حد الإيمائية بين المقصدية والدلالية: بحث في الماهية والمصطلح

السيد/سعيد فاهم  

النسق الإيمائي يطرح بعدا نفسيا وفلسفيا واجتماعيا وثقافيا وعاطفيا يشبه اللغة المنطوقة، لكنه صامت في حيثياته وبليغ جدا. وفي هذا الصدد، يقول إدوارد هال: “يعتبر الصمت اتصالا.” وقد أجمع الباحثون على أن كل ما فينا يتكلم، ويعبر بشكل مباشر وغير مباشر- التلقائي- والذي يتميز بالتعقيد والعمق.وكلنا نعلم أن نظرة تختصر ببلاغة حديثا بأكمله وربما تكون ذات تأثير أقوى، وكلنا عندما نشاهد شخص يتحدث لغة لا نعلمها نستطيع أن نفهم الكثير عن حالته من غضب أو فرح، أو خوف من خلال إيماءاته وكثيرا من الإيحاءات ضمن طيف من التنوع، والاختلاف نستخدمها يوميا في كل إيماءة، وهي تشكل أبجدية شديدة التنوع هائلة التعابير.

والاهتمام العلمي بهذه الأخيرة عرف مع خمسينيات القرن الماضي- في إطار علم لغة الجسد- أي أنه حديث الولادة نسبيا، وقد اقتصر على عدد قليل جدا من المختصين يعدون بالعشرات على مستوى العالم إلى حد الآن ونجد من بين هؤلاء الدكتور Edward. H.Hiss الذي تحدث أمام المؤتمر الطبي للتنويم المغناطيسي في جامعة كولاج أمريكا college American عن التوسع اللاشعوري لبؤبؤ العين حين تنظر إلى شيء مريح. وفي ارتباط الإيماءة بالمرسل والمتلقي تعتمد أيضا على البيئة الثقافية لكل مجتمع- الطابع الاعتباطي- وقلما تكون رسائلنا تلك رسائل شعورية؛ إذ غالبا ما نعبر عما نحن فيه من خلال إيماءاتنا فنرفع أحد الحاجبين للتعبير عن عدم التصديق، ونفرك الأنف دليلا على الدهشة أو الحيرة، ونرف بإحدى العينين كتعبير عن الألفة، ونلطم على الجبهة دليلا على النسيان. والإيماءات كثيرة ومتنوعة المواضع والمواقف التي يكون فيها الإنسان كما تصدر منه إيماءات مختلفة الشكل، ومتنوعة الهدف بعضها مقصود، وبعضها الآخر شبه مقصود. ودراستها يكون مزيجا بين إيماءات عديدة ضمن مجال رحب يبدأ بالحركات المقصودة، وينتهي باللاشعوري أو اللاواعي منها. ولفهمها وتأويلها يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الفروق الثقافية والبيئية. رغم تجاوز حدود الثقافات لبعضها كأفلام شارلي شابلن الصامتة المفهومة، والتي تدخل البسمة والضحك والمرح لجميع الشعوب.وعلى حد تعبير عبد الرحمن إبراهيم يكون دراستها ضمن مجال رحب يبدأ بالإيماءات المقصودة وتنتهي باللاشعوري منها. وبذلك تكتسي الإيماءة أهمية كبرى في حياتنا اليومية، ويبرز دورها بقصد أو دون قصد في كشف ما لا تستطيع الألفاظ تعبيره كالمشاعر أو المواقف.

في هذا الصدد يطرح إشكال في تحديد إرادية أو لا إرادية هذه الإيماءات، ومن هذا المنطلق يجدر بنا أن نقدم تعريفا مقتضبا للإيماءة والمصطلحات المصاحبة لها أو بالأحري الكلمات التي تدور في فلك الإيماءة أي الحقل الدلالي لها.

تعريف الإيماءة:

– ينص المعجم على أن الإيماء يعني الإشارة بأعضاء الجسم مثل: الرأس، الكف، العين والحاجب تقول أومأ إليه يومئ إيماء، وومأ، يمأ، ومئا أي أشار.

يقول العرجي:

أومت بكفيها من الهودج

                                لولاك هذا العام لم أحجج

قال آخر:

فقلت السلام فاتقت من أميرها

                فما كان إلا موؤها بالحواجب

وللبيت رواية أخرى كما يلي:

أرادت كلاما فاتقت من رقيبها

     فلم يك إلا موؤها بالحواجب

نجد أن الإيماء قد يرتبط بإشارة الرأس خاصة، قال الليث: “تقول العرب أومأ برأسه أي قال: لا.”

ونجد أن المعجم يفرق بين الإيماء والإيباء، فيعني اللفظ الأول الإشارة لمن أمامك بأصبعك تأمره بالإقبال ويعني اللفظ الثاني الإشارة لمن خلفك بأصابعك مفتوحة خلف ظهرك تأمره بالتأخر عنك.1

بعض المصطلحات المصاحبة:2

* الإشارة: يعد لفظ أو مصطلح الإشارة، من أكثر الألفاظ استعمالا للتعبير عن التواصل الجسمي وينص المعجم على أن الإشارة هي الإيماء، ويكون ذلك بالكف والعين والحاجب، تقول: أشار الرجل يشير إشارة إذا أومأ بيده أو عينه أو حاجبه، كما تقول: شور إليه يشور تشويرا أي أومأ إليه.

– ونجد ابن رشيق يخصص بابا في كتابه العمدة، يحل عنوان الإشارة وينقل عن الجاحظ قوله: ومبلغ الإشارة أبلغ من مبلغ الصوت، وهذا باب تتقدم فيه الإشارة الصوت.

ويقول الجاحظ الذي ذكر قول بعض الشعراء:

أشارت بطرف العين خيفة أهلها

           إشارة مذعور ولم تتكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا

                          وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

وكما فطن اللغويون والبلاغيون القدماء إلى هذه الظاهرة وبينوا أهميتها ودورها في الكلام نجد بعض الأصوليين يلفت النظر إلى وظيفة الإشارة في التواصل، يقول الفخر الرازي: ” السبب في وضع الألفاظ أن الإنسان وحده لا يستقل بجميع حاجاته بل لابد من التعاون ولا تعاون إلا بالتعارف ولا تعارف إلا بالأسباب كحركات أو إشارات أو ألفاظ توضع بإزاء المقاصد.”3

– جاء اللفظ في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فأشارت إليه قالوا كيف نكلم في المهد صبيا”(مريم:29 ) يقول أبو حيان في تفسير الآية: “…الإشارة معروفة تكون باليد والعين والثوب والرأس والفم. وأشار: ألفه منقلبة عن ياء، يقال تشايرنا الهلال للمفاعلة، وتشايرنا تبادلنا الإشارة ”

– جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تحدث اتصل بها، أي وصل حديثه بإشارة تؤكده فقد كان يشير في الصلاة، أي يومئ باليد والرأس، ويأمر وينهى بالإشارة كما جاء في الحديث أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أشار بكفه أشار بها كلها، أي أن إشارته كلها مختلفة فما كان منها في ذكر غير ذلك كان يشير بكفه كلها ليكون بين الإشارتين فرق.

الرمز: ينص معجم الصحاح على أن لفظ الرمز يعني الإشارة والإيماء بالشفتين، والحاجب، كما ينص لسان العرب على أن اللفظ يعني تحريك الشفتين بالكلام دون الجهر بالصوت.فالرمز أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفية، جاء اللفظ في القرآن الكريم على لسان زكريا في قوله تعالى: ” قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا” (سورة آل عمران: 41) ونجد لفظا آخر يشتجر بالرمز، وهو الترميز بمعنى الحركة، تقول ترمز الرجل وارتمز إذا تحرك من مجلسه أو قام للمشاحنة، والرميز الرجل كثير الحركة.

* اللمع: يعني اللفظ الإشارة الخفيفة أو السريعة، ومن ذلك قولهم: أسرع من لمع الأصم، لأن الأصم يكتفي من الإشارة بلمعة خفيفة حتى يفهم عنه.

قال ابن الأعرابي: معنى قوله لمع الأصم: أي كما يلمع الأصم بإصبعه إذا أشار بها، لأنه يتوهم غيره أيضا أنه لا يسمع، جاء في حديث زينب: رآها تلمع من رواء الحجاب، أي تشير بيدها. اللمع أيضا الإشارة بالشيء تقول لمع الرجل بثوبه وسيفه أي أشار بهما.

* الوحي: الإشارة في خفاء، تقول وحيت الى فلان أحي إليه إحياء وأوحيت إليه أوحى إيحاء أشرت إليه وأومأت، ومن ذلك قوله تعالى: ” فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا”(مريم :11 ). يقول أبو حيان في تفسير الآية: أي خرج زكريا عليه السلام من مصلاه على الناس يأمرهم بالصلاة إشارة، وأوحى إليهم أي أشار.

* الومض:يعني اللفظ الإشارة الخفيفة مثل الوحي، وهو مأخوذ من قولهم أومض البرق وومض وومضا ووميضا إذا لمع لمعانا خفيا ولم يعترض.

جاء في الحديث هلا أومضت إلي يا رسول الله، ومن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:

ولما التقينا بالثنية أومضت

مخافة عين الكاشح المتنمم

ومن ذلك أيضا قول بعضهم لزائر رآه يومئ إلى امرأته:

لا أحب النديم يومض بالعين

  إذا ما خلا بعرس النديم

الطابع القصدي والتلقائي- الدلالي- :

من البديهي، أن الإنسان في حياته اليومية تصدر عنه أنساق إيمائية، وإشارية أو حركاتية مختلفة الهدف، ومتنوعة الشكل، وغنية دلاليا، منها ما يكون عن وعي وشعور، أو دون وعي أي لاشعورية.

وفي هذا الصدد، يبرز اتجاهان ركزا في البحوث السيميولوجيا على الخوض في قصدية العلامة من عدمها، وتحديد ما يكون منها محل الاهتمام السيميولوجي، ألا وهما تيار سيمياء التواصل وتيار سيمياء الدلالة.

1- يجمع أصحاب النظرة التواصلية للعلامة، و على رأسهم ايريك بويسنس أن:

” السيميولوجيا يمكن أن تعرف باعتبارها دراسة طرائق التواصل، أي دراسة الوسائل المستخدمة للتأثير على الغير، والمعترف بها بتلك الصفة من قبل الشخص الذي نتوخى التأثير عليه.”4

ويضيف بريتو قائلا:” على السيميولوجيا أن تعتني بالوقائع القابلة للملاحظة المرتبطة بحالات الوعي هذه، حيث يتعرف الشهود على القصد منها.”5

بمعنى أن السيمياء ترتبط بالوحدات التي تتوفر على قصد التواصل، وإرادة المرسل التأثير في الغير.

بذلك لا يمكن لدليل أن يكون أداة تواصلية قصدية، ما لم تشترط التواصلية الواهية.6

لتكون هذه النظرة للتمظهرات البسيطة للعلامة، والتي تخلو من القصد، والتي تدرك بصفة تلقائية فيها تأثير للغير دون إرادة ذلك- أمارات – بل أصحاب هذا الاتجاه يرون أن العلامة تتكون من الدال والمدلول والقصد. حيث يرى كل من مونان وايريك بويسنس أن القصد التواصلي حاضر في الأنساق اللغوية، وغير اللغوية.7

2- من جانب آخر، يطرح إشكال مهم يتمثل في: هل يمكن القول إن الأنساق على اختلافها والمعنية بإقامة ترابط اجتماعي تتمتع بشفافية واضحة، نقية منسجمة؛حيث لا تتعرض لأي ضجيج؟

وللإجابة عن هذا التساؤل، نقول إن النسق الاتصالي يكون مرفقا دائما بدلالة أو إيحاء، حيث يتطفل على المعنى الأصلي معاني إضافية تكون ضمنية في أغلب الأحيان، فالتواصل يتحقق عبر علاقة تربط العلامة بالمتلقي مما يمثل لحظة انكشاف الدلالة، ويسمح للقارئ بالتعرف على محتوى العلامة التي تصرح بمدلولها الأولي، لتمكنه في مراحل تالية من كافة أسرارها.8

بمعنى أن المسار السيميائي حسب هذه النظرة، يتكون من دال ومدلول.9 ولا تتحدد بالضرورة بما هو في وعي الطرفين.والفعل التواصلي كما يقول بارث كتابة مشوشة.

كيفية ورود الإيماءات:- قصدية وتلقائية -:

الأفعال التي يكون بها الجسد – actions – وتقسم إلى:

* أفعال ولادية: تخلق معنا عند الولادة، وهي الأفعال البيولوجية التي يقوم بها الجسد والتي يشترك فيها جميع البشر بدون أي اعتبار لانتماءاتهم اللغوية، وهنا نستطيع أن ندرس لغة الأطفال، كيف نستطيع أن نفهم الطفل، كيف يشترك الأطفال في التعبير عن جوعهم وأوجاعهم ومتطلباتهم.

* أفعال مكتشفة : وهي الأفعال الشخصية التي يكتشفها الإنسان في ذاته.

* أفعال مكتسبة : وهي الأفعال المكتسبة التي يتعلمها الإنسان بلا وعي، وهنا يكون للبيئة المحيطة دورا كبيرا في هذه الأفعال .

* أفعال تدريبية : وهي الأفعال التي يدربها، ويعلمها جيل بعد جيل، أي يتعلمها الإنسان بوعي، وهنا أيضا البيئة المحيطة هي صاحبة الدور.

* الأفعال المختلطة : وهنا أفعال قد تبدو للبعض مكتسبة، وقد تبدو تدريبية أو تكون للبعض مكتشفة وللبعض تدريبية، وهكذا.

ملامح الوجه gestures: وتقسم إلى:

* ملامح عرضية: وهي الملامح التي توافق الكلام، وتكون عفوية تظهر مع العبارات اللفظية كمتمم للمعنى.

* ملامح تعبيرية: وهي الملامح البيولوجية التي تظهر على الوجه، وتعبر عن حالة عصبية معينة.

* ملامح تقليدية: وهي الملامح التي يقوم الإنسان بتقليدها لتأخذ شكل معين تقليدي.

* ملامح رمزية: وهي الملامح التي تظهر على وجه الإنسان لا إراديا لتفك رموز شخصيته أو مزاجه أو نفسيته.

* ملامح تقنية: وهي الملامح التي يرسمها الشخص على وجهه بحسب متطلبات معينة أو مهنة معينة . مثلا: ملامح الطبيب عندما يشخص مريضه أو مثلا الأستاذ عندما يشرح الدرس.

• الملامح ذات الرسائل المتعددة : وهي الملامح التي تنقل أكثر من تعبير أو رسالة في الوقت نفسه الابتسامة مثلا : قد تنقل لنا شعور فرحة صاحبها أو السخرية..الخ

• تعددية الملامح: أي أن ملامح متعددة تستطيع التعبير عن شعور واحد أو تنقل رسالة واحدة مثلا: للسعادة العديد من الملامح التي يمكن أن يعبر الجسد عنها.

• ملامح إقليمية: وهي الملامح الخاصة بإقليم معين والتي تحدده الطبيعة الجغرافية – تلقائية –

• إشارات التوجه: وهي الإشارات التي تقوم بها اليد لتحديد نقاط التوجه مثلا: يمين يسار- قصدية في غالبيتها-

علامات الإجابة بالنفي: وهي العلامات التي يشير بها الإنسان عن موافقته أو معارضته.

• تصرف العين: هنا دراسة حركات العين وكيفية التدقيق.

• مظاهر التحية: أي طرائق مظاهر إلقاء التحية، وهنا طبعا تختلف بحسب الخلفية الثقافية للشعوب.

إشارات متضادة: وهي إشارات يصدرها الجسد؛ ولكن يمكن أن تعطي معاني متضادة في الوقت نفسه.

• علامات مبالغ فيها : وهي العلامات التي يقوم بها الجسد والتي يكون مبالغ فيها. وطبعا تكون شخصية وإرادية، أي قصدية.

• تصرفات منطقية: وهي التصرفات التي يقوم بها الجسد وفقا لمنطقة محددة جغرافيا.

• تصرفات الدفاع عن النفس: وهي التصرفات الإرادية أو اللا إرادية التي يقوم بها الجسم لحماية نفسه. – العين عندما ترمش عندما يقترب منها جسم معين-

• المظاهر الدينية : وهي المظاهر التي يقوم بها الجسد أو يبدو عليها، ليعبر عن حالة دينية معينة.

حركات التهديد: وهي الحركات التي يستخدمها طرف لتهديد الطرف الآخر.

• الإشارات الفاضحة: وتكون عندما يبالغ الطرف الأول في إظهار الجسد أو شيء ما بشكل مبالغ به وبشكل فاضح10

– وما سبق ذكره يشكل أهم فروع علم لغة الجسد.

الإيماءة بين الفرد والمجتمع:

– يذهب معظم الباحثين إلى أن الإيماءة تكون نظاما عرفيا مثل نظام اللغة المنطوقة، تأخذ دلالاتها من اتفاق المتكلمين عليها، وتكرار استعمالها في مواقف محددة. وإذا افتقدت هذا التواضع أو الاتفاق فقدت معناها أو دلالتها. فالإيماءة في ارتباطها بالمرسل والمتلقي، تعتمد على ثقافة وحضارة كل منهما.كما أن الإيماءات التي لها معنى، وتدل على شيء ما في مجتمع ما تعني أمرا آخرا في مجتمع آخر.يقول برنار توسان في كتابه ماهي السيميولوجيا: ” لا ننسى أيضا أن الثقافات من مختلف اللغات لها قائمة من الإشارات الدالة المختلفة، في فرنسا مثلا الأصابع المرصعة الواحد مع الآخر واليد مقبوضة تدل في شمال بلادنا على أن البرد قارس بينما في الجنوب في المناطق المتوسطية تدل على أن هناك ازدحاما…”11 – الناس مزدحمون كالأصابع.

من جهة أخرى، قد تشترك المجتمعات الإنسانية في استعمال دلالة بعض الإيماءات- المجال العسكري- وفي هذا السياق نفسه يمكن إدراج الأمثلة التطبيقية التالية، كتوضيح لما سبق:

– عادة هز الرأس يمينا ويسارا يشير دائما الى دلالة الرفض، إلا أن هذه الإشارة تعني الموافقة في بلد أوروبي مثل: بلغاريا، أو بلد آسيوي مثل: الهند أو باكستان.

– نجد أن الرجل الروسي يعبر عن إعجابه بوضع إصبع الإبهام إلى أعلى والرجل الفرنسي يصنع بإصبعه السبابة والإبهام دائرة يضعها على شفتيه مع إصدار صوت تعبيرا عن الاستحسان، أما الرجل في البرازيل فيعبر عن إعجابه ودهشته بإمساك شحمة الأذن بين إصبعيه السبابة والإبهام.

من هذا القبيل، نجد أن الصينيين يخرجون ألسنتهم تعبيرا عن الدهشة وإن كان هذا السلوك يدل على الصداقة والود لأبناء التبت.

– أما المثال التالي فيخص حكاية شعبية مشهورة لدى قبائل الفيكنج تصور لنا حوارا إشاريا دار بين أحد رجال الدين ومحارب أعور من هذه القبائل.12

وقد بدأ الحوار:

رفع رجل الدين إصبع السبابة     رفع المحارب إصبعين       بسط رجل الدين ثلاثة أصابع           رد عليه المحارب برفع قبضة يده مجتمعة.

اعترف عقبها رجل الدين بهزيمته أمام المحارب الأعور.

كيف ذلك؟

– لأن رجل الدين في تحليله للإشارات فسرها بطابع ديني، وذلك في أن:

*رفع المحارب إصبعين في مقابل رفع رجل الدين إصبع السبابة والتي كان يقصد بها-أن الله واحد- فهمها رجل الدين أنه بجانب الرب الواحد يوجد يسوع المسيح.

*و في رفع المحارب قبضة اليد مجتمعة في مقابل بسط رجل الدين لثلاثة أصابع التي كان يرمي بها-الى الأب والابن والروح القدس-، أولها رجل الدين أن قصد اليد مجتمعة إن الرب واحد في ثلاثة أقانيم.

– بينما المحارب، لما سمع بتحليل رجل الدين لإشاراته تعجب واندهش، لأنه عبر بها عندما شعر بأن رجل الدين تجاوز حدود الأدب وأهانه، وذلك في:

*رفع رجل الدين إصبع السبابة فهمها المحارب على أنه يقول له أن لك عينا واحدة، و كيف لمثلك أن يجرؤ على منازلته فرد عليه المحارب أن رفع- إصبعين-.

*عند بسط رجل الدين لثلاثة أصابع فسرها المحارب على أن كلينا له ثلاثة عيون، فرد عليه أن رفع قبضة اليد مجتمعة، قاصدا بها أن الكلمات ليست وحدها هي القادرة على أن تمحو الإهانة، إنما الأفعال أيضا.

نستنتج من هذا المثال، أنه على الرغم من أن الإشارات الجسمية باليد والأصابع كانت واحدة في شكلها الحركي، إلا أنه فقدت معناها أو دلالتها، بسبب عدم وجود الاتفاق المسبق.

وهو ما جعل حسام زكي الدين في كتابه الإشارات الجسمية يذهب إلى أن استخدام الإشارات الجسمية مثل استعمال كلمات اللغة شيء مكتسب يخضع لثقافة المجتمع الذي نشأ به الفرد.

التحليل النفسي ودوره في فهم الإيماءات خصوصا في جانبها اللاواعي – اللاإرادي-:

يتضح الدور المهم لعلم النفس في الكشف عن شخصية الفرد من خلال تحليل إيماءاته وإشاراته التي تصدر عنه، خاصة في طابعها التلقائي والتي تكون أكثر تعبيرا عن الحالة الداخلية والنية المبيتة. كما تساعد هذه الأخيرة- الإشارات والإيماءات- في مجال العلاج النفسي.

وتعبر الشخصية عن ذاتها في الكثير من حركات الجسد وإيماءاته، مما يعني أننا نستطيع قراءة الشخصية والوصول إلى مكنوناتها بفك رموز هذه الإيماءات، ولقد وجد الدكتور “شيغلن” من خلال دراسته لجلسات العلاج النفسي أنه حين يقوم المعالج النفسي بشرح شيء ما للمريض، فهو يستخدم وضعية رأس معينة تختلف عن تلك التي يستخدمها عندما يفسر ملاحظة محددة أو سلوكا قد يستخدم وضعية ثالثة حين يقاطع المريض، وأخرى رابعة حين يستمع إليه، وضمن السياق نفسه يتخذ المريض وضعيات محددة عند استماعه للمعالج، إذ لاحظ “شيغلن” في العديد من الحالات التي درسها أن المريض يميل برأسه إلى اليمين حين يتصرف بطريقة طفولية، ويبقيه منتصبا عندما يتكلم بطريقة عدوانية ناضجة. والمرء يعيد الحركة نفسها مرة بعد أخرى، دهش الدكتور “شيغلن” لأن حركات الرأس المتكررة خلال مقابلة استمرت نصف ساعة كانت نمطية ثابتة بشكل كبير، ومن هنا تكمن القيمة العظمى لفهم لغة الجسد وإدراجها ضمن مجال الطب النفسي والمعالجة النفسية.

وهذا ما نلاحظه ونفهمه جميعا من سلوك الطفل الذي يتلقى من والده ما يكفي من التقريع، حيث يترافق قوله: “نعم.. نعم.. أعرف ذلك” مع استدارة جسدية ابتعادا عنه مشيرة إلى أن “ذلك كاف، دعني أذهب”.

– وتكمن القيمة الحقيقية للغة الجسد ضمن مجال العلاج النفسي، ويتبين الدكتور “شيغلن” ضرورة استخدام المعالجين النفسيين للغة الجسد بشكل شعوري، واستخدم الدكتور “يوشهايمر” وغيره فهمهم للغة الجسد في مجالات مواجهة الذات، ويقول الدكتور “فريتز بيرلز” عالم النفس الذي أرسى قواعد العلاج النفسي الغشتالي وهو علاج نفسي يعتمد لغة الجسد كإحدى الأدوات الأساس، ولا يقوم التكتيك الأساسي لهذه الطريقة على توضيح الأمور للمريض، وإنما على تزويده بفرصة لفهم واكتشاف نفسه، ولكي يتم ذلك يحدث إغفال مضمون معظم ما يقوله المريض، ويكون التركيز بشكل كبير على المستوى غير اللفظي باعتباره الجانب الوحيد الذي لا يخضع إلا قليلا لخداع الذات ويتجلى المستوى غير اللفظي بالطبع بلغة الجسد اختراق الكثير من الحواجز الدفاعية التي تتمسك بها.

– يعرف السياسيون بدقة أهمية لغة الجسد، فهم يستخدمونها لتأكيد ما في خطبهم إعطائها القالب المناسب وحتى للظهور بصورة أكثر قبولا، وهذا ما تمتع به كل من “فرانكلين روزفلت” و”فيوريللوغارديا” وتمكنا منه بشكل واضح، فعلى الرغم من كونه معاقا لم يظهر “روزفلت” جسده في حالة تبدي ما فيه من نقص لقد كان قادرا على استخدام لغة الجسد للظهور بمظهر مفعم بالثقة بالنفس والتحكم، وكذلك تميز “جون كينيدي” بقدرته القيادية من خلال استخدام هذا العلم، إذ بغض النظر عما كان يقوله استأثر من خلال إيماءاته أو وضعيات جسده الصحيحة بمستمعيه.

– وكان “روبرت كينيدي” ليس بالرجل الطويل أبدا، لكنه بدا طويلا جدا من خلال استخدامه لوضعية معينة، ومن جهة أخرى لا يستطيع بعض الرجال التحكم بقواعد لغة جسدهم مهما حاولوا ذلك، ومنهم مثلا “ليتدل جونسون” الذي بدت حركات ذراعيه متصنعة جدا بشكل دائم، فيها تقليد شديد كأنه ينفذ برنامجا حفظه عن ظهر قلب، والاستخدام المبالغ فيه لقدر محدود، ومكرر من لغة الجسد جعل من “ريتشارد نيكسون” موضوعا ظريفا للممثلين الساخرين من أمثال “ديفيد فراي” الذي كان يكتفي باختيار مجرد إيماءة أو اثنتين من إيماءاته المميزة تضخيمها ثم خلق موقف مثير قائم على تقليده.

وهكذا فإن فهم إيماءات الجسد يجعلنا ندرك أن الطفل يمص إصبعه في أوقات الشدة طلبا للأمان، ذلك في عودة رمزية إلى الأمان الذي كان ثدي أمه يوفره له، أما الرجل فقد استبدل تلك العادة بعادة قضم الأظافر والسلاميات الأكثر قبولا اجتماعيا، والمرأة تبسط يدها على صدرها بطريقة دفاعية لتغطي المنطقة الأكثر عرضة انكشافا وهي الصدر، والدراسات الأكثر جدية في مجال لغة الجسد بالانفعالات المعبر عنها بالحركة وليس بالطبيعة الغريزية للشخص الذي يرسلها، وفي أحسن الأحوال تستخدم الإشارة الجسدية المرسلة لجهل الشخص فهم ذاته، أما عندما تستخدم لمحاولة تحديد السلوك فتبدو حافلة بالتناقضات.

وتعتبر العين مرآة للحالة الشعورية للشخص فكثيرا ما نتلقى عبارة ما من نظرة ذات مغزى، وبدورنا نستخدم عيوننا لبث ما نريد دونما حاجة للنطق به، فهي تعبر بشكل لا شعوري عما يكنه المرء من مشاعر وعما يعيشه من حالات فهي بالنسبة للشعراء القصيدة والوحي الذي يلهم الملاحم الشعرية ليست جمالا مجردا إنما معبرة بأعظم مما ينطقه اللسان، فهي تفصح عما يخفيه المرء وهي غير قادرة على الكذب أو الخداع، وكثيرا ما توصف العينان في الأعمال الأدبية بالفولاذية، الذكية، الساخرة المتوهجة، الباردة، الطيبة،…الخ.

ومن المسلم به أن الاعتراف بالعين كأداة اتصال ليس بالشيء الجديد، فقد كانت النظرة دائما تحمل مشاعر قوية مرتبطة بها، ويأتي التأثير الانفعالي للعينين نتيجة استعمالها مع الوجه المحيط بهما، فطول النظرة وتوسيع الفرجة الجفنية أو تضييقها بالإضافة إلى أشكال أخرى من التحكم بالجلد والعينين يجعل من الممكن التعبير عن معنى محدد، لقد نبه “أورتيغا” كغيره من الباحثين في مجال لغة الجسد إلى أن النظرة المجردة بذاتها لا تقدم لنا كل شيء على الرغم مما لها من معنى، فمعنى الكلمة يرتبط بالجملة، كذلك بالنسبة للنظرة، فهي تعطي مغزاها الكلي من خلال الموقف الإجمالي فقط، وتبين له أن الناس الذين يبدؤون الكلام يبعدون نظرهم عن المخاطب في البداية هناك تنسيق بين الكلام والاستماع والنظر بعيدا، فمعظم الناس ينظرون بعيدا مباشرة قبل أو بعد بداية كل حديث من بين أربعة أحاديث يجرونها بالمقابل قلة من الناس ينظرون بعيدا مع بداية نصف أحاديثهم، ونصفهم ينظرون إلى المخاطب مع انتهاء كلامهم.

يعتبر إبعاد النظرة عن محدثك طريقة في التستر أيضا، فإذا نظرت بعيدا أثناء كلامه فأنت تعني: “لا أريدك أن تعرف ما أشعر به”، وهذا صحيح بشكلٍ خاص حين يكن الطرف الآخر انتقاديا أو كثير الجرأة، وهذا سبب رفض الطفل النظر إليك وأنت توبخه، والحقيقة أن التعقيدات هي أكثر من مجرد مواجهة العين أو التحديقة، قد يكون النظر بعيدا خلال الحديث وسيلة لإخفاء شيء ما، ولذلك حين ينظر شخص ما بعيدا قد يفكر بأنه يخفي شيئا ما، وبالإضافة إلى طول النظرة هناك قدر كبير من الإشارات في عملية إطباق الجفن، بينما استطاع الرجال في دراسة أخرى تقديم عشر وضعيات على الأقل وبعضهم قدم خمس عشرة وضعية مختلفة، ينتج لدينا عدد أكبر من الإشارات حين تضاف حركة الحاجبين إلى حركة الجفنين، لقد وَجد بعض العلماء بحدود أربعين وضعية للحاجبين وحدهما مع أن غالبيتهم تقر بأن نصف هذه الوضعيات فقط يحمل دلالة، وحين نضيف حركات الحاجب الجفن ذات الدلالة مع تغضنات الجبهة نحصل على مركبات ونتائج لا نهائية.

النموذج: – تحليل نفسي لإيماءات ديتلف ميليس-

– عبر متابعة تلفزيونية للكثير من مؤتمرات القاضي ميليس الصحفية التي أجراها ومشاهدته أثناء إلقاء كلمته أمام مجلس الأمن ومشاهدة طريقة سلامه على الدكتور الداوودي في دمشق ولقاءاته مع المسئولين اللبنانيين ومع الأمين العام للأمم المتحدة يمكننا إيجاز أهم إيماءات لغة الجسد عنده بالنقاط التالية:

1- الإرباك والتوتر واضح رغم محاولاته عدم إظهار ذلك، وكان أشد وضوحا في مؤتمره في الأمم المتحدة بعد تسريب تقريره.

2- الطريقة الاستعراضية الواضحة في أسلوب سلامه على الدكتور الداوودي أمام مبنى وزارة الخارجية السورية.

3- بمراقبة الحدقة عند ميليس بواسطة الحاسب، في مؤتمراته الصحفية أظهر الحاسب الانقباض في حدقته بنسبة 73% من زمن حديثه، وهذه نسبة عالية جدا، وهذا دليل لا يرقى إليه الشك بأنه يتعمد الكذب وعدم المصداقية في أغلب كلمات حديثه.

4- وبدراسة الحدقة في كلمته أمام مجلس الأمن أظهر الحاسب الانقباض في حدقته بنسبة تصل إلى 69 % وأيضا هذه نسبة عالية وتشير إلى عدم اقتناعه هو بما يقول.

5- حركة اليدين المضمومتين إلى صدره على الطاولة في مجلس الأمن وفي المؤتمرات الصحفية تشير إلى تطويره لإيماءات الساعدين والذراعين للاختباء كحاجز وراءهما إضافة إلى حالة من موقف عدائي وتوتر ودفاع، وكأنه محاصر.

6- حركة اليدين والجسد مع القدمين في لقاءه مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بعد ظهور الشاهد هشام هشام في دمشق تشير إلى الإحباط والسلبية.

7- حركة الرأس يمينا وشمالا في مجلس الأمن ومؤتمراته الصحفية تشير إلى عدم الاقتناع والمعارضة، إضافة إلى المراوغة.

8- حركة يده لحك انفه في أكثر من مؤتمر صحفي وكذلك كررت في مجلس الأمن أثناء قراءة تقريره تشير إلى الكذب؛ إذ إن النهايات العصبية الدقيقة في الأنف تستشعر وخزا خفيفا، إضافة إلى الحيرة أو المفاجأة.

9- رفع النظارة والحك أسفل العين والذي تكرر عند ميليس أكثر من مرة وحتى في مجلس الأمن هي محاولة من دماغه، لأن يسد الخداع أو الكذب والنفاق.

10- مجموعة إيماءات الفم بابتسامة زائفة والتي استخدمها مرارا في مؤتمراته الصحفية وفي مجلس الأمن تشير إلى ما يدعى الكذب من خلال الأسنان، وهي إيماءة تستخدم من قبل نجوم السينما لتصوير عدم الإخلاص.

11- تقطيب الجبهة عند ميليس أثناء كلمة المندوب السوري في الأمم المتحدة، وتكرارها في أكثر من مؤتمر صحفي تشير إلى التوتر والانزعاج ومحاولة إخفاء القلق.13

– يتبين من خلال هذه القراءة التحليلية النفسية حقيقة الإيماءات التي صدرت عن ديتلف ميليس والتي ارتكزنا فيها على الجانب اللاواعي منها للكشف عن شخصية ميليس المراوغة والمنافقة، والتي تعتمد على مبدأ الكذب.

والمسألة التي تؤكد أن الإيماءات التلقائية التي تصدر عن الفرد تكون أكثر تعبيرا، ودلالة عن حقيقة شخصه ومشاعره المكبوتة، والتي قد يحاول في كثير من الأحيان، والمواقف التي يجب إخفاؤها إما عن طريق الكلمات أو إشارات، وإيماءات قصدية يحاول من خلالها إخفاء حقيقته أو التملق

خاتمة:

– يتبين أن الإيماءة التي تكون عن وعي وقصد أو حيلة في توظيف الاتصال، ومن جانب آخر الإيماءة دون وعي وتلقائية هي التي تكون أكثر إبلاغية.

يعتبر العلماء أن حركات الجسم تأخذ حيز 70% بشكل متناغم مع سياق الحديث.

تلعب الملامح دورا بارزا في كشف ما لا تستطيع الألفاظ تعبيره كالمشاعر أو المواقف.

بعض الحركات والإيماءات تكون مشتركة بين جميع الشعوب بغض النظر عن الخلفية الثقافية لهذه الشعوب، وبعضها الآخر تختلف باختلاف الخلفية الاجتماعية، والثقافية للمجتمعات، وتكون حكرا على مجتمع معين دون غيره، بل وتأخذ أحيانا نمطا مغايرا تماما عن شعب آخر.

توقف العلماء عند نقطة مهمة: فالحركات أغلبها تكون إرادية وهنا لا مشكلة تذكر، لأن الحديث السعيد تتبعه ابتسامة هنا الحركة تتبع اللغة أو مثلا الحزن يكون مع نبرة صوت خافتة.أما الحركات اللاإرادية فهي نقطة النقاش هنا، فهي التي تكشف ماهية الإنسان ونفسيته، ولكن من يحدد هل هذه الحركة إرادية أم لا إرادية !!؟ ابتسامة مثلا يمكن أن تكون إرادية ويمكن لها أن تكون لا إرادية.

الهوامش

1- ينظر: كريم زكي حسام الدين: الإشارات الجسمية -دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل-، المكتبة الالكترونية: د.ت، ص67-68.

2- ينظر:المرجع نفسه، ص62-72.

3ا السيوطي عبد الرحمن جلال الدين، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ، تح: محمد أحمد جاد المولى بيك وزميليه، ج.1، المكتبة العصرية، بيروت: 1986م.ص.38.

4- دليلة مرسلي و آخرون: مدخل إلى السيميولوجيا(نص-صورة)، ترجمة عبد الحميد بورايو ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر: د.ت، ص15.

5- المرجع نفسه، ص15.

6 – حبيب بوزوادة: علم الدلالة-التأصيل والتفصيل-، د.ط، مكتبة الرشاد للطبع و النشر، الجزائر: 2008، ص 143.

7- هامل بن عيسى: السيميائية أصولها المنهجية واتجاهاتها النقدية، مطبعة دويغي، الأغواط: 2007، ص61.

8- حبيب بوزوادة: علم الدلالة-التأصيل والتفصيل-، ص146-147.

9- مارسيلو داسكال: الاتجاهات السيميائية المعاصرة، ترجمة حميد حميداني وآخرون، دار إفريقيا الشرق، دار البيضاء:د.ت، ص7.

10 – voir: http://fashion.azyya.com/118856.html

11- برنار توسان: ماهي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، إفريقيا الشرق، لبنان: 1994، ص50

12- ينظر: كريم زكي حسام الدين: مرجع سابق، ص217-219.

13- http://www.maganin.com/articles/articlesview.asp?key=580

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *