خطاب ‘العنف الرمزي’ في النقد العربي المعاصر: قراءة في تلقّي الباحثين العرب لكتاب ’المرايا المحدّبة‘

 د.عمر زرفاوي 

تضيء هذه الصّفحات جانبا مهمّا من جوانب عديدة لمعركة” نهاية القرن العشرين” بين الدكتورين؛ “جابر عصفور” و”عبد العزيز حمودة”، وستكون البداية بالتساؤل حول توقيت هذه استدراكات وتصويبات ومراجعات الدكتور “عصفور” التي جاءت في أعداد متتالية لمجلة” العربي” الكويتية(1)- على الرغم من فائدتها العلمية التي لا تجحد- وعن سرّ استبدالها في حينها بالرّدود الحادة والعنف الرمزي؟

وقبل أن نبدأ في تتبع ظاهرة “العنف الرمزي” التي خلص إليها السجال النقدي بين” عبد العزيز حمودة”، وبين أساطين الحداثة في الوطن العربي، وتقصي نتائجها على المشهد النقدي العربي المعاصر نفيد القارئ بحقيقة استقطاب الجزء الأول من الثلاثية ؛ كتاب “المرايا المحدبة، من البنيوية إلى التفكيك ” (1998) للقسط الأوفر من تلك المقاربات ، وبخاصة الفصل الأول من الكتاب، فهو فصل سجالي اعتبره أقطاب الحداثة تطاولا عليهم ، وسخرية من منجزهم، وتسفيها لأحلامهم، فقد وصف “حمودة” الحداثة النقدية العربية بأنّها ولدت لقيطة، وتكرّر في خطابه النقدي عبارات من قبيل “نغمة الادّعاء المبالغ فيه” ، و” لا يكفي الادّعاء الأجوف”.وبلغ به الأمر مبلغ تحدي أولئك الأقطاب في تحديد معالم تلك الحداثة العربية المزعومة التي أنتجوها(2).

إنّ المتصّفح لما كتب من ردود على كتاب” المرايا المحدّبة، من البنيوية إلى التفكيك” (1998م) للدكتور” عبد العزيز حمودة ” يجد أن أغلبها للتّحديثييّن العرب ومريديهم، ويلحظ إجماعهم على الطّابع التّهكميّ للكتاب ونَقْدِ صاحبه الجارح ، وبخاصة فصله الأوّل الذّي اعتبره أقطاب الحداثة تطاولا عليهم ، وسخريّة من منجزهم، وتسفيها لأحلامهم.

وبسبب الطّابع السّجالي الذّي ميّز فصله الأوّل اقتصرت مناقشات أساطين التّحديث وحوارييهم على ردّ الهجوم الشّرس للدكتور” حمودة”، ولعلّ أوّل من بادر إلى الرّد على أطروحات الكتاب الناقد المفكّر “جابر عصفور”، وذلك لورود اسمه أكثر من مرّة « شاهدا على الاضطراب الذي وقع فيه نقاد “الحداثة”؛ منظّرين ومطبّقّين وما أشاعوه في فهمهم “البنيوية “خاصة ثمّ التفكيكية، وتبنيهم إيّاها مدرسة أدبيّة أساسيّة للنقد الأدبي العربي الحديث»(3).

1- “جابر عصفور”: حمودة/عقلية قديمة وتقليدية    

وعند صدور كتاب “المرايا المحدّبة، من البنيوية إلى التفكيك”(1998) كتب الدكتور “جابر عصفور” قائلا:« وعقلية عبد العزيز حمودة عقلية تقليدية تشبعت بنقد قديم فلم تستطع فهم الحداثة، وفي كتابه خلط بين الحداثة كاتجاه والنظريات النقدية، فوضع كل الأشياء في سلة واحدة، لأن عقليته غير قادرة على فهم المدارس الجديدة، ولأنّه لم يحدث لديه تراكم معرفي، ولم يقرأ ما يكفي من البنيوية والتفكيك، ومن هنا ظل كلامه على السّطح …»( 4).

تنطق مقولة “عَصفور” أو تكاد بوصايته على الحداثة(5)، فبفضله دخل “حمودة ” عالمها، ولولاه لما فعل ولا فكَّر في ذلك، وكأن ما قضاه الرجل من سنين في تدريس الأدبين الإنجليزي والأمريكي، وما شبّ عليه من معارك أدبية دفاعا عن رواج المدرسة التحليلية (مدرسة النقد الجديد الأنجلو أمريكي)في البيئة الثقافية العربية آنذاك لا علاقة له بالحداثة.

وفي إيراد “جابر عصفور” قضايا تتعلق بشخص “حمودة” يتجلى ذلك العنف الرمزي ، فقوله:« وأظرف من ذلك أنّ كتاب” المرايا المحدبة “الذي دخل به “عبد العزيز حمودة” معركة البنيوية التي انتهت منذ مظاهرات الطلبة في فرنسا عام(1968)،وظهر كأنّه ذهب إلى الحجّ والنّاس عائدون»(6).يكشف الرغبة الأكيدة والنية المبيّتة عند صاحب” المرايا المتجاورة ” في جرّ السجال النقدي بينه وبين الدكتور “حمودة” إلى منطقة الخلاف الفكراني (الأيديولوجي)حول قضية “المثاقفة” مع النقد الغربي إلى درجة التسليم باتّخاذ الدكتور” عصفور”، وغيره من أقطاب الحداثة “العنف الرمزي” مطيّة لأدلجة المعركة النقدية، أين يسهل على أقطاب الحداثة التدليل على رفض “حمودة” لفعل التثاقف الحضاري، ومعاداته للتقدّم، وبالإضافة إلى ذلك كلّه فهو قول ينطق برؤية تصنيفية جعلت من” حمودة “رائد حداثة سلفيّة، رافضة لكلّ انفتاح على الثقافة الغربيّة. وبذلك نجح أقطاب الحداثة في إخراس كثير من المختلفين معهم، باتّهامهم بالجهل وعدم القدرة على استيعاب الجديد، والعزلة عما يحدث في آفاق الثقافة الأوروبية المعاصرة عامة، وآفاق الفكر النقدي خاصة، وهي تهم ومزايدات كثيرا ما لوّح بها أقطاب الحداثة في وجه كلّ من يفكّر في العزف على وتر الخصوصيّة الحضاريّة، والتحيّز المعرفي للثقافات الإنسانيّة. ولكن كيف السبيل إلى إسكات الدكتور “حمودة” وأقطاب الحداثة وعلى رأسهم الدكتور “جابر عصفور” يعلمون أنّه خريج جامعة “كورنيل” ودارس متأهل في إحدى اللغات الأجنبية، ومحلّل لآدابها لعقد ونيّف؟

 من هنا يصبح التساؤل مشروعا عن سرّ إفراط صاحب “المرايا المتجاورة” في كيل التهم، والمبالغة في شخصنة الخطاب النقدي، وقد كان المأمول أن يتجه نقده إلى مناقشة بعض الإشكالات النقدية الحاسمة التي طرحت في الجزء الأول من ثلاثية “حمودة”؟

قد يجيبنا أحد مريدي الدكتور “جابر عصفور”- وما أكثرهم(7) في السّاحة النقدية العربية- ليحاول تبرير ذلك العنف الرمزي بمواقف التيارات الفكرية العربية المختلفة من قضية المثاقفة ومحاولات الإفادة من الحداثة الغربيّة، فبينما تصدر مواقف أقطاب الحداثة عن رؤية تحديثية مدماكها نقل النموذج الثقافي الغربي بمختلف تنوعاته، والعمل على استزراعه في البيئة الثقافية العربية، وإيمانهم الرّاسخ بمقدرته على تحقيق الإقلاع الحضاري ينافح عدد من المفكّرين والنّقاد والباحثين، يتقدّمهم الدكتور “حمودة” عن مقولة” التّحيّز” في المعارف البشرية بعامة، والنقد الأدبي بخاصة، مؤكّدين في أكثر من مناسبة تَبَطُّنَ مختلف المعارف البشرية أنساقا متحيّزة لبيئاتها تجعل من محاولات نقلها خارج موطنها الأصلي قضية شائكة، ومدافعين عن رؤية نقدية حضارية ترى أن محطة الإقلاع الحضاري تبدأ من نقد النموذج الثقافي الغربي، وكشف تحيّزاته لمواطن تخلّقه وبيئات نشأته.

وعندما نعرف من “محمود الربيعي” أنّه،ومنذ السبعينات من القرن[الماضي]، وأصوات من استراحوا لتسميّة أنفسهم بـ (نقاد الحداثة)تتعالى، ورقعة نفوذهم- عن طريق تولّي بعض المناصب الرسميّة – تتسع، وظهورهم في وسائل الإعلام يتزايد، وارتباطهم بالمسؤولين الرسميين عن الثقافة يتوّطد ندرك أن القول بوحدة الثقافة الإنسانيّة وعالمية الفكر الغربي مقولة تبريريّة اعتمدها التحديثيون العرب لتبرير وضعهم الفكراني الخاص.

وضع فكراني يجسّده تشابك رؤية التحديثيين العرب مع مختلف مؤسّسات الثقافة في الوطن العربي بعامة، وفي مصر بخاصة، وتجنيد منابرها الإعلاميّة(8) لإسكات الخصوم وتكميم أفواههم، فقد نحّى الدكتور “عصفور” – كما يقول أحد المتعاطفين مع الدكتور “حمودة- والمعجبين بمنجزه- «لغة النقد في بعض استعراضاته وكذا مناهجه جانبا، وراح في خطابيّة مدرسيّة وهو متكئ على- كرسيّ المجلس الأعلى- مستخدما لغة تلاميذ المدارس السّياسية الذّين يزرعون في السّرادقات- لزوم الهتاف والتسخين والتّخديم»(9).

وبتأمل حديث صاحب “المرايا المتجاورة” عن البنيوية ونهايتها منذ مظاهرات الطلبة في فرنسا (1968)تتأكّد وصايته على الحداثة، فهو الذّي يعلن نهاية الجدل حولها في البيئة الثقافية العربية، ولا يحقّ لأحد أن يعود لمناقشة جدوى الإفادة من البنيوية في تحديث التفكير النقدي العربي، والحقيقة التي يجب ألاّ ينساها الدكتور “عصفور” أنّ الجدل حول البنيوية لن ينتهي بازورارهم عنها ومواكبتهم (10)للموضات النقدية التالية لها، وإنّما سيظل ذلك الجدل مستمرا كلّما أثيرت إشكالية المثاقفة، وحتّى ولو كان ذلك من باب التأريخ لها.

فمثلما أبدى “شكري عياد”(11)،و”سعيد الغانمي”(12) موقفهما من البنيويّة؛ يحق لصاحب “المرايا المحدّبة” وغيره من المفكّرين والنّقاد والباحثين أن يصدعوا بآرائهم ومواقفهم تجاه أية مسألة ثقافية، ولا ينتهي الجدل حولها بموقف التحديثيين العرب منها، فمحاولات استزراع البنيوية في بيئات غير بيئة مغارسها الأولى لا تزال مثار جدل بين المشتغلين هذه الأيّام في حقل” نقد النقد”.والمثير للدّهشة أنّ ما صدر عن “حمودة” من أفكار وآراء سبق وأن تحدّث بها عدد من أقطاب التّحديث أنفسهم، فقد عَرَضَ الدكتور عزّ الدّين إسماعيل- رحمه الله- لعلميّة النقد، وعَرَّضَ بمن« يتصوّر أنّ عملية النقد قد أصبحت نوعا من اللغاريتمات؛ معادلات رياضية، وحسابات وإحصاء في بعض الاتجاهات ودخولا إلى المعامل»(13) ،وأكّد “سعيد الغانمي” في كتاب “معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة” أنّنا«عرفنا نقد البنيوية قبل أن نعرف البنيوية »(14). وكأن تلك الآراء والمواقف لا قيمة لها في ذاتها، وإنّما تتحدّد قيمتها بمن تصدر عنه.

وبمقارنة بسيطة يدرك القارئ الفارق الكبير بين تلك الأوصاف والاتهامات، وبين تقديم الدكتور “حمودة” للدكتور “جابر عصفور”- وهو يمهّد لمناقشة بعض تعريفاته للحداثة- ففي الفصل الأول من كتاب “المرايا المحدّبة” تتجلى عبارات التقريظ والتبجيل لصاحب “المرايا المتجاورة “،يقول “حمودة”:«حاولت التقاط الخيط من بدايته، فراجعتُ كتابات ناقد جاد، متميز، غزير الإنتاج ،وهو “جابر عصفور”، وهو في الحقيقة لا يدخر جهدا في تقريب الحداثة من المثقف العربي»،وهو تقريظ وتبجيل لاحظه قبل ذلك الباحث “محمود الربيعي”- وهو بصدد تقديم كتاب “المرايا المحدّبة” للقرّاء- سرعان ما تحول إلى «قدر من الرِّضا…عند الحديث[عنه]،و[عن]عزالدين إسماعيل لأن لغتهما في التعبير عن آرائهما الحداثية واضحة نسبيا»(15).

إن سيادة الرأي الواحد والصوت المفرد، وتعود الساحة النقدية على الأحادية في الرأي ورفض الاختلاف هي ما يبرر العنف الرمزي المصاحب للكتاب منذ صدوره، و في هذا الجو الفكري مثل أقطاب التحديث عقلا مؤازرا هيأ أرض الثقافة العربية لعملية التغريب القسري، فالتمترس وراء الأفكار المسبقة يصرف الفعل النقدي إلى منطقة بعيدة عن النقاش العلمي الهادئ، وعوض أن تظفر الحياة النقدية بمناقشة علمية منهجية يجني ثمارها القارئ المثقّف تنجح أطراف السّجال في شخصنة الفعل النقدي وأدلجته.فقد سُحِبَت أسلحة النقد – كما يقول “صبري قنديل”-إلى «الخطوط الخلفية، وصُدِّرت أسلحة الاتّهام على طول خطوط المواجهة، ولم تمنعها أخلاقيات الصَّدِّ والرّد المعتادة وغير المعتادة في مثل هذه المعارك من استخدام سلاح التصفية الممنوع نقديا وعلميا وتاريخيا ، وهو ما تُصِّر على استخدامه التوجهات التي تطلق على نفسها- حداثية- حيث أن من بدهياتها المزعومة في هذه المرحلة…التمرد على المعتاد حتى في أدبيات الحوار »(16).

2- المعرفة النقدية ومسألة التجنيس:    قراءة” مرتاض” و” حرب”

ومن خلال ردود المفكّر اللبناني” علي حرب” والناقد الجزائريّ” عبد الملك مرتاض” تتأكّد نيّة التحديثيين العرب في جرّ السّجال النقدي إلى منطقة الخلاف الفكرانيّ (الأيديولوجي)، وينكشف إصرارهم على اعتماد منطق التّصنيف، فالدكتور “حمودة” من وجهة نظر “حرب” و”مرتاض” ينتمي إلى تيار فكريّ يجنّس المعارف، وذلك بخلاف ما نافح عنه أقطاب التّحديث في الوطن العربيّ طويلا، فالدكتور “عبد الملك مرتاض” الذي أكّد في إحدى حواراته أنّ« المنهج عادة علميّ لا ينبغي أن نسبغ عليه صيغة الجنسيّة»(17)يقول عن إستراتيجيّة التفكيك( Déconstruction) :«إنّ نظرية التقويض باريسيّة المنشأ، فرنسيّة الفكر أساسا؛ ومن الصّعب على من لا يتقن اللغة الفرنسيّة إتقانا عاليا، ولم يتخرّج في إحدى جامعاتها، ولم يتشبّع أيضا بثقافتها، أن يزعم للنّاس أنّه فهم هذه النظرية وأحاط بها علما، وهو نتيجة لذلك، قادر على انتقادها، بكفاءة معرفيّة لا تدفع»(18).

إنّ تجنيس المعرفة النقدية تارة، ورفض تجنيسها طورا آخر موقف يتبطنّ من التّناقض الشيء الكثير، فمصطلح” نظرية” الذّي وسم به الدكتور “مرتاض” التفكيك أو التقويض- كما يفضل أن يترجمه – له من الدّلالة ما يناقض نسبته تلك الإستراتيجيّة النقدية إلى التربة الفرنسيّة والمحضن الباريسيّ ،فمصطلح” نظرية” يحيل على«الطابع الإنساني العالمي[لها]،فهي لا يمكن بحكم شمولها وكليّتها أن تكون قاصرة على جنس معيّن أو مكان محدّد، فالعلم يطمح لاكتشاف قوانين الكون والبشر، ومقولاته تتجاوز اللّغات والأعراق »(19) .

وهذا التّخبّط في المواقف والتناقض في الآراء هو ما انتهى بالدكتور “مرتاض” إلى ارتياد تلك تلك المنطقة البعيدة عن سنن النقد، ليتهجّم على أطروحات “حمودة” قائلا: « وحبذا لو انطلق ” حمودة ” من موقف حداثيّ نفسه، ومن خلفيّة معرفيّة تلتزم الموضوعيّة الصّارمة، والحياد العلمي المطلوب في مثل هذا الموقف، أمّا أن يعمد المرء إلى كتابة خطبة طويلة تشبه الوعظ والتوجيه. والدّعوة إلى تخلّف المعرفة، والتّشيّع إلى رفض الفكر الجديد، وإلى حمل النّاس على معاداة التّطوّر، وإلى عرض رمحه على أبناء عمومته مع ما يعلم الرجل من كثرة رماحهم. فذلك ما لا يمكن قبوله » (20).

أمّا “علي حرب” فقدّم قراءة لمرحلة” ما بعد التّفكيك”، مبديّا رفضه لما سمّاه بالعائق النّضالي عند الدكتور” حمودة”، ولفكرة تجنيس النقد التي تقف وراء مأزقه، فقال:«مثل هذا العائق النضالي يتجلى بشكل خاص لدى الناقد المصري “عبد العزيز حمودة”…فبعد عشرين عاما من الاستغراق في البحث والتّأمل يفسّر الدكتور “حمودة “العجز عن ابتكار منهج نقدي عربي أو إبداع نظرية نقدية عربيّة، بردّه إلى “غياب المشروع الثقافي العربي” على المستوى القومي، كما يرجعه إلى” انفتاح “الثقافة العربيّة على الثقافة الغربيّة؛ بحداثاتها المختلفة أو” المستوردة”، من غير حسبان ” الفروقات الجوهريّة” بين الثقافتين»(21).

لقد استنكر “حرب” طويلا من يجنسون المعارف والمفاهيم والأفكار، ونادى كثيرا بأن الأفـكار الـهامـة والخارقـة لا جنسية لـها وكـان آخرهـا في كتابه “الأختام الأصولية والشعائر التقدميّة، مصائر المشروع الثقافي العربيّ”، غير أنّ الأنسنة مفهـوم بالنسبة له ليس مفهوما كونيا وإنسانيا عاما ولّدته حركة الفكر والنظر والعمل والاشتغال «بل هو ابتكار واختراع غربي بامتياز، ينبغي الاعتراف بحقيقة الحقائق…فالأنسنة ما قبل حقوق الإنسان وما قبل الإبداع الغربي وحشية باسمها ارتكبت المجازر والحروب وإعمال القتل والدّمار»(22).

 “عبد الكريم درويش” و “حسام نايل”: حمودة/المتوّهم/المتزمّت/ الُمتشدِّد، المُتعجِّل:

وفي دراسته “فاعلية القارئ في إنتاج النص: المرايا اللامتناهيّة” يصف “عبد الكريم درويش” “عبد العزيز حمودة”(بالمتوهم)،و(الذي يتراءى)،فيقول: “يتوهم د. حمودة أن المسألة تتعلق بأي نص، وبأي قارئ…،والمسألة ليست متروكة على عواهنها كما يتراءى لـ. د حمودة”(23) . وينتهي ذلك الوصف الحامل للعنف الرمزي إلى رؤية تصنيفية ومنطق نقد تبريري، أضحى خلالها موقف صاحب “المرايا المحدبة” من أزمة إستراتيجية التفكيك موقف الُمتزمِّتين، والمُتشدِّدين، يقول “عبد الكريم درويش”:« والذي يسوقه (حمودة)بقوله :”إن التفكيكية فتحت الباب أمام فوضى التفسير” هو نفس الذي سوقه المتشددون (الغزالي، ابن الصلاح، ابن تيمية) في اختلاف قراءات القرآن»(24).

ولم يتوقّف الأمر عند حدّ تصنيف “حمودة “ضمن الُمتزمِّتين، والمُتشدِّدين، بل عاد “عبد الكريم درويش “إلى ممارسة العنف الرمزي، فوصف نقده(بالهجوم اللامبرر)،ووصفه(بالفاقد للبصر)، فقال:« ويتابع “حمودة” هجومه اللامبرر، وفيه من فقدان البصير الكثير(…)»( 25) ، ومع ذلك العنف الرمزي الُممَارس على شخص “حمودة”، يلحظ القارئ توظيف “عبد الكريم درويش” لقب “عميد” في أكثر من مرة، وفي ذلك ملمح سخريّة، وإلاّ فما الذي يبرّر إصراره على ترديد ذلك اللقب في أكثر من موضع من دراسته المذكورة حيث يقول:«(…)وهذا يعرفه جيدا عميد كلية الآداب في جامعة القاهرة (…)، ونحن نذكر الدكتور العميد بحياء(…)،فما قول عميدنا بهذه القراءات (…)،ونقول لعميد كلية الآداب سابقا(…)،هكذا نريد أن نذكر عميدنا أن (…) (26) ، فأي ّحياء يتحدث عنه “عبد الكريم درويش “بعد ما صنف “حمودة” مع المتزمتين والمتشددين، ووصفه بشتى الأوصاف(المُتوِّهم، الذي يتراءى له، الفاقد للبصر)؟

ويذهب” حسام نايل” – وهو يقدّم لترجمة كتاب “جاك دريدا وبول دي مان “إستراتيجيات التفكيك”- إلى مناقشة بعض ترجمات النّقاد والباحثين لكتاب “دريدا”(Of   Grammatology) وفي ختام تلك المناقشة قال: « وبصفة عامة، على القارئ توخّي الحذر الشّديد عند قراءته شروح بعض النّقاد العرب حين يتعاملون مع مستّجدات من قبيل التفكيك والنّقد الثقافي أيضا، نظرا لأنّها مستجدات ضاربة بعمق في مجالات معرفية عديدة لم يتوسّلوا إلى الإلمام بها حقّ التّوسّل، وليس حال الغذّامي من حال الأستاذ المصري “عبد العزيز حمودة (رحمه الله) في ثلاثيّته الشهيرة»(27).

يؤكّد موقف “حسام نايل” من ثلاثيّة” حمودة” إصرار التّحديثيين أقطابا ومريدين على فكرة تجنيس المعرفة النقدية في مواجهة أبناء عمومتهم- كما يقول” مرتاض- من المتأهلّين في الآداب الأجنبية أو لغاتها، وفي ما ذهب إليه” نايل” إشارة صريحة إلى أواصر التفكيك بالتربة الفرنسيّة ، وهي الأواصر التي اعتمدها الدكتور “مرتاض” قبل ذلك للحكم على موقف” حمودة” من تلك الإستراتيجية النقدية. كما تبرز بجلاء الوصاية المعرفية للتحديثيين وحوارييهم على الحداثة وما بعدها.

ولم يبتعد “حسام نايل” عن أساتذته من التحديثيين في موقفه من ثلاثيّة “حمودة”، بالإضافة إلى إبداء اعتراضه على الآراء المبثوثة في ثناياها من خلال ردّه على سؤال(28) للدكتور” عصفور” وصفه بالمتعجّل، فقال في مقدّمة ترجمته لكتاب” جاك دريدا وبول دي مان”، إستراتيجيات التفكيك”:«والآن ، وبعد مرور هذا الوقت الطويل، طالعت أوراق هذا السّجال ثانية، ثم قرأت الثلاثيّة الشهيرة بعد اكتمال حلقاتها، وأعدت النظر فيها غير مرة. فوجدت أن مشكلة الأستاذ “حمودة”( رحمه الله)- لو نحيّنا جانبا الموقف من موقفه، وأنا شخصيا أنّحي عدم اتّفاقي معه (والموقف المقصود هو الموقف من قضية التراث والحداثة، فالأسماء هنا مؤشّرات على مواقف منها )- تتلخص في نوع من التّعجّل الذي يغري قارئه بالحملة عليه، ولا يغري أبدا باستبعاده من سجال رصين حول قضية التراث والحداثة »(29).

ولم يكتف” نايل” بوصف “حمودة” بالمتعجّل بل أضاف في فقرة تالية وصفا آخر فقال: « ولعلّ تعجّله الصّارخ يقوم بدور مهمّ- من بين أدوار أخرى- في لفت الانتباه إلى خلاف آخر كامن بين ناصف وجابر عصفور، وهو الخلاف الأعمق والأكثر جدّية»(30).

 وخلال عرضه لكتاب “المرايا المحدبة”، زاوج الباحث “جمال شحيد ” بين نقد الكتاب، ونقد مؤلفه ، فقال عن مضمون الكتاب:«يحتاج نقد هذا الكتاب إلى كثير من التأني لأنه يصر على التوثيق، بالرغم من أنه يتعامل معه بانحياز ومراوغة في كثير من الأحيان، إنّه كتاب سجالي لا سيّما في فصله الأول، إذ يظهر كأنه تصفية حسابات أحيانا، ولن أدخل في تفاصيلها، ولكنه استقرأ النصوص البنيوية والتفكيكية الغربية بشيء من الموضوعية»(31)، وفي ختام عرضه للكتاب قال الباحث: «وخلاصة القول إننا نستشف من كتاب الدكتور حمودة أنه في المحصلة ينادي بشكل لا مباشر إلى العودة إلى النقد الكلاسيكي بعد أن دارت السنون دورتها، فهده النكوصية لا تبشر بالخير، بل هي مؤشر من مؤشرات التراجع بدل التصحيح والتجاوز»(32).

وفي حواره النقدي مع الدكتور “فيصل دراج” عرَّض الدكتور “سعيد يقطين “بمرايا” عبد العزيز حمودة”؛ المحدّبة والمقعّرة، فأكّد- وهو يتقصّى مسارات النقد الأدبي العربي، ويستشرفَ آفاقه – أنها “مرايا باهتة”، مُلَمِّحًا إلى منطلقاتها المسبقة في تقويم التجربة النقدية العربية، قائلا:«من السهولة بمكان الجواب عن الأسئلة الأولى بناء على آراء جاهزة ومسبقة. كما أنه من الأسهل اتّخاذ موقف المعارض أو المؤيّد (مع/ضد)التجربة النقدية العربية خلال – قرن من الزمان من منظور حداثي أو تقليدي، ومن التحايل أيضا اتّخاذ الموقف الوسط الذي يسمح بالوقوف على علامات مضيئة، والإيماء إلى نقيضها، فهذا النوع من التقييمات،أيا كان الشكل، كثير، وهو في رأيي ليس سوى مرايا باهتة، ولا عبرة بالمقعّر منها أو المحدّب»(33).

وفي سياق رسمه لمعالم الخطاب النقدي العربي، وتتبّع مساره المعرفي من النقد إلى نقد النقد عرض الباحث “محمد مكاكي” لكتابي “المرايا المحدّبة”، و”المرايا المقعّرة”، فقال:«ويكمن الإشارة في هذا السياق إلى كتابيّ الدكتور “عبد العزيز حمودة”؛ المرايا المحدبة، والمرايا المقعرة اللذين ضمنّهما نقدا جارحا للحداثة بما أفرزته من مناهج، محاولا التأسيس لنظرية نقدية عربية»(34).

خاتمة

ويبدو أن رجوع “حمودة” إلى السّاحة النقدية قد أربك المشهد النقدي الحداثي في الوطن العربي، وهزّ الأرض من تحت أقدام روّاده ،فأغلب الانتقادات التي وجّهت لحمودة ومنجزه النّقدي في كتابات النقاد والباحثين هي أقرب إلى ردّات الفعل التي لا توازي الفعل نفسه، حتّى يكاد يصدق قول “علي حرب”:” فمن ننتقده قد يخترقنا بكلامه خصوصا إذا كان نقدنا لا يوازي أقواله من حيث القوة والألمعيّة”(35).فلا مجال إذا للإنكار أن أعمال “حمودة” قد تركت أثرها وأحدثت صداها في الأوساط النقدية والأكاديمية،فبعد العبارات المشحونة بمعاني الإقصاء والعنف الرمزيّ نجد “عبد الكريم درويش” يقول في دراسة تالية ألقى فيها بعض الأضواء على المصطلح النقدي:«وإذا كنّا نتقف وصاحب هذا الكتاب القيّم الثّريّ بشروحاته وانتقاداته الذّكية، والغنّي بالتقاط المفارقات السّاخرة اللّمّاحة »(36).

وهكذا تظل ظاهرة “العنف الرمزي” شاهدا على تأزّم التفكير النقدي العربي المعاصر، فما من سجال فكري أو جدل نقدي يندلع إلا ويكون “النفي المتبادل ” أهم نتيجة يخلص إليها، وللقارئ أن يعود إلى كتاب “الماهية والعلاقة ، نحو منطق تحويلي”(37)ليقف على ما سماه “علي حرب” “النفي المتبادل وإمبريالية المشاريع “بين “محمد عابد الجابري” و”جورج طرابيشي”، ناهيك عمّا حدث بين “الغذامي” و” محمود أمين العالم”(38)، وما مارسه “أدونيس” من “نفي وإلغاء واختزال “لمجهود” الجابري “في نقده للعقل العربي (39)، يُضاف إلى ذلك كله تجاهل” عبد العزيز حمودة” للباحث العراقي” فاضل ثامر” وكتابه “اللغة الثانية، بحث في إشكالية المنهج والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث”(40).

الهوامش والإحالات

(1)- كتب الدكتور “جابر عصفور” ثلاثة مقالات يستدرك ويصوّب ويراجع فيها” المرايا المحدّبة” في مجلة” العربي “الكويتيّة ، وجاءت تواليا في الأعداد التالية:(ع644 يوليو 2012 ،ع645 آب 2012،ع646 سبتمبر2012)، وعنون الأولى بـــ( استدراكات بنيوية).والثانية بـــ (تصويبات بنيوية)، والثالثة بــ ( مراجعات بنيوية).

(2)- عبد العزيز حمودة، المرايا المحدبة(من البنيوية إلى التفكيك)،سلسلة عالم المعرفة، ع232،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أبريل/ نيسان 1998،ص 08.

(3)- محمد أحمد البنكي، دريدا عربيا، قراءة التفكيك في الفكر النقدي العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان ،ط1 ، 2005 ، ص 266.

(4)- جابر عصفور:« لا أعمل في الحكومة الإسرائيليّة»، حوار أجراه معه “إبراهيم داود “مجلة” الأهرام العربي” ، القاهرة، س2، ع62 ، 30 ماي1998 ،ص ص 66 – 69.

(5)- ما يؤكّد تلك الوصاية قول “عصفور”:« كنت العميد المساعد للأبحاث والشئون الثقافية في الكويت، وجاءني د، عبد العزيز، وطلبت منه أن يحاضر في أيّ موضوع، وليكن الحداثة، وأعرته بعض الكتب الإنجليزية من مكتبتي، وكانت فرصة لكي يدخل عالم الحداثة.. لكنّه للأسف دخل عالمها بعقلية قديمة وتقليدية.. ومن هنا لم يحدث حوا ر، وعقلية عبد العزيز حمودة عقلية تقليدية تشبعت بنقد قديم فلم تستطع فهم الحداثة ،وفي كتابه خلط بين الحداثة كاتجاه والنظريات النقدية، فوضع كل الأشياء في سلة واحدة، لأن عقليته غير قادرة على فهم المدارس الجديدة، ولأنّه لم يحدث لديه تراكم معرفي ،ولم يقرأ ما يكفي من البنيوية والتفكيك ،ومن هنا ظل كلامه على السّطح… ».

(6)- الدكتور “عبد العزيز حمودة “صاحب الكتاب الذي أحدث ضجّة: الناقد الحداثي يشّد النص على آلة تعذيب”، حوار أجراه معه “كريم محمد”، الملحق الأدبي لصحيفة “المدينة”، السعودية، (الإربعاء17جمادى الثانية1419هـ / الموافق لـ07 تشرين الأول /أكتوبر 1998، ص18 – 19.

(7)- المنطقي أن يتقلص مريدوه بعد انتكاسة التنوير على يديه، التنوير الذي ناضل من أجله طوبلا، وذلك بعد قبوله الوزارة في حكومة “أحمد شفيق” التي اجتثتها ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.وقد كانت أعناق الجماهير الثائرة مشرئبة لترى مثقفا من وزنه ينحاز إلى ثورة تطالب بالحرية لكنه انحاز إلى نظام كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.

(8)- تشابك وتواطؤ سخرت من خلاله تلك المؤسسات الثقافية والمنابر الإعلامية لخدمة الوضع الإيديولوجي للحداثيين العرب وتبريره، ولا أدل على ذلك من تصريح الدكتور حلمي قاعود لحصة” الشارع” التي بثتها قناة (مصر25) بتاريخ(1 جوان 2013) حيث قال: “هيئة قصور الثقافة كانت تطبع لليساريين وتهمل الأدباء الإسلاميين” ، ناهيك عن رأي الدكتور “محمود الربيعي” السابق الذكر. وقول حمودة رادّا هجمة الدكتور عصفور: « وقد كانت هذه التهمة مثار سخريّتي وقد ضحكت ملء شدقي عندما قرأت هذه التهمة التي تشير بالإفلاس عند صاحبها، لسبب بسيط، فإذا كانت البنيويّة قد انتهت منذ عام1968،لماذا فتحوا لها بوقا “مجلة فصول”، وهو بوق كان كبيرا ومؤثرا، منذ عام 1980…، وأنّ الذي ذهب إلى الحجّ بعد عودة الحجيج حقّا من يزال يدعو حتّى اليوم إلى البنيوية».

(9)- صبري قنديل، رياح الانشطار، قضايا ومعارك أدبية ونقدية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، ط1 ، 2002 ،ص263.

(10)- يقول مطاع صفدي عن تلك المواكبة للموضات في ندوة “الفكر العربي ومشكلة المنهج”: “كما لو أنّ حركة الفكر العربي تدور، منذ عشرات السنين في ما يشبه الحلقات المفرغة: من تبنّ لتيار ولمنهج، ثم التّخلي عنه لمصلحة تيار معاكس، ثم العودة إلى الأوّل ثم قفزة إلى تيارات أخرى، وهكذا دواليك”.

(11)- في مقال له بمجلة فصول، م1، ع2، يناير 1981، حمل عنوان “موقف من البنيوية”.

(12)- في كتاب مشترك له مع “علي عواد” و”عبدالله إبراهيم” عنونوه بـ”معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة”. (13)- عزالدين إسماعيل، ندوة اتجاهات النقد الأدبي، مجلة فصول،م1،ع2،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، يناير 1981، ص214.

(14)- سعيد الغانمي(مشترك)،معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، المغرب،ط1،1996، ص75.

(15)- محمود الربيعي، النقد الأدبي و(ما إليه)، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2001.ص158. (16)- صبري قنديل، رياح الانشطار، قضايا ومعارك أدبية ونقدية، ص268.

(17)- جهاد فاضل، أسئلة النقد،(حوار مع النقاد العرب)، ص216.

(18)- عبد الملك مرتاض، في نظريّة النقد، متابعة لأهم المدارس النقدية ورصد لنظرياتها، دار هومة، وهران، ط1 ، 2002 ، ص 38.

(19)- صلاح فضل: «مصطلح مغلوط»، مجلة المنهل،م57،ع350، المملكة العربية السعودية، فبراير/مارس 1996،ص16

(20)- عبد الملك مرتاض، في نظريّة النقد، متابعة لأهم المدارس النقدية ورصد لنظرياتها، ص39

(21)- علي حرب، هكذا أقرأ ما بعد التفكيك”، المؤسّسة العربية للدّراسات والنشر، بيروت، ط 1 ،2005، ص127.

(22)- زينب إبراهيم شوربا: «لا تكن أنت هو شعار إنسانك التواصلي، قراءة في “حديث النهايات لعلي حرب”، مجلة المنطلق الجديد،ع4،مؤسسة الفلاح، بيروت، ،شتاء، ربيع 2002، ص185.

(23)- عبد الكريم درويش:« فاعلية القارئ في إنتاج النص: المرايا اللامتناهيّة»، مجلة الكرمل،ع64،مؤسّسة الكرمل الثقافيّة، رام الله،فلسطين،صيف2000.ص265.

(24)- المرجع نفسه، ص266

(25)- المرجع نفسه، الصفحة نفسها

(26)- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

(27)- حسام نايل، مقدّمة كتاب” جاك دريدا وبول دي مان، استراتيجيات التفكيك مع مناقشات جوناثان كلر وميشل رايان، أزمنة للنشر والتّوزيع، عمّان، الأردن،ط1، 2009، ص17.

(28)- يحكي “حسام نايل” عن لقاء جمعه بالدكتور” جابر عصفور” لمناقشة بعض الأفكار عن دراسته في الماجستير، فيقول:« وفي نهاية المقابلة سألني عن رأيي في السّجال الدّائر فأجبت- بحماس حديث العهد بدريدا- معترضا على حمودة وأطروحته».

(29)- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

(30)- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

(31)- جمال شحيد:« المرايا المحدبة ومشروع الحداثة»، مجلة الموقف الأدبي، س30،ع351، دمشق، تموز 2000.ص137

(32)- المرجع نفسه،138.

(33)- سعيد يقطين ( مشترك مع فيصل دراج)،آفاق نقد عربي معاصر، دار الفكر، دمشق، سورية، ط1 ،2003.ص15.

(34)- محمد مكاكي:« الخطاب النقدي العربي، من النقد إلى نقد النقد»، مجلة “دراسات أدبيّة”،ع05،مركز البصيرة للبحوث، ربيع الأوّل 1431هـ / فيفري 2010،ص100.

(35)- علي حرب، الأختام الأصولية والشعائر التقدمية،( مصائر المشروع الثقافي العربي)، المركز الثقافي العربي، الرباط، المغرب،ط1، 2005،ص212

(36)- عبد الكريم درويش:« أضواء على المصطلح النقدي»، مجلة الكرمل ،مؤسّسة الكرمل الثقافيّة، رام الله، فلسطين ، صيف،ص201

(37)- في كتابه” مذبحة التراث” أنكر “طرابيشي” ما أنجزه الجابري حول “نقد العقل العربي”، واتّهمه بارتكاب مجزرة بحق التراث العربي الإسلامي، فكان رد “الجابري” متضمنا الإشارة إلى مسيحيّة “جورج طرابيشي”، وقد قرأ “طرابيشي” وآخرون العبارة وفهموا الإشارة ، فاعتبروا أنّ ردّ “الجابري” هو استهداف لطرابيشي في مسيحيته بالذات، بمعنى أنّه اتّهام له بأنّه يتدخّل في شأن لا يعنيه ،أو أنّه يتكلّم عن التراث العربي من خارجه. ولمزيد من الفائدة يمكن الرجوع لكتاب “علي حرب”: الماهيّة والعلاقة، نحو منطق تحويلي، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط1، 1998.

(38)- في كتابه “الموقف من الحداثة ومسائل أخرى “وصف “الغذامي” “محمود أمين العالم “بالألسني المتوّرط، واتّهمه بالخلط والتناقض، وكأنّه سلم من ذلك الخلط في مشروعه الألسني، ولمزيد من الفائدة يمكن الرجوع للكتاب المذكور أعلاه. وللتّعرف على ذلك الخلط والتناقض في مشروع “الغذامي” يمكن الرجوع لدراستنا: “الغذامي ومشروع النقد الألسني، قراءة في المرجع والمصطلح الإجراء “،المنشورة بمجلة “حوليات التراث”، جامعة مستغانم، ع7. 2007.

(39)- في سؤال لأدونيس عن رأيه في مشروع “نقد العقل العربي” للجابري، قال بنوع من تضخّم الذات:” ما قلته أنا في “الثابت والمتحول” أضفى فقط عليه الجابري الصبغة الأكاديميّة”.

(40)- جاء ذلك في إحدى الفضاءات النقدية على قناة “عمان” الفضائية، إذ سأل المحاوِر “عبد العزيز حمودة “عن كتاب الناقد العراقي “فاضل ثامر” “اللغة الثانيّة ،بحث في إشكالية المنهج والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث”، فردّ “حمودة” قائلا: “إنّه لا يعرف ناقدا اسمه “فاضل ثامر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *