بشر مالمي ساعي وناصر عثمان
الملخص
تعدّ الخيال من أبرز مقومات النص الأدبي قديما وحديثا، يثير انفعالات الشاعر ووجدانه كما يثير في المتلقِّي إحساسا يجعله متفاعلا مع النص، إذ الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من تصوير المعاني وتجسيدها للقارئ في شكل جذاب رائع ملتفت للأنظار. والشاعر الوزير سمبو ولي جنيد كغيره من الشعراء المجيدين، أنتج وأجاد، والدُّفقات الشعورية التي بثها في غزلياته ما هي إلا نغمات وصور تنتظم مع نبضات قلب المتلقي الذي وقع تحت تأثير تجربة الشاعر.
سيتجلى خلال البحث أنّ الشاعر وظف الخيال على أنواع منها: تخيل المحسوسات في صور المحسوسات، وتخيل المعنويات في صور المحسوسات، وغيرها من أنواع الخيال عند النقاد.
“Imagination by The Waziri Sambo Wali Junaid: An Analytical Literary Study on his Lamiyah in Ghazal.”
Abstract
Imagination is one of the most prominent components of the literary text, in old and modern days. It evokes the poet’s emotions and sentiments as well as arouses in the recipient a feeling that makes him interact with the text. Poetry is an industry, a type of fabric, and a genre of depicting meanings and embodying them for the reader in an attractive, wonderful, and eye-catching form. The poet, Waziri Sambo Wali Junaid, like other glorified poets, produced and excelled, and the emotional bursts that he broadcasted in his Ghazals are nothing but tunes and images that adjust with the heartbeat of the recipient who felt under the influence of the poet’s experience.
It will be evident during the research that the poet employed imagination on different types, including: imagining the sensible objects in the images of the sensible objects, imagining the morale in the images of the sensible objects and other types of imagination for critics.
Keywords; Poet, Waziri Sambo Wali, Ghazal, Image, Imagination, Nigerian Arabic Literature.
نبذة يسيرة عن حياة الشاعر
هو سمبو ولي الأستاذ الدكتور الوزير بن الدكتور الوزير جنيد بن الوزير محمد البخاري بن أحمد بن الوزير عثمان الملقب بغِطَاطُ[1] بن أبي بكر الملقب بسمبو ليما بن عمر بن أحمد من قبيلة توردبي الفلاتية التي هاجرت من تنبكتو إلى فوت تورو من بلاد السنغال لوقت قديم ثم هاجروا منها إلى قُونِّ[2] من بلاد هوس في أواخر القرن الثامن الهجري فانتشروا في بلاد هوس.[3] ويتصل نسبه بموسى جَكُلُّ من رؤساء قبيلة توردب الفلاتية وبه يجتمع نسبه بشيخ عثمان بن فودي من جهة الأبوّة، وأما من جهّة الأمومة، فإن محمد البخاري بن الشيخ عثمان بن فودي أيضا، إذ كان محمد البخاري هو الوالد لعائشة التي تزوّجت بأحمد فولدت الوزير محمد البخاري والد الوزير جنيد،[4] فيبدو في هذا أن الأستاذ سمبو ولي جنيد يجتمع مع الشيخ المجدد عثمان بن فودي من جهتين، الأبوّة، والأمومة. وأما والدة سمبو جنيد فاسمها حواء بنت محمد.
ولد محمد سمبو ولي بحارة غطاطاوا في مدينة صكتو، في عام 1947م، وهذا قبل تولية والده منصب الوزارة[5] لدولة الخلافة الصكتية بأشهر، وتمت التولية سنة 1948م.[6]
نشأ سمبو ولي جنيد في حجر والديه بين أسرته في بيت الوزارة وهو بيت علم وثقافة وسيادة، وتربى على يد والده خير تربية، ولما ترعرع وشب ألحقه بمدرسة المعلم إبراهيم بن محمد بشر غطاطاوا، وعنده ختم القرآن الكريم، ثم شرع يتعلم مبادئ العلوم الدينية على يده، ثم تحول إلى والده الوزير جنيد، وقرأ لديه بعض الكتب الأدبية واللغوية منها مختارات الشعر الجاهلي، ومقامات الحريري وغيرها.
وتعلم بعض الكتب النحوية الأساسية عند زميله الأستاذ الأديب عبد الله جاتو غطاطاوا[7].
وما زال ينتقل من أستاذ إلى آخر حتى استقر لدى الشيخ عثمان نليمن الذي درس عنده كتبا في النحو كالفريدة للإمام السيوطي والفية ابن مالك غيرها، والشيخ مالم مالمي غطاطاوا الذي تلقى منه العشرينيّات لألفا زازي في المديح وغيرها من كتب اللغة.[8]
وبعد بلوغه عشر سنوات من عمره التحق بالمدارس الحديثة إلى أن حصل على درجة الأستاذية.
أخلاقه وصفاته:
الأستاذ محمد سمبو ذو أوصاف بهية شاملة، لكونه بشوشا، تحيطه هالة العلم والنسب، معتدل الخلق، متوسط القامة، ناضر الوجه، عذب الصوت، وكان حسن الزي معنيًّا بثيابه وشكله عناية ظاهرة.
وقد وصفه أخوه وزميله الإمام محمد بلو ليم بأنه “رجل سليم الصدر، مبتعد عن المذلات، وسديد الرأي، وفطن ذكي، ونشيط، شغوف بالعلم ومشوق للغة العربية وآدابها، منذ ريعان شبابه وكان متمسكا بالدين في جميع الأحوال”،[9] يقول عنه سلطان العلماء الإمام يحيى محمد بوي: “إنه صبور حليم، وصدوق في القول والفعل، صوّام قوّام، ومجدّ في العمل مواظبا عليه…وقد صاحبته أكثر من عشرين سنة ولم أر ولم أسمع منه سوءا”.[10]
إنتاجاته العلمية والأدبية:
كان الأستاذ الدكتور الوزير سمبو ولي جنيد شاعرا وباحثا وكاتبا أديبا، وقد جاد على المكتبة العربية والإسلامية بإنتاجات غزيرة وإسهامات سخية متنوعة نثرا وشعرا في لغات مختلفة. وله ديوان شعر جمعه الدكتور أويس إبراهيم. وكتب مقالات علمية عدة دولية ووطنية في مختلف المجالات.
وقد رزق الله الشاعر الأستاذ الدكتور محمد سمبو جنيد بالزواج منذ سنة 1970م، ورزق بأولاد؛ ذكوراً وإناثاً من بينهم من حصل على درجة الأستاذ الدكتور حاليا.
ولم يزل الشاعر على قيد الحياة. وهو الوزير العام للدولة العثمانية حاليا.
مفهوم الخيال وأنواعه
الخيال في اللغة من مادة “خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة إذا ظَنَّه”([11]) وأصله: “ما يتخيّله الإنسان في منامه لأنّه يتشبّه ويتلوّن”([12]) ومنه قوله تعالى”قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى”([13]) أي: يخيل للناظر- من شدة سحرهم- أن هذه الحبال والعصى حيات تسعى على بطونها باختيارها، مع أنّها حيلة،([14]) والخَيال “خَشَبة عليها ثياب سود تُنْصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً”([15]) ومن ذلك “الشخص والطَّيْف”([16]) وتطلق اللفظة ويراد بها “صورة تمثال شيء في المرآة”.([17]) و”الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل”([18]) ومنه “السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه”.([19])
والخيال عند النقاد هو “الصور التي يختلقها العقل ويؤلفها من إحساسات سابقة”([20]) وهو “قوة تتصرف في المعاني لتنتج منها صورا بديعية”([21]) وهذه القوة” إنّما تصوغ الصور من عناصر كانت النفس قد تلقتها من طريق الحس أو الوجدان”([22])
وجملة القول في الخيال أنه تشبه وتصور مع شيء من التحرك والتلوّن، وهو صور من المعاني تُجسد أمام القارئ كي تثير مشاعره وأحاسيسه.
أنواع الخيال عند النقاد
قسم النقاد الخيال الأدبي إلى تسعة أنواع لأغراض فنية رائعة، وهي على النحو التالي:
القسم الأول: تخيل المحسوس في صورة المحسوس:
ومن ذلك قول البارودي:
وقد ماجتِ الأغصان بين يدِ الصَّبَا * كما رفرفتْ طيرٌ بأجنحة خُضر
كأن الندى فوق الشقيق مَدامع * تجول بخدٍ أو جمان على تبر([23])
فخيال البارودي يتمثل أغصان الأشجار التي يؤرجها نسيم الصبا في صورة طيور مرفرفة بأجنحة خضر، كما يرى قطرات الندى فوق ورد الشقيق الأحمر في صورة دموع تنحدر على خد، أو صورة حبّات الفضة على فتات الذهب الخالص.
القسم الثاني: تخيل المعنوي في صورة المحسوس:
ومن أمثلة ذلك قول الشاعر عبد المهدي:
مررتُ على المروءة وهيَ تبكي * فقلتُ: علام تنتجبُ الفتاةُ؟
فقالت: كيف لا أبكي وأهلي * جميعا دون خلق الله ماتوا؟
فقد تخيل الشاعر “المروءة” وهي أمر عقلي معنوي في زي فتاة تبكي فأسند إليها البكاء وأجرى بينه وبينها هذا الحوار.
ومنه قول المتنبي:
وما الموت إلا سارق دق شخصه * يصول بلا كف ويسعى بلا رجل([24])
فالمتنبي يتخيل الموت وهو أمر معنوي في صورة سارق دق شخصه يصول دون كف يظهرها، ويسعى دون رجل ينقلها، فلا يدري كيف يأتي، وكيف يعصف بالأرواح ويسرقها من الأجساد!
القسم الثالث: تخيل المعنوي في صورة المعنوي:
وذلك كقول الإمام الشافعي حيث يتخيل فيه المذلة في معني الكفر:
أَمْطَرِي لُؤْلُؤًا جِبَالُ سَرَنْدِيــ * ــبَ وفِيضِي جِبَالَ تَكْرورَ تِبرا
أنا إن عشت لست أعدم قوتاً * وإذا مت لست أعدم قبراً
منزلي منزل الكرام ونفسي * نفــــــــس حرٍّ ترى المذلةَ كفرا([25])
إن الإيمان الحقيقي يثمر ثمرات طيبة في النفس البشرية، والحُرّ العزيز يعرف أن العيش مضمون، والرزق مقسوم، والقناعة كنـز لا يفنى، فلماذا يخاف الناس؟ علام يحزن؟ هذه قوة نفسية هائلة إذا عاش الإنسان على هذه النفسية الراضية القانعة العزيزة فلن يذلّ لمخلوق ولن يحني رأسه لأحد إلا لربه الذي خلقه فسواه.
الشاهد في البيت قوله: ” ترى المذلة كفرا”، وقد رسم الشاعر فيه صورة معنوية محركة في صورة معنوية أخرى ليشخصها للقارئ في لوحة فنية رائعة، حيث تخيل “المذلة” وهي قوة معنوية بعيدة عن ذهن القارئ، فأراد الشاعر أن يقرب هذا المعنى للأذهان، ليشارك القارئ في أحاسيسه، بحث عن شيء يشبه المذلة ولم يجد إلا الكفر فعقد المماثلة بينهما.
القسم الرابع: تكثير القليل:
وذلك كقول المتنبي في وصف جيش الدمشق:
خميسٌ بشرق الأرض والغرب زحفُه * وفي أذن الجوزاء منه زمازم([26])
فجيش الدمشتق مهما كثر عدده لا يمكن أن يزحم الأرض ويملؤها من شرقها إلى غربها، كما أن الأصوات المنبعثة من تحركات هذا الجيش مهما علت واشتدت لا تستطيع أن تبلغ عنان السماء. ولكن خيال الشاعر الذي يبغي الإشادة بسيف الدولة يعرض أمام الأعين جيش عدوه هكذا قويًّا للإيحاء بأن سيف الدولة الذي هزمه لا بد أنه أقوى منه.
وقول عمرو بن كلثوم مفتخرا:
ملأنا البرَّ حتى ضاق عنا * وظهر البحر نملؤه سفينا([27])
الذي صنعه خيال الشاعر عمرو بن كلثوم في هذا البيت أنه تجاوز في الإخبار بكثرة قبيلته وسفنها حدَّ الحقيقة، وأن نشوة الفخر والاعتزاز دفعته إلى تخيل أن البر قد ضاق عنهم، وأن البحر قد ازدحم بسفنهم.
القسم الخامس: تكبير الصغير:
وذلك كقول بشر بن خازم يصف وقعته مع الأسد حين صرعه بضربة من سيفه:
فخر مُضَرَّجًا بدمٍ كأني * هدمتُ به بناء مُشْمَخِرًّا([28])
فقد تخيل الشاعر عندما هوى الأسد إلى الأرض أن بناء شامخا قد انهار وتهدم. فالخيال هو الذي يبلغ بجثة الأسد إلى أن جعلها في العظم بمقدار بناء شامخ ارتفعت شرفاته حتى اتخذت من السحب أطواقا.
ومثله قول بشر بن ربيعة الخشعمي في وصف معركة القادسية:
عَشِيّةَ وَدَّ القومُ لو أن بعضَهم * يُعار جناحَي طائر فيطيرُ
إذا ما فرغنا من قراع كتيبةٍ * دلفنا لأخرى كالجبال تسير([29])
فالكتيبة التي يتراوح عددها من مائة إلى ألف من الرجال قد بلغ بها خيال الشاعر من جهة الضخامة والعظم مبلغ الجبال. فالخيال إذ يكبر الصغير على هذا النحو إنما ينبغي أن يرتب على ذلك أمورا تعلي من شأن الصغير، كإسناد الشجاعة إليه كما في هذين المثالين، حيث يُرى في الأول منهما فارسا يصرع أسدا بلغ من العظم بمقدار بناء شامخ، وحيث يرى في الثاني جماعة تقارع كتيبة كالجبال ضخامة ثم تنتصر عليها.
القسم السادس: تصغير الكبير:
ومن أمثلة ذلك قول الأعشي:
فلو أنّ ما أبقيتِ مني معلَّقا * بعود ثُمام ما تأوَّد عودُها([30])
فالأعشي في عتابه لصاحبته يريد أن ينهي إليها بأنه لم يظفر من حبها إلا بالمرض والسَّقم، ولكن سرعان ما يتدخل خياله في هذا الموقف فيرينا الشاعر من شدة ما ناله من الحب نحيف الجسم هزيلا إلى الحد الذي لو تعلق بعود من نبات الثمام الرخو الضعيف ما تأود واهتز لشدة ضآلته وخفته!
وقول المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجل * لولا مخاطبتي إياك لم ترني([31])
والخيال في بيت المتنبي أخذ يستصغر الجسم حتى ادعى أن مخاطبته للناس هي التي تهديهم إلى مكانه فيبصرونه، ولولا مخاطبته لبقي محجوبا عن أعين الناس وإن وقف قبالتهم!.
ومنه كذلك قول البارودي:
انظر إلي تجد خيالا باليا * تحت الثياب يكاد أن لا يُنْعَتَا([32])
كذلك الخيال في بيت البارودي هو الذي يجعلنا لا نرى أمامنا رجلا، بل خيال رجل أو شبه رجل بالٍ إلى الحد الذي يصعب معه نعته أو وصفه!
فالخيال إذ يتدخل في مثل هذه المواقف ويعمد إلى تصغير الكبير، إنما ينبغي من وراء ذلك أن يثير فينا بعض العواطف، كعاطفة الشفقة والرثاء، لحال الكبير الذي ردته أحداث الدهر صغيرا.
القسم السابع: تخيل الموجود بمنزلة المعدوم:
ومثاله قول المتنبي:
ومطالب فيها الهلاك أتيتها * ثبت الجنان كأنني لم آتها([33])
وصف نفسه بالإقدام على مواقع الردى واقتحام الأخطار بجنان ثابت وعزم لا يتزلزل حتى تخيل لقلة المبالاة بها وعدم الفزع لملتقاها أنه لم يكن قد خاض غمارها، ورآها كيف تنشب أظفارها. وإنما نشأ هذا الخيال من جهة أن الخطوب المدلهمة لا يسلم من روعتها والدهشة لوقعتها في مجرى العادة إلا من حاد عن ساحتها، وجذب عنانه عن السير في ناحيتها.
القسم الثامن: تخيل المعدوم بمنزلة الموجود:
ومن الخيال ما يُتصور أشياء معدومة لا يمكن أن تقعَ في حيز الوجود إطلاقا، كأن يُتصور رجلا في اتجاهين متضادين في آن واحد.
وذلك كقول امرئ القيس يمدح فرسه قائلا:
مكر مفر مقبل مدبر معا * كجلمود صخر حطه السيل من عل
وصف الشاعر فرسه وقت القتال، بأنه “مكر مفر” يعني مهاجم وهارب، و “مقبل مدبر” يعني متقدم ومتقهقر، يمشي للأمام والخلف، في نفس الوقت، وهو بحركته واندفاعه كصخرة ضخمة تتدحرج أوقعها السيل من أعلى الجبل.
وهذا الذي ذكر الشاعر مستحيل وقوعه. [34]
القسم التاسع: الحوار والقصص:
ومن فنون الخيال عقد محاورة أو إنشاء قصة تهدف إلى مَغزى أدبي أو سياسي أو أخلاقي. وقد كان الأدباء وما زالوا يستعينون بالخيال في إجراء حوار بين اثنين أو أكثر، أو في خلق شخصيات قصصية لا وجود لها في عالم الواقع.
ويدخل في هذا الضرب كثير من أشعار الغزل التي يخترع فيها الشاعر محاورات بينه وبين صاحبته، أو يصف فيها طيف الخيال أو ما أشبه ذلك. ومن أمثلة المحاورات التي قام فيها الخيال بدور فعال قول الدكتور الوزير جنيد – رحمة الله عليه – حيث استخدم وسائل متعددة من تجريد بعض الطيور والحرباء وتشخيصها وعقد الحوار بينه وبينها ينبه من خلاله أبناء مجتمعه ووطنه خطر الميل إلى هؤلاء المستدمرين المفسدين، لأنّ من أهدافهم استغراق جميع أفراد المجتمع في الفواحش ويستجيب كل واحد هواه فيوبق نفسه!
وتلمس هذا المعنى من قول الدكتور الوزير جنيد رحمة الله عليه :
أقوت فلست ترى بها أحدا سوى الــــ ـ* حـرباء لائذة على أعــــــــــــــواد
قــــامت تخاطبني فعز كلامها * فلكَمْ سكـــــــــــوت معــــلن بمراد
إلى أن قال:
لما سكت دنت إلي حمامة * مغبرة تبدو كلون رماد
فسألتها أين الذين عهدتهم؟ * قالت لقد بلغوا على الميعاد
قلت اخبريني من تخلف بعدهم؟* قالت تخلف دولة الأكراد
ما لي أرى دول الكرام وضيعة * قالت علتها دولة الأوغاد[35]
أحسن الشاعر في هذه الصنعة حيث اختار للمعنى المعبر الجمل الفعلية التي تفيد التجدد والاستمرار فخيل للقارئ أنه أمام مشهد سنمائي يشاهد الحرباء وهي واجمة تريد أن تعبر عما يعتلج في ضميرها ولم تقدر، كما لم تستطع أن تشكو المصائب عليها تجد من يساعدها لدرء العويصات فاشدت الكربة وعظمت الكآبة.
وعندما أراد الشاعر أن يثير أفكارا تجاه مشاعره وأحاسيسه نحو تغيير الأحوال بعد سيطرة المستدمرين – باسم الاستعمار المزعوم -استخدم الرمز، وأومأ إلى تلك الأحاسيس بلسان حمامة فجعلها تنطق وتفكر وتدبر، وخلق لها صفات الإنسان.[36]
دراسة تحليلية للخيال في لامية الشاعر الغزلية
وهدف الباحث في هذا السدد دراسة لامية الشاعر الغزلية، التي صاغها على بحر الكامل بعنوان: “إني سهرت”، يتعشق بها إلى فتاة نكرة لا تتعرف! وكلما دنا إليها تبتعد منه! ويحبها حبا يفوق الوصف، فوصفها بأوصاف بهية شيقة، ذاكرا غاية اشتياقه إليها.
صاغ الشاعر المعاني في القصيدة صياغة رائعة وصورها في لوحة فنية جذابة كي يخيل للقارئ أنه أمام منظر سنيمائي يشاهد ما يعبر عنه الشاعر أو يجسده من المعاني الخلابة خلال المجازات اللطيفة، بأسلوب يشد انتباه النفس ويثير كوامن الشعور، كما سيتضح ذلك – إن شاء الله – من التحليلات الآتية:
تخيل المحسوس في صورة المحسوس:
يقول الشاعر الوزير سمبو ولي جنيد في مغامرة معشوقته:
وَلأ عْرِفَن مِنْكِ الشَّذَا وَالظِّلُّ قَدْ * تَمْضِينَ بِي مِثْلُ النَّسِيمِ الزَّائِلِ
يضفي الريح الطيِّب الذي يفوح من المعشوقة جوا في نفسية الشاعر يشمه منها كلما مرت به، وكان هذا الريح مقترنا بالظلّ الهادئ ليعطي ألوانا طيبة تشوِّق قلبه في اللقاء بالمحبوبة! ثم يزيل عنه ويمضي مثل النسيم الزائل!
رسم الشاعر الجمال الفني للطبيعة، حيث وصف مرور محبوبته وصفا رائعا، وبيّن في الصورة الحالةَ الملائمة للمحبة، إنها رائحة طيبة تفوح من معشوقة الشاعر المثالية في ألوان تجذب بها قلب المحب الحائم والعاشق المتحير! وكأن الشاعر مع المحبوبة في حديقة حُفت بأنواع من الأشجار والزهور المصاحبة بالرائحة الطيبة في ظلال دائم تجري فيها عيون صافية، “مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا”[37]، يا تُرى! كيف يتخيل القارئ هذه الظروف الناعمة؟! ولَيْت الشاعر يظل في هذا الجو الرائع يشم فيه رائحة طيبة من المعشوقة، لكنه ريح الشذا يمضي مع المحبوبة كما يمر النسيم الزائل في الهواء!
أبدع الشاعر في رسم المشهد حيث أخذ معنى من البيئة ليصف للقارئ حاله مع معشوقته وصفا دقيقا، فصور تقلب الجو وتلون الطقس تلوّن الحرباء، ويتمثل هذا في قوله: ” قَدْ تَمْضِينَ بِي مِثْلُ النَّسِيمِ الزَّائِلِ”.
فالشاعر بين حالته مع معشوقته وصور تغير الجو الذي تمر فيه المحبوبة ثم تمضي وتتركه في جوّ قارس جاف، فكلما دنا إليها تبعد عنه، مما جعله في آلام شديدة فشكل عليه جوا قاسيا.
أجاد الشاعر الصنعةَ، حيث رسم المشهد في صورة خيالية جذابة مما يساعد القارئ في إدراك قساوة حاله كلما بعدت عنه المحبوبة. ثم استعمال الشاعر لفظ “قد” في قوله: “قَدْ تَمْضِينَ بِي مِثْلُ النَّسِيمِ الزَّائِلِ” زاد للجو قسوة بالنسبة له، ذلك لأنّ زوال هذه الرائحة الطيبة ومضوّ المعشوقة يجعله في الويل من شدة الشوق والصبابة. ويتمثل حال الشاعر في قول مجنون ليلى حين كان يدنو منها وتبعد منه، وفي ذلك يقول:
وأصبحت من ليلى الغداة كقابض * على الماء خانته فروج الأصابع[38]
فكلما دنا مجنون ليلى إلى معشوقته ليلى تبعد عنه، وكذلك كلما أوشك أن يظفر بها أفلتت منه تفلت البعير في الصحراء، فصار كالقابض على الماء ليمسك عليه ويظفر به فيسيل ويخرج من بين أصابعه!
هذا الوصف الرائع للمشهد يجعل القارئ يصور في ذهنه حال الشاعر ولعل ذلك يجعله يرثي على حاله.
ومن أدق التصوير لدى الشاعر قوله:
وقضيت ليلي أرتجي الإرواء في ** تقبيل ثغرك بغية المتبتّل
ورأيتني كالطفل يبغي ثدي من ** تغذيه صافا سائلاً بالأنملِ
يصف الشاعر للقارئ كيف قضى ليلة في شدة اللوعة والحيرة من الصبابة، مبينا بذلك مغامرته وغاية شوقه ومدى تعلقه وهيامه بالمحبوبة، فهو يتألم ويتحرق شوقا وصبابة راجيا تقبيل ثغر محبوبته لعله يروِي من ظمإ حبه ويتخفف أَلَم الحرارة التي تتأجج وتتحرق في قلبه شوقا، فصار من حيرته كالطفل الذي يريد المصّ من ثديٍ يتغذى به.
أجاد الشاعر في تصوير حاله مع معشوقته للقارئ في صورة جذابة رائعة، فصاغ للمعنى مماثلة تامة يوضح بها غاية عشقه مع محبوبته، حيث شبه حاله في تعلقها وصبابتها وهيامها بالمحبوبة كالطفل الرضيع مع المرضعة في وقت الجوع! يا تُرى كيف يكون الوضع؟ وتظهر حلاوة النظم من استخدام الشاعر صيغة مضارعية “يبغي” التي توحي بدلالتها إلى تجدد واستمرار الشاعر على هذه الحالة وملازمته وإلحاحه عليها لعله يوفق في الحصول على البغية.
ثم إنّ الشاعر أردف الصورة بما يلائم وضعه من الحيرة في العشق، يحس ذلك القارئ حين يشبه الشاعر حاله بحال الطفل المرضع الذي لا يقدر على الإفصاح عن مشاعره مع المرضعة إلا رمزا، وهو في أمس الحاجة بالإرضاع، فاتخذ الإشارة باليدين طريقةً في إيصال الرسالة إلى المرضعة!
انتقل الشاعر بالقارئ إلى مشهد آخر ليصور له مدى دهشه بمفاتن معشوقته وتسليمه لها قائلا:
وَتَشِيرُ أَصْبُعُكِ اللَّطِيفَةُ جَانِبًا * لِأَمِيلَ نَحْوكِ مُسْرِعًا كَالدَّاهِلِ
يدهش الشّاعر كلما شاهد شيئا من أعضاء معشوقته اللطيفة، مترقبا حركاتها في كل لحظة، كما يتمنى منها القبول الباهر والوصول إليها لعل ذلك يخفف من آلامه وجروح قلبه المنكسر من نار العشق الملتهب في أعماق قلب الشاعر.
وتتضح الحلاوة في الصنعة عندما مثّل الشاعر نفسه بالداهل في قوله: “لِأَمِيلَ نَحْوكِ مُسْرِعًا كَالدَّاهِلِ” والداهل هو المتحير، شبه الشاعر نفسه به ليبين للقارئ حقيقة الحالة التي كان فيها من أجل المحبة، فصار حائما لا يدري أين يتوجه لشدة شوقه وغاية صبابته في اللقاء بمعشوقته وشدة ترقبه في استجابتها ورضاها له فيكون كالحائم في السرعة إلى المحبوبة شوقا وصبابة.
ومن الإجادة في تصوير الشاعر وضعه مع معشوقته قوله:
ضَمِّي إِلَى شَفَتَيَّ فَاهًا طَيِّبًا * وَالرِّيقُ مِنْهُ كَرِيقِ نَحْلٍ سَائِلٍ[39]
يتخيل الشاعر أنه استطاع أن يهدم صرح التبتل والتبعد الذي كان بينه وبين معشوقته، بل إنه وجد رضاها فقربتْه إليها تقرب العروس بعريسها ليلة الزفاف! فصار ضجيعا لها في تلك الليلة المثالية، ومن الإجادة في الوصف كون ريح فمها يفوح كما تفوح رائحة دقيق مسك، فلما تخيل أنه تمكن من المعشوقة أراد أن يُرشف فَمها ليذوق من طعم رِيقه الذي كان ألذ من العسل المصفى الذي يسيل للشاربين! فتشبيه ريق فم المحبوبة بريق النحل تشبيه في غاية الجمال لما بينهما من التماثل، ثم إنّ الشاعر استطاع أن يبين قيمة ريق المحبوبة بعقد هذه المماثلة، فصار أغربا إلى ذهن القارئ.
تخيل المعقول في صورة المحسوس:
أحسن الشاعر في وصف غاية حبه لمعشوقته قائلا:
لاَ تُنْكِرِينِي الْقُرْبَ ثُمّتَ وَافْرَشِي * فَرْشًا مُزَيّنَةً لِهَذَا النَّازِلِ
كَقِسِي قُزَاحٍ مَائِلٍ فِي رَمْيِهِ * مُتَوَطِّدٍ مِنْ صَوْبِهِ كَالْجُنْدَلِ
اتخذ الشاعر صورة خيالية من البيئة ليصف غاية شوقه للمحبوبة، وعقد المماثلة بين المعقول والمحسوس المشاهد ليصور المعنى للقارئ في صورة واضحة، ممثلا ثبوت عشقه لمعشوقته بثبوت الصخر الثابت في مكانه ليقرّب المعنى إلى ذهن القارئ، فصور نزوله وثبوته عند المعشوقة بثبوت “الجندل” وهو الصخر الضخم الثابت الدائم، وكما لا يتحرك ذلك الصخر ولا يزال من مقره هكذ لا يزال الشاعر ثابتا في العشق مع معشوقته.
الخاتمة
تحدثت الصفحات السابقة عن الخيال لدى الشاعر الوزير سمبو ولي جنيد بعنوان: “الخيال في غزليات الوزير سمبو ولي جنيد: دراسة أدبية تحليلية”، حيث مهدت الدراسة بنبذة يسيرة عن حياة الشاعر، ثم تحدثت عن مفهوم الخيال وأنواعه، وأخيرا طبقت ذلك في لامية الشاعر الغزلية. ومن خلال هذا استنتج الباحث مايلي:
- أن الشاعر الوزير سمبو ولي جنيد نشأ وترعرع في بيت علم وثقافة ووزارة وفي بيئة مكتظة بالعلماء والشعراء مما كونه شاعرا موهوبا.
- أنّه أنتج قصائد رائعة في مختلف الأغراض.
- أنه قرض ما يربو على خمس عشرة قصيدة غزلية.
- ث- -أنّه استعمل أنواعا رائعة للخيال وخاصة في غزلياته.
- ويوصي الباحث الإخوة بأن يوجهوا دراساتهم إلى الأدب العربي النيجيري، وخصوصا قصائد الشاعر الوزير سمبو ولي جنيد، وبالأخص غزلياته.
الهوامش:
[1] – وكلمتي ( غطاط و سمبو) كلمتان فلاتيتان، معني الأولى، المحبوب. والثانية الأب، لذا يقال: بَا سَمبو، بمعنى العم في اللغة الفلانية. مقابلة مع الأستاذ أمين مختار الفلاني، ريم ريديو صكتو، يوم 26|6|2014م. ويلقب بسمبو ولي تيمنا وتبركا باسم جده سمبو ولي ابن الشيخ عثمان ابن فودي. وغطاط: هو الوزير الثاني لدولة صكتو المنسوب إليه حي غطاطاوا في مدينة صكتو. ينظر: أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، جمع ودراسة أدبية، بحث مقدم إلى قسم اللغة العربية بجامعة عثمان بن فودي صَكُّتُو، للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، سنة 2017م، ص: 10
[2] – قُونِّ مدينة في جمهورية نِيجَرْ على حدود نِيجِيريَا. قربية من محلية إِلِّيلَا في ولاية صكتو. ينظر: أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 10
[3] – عمر محمد بوي، توضيح الغامضات على كتاب تزيين الورقات، الطبعة الثانية، بتاريخ: 2013، ص: 15
[4] – محمد المبارك التكينة، الأبعاد الفنيّة في أشعار الوزير جنيد العربية، رسالة للماجستير، جامعة أحمد بلو زاريا، سنة 1981م . ص:1
[5] – والوزير في الدولة الصكتية هو الرجل الثاني المنفذ للأمور بعد أمير المؤمنين . وهو المستشار الأكبر لأمير المؤمنين في الشؤون الدينية والإدارية.ينظر: أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 10
[6] – أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 10
[7] – أمين أبوبكر صديق، التشبيه في غزليات الوزير سمبو ولي جنيد، بحث تكميلي مقدم إلى قسم اللغة العربية كلية الدراسات العليا، جامعة عثمان بن فودي، صكتو، نيجيريا، لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية، سنة 2021م، ص:20
[8] – أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 13
[9] – أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 15
[10] – أويس إبراهيم، ديوانالأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، المرجع السابق، ص: 15
[11] ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر-بيروت، الطبعة الأولى بلا تاريخ، ج11، ص:226
[12] ابن فارس، أحمد بن زكريا، مقاييس اللغة، بتحقيق: أنس محمد الشامي، دار الحديث، القاهرة، سنة:2008م، ص:276، مادة: خيل.
[14] سيد طنطاوي، محمد، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، ط1، مصدره: المكتبة الشاملة، الاصدار الأخير، ج9، ص:124
[15] ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.
[16] ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.
[17] مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، دار الدعوة، ج1، ص:411، باب الخاء، مادة: خيل
[18] ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، المرجع السابق، والصفحة ذاتها.
[19] ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.
[20] شوقي ضيف: الدكتور، في الأدب والنقد، دار المعارف، بلا تاريخ، ص:19
[21] عبد العزيز عتيق: الدكتور، في النقد الأدبي، دار النهضة العربية، سنة:1972م، ص:119
[22] التونسي، محمد خصّر حسين: الأستاذ، الخيال في الشعر العربي، المكتبة العربية في دمشق، سنة: 1922م، ص: 13
[23] عدة مصنفين، دواوين الشعر العربي على مر العصور، مرجع سابق، الجزء 27، ص: 42
[24] يوسف البديعي، الصبح المتنبي عن حيثية المتنبي، مرجع سابق، ص: 92
[25] عدة مصنفين، دواوين الشعر العربي على مر العصور، مرجع سابق، الجزء التاسع، ص: 240
[26] يوسف البديعي، الصبح المنبي في حيثية المتنبي، بدون المطبعة ولا تا ريخ، ص:21
[27] أبو زيد القرشي، جمهرة أشعار العرب، تحقيق علي محمد البجادي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، بلا تاريخ، ص: 44
[28] بديع الزمان الهمذاني، مقامات بديع الزمان، الدار المصرية اللبنانية، بلا تاريخ، ص:65
[29] أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، تحقيق سمير جابر، دار الفكر – بيروت، الطبعة الثانية، الجزء الخامس عشر، ص: 234
[30] المبرد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، وزارة الأوقاف السعودية، سنة 1419 – 1998، ص: 77
[31] الواحدي، شرح ديوان المتنبي، دار الكتب العلمية، بلا تاريخ، ص: 3
[32] عدة مصنفين، دواوين الشعر العربي على مر العصور، الجزء 26، ص: 25، نسخة إلكترونية، مصدرها: المكتبة الشاملة.
[33] الواحدي، شرح ديوان المتنبي، مرجع سابق، ص: 141
[34] بشر مالمي ساعي: الخيال في قصيدة “النفحات العنبرية في مدح فخامة الحضرة النبوية” لمحمد تكر الباغوي”، قدّمه إلى قسم اللغة العربية جامعة عثمان بن فودي صكتو، نيجيريا،سنة: 2019 الميلادية، للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية. ص:66
[35] بشر مالمي ساعي: بشر مالمي ساعي: المرجع السابق، ص:69
[36] بشر مالمي ساعي: المرجع السابق، ص:70
[37] سورة الإنسان الآية : ١٣
[38] أبو هلال العسكري،جمهرة الأمثال، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم و عبد المجيد قطامش، دار الفكر – دار الفكر، الطبعة الثانية ، ص: 391
[39] أويس إبراهيم، مرجع سابق، ص:16
المصادر باللغة العربية
-أويس إبراهيم، ديوان الأستاذ الدكتور سَمْبُو ولي جنيد، جمع ودراسة أدبية، بحث مقدم إلى قسم اللغة العربية بجامعة عثمان بن فودي صَكُّتُو، للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، سنة 2017م -عمر محمد بوي، توضيح الغامضات على كتاب تزيين الورقات، الطبعة الثانية، بتاريخ: 2013
– محمد المبارك التكينة، الأبعاد الفنيّة في أشعار الوزير جنيد العربية، رسالة للماجستير، جامعة أحمد بلو زاريا، سنة 1981م .
ابن منظور الأفريقي، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر-بيروت، الطبعة الأولى بلا تاريخ، ج11.
ابن فارس، أحمد بن زكريا، مقاييس اللغة، بتحقيق: أنس محمد الشامي، دار الحديث، القاهرة، سنة:2008م.
-سيد طنطاوي، محمد، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة القاهرة، ط1، مصدره: المكتبة الشاملة، الاصدار الأخير، ج9.
شوقي ضيف: الدكتور، في الأدب والنقد، دار المعارف، بلا تاريخ.
عبد العزيز عتيق: الدكتور، في النقد الأدبي، دار النهضة العربية، سنة:1972م.
التونسي، محمد خصّر حسين: الأستاذ، الخيال في الشعر العربي، المكتبة العربية في دمشق، سنة: 1922م
أبو زيد القرشي، جمهرة أشعار العرب، تحقيق علي محمد البجادي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، بلا تاريخ.
بديع الزمان الهمذاني، مقامات بديع الزمان، الدار المصرية اللبنانية، بلا تاريخ، ص:65
أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، تحقيق سمير جابر، دار الفكر – بيروت، الطبعة الثانية، الجزء الخامس عشر.
المبرد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، وزارة الأوقاف السعودية، سنة 1419 – 1998.
الواحدي، شرح ديوان المتنبي، دار الكتب العلمية، بلا تاريخ، .
بشر مالمي ساعي: الخيال في قصيدة “النفحات العنبرية في مدح فخامة الحضرة النبوية” لمحمد تكر الباغوي”، قدّمه إلى قسم اللغة العربية جامعة عثمان بن فودي صكتو، نيجيريا،سنة: 2019 الميلادية، للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية.
أبو هلال العسكري،جمهرة الأمثال، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم و عبد المجيد قطامش، دار الفكر – دار الفكر، الطبعة الثانية .
المصادر باللغة الأجنبية
Uwaisu Ibrahim, Diwani al-ustath al-duktur Sambo Wali Junaid, jam’un wa dirasatun adbiyyah, 2017.
Umar Muhammad Boyi, Taudihu al-gamilati ala kitabi tazyeeni al-warakati. 2013.
Muhammad Al-mubarak al-takenah, Al-ab’ad al-fanniyyah fi ash’ari Al-waziri junaid al-Arabiyyah. 1981.
Aminu Abubakar Sadik, Al-tashbihu fi Ghazliyyati al-waziri Sambo Wali Junaid, 2021.
Ibn Manzur, Lisani al-Arab.
Ibn Faris, Maqayeesu Al-lugah, 2008.
Dandawy, Al-Tafsir al-wasid li-alqur’ani al-kareem. Vol. 9
Shauqy Daifu, PhD, Fi al-adab wa al-naqd.
Abdulaziz Atiq, PhD, 1972.
Al-tunusy, Muhammad, Al-khayal fi al-shi’iri al’Araby, 1922.