قراءة في قصيدة ” الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين”

د. مجيب عكره كولافان 

هذه المقالة تحتوي على قراءة تحليلية لقصيدة “الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين” مع بيان بعض عناصر المقاومة فيها.

قاضي محمد بن عبد العزيز الكاليكوتي،عالم وأديب مشهور من أبناء كيرالا في القرون الوسطى وكان من مواليد أيام الاستعمار. وقد اشتهر بموقفه من المقاومته ضد الاستعمار البرتغالي نثرا في خطبته الجهادية، وشعرا بقصيدته ’الفتح المبين‘.

هذه القصيدة أرجوزة في خمس مائة وسبعة وثلاثين بيتا. يبين فيها عن وصول البرتغاليين إلى مليبار واستعمارهم المليبار ثم عن بنائهم قلعتهم في شاليام، وعن محاربة السامري ملك كاليكوت وجيشه البرتغاليين وفتحه قلعةشاليام. وأما الإسم الكامل لهذه القصيدة هو ’الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين‘. فالشاعر يرى فتح القلعة البرتغالية فيشاليام في سنة 1571م فتحا مبينا. ونظّم فيها قصيدة يصوّر فيها ما رآه من أيّام الحروب والفتح من أحوال وأهوال. وأهدى هذه القصيدة للسامري ملك كاليكوت الذي حارب البرتغال وفتح قلعةشاليام. ويقول الشاعر فيها؛

مسميا لذاك بالفتح المبين                للسامري الذي يحب المسلمين[1]

فترة نظم القصيدة: وإن كنا لا نجد تأريخ النظم من القصيدة، نفترض مما بينه الشاعر في القصيدة من فتح قلعةشاليام في سنة 979هـ (1571م) ومما أشاره فيها إلى مصالحة عادل شاه مع البرتغاليين سنة 1579م، أن فترة نظم القصيدة، إنها تكون في فترة بين فترات 1579م التي صالح فيها عادل شاه، وبين 1607م التي نظم فيها الشاعر قصيدته محي الدين مالا- قصيدته في لغة عربي مالايالام.

مضمون القصيدة: هذه الأرجوزة تحتوي على 537 بيتا في بيان أهوال حرب قلعةشاليام وأحوالها وفتحها، ومقاومة الاستعمار والقوات المستعمرة، وتحريضا للمجاهدين والمقاومين في السواحل المختلفة التي استعمرتها القوات المستعمرة الغربية من بدء القرن الخامس عشر الميلادي. فهذه القصيدة تحتوي على المضامين التالية.

أوّلا: مقدمة من الحمد والصلاة: فيبدأ الشاعر قصيدته بحمد الله عزوجلّ واصفا ببعض أسمائه الحسنى مثل القويّ، والقادر، والمالك، والعلي، والقاهر، وغيرها، ثم بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في الأبيات من البيت الأوّل إلى البيت الخامس.

ثانيا: تعريف بالقصيدة: يصف الشاعر القصيدة من أنها بيان قصة حرب وقعت بين السامري الذي يحب المسلمين والبرتغاليين المستعمرين.[2]

ثالثا: السامري والمسلمون: ثم يبين علاقة السامري والمسلمين، فيصف الشاعر السامري محبا للإسلام والمسلمين، وناصرا للدين، ومجري الشريعة الإسلامية حتي بحكمه بالدعاء في خطبة يوم الجمعة للخليفة العثماني الذي يراه مسلمو العالم أميرا للمؤمنين. ثم يبين مكانة المسلمين عنده حتى أن رؤساء المسلمين هم الذين يقومون في يمينه أيام الأعياد. فيبينها الشاعر من البيت الخامس عشر إلى البيت الحادي والعشرين.[3]

رابعا: مدح السامري وبيان صفاته: ثم يلتفت الشاعر من البيت الثاني والعشرين إلى البيت السابع والأربعين إلى بيان صفات السامري ومدحه. فيصفه بألقابه المشهورة، مثل ’مولى ملوك الأرض‘، ’ومالك ملك الجبال والبحار‘. ثم يبين عن قصة وراثته السيف المشهورة من ملك شيرامان. ثم عن ورّاثه الأربعة الذين لايزيد عددهم ولا ينقص، ثم عن جيوشه من البيدق، والغربان، وعن عدل السامري وسماحته، وعادته في الحروب من إخبار العدوّ بمهاجمته عليه. ويصفه أيضا أنه من رجال الرأي والتدبير، والشجاعة، والصبر والعفو وغيرها من صفات الأخلاق الحسنة.[4]

خامسا: الدعاء للسامري: ثم يدعو الشاعر للسامري ويطلب من القراء أيضا ان يدعوا للسامري، حيث يقول؛

والله يهديه هداية الأبد            ويجرين على أموره السدد

فواجب على جميع المسلمين      أن يدعوا بمثل ذا يا مسلمين

لأنه مع كـفره يحارب             والملك المسـلم لا يحارب[5]

سادسا: بيان وصول البرتغاليين إلى كيرالا: ثم يبين الشاعر من البيت الثاني والخمسين إلى البيت السبعين عن وصول البرتغاليين إلى كيرالا وتركيز سيطرتهم الاستعمارية فيها. فأوّلا يصفهم بأوصافهم الجسمانية، وأخلاقهم، ثم بعاداتهم وعباداتهم، واعتقادهم بالدين المسيحي. ثم يقول إنهم أتوا أرض مليبار سنة 903هـ، (وكان وصولهم سنة 1498م/904هـ على ما يرى زين الدين المخدوم الصغير، صاحب تحفة المجاهدين) ليستولوا عليها وعلى تجارة الفلفل والزنجبيل، وليجعلوا التفوق لهم في التجارة البحرية. فجاؤوا في حضرة السامري بالوعد له بالطاعة والخضوع والوفاء، فاستقبلهم السامري بلا مراعاة ما نصحه فيهم من رعاياه المسلمين وغيرهم عن عادة البرتغاليين، وإراداتهم القبيحة.[6] ثم يقول الشاعر عن اتساع سيطرة البرتغاليين في مختلف أنحاء العالم من مناطقها الساحلية في الهند، والصين، وكمران، وجدّة، وسيلان وغيرها.

سابعا: بيان مظالم البرتغاليين وإفسادهم في مليبار: ثم يبين الشاعر في أرجوزته عن سوء معاملة البرتغاليين مع مسلمي مليبار وغيرهم، وظلمهم أهاليها، وإفسادهم وفتنهم في البلاد. وهذا الوصف يشابه ما وصفه السيخ زين الدين المخدوم الأوّل في قصيدته تحريض أهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان، والشيخ زين الدين المخدوم الصغير في كتابه تحفة المجاهدين.

فأوّلا نرى هذا التصوير من البيت الحادي والسبعين إلى الحادي والثمانين. فيصوّر إفسادهم وظلمهم من إحراق البلدان، وهدم المساجد، وهتك حرماتها، وقتل الأبرياء من غير ذنب ولاسبب، وظلم المسافرين، ومخالفتهم للسامري. ثم دخلوا قصر السامري سنة 1510م ،[7] وانهزم البرتغاليون، وقتل أكثرهم، ومات غيرهم غرقا. ثم تتابعت الحروب بين السامري والبرتغال.

وهكذا نرى ثانيا ما يصوّره الشاعر من مظالمهم وإفسادهم في البيت الثاني والعشرين والمائة والثالث والعشرين والمائة. فإنهم عطّلوا وعوّقوا أسفار الحج والعمرة والتجارة، وأحرقوا البلدان والمساجد، وصيّروا الأحرار عبيدا. ثم يبينها ثالثا عن مظالم البرتغاليين وإفسادهم للمسلمين في الأبيات، من البيت السادس والستين والمائة إلى السادس والتسعين والمائة. فيقول الشاعر؛

والإفرنج إذ رأى المدافعا         وقوّة القلعة والخلق معا

حام حوالي الظلم والتعدّي       واصطاد للمسلم بالتصدّي

فأكثروا الصولة والعنادا            وأظهروا الطغيان والفسادا

وهدموا مباني الإسـلام           كذا محوا شعائر الأحكام[8]

ثم يبين عن تسلّطهم حتى على الملوك والأمراء، وتخريب البلاد، وتعطيل المعايش، وحبس المسلمين وقتلهم، وإحراق المراكب وإغراق السفن. وكذا أرغموا المسلمين على قبول النصرانية، ومنعوا للمسلمين طرق التجارة والحج حتى صار الناس كلّ يوم في وجل. وأحرقوا المصاحف والمساجد، وضربوا المسلمين بالنعال، ونجّسو المساجد بالأنجاس والمقذرات، ونبشوا القبور، وهتكوا حرمات نسوان المسلمين حتى أمام محارمهن وأزواجهن. وكذا قتلوا المسلمين بالمنشار والنار والكلاب وإغراقهم في البحر والخنق والذبح، وعطّلوا أسفار الحج والعمرة. يصوّر الشاعر هذه في ابياته في صورة تؤلم القلوب وتدمع العيون، حيث يقول؛

وخرّبوا أجلّة البلاد                    وعطّلوا معايش العباد

كم مسلم في حبسهم مقيّدون          وأي محنة بها يعذّبون

كم أيتموا بقتلهم ولدانا            كم أرملوا الإماء والنسوانا

كم من مراكب بنار أحرقـوا        كم من سفائن ببحر أغرقوا

 صيّروا من مسلم نصارى      حتى من السادات كالأسارى[9]

ويقول أيضا يبين مظالمهم وإفسادهم؛

وأحرقوا المصحف والمساجدا        ثم بنوا لهم بها المعابدا

يضرب المسـلم بالنعال             وينجس المسجد بالأبوال

ونبشـوا بظلمهم قبورا                      وعمروا لهم بها قصورا

وهتكوا لحرمة النسوان               بين محارم وزوج عاني

يقود في الأسواق كا الأُسارى         معذّبا مقيّدا حيارى[10]

ثامنا: مصالحة السامري مع البرتغال وبناء قلعة كاليكوت: ويبين الشاعر من البيت الثاني والثمانين إلى البيت السادس والتسعين عن مصالحة السامري مع البرتغاليين وإذنه لهم لبناء قلعتهم في كاليكوت. وكانت هذه المصالحة وبناء القلعة في سنة 1515م.[11] ثم يصور عن عودة البرتغاليين إلى حالتهم القديمة التي كانوا فيها من الظلم والبغي والإفساد.[12]

تاسعا: وقوع الخلاف بين السامري والبرتغال وفتح قلعة كاليكوت: ثم يبين الشاعر عما وقع من الخلاف بين السامري والبرتغال، وعن خروج السامري لفتح قلعة كاليكوت في الأبيات من البيت السابع والتسعين إلى البيت التاسع والمائة. وكان المسلمون والنيّار وغيرهم قد خرجوا من شتى جهات البلاد المختلفة في هذا القتال، فحاصروا القلعة، واستمرّوا فيها حتى فتحوا القلعة سنة 930هـ/ 1523م. ولكن زين الدين المخدوم الصغير صاحب تحفة المجاهدين يرى أن هذا الفتح كان في سنة 932هـ/ 1525م.[13]

عاشرا: مصالحة البرتغال مع راعي كوشن: ثم يبين الشاعر عن انتقال البرتغاليين إلى كوشن ومصالحتهم مع راعي كوشن، لأنه كان في عداوة مع السامري لقوّته وعساكره. ثم يبين عن بناء البرتغاليين قلعتهم فيها. وكذا يشير إلى خروج السامري لمحاربتهم وراعي كوشن، ثم عن استمرار الحروب.[14]

ثم يشير إلى بعض مظالمهم وإفسادهم، وبنائهم قلعتهم في كدنغلور، ثم عن سيطرتهم على تجارة الفلفل والزنجبيل. ثم يبن عن طموح البرتغاليين وظلمهم واغتصابهم الموارد الطبيعية، حيث يقول؛[15] وكذا يشير إلى استيلاء البرتغاليين في البحر إستيلاء تامّا، وكانوا لا يسمحون بالسفر إلا لمن يحمل أوراقهم.[16]

الحادي عشر: طلب السامري النصر من سلاطين المسلمين: ثم يقول الشاعر مبينا في الأبيات من البيت الحادي والثلاثين والمائة إلى الثالث والأربين والمائة، عما أرسله السامري من الرسائل إلى سلاطين المسلمين وملوكهم في البلاد المتجاورة والعربية، يطلب النصر والمعونة منهم في مقاومة البرتغاليين ومحاربتهم، بإرسال الجيوش. فيقول عمن وصلوا لمقاومة البرتغال:

وصلت الجيوش من كجرات مرّتين.

جاء من مصر الأمير حسين لمقاومة البرتغال إلى ديو، وشيول.[17]

ثم جاء سلمان باشا وسليمان باشا من الروم، فوصل سلمان باشا إلى بندر جدّة، وكمران، وبندر عدن.[18]

جاء الأمير المصطفى الرومي، والقبطان الفيري.

ولكن هذه المحاولات كلها لم تأت بنجاحها لعدّة أسباب. فانهزموا أمام جيوش البرتغال.[19]

الثاني عشر: مصالحة أهل كانانور وتانور مع البرتغال، وبدء الاختلاف بين المسلمين: ثم يبين الشاعر من البيت الرابع والأربعين والمائة إلى البيت الثامن والأربعين والمائة عن مصالحة أهالي كانانور وتانور مع البرتغاليين وسفرهم بأوراق البرتغال في البحر للتجارة، ثم عن بدء بعض الاختلافات بين المسلمين الذين صالحوهم وبين الذين لم يصالحوهم إثر ذاك.

الثالث عشر: مصالحة السامري مع البرتغال وبناء قلعتهم فيشاليام: ثم يشير الشاعر إلى ما وقع من الصلح بين السامري والبرتغاليين، وإذنه إيّاهم لبناء قلعتهم في شاليام.[20]

فـأمّا السامري لم ير بدّا من الصلح مع البرتغاليين إذ أنه ضعف بعد صرف أموال طائلة في الحروب لسنوات متوالية ولم يفز بالفتح، فصالحهم وأذن لهم ببناء قلعة فيشاليام. فبنوا فيها قلعة شاليام سنة 938هـ/ 11931م على ما حكاه صاحب تحفة المجاهدين.[21] ثم يصف القلعة وصورها وبناءها.[22]

الرابع عشر: بيان عجز السامري ومقاومته: ثمّ يبين الشاعر عن ضعف السامري، وعجزه في الحرب ومقاومة البرتغال.[23] ثم يقول عن إخراج السامري الأغربات والسفن في المياه لمقاومة البرتغال، ولكن البرتغاليين اغتصبوا أكثرها وجعلوها تحت أيديهم. فما زال السامري يحاربهم مرّة ثمّ يصالحهم أخرى.

فصالح االسامري مع البرتغاليين سنة 1513م/919هـ، ثم صالح معهم لمرّة ثانية سنة 1531م/938هـ، ولمرّة ثالثة في سنة 1533م/ 940هـ، ولمرة رابعة في سنة 1540م/946هـ، ولمرة خامسة في سنة 1555م/963هـ، ثم لسادسة في سنة 1583م/991هـ بعد فتح قلعة شاليام.[24]

وما زال الناس يواجهون ما واجهوا من الفتن والتعذيب من البرتغاليين، وشكوا إلى السامري، ولكنه أوصاهم بالصبر والتواني. فيقول الشاعر مبينا؛

وكلّما الشكـوى أتت لديه          فالسامري لم يلتفــت إليـه

وكلّ من يأتي إلى السلطان       يوصيهم بالصبر والتـواني

واحتج أن طردهم لا يمكن     ما بقيت لهم بمهد مسـكن[25]

الخامس عشر: وصف أندوني وأصحابه وأفعالهم القبيحة: ثم يصوّر الشاعر عن أندوني النصراني وجماعة معه، وأفعالهم القبيحة، وظلمهم، وإفسادهم من قتلهم الحجاج، والمسافرين، وتقطيع أعضاء الأبرياء، وغيرها من التعذيب والتجريح حتى زادت الشكاية عند السامري.

السادس عشرا: اتفاقية عادل شاه مع نظام شاه: ثم يبين الشاعر من البيت الرابع عشر والمائتين إلى السابع عشر والمائتين عن مشاورة علي عادل شاه سلطان بيجابور مع نظام شاه سلطان حيدر آباد، واتفاقيتهما على حرب البرتغاليين، ثم عن إرسالهما رسالة إلى السامري ليأخذ ويقبض على قلعة شاليام البرتغالية.

السابع عشر: بيان فتح قلعة شاليام: ثم يبين الشاعر عن الحروب التي وقعت في سنة 1571م/979هـ في ديار مليبار، والتي انتهت في فتح قلعةشاليام. يصوّر الشاعر هذه الحوادث تصويرا ببيان دقائقهاوتفاصيلها، وهو يصدق بهذه البيانات تسميته القصيدة بالفتح المبين. لأنه يرى هذا الفتح فتحا مبينا كما هي في الحقيقة. لأن فتح قلعة شاليام كان من أهم الأسباب التي سببت لسقوط القوة الاستعمارية البرتغالية وسيطرتها في كيرالا على ما يراها الباحثون والمؤرخون. فيبين الشاعر هذه الواقعة في أبياته من البيت الثامن عشر والمائتين إلى البيت الستين وأربع مائة. فيقول الشاعر في البيت الثامن عشر والمائتين؛

فقلّب الله لقلب السامـري        فاختار حرب الأفرنج الكافر

فأرسل العسكر مع وزيرين     وسلّم الأمر إلى الوزيرين[26]

فأراد السامري محاربة البرتغاليين وفتح قلعة شاليام بعد أن توقف عن الحرب لأيام معدودة. وكان السامري في ذاك الوقت في كدنغلور. فسلّم الأمر إلى الوزيرين وأرسل العساكر تحت قيادتهما. وكان الأول في مراعاة كل الأمر والثاني في أمر الخزانة في تصريف الأموال. فخرجت العساكر من المسلمين والنيّار وغيرهم من رعايا السامري في آخر شهر صفر سنة تسع وسبعين وتسع مائة (1571م)، وأرادوا محاصرة القلعة. ولمّا علم راعي تانور بخروج جيوش السامري أخبر بها البرتغاليين. فأدخل البرتغالييون ومن حولها من أعوانهم وأنصارهم مع أموالهم وثرواتهم داخل القلعة. وادّخروا الأرز، والأقوات قهرا واغتصابا، وحبسوا المسلمين الذين كانوا في إطاعهتهم. وأرسلوا الخبر إلى مراكزهم في غووا وكوشن. فوصل جيوش السامري في صبيحة يوم المذكور، وأحرقوا كل ما حول القلعة نيرانا حتى بقيت القلعة[27]. يصوّرها الشاعر في قوله،

فأحرقوا في ساعة ما حولها       فأصبحت مثل الصريم يا لها

فبقي القلعة فـردا وحدهـا      كشجرة قد قطعت أغصانهـا[28]

ثم يقول عن الاختلافات التي حدثت بين الوزيرين، وتوقف الحرب بلا سبب من الأسباب أو بسب خيانة من راعي تانور كما يراها البعض، لأنه أظهر وجهيه حيث يظهر عند السامري ناصرا له، وعند البرتغاليين ناصرا لهم في نفس الوقت.

ثم يقول الشاعرعن يئس السامري من عدم الظفر والفتح مع أنه يرسل كلّ الأشياء، وينفق أموالا طائلة في الحرب. ثم أراد أن يغير الوزير. فأرسل في كلّ أسبوع وزراء ماهرين، والكتاب، وأصحاب الخزانة وناظريها. فكانوا في أوائل أيامهم في أشد الشجاعة والقوة والبطشة، ثم يعوودون إلى حالتهم القديمة ويصيرون كالعامة بعد يومين مما رأوا من أشرّ أهوال الحرب وأحوالها، وكثرة الموتى والقتلى.

والدة السامري ودورها في الحرب: عندما رأت والدة السامري الحالة اليائسة من الحرب أرسلت إلى كبراء المسلمين رسالة ليتفكروا في الحرب وينظروا في عاقبتها. فاجتمع كبراء المسلمين ورؤساؤهم في رئاسة سيدي أحمد القمامي، وأبي الوفاء شمس الدين المشهور بالشيخ محمد مامو كويا، والشاه بندر عمر العنتابي، والشيخ عبد العزيز المخدوم الثاني، والقاضي عبد العزيز الكاليكوتي والد الشاعر، والقائد المجاهد المشهور كونجالي ماريكار الثالث، وغيرهم في مسجد المثقال بكاليكوت في كوتيشيرا. ودعوا إليها كبراء البلاد وأمرائها من كل قرية وبلد، ووزراء السامري. فشاوروا في أمر الحرب ثم كتبوا إلى السامري الذي كان غائبا في كدنغلور عن أحوال الحرب والإجراءات التي تجب القيام بها ليظفروا بالفتح. وكذا كتبت والدة السامري أيضا بالأحوا ل وتطلب منه الرجوع.

قدوم السامري إلى الحرب: ثم وصل السامري بنفسه من كدنغلور إلى ميدان الحرب، فاشتدّ سرور الناس وحماستهم، وظلّ السامري على وجوه الحرب ينظر ويراعي ويحاول كل المحاولة لفتح القلعة من أيدي البرتغال. فأنفق أموالا طائلة، وأرسل إلى أمراء القرى التي تحت أيديه أن يشاركوا هم في الحرب، وصالح حتى مع بعض الملوك الذين كانوا من أعدائه، وعفا عن بعض. وجمع الناس إلى الحرب من كل الطبقات المختلفة من التجار والنجار، والحُدّاد، والحمال، والحطاب، وغيرهم. ووضع لكل منهم عملا خاصا ومسؤولية خاصة، ورتب الأمور حسب ترتيبها وتنظيمها.

الدعاء والعبادات: ثم يقول الشاعر عن إخلاص السامري في هذا الفتح وتعيينه العلماء والكهّان وغيرهم من رجال الدين للدعاء والمنذورات، والعبادات ليبارك في الحرب.[29]

الاشتداد في المحاصرة: ثم يبين الشاعر عن الاشتداد في المحاصرة والحرب، وعن كثرة قدوم الناس إلى الحرب من المناطق المختلفة، وعن نبشهم الخنادق حول القلعة، وهجومهم على البرتغاليين. ثم يقول الشاعر عن الاستعدادات التي قام بها جيوش السامري في إثبات وتقوية محاصرتهم القلعة بعد قدوم الناس من المناطق المختلفة، ونبشهم الخنادق، وتزويدهم   بالأقوات والطعام والمياه وغيرها من المدافع والنيران. ثم بنوا المدافع والسوالم والمنجنيقات وغيرها من استعدادهم لمقاومة الأعداء ومواجهتهم وفتح القلعة والاستيلاء عليها. ولكنهم ما نجحوا بهذه الاستعدادات حق النجاح. وهكذا يبين عن مشاورة السامري مع جيوشه وعما وصل إلى السامري من رسالة عادل شاه يطلب منه منع الأقوات التي يجلبها البرتغاليون إلى غووا، وعن إرسال السامري إليه جوابه[30]

ثم عيّن السامري بعض المسلمين ليحترسوا في المياه في أغرباتهم وسفنهم لئلا يدخلنها البرتغال بالزاد والقوت. فجاءت سفينة من قلعتهم في كانانور، فهاجمها الجيوش السامرية ولم تصل إلى القلعة. فقتل منهم كثيرون وهرب الباقون. ثم جاءت أخرى من كوشن ولم تدخل هي أيضا في القلعة. ولكنهم رجعوا عندما أخبرهم البعض عن إرادة جيوش السامري على هدم السفينة والهجوم عليها. ثم عيّن السامري بعض المسلمين لمرة ثانية للاحتراس في المياه. فاحترس بعضهم في البحار وبعضهم في نهر شاليار. وقام بعض العساكر في الجانب الغربي للقلعة التي يحولها النهر مشمرين للجهاد.[31]

ثم جاءت أغربة أخرى من غووا في استعداد تام بالقوّة والعدّة. فوقعت الحرب مرارا ولم يجدوا مفرّا من الحصار، فطلبوا النصر من كوشن. ثم جاؤوا من كوشن بأغربات جمة. وكان السامري أيضا قد جهّز أضعاف العدّة والاستعداد. ولكنهم ما دخلوا القلعة لاحتراس المسلمينن في طرقهم إلى القلعة. وكان المسلمون في أغربات يحترسون في طريق القلعة.[32]

أهوال الحرب: ثم يبين الشاعر عن الحروب التي وقعت إثر قدوم الأغربات البرتغالية مع العدّة والقوات من كوشن، فيقول؛ أن وزراء السامري دخلوا في الأغربات وجعلوا العساكر حول القلعة، وقاموا هم والقوّاد في النهر. فجاءت أغربات البرتغال نحو القلعة. ولكن جيوش السامري ما استطاعوا دفاعهم. فاقترب البرتغاليون من الحصن. فصاروا فرقتين، فرقة تدخل القلعة وفرقة تخرج منه وتفرّ إلى الأغربات. فقتل بعض العساكر فوق السفن، والبعض عند باب القلعة، وكان فيهم أندوني المذكور، فأراد أن يأخذ زوجته من القلعة ولكنها قتلت أثناء تخليصه إيّاها. ثمّ اشتدت الحرب ففرّ البرتغاليون عندما رأوا أغربات السامري تجيئ إليهم من البحر، فتركوا المركب المملوءة بالأرز، والجبن، واللحوم، والخبز عند باب القلعة. ولكن جيوش السامري أو البرتغاليين لم يستطيعوا على قبضتها. فوعد السامري به لمن يأخذه بعد أن رأى كل من يأتي إليها يقتل. ثم قبض عليها الناس، وعلى المركب، وقسّموها بينهم. فرجعت البرتغال إلى غووا.

وهنا يصوّر الشاعر أحوال الحرب وأهوالها، فيقول؛

وقد جرت عجائب في ساعـة       وكانت الساعة مثل الساعة

وبالغبار والدخان العالي             قد أصبح النهار كالليالي

وكالرعود صوت كل المدفـع        ولمعان السـيف مثل اللمع

كذا رماحهم مـثـل النشـاب            يتابع الأعداء كالشـهاب

وحجر المدفـع والسهام               كمـطر يمـطره الغمام

ثم هجوم الخلق كان سيلا            وكالفراشات مثل القـتـلى[33]

ويقول أيضا،

قد تلف الناس فـي يـوم           أي تلفـا لم نـره في يـوم[34]

ثم يقول الشاعرعن مغامرة بعض الوزراء وخيانتهم في دخول البرتغاليين إلى القلعة، ثم عن موقف السامري في هذه التهمة، ثم عن تشكك بعض الوزراء والأمراء في استمرار الحرب من غير فتح ولا ظفر. ولكن السامري قد استمر على حزمه في محاربة البرتغال إلى أن فتحوا القلعة.[35]

ثم اشتدت حماسة كل أولئك الوزراء ليضعوا التهمة عنهم. فاشتدت الحرب، حتى انكسرت جدران القلعة ثم قاموا ببعض التنظيمات والترتيبات.

فأولا أغرقوا سفينة في البحر لتعويق الطريق ولكنها لم تثبت في مقامها، ثم قفّلوا حافتي نهر شاليار بالسلاسل والأشجار، وكذا قفّلوا طرق البحر أيضا بالسلاسل والحديد والأنجر، ومنعوا الماء لأهالي القلعة.

وأما حالة البرتغاليين في داخل القلعة؛ فإنهم نفدت ما عندهم من القوت والطعام لسد الطرق وكثرة الخلق. فأخرجوا الضعفاء والعبيد في كل يوم. وأكلوا الفارة والغراب وغيرها من المقذرات. [36] يصوّر الشاعر حالتهم في داخل القلعة.

فبينما هم على ذي الهمة        إذ عدم الطعام من في القلعة

لكثرة الخلق وسد الطرق          فصار أكلهــم لســد الرمـق[37]

وما زال البرتغاليون يطلبون الصلح من السامري. وحاولوا كل المحاولة في الصلح حتى انقطع رجاؤهم في الصلح ولم يروا إلى الفتح من سبيل. فطلبوا من السامري الأمان على أن لا يقتلوا ويخلّوا سبيلهم. فاعترف السامري بذلك.[38] ويقول عن ضمان السامري لهم بالأمان؛

فأبصر الأمان خيرا من وجوه      فقال للوزرا ومـن له وجـوه

من يخرجن في اليوم فهو آمن   ولست شخصا بعد هذا أومن[39]

هكذا تسلّم السامري طلبهم للضمان بالأمان، فصاروا يخرجون من القلعة يحمل كل ما لديه حتى النعال، فخرج منها كل من فيها من شرفائهم، وكبرائهم، وضعفاهم، والقسّيسين وغيرهم.

ثم دخل السامري داخل القلعة وأمر بنهب الأموال التي كانت في القلعة من أنواع المتاع والأسلحة والحلي والأثاثات وغيرها مما لا يحصى. فقد تم فتح القلعة في يوم الإثنين للسادس عشر من جمادى الأخرى سنة 979هـ/ 1571م. وكان قد بدأ في آخر صفر في نفس السنة. وأما قاضي محمد أنه يقول أنها كانت في سنة 999هـ. وهذا لا يصح. وقد حقق الباحثون والمؤرخون أنها كانت في سنة 979هـ كما يراها الشيخ المخدوم الصغير صاحب تحفة المجاهدين.[40] يبين الشيخ المخدوم عن الفتح وعما وقع بعد الفتح في كتابه تحفة المجاهدين، فيقول؛

“فلمّا اضطرّوا بعدم القوت ولم يجدوا طريقا للصلح أرسلوا إلى السامري في أن يتسلّم القلعة وما فيها من الحوائج والمدافع، ويخرجهم سالمين من القتل، ولا يتعرض لما معهم، ويوصلهم إلى مأمنهم، فقبل ذلك السامري. وأخرجهم منها ليلة الإثنين السادس عشر من جمادى الأخرى (979هـ/1571م)، ووفى لهم بذلك وأرسلهم أذلّاء مع راعي تانور، وهوالذي قبلهم وأعانهم، وكان باطنا معهم وظاهرا مع السامري. وصرف عليهم ما يحتاجون إليه، وجاء بهم إلى بلدة تانور. ثم وصلت إليها غربانهم من كشي، فطلعهم فيها وأحسن إليهم. وجعل ذلك بدّا له عندهم. فوصلوا إلى كشي مقهورين مخزيين. ثم إن السامري أخذ ما في القلعة من المدافع وغيرها، وهدم القلعة حجرا حجرا، وجعل موضعها كالصحراء، ونقل أكثر الأحجار والأخشاب إلى كاليكوت، وسلم بعضها لعمارة المسجد القديم الذي هدموه عند بناء القلعة. وسلم الأرض التي بنوا فيها وما حولها إلى راعي شاليام على ما وقع القرار عند ابتداء الحرب. وبعد ما حصل القلعة وما فيها بقبضة السامري وصل لهم المدد من غووا في غربان ومراكب، فرجعوا خائبين مخزيين بإذن الله تعالى وحسن توفيقه، وذلك من فضل الله علينا وعلى المسلمين ورحمته.”[41]

الثامن عشر: بيان فيما بعد فتح القلعة: ثم يبين الشاعر عما جرى بعد فتح القلعة من وقائع. فيبين عن تعيين السامري من يهدم القلعة، ثم عن إعطائه بعض الحجارات وغيرها لبناء المسجد الذي خرّبتها البرتغال. ثم عن رجوع المرتدين إلى النصرانية إلى دياناتهم الأولى ودخول بعضهم في الإسلام. ثم يقول أنه اختلف بعض عساكر السامري ووزراؤه في أمر الأسارى، فرأو بقتلهم، ولكن السامري لم يغير موقفه ولم يخلف وعده، وأوفي بعهده للبرتغاليين بالأمان.[42] ثم يشير الشاعر إلى ما وصلت من أغربات وسفن بالعدة والقوة من غووا بعد ان افترق العساكر واشتغل الناس بهدم القلعة. ثم إنهم مضوا نحو كوشن عندما رأوا قلعتهم كالعدم. فيقول الشاعر؛

والأفرنج إذ رأو حصونهـم           مهدومة امتزجوا عـيـونهم

وعضّ كل واحد من الندم         وكيف لا والحصن صار كالعدم

فراح كل نحو كشي عازما      لأخذها ما دام هذا سـالما[43]

ثم هدموا القلعة حتى لا يبقى حجر على حجر وكأنه لم تكن هناك بالأمس.[44]

التاسع عشر: مصالحة عادل شاه مع البرتغال: ثم يقول الشاعر عن مصالحة عادل شاه مع البرتغاليين سنة987هـ /1579م. فينتقده الشاعر نقدا عاضّا. ثم يلتفت الشاعر بعده إلى مدح السامري لقيامه في محاربة البرتغال وفتح قلعةشاليام، فيقول ،

فهل سمعتم مثل هذا الحرب        فيما مضى من عجم أو عرب

يا معشر الملوك والسلاطين          وسادة الأمراء والأسـاطين

فاعتبروا أيا ملوك المسلمـين        بملك من الملوك الكافرين[45]

ثم يقول عما طلب السامري النصر من سلاطين المسلمين وأمرائهم في مقاومة البرتغاليين واستعمارهم وطردهم من ديار مليبار، وإخراج الضعفاء المسلمين من هذه الكروب التي حلت بهم بعد قدوم البرتغال أراضي بلادهم، وعدم النصر منهم. فيقول “بل لم يلتفت إليهم أحد إلا من سبق ذكرهم”.[46]

هكذا يبين الشاعر عما قام به السامري في مقاومة البرتغاليين واستعمارهم في كيرالا، وعن إهمال ملوك المسلمين، وعدم خروجهم إلى مليبار بالقوات والعدات لنصر السامري والمسلمين في مقاومتهم البرتغال واستعمارها في البلاد المليبارية. ولكن الشاعر ما أراد به إنكار ما قام به الملوك المسلمين وغيرهم في مقاومة البرتغال واستعمارها في حدود مملكاتهم وبلادهم من شواطئ شمالي إفريقيا إلى مالاكا (في ماليزيا الآن). كما اتهمه بعض الباحثين والمؤرخين ونقده فيها نقدا عارضا.[47]

العشرين: الختام: ثم يقول الشاعر عن تسميته القصيدة بفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين، وإهدائه القصيدة للسامري. فيقول؛

مسمّيا لذاك بالفتح المبين       للسامري الذي يحب المسلمين[48]

ثم يختتم القصيدة بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول في أواخر أبيات القصيدة:

وأفضل الصلاة والسلام        على النبي المصطفى التهامي

محمد وآله الأبرار                وصحبه والتابعي الأخيار

ما اختضب السيوف بالدماء     ونزل النصرة من السماء[49]

عناصر المقاومة في قصيدة ’الفتح المبين‘: إن قصيدة الفتح المبين التي تصوّر تواريخ فتح قلعة شاليام من احوالها وأهوالها، من بداية تاريخ قدوم البرتغال المستعمرة إلى سواحل كيرالا سنة 1498م، ثم من تاريخ مراحلها المختلفة الاستعمارية ظلما وإفسادا، وصلحا وحربا، ومقاومة المسلمين والنيار وغيرهم في صف واحد ضد أعدائهم المستعمِرة. ولذا تعد من أهم كتب المقاومة الأدبية العربية في كيرالا. وقد بحثنا عن القصيدة من حيث مضامينها وموقفها من مقاومة الاستعمارية البرتغالية. وهنا نلخص عناصر المقاومة في القصيدة إلى ستة عنصر كما يلي.

العنصر الأول: تحريض ملوك المسلمين وأمرائهم على مقاومة الاستعمار البرتغالي: فالقصيدة يقصد بها الشاعر أن تكون تحريضا وتشجيعا لسلاطين المسلمين وأمرائهم في مقاومة الاستعمار والمستعمرين الغربيين الذين مدّوا أيديهم إلى كل أنحاء العالم من مناطقها الساحلية. فيقول؛

نظمت ومالك الملوك            ليسمع القصة سائر االملوك

لعلهم إذ سمعوا يفتكـرون         في الحرب أو لعلهم يعتبرون

وعلها تسير في الآفـاق           لا سيّما في الشام والعراق[50]

إذ أن فترة نظم هذه القصيدة في فترات 1579م و1607م كما يراها العلماء والباحثون كانت فترة توطيد الأوروبيين سيطرتهم الاستعمارية في البلاد الآسيوية والإفرقية. ولذا نظّم هذه القصيدة لتكون عبرة للملوك والأمراء ممن يصالح المستعمرين الأوروبيين، ولتكون تحريضا لهم في مقاومتهم ومحاربتهم الاستعمار والمستعمرين.

العنصر الثاني: وصف السامري وصفا بالغا لأجل مقاومته البرتغال ومحاربتها.[51]

العنصر الثالث: بيان مظالم البرتغاليين على المسلمين وغيرهم من أهالي البلاد وإفسادهم بيانا تاما. نرى في القصيدة يبين الشاعر عما صنعت بها البرتغال من أفعالهم القبيحة، والمظالم الأليمة، ومعاملتهم الشنيعة من الظلم والفساد، والتعذيب والفتن. فالشاعر يبين هذه في الأبيات من البيت الحادي والسبعين إلى الحادي والثمانين، وفي 122-123 ومن البيت السادس والستين والمائة إلى البيت السادس والتسعين والمائة.

العنصر الرابع: بيان فتح قلعة كاليكوت. يبين الشاعر في القصيدة عن بناء قلعة كاليكوت وفتحها والحروب التي أدت إلى فتحها.

العنصر الخامس: بيان فتح قلعة شاليام وحروبها. يصوّر الشاعر في القصيدة الحروب التي استمرت إلى أربعة شهور والتي انتهت في فتح قلعة شاليام من أحوالها وأهوالها وبيان الجيوش والمجاهدين، ورؤساء المسلمين وغيرهم ووزراء السامري وغيرهم ودورهم في الحروب. هكذا يبين مسير الحروب من كثرة القتلى وصرف الأموال وغيرها. ويصور أيضا الدور الفعال الذي قام به المسلمون والنيّار في مكافحة البرتغال ومحاربتهم.

العنصر السادس: انتقاد الملوك والأمراء الذين تخلّفوا من نصر أهالي مليبار في إنقاذهم من سيطرة الاستعمار البرتغالي. ينتقد الشاعر في القصيدة ملوك المسلمين وأمراءهم الذين أهملوا وتخلفوا عن نصرهم في إخراج البرتغاليين من المليبار ومحاربتهم فيها والذين صالحوهم.[52]

العنصر السابع: بيان تاريخ الاستعمار والمستعمرين. يبين الشاعر في القصيدة عن وصول البرتغال إلى كيرالا وتوطيد سيطرتهم فيها صلحا وحربا واغتصابا.

ولذا تعدّ قصيدة ’الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين، من أدب مقاومة البرتغال واستعمارها شعرا من عناصر مقاومتها تحريضا وتشجيعا وبيانا كما يعدها البعض من أدب مقاومة ما بعد الاستعمار.

الهوامش

 1- الكاليكوتي، قاضي محمد. الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين، ص:32،الهدى،كاليكوت،1996

2- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:2

3- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:4

4- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:5

5- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:5

6- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:6

    Aziz, Mankada Abdul: Alfathhul Mubeen translation (Malayalam), p:44, Alhuda books7-   

8- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:12

9- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:12

10- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:13

11- Abdul aziz,Mankada,P:44

12- الكاليكوتي، قاضي محمد،ص:8

13- المخدوم، زين الدين بن محمد الغزالي، تحفة المجاهدين، ص: 62

14- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:9

15- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:10

16- الكاليكوتي، قاضي محمد،ص:10

17- المخدوم، زين الدين بن محمد الغزالي.ص:50

18- نفس المرجع السابق

19- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:10-11

20- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 11

21- المخدوم، زين الدين بن محمد الغزالي.ص:66

22- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 11

23-  الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 14

24- المخدوم، زين الدين بن محمد الغزالي.ص:57،66،68،73،77،94

25- الكاليكوتي، قاضي محمد،ص: 14

26- الكاليكوتي، قاضي محمد،ص: 15

27- الكاليكوتي، قاضي محمد. ص: 15

28- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 15

29- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 18

30- الكاليكوتي، قاضي محمد.

31- الكاليكوتي، قاضي محمد.

32- الكاليكوتي، قاضي محمد.

33- الكاليكوتي، قاضي محمد. ص: 22

34- الكاليكوتي، قاضي محمد.بيت، ص: 23

35- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 24

36- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 26

37- الكاليكوتي، قاضي محمد0 ص: 26

38- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 27

39- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 27

40- فيقول الشاعر…تسع وتسعين وتسع مائة… لعله أخطأه الكاتب من أصل الكتابة عندما خطه لأنه كتب تسعين بدلا من سبعين.

41- المخدوم، زين الدين بن محمد الغزالي. ص: 88-89

42- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 29

43- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص: 30

44- الكاليكوتي، قاضي محمد. ص:3031

45- الكاليكوتي، قاضي محمد. ص: 31

46-  الكاليكوتي، قاضي محمد. ص:31

47- Abdul aziz,Mankada.P:75

48- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:32

49- الكاليكوتي، قاضي محمد ، ص:32

50- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:3

51- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:3

52- الكاليكوتي، قاضي محمد، ص:31

المصادر والمراجع

  1. المخدوم، الشيخ أحمد زين الدين بن محمد الغزالي. تحفة المجاهدين في بعض أحوال البرتغاليين. 1985. بيروت: مؤسسة الوفاء، بدون تاريخ. مطبوعة.
  2. المخدوم الكبير زين الدين بن علي. تحريض أهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان. كاليكوت: قسم اللغة العربية كلية فاروق، 2008. مطبوعة.
  3. الكاليكوتي، قاضي محمد بن عبد العزيز. الخطبة الجهادية. مخطوطة.. بدون تاريخ.
  4. —. الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين. كاليكوت: مكتبة الهدى، 1996. مطبوعة.
  1. Aziz, Prof: Mankada Abdul.Al Fathu-al-Mubeen Translation (Malayalm). Calicut: Alhuda Books, 1996. Printed
  2. Bahauddin, Prof.K.M. Kerala Muslims the Long Struggle. Kottayam: Published by Author, 1992. printed.
  3. Robinson, Francis. Islam and Miuslim History in South Asia. New Delhi: Oxford University Press, 200. Printed
  4. Shah, Syed Mohideen. Islam in Kerala. Trichur: Muslim Educational Association, 1972. Printed
  5. Sharafudeen, Dr. Muslims of Kerala a Modern Approach. Trivandrum: Kerala Historical Society, 2003. Printed
  6. Subrahmanyam, Sanjay. The Portuguese Empire in Asia, 1500-1700: A Political and Economical history. New York: Longman Group UK Limited, 1993.
  7. Vallikkunnu, Balakrishnan. Mappila Literature andMuslim reformance(Malayalam). Calicut: Yuvatha Book House, 2008. Printed.
  8. V, Kunhali. Sufism in Kerala. Calicut: Publication Division University of Calicut, 2004. Printed.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *