في تعليم لغة كتاب الله في ظل وجود مستعمر حاول طمس ثقافته عبر سياسة الفرنسة، ومنع تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، فالمدرسة والمسجد كانا بمثابة دعامة ثقافية ودينية ساندت عمل جبهة وجيش التحرير من خلال الاحتفالات التي تقيمها؛ بغرض جمع التبرعات للجيش، ومن خلال الأناشيد الوطنية التي كانت تلقى فيها لتحرض الشعب(الأولياء) وتحثه على الالتفاف حول الثورة، ومن خلالها يتم  تنمية وعي المتعلمات بالوضع المعاش وبحقيقة الاستعمار، ومن جهة أخرى كانت المدرسة فرصة لتعلم البنات وسعيهن لتعليم من في البيت كالأولياء مثلا،  وكان المسجد منارة للقرآن ودروس جمعية العلماء المسلمين.             

  وبالرغم من قلة الأمكنة المفتوحة في هذا النص والتي توحي بالتضييق الممارس من قبل السلطات الفرنسية على المجتمع الجزائري إلا أن الكاتبة وظفت بعضها والمثال على ذلك: الشارع، المدينة والجبل الذي كان مكانا جوهريا لشرارة ثورة التحرير وكونه شاهدا على  شجاعة وتضحيات المجاهدين واستشهاد الكثير منهم.                                                                                           

2-أسلوب الاسترجاع والتذكر:

  يعد الاسترجاع تقنية زمنية  تميز النصوص السردية بالعودة إلى الماضي القريب أو البعيد وهو ثلاثة أنواع حسب الناقد البنيوي ‘جيرار جينيت’: استرجاع داخلي واسترجاع خارجي بتذكر أحداث مضت تتعلق بالحكاية وآخر مختلط، في الفصل الثاني الذي عنونته ‘زهور ونيسي’ (سقف المسجد) عندما كانت وزميلاتها مع المدير وعضو الجمعية المحلية يحضرون لإقامة احتفال يحضره الأولياء وخاصة الأغنياء كي يجمعوا التبرعات لإصلاح سقف مسجد المدرسة، برز أسلوب الاسترجاع السير ذاتي في قول الكاتبة “ورجعت بي الذاكرة أيام الطفولة… كانت المناسبة حفلا أيضا مكان المناسبة مسجدا أيضا، وزمانها قبل عشر سنوات، وقد أراد المعلمون والمعلمات والتلاميذ في المدرسة الحرة، أن يحتفلوا بمناسبة، وطنية معينة وأعدوا للحفل الأناشيد والأشعار والمسرحيات.. ولكن قوة كبيرة من الإدارة الاستعمارية منعت هؤلاء الناس من الاحتفال… وكان أن تحدوا القوة الإدارية، واستمروا في إقامة الحفل.. لكن سهريتهم جميعا انتهت في القسم، والشرطة الاستعمارية تحقق معهم وكنت معهم، لأني ألقيت نشيدا وطنيا”[16] لأنها ارتكبت جرما-حسب تفكير المستعمر- كونها ألقت نشيدا وطنيا له بعيد التأثير في نفوس المتلقين، حتى وهي بنت السابعة من عمرها ولم تكن تدرك معنى ما تحفظ ولا ما تقرأ، وهو ما ينم على السياسة التعسفية للاستعمار الفرنسي الذي لم يرحم صغيرا ولا كبيرا.                                                    

كما يحيلنا هذا التذكر على حقيقة فلسفية ووجودية –إن صح التعبير- ألا وهي حفظ الذاكرة لتجارب قاسية أكثر من الذكريات السعيدة، ‘فزهور ونيسي’ تذكرت حادثة مرت بها وهي صغيرة جدا، في سن كان لها حق اللعب والإقبال على الحياة، لكن التاريخ سجل حقائق الاستعمار في ذاكرة طفلة تحقق في قسم الشرطة الاستعمارية؛ لأنها غنت لوطنها مع أناس أرادوا إحياء مناسبة وطنية.

3- واقعية الأحداث والشخصيات والزمن:

  تشكل الأحداث عنصرا أساسيا من عناصر البناء الروائي وكذا السيرة الذاتية، وتختلف طبيعتها بين هذين الجنسين الأدبيين، ففي الرواية غالبا ما تتخذ نمطا تخييليا بأبعاده الجمالية، أما في السيرة الذاتية فيتحرى كاتبها نقل الأحداث الحقيقية بأسلوب صريح، وإن كان له الحق في نسبية  التخييل، حيث صرحت الكاتبة في البداية بأن ما تنقله أحداثا حقيقية وواقعية عايشتها، في الجانب السياسي والتعليمي، ففي نص ‘من يوميات مدرسة حرة’ نقلت لنا ‘زهور’ أحداثا شخصية وأخرى تاريخية ثورية، بدأتها بفصل (مدرسة رغم أنفك) تحدثت فيه عن نفسها وبينت عملها الجديد كمعلمة مستخلفة بدلا من أختها التي أخذت إجازة لأجل الولادة، وفي الفصل الثاني (سقف المسجد) تحدثت عن مساهمة المدرسة في إحياء الاحتفالات؛ بغرض جمع التبرعات لإصلاح مسجد المدرسة، بينما كان الفصل الثالث (أعراس الدم) مستهلا بالحديث عن مدير المدرسة الذي اعتقله الشرطة الاستعمارية ووصفت وضع الفصل والتلميذات وانتظارها هي وصديقتها عائشة تحقق الحدث المنتظر، ووصول الدفتر التابع لجيش التحرير بغرض جمع مبالغ للثورة بطريقة سرية من خلال الطفل ‘حمو’  وقيامهم بحملة نظافة للمؤسسة، ووصفت مضايقات الفرنسيين لها وما تنقله إذاعتهم عن تحقيقها للانتصارات وإنهاء الثورة إلى أن جاء تاريخ 20أوت1955 “فقد اندلعت النار.. قوية لاهبة لتأكل الأخضر واليابس في شرق البلاد… وفي شوارع سكيكدة، والسمندو  ووادي زناتي، بالخصوص.. وتورق أوراق الضحايا في كل مكان.. أذهلت الاستعمار،، ودخل بعد 20 أوت1955، إلى مرحلة اليقين، أنه أمام ثورة شعبية عارمة”[17]                                          

والفصل الرابع (مدرسة واحدة للتعليم هي المدرسة الحرة) حددت فترته بسنة1956 بعدما تم القبض على زوج أختها راحت تسرد لنا تفاصيلا عن اقتراب موعد عطلة الصيف وعن وضع الطالبات المأساوي بعدما قتل الاستعمار آبائهن واعتقل البعض الآخر منهم، و’زهور’ تفكر في تقييد هذه العطلة لحرية العمل الظاهرية وحرية الوطن المأمولة مع سرية نضالها ووجوب استمرارها فيه، ثم حكت عن رجوعهم للمدرسة وحدوث إضراب الطلبة الجزائريين، ورفضهم الدراسة باللغة الفرنسية واختيار المدارس الحرة لتعلم اللغة العربية، وكذا مقاومة الاستعمار الثقافي التعسفي الذي قابل الإضراب بالقمع والقتل، وصارت المدرسة مؤيدا علنيا للثورة وهو ما سيؤدي إلى غلقها لاحقا من قبل لاصاص، لكن ‘زهور’ وطالباتها يتحدين قرار الغلق ويدخلن من نافذة مكسورة ليتعلمن.                                                        

أما الفصل الخامس (عندما يذوب الأفراد في المجموعة) فكانت أحداثه في شتاء 1957 وقد وصفت فيه نشاطات صديقتها ‘صفية’ ونضالها دون خوف، وفي الفصل السادس (ونجح الإضراب) سردت ‘ونيسي’ وقائع وأحداث الإضراب العام للجزائريين سنة1957لمدة ثمانية أيام وهو ما أكد شعبية الثورة والتفاف كافة أطياف الشعب الجزائري حولها، وكنتيجة لذلك نجح الإضراب وتم تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، كما عنونت ‘زهور’ الفصل السابع (بالفجر العنيد) الذي جسد صورة ثورية نضالية للفدائيين وبين مساهمتهم في الثورة وكان “مصطفى’ نموذجا لهم في القضاء على الخونة، يليه الفصل الثامن و الأخير الموسوم (بزغردة الملايين) وقد ارتبط بمظاهرات ديسمبر 1960.                                      

مما سبق يمكن التأكيد على واقعية الأحداث التاريخية وتسلسلها تسلسلا منطقيا بالرغم مما تخللها من أسلوب استرجاعي ومن حكي ذاتي عن حياة الكاتبة، عائلتها، عملها ونظرتها للحياة في ظل هذا الوضع واستشرافها للأمل رغم قساوة الواقع.                                                                   

أما عن شخصيات هذه الرواية السير-ذاتية فمن واقع الكاتبة، بداية بها هي  الشخصية المحورية للراوية  واليوميات، حيث سردت لنا تجربتها كمدرسة في أحد مدارس جمعية العلماء المسلمين، وبينت رفضها لهذا العمل في الفصل الأول لكن سرعان ما تحول موقفها من التعليم وحل الأمل محل التردد والسعادة مكان الخوف، وصارت مصدرا للعلم بالنسبة للطالبات ونموذجا للمرأة المناضلة بسرية  للثورة.           

 ومن شخصيات هذا النص عائلتها: أختها، والدها، والدتها، زوج أختها، وأبناء أختها، وكذا  زميلاتها في المدرسة وطالباتها، ونسوة تراهم في طريق عودتها للبيت، وشخصيات ممن التقت بهم في الحي الشعبي وفي المدرسة: المفتش، المدير، ممثل الجمعية المحلية، الأولياء، الطفل ‘حمو’، جنود الاستعمار الفرنسي.

حيث كان لكل شخصية في هذه السيرة دورها في خدمة الوطن، فالمدير ساهم في جمع التبرعات مع المعلمة وزميلاتها في حفل بالمدرسة وقد انتهى به الأمر  بالسجن، والمفتش الذي كان له تأثير كبير وإيجابي  بكلماته للمعلمة التي أبدت له رغبتها في إنهاء دراستها بدل التعليم، مؤكدا لها قدراتها في هذا المجال وحثها على وجوب المحافظة على اللغة العربية  والقيم الوطنية-رغم حضوره الضئيل جدا في السرد- وصديقتها ‘عائشة’ كانت شريكتها في أغلب تفاصيل هذه اليوميات وأحداثها، وكذلك ‘صفية’ التي عرفت بروحها النضالية بالإضافة إلى شخصيات نسوية أخرى كأختها، باية، فاطمة، لويزة و عمتها التي شكلت صورة للمرأة الجزائرية النمطية في تفكيرها، حيث كانت شديدة القسوة في تعاملها مع والدة ‘زهور’ التي أنجبت بناتا فقط، وكانت تسعى في إقناع أخيها بالزواج من أخرى تنجب له الولد.                  

وقد استحضرت الكاتبة  شخصيات تاريخية ‘كالشيخ العربي التبسي’ ‘عبد الحميد بن  باديس’، وقد صرحت ‘زهور ونيسي’ بأن “الأشخاص الذين تواجدوا في هذه الأرضية التاريخية في غصون الحدث ذاته بصفتهم حقيقة وواقعا، وليس خيالا أو أسطورة”[18] فتصف زميلتها في العمل وصديقتها مثلا   ويمكن القول أخيرا أن هذه اليوميات مكنت من كشف الوجه المشرق للمرأة الجزائرية التي كافحت ودافعت عن ذاتها وعن وطنها بالعمل وبالقلم.                                                                          

خاتمة:

 انطلاقا مما سبق تم التوصل للنتائج الموالية:

– ‘من يوميات مدرسة حرة’ عبارة عن سيرة ذاتية جمعت بين السرد التاريخي لحقائق وأحداث تحضيرية لثورة التحرير الوطني، في علاقته بجانب سيري لشخصية  ‘زهور ونيسي’ التي عايشت هذا الحدث وشهدت  وقائعه كمدرسة ومناضلة من خلال سردها للأحداث عبر ضمير الأنا.                       

-تصريح ‘زهور ونيسي’ في بداية هذا العمل الأدبي في ما أطلقت عليه لزوميات بينت فيها طبيعة هذا النص وخصائصه الفنية ينم عن ذوقها النقدي وحسها الإبداعي الناضج في تلك الفترة، وعلى الطابع السير-ذاتي للنص، حيث  تحدت فيها النظرة الذكورية والضيقة للنقد والتي همشت أدب الأنثى من جهة ومن جهة أخرى تبنيها للتجريب عبر تداخل فن السيرة الذاتية والرواية؛ لتثبت أن المرأة قادرة على الإبداع.

-كما أوصلت لنا صوت الثورة عبر النضال النسوي ورسمت لنا مشاهد للمرأة الجزائرية وهي تقاوم بطش المستعمر وتعسف قرارات ومضايقات الإدارة الاستعمارية من خلال نماذج نسوية عديدة بدءا بها هي، وصديقاتها.                                                                                           

– تسلسل الأحداث التاريخية خاصة  وواقعية الشخصيات والشهادات الحية التي قصتها الكاتبة توحي بالطابع السير ذاتي لهذا النص الذي بني على أسلوب سردي صريح في أغلب الأحيان وعلى استحضار الأساليب الجمالية التعبيرية في بعض جزئياته وهو ما يحيل على القدرات اللغوية والفنية للكاتبة التي برزت في الخطاب السردي النسوي الجزائري في الرواية والقصة وفي اليوميات أيضا.                    

-لعب المكان بطابعه الواقعي والحقيقي أدورا عديدة على مستوى السرد والأحداث منها ما يرتبط  بأهم حدث في هذه الرواية السير ذاتية ‘الثورة’، ومنها ما يرتبط بأبعاد دينية وحضارية ساهمت في الحفاظ على هوية المجتمع الجزائري.                                                                      

قائمة المصادر والمراجع:

1- زهور ونيسي: من يوميات مدرسة حرة، تقديم وتقييم أحمد طالب إبراهيمي، موفم للنشر،2007.

2- ديكرو أوزوالد ، جان ماري سشافير: القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان، ترجمة منذر عياشي، المركز الثقافي العربي،ط2، الدار البيضاء-المغرب،2007.

3- زيتوني  لطيف: معجم مصطلحات نقد الرواية، عربي انجليزي، فرنسي، مكتبة لبنان ناشرون، دار النهار،ط2002،1.

4- يقطين سعيد: الكلام والخبر، مقدمة للسرد العربي، المركز الثقافي العربي،ط1، الدار البيضاء-المغرب1997.

5- لوجون فيليب: السيرة الذاتية: الميثاق والتاريخ، ترجمة عمر حلي، المركز الثقافي العربي العربي،ط1994،1.

6- العيد يمنى: السيرة الروائية والوظيفة المزدوجة، دراسة في ثلاثية حنا مينا، مجلة فصول، مجلد15،عدد1994،4.

7- عبد الفتاح تهاني: السيرة الذاتية في الأدب العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ط1، بيروت، 2002.

8-شهري محمد: الخطاب السير-ذاتي في الرواية الجزائرية المعاصرة، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، في تخصص أدب معاصر،2017-2018،جامعة مستغانم.

                    List of sources and Reference:

 1- Zhor Ounissi: min yawmiate modarrisa horra, takdime  Ahmed Talib Ibrahimi, Mofem lenashre, 2007.

 2- Decro Oswald, Jean-Marie Schaffir: el kamousse el mawsoie el jadid lioloum ellissan, tarjamate  Munther Ayachi, el markaze el thakafy  elaraby, t2, eddar el baydha- elmaghreb, 2007.

 3- Zaytouni Latif: moadjam  mosstalahate nakd erriwaya, Araby, Englizy, Ferency, maktabat  Lebnan nashiroune, dar ennahar, t1 ,2002.

 4- Yaqteen Saeed: el kaleme w el khabare, mokaddima lissarde elaraby, el markaz el thakafy  elaaraby, t1, eddar el baydha- elmaghreb, 1997.

 5- Lejeune Philippe: essira edhatia: el mithak wattarikhe, tardjamate Omar Helli, el markaz el thakafy  elaraby, t1, 1994.

6- El-Eid Youmna: essira erriwaiya welwadhifa elmozdawaja, dirassa fi tholathiate  Hanna Mina,  majallate Fosoul, mojallade 15, adad 4, 1994.

7- Abdel-Fattah Tahani: essira  edhatiya filadab elaaraby, el moassassa el aarabiya liddirassate wnnashre , t1, Beirut, 2002.

8- Shahri Mohamed: el khitabe essirdhati fi riwaya el jazairiya elmoaassira, ottroha mokaddama linaile  shahadate eddoktora fi takhassosse adabe moaassere,2017-2018, jamiaate Mostaganem.

  الهوامش:


[1] – فيليب لوجون: السّيرة الذّاتيّة: الميثاق والتّاريخ، ترجمة عمر حلي، المركز الثّقافي العربي، ط1994،1،ص22

[2]–  طيف زيتوني: معجم مصطلحات نقد الرّواية، عربي انجليزي، فرنسي، مكتبة لبنان ناشرون، دار النّهار، ط1، 2002، ص111.

[3] – يمنى العيد: السّيرة الروائيّة والوظيفة المزدوجة، دراسة في ثلاثيّة حنا مينا، مجلّة فصول،مجلّد15،عدد1997،4،ص13

[4] – فيليب لوجون: السّيرة الذّاتيّة: الميثاق والتاريخ، ص58.

[5] – تهاني عبد الفتّاح: السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربي، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، ط1، بيروت، 2002، ص13.

[6] – المرجع نفسه، ص16.

[7] – سعيد يقطين: الكلام والخبر، مقدّمة للسّرد العربي، المركز الثّقافي العربي،ط1، الدار البيضاء- المغرب،1997،ص197.

[8] – أوزوالد ديكرو، جان ماري سشافير: القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللّسان، ترجمة منذر عياشي، المركز الثّقافي العربي، ط2، الدار البيضاء- المغرب،2007، ص562..            

[9]–  محمد شهري: الخطاب السير-ذاتي في الرواية الجزائريّة المعاصرة، ص57.

[10] – تهاني عبد الفتّاح: السيرة الذّاتيّة في الأدب العربي، ص22.

[11] – زهور ونيسي: من يوميات مدرّسة حرّة، تقديم وتقييم أحمد طالب إبراهيمي، موفم للنّشر،2007،ص8.

[12] – الرواية، ص8.

[13] – الرواية، ص18.

[14] – الرواية، ص18

[15] – الرواية، ص42

[16] – الرّواية، ص52.

[17] – الرواية، ص 73.

[18] – الرواية: كلمة لابد منها، ص.25