د. عامر رضا
مدخــل:
لقد تشبعت الكتابة النسائية في ضوء القهر الممارس عليها بشكل أساسي بتجارب نسائية مليئة بالوعي المأساوي، انطلاقًا من الذاكرة النسوية المليئة بصور، ونماذج أيقونية حول واقعها من خلال استحضار ” نصوص مشحونة بالاحتجاج والرفض لوضع المرأة العربية المختلف في مجتمعات تكرّس سلطة الرجل وتسلب وجود المرأة وكيانها (1) غسلاً للعار الذي حطّم ذاتهاـ، وجعلها في دائرة المتهم، واستباح فكرها، وسلّط على ذاتها/ فكرها جميع أساليب العنف لينتهيَ بها المطاف للتحرر من ثقافة الرقّ التي فرضها عليها الرجل الذي كان لا يرى فيها إلاّ الجانب السلبي فقط، وفي هذا الخضم كلّه “لا يمكن إلاّ للمرأة الكاتبة أن تعمل على تغيير هذه النظرة ولذلك انخرطت في الكتابة الإبداعية، بصورة أو بأخرى لتقدم لنا صورة أخرى عن المرأة”(2)، بشرط أن تدفع بقضية المرأة وإبداعها إلى التأصيل التاريخي المفضي إلى الاعتراف بمسألة الإبداع النسوي كنوع من التجربة المقهورة في عالم ذكوري لم ينصفها، ولم يجد في أدبها إلاّ كونه” صراخا يفتقد كلّ المعاني الجمالية المتوقعة من أي عمل أدبي”(3) ، لم يشرع بعدُ في تحقيق مشروعية كتابته.
وكلّ هذه التصورات نجد أنّها قد شكلت منافذ، ومفاهيم محورية داخل الكتابة النسائية المنحدرة من سياق الكتابة التقليدية الرافضة للسلطة الأبوية، من خلال التأسيس لنمط إبداعي جديد متمرد “بدأ يعلن عن وجوده ويسجّل حضوره في الحقل الأدبي الذي كان حكرا على الرجل أو يكاد” (4)، وبذلك يرفض المساواة الإبداعية تحت سقف الوعي الذكوري المهيمن على كتابة المرأة، ” وهذا ما دفع الحركات النسائية إلى السعي لتغيير النظام اللغوي التقليدي عبر وضع برنامج تحرري يأخذ بعين الاعتبار مسألة تركيب لغة متحررة من القيود التي تعيق تحرر فكر المرأة، وتعبر عن المساواة لأنّ مفاهيم الذكوري والنسوي هي في النهاية مفاهيم ثقافية”(5)، وبالتالي بدأت الكتابة النسائية تبحث عن صور التشكيل الإجناسي في بنية اللّغة، عبر العديد من الأنساق الاجتماعية، والنفسية، “ذات قيم فكرية وجمالية “(6)، مشكلة حلقة وصل بين لغة الذات، وآليات الكتابة النسوية، وهذا ضمن أطر إنسانية ترفض منطق العبودية الذكورية شكلا ومضمونا.
المحور الأوّل: الأبوية ومصطلح الكتابة النسوية
لقد صادف مصطلح النسوية إشكالية كبرى في تحديد ماهيته، » فقد استعمل هذا المصطلح لأول مرة في مؤتمر النساء العالمي الأول الذي انعقد ببارس سنة(1892) حيث جرى الاتفاق على اعتبار أنّ النسوية هي” إيمان بالمرأة وتأييد لحقوقها وسيادة نفوذها” (7) وبما أنّ الأدب النسوي جزء من هوية المرأة، فقد بات ما تكتبه من إبداع ذا وعي متقدم ناضج، يراعي مختلف العلاقات التي تتحكم في شرط نضج هذا الإبداع داخل نظام المجتمع ليعبّر عن هويتها، وكيانها، وقضاياها، حيث» ظهرت أصوات نسائية في الغرب، قبيل ظهور حركة “النسائية”، اتخذت الأدب شكلا معبرا عن الحقوق الضائعة، ولاسيما حق الأمومة، وقد أظهرت المرأة في شعرها، في تلك المرحلة، وعيا لقدراتها الفكرية، التي لا تختلف عن الرجل، ولكن التهميش أدى إلى تراجع إثباتها لذاتها”(8) ، لذلك كان إبداعها نافذة تكشف عن كلّ بؤر التوتر الإبداعي، والتي باتت تؤّرّق كيانها النسوي الجمعي المحيط بإبداعها “والواقع أنّ التصورات النقدية التي حاولت الاقتراب من إشكالية “الأدب النسائي” قصد معالجتها واستخلاص ما قد تتوفر عليه من سمات مفيدة وكذلك المنظورات الإبداعية التي أنتجت هذا اللّون من الأدب تنزع إلى رفض هذا المصطلح الذي يجزئ فعل الإبداع، وإن كانت تقرّ في سياق رفضها ما يتوفّر عليه هذا النمط من الكتابة التي تنشئها المرأة من خصوصيات تجعل منه ظاهرة مميّزة وعلامة دالة في حقل الإبداع الأدبي”(9) فيمختلف توجهاته.
وهذا ما جعل الاهتمام “يتزايد بإبداع المرأة ونقده، وظهرت اتجاهات وتيارات في الشرق والغرب، (تتباين التيارات والاتجاهات وتختلف)وتتناقض تصورات راديكالية تدافع عن أدب متميز للمرأة بتعصب شديد(…)، وأخرى ترفض هذا التمايز وتشدد على إبداع حقيقي بغض النظر عن الجنس، وتصورات ثالثة معتدلة تجمع بين النقيضين”(10),وعلى هذا الأساس تصرح المبدعة “لطفية الزيات” قائلة: “لقد رفضت دائماً التمييز بين الكتابات النسائية وكتابات الرجال رغم شعوري بأنّ النساء والرجال يكتبون بشكل مختلف”(11) ، إذن عملية تجنيس الأدب بالمرأة من شأنه التقليل من قيمته، وجعله في مرتبة دونية أمام الإبداع الرجالي بشكل عام.
كما أنّ مسألة غموض ولبس هذا المصطلح عند النقاد جعله بين ثنائية الرفض والقبول، وهذا ما أدّى بالكتابة النسائية إلى أن تبدو» موضع نزاع بين الرغبة في الكتابة، وهي رغبة غالبا ما تكون قوية عند المرأة، وبين مجتمع يبدي اتجاه تلك الرغبة إما عداء صريحا أو سخرية لاذعة أو يكتفي بعدم تقديرها« (12)، وفي هذا كانت المرأة العربية مثل نظيرتها الغربية التي عاشت نفس ظروف القهر والتهميش الذكوري، الأمر الذي جعلها تخرج من سجنها باحثة عن ذاتها وهويتها التي قمعت زمنا، فكانت المرأة العربية قد بدأت حينها في الاستيقاظ من سباتها نتيجة لثلاث عوامل ساهمت في بروز وعيها، وهي(13):
· تأثير التيار الغربي المتمثل في الحركة النسوية العالمية، خلال السبعينات، والذي يشكل في نظرنا المرجعية الأساسية للحركات النسوية الحالية في الوطن العربي.
· تولد الوعي لدى المناضلات من النساء بأوضاعهنّ الاجتماعية والجنسية.
· بروز تيار الإصلاح وما كان له من دور فعّال، وأثر إيجابي في بلورة الوعي النسائي خاصة، وأنّه عمل اجتماعي وثقافي داخلي، أي وليد المجتمعات العربية نفسها.
وينبغي الإشارة إلى وجود ثلاثة مواقف نقدية مختلفة برزت حول مصطلح “الكتابة النسوية” على أساس النوع، » لذاك كان ابتعاد المرأة الحقيقي عن الكتابة يرجع أساسا إلى هذا التأنيث الذي يثقل كلمتها، فظلت تناضل من أجل انتزاع هذا الحق مضطرة أحيانا للغش والخيانة والتدليس من أجل الظفر بالمستمع لاكتشاف كلمتها وحماية كتابتها«(14) ولعلّ الدّارس لمصطلح “الكتابة النسوية” يجده من المصطلحات النقدية المتشعبة، والتي أفرزت عدّة »إشكالات عميقة وعليه لابدّ من التفكير في إيجاد مبررات كافية ومقنعة، لتأكيد خصوصية الخطاب الذي تكتبه المرأة ة«(15)، وقد تعددت الجهود النقدية لتحديد هذا المفهوم وتسييجه بعد ظهور عدّة »صيغ ترادفية أثارت الكثير من الجدل عند ظهورها، لما اكتنف مضمونها من تعميم وغموض«(16)، لكن بقي في الأخير هذا المصطلح هلاميّا متعدد الدلالات، الأمر الذي دفع بالنقاد إلى عدم اجتماعهم على مفهوم نقدي موحّد فمنهم من قال بالنسوية، ومنهم من وصف إبداع المرأة بكتابة أنثوية، ومنهم من قال بالكتابة النسائية…إلخ إذن» فهذه القضية غالبا ما ينتج عنها إشكالية في استعمال المصطلحات، فنقرأ المصطلح في كتب بدلالة مغايرة لما هي عليه في كتاب آخر، والغريب أن نجد الباحث نفسه يستعمل المصطلحات دون تمييز بين دلالاتها المختلفة«(17)، إذن نجد أنّ قضية »تداول المصطلح وتَعَزُّزِ حضوره في الثقافة والأدب العربي، ارتبط بشكل كبير بظهور جيل جديد من الكاتبات العربيات، عملن من خلال إدراكهنّ لخصوصية وضعهنّ كنساء، ولبلاغة الاختلاف على تطوير ممارسة الكتابة النسوية وإغنائها«(18)، لنصل في النهاية إلى أنّ هناك فوضى نقدية، وقع فيها هذا المصطلح النقدي في ظلّ وجود آراء متعددة حوله في ظلّ وجود بعض الدارسين يقبل مصطلح (النسوي) أو (الأنثوي) ، في وصف أو تصنيف الكتابة النسوية، ويرفضه بعض آخر، و لايعبأ آخرون بالتصنيف، ويتجنب الكثيرون الخوض فيه”(19) لاعتبارات: فكرية /تاريخية / اجتماعية مختلفة.
إذن فالكتابة التي تكتبها المرأة على مستوى التجنيس مفتوحة على وجهات نظر ثلاث هي:(أدب نسائي/أدب أنثويّ/أدب نسويّ) ، وهذه الأوجه المتعددة خاضت فيها ناقدات عربيات على غرار “زهرة الجلاصي” و” نازك الأعرجي” و” شيرين أبو النجا” و” رشيدة بنمسعود”، و”نعيمة هدى المدغيري”، و”جليلة الطريطر”، …، وغيرهنّ”من الناقدات العربيات، حيث نجد أنّ كلّ واحدة منهنّ قدمت وجهة نظرها من الزاوية التي ترى فيها الإبداع النسوي ومستويات تفوقه النقدي والجمالي والفنّي، لذلك نحن نطرح السؤال الآتي: فأيّ هذه المصطلحات يمكن اعتمادها مباشرة لحظة ولادة نص مكتوب بقلم المرأة المبدعة؟وللإجابة على هذا السؤال نطرح وجهات نظر لآراء ثلاثة نستشف من خلالها دور المرأة العربية المبدعة في التأسيس لقيم الكتابة الأدبية بعيدا عن سيطرة الرجل وتبعيته الفكرية.
المحور الثاني: اتجاهات الكتابة النسوية العربية:
لقد أسهمت الكتابة الأدبية للمرأة العربية تاريخيا في تحرير المرأة ، وفكرها من استلاب الرجل لحقها في التعبير عن وجودها الإبداعي وتقل مكنونات ذاتها للمتلقي حتى يرى صورتها الحقيقية دون زيف مباشرة دون وسائط مادية أو فكرية تجول بينها وبين المتلقي، فكان لابدّ للمرأة العربية من اتجاهات فكرية تؤسس من خلالها رؤيتها للواقع والذات والعالم الخارجي لكي يتسنى لها نقل فكرها للآخر دون وسائط, وهذه الاتجاهات هي كالآتي:
أ- الاتجاه الأوّل:القائل بمصطلح الأدب النسائي
في مصطلح “أدب نسائي” نجد معنى التخصص الموحي بالحصر والانغلاق في دائرة جنس النساء ، وما تكتبه النساء من وجهة نظر النساء سواء أكانت هذه الكتابة عن النساء أم عن الرجال أم عن أي موضوع آخر» فخصوصيات الكتابة النسائية لاتعني وجود تميز مطلق بين الكتابة الذكرية والأنثوية، ويرجع ذلك ليس فقط إلى كون المرأة الكاتبة قد قرأت الكثير من الأعمال الأدبية لكتاب رجال وانطبعت بنماذجهم الثقافية« (20)إذن فمصطلح الكتابة الأدبية النسائية نجده عند بعض الناقدات، مرادف لتصنيف إبداع المرأة، وهذا حسب تعبير» رشيدة بنمسعود« (21) ، وعليه فالأدب النسائي لايعني بالضرورة أنّ المرأة كتبته، بل يعني صراحة أنّ موضوعه نسائي، إذن» التجربة دائما متغيرة حسب الزمان والمكان والطبقة والخلفية الثقافية والجنس والخبرات الجانبية ولايمكننا تجاهل هذه العوامل لنضع مجموعة أعمال في سلة واحدة ونطلق عليها” أدب نسائي” وإلاّ سقطنا في المطلق مرة أخرى وشبكة الصور النمطية« (22) ، إذن فالأدب النسائي مصطلح » يتأرجح مابين مؤيد ومعارض وفيما بينها تتولد أشكال من التطرف« (23) ، وهذا لكون هذا المصطلح ينطوي »على نوع من التحقير للمرأة ووضعها في مرتبة دونية، وهذا ليس إلاّ انعكاسا للواقع الاجتماعي« (24) الذي كانت تعيشه المرأة بشكل أهان كرامتها عبر التاريخ الإنساني.
كما نجد العديد من الناقدات ممّن فضلن استعمال هذا المصطلح في طرحهنّ كما عند» الناقدة خالدة سعيد في كتابها “المرأة التحرّر والإبداع” فقد انطلقت في مقاربة “الأدب النسائي” مصطلحا من كونه يبقى مضمونا شديد التعميم رغم شيوعه والغموض رغم كثرة استعماله«(25)، في حين إنّ» خصوصية أدب المرأة ليست خصوصية فنيّة، بل هي خصوصية صادرة عن وعي محدد لدى الكاتبة التي تنتمي إلى فئة اجتماعية، تعيش ظروفا تاريخية خاصة«(26)، ومع ذلك هناك من رفض هذا المصطلح نحو: الناقدة يمنى العيد، والتي» تقرّ برفض التصور النقدي الذي يميّز بين الأدب مفهوما عاما والأدب النسائي مفهوما خاصا لتقرّ بوجود “نتاج ثوري” يلغي مقولة التمييز بين الأدب النسائي والأدب«(27)، لكون إنتاج المرأة العربية يعتبر» وسيلة من وسائل التحرر، ومحاولة للتخلص من الوضع الفئوي«(28) والأمر ذاته عند» الكاتبة سهام بيومي فإنّها تتفق- هي الأخرى- مع خناثة بنونة وغيرها من الكاتبات على رفض مصطلح” الأدب النسائي” بمترادفاته التي تشير إلى أنماط من الكتابة تقوم بها المرأة وتُشعب حولها المفاهيم والأطروحات التي تقاربها«(29) ولعلّ الأسباب التي كانت وراء هذا الرفض الصريح تكمن في » مايتوفر عليه هذا المصطلح من دلالات مشحونة بالمفهوم الحريمي الذي يحتقر المرأة ويجعلها دون الرجل وتابعة له، وهو المفهوم السائد في المجتمعات العربية ويمثل إحدى قناعتها المحدّدة لنظرتها للمرأة ومنزلتها الاجتماعية «(30) والعلمية.
وعموما » إنّ النزوع إلى رفض مصطلح “الأدب النسائي” أو “أدب المرأة” أو” الكتابة النسائية” عند النّقاد والكاتبات على حدّ سواء يعود في نظرنا إلى قصور النقد العربي الذي اقتصر على مقاربة هذه الكتابة الظاهرة على الخارج دون أن يسعى إلى تناولها من الداخل بالبحث في أنساقها الفكرية والجمالية«(31) ، بالإضافة إلى ذلك نجد صعوبة كبيرة في إدراك المفهوم » الصحيح للأدب النسائي والذي يفترض ألاّ يحدّد من ذات زاوية الرجل بل من منظور المرأة المبدعة, حتى تتجنب المرأة الوقوع في نفس الفهم الذكوري لهذا اللّون من الأدب الذي تنتجه«(32)، كما نجد أنّ خوف المرأة » من إلحاق صفة الدونية بها وبكتابتها في الآن ذاته هو الذي يعلل نزعة رفضها لتسمية”الأدب النسائي” «(33) ، وعليه فإنّ جميع هذه العوامل مجتمعة تصور حالات الإبداع النسوي.
ب- الاتجاه الثّاني: القائل بمصطلح الأدب الأنثويّ
إنّ لفظ الأنثى يستدعي على الفور وظيفتها الجنسية، وذلك لفرط ما استخدم اللفظ لوصف الضعف والرقة والاستسلام والسلبية، حيث أنّ مصطلح “أنثويّ“محمول على معجم اصطلاحي يحيل على عوالم الأنثى المحمولة على الضعف والاستلاب والرغبة، ولا يمكن بأيّ حال من الأحول أن يكون من أسس تصنيف النص في خانة تدللّ على أن النص نسويّ- أي نصا مكتوبا بقلم المرأة – إذ يمكن للرجل أن يكتب نصا أنثويّا، ودليلنا على ذلك “شعر نزار قبّاني” الذي لا يمكن تسميته بالنص النسوي استنادا لمرتكزات النوع، وعليه تقترح الناقدة ” زهرة الجلاصي“: استخدام مصطلح “النصّ الأنثويّ” بديلا عن مصطلح “الكتابة النسوية” مؤكدة على التعارض القائم بين المصطلحين من حيث الدلالة والمعنى المعجمي، إذ نجده يشير إلى “نوع من الكتابة النقدية النسائية، التي نبعت من نسوية الناقدات الفرنسيات المعاصرات” (34) ، واللّواتي تبحثن لأنفسهن عن التأسيس الفعلي.
ولعلّ مصطلح النص الأنثوي يعرّف بنفسه من خلال صور الاختلاف المباشرة، إذ نجده في غنىً عن المقابلة التقليدية (مؤنث/مذكر)، وعليه فـــــ» مفهوم الأنوثة بشكل عام هو تركيب ثقافي، لأنّ المرأة كما تقول سيمون دوبوفوار:لا تولد امرأة، بل تصبح كذلك حيث يعمد المجتمع الأبوي، استنادا على وجهة النظر هذه، إلى فرض مقاييس اجتماعية عن الأنوثة، على جميع النساء« (35) ، ولقد شمل مصطلح الأنثوية على الإبداع النسوي الذي تنتجه المرأة بشكل عام، لكون الأنوثة عند النقد الذكوري، وحتى عند بعض المبدعات العربيات ليست» سوى الجمال، والرقة (الأميل إلى الضعف)«(36)، وهي في النهاية تعريفات تكرّس ظاهرة العبودية، والاستلاب الذكوري للمرأة التي مازالت رهينة تجربة السلطة الأبوية، التي تعطيها حقّ الإبداع الأدبي، في حين ترفض بعض الناقدات هذا الخلط الاصطلاحي »وتحاولن إثبات أنّ النساء وإن كن إناثا بلاشك فإنّ هذا لايضمن بالضرورة أنوثتهنّ كمفهوم ثقافي، كما لايضمن نسويتهنّ كمفهوم سياسي« (37)، بشكل مطلق.
جـ – الاتجاه الثّالث: القائل بمصطلح الأدب النسويّ
أمّا مصطلح “النص النسويّ” فبات الأكثر دلالة إلى حدّ كبير على خصوصية ما تكتبه المرأة في مقابل ما يكتبه الرجل، فالنسوية إذن تمثل وجهة نظر النساء بشأن قضايا المرأة وكتابتها، وماتحمله من »خصوصيات تجعل منه ظاهرة مميّزة وعلامة دالة في حق الإبداع الأدبي« (38) ، إذن فلابدّ للأدب النسوي أن يحمل صفة النسوية التي تتحدد بحسب آراء الدارسين من خلال نوعية اللغة الموظفة داخل العمل الإبداعي، فالنسوية» لا تقتصر على كونها مجرد خطاب يلتزم بالنضال ضد التمييز الجنسي ويسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وإنما هي أيضا فكر يعمد إلى دراسة تاريخ المرأة وإلى تأكيد حقها في الاختلاف، وإبراز صوتها وخصوصياته« (39)، أي أنّ هناك لغة أنثوية تكون خاصة بالكاتبات دون سواهم من المبدعين، فضلا عن التجربة الإبداعية والخصوصية النسوية التي تميّزها عن سواها، وهذا» على خلفية وعي متقدم، ناضج ومسؤول لجملة العلاقات، التي تحكم وتتحكم في شرط المرأة في مجتمعها، ويكون جيد التحديد والتوصيف والتنقيب في هذه العلاقات، ويلتقط بالقدر نفسه النبض النامي لحركة الاحتجاج، معبرا عنها بالسلوك والجدل، بالفعل والقول« (40) ، فهي الأقدر في تصوير مختلف جوانب تجربتها الخاصة، وماتخفيه من مكنونات ، ورغبات وآهات، وهذا الرأي قد استأنست إليه الكثير من المبدعات، لكن مع وجود خصوصيات على مستوى الفكر لايستطيع أن ينكرها أيّ شخص.
ومنه ستعتمد الدّارسة اقتراح (توريل مووي) في التمييز بين المصطلحات(النسوية، الأنثى، الأنوثة)، وهذا ما أشارت إليه “نعيمة هدى المدغري” حيث تقول إنّ:» الداعيات إلى النسوية استعملن هذه المصطلحات خلال ثمانينيات القرن العشرين بطرق مختلفة(…) ولذلك اقترحت توريل مووي مسألة التمييز المبدئي بين النسوية على أنّها قضية سياسية، والأنثى على أنها مسألة بيولوجية طبيعية، والأنوثة على أنها مجموع خواص محددة ثقافيا، وبالتالي تدخل في إطار مفهوم حضاري«(41) ، وهذا بحكم الوضع العام الذي أحاط بإبداع المرأة عبر العصور التاريخية، إذ نجد تأثر هويتها وثقافتها بشكل كبير بهذا الوضع، مقارنة بالرجل الذي كانت منافذ التعبير متاحة أمامه ومفتوحة، وعليه نجد» إنّ الأبحاث اللغوية والتاريخية والأنثروبولوجية تقول بأنّ فكرة اللغة النسائية ليست شيئا جديدا ظهر بظهور النقد النسائي، وإنما هي فكرة عريقة في القدم، وكثيرا ما كانت تظهر في الفولكلور وفي الأساطير« (42) والإبداعات منذ القدم.
إنّ حركة المرأة الإبداعية» بزغت في أواخر الستينات من القرن العشرين، وفرضت نوعا خاصا من الخطاب السياسي، تحت اسم النقد النسوي أو النظرية النسوية، وهو تطبيق نقدي ونظري يلتزم بالنضال ضد الأبوية والتمييز الجنسي«(43) كانت – أثناء احتكاكها بالعالم الخارجي، وعلاقتها الإنسانية به، وحريتها في التعبير- قد بدت في أغلب الحالات مصورة لجميع حالات القهر، والمعاناة مع الآخر، داخل إطار المجتمع/الأسرة، والذي أصبح ورطة لا تغتفر وقع فيها المبدع الرجل من خلال إعاقته للمرأة في مراحل تاريخية من الولوج في عالم الإبداع الأدبي بالمستوى الذي وصل إليه الرجل المبدع فنيا وجماليا، وخاصة وأنّ» التاريخ الذكوري يبث فيها القناعة بضعفها وعدم قدرتها على الخلق والإبداع ,وبالتالي يزرع فيها الخوف من ذلك العالم السحري المرتب من طرف الرجل، إنه نظام موضوع ومؤطر حسب استراتجية ذكورية معلومة« (44) ، وهذا ما جعل الرجل المبدع يتعاطى مع إبداعها بنوع من الزجر والردع، والتهميش، وهذه ضريبة الإبداع، التي يجب على المرأة أن تدفعها» لذلك كان ابتعاد المرأة الحقيقي عن الكتابة يرجع أساسا إلى هذا التأنيث الذي يثقل كلمتها، فظلت تناضل من أجل انتزاع هذا الحق، (…) من أجل الظفر بالمستمع لاكتشاف كلمتها وحماية كتابتها« (45) ، والتي كانت دائما تتعرض للمصادرة التاريخية، والجمالية.
وعليه نجد أنّ مصطلح (الإبداع النسوي) حقل واسع له دلالاته العديدة ليشمل الأدب الذي تكتبه النساء والرجال عن المرأة، ويهتم بوصفه خطاباً خاصا بتصوير مختلف تجارب النساء اليومية من هموم، ووعي فكري، »فكتابة المرأة مرتبطة بقضايا المرأة واهتماماتها والدفاع عن أفكارها، أمّا الكتابة النسوية فلها علاقة مباشرة بالإبداع الأدبي وبالنصوص الإبداعية، وسواء كانت هذه النصوص من إبداع امرأة أو رجل، المهم ـأنّها تخصّ عوالم المرأة الخاصة والذاتية« (46)، فكان لجوء المرأة المبدعة للكتابة» كمؤسسة وليس كممارسة فقط، لم تمنح قط للمرأة، إذ عليها أن تنحرف، وتوارب، وتتحايل، وتهدم ذلك الحصار الحديدي لكي تتمكن من الحصول على المواطنة، وربما داخل الكتابة والمجتمع« (47)، إنّها صورة الأدب الحقيقي الذي أصبحت تتبناه، وتعكس من خلاله نظرتها للرجل، ولعلاقاتهما النفسية، والإبداعية » فلم تكن هذه الكتابة النسائية وليدة هذا العصر بل كانت حاضرة دائما، ومخالفة للنماذج الذكرية« (48)، وبذلك كشفت الكتابات النسوية حينها عن الآلية التي يعمل بها المجتمع الذكوري على ترسيخ الاضطهاد النفسي، وازدواجية المعايير، ومع ذلك فـــ»عندما تكتب المرأة يبقى للنص الأنثوي خصوصيته إذ يكسر الصمت ويقدم رؤية جديدة لم يعتد عليها الخطاب العربي من قبل بشقيه الإبداعي والنقدي«(49)، إلاّ أنّ هيمنة الرجل على المرأة بقيت تاريخيا، واجتماعياً ونفسياً وثقافياً، وبيولوجياً واقتصادياً ولغوياً.
ومنه نستنتج أنّ النظرية الأدبية النسوية ترى أنّ (الكتابة النسوية) كتابة تتخذ موقفاً واضحاً ضد الأبوية وضد هذا التمييز الجنسي أي أنها كتابة مؤدلجة، » ومهما يكن من أمر فالمعنى الذي يتصل بالموقف السياسي من المرأة بعامة، (…) والذي يتصل بالقضايا الثقافية الخاصة بالمرأة، فسوف يعبّر عنه بـ( النسوي)، أما الذي يخص القضايا البيولوجية، فيعبّر عنه بمصطلح(أنثوي)« (50)، وعلى العموم فإنّ» المرأة الكاتبة كانت بحاجة إلى امتلاك فعل الكتابة وحسب التحليل العلمي لغريماس فهي تحتاج إلى الفاعل الإجرائي الذي يحقق الحالة(المرأة الكاتبة) والاتصال بموضوعها( التحرر)« (51) المنشود في عالمها النضالي.
والواقع أنّ مصطلح (الأدب النسوي) واجه إشكالية نقدية في الأوساط الأدبية تكمن أسبابها في عدم فهم المصطلح، والحكم عليه من دون الإلمام بتأريخه، ومدلولاته فضلاً عن غموضه وهلاميته، فكثير من المبدعات العربيات تعاملن بحذر شديد مع مصطلح الأدب النسوي » لأنّهنّ كنّ يشعرن بأنّ برنامجهنّ الكتابي ينطلق من موقع فئوي محدود فلا هنّ يمثلنّ سلطة ثقافية راسخة في التاريخ، ولاهنّ قادرات بفعل ذلك على إدراج كتاباتهنّ في مرجعيات إبداعية نسائية« (52) ، فالعديد من المبدعات رفضنه لأنه يفرض عليهنّ البقاء في دائرة ضيقة من الكتابة، وهي الكتابة عن المرأة فقط، »وهذا كله من أجل دعم مسيرة الإبداع النسوي، وإيجاد صياغة نقدية لتستوعب الموروث الأدبي الأنثوي، بعيدا عن عقلية الإقصاء والتهميش والنظرة الدونية التي أخنقت صوت الأنثى ردحا من الزمن« (53)، وجعلتها أسيرة التاريخ الذكوري الذي قيد فكرها زمنا طويلا.
وعليه نجد أنّ الموروث الاجتماعي الذكوري القائم على مبدأ السلطة على كلّ شيء حتى على الإبداع النسوي، هو الذي جعل هذه التسمية انعكاسا لواقع يتجسد في كون أن تجربة الأديبات تاريخيا ماهي إلاّ انعكاس صريح عن حالات الاضطهاد الفكري، ممّا جعل هذا المصطلح يتشكل »نسويا في ضوء قيمته الإنسانية والإبداعية التي لاتعني بأيّ حال دونية ما كما يعبر عنها البعض« (54)، في ظلّ القيد المحكم على كلّ ما يختلج ذات المرأة، وما تنتجه من أفكار، وفنون، وآداب تصور الطابع النفسي والتركيب الاجتماعي للمرأة ضمن دائرة الرقيب، إذ» انتهجت الكاتبات في هذه المرحلة أثناء طرح القضايا نهج الاحتجاج والرفض والتحدي الذي كان وليد ذلك الصراع الذي فرض على المرأة معايشته، فتمردت محاولة تخطي الحواجز الذي سيّجها بها المجتمع« (55)، وهي بذلك أنتجت ثورة غير معلنة على جميع قوانين المجتمع الذكوري الذي دفعها للتمرد، والعصيان الفكري والجنسي للمجتمع الإنساني، الذي انتهج سلوك القمع المضاد للتحرر، وعدم الاعتراف بوجودها .
وفي توجه آخر نجد أنّ العديد من الكاتبات العربيات قد وجدن في مصطلح الأدب النسوي نوعًا من الشّرعية الاصطلاحية في إقامة المساواة بين المبدعين الرجال والنساء فلا حاجة إلى إقامة الحواجز الأدبية، ولا إلى تكريس فلسفة الإقصاء للبنى والصور والعلاقات بين الرجل والمرأة، وصولا إلى إعادة الاعتبار لموقع أدب المرأة، حيث» اتخذت من الكتابة منبرا لإعلاء صوتها والتنديد بكل أشكال العنف الممارس عليها فوردت كتابتها تعبر عن قلقها الدائم« (56)، وقد نجد في مقابل ذلك العديد من الأديبات اللّواتي يتعصبنَ للمصطلح ويُغالينَ في توجيهه كإقصاء النساء اللّواتي ترفضنَ تسمية مصطلح أدب نسوي عن دائرة النسوية، حيث قمنَ باتهامهمنّ بالتبعية المطلقة للرجل، فمصطلح“الأدب النسوي” كان بمثابة اعتراف بوجود المرأة، وفاعليتها في المجتمع» شاع في القرن التاسع عشر، بدأ النقاد بوضع معايير في تحكيم نتاج المرأة، مختلفة عن تلك التي يحكّمون بها نتاج الرجل، لذا كان على الأديبة أن لا تمسّ المحرمات، وأن تظلّ تدور في الخيال السطحي، وأن تكتب للجمهور ما يريده من المرأة(…) إن أرادت أن تقتحم عالم الكتابة، فلا تخرج عن الدور الاجتماعي المنوط بها« (57) منذ الأزل.
خـــــــــاتمة:
في النهاية نصل إلى أنّ إشكالية “مصطلح الأدب النسوي” تبقى مسألة متعددة الأوجه ، والأطراف خاصة في ظلّ رفضه من طرف العديد من النساء المبدعات لما وجدن فيه من » خطورة في تصنيف كلّ ما تكتبه المرأة تحت اسم “الأدب النسوي”« (58)، فقد يكرّس الهيمنة النسوية تحت مظلة الإبداع الأدبي ممّا يخلق لنا نوعا من التقسيم والكراهية الأدبية على مستوى الجنس، فيخرج بذلك عن معيار الإنسانية التي تبحث عن التكامل الفكري والأدبي وعليه بقيت مسألة المصطلح، وإشكالاته التي أفرزها على الساحة الأدبية، قد طرحت “زوايا واتجاهات مختلفة حول مصطلح “الأدب النسوي”، بهذه التسمية وما تنطوي عليه من دلالات، وحتى في داخل صفوف المعترضين، هناك تباين في أسباب الاعتراض، فهم بين معترض من مبدأ رسوخ الموروث الذي اتخذّ شكلا عقائديا، وهو الخطّ من شأن المرأة، فنسبة الأدب إليها ستعارض الموروث المتأصل، أو أنّه لايجوز لها أن تتساوى مع الرجل” (59) في أيّ مجال كان، ليتبين لنا في الأخير عمق الإشكالية من جهة، وخطورة استخدام مصطلح (الأدب النسوي) لما فيه من سعة الدلالة وعمق التأويل، والذاتية في الطرح .
الهوامش:
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغارية، المغارية للطباعة والنشر والإشهار، تونس، ط1، 2003 ، ص15.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، منشورات فكر دراسات وأبحاث، الرباط، المغرب، ط1، 2009، ص10.
- 3. شيرين أبو النجا، عاطفة الاختلاف(قراءة في كتابات نسوية)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، ط1 ، 1998ص12.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص15.
- نعيمة هدى المدغر، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص80.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص15.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص18.
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح ونبيلة الخطيب) نماذج ، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن، ط1، 2011، ص38.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص15، 16 .
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص10، 11.
- بثينة شعبان، مائة عام من الرواية النسائية العربية 1899-1999، دار الآداب، بيروت، ط1، 1999، ص24.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص99.
- حفناوي بعلي، النقد النسوي وبلاغة الاختلاف في الثقافة العربية المعاصر، مجلة الحياة الثقافية، ع 195، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تونس، 2008، ص33.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص102.
- حفناوي بعلي، النقد النسوي وبلاغة الاختلاف في الثقافة العربية المعاصرة، ص34.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص15 .
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح ونبيلة الخطيب) نماذج، ص15، 16.
- حفناوي بعلي، النقد النسوي وبلاغة الاختلاف في الثقافة العربية المعاصرة، ص33.
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح ونبيلة الخطيب) نماذج ، ص23.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص98.
- بن مسعود رشيدة: مبدعة، وناقدة وباحثة مغربية، لها كتاب نقدي”المرأة والكتابة”، “سؤال الخصوصية”، “بلاغة الاختلاف”(1994م)، و”جمالية السرد النسائي”(2006م) إلى جانب مقالات نقدية منشورة في دوريات، [كتاب نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي، ص232].
- 22. شرين أبو النجا، عاطفة الاختلاف( قراءة في كتابة نسوية)، ص46.
- المرجع نفسه، ص11.
- 24. المرجع نفسه، ص13.
- 25. بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص19.
- 26. رشيدة بنمسعود، المرأة والكتابة(سؤال الخصوصية /بلاغة الاختلاف)، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1994. ص76.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص17.
- رشيدة بنمسعود، المرأة والكتابة(سؤال الخصوصية /بلاغة الاختلاف)، ص76.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص22.
- المرجع نفسه، ص23.
- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
- المرجع نفسه، ص22.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص22.
- سارة جامبل، النسوية و ما بعد النسوية( دراسات ومعجم أدبي)، ترجمة أحمد الشامي، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 2002، ص223.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص19.
- شرين أبو النجا، عاطفة الاختلاف( قراءة في كتابات نسوية)، ص23.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص19، 20.
- بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغاربية، ص16 .
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص18.
- نازك الأعرجي، صوت الأنثى(دراسات في الكتابة النسوية العربية)، الأهالي للطباعة والنشر، سوريا، ط1 ، 1997 ص24.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص18.
- المرجع نفسه، ص79.
- المرجع نفسه، ص19.
- المرجع نفسه، ص100.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص102.
- حفناوي بعلي، النقد النسوي وبلاغة الاختلاف في الثقافة العربية المعاصرة، ص46.
- نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، ص102.
- المرجع نفسه، ص99.
- شرين أبو النجا، (عاطفة الاختلاف(قراءة في كتابات نسوية)، ص39.
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي العربي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح، ونبيلة الخطيب)نماذج، ص18.
- عبد النور إدريس، الكتابة النسائية (حفرية في الأنساق الذات الأنثوية-الجسد-الهوية)، مكتبة وراقة سجلماسة، المغرب، ط1، 2004، ص85.
- جليلة الطريطر، كتابة الهويّة الأنثويّة في السيرة الذاتية العربية الحديثة، ص07.
- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
- أحلام معمري، إشكالية الأدب النسوي بين المصطلح واللغة، مجلة مقاليد، ع2، منشورات جامعة ورقلة، 2011م ، ص49.
- المرجع نفسه، ص152، 153.
- المرجع نفسه، ص 152.
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي العربي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح، ونبيلة الخطيب)نماذج، ص25.
- المرجع نفسه ، ص30.
- فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي العربي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح، ونبيلة الخ.
المصادر والمراجع:
(1) أحلام معمري، إشكالية الأدب النسوي بين المصطلح واللغة، مجلة مقاليد، ع2، منشورات جامعة ورقلة، 2011م.
(2) بوشوشة بن جمعة، الرواية النسائية المغارية، المغارية للطباعة والنشر والإشهار، تونس، ط1، 2003.
(3) بثينة شعبان، مائة عام من الرواية النسائية العربية 1899- 1999، دار الآداب، بيروت، ط1، 1999.
(4) حفناوي بعلي، النقد النسوي وبلاغة الاختلاف في الثقافة العربية المعاصر، مجلة الحياة الثقافية، ع 195، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تونس، 2008.
(5) نعيمة هدى المدغري، النقد النسوي(حوار المساواة في الفكر والأدب)، منشورات فكر دراسات وأبحاث، الرباط، المغرب، ط1، 2009.
(6) سارة جامبل، النسوية و ما بعد النسوية( دراسات ومعجم أدبي)، ترجمة أحمد الشامي، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 2002.
(7)عبد النور إدريس، الكتابة النسائية (حفرية في الأنساق الذات الأنثوية-الجسد-الهوية)، مكتبة وراقة سجلماسة، المغرب، ط1.
(8) فاطمة حسين العفيف، الشعر النسوي المعاصر(نازك الملائكة، سعاد الصباح ونبيلة الخطيب) نماذج ، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن، ط1، 2011 ، ص38.
(9) رشيدة بنمسعود، المرأة والكتابة(سؤال الخصوصية /بلاغة الاختلاف)، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1994.
(10) شيرين أبو النجا، عاطفة الاختلاف(قراءة في كتابات نسوية)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، ط1، 1998.
(د: عامر رضا، المركز الجـــــــــــامعي عبد الحفيظ بوالصوف– ميلةالجزائر)