بائية الأخنس بن شهاب التغلبي

 د. عبد الهادي سيد عبد العال

مقـــدمــة

الحمد لله رب العالمين، حمدا توجبه سوابغ نعمه، ولنعمة واحدة لا يوفيها بعض حقها حمد الحامدين، دهر الداهرين، وأبد الآبدين، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك وأنعِم على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين … وبعد… 

 فإنه من المركوز في الطباع أن الشعر ديوان الأمم، ومرآة حياتها، بكل دقائقها وجلائلها، ما لها وما عليها، ومن ثَمَّ ترى في شعر العرب صورة العربي، بما له من قيم رفيعة تعتز بها الإنسانية على مر عصورها، من الكرم، والنجدة، والشجاعة، والاقدام، والذود عن الديار، ومراعاة حق الجار، وصيانة حرماته  =… وما عليه من تصرفات عدوانية لا ترتبط بتلك المكارم، ولا تنحاز إليها، مثل: الإغارات، وانتهاك الحرمات، ووأد البنات …وكلها انحدارات لا يشفع لها – إلا وجود الخير والشر في حياة البشر=  فضلا عن وصف كل ما يتصل به-  العربي-  من صحراء، وجبال، وأوابد…

ومعلوم -أيضا أنه الميدان الذي تنازعوا فيه قصب السبق على البيان؛ ومن ثم كان جديرا بالوقوف معه والنظر فيه لمعرفة كيف فكر القوم؟ وكيف أداروا معانيهم، ففجروا ينابيع اللسان، وصقلوا نظومه – أصواتا، ومفردات، وجملا- حتى استوى واكتمل وتهيأ لحمل كلام الله الخاتم الخالد إلى عباده ؟.

ومعلوم – أيضا -أن تحليل النص بلاغيا باب رحب فسيح نحو التذوق البلاغي؛ لأنه المسار الطبعي للبحث؛ إذ إن الجانب التقليدي قد توافرت عليه عقول من الدقة والإحكام بحيث لم تترك فيه مجالا لإضافات إلا قليلا. ([1])..

فضلا عن كونه – التحليل البلاغي للنص-  هو روح الإمام عبد القاهر في أسراره ودلائله، والذي بقي من فكره فسيحا متراحبا يتسع مداه ليشمل ويستوعب الدراسات البلاغية إلى آخر الزمان([2]) .

كما أنه- التحليل البلاغي للنص – أقرب المناهج في كشف خصائص اللغة التي تتمثل فيها خصائص الأمة الناطقة بها في كل مقوماتها :عقدية، وفكرية، ونفسية، واجتماعية ([3])… ، وأقدرها على كشف ما وراء الكلمة والصورة من خطرات وهواجس ووساوس، يقينا أن مناقشة الكلمة والخصوصية والتركيب إنما هي إبحار خلال مقاصد النفس واهتماماتها، وتنقيب في صميم ناطقية الإنسان- عقله، وقلبه، ووجدانه-  التي صاغها في لغته التي تخالط نفسه، وتحمل آماله، وآلامه، وكل ما أحسه من خير، وشر، وهدى، وضلال …

ولا سبيل إلى ذلك إلا بالرجوع إلى النبع الأول للبيان، إلى التذوق المستضيء بهوادي النظوم العربية، ومعايشة نتاج المفلقين من فصحاء هذا اللسان؛ لأن بيانهم يمثل الصورة المثلى لسنن الأمة في بناء بيانها، بدءا بالحرف وصوته، وانتهاء بالنص ونظمه، حتى تتجلى لنا طرائق القوم في صوغ كلامهم، والتعبير عن أغراضهم، عسى أن تكون في ذلك العصمة من الوقوع في براثن مناهج التحليل الحديثة التي تنكبت السنن اللاحب في تذوق النصوص وتحليلها، وانحرفت بها في بنيات معوجة، أوقعت سالكيها في دياجير الاضطراب والوسوسة، وحالت بينهم وبين غاياتها، فاضحت طلاسم لا يهتدي في خواتيمها إلى شيء ذي بال تلتقي حوله الأذواق، وتقر له العقول =  والتي لا هم لها إلا العبث بمقدسات الأمة، وتدميرها، وطمس تراثها، وإلغاء شخصيتها بحجة التطوير والتنوير ومسايرة العصر، وهدفها الحقيقي المباعدة بين أبناء الأمة وبين لغتها، وتخريج جيل أعجمي اللسان والفكر معا؛ ليتمكنوا من هدم كل ما يقوم عليه بناء حضارتها….

ولذلك فقد حاولت في هذا البحث تحليل قصيدة الأخنس بن شهاب التغلبي (فمن يك أمسى في بلاد مقامه …) بلاغيا؛ للتعرف على طريقة الشاعر في بناء قصيدته-  مفرداتها، وتراكيبها، وأخيلتها-  ومدى التلاؤم بين نسيجها، وما تأثر به في نظمه من مؤثرات في محيطه العام والخاص، مع المقارنة بين ما عليه النظم وما يحتمله، وبينه وبين غيره ما تيسر، فضلا عن كشف ما في القصيدة من الدلالات النفسية والعادات العربية … على أمل التوجيه من شيوخ هذا العلم الشريف …

توطـئة

الأخنس([4]) بن شهاب التغلبي (69 ق. هـ – 555 م)، أحد الشعراء والفرسان([5])، وهو الأخنس بن شهاب بن شريق بن ثمامة بن أرقم بن عدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن حزابة بن الحارث بن نمير بن أسامة بن بكر بن معاوية بن تغلب بن وائل. شاعر جاهلي ” قبل الإسلام بدهر([6]) ” من أشراف تغلب ورؤسائها وشجعناها، وقد شهد حرب البسوس، وله فيها شعر، بل كان شاعر قومه فيها، وقد أخطأ صاحب القاموس حينما عدّه من الصحابة إذ ربما اشتبه عليه الأخنس بن شريق ([7]) . وعده د/ علي الجندي من الأمراء الشعراء، وذكر أنه سادات تغلب ([8]) .

وهو فارس (العصا) ([9]) ، وفارس (زِيَمْ)، قال ابن هذيل: ” زِيَمْ فرس الأخنس بن شهاب التغلبي، وكان من مشهوري فرسان العرب، ولها يقول:

هذا أوَانُ الشدَّ فاشتدّي زِيَمْ        لا عَيْشَ إلا الطَّعْنُ في يوم البُهَمْ ([10])

وفارس (الحَرُونُ)، قال الشمشاطي: “وفي بني تَغْلب فَرَسٌ يُقال لهَا: العَصَا، وفارسُهَا الأَخنسُ بن شِهاب، وكانت له زِيَمٌ، والحَرُونُ، وهو ابنُ الأَثاثيّ بن الخُزَز بن ذي الصُوفة بن أَعوجَ اشتراهُ مُسلمٌ من أَعرابيِّ بالبصرة بأَلف دينارٍ وكانَ له ابنٌ يُقال له البِطَانُ أَهْداهُ إلى الحَجّاج ووَلَدَ البِطَانُ البطِينَ ووَلَد البَطِينُ الذَّائدَ، وولدَ الذَّائدُ أَشقرَ مَرْوان، فأَصلُ هذه الخُيولِ زادُ الرَّكْب كما ذُكِر([11]).

وله إغارات كثيرة وبطولات وأيام، ومن أيامه المشهورة التي قاد فيها تغلب (يَومُ الشَّريَّة)، وهو يَوْمٌ لبني تَغلِبَ على بني فَزارَة ([12]) .

ومنها (يَومُ غَبْغَب) وهو يومٌ لبني مُعاوية بن عمرٍو على بني فَزارة ([13])، وتوفي بعد حرب البسوس([14]).

القصيـــــــــــدة ([15])

ـفَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ                    يُسَائِلُ أَطْلالاً بِهَا لا تُجَاوِبُ ([16])

ـفلابْنَة ([17]) حِطَّانَ بِنْ عَوْف ٍ ([18]) مَنَازِلٌ   كما نَمَّقَ([19]) العُنْوَانَ في الرَّقِّ كاتِبُ

ظَلَلْتُ بها أُعْرَى وأُشْعِرُ سُخْنَةً                    كما اعتادَ محموماً بِخَيْبَرَ صالِبُ([20])

تَظلُّ بها رُبْدُ النَّعَامِ كأَنَّها                         إِماءٌ تُزجَّى بالعَشِيِّ حَوَاطِبُ([21])

خَلِيْلَيَّ عُوْجَا مِن نجاءِ شِمِلَّةِ                      عليها فتى كالسَّيْفِ أَرْوَعُ شَاحِبُ ([22])

خَلِيلاَيَ هَوْجاءُ النَّجَاءِ شِمِلَّةٌ                      وذُو شُطَبٍ لا يَجْتَويهِ المُصَاحِبُ

وقد عِشْتُ دَهْراً والغُوَاةُ صَحَابَتِي                  أُولئكَ خُلْصَانِي الَّذِين أُصاحِبُ

رَفيقاً لِمَنْ أَعْيَا وقُلِّدَ حَبْلُهُ                         وحاذَرَ جَرَّاهُ الصَّدِيقُ الأَقارِبُ([23])

فأَدَّيْتُ عَنِّي ما اسْتَعَرْتُ من الصِّبَي              ولِلمالِ عندِي اليومَ رَاعٍ وكاسِبُ

لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٌ                        عَرُوضُ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ([24])

لُكَيْزٌ لها البَحْرَانِ والسِّيفُ كُلُّهُ                    وإِنْ يأتِهَا بأسٌ منَ الهنْدِ كارِبُ

تَطَايَرٌ عن أَعْجازِ حُوشٍ كأَنَّها                   جَهَامٌ أَرَاقَ ماءَهُ فهو آئبُ

وبَكْرٌ لها ظَهْرُ العِرَاقِ وإِنْ تَشَأَ                   يَحُلْ دُونَها منَ اليمامَةِ حاجبُ

وصارتْ تَمِيمٌ بينَ قُفٍّ ورَمْلَة                     لها مِنْ حِبال مُنْتَأًى ومذَاهِبُ

ـوكَلْبٌ لها خَبْتٌ فَرَمْلَةُ عَالِجٍ                      إِلى الْحَرَّةِ الرَّجْلاَءِ حَيثُ تُحارِبُ

وغَسَّانُ حَيٌّ عِزُّهُمْ في سِوَاهُمُ                     يُجَالِدُ عَنْهمْ مِقْنَبٌ وكتَائِبٌ

وبَهْرَاءُ حَيٌّ قد عَلِمْنا مكانَهمْ                      لهم شَرَكٌ حَوْلَ الرُّصَافَةِ لاَحِبُ

وغارتْ إِيَادٌ في السَّوَادِ ودُونَها                    بَرَازِيقُ عُجْمٌ تَبْتَغِي مَنْ تُضَارِبُ

ولَخْمٌ مُلُوكُ النَّاسِ يُجْبَى إِلَيْهُمُ                    إِذَا قالَ منهم قائِلٌ فَهْوَ واجِبُ

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا                    مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

تَرَى رَائِدَاتِ الخيلِ حَوْلَ بُيُوتِنا                    كَمِعْزَى الحِجَازِ أَعْجَزَتْها الزَّرَائِبُ

فيُغْبَقْنَ أَحْلاَباً ويُصْبَحْنَ مِثلَها                    فَهُنَّ منَ التَّعْدَاءِ قُبٌّ شَوَازِبُ

فوَارسُها مِنْ تَغْلِبَ ابْنةِ وائلٍ                      حُماةٌ كُمَاةٌ ليسَ فيها أَشَائِبُ

هُمُ يَضربونَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ                  على وجهِهِ منَ الدِّماءِ سَبَائِبُ

بِجَأْوَاءَ يَنْفِي وِرْدُها سَرَعانَهَا                      كأَنَّ وَضِيحَ البَيْضِ فيها الكَوَاكِبُ([25])

وإِنْ قَصُرَتْ أَسيافُنا كانَ وَصْلُها                  خُطَانَا إِلى القَوْم الَّذِين نُضارِبُ

فلِلَّه قَوْمٌ مِثْلُ قَوْمِيَ سُوقَهً([26])                  إِذَا اجتَمَعتْ([27]) عند الملوكِ العَصائِبُ

أَرَى كلَّ قومٍ يَنظرون إِليهِمُ                       وتقْصُرُ عمّا يَفْعَلُونَ الذَّوائبُ([28])

أَرَى كلَّ قومٍ قاربُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ                     ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ

المتأمل في القصيدة يجدها على أربعة أجزاء:

الأول: ما ذكره في مطلعها من الوقوف على الأطلال التي درست وخلت من الأحباب، فسكنها رُبْدُ النعام التي لا تجد من يزعجها، يسائل تلك الديار ولا تجيب، وقد تركه الخلان ولم يوافقوه فتركه ذلك محموما…. ، وجاء في الأبيات (1 – 6) :

ـوَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ           يُسَائِلُ أَطْلالاً بِهَا لا تُجَاوِبُ

فلابْنَة حِطَّانَ بِنْ عَوْفٍ مَنَازِلٌ            كما رَقَّشَ العُنْوَانَ في الرَّقِّ كاتِبُ

ظَلَلْتُ بها أُعْرَى وأُشْعِرُ سُخْنَةً            كما اعتادَ محموماً بِخَيْبَرَ صالِبُ

تَظلُّ بها رُبْدُ النَّعَامِ كأَنَّها                 إِماءٌ تُزجَّى بالعَشِيِّ حَوَاطِبُ

خَلِيْلَيَّ عُوْجَا مِن نجاءِ شِمِلَّةِ              عليها فتى كالسَّيْفِ أَرْوَعُ شَاحِبُ

خَلِيلاَيَ هَوْجاءُ النَّجَاءِ شِمِلَّةٌ              وذُو شُطَبٍ لا يَجْتَويهِ المُصَاحِبُ

الثاني: ما ذكره عقب هذا المطلع من التخلص إلى ذكر غوايته وما كان من حاله في صباه، ثم ما صار إليه، وجاء في الأبيات ( 7، 8، 9) :

وقد عِشْتُ دَهْراً والغُوَاةُ صَحَابَتِي          أُولئكَ خُلْصَانِي الَّذِين أُصاحِبُ

رَفيقاً لِمَنْ أَعْيَا وقُلِّدَ حَبْلُهُ                 وحاذَرَ جَرَّاهُ الصَّدِيقُ الأَقارِبُ

فأَدَّيْتُ عَنِّي ما اسْتَعَرْتُ من الصِّبَي      ولِلمالِ عندِي اليومَ رَاعٍ وكاسِبُ

الثالث: ما وطَّأ به للفخر بقومه من ذكر خصيصة كل قوم، وما تميز به موقعهم مما يوفر لهم الحماية، ويمنعهم من الأعداء، وجاء ذلك في الأبيات (10 – 19) :

لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٌ        عَرُوضُ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ

لُكَيْزٌ لها البَحْرَانِ والسِّيفُ كُلُّهُ    وإِنْ يأتِهَا بأسٌ منَ الهنْدِ كارِبُ

تَطَايَرٌ عن أَعْجازِ حُوشٍ كأَنَّها   جَهَامٌ أَرَاقَ ماءَهُ فهو آئبُ

وبَكْرٌ لها ظَهْرُ العِرَاقِ وإِنْ تَشَأَ   يَحُلْ دُونَها منَ اليمامَةِ حاجبُ

وصارتْ تَمِيمٌ بينَ قُفٍّ ورَمْلَة     لها مِنْ حِبال مُنْتَأًى ومذَاهِبُ

وكَلْبٌ لها خَبْتٌ فَرَمْلَةُ عَالِجٍ      إِلى الْحَرَّةِ الرَّجْلاَءِ حَيثُ تُحارِبُ

وغَسَّانُ حَيٌّ عِزُّهُمْ في سِوَاهُمُ     يُجَالِدُ عَنْهمْ مِقْنَبٌ وكتَائِبٌ

وبَهْرَاءُ حَيٌّ قد عَلِمْنا مكانَهمْ      لهم شَرَكٌ حَوْلَ الرُّصَافَةِ لاَحِبُ

وغارتْ إِيَادٌ في السَّوَادِ ودُونَها    بَرَازِيقُ عُجْمٌ تَبْتَغِي مَنْ تُضَارِبُ

ولَخْمٌ مُلُوكُ النَّاسِ يُجْبَى إِلَيْهُمُ    إِذَا قالَ منهم قائِلٌ فَهْوَ واجِبُ

الرابع: ما ختم به من الفخر بقوة قومه وشجاعتهم وعزتهم- وهو الغرض الرئيس من القصيدة -؛ إذ لا يحتجزون بشيء، وحرمتهم محمية، ودروبهم آمنة…، وجاء ذلك في الأبيات (20 -29):

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا            مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

تَرَى رَائِدَاتِ الخيلِ حَوْلَ بُيُوتِنا            كَمِعْزَى الحِجَازِ أَعْجَزَتْها الزَّرَائِبُ

فيُغْبَقْنَ أَحْلاَباً ويُصْبَحْنَ مِثلَها            فَهُنَّ منَ التَّعْدَاءِ قُبٌّ شَوَازِبُ

فوَارسُها مِنْ تَغْلِبَ ابْنةِ وائلٍ              حُماةٌ كُمَاةٌ ليسَ فيها أَشَائِبُ

هُمُ يَضربونَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ          على وجهِهِ منَ الدِّماءِ سَبَائِبُ

بِجَأْوَاءَ يَنْفِي وِرْدُها سَرَعانَهَا              كأَنَّ وَضِيحَ البَيْضِ فيها الكَوَاكِبُ

وإِنْ قَصُرَتْ أَسيافُنا كانَ وَصْلُها          خُطَانَا إِلى القَوْم الَّذِين نُضارِبُ

فلِلَّه قَوْمٌ مِثْلُ قَوْمِيَ سُوقَهً                إِذَا اجتَمَعتْ عند الملوكِ العَصائِبُ

أَرَى كلَّ قومٍ يَنظرون إِليهِمُ               وتقْصُرُ عمّا يَفْعَلُونَ الذَّوائبُ

أَرَى كلَّ قومٍ قاربُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ             ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ

صلة المطلع بالمقصد في القصيدة:

هذه القصيدة قالها الأخنس في الفخر بقومه وشجاعتهم وعزتهم ومنعتهم، ووصفهم بأنهم شجعان أقوياء أُصلاء ينتجعون بل يجترئون على الابتعاد عن منازلهم، وعلى انتزاع المراعي والأماكن انتزاعا من غيرهم، ويأخذون من الأرض ما يريدون، وأنهم كلما وقع الغيث في بلد صاروا إليه، وغلبوا أهله عليه.

   ولهذا تجد المطلع متلاقيا مع هذا الغرض، متجانسا معه، تدبر قوله:

فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ            يُسَائِلُ أَطْلالاً بِهَا لا تُجَاوِبُ

أي: من انتجع واجترأ على الابتعاد عن منازل قومه، فأمست إقامته في بلاد الأحبة يسائل ديارهم ولا تجيبه – على رواية (في بلادٍ مُقَامُهُ)، أو من أمسى في بلاد مستصلحة للإقامة مستوطنة عامرة بأهلها وأرزاقها – على رواية (في بلادِ مقامةٍ) بالإضافة، وهذا لا يكون إلا من الأقوياء الشجعان الأعزة أمثاله وقومه….

وبهذا أضحى المطلع معرضا تجلَّت فيه قدرة الشاعر([29]) على تلخيص قضيته، والوشاية بما يريد، واستدراج المتلقي لما يأتي بعدُ من البوح الصريح بهاتيك القوة وتلكم العزة …

علاقات الجمل ومعاقد الكلام:

المتأمل في القصيدة يجد ارتباطا وثيقا بين هذا المطلع: (فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ) وبين أجزاء القصيدة؛ حيث ألمح فيه إلى أنه شجاع قوي له من العزة والمنعة ما يجعله قادرا على الانتجاع والابتعاد عن منازل قومه، والانتقال والمكث حيث يريد، وفعل ما يريد، لا يمنعه من ذلك مانع.

   وهذه هي الروح التي تسري في القصيدة، والخيط الدقيق الذي يربط كل أجزائها؛ إذ تجدها – هذه الروح – في المطلع في(فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ)، وتجدها – أيضا – فيما وصف به نفسه وراحلته:

خَلِيْلَيَّ عُوْجَا مِن نجاءِ شِمِلَّةِ      عليها فتى كالسَّيْفِ أَرْوَعُ شَاحِبُ

كما تجدها عقب المطلع فيما ذكره من التخلص إلى ذكر غوايته وما كان من مصاحبة الغواة:

وقد عِشْتُ دَهْراً والغُوَاةُ صَحَابَتِي  أُولئكَ خُلْصَانِي الَّذِين أُصاحِبُ

فالغواية ومصاحبة الغواة – على ما فيهما من السوء – من أقوى دلائل العزة والمنعة؛ إذ الضعيف لا يسطيع الغواية ولا يقدر على مصاحبة الغواة، ومن ثم فهو عزيز لا يمنعه أحد عن فعل ما يفعل، ولا يثنيه عن فعل ما يريد، بل يخافه الجميع، ويحذرون جرائره، وهذا ما جاء به قوله:

رَفيقاً لِمَنْ أَعْيَا وقُلِّدَ حَبْلُهُ         وحاذَرَ جَرَّاهُ الصَّدِيقُ الأَقارِبُ

كما تجدها – هذه الروح، أو هذا الخيط الدقيق – فيما أثبته لكل قوم، من أن لهم جانبا إليه يلجأون، وحاجزا به يحتمون وعن الأعداء يحتجزون:

لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٌ        عَرُوضُ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ

بينما باح بهذه الروح وأعلنها صريحة مدوِّية الجزء الأخير من القصيدة:

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا    مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

وما بعده، الذي بين فيه أن لهم الغلب دائما؛ لامتلاكهم أدواته من الفرسان الشجعان الأصلاء ذوي العزائم القوية الماضية، الذين إذا قصرت سيوفهم وصلوها بخطاهم، والذين لا يقتلون إلا السادة الرؤوس الكماة المقبلين، والذين لا يملك الأعزة العظماء تجاه مفاخرهم وأفعالهم إلا أن ينظروا مشدوهين إليها، مُعْجَبين بشدة بها، بعد أن تقصر أفعالهم عن مجاراتها.

ثم تنكشف هذه الروح، ويبرز هذا الخيط الدقيق في البيت الأخير الذي عاد فيه على ما بدأ به من عزتهم ومنعتهم، حتى إذا قيد كل قوم فحلهم، خلع قومه قيد فحلهم فهو سارب لا يجرؤ لعزتهم أحد على اعتراضه. ولهذا تجد إحكاما في ربط معاقد الكلام عن طريق وجوه ثلاثة:

1 – أن القصيدة بُنِيت وتفرعت على معنى واحد يسري فيها جميعها، ويربط كل أجزائها، هو عزتهم ومنعتهم، فهي كلها تدور حول هذا المعنى، وتسري فيها هذه الروح.

2 – عن طريق الترابط التام وشدة التلاحم بين أجزائها، وتسلسلها، وترقيها في الدلالة على مرادها حتى انتهت بما يصل إلى غاية ما به وله بدأت.

3 – عن طريق حروف العطف؛ إذ تجد الواو فيها تربط أجزاء القصيدة، وتضم أحداثها، فهي جميعها في نسق بيان عزتهم ومنعتهم وشجاعتهم وقوتهم.

تحليل القصيدة :

الجزء الأول: مطلعها، ويشمل الأبيات (1 – 6):

أول ما يلحظ في هذه القصيدة كثرة الاختلاف ([30])  في رواية أبياتها وثرائه وتعدد جوانب القول فيه، إذ تجد في البيت الواحد ضروبا متنوعة وأفنانا مختلفة؛ تجده في اللفظة المفردة (في مادتها أو في بنائها)، كما تجده في البيت كله سواء في ترتيبه داخل القصيدة، أو في روايته على غير وجهه المروى به أولاً، وسأبين ذلك في كل بيت في موضعه ـ إن شاء الله تعالى ـ                     

فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ            يُسَائِلُ أَطْلالاً بِهَا لا تُجَاوِبُ

هذا البيت لم يرد في رواية المفضل، والقصيدة عنده تبدأ بـ ( فلابنة حطَّان …. البيت)، والاستهلال بأسلوب الشرط (فَمَن…) تشويق لما يأتي بعده من الجواب، وزيادة في التنبيه عليه، ولفت الانتباه إليه؛ اهتماما به، وتعظيما لشأنه.

ولهذا فإن رواية المرزوقي والتبريزي بالاستهلال بالشرط، والمجيء بـ (فلابنة حطان…) جوابا للشرط (فمن يك…) أقوى من رواية المفضل التي تبدأ مباشرة بـ (فلابنة حطان)…

والمعنى: من كان الوقوف على ديار الأحبة من دينه في الهوى ومذهبه وأكبر همه، حتى صار يسائلها ولا تجيبه، وقد أمسى مُقَامُهُ في بلادهم، فلابنة حطان بن عوف منازلٌ وقفت بها مقيما رسم مَن ثَبَتَ عهدُهُ في الهوى، ولم يُغَيِّرْه تقاذفُ الأحبة والنوى، مُظْهِرا التلهُّف والتَّحَسُّر بسبب ما تقادم من أيام الوصال بالبكا، وقد أُبْطِنْتُ جَوَى اعتادني منه حُمَّى – معها صداعٌ – سَخُنَت منها بشرتي، وَحُمَّت لها رُوْحِي ومُهجتي، كما يعتاد الصالب محموما بخيبر – التي تُوصَفُ حُمَّاها بالشدة – وقضيت حق الهوى فيها، ولي فيها ما يزيد على كل مذهب، ويعَفِّي على كل عادة([31]).

ويُرْوَى – على الإضافة – (في بلادِ مُقَامَةٍ) وعليه يكون اسم (أمسى) ضميره المُسْتَكِنُّ فيه، والمُقامَةُ: الإقامةُ، أي : في بلادٍ مُسْتَصْلَحَةٍ للإقامةِ مُسْتَوْطَنَةٍ([32]) عامرة بأهلها وأرزاقها.

وهذه الرواية- كما سبق – أنسب بقوله – بَعْدُ – في الفخر بقومه:

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا    مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

وقوله:

أَرَى كلَّ قومٍ قاربُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ     ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ

ووصفهم بأنهم أقوياء ينتجعون، بل يجترئون على الابتعاد عن منازلهم، وعلى انتزاع المراعي والأماكن انتزاعاً من غيرهم، ويأخذون من الأرض ما يريدون، ويبقى الأذلاء مقيمين في مواضع مختصة بهم، فلا يجترئون على الانتجاع بعيداً عنها، فالجماعة القوية كلما وقع الغيث في بلد صارت إليه، وغلبت عليه أهله.

والتعبير بالمضارع (يسائل) للدلالة على تكرار تلك المسائلة والإلحاح فيها، وهو ما يوحي بشدة الشوق، وفرط الوجد.

وإسناد المسائلة إلى الأطلال (يسائل أطلالا) تشخيص لها، ولكأنها أهل لأن تُسْألَ وتُجِيْبَ، لكنها تأبى إلا السكوت (لا تجاوبُ)، وهو ترشيح للتشخيص في (يسائل).

وتنكيرها (أطلالا) لعظيم مكانتها في نفسه، وقربها من قلبه.

فلابْنَة حطَّانَ بِنْ عَوْفٍ مَنَازِلٌ    كما رَقَّشَ العُنْوَانَ في الرَّقِّ كاتِبُ

(فلابنة حطان بن عوف منازل …) هي رواية المفضل، أما المرزوقي والتبريزي فعندهما (فلابنة حطان بن قيس …) وهي كذلك في معجم البلدان([33]) ، ولم أعثر على شيء لكلتيهما([34]).

و(فلابنة حطان بن عوف …) جواب الشرط ، وجاء بالجواب مُطْنَبا مطوَّلا؛ ليدل على تحقٌّقِه وثبوته، لاسيما وأن الكلام في شأن المحبوب، وهذا من مواطن التَّكَثُّر والإطالة.

ومن ثَمَّ قدم المسند (لابنة حطان …) على المسند إليه (منازلٌ) لإرادة الاختصاص؛ لأن ذلك مناط البكاء والوقوف، وسبب الوجد والشوق، وهو أن تكون تلك منازلها، من دون غيرها، ولهذا – أيضا – نكَّرها؛ تعظيما لشأنها، وتفخيما لأمرها.

وقوله: ( كما رقش…) موضعه من الإعراب رفع؛ لأنه صفة لـ (منازل)، وكان الواجب أن يقول: كعنوان مرقش من يد كاتب في الرق، لكنه طوَّل الكلام للتأكيد، يبين ذلك أن (ما) والفعل (رقَّش) في تقدير المصدر أي: (كترقيش الكاتب) ([35]).

ووصفها (المنازل وما تبقَّى من آثار الديار) بقوله: (كما رقَّش العنوان بالرَّقِّ كاتبُ) = حيث شبهها بالكتابة – وهو مألوف في طرائقهم – لكنه طوَّل الكلام = تحقيقا للتشبيه، فصار ظاهره كأنه شبَّه المنازل وما تبقى من آثار الديار بتنميق الكاتب خَطَّه إذا عنون كتابا ([36])، لكن المراد تشبيه بقايا الديار المهدَّمة، والأطلال المبعثرة، بالنقاط والشَرْطَات وأشكال الحروف والحركات والسكنات التي خطها الكاتب إذا عنون كتابا، أو بكتابة درست فبقي بعضها وخفي بعضها؛ ليريَك حالة البلى التي أصابت الديار لبعد العهد بها.

وهذا التشبيه على حَدِّ قول امرئ القيس:

لَهَا مَتْنَتَان خطاتا كما            أَكَبَّ على ساعديه النَّمر([37])

إذ قال: كما أكب على ساعديه النمر، وأراد كأن عليها نمرا باركا لإشرافها([38]).

وقول أبي ذؤيب الهذلي في وصف الإبل:

هَبَطْنَ بَطْنَ رُهَاطٍ وَاعْتَصَبْنَ كَمَا          يَسْقِي الجذوع خِلالَ الدُّوْرِ نَضَّاحُ([39])

قال المرزوقي: ” ألا ترى أن المراد تشبيه الإبل وقد دخلت في السراب بجذوع النخل مَسْقِيِّةٍ في أصولها الماء، فجاء ظاهره كأنه شبَّه الإبل بسقي النَّضَّاح للجذوع؛ لأن معنى كما يَسْقِي كَسَقْيِ، كما أن معنى كما نمق( في قوله: كما نمق العنوان في الر ق كاتب) كتنميق ([40]).

و(رقَّش) – في رواية المفضل – من الترقيش وهو الكتابةُ والتنقيط([41])، وتحسين الكلام وتزويقه من تَرَقَّشَت المرأةُ إذا تَزَيَّنت([42])، قال ابن فارس: “الراء والقاف والشين أصلٌ يدلُّ على خُطوطٍ مختلفة” ([43])، و”الرَّقْش: تنقيط الخطوط والكتاب([44])، والرقْش: النَّقْش، وحيّة رقشاء: فيها ألوان من سواد وحمرة وغيرهما، والرقشاء: دوَيبَّة تكون في العشب شبيهة فيها حُمرة وصُفرة…” ([45]).

وتشبيه الرسوم والأطلال برقش القلم كثير معروف، ومنه قول المرقش الأكبر، وبه سمي:

الدار قَفر والرُسوم كما   رَقَشَ في ظهر الكتاب قَلَمْ ([46])

و(نمَّق العنوان) في روايتي المرزوقي والتبريزي: حَسَّنَه وزَيَّنَه بالكِتابةِ وجَوَّده ([47])، قال ابن فارس: النون والميم والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على تحسينِ شيء وتجويده، ونَمَقْتُ الكتاب ونَمَّقْتُه: نقَشتُه وصَوَّرْتُه، قال النابغة الذبياني:

كأنَّ مَجَرَّ الرّامساتِ ذيولَها       عليه حَصيرٌ نمَّقته الصَّوَانِع ([48])

واصطفاء (رقَّشَ) في رواية المفضل، و(نمَّقَ) عند المرزوقي والتبريزي يوحي بمدى عظمة هذه المنازل في نفسه، فهي على بلاها وخرابها لا تزال في نظره جميلة، مُنَمَّقَة، حسنة المنظر، وعلى أبدع ما يكون.

ظَلِلْتُ بها أُعْرَى وأُشْعَرُ سُخْنَةً            كما اعتادَ محموماً بِخَيْبَرَ صالِبُ

أي: مكثتُ أمام هذه الأطلال مقيما بها رسم من ثبت عهده في الهوى، ولم يغيّره النوى، في لهفة وتحسُّر لما بان من دُرُوسها، وقد أَبْطَنْتُ جوى اعتادني منه حُمَّى سَخُنَت منها بشرتي، وحُمَّتْ لها روحي ومهجتي، وأصابتني منها رِعدة، كما تُعاوِد الحُمَّى التي معها صداع محموما بخيبر الموصوفة حماها بالشدة([49])، لما أصابني من الغَمِّ والتذكُّر([50]).

و(ظَلِلْتُ بها…) رواية المفضل، واصطفاؤها يدل على أن مُكْثَهُ ورِعْدَتَهُ وحُمَّاهُ كانت بالنهار فقط، ذكر ابن منظور أن العرب لا تقول: ظَلَّ يَظَلُّ إلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون: بات يبيت إلا لكل عمل بالليل…. وسُمِعَ: ظلَّ ليله….، وظَلِلْتُ أعملُ كذا – بالكسر – ظلولا إذا عملته بالنهار دون الليل… ([51]) .

وعند المرزوقي والتبريزي في شرح الحماسة (وقفت بها…) وهو عندي أقوى في الدلالة على شدة الوجد وأثره؛ لما في وقفت من الدلالة على التَّمَكُّثِ من دون تقييد أو تحديد بليل أو نهار، قال ابن فارس: ” الواو والقاف والفاء أصل واحد يدل على تَمَكُّث في شيء ” ([52]) .

فضلا عما يُشْعِرُ به الوقوف من التعظيم والإجلال لهذه المنازل حتى وإن كانت أطلالا وبقايا، ولأهلها حتى وإن هجروها وغابوا عنها، والضمير في (بها) يعود على المنازل .

وقوله: (وقفت بها أَعْرَى) رواية المفضل، أي: يصيبني ويلازمني البرد والرِّعْدَةُ من الحُمَّى، قال ابن فارس: ” العين والراء والحرف المعتل أصلان صحيحان متباينان يدل أحدهما على ثبات وملازمة وغشيان، ويدل الآخر على خلو ومفارقة، فالأول قولهم: عراه أمر إذا غشيه وأصابه… ([53]) ” والعُرواء: الرعدة، مثل الغُلْواء، وقد عَرَتْهُ الحُمَّى، وهي قِرَّةُ الحمَّى وَمَسُّهَا في أول ما تأخذ بالرعدة….، ويقال: عَرَاهُ البردُ، وعَرَتْهُ الحمى، وهي تَعْرُوْهُ: إذا جاءته بنافض وأخذته الحمى بعروائها…، قال الأصمعي: إذا أخذت المحموم قِرَّة ووجد مَسَّ الحمى فتلك العرواء…([54]).

وهي أقوى من رواية المرزوقي والتبريزي (وقفت بها أبكي) وأدل على شدة الوجد، فضلا عن أنها تتلاقى مع ما عُطِفَ عليها (وأُشْعَرُ سُخْنَة) لفظيا، فكلاهما مبني لما لم يُسَمَّ فاعلُه، ومعنويا؛ إذ إن الرِّعْدة التي أصابته ولازمته والتي عبَّرَ عنها بـ (أُعْرَى) مسببة عن الحمَّى الشديدة التي دَلَّ عليها قوله: (أُشْعَرُ سُخْنَة).

و(أُشْعَرُ سُخْنَة) أي: أُبْطن حرارة شديدة، وحُمَّى قوية، تصيبني بنافض ترتعد منه فرائصي، فلا أملك قواي، ومن ذاك أُخِذَ الشِّعَار،ُ وهو الثوب الذي يلي البدن([55]).

وعلى هذا المعنى يكون الشعار- عند الأنباري – ما يلي البدن من الداخل، وهذا التفسير أقوى في الدلالة على عظيم الخطب وجليل المصاب وشدة الحمى، غير أن اللغة لا تساعده، فالمشهور أن الشعار هو ما يلي الجسد من الثياب (أي: من الخارج لا من الداخل)، قال ابن فارس: ” والشعار ما ولي الجسد من الثياب؛ لأنه يمَسُّ الشَّعْرَ الذي على البشرة ([56]) “، وقال ابن منظور: ” … وأَشْعَرَ الهمُّ قلبي: لَزَقَ به كلزوق الشعار من الثياب بالجسد ([57]) “.

و(سُخْنَة)، أي حَرَّا، أو حمى، أو فضل حرارة يجدها من وجع([58])، قال ابن فارس: ” السين والخاء والنون أصل واحد صحيح مطرد يدل على حرارة في الشيء ([59]) “.

وفي قوله: ( أُشْعَرُ سُخْنَة) استعارة تمثيلية شَبَّه فيها حاله وما هو عليه من حمى وفضل حرارة وصداع بمن أُلْبِسَ الحمى فأخذته منها قِرَّة وجاءته بنافض ولازمته الرعدة واشتد عليه الألم.

ثم شبه هذه الحالة باعتياد الحمى المصحوبة بالصداع الشديد محموما بخيبر- الموصوفة حماها بالشدة –

تَظلُّ بها رُبْدُ النَّعَامِ كأَنَّها         إِماءٌ تُزجَّى بالعَشِيِّ حَوَاطِبُ

يتوجع من استبدال الدار بسكانها وحشا([60])، وهذا البيت لم يروه المرزوقي في شرح الحماسة، وهذا الترتيب على رواية المفضل، أما في شرح الحماسة للتبريزي فهو مُقَدَّم على سابقه “وقفت بها أبكي وأشعر سخنة …..البيت “.

وترتيب المفضل أنسب – من وجهة نظري – بحال الشاعر؛ إذ الذي يعنيه ويهمه في الدرجة الأولى أن يقدم الحديث عن حاله وما يشعر به تجاه هذه المنازل، تتمة لما بدأ به مما يقصد به نفسه في قوله:

فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي بلادِ مُقَامُهُ            يُسَائِلُ أَطْلالاً بِهَا لا تُجَاوِبُ 

ثم يذكر بعد ذلك حال الأشياء من حوله مما يكشف عن الخلاء والخواء والفراغ الذي يعبر عنه مشي النعام – أكثر الوحش نفورا – على تؤدة وأناة من دون من يروعها، كمشي الإماء الحواطب المعيبات، تُساق وليس لهن سائق غيرهن، كأنهن يَسُقْنَ أنفسهن من شدة تعبهن، كما تقول: فلان يجر نفسه([61]) .

أما تقديم هذا البيت (تظل بها ربد النعام ….. البيت ) على ( وقفت بها أبكي …. البيت) في رواية التبريزي في شرح الحماسة، فإنه – من وجهة نظري – لا يتساوق مع هذا المعنى ولا يلائمه؛ لأنه وإن كان للبيت بما قبله على هذه الرواية صلة تتمثل في أنه توجع من استبدال الدار بسكانها الوحش، فهو من باب آخر فصل بين جزئي الحديث عن حاله وما يشعر به تجاه هذه المنازل، وانتقال إلى الحديث عن حال الأشياء الأخرى من حوله، ثم عود إلى الحديث عن حاله في (وقفت بها أبكي…) وهذا كفيل – فيما أرى – بتفوق رواية المفضل بتأخير هذا البيت ليتصل الحديث عن حال نفسه، فضلا عن كونه أولى بالتقديم على حال غيره.

وروي التبريزي في شرح الحماسة (تمشي) مكان (تظل بها…)، وهي أقوى وأنسب – فيما أرى – في التعبير عن حالة الخواء والخلاء لهذه الديار، فهي تتحرك تجيء وتذهب في حرية تامة بتؤدة وأناة، لا يوجد من يزعجها فتعجل، ومن دون تقييد بليل أو نهار – من (تظل) التي لا تكون إلا لكل عمل بالنهار – كما سبق – ([62]) .

فضلا عن أثرها الكاشف الذي يدني المشبه من المشبه به، ويجعله مرآة له تصفه أحسن وصف، بسبب وضوح الجامع، وتوافر الأوصاف بدقة في الطرفين، فهنا في المشبه مشي للنعام، وهناك في المشبه به تزجية للإماء…، والمعوَّل عليه قوة الصلة بين الطرفين، والوقوع على الرابط المحكم، والجامع البين، الذي يعظم فيه الشبه، ويقوى بين الطرفين، حتى كأنهما يصيران شيئا واحدا، لا مجرد قرب بين الطرفين في الجنس.

بخلاف (تظل بها) التي تدل على مجرد التمكث بها، والبقاء فيها، من دون أن يكون هناك ما يقابل تزجية الإماء الحواطب.

إضافة إلى ذيوع التعبير بـ (تمشي) وكثرته في التعبير عن الخواء والخلاء، قال الحطيئة:

عفا مسحلان من سليمى فحامره          تمشي به ظلمانه وجآذره([63]) 

 وقال الشماخ:

ودوية قفر تمشي نعامها         كمشي النصارى في خفاف الأرندل([64]) 

وفي رواية المفضل(تمشي بها رُبْدُ النعام)، والربدة كما قال ابن فارس: لون يخالط سواده كدرة غير حسنة ([65])، وإضافتها(رُبْد) إلى النعام من إضافة البعض إلى الكل؛ لأن النعام كلها رُبْد على حد قول المرقش الأصغر:

تُزَجِّي به خُنْسُ النعاج سخالها            جآذرها بالجو وَرْد وأَصْبُحُ([66]) 

والنعاج كلها خُنْس، وعليه فليس في التعبير بها كبير فائدة.

بخلاف (حُوْل النعام) في رواية التبريزي في شرح الحماسة جمع حائل، وهي التي لم تحمل سنة أو سنتين أو سنوات، وحالت الناقة والفرس والنخلة والمرأة والشاة وغيرهن إذا لم تحمل([67]).

الذي ينبئ اصطفاء التعبير بها عن قوة هذه النعام وشدتها، فضلا عن عدم وجود ما يعوِّقُ إسراعها؛ إذ لا فراخ لها تنتظرها أو تتمهل لأجلها في سيرها (فهي حول مضى عليها دهر لم تلد)، وهو ما يؤكد خواء هذه الديار التي صارت خاوية خالية من الأهل، ليس فيها مَنْ أو ما يروِّع هذه النعام، فهي تمشي مطمئنة، في أناة وتؤدة على قوتها وعدم وجود ما يمنع من سرعتها، كمشي الإماء المعيبات المحتطبات يرجعن إلى أهاليهن بالعشي يسقن أنفسهن، ليس لهن سائق غيرهن، وقد أعيين([68]).

ويؤكد هذه المشية المطمئنة بأناة وتؤدة أشياء:

1 – وصف الإماء بـ (الحواطب)؛ لأن الاحتطاب يعييهن فيؤثر في مشيتهن، ذلك أن حملها يثقل فتمشي مثل النعامة ([69]).

2- بناء لفعل(تُزَجَّى) لما لم يسم فاعله الذي يدل على أنها تُساق وليس لهن سائق غيرهن ، كأنهن يسقن أنفسهن من شدة تعبهن([70]).

3- القيد ” بالعشي” قال الأنباري في شرح المفضليات:”” وإنما خص العشي؛ لأن الإماء المحتطبات يرجعن فيه إلى أهاليهن وقد أعيين فهن يمشين على تؤدة ([71]) “.

خَلِيْلَيَّ عُوْجَا مِن نجاءِ شِمِلَّةِ              عليها فتى كالسَّيْفِ أَرْوَعُ شَاحِبُ

هذا البيت لم يرد عند المفضل ولا عند المرزوقي، وانفردت به رواية التبريزي في شرح الحماسة، وفيه ينادي رفيقيه أن يرجعا إليه ليعيناه في الوقوف على هذه الديار (خليلي عوجا)، ويبين لهما أنه لن يؤخرهما كثيرا، فناقته (نجاء) سريعة (شِمِلَّة) خفيفة، وهو فتى جميل مهزول كالسيف، وهما كذلك، فما أن يركبوا يصلوا….

ويبدو أنهما خذلاه ولم يريا مساعدته في الوقوف على الديار([72]) ، فتوجه إليهما مخاطبا مرة أخرى، قائلا : إن لي ناقة سريعة خفيفة أسير عليها، وسيفا مُشَطَّبا، لا يكرهه من كان له لصرامته، وثقة حامله به ([73]) ..

خَلِيلاَيَ هَوْجاءُ النَّجَاءِ شِمِلَّةٌ      وذُو شُطَبٍ لا يَجْتَويهِ المُصَاحِبُ

والهوجاء هي التي تركب رأسها في سيرها([74])، قال  ابن منظور: ” الهوجاء من الإبل الناقة التي كان بها هوجا من سرعتها… والسريعة التي لا تتعهد مواطئ مناسمها من الأرض… ([75]) “

وقال ابن فارس:” الهاء والواو والجيم كلمة تدل على تَسَرُّع وتَعَسُّف…، والهوجاء: الناقة السريعة، كأن بها هوجا” ([76]) .

و(النجاء): الذهاب والانكشاف من المكان([77])، والخلاص من الشيء، والسرعة في السير([78]). و (هوجاء النجاء) أي: ناقة في نجائها وسرعة مَرِّها هوج واضطراب([79]). وشُطب السيف: طرائقه التي في متنه، واحدتها شُطَبة، وسيف شطب: فيه طرائق، وذو شُطَب كناية عن السيف. و(لا يجتويه المصاحب) أي: لا يكرهه حامله، قال ابن فارس:” الجيم والواو والياء أصل يدل على كراهة الشيء، يقال: اجتويت البلاد إذا كرهتها، وإن كنت في نعمة([80]) “

الجزء الثاني: ما ذكره عقب المطلع من التخلص إلى ذكر غوايته، وما كان من حاله، ثم ما صار إليه، وذلك في الأبيات (7 – 9):

وقد عِشْتُ دَهْراً والغُوَاةُ صَحَابَتِي          أُولئكَ خُلْصَانِي الَّذِين أُصاحِبُ

رَفيقاً لِمَنْ أَعْيَا وقُلِّدَ حَبْلُهُ                 وحاذَرَ جَرَّاهُ الصَّدِيقُ الأَقارِبُ

فأَدَّيْتُ عَنِّي ما اسْتَعَرْتُ من الصِّبَي      ولِلمالِ عندِي اليومَ رَاعٍ وكاسِبُ

إذ يذكر ما تعاطاه من البطالة أيام صباه، فيبين أنه عاش زمنا طويلا متباعد الأطراف فيما مضى من عمره يصاحب ويعاشر أهل الغواية، وأرباب البطالة والخسارة، لا يؤاخي غيرهم، ولا يصاحب سواهم، فهؤلاء أصحابه الذين يخلص لهم الود([81]) . والتعبير بـ (دهرا) في قوله: “وقد عشت دهرا” ينبئ عن طول المدة التي عاشها في هذه الغواية ومرافقة هؤلاء الغواة .

و(الغواة) جمع غاو، وهو الضليل من الناس([82])، وفي قوله: ” والغواة صحابتي” أسلوب قصر يشهد أنه لا يصاحب ولا يصافي غيرهم، ولا يؤاخي سواهم، وهو ما يؤيده التعبير بـ (خلصاني) في الشطر الثاني “أولئك خلصاني الذين أصاحب” التي تنبئ عن إخلاصه مودتهم من دون غيرهم، فضلا عن اصطفاء صيغة المصدر (خلصان) كالشكران والكفران، وهو ما يزيد المعنى وكادة وقوة فوق وكادته وقوته المستقاة من مادة الكلمة. غير أن اصطفاء التعبير عنهم باسم الإشارة (أولئك) الموضوع للبعيد في (أولئك خلصاني) يشي بتغير حاله، وبعدهم منه، بعد أن كانوا من دون غيرهم خالصته وكل أصحابه…

ثم يبين في قوله:” رفيقا لمن أعيا…. البيت ” – في رواية المفضل – صفة هؤلاء الذين رافقهم وصاحبهم، وديدنهم بما يشرح به قوله: ” والغواة صحابتي”، ويفيد من نهايات الغي ما لا يستفاد من ظاهره ومطلقه، فذكر أنه كان رفيقا لمن أعيا عُذَّاله، وخُلِّيَ واختياره، حتى أُهْمِلَ تَبَرُّما به، وتُرِكَ يفعل ما يشاء؛ لأنه لا حيلة فيه، وتَبَرَّأَ منه أهله وأقاربه خوفا من جرائره وجناياته التي يجنيها عليهم([83]).

ورواية المرزوقي والتبريزي(قرينة من أسفى وقلد حبله) مكان (رفيقا لمن أعيا…) وهي – فيما أرى – أقوى في الدلالة على الملازمة والغواية لسببين:

السبب الأول: أن كلمة (قرينة) أقوى في الدلالة على الملازمة من (رفيقا) التي في رواية المفضل؛ لأن القرينة فعيلة بمعنى مفعولة من الاقتران، وقرنت الشيء بالشيء: وصلته به، والقرينة: المصاحب([84]) ، قال ابن فارس: “القاف والراء والنون أصلان صحيحان، أحدهما: يدل على جمع شيء إلى شيء، والآخر: شيء ينتأ بقوة وشدة.

فالأول: قارنت بين الشيئين، والقران: الحبل يُقرن به شيئان، … والقرون التي إذا جرت وضعت يديها ورجليها معا، والقرينة: نفس الإنسان، كأنهما قد تقارنا، وقرينة الرجل: امرأته، …، والقارن : الذي معه سيف ونبل ([85]) …”

أما (رفيقا) التي وردت في رواية المفضل فهي أقل في الدلالة على الملازمة والمصاحبة؛ لأن الرفيق هو الصاحب في السفر خاصة، قال الليث: الرفقة يسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومسير واحد فإذا تفرقوا ذهب عنهم اسم الرفقة، والرفقة القوم ينهضون في سفر يسيرون معا وينزلون معا ولا يفترقون([86]).

وقال ابن فارس: ” الراء والفاء والقاف أصل واحد يدل على موافقة ومقاربة بلا عنف …، والرفقة: الجماعة ترافقهم في سفرك، واشتقاقه من الباب للموافقة، ولأنهم إذا تماشوا تحاذوا بمرافقهم…. ([87]) “

السبب الثاني: أن (أسفى) في روايتي المرزوقي والتبريزي أكثر اعتلاقا بالغرض الرئيس من هذا الجزء من القصيدة، وأوى في الدلالة على الغواية من (أعيا) التي غي رواية المفضل؛ لأن (أسفى) من السفا، وهو الخفة في كل شيء، والجهل([88]) ، قال ابن فارس: ” السين والفاء والحرف المعتل أصل يدل على خفة في الشيء، والسفاء- مهموز – : السفه والطيش([89]).

 وقوله: ” وحاذر جراه الصديق الأقارب” تأكيد لغوايته وطيشه ومصاحبته الغواة حتى حذر منه أقرب الأقرباء وخافوا من جناياته وما يجره عليهم من البلاء والضرر….

أما قوله:

فأَدَّيْتُ عَنِّي ما اسْتَعَرْتُ من الصِّبَا        ولِلمالِ عندِي اليومَ رَاعٍ وكاسِبُ

فهو انتقال لبيان ما صار إليه حاله بعد ما كان من غوايته وطيشه، إذ رفض ما كان قد قصر وقته عليه، وصرف همه إليه، من سلوك طريق الجهل، والجري في ميادين اللهو، واستبصر حتى عرف من الرشاد ما حمله على رد مستعار الغي، واطراد مستعاد الباطل، فصار يحفظ من المال ما كان يضيعه، ويصحب من الحزم ما كان يُخَلِّفه، ويجمع من العدة للحوادث ما كان يهمله ويفرِّقه ([90]).

وقوله: “فأديت عني ما استعرت من الصبا”، أي: نَحَّيت عن نفسي ما كانت فيه من الغواية، والجهل، والغي، وأقلعت عن كل ذلك لما وكبرت سني وزال عني الصبا.

والتعبير بـ (عن) في “فأديت عني” يظهر المُؤَدَّى في صورة ما وجب عليه ([91]).

والتعبير بـ (ما استعرت من الصبا) يصور ما كان منه من الجهل والطيش والسفه، وعدم المسئولية والغواية كأنه عارية فرَدَّها، ثم أقبل على ماله يصلحه ويرعاه ويطلب الزيادة فيه، فكأنه بتركه الغي والجهل والغواية رد ما استعار من الصبا([92]).

الجزء الثالث: ما ذكره من خصيصة كل قوم، وما تميز به موقعهم الذي يوفر لهم الحماية، مما وطَّأ به للفخر بقومه، وذلك في الأبيات (10 -19).

 وهذا الجزء لم يرد إلا عند المفضل في المفضليات، ولا يوجد منه شيء في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ولا التبريزي، وقد جاء في عشرة أبيات:

لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٌ        عَرُوضُ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ

لُكَيْزٌ لها البَحْرَانِ والسِّيفُ كُلُّهُ    وإِنْ يأتِهَا بأسٌ منَ الهنْدِ كارِبُ

تَطَايَرٌ عن أَعْجازِ حُوشٍ كأَنَّها   جَهَامٌ أَرَاقَ ماءَهُ فهو آئبُ

وبَكْرٌ لها ظَهْرُ العِرَاقِ وإِنْ تَشَأَ   يَحُلْ دُونَها منَ اليمامَةِ حاجبُ

وصارتْ تَمِيمٌ بينَ قُفٍّ ورَمْلَة     لها مِنْ حِبال مُنْتَأًى ومذَاهِبُ

وكَلْبٌ لها خَبْتٌ فَرَمْلَةُ عَالِجٍ      إِلى الْحَرَّةِ الرَّجْلاَءِ حَيثُ تُحارِبُ

وغَسَّانُ حَيٌّ عِزُّهُمْ في سِوَاهُمُ     يُجَالِدُ عَنْهمْ مِقْنَبٌ وكتَائِبٌ

وبَهْرَاءُ حَيٌّ قد عَلِمْنا مكانَهمْ      لهم شَرَكٌ حَوْلَ الرُّصَافَةِ لاَحِبُ

وغارتْ إِيَادٌ في السَّوَادِ ودُونَها    بَرَازِيقُ عُجْمٌ تَبْتَغِي مَنْ تُضَارِبُ

ولَخْمٌ مُلُوكُ النَّاسِ يُجْبَى إِلَيْهُمُ    إِذَا قالَ منهم قائِلٌ فَهْوَ واجِبُ

حيث أجمل في البيت الأول من هذا الجزء:

لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٌ        عَرُوضُ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ

اختصاص كل جماعة أبوية بمكان محدد تنتمي إليه، ومدى طبيعي جغرافي تمتلكه، يحقق لها أمنا معاشيا مناسبا، سواء كانت من أهل المدر سكان القرى، أم من أهل الوبر سكان البوادي([93]).

فذكر أن لكل قبيلة أو طائفة من قبائل مَعَدّ أو طوائفهم هضبة عز يتحصنون فيها([94])، وناحية يأوون إليها، وحرز يحتمون به، ، إلا بني تغلب فإن حرزهم السيوف البواتر([95]).

والعمارة: القبيلة والعشيرة، وهي بالفتح والكسر، فمن فتح فلالتفاف بعضهم على بعض كالعمامة، ومن كسر فلأن بهم عمارة الأرض، وهي فوق البطن من القبائل، أولها الشعب، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ([96]).

وقيل: إن العمارة هي الحيُّ العظيم يطيق الانفراد([97])، وسمي بذلك لما فيه من جلبة وصياح ([98]) و(عمارةٍ) بالجر بدل من (أُناسٍ) و(عروض) مبتدأ مؤخر، خبره  شبه الجملة (لكل أناس…).

و (العروض) هي الناحية ([99]) ، والحي العظيم الكبير([100]) .

و(الجانب) يقال في معناه (جَنْب) ([101])، والجنب: القطعة من الشيء تكون معظمه، أو شيئا كثيرا منه، قال رؤبة : الناس في جَنْبٍ وكنا جَنْبا ………….. ([102]) .

ثم أخذ يفصل، فذكر في قوله:

لُكَيْزٌ لها البَحْرَانِ والسِّيفُ كُلُّهُ    وإِنْ يأتِهَا بأسٌ منَ الهنْدِ كارِبُ

تَطَايَرٌ عن أَعْجازِ حُوشٍ كأَنَّها   جَهَامٌ أَرَاقَ ماءَهُ فهو آئبُ

أن (لُكَيْزٌ([103]) لها البحران) وهي البلاد المعروفة باسم البحرين الآن([104])، حيث امتلكت أماكن من السواحل الشرقية للجزيرة العربية على شواطئ الخليج العربي، وكان في بادية البحرين خلق كثير منهم([105]).

وهذا ما عبر عنه بقوله: (لُكَيْزٌ لها البَحْرَانِ والسِّيفُ كُلُّهُ)، أي: والشاطئ كله، إذ السيف: ضفة البحر([106])، على الرغم من الأخطار الشديدة التي كانت تصل إليها من الهند([107])، وهو ما عبر عنه بقوله: (وإِنْ يأتِهَا بأسٌ منَ الهنْدِ كارِبُ) تلك الأخطار التي إذا جاءتهم تطايروا وتسابقوا إلى الشر والحرب لدفعها من فوق إبل حُوْشيةٍ لم تُرَضْ، فلكأنها سحاب عظيم أَسْقَطَ ماءه، بل أراقه بشدة، فهو راجع؛ ليصور سرعة اندفاعهم التي تعاور وتعاضد في الدلالة عليها: اصطفاء (تطاير)، ثم جعله – هذا التطاير – من على شواهق (أعجاز حُوْشٍ): إبل ضخمة لم تُرَوَّض، ثم تشبيهها بالسحاب؛ ليحقق الضخامة والتطاير والسقوط من مرتفع، فيعطي مزيدا من السرعة.

ثم التعبير بـ (أراق ماءه) ليدل على قوة التطاير، ويؤكد تلك السرعة.

ثم التتميم بـ (فهو آئب) وكانه راجع إلى أصله ليمنحه مزيدا من السرعة، وليضفي عليه بُعْدَاً معنوياً ورغبة قلبية في هذا التطاير وهاتيك السرعة بعد الحديث عنالأبعاد الحسية.

والتعبير بـ (تَطَايَرٌ عن أَعْجازِ حُوشٍ) دليل على أنهم كانوا أصحاب إبل لا خيل([108]) .

    وذكر في قوله:

وبَكْرٌ لها ظَهْرُ العِرَاقِ وإِنْ تَشَأَ   يَحُلْ دُونَها منَ اليمامَةِ حاجبُ

أن (بكراً([109])) لها ظهر العراق، أي: بره وما علا وارتفع منه، فالظهر من الأرض ما غَلُظ وارتفع وما انكشف أو برز، والظهر: طريق البر([110])، وأنها إن أرادت أن يمنعها مانع من اليمامة قدرت على ذلك، فإن لها في اليمامة من يمنع من ضيمها، يقصد بني حنيفة بن لُجَيم، أخو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ([111]).

ويروى (لها بر العراق وإن تَخَف …) أي: إن أتاها خوف وأرادت أن يمنعها منه مانع من اليمامة قدرت على ذلك ([112]).

وصارتْ تَمِيمٌ بينَ قُفٍّ ورَمْلَة     لها مِنْ حِبال مُنْتَأًى ومذَاهِبُ

أما تميم([113]) فإن لها بعدا ومذاهب عن عدوها، فلا يسطيع أن يصل إليها؛ لمزية موقعها بين (قُفِّ): ما ارتفع من الأرض، وصلبت حجارته، أو خشُن وغلُظ، وغاصت بعض حجارته في بعض، فترادف بعضها إلى بعض بحيث لا يخالطها من اللين والسهولة شيء([114])، ورملة مدين بالشام([115]).

وكَلْبٌ لها خَبْتٌ فَرَمْلَةُ عَالِجٍ      إِلى الْحَرَّةِ الرَّجْلاَءِ حَيثُ تُحارِبُ

أما كلب- وهي قبيلة من قضاعة([116]) فإن منازلها (خَبْت)، والخبت: الخفي المطمئن من الأرض، أو ما اطمأن من الأرض وغَمُضَ منها فإذا خَرَجْتَ منه أَفْضَيْتَ إلى سعة([117])، ورمال العالج: ما تراكم منها، ودخل بعضه في بعض([118]).

 و(الحِرَّةُ) من الأرضين: الصلبة الغليظة التي تُلْبَسُ حجارة سود نخرة([119])، ويقال لها اللابة، قال الأصمعي: وإنما سمي الحجاز حجازا لكثرة الحرار فيه؛ لأن أهل الحرة يحتجزون بها من الخيل([120]).

و(الرجلاء) صفة للحرة، أي: الغليظة الصلبة الشديدة التي لا تعمل فيها خيل ولا إبل، ويصعب المشي فيها، ولا يسلكها إلا راجل([121]).

وغَسَّانُ حَيٌّ عِزُّهُمْ في سِوَاهُمُ     يُجَالِدُ عَنْهمْ مِقْنَبٌ وكتَائِبٌ

أما غسان فقد كانت الروم تتولاهم وتقاتل عنهم، فعزهم في غيرهم، والمِقْنَب: الجماعة، والجمع مقانب، والكتائب جمع كتيبة([122])، وفي هذا البيت يدين الأخنس التبعية؛ لأنها تفقد أصحابها العزة، ومن يفتقد العزة يفتقد القدرة على قيادة الناس وسياستهم([123]).

وبَهْرَاءُ حَيٌّ قد عَلِمْنا مكانَهمْ      لهم شَرَكٌ حَوْلَ الرُّصَافَةِ لاَحِبُ

أما بهراء([124]) فهم حيٌّ قد علمنا مكانهم: دارهم ومحلتهم، أو مكانهم من العز والإباء([125])، فإن لهم شَرَكاً حول الرصافة لاحب، أي: طريق ومورد واضح مذلل من ناحية الرصافة يجاورونه ويأمنون أعداءهم([126]).

وغارتْ إِيَادٌ في السَّوَادِ ودُونَها    بَرَازِيقُ عُجْمٌ تَبْتَغِي مَنْ تُضَارِبُ

أما إياد بن نزار بن معد فقد خالطوا بشدة أهل الحضر، وشاركوهم قراهم([127])، وهو ما يؤكده اصطفاء (غارت)، أي: دخلت بشدة، فغور كل شيء قعره وعمقه وبعده، ويقال: غار إذا أتى الغور([128]).

و(السواد): سواد العراق وما حوالي الكوفة والبصرة من القرى، سُمِّيَ بذلك لكثرة نخله، وعلو خضرته، والخضرة تقارب السواد([129]).

ويمكن أن يكون المقصود بـ (السواد) سواد الناس، أي: عامتهم ومعظمهم، والسواد: العدد الكثير من الناس، سمي بذلك؛ لأن الأرض تسودُّ له([130])، وهذا المعنى يتلاقى مع مخالطتهم أهل الحضر ومشاركتهم قراهم، غير أن السياق لا يساعده إذ هو في مقام بيان موطن كل قوم وما يوفره لقاطنيه من الحماية.

و(دونها برازيق) أي: كتائب ومواكب وجماعات (عُجْم): أقوياء كالصخور الصلاب يطلبون من يجاذبهم لحرصهم على القتال والدفاع([131])، ونهاة يمنعون الناس([132])، وقد كان يقال لهم(الطبق) لشدة إطباقهم بالشر والغرام على الناس([133]).

ولَخْمٌ مُلُوكُ النَّاسِ يُجْبَى إِلَيْهُمُ    إِذَا قالَ منهم قائِلٌ فَهْوَ واجِبُ

أما (لَخْم([134])) فلا يخفى على أحد سطوتهم واستيلاءهم ونفاذ أمرهم، فهم الملوك، والناس لهم تَبَعٌ، يقفون عند أمرهم ونهيهم([135]).

الجزء الرابع: ما ختم به من الفخر بقوة قومه وشجاعتهم وغلبتهم وعزتهم، وهو الغرض الرئيس من القصيدة، فهم لا يحتجزون بمانع ، ولا يحتمون بموقع، بل يمتلكون دلائل العزة والقوة وأدوات الحرب؛ لأنهم غَزَّاءون أرباب غارات، فخيولهم القوية الضوامر قد ضاقت محابسها ومرابطها لكثرتها، كما أن فوارسها أصلاء تغلبيون حماة كماة، لم يتكثَّروا بغيرهم، أو يعتزوا بسواهم، فليس فيهم هُجْنَةٌ تشوبهم، ولا خلطاء من سواهم، ولذلك فهم عند اللقاء والطعان يطلبون الرؤساء، وفي السلم لا يتجاسر أحد على التعرض لأسبابهم، أو التبسُّط في أحميتهم، فسروبهم آمنة، وأموالهم وإن عَزَبَتْ في مراعيها محمية([136])، وجاء ذلك في الأبيات(20- 29):

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا    مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

تَرَى رَائِدَاتِ الخيلِ حَوْلَ بُيُوتِنا    كَمِعْزَى الحِجَازِ أَعْجَزَتْها الزَّرَائِبُ

فيُغْبَقْنَ أَحْلاَباً ويُصْبَحْنَ مِثلَها    فَهُنَّ منَ التَّعْدَاءِ قُبٌّ شَوَازِبُ

فوَارسُها مِنْ تَغْلِبَ ابْنةِ وائلٍ      حُماةٌ كُمَاةٌ ليسَ فيها أَشَائِبُ

هُمُ يَضربونَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ على وجهِهِ منَ الدِّماءِ سَبَائِبُ

بِجَأْوَاءَ يَنْفِي وِرْدُها سَرَعانَهَا      كأَنَّ وَضِيحَ البَيْضِ فيها الكَوَاكِبُ

وإِنْ قَصُرَتْ أَسيافُنا كانَ وَصْلُها خُطَانَا إِلى القَوْم الَّذِين نُضارِبُ

فلِلَّه قَوْمٌ مِثْلُ قَوْمِيَ سُوقَهً        إِذَا اجتَمَعتْ عند الملوكِ العَصائِبُ

أَرَى كلَّ قومٍ يَنظرون إِليهِمُ       وتقْصُرُ عمّا يَفْعَلُونَ الذَّوائبُ

أَرَى كلَّ قومٍ قاربُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ     ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ

وعلاقة الأبيات بما قبلها جلية واضحة، فبعد أن بيَّن أن لكل قبيلة موطن تتحصن فيه، وموقع تحتمي به، ذكر أنهم مختلفون عن الجميع بما لهم من عزة وما يوصفون به من شجاعة وقوة، ثم أخذ يفصل دلائل هذه العزة، وأدوات تلك القوة والمنعة على النحو التالي:

  1. أنهم لا حجاز لهم يحتمون به، بل يحمون أنفسهم؛ لآنهم غزَّاءون أرباب غارات، لهم من القوة والغلب ما يجعلهم يأخذون من الأرض ما يريدون، وذلك في قوله:

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا    مع الغَيْثِ ما نُلْقَى ومَنْ هو غالِبُ

أي: نحن أعزة أقوياء، ليس بأرضنا جبل أو غيره نحتجز به، ومع ذلك لا يغلبنا أحد، فنحن مُفْضُون مُصْحِرون لا نخاف أحدا فنمتنع منه([137]).

و(مع الغيث ما نُلقَى) أي: مع الغيث وحيث نزل نُلْقَى، أي: تجدنا، و(ما) صلة، فلنا الغلبة دائما، ونحن مع الغيث حيث أَغَنَّ، ومع الغلب حيث عَنَّ([138])، فكلما وقع الغيث في بلد صرنا إليه، وغلبنا أهله عليه، فنحن – أبدا – الذين لهم الظفر والغلبة ([139])، والذين ينتجعون ويجترئون على الابتعاد عن منازلهم، وعلى انتزاع المراعي والأماكن انتزاعا من غيرهم، ومن هو غالب كذلك([140])، أي: والذي له الظفر والغلبة فهو أبدا مع الغيث([141]).

وهذا جار على عادة القوم في الفخر بعزهم وغلبتهم واقتدارهم على النزول بكل مكان مَخُوْف للانتجاع فيه، فهذا بشر بن أبي خازم الأسدي يقول:

نَحُلُّ مَخُوْف كل حمى وثغر     وما بلد نليه بمستباح([142])

وها هم بنو عامر يقول شاعرهم:

إذا نزل السماء بأرض قوم       رعيناه وإن كانوا غضابا([143])

ويتفق عمرو بن كلثوم التغلبي([144])، وعمرو بن شأس الأسدي([145])، فيقول كلاهما:

وإنا النازلون بكل ثغر ……

وهذا خدَّاش بن زهير العامري يقول:

وقد علمت قيس بن غيلان أننا   نحل إذا خاف القبائل بالثغر([146])

وهذا ذباب بن معاوية العكلي يقول:

ونحن أُناسٌ لا حِجَازَ بأَرْضِنا    نلوذ به إلا السيوف البواتر([147])

2- من دلائل العزة وأدوات المنعة والقوة أنهم يملكون الكثير من الخيل القوية المُضَمَّرَة المعدة للحرب، وأنها قريبة منهم، وذلك في الأبيات (22،21):

تَرَى رَائِدَاتِ الخيلِ حَوْلَ بُيُوتِنا    كَمِعْزَى الحِجَازِ أَعْجَزَتْها الزَّرَائِبُـ

أي: نحن لعزتنا ومنعتنا وبأسنا نقتني الكثير من الخيل، لا الإبل، ولا الغنم، ولهذا ترى المختلفات منها تسرح، وترود المراعي، تكثر الذهاب والجيئة حول بيوتنا، ولا تُعْلَفُ في البيوت لكثرتها، وكأنها في كثرتها معزى الحجاز لا يتخذ لها محابس.

هذا فضلا عما يشي به إطلاقها سائمة من الدلالة على عزهم ومنعتهم، فهي مع كونها مُخَلَّاةً لا يخافون عليها سلب سالب، ولا طمع طامع، ولا يجرؤ أحد على ذلك.

فضلا عما في قوله: (حول بيوتنا) من الدلالة على الاهتمام بشأنها، وعدم الاستخفاف بها، قال الأنباري: ” لأنا لا نُذِيْلُ الخيل من الإذالة، وهي الاستخفاف والإهانة، يريد لا نستخف بها، ولكنا نقربها من البيوت([148])؛ إعزازا لها، ولئلا تَبْعُد عنا أوان الحاجة لِقَصْدٍ أو مَنْعٍ؛ لأننا غزاءون أرباب غارات([149]).

وعلى هذه الطريقة قول سلمة بن الخرشب:

يَسُدُّون أبواب القباب بضُمَّرٍ      إلى عنن مستوثقات الأواصر([150])

ويقول الشاعر ـ

فيُغْبَقْنَ أَحْلاَباً ويُصْبَحْنَ مِثلَها    فَهُنَّ منَ التَّعْدَاءِ قُبٌّ شَوَازِبُ

أي: إنها تُعْدَى في الغداة والعشي، فيُجْعَل غبوقهن وصبوحهن عَدْواً، فتعدو أول النهار وآخره لتضْمُر([151])، و(أحلابا) يريد به حلبات العَدْو، وكأنها إذا عَرِقَتْ فقد حَلَبَها العَدْوُ، ويشهد لهذا قوله بعد: ( فهن من التعداء قبٌّ شَوَازِبُ)، أي: ضوامر الخواصر([152]).

وعلى هذا يكون استعار الصبوح والغبوق للعَدْوِ أول النهار وآخره، والحَلْب للعرق([153])، على حد قول علقمة بن عبدة الفحل:

تُرَادُ على دمن الحياض فإن تعف        فإن المُنَدَّى رحلةٌ فركوب([154])

والتندية أن تُرْعَى في الوِرْد بعد السقي شيئا ليُعْرَضَ عليها الماء ثانية([155]).

وقول أبي تمام:

بسواهم لحق الأياطل شُزَّب       تعليفها الإسراج والإلجام([156])

ويجوز أن يكون المقصود أنها إيثارا لها تُسْقَى اللبن غدوا وعشيا([157])، على حد قول الشاعر:

نطعمها اللحم إذا عَزَّ الشجر     والخيل في إطعامها اللحم ضرر([158])

يريد باللحم: اللبن، ويكون (أحلابا) جمع حَلَب مصدر حَلَبْتُ، والمراد به المحلوب، ويكون قوله: (فهن من التعداء …إلخ) كلاما مستأنفا، والمعنى: أنها تُصْنَعُ، وتُضَمَّرُ، وتُتَعَهَّدُ بكل ما يصلحها، ويقويها، ويعودها الجراء([159]).  

 و(قُبٌّ شوازب) أي: ضوامر الخصر صلاب غير مهزولات، فالقبب: دقة الخصر وضمور البطن، والخيل القب: الضوامر لذهاب شحومها والصلابة فيها([160])، و(الشوازب) الصلاب غير المهزولات، جمع شازب، وهو الضامر وإن لم يكن مهزولا، والمكان الشازب: الصلب([161]).

3- من دلائل العزة وأدوات المنعة والقوة ومقوماتها أن فرسانهم أصلاء، وأنهم حماة كماة، ومن ثم فهم يطلبون منازلة الرؤساء، ومضاربة الرؤوس والسادة والعظماء، وذلك في الأبيات (23- 25):

23 ـ

فوَارسُها مِنْ تَغْلِبَ ابْنةِ وائلٍ

حُماةٌ كُمَاةٌ ليسَ فيها أَشَائِبُ

يبين هنا أنهم لم يتكثروا بغيرهم، فجميع فوارسهم من أصل واحد، تغلبيون، ليس فيهم هجنة تشوبهم ولا خلطاء من سواهم، وأنهم (حماة): مَنَعَةٌ، جمع حام، وهو المانع من حمى الشيء إذا منعه([162])،(كماة): شجعان، مستعدون للنزال، متقلدون دروعهم وأسلحتهم، جمع كَمِيّ، وهو الشجاع المتكمِّي في سلاحه؛ لأنه كَمَّى نفسه، أي: سترها بالدروع والبيضة ([163])، قال ابن فارس:” الكاف والميم والحرف المعتل يدل على خفاء شيء …، ولذلك سمي الشجاع الكَمِيُّ([164]) .

وقوله:” ليس فيها أشائب” أي: ليس فيهم أخلاط من سواهم، ولا غرباء، جمع أشابة، وهي الأخلاط من الناس([165]) الذين جمعوا من شيء إلى شيء على رداءة فيهم وهجنة تشوبهم([166])، والجملة تأكيد معنوي لقوله قبل:” فوارسها من تغلب ابنة وائل” .

وعليه قول النابغة الذبياني:

وَثِقْتُ له بالنصر إذ قيل: قد غَزَت        قبائل من غسان غير أَشَائِبُ([167])

ثم يقول، فوَارسُها مِنْ تَغْلِبَ ابْنةِ وائلٍ     حُماةٌ كُمَاةٌ ليسَ فيها أَشَائِبُ

هُمُ يَضربونَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ على وجهِهِ منَ الدِّماءِ سَبَائِبُ

ولأنهم أصلاء تغلبيون حماة كماة، فهم لا يطلبون في الحرب بالقتل والنكاية الأوساط أو العجزة أو العُذَّل أو السُّقَّاط أو المدبرين، إنما يطلبون الكماة المدججين بكامل أسلحتهم حتى الخوذة، المقبلين عليهم، فيضربونهم على رؤوسهم فتسيل الدماء طرائق على وجوههم، وهذا على حد قول بشَّامة بن الغدير:

من عهد عاد كان معروفا لنا     أسر الملوك وقتلها وقتالها([168])

و(الكبش) في الأصل فحل الضأن، وكبش القوم: رئيسهم وحاميهم وسيدهم والمنظور إليه فيهم، وكبش الكتيبة: قائدها وعظيمها ورئيسها، على حد قول القائل:

ثَمَّ ما هابوا ولكن قدَّموا   كبش غارات إذا لاقى نطح ([169])

و(يبرق بيضه) أي: تلمع خوذته، سميت الخوذة بذلك؛ لأنها على شكل بيضة النعام([170])، أو لأنها تجمع شعر الرأس([171]) ، وهي حال من (يضربون الكبش) تؤكد تميزه واستعداده، مما يشي بشجاعتهم وقوتهم، فهم لا يضربون إلا البطل المغوار القائد المجهز بآلات الحرب وأدواتها، مقبلا غير مدبر، وهذا ما يدل عليه قوله بعد:” على وجهِهِ منَ الدِّماءِ سَبَائِبُ)، وهي حال من (يبرق بيضه) ([172])، وخص الوجه بالذكر؛ لأنه بطل مقبل، والذي يُضْرَبُ في رأسه مقبلا فالدم في وجهه، فضلا عن كونه أسجع للمضروب وأنكى([173]).

و(السبائب) الطرائق، واحدتها سبيبة، وأسابيُّ الدم: طرائقه، قال يعقوب: الواحدة إسباءة، والأسابيُّ ألوان الدم، ويقال: إنه ما كان من أثر الدم إلى الطول، وإن كان الدم مثل فرسن البعير فهو الجَدِيَّة، والجمع جدايا، والبصيرة ما استدللت بها على الرَّمِيَّة، والورق من الدم: الرَّشُّ منه…، وقال أحمد: الجَدِيَّة: الطريقة من الدم لها عَرْضٌ، فإذا استدَقَّتْ فهي إسباية، فإذا كانت مستديرة فهي ورقة، والبصيرة: القطعة من الدم تستدل بها على القتيل ليس لها حد تكون صغيرة وكبيرة([174]).

 ويقول في البيت التالي:

بِجَأْوَاءَ يَنْفِي وِرْدُها سَرَعانَهَا      كأَنَّ وَضِيحَ البَيْضِ فيها الكَوَاكِبُ

هذا البيت لم يرد في شرح المرزوقي والتبريزي للحماسة، وقد قال عنه أبو هلال العسكري: ” إنه من أجود ما قيل في كثرة الجيش([175]) ” والمعنى أي: بكتيبة كثيرة الدروع، كأن بريق الدروع فيها الكواكب، (ينفي سرعانها) المبادرون إلى ورود حياض الموت (وردَها) أي: من يرد بعدهم، ويمنعونهم من الازدحام معهم حتى يقضون وطرهم، أي: يتقدمون لا يضبطهم ماء واحد من كثرتهم، ولا يهابون شيئا([176])، على حد قول أوس بن حجر:

 بأرعن مثل الطود غير أشابة    تناجز أولاه ولم يتصرم ([177])

يريد ينفد أوله، ولا ينقضي آخره([178]).

4- من دلائل العزة وأدوات المنعة والقوة ومقوماتها لديهم أنهم يملكون عزائم قوية، وهمم عالية، حتى إذا قصرت سيوفهم وصلوها بخطاهم، ولهذا يظهر من عزهم وفخرهم ومجدهم في مجالس الملوك والعظماء ما يستحقون به التعجب من فعالهم، وذلك في الأبيات(26 – 28):

وإِنْ قَصُرَتْ أَسيافُنا كانَ وَصْلُها خُطَانَا إِلى القَوْم الَّذِين نُضارِبُ

قال الأنباري نقلا عن ثعلب:” هذا البيت تتنازعه الأنصار، وقريش، وتغلب، وزعمت علماء الحجاز أنه لضرار بن الخطاب الفهري أحد بني محارب من قريش([179])”.

  ومعناه أنه إذا ضاق مجال الحرب عن مضاربة الأقران بالسيوف خطونا إليهم، وجعلنا خطانا إلى المضروبين وصلا لها، حتى نصل إليهم فنضربهم([180])، وأقدمنا عليهم، ومددنا أبواعنا بضرب الهام متى عجزت السيوف، ولم تصل إليهم([181]).

ومثله قول كعب بن مالك الأنصاري – رضي الله عنه – :

نصل السيوف إذا قصرن بخطونا         قدما ونلحقها إذا لم تلحق ([182])

وعلى طريقته قول بشامة بن حزن النهشلي:

إذا الكماة تنحوا أن يصيبهم      حد الظبات وصلناها بأيدينا ([183])

وأخذه مسلم بن الوليد وزاد عليه:

إذا قصَّر الرمح لم يمش الخطا عددا      أو عَرَّدَ السيفُ لم يَهْمُم بتعريد ([184])

ثثم يقول ، فلِلَّه قَوْمٌ مِثْلُ قَوْمِيَ سُوقَهً              إِذَا اجتَمَعتْ عند الملوكِ العَصائِبُ

أي: إذا اجتمعت الطوائف من الناس عند الملوك فافتخروا، وذكروا مآثرهم فأي قوم قومي في ذلك الوقت([185])، إذ يظهر من عزهم وفخرهم في مجالس الملوك ما يُسْتَحَقُّ به التعجب منهم([186]).

وقوله: (فلله قوم مثل قومي) تعجيب وتحضيض، أي: ناهيك بهم من قوم([187])، ونسبة القوم إلى الله تعالى تفخيم لشأنهم، وتعظيم لهم، و(سوقة) انتصب على الحال([188])، أي: لله هم من سوقة ما أعظم مقدارهم من السوقة إذا اجتمعت الناس وتفاخروا عند الملوك، والسوقة: مَن هم دون السادة([189]).

وفي رواية المرزوقي والتبريزي في شرح الحماسة (عصابة) مكان (سوقة)، وهو ما يتلاقى مع كلمة (العصائب) في عجز البيت ” إِذَا اجتَمَعتْ عند الملوكِ العَصائِبُ” .

غير أن سوقة في رواية المفضل أنسب بالمعنى، وأكثر اعتلاقا بحال الفخر، وأعلى كعبا في الدلالة على المبالغة فيه؛ لأنه إذا كانت السوقة منهم كذلك، فما بالنا بالسادة والقادة منهم ؟؟؟!!!! ، إنهم أدعى إذا فخروا بعزهم أن يأتوا بما لا يكاد يُصَدَّق، لا بما يُتَعَجَّبُ منه فحسب…

وفي البيت الثامن والعشرين يقول،

أَرَى كلَّ قومٍ يَنظرون إِليهِمُ       وتقْصُرُ عمّا يَفْعَلُونَ الذَّوائبُ

هذا البيت لم يرد في رواية المرزوقي ولا التبريزي في شرح الحماسة، وهو – من وجهة نظري – تعليل لما ورد في سابقه من التعجيب من عزهم ومجدهم، فهم المقدمون عند السلاطين، والناس لهم تبع، ينظرون تَنَجُّزَهَم حاجاتهم وحاجات غيرهم، وأن السادة وإن عَزُّوا في أنفسهم فإنهم إذا حضروا معهم عجزوا عن بلوغ شأوهم، والوصول إلى مكانتهم، ومن ثَمَّ فهم ينظرون إليهم إكبارا لهم، وتعجبا من عِزِّهم ومنعتهم، غير أنهم لا يستطيعون مجاراتهم، وتقصر السادة عن أفعالهم.. ([190]).

5- من دلائل العزة وأدوات المنعة والقوة ومقوماتها لديهم وصف عزهم وعظيم حشمتهم في قلوب من سواهم، وذلك في البيت (29).

أَرَى كلَّ قومٍ قاربُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ     ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ

وهو عود على ما بدأ به الفخر بقوة قومه وشجاعتهم وغلبتهم، وذلك انك إذا رأيت الناس يقيمون في مواضع مختصة بهم، ولا يجترئون على النقلة منها إلى غيرها خوفا من الغارة عليهم، ويقيدون فحولهم تقييدا مقاربا، ويحفظون مراعيها حفظا ملاحظا، مخافة أن تَسْرُب في المرتع، وتبعد عن المَجْمَع، وتتبعها الإناث فتقرب من المغير عليه، وتمكن الطامع منها، فنحن لعزنا، وعظيم حشمتنا في قلوب غيرنا نأخذ من الأرض ما نريد، ونُخَلِّي الفحولة، ولا نقيدها، فهي تذهب في الأرض، وتسرح حيث شاءت، لا يتجاسر أحد على التعرض لها، فهي وإن أطلقت مراعيها محمية، وسروبها آمنة؛ لأن عزَّنا يحميها، ويذب عنها، ويقصر الأيدي دونها([191]).

وخص الفحل؛ لأن سائر الإبل تتبعه، ويجوز أن يراد بالفحل الرئيس، والمعنى أن كل قوم لا يبعدون عن رئيسهم خوفا من الأعداء، أما نحن فلا نخاف الأعداء؛ لأنه لا يجسر علينا لعزتنا أحد([192]).

الخاتمة

فقد حملت هذه الوريقات شيئا من الدراسة العربية لبيان من شعرها المعجب، يقينا أن معايشة نتاج المفلقين من شعراء هذا اللسان وتحليله على أسس منهج النظم عند شيوخ هذا العلم الشريف – من أهل العربية – يهدي إلى نتائج تساعد في فقهه وتذوقه .

أولها وأوْلاها:  أن التَّنَكب لهذا السنن اللاحب الذي أصّله الأئمة في دراسة بيان العربية، وتطبيق مناهج التحليل الحديثة فيه  = يعد جناية على هذه اللغة الشريفة وبيانها المعجب المبين؛ لأنها نبتت في غير ديارنا ونُسل منهاجها من واقع بيان يغاير واقع بياننا…، وعليه فمهما كانت صالحة مصلحة ما في بيان قومها، فإنها ليست إلا عقيما في بياننا لا تنتج إلا شؤما وإلباسا وتعمية، ولست بذلك مُجَرِّماً أو مُحَرِّماً قراءة ما يُتَّخذ من مناهج درس علوم اللسان الأعجمي، وما تنتجه عبقرياتهم في شتى العلوم، شريطة أن يكون ذلك بقلب عربي وذوق عال وحس مرهف، إن وجد مالا يتعاند مع عقيدتنا وأخلاقنا وهويتنا ومنهاج لساننا، وكان نافعا في فقه بياننا، فله أن يستهدي به ويسترشد، فإن الحكمة ضالة المسلم يبحث عنها ويقتنيها وينميها… ([1]).

بين البحث كيف انتظمت القصيدة في سلك واحد يجمعه غرضها الذي ألمح  إليه في مطلعها، وأكدته نهايتها، والذي سرى في كل جزئياتها، وكيف تلاءم مطلعُها مع مقصدها، وكيف عاد آخرها على أولها، فجاءت نهايتها ناطقة بما به وله بدأت.

بين البحث كيف تناسلت معاني القصيدة وتفرعت أفكارها وأبياتها من معنى واحد، فجاءت وحدة متكاملة مترابطة، تمتد وتنمو ولا تبعد عن الأصل الذي يربط أجزاءها ويقوم بناءها؛ إذ هي كلها في بيان عزتهم ومنعتهم….، وإن قام ذلك على المقارنة بين قبائل معد الذين اتخذ كل منهم من موقعه حاجزا وحصنا، وبين قومه المفضون المصحرون الذين لا يحتجزون بشيء، ولا يحتمون بمانع؛ إبلاغا في إظهار عزهم ومنعتهم.

بين البحث دقة الأخنس في اختيار ألفاظه القريبة من حاله وبنائه، فتناغمت وتناسقت على نهج يسير في مجرى المعنى الذي انبثقت منه القصيدة، واتسمت بالسهولة، والبعد عن الغريب المتكلف الذي يكد السمع، أو يعكِّر الصفو، وهو ما يتناسب ومعاني الفخر.

نبه البحث إلى الفروق الموجودة بين الروايات المتعددة في القصيدة مرجحا ما يتناسب وبناءها ويقوي مرادها.

حاول البحث المقارنة بين النظم الماثل للتحليل وبين ما يحتمله من نظوم متشابهة في إبراز الغرض المراد من الكلام والكشف عن مقتضيات الأحوال؛ لبيان مدى بلاغة المتكلم، وتحديد مرتبته فيها، غير أنه لم يُعن بالتحليل الجزئي للحروف والكلمات إلا بمقدار ما يعين على إبراز خصوصيات النظم الكلية من خلال جزئياته.

أثبت التحليل دقة نظم القصيدة، وترابط أجزائها، وتنوع بنائها وأساليبها وتآزرها في كشف مكنونات نفس قائلها، والإبانة عن مرادها.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضاء نفسه، ومداد كلماته، والحمد لله رب العالمين .

الهوامش

1-يشهد لهذا قول بعضهم: “الجد في استخلاص المزايا البلاغية للأساليب أجدى في خدمة العلم من الوقوف أمام القواعد تبويبا وتقسيما ومناقشة” من أساليب القرآن المجاز العقلي د عبدالرازق محمد فضل ص 2مط التركي من دون.

  • ينظر: التصوير البياني دراسة تحليلية لمسائل البيان أ د أبو موسى ص23ط الثانية1400ه-1980م مكتبة وهبة، البحث البلاغي بين النظرية والتطبيق أ د/علي عبدالحميد أحمد عيسى ص1ط الثانية – 2008- 2009م.
  • ينظر: أسس التحليل البلاغي في التراث العربي أد/علي عبدالحميد أحمد عيسى ص أ- 1429هـ 2008م.
  • واشتقاق الأخنس من الخَنَس ، وهو ارتفاعُ أرنبةِ الأنْف. ينظر: المبهج لابن حني 1/17 موقع الوراق الإلكتروني: (http://www.alwarraq.com )، الاشتقاق: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد 305 تحقيق : عبد السلام محمد هارون، الطبعة: الثالثة، مكتبة الخانجي – القاهرة / مصر (الشاملة)، قال ابن منظور: ” الخُنُوس: الانقباضُ، والاستخفاء، خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ بالضم خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع، وأَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه …. ، والخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة، وليس بطويل، ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف، وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة، والرجل أَخْنَسُ، والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر” اللسان (خ ن س)، وينظر التهذيب لابن فارس (خ ن س) .
  • المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء الآمدي 1/9 : موقع الوراق الإلكتروني:  http://www.alwarraq.com (الشاملة).
  • خزانة الأدب، البغدادي 3: 169 بولاق 1299 هـ ، المفضليات للمفضل الضبي (أبو العباس المفضل بن محمد الضبي) بشرح أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، ص410، تحقيق كارلوس يعقوب لايل، مطبعة الآباء اليسوعيين – بيروت – 1920م. 
  • تراجم شعراء الموسوعة الشعرية ج1/ص 517 مصدر الكتاب : (http://www.cultural.org.ae) (الشاملة)
  • في تاريخ الأدب الجاهلي دراسة وتحقيق: د علي الجندي الناشر: مكتبة دار التراث طبعة دار التراث الأول 1412هـ – 1991م
  • تراجم شعراء الموسوعة الشعرية ج1/ص 517 .
  • الفرسان وأشعار الشجعان، ابن هذيل 1/36: موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com)
  • الأنوار ومحاسن الأشعار للشمشاطي (باب أسنان الخيل) 1/50   موقع الوراق الإلكتروني  http://www.alwarraq.com)) الشاملة.
  • وسببه أن الأَخنسُ بنُ شِهابِ بن شَرِيقِ بن ثُمَامَة بن أَرْقمَ بن عَدِيّ بن مالكِ بن رِزَاحِ بن مُعاوِيَةَ بن عَمْرِو كان يُغْير على كَلْبٍ وغيرهم، فقال يوماً حَمَلُ بنُ بَدْرٍ الفزَارِيُّ، وعندَه أُناسٌ من النَّمِر: أَبْلِغُوا عَنّي الأَخنسَ بنَ شِهَابٍ أَنّ فزَارَة ليستْ كمَن يُغِيرُ عليهم من كَلْبٍ وغيرِهَا، وقد عَجِبْتُ له إِذْ هو مِنْ بني مُعَاوِيةَ بن عَمْرٍو كيفَ بَلغَ ما بَلغَ، فقبَح اللهُ بني تَغلِبَ، كيف يُعطُون مِثْلَهُ مَقَادَهم، وتكَّلَم فيه بكلِّ قبِيحٍ، فلمّا رجَع النَّمَرِيّون من عندِ حَمَل بَلَّغوا الأَخنسَ مَقالةَ حَمَلِ بن بَدْرٍ، فقال أَمَا كان ثَمَّ مَنْ نَهاهُ ؟ فقالوا: بلى، قد نَهَاهُ أَخوهُ يَزِيدُ بن بَدْرٍ فلم يَنْتهِ، فعَزمَ الأَخنسُ على غَزْوِ بني فَزَارَة، فجمع خَيْلاً من أَخلاطِ بني تَغلِبَ، فغزَاهم، فقاتلوهُ بالشَّرِيّةِ قتالاً شديداً، وانفَرَدَ يَزِيدُ بن بَدْرٍ، وكان فارسَ الجميع يومئذٍ، فحمَلَ عليه الأَخْنَسُ، فطعنَه فصرعَهُ وأَسرَهُ، واستَحَرّ القتلُ في بني فَزَارَةَ، وولَّى حَمَلُ بنُ بَدْرٍ، فَنَادَاه الأَخْنَسُ: إِلى أَيْن يا حَملُ ؟ وقال: عُودِي فَزَارَ ولا تَجْزَعِي    فإِنّا أُنَاسٌ لنَا مَرْجِعُ

وأَصابَ الأَخْنَسُ الأَسَارَى والنِّسَاءَ، وبَذَلَتْ بنو فَزَارَةَ في يَزِيدَ من الدِّيَةِ أَلْفَ بَعِيرٍ، وبَعَثُوا بذلك وُفُوداً، فقالَ الأَخنسُ: ما الّذِي بذَلْتم في صاحِبك بأَغْنَى من ذُبَابِ خَيْلِكم، فواللهِ لا يَكُون أَمْرِي فيكم أَمَماً، فبَكَى الوَفْدُ وقالوا: كَبَا بِك جَدُّ قَوْمِك يا يَزيدُ! ولم يَشُكّ في قَتْله بنو تَغلِب وبنو فَزارَة، ثُمَّ دعَا به الأَخْنَسُ فأَطْلقَه مَنّاً عليه، وحمَلَه، وكان قَبْلَ ذلِك مُكْرِماً له، فقالَ الأَخْنَسُ في ذلِك:

أَلَمْ تَرَنٍ مَنَنْتُ على يَزِيدٍ               ولمْ أُشْمِتْ به حَمَلَ بْنَ بَدْرِ

رَفَعْتُ بهِ ذِمَامَ أَبي شِهَابٍ             ولمْ يَكُ أَسْرُهُ عِنْدِي بأَسْرِ

ولَوْ أَنِّي أَشاءُ لَبَاتَ نُصْباً              يُقَلِّبُ أَمْرَهُ بَطْناً لِظَهْرِ

ولَوْ أَنّي أَشاءُ لَسَاقَ أَلْفاً                كهَضْبِ الطَّوْدِ مِن سُودٍ وحُمْرِ

ولكِنّي حَفِظْتُ بَنِي أَبِيه                بنعمة فكه لبقاء دهر

وكان يزيد خير بني أبيه              سِوَى حَمَلٍ وفيه كُلُّ نَذْرِ

فَرَاكَضَنى وطَاعَنَني يَزِيدٌ               فرَدَّ الخَيْلَ كاللَّيْثِ الهِزَبْرِ

ولو غَيْرِي يُنَازِلُه يَزِيَدٌ         لأَقْعَصَهُ بنَابٍ أَوْ بظُفْرِ

وقال يزيدُ بن بَدْرٍ يشَكُر الأَخْنَسَ بن شِهَابٍ:

جَزَى اللهُ عَنّي والجَزَاءُ بكَفِّه   أَبا الغَمْر أَعْنِ الأَخْنَسَ بنَ شِهَاب

تَدَارَكَنى مِنْ بَعْدِ بُؤْسِ بنعْمَةٍ           وكُنْتُ أَسِيراً في جَنَاحِ عُقَاب

وقد عَرَضَتْ ذُبْيَانُ أَلفاً كأَنّها           هِضَابُ أَجَا تَرْعَى بأَرْضِ رِبَابِ

فقالَ لهم رُدُّوا القِلاَصَ فما الَّذِي       بَذَلْتُم بأَغْنَى مِن جَنَاحِ ذُبَابِ

ولمَّا رَأَتْ ذُبْيانُ ما قالَ أَخْنَسٌ          تَعَزَّوْا وقالوا جَدُّ قَوْمِكَ كَابِ

فأَطْلَقَني من بَعْدِ ما ظَنَّ قَوْمُه          وقَوْمِيَ ظَنَّاً لم يَكُنْ بصَوَابِ

ولمْ يَبْلُغ احَمْدَ الطَّوِيلَ بَقاؤُهُ           ببَكْر قَعُودٍ في القِرَى وبِنَابِ

وقال الأخنسُ أَيضاً:

ونحْنُ أُناسٌ لا حُصُونَ بأَرْضِنا          نلُوذُ بها إِلاَّ السُّيُوفُ القوَاطِعُ

وجَاْوَاءُ تُعْشِي النَّاظِرِين كأَنَّها           إذا ما بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْس طالِعً

وحامِي لِوَاءٍ قد قَتَلْنا وحَامِلٍ             لِوَاءً مَنعْنَا والرِّمَاحُ شَوارِعُ

وإِنّا لصَيَّادُو الفَوَارِسِ بالقَنَا              وإِنّا لحَلاَّلُون حَيْثُ نُقَارِعُ

ينظر: الأنوار ومحاسن الأشعار للشمشاطي 1/28، 29  موقع الوراق الإلكتروني  http://www.alwarraq.com)) الشاملة.

  1. خرجَ فيه الأَخنَسُ بن شِهَابٍ فِي خَيلٍ من بني تَغلِبَ، فأَغار علَى بني فَزَارَة يومَ (غَبْغَب)، فاقتتَلُوا قِتَالاً شديداً، وحمَلَ الأَخْنَسُ على حُذَيفةَ بنِ بَدْرٍ فطَعنَه فأَرْداهُ عن فَرَسه، وتَنادَتْ فَزَارةُ فخَلَّصَتْه من المعرَكة، وصَبَروا حتى كثُر القتلُ بين الفريقَيْن، ثمّ انْهَزمت فَزَارةُ، وقُتِل منهم سَمْحُ بن عَمْروٍ الفَزَاريُّ، ومُرّةُ بن لَوْذانَ، والأَشهَبُ بن وَبْرةَ، وعمْرُو بن مُسْهِرٍ، وقُرّةُ بن عبد الله ومازِنُ بن نِيَارٍ، ومُرَّة بن ظالم، في قَتلَى كثيرةٍ، وأَصابوا سَبْياً ونَعماً.

فقالَ الأَخْنَسُ بن شِهَابٍ:

صَبحْنَا فَزَارةَ قَبْلَ الشُرُوقِ    بشُمِّ العَرَانينِ مِن تَغْلِبِ

بكُلِّ فتًى غَيْر رِعْدِيدةٍ        يُرَوِّي السِّنانَ إلى الثَّعْلَب

علَى كُلِّ جَرْدَاءَ سُرْحُوبةٍ      وأَجْرَدَ ذي ميْعةٍ سَلْهَبِ

فلَمَّا رَأَوْها تُثِيرُ العَجَاجَ       خَوَارِجَ مِنْ جانِبَيْ غَبْغَبِ

تَنَادى حُذَيْفَةُ في قَوْمهِ        ونَوَّهَ بالأَقْرَبِ الأَقْرَبِ

فأَطْعُنُه فهَوَى لِلْجَبِينِ        وحَصَّنَه آجِلٌ مُرْبَب

وأَقْشَعَتِ الحَرْبُ عنْ مازِنٍ     وسَمْحٍ ومُرَّةَ والأَشْهَب

وعمْرٍو وقُرَّةَ في عُصْبةٍ       مَقَاحِيمَ في حَرْبِهِمْ شُغَّبِ

وأُبْنَا بكُلّ فَزَارِيَّةٍ             مُهَفْهَفَةِ الكَشْحِ كالرَّبْرَبِ

وأُبْنَا بقَرْنٍ لَنا نَاطِحٍ             وآبُوا بقرْنٍ لَهُمْ أَعْضَبِ

 ينظر: الأنوار ومحاسن الأشعار 1/43،44.

  1. الأعلام للزركلي1/277 موقع يعسوب الإلكتروني (الشاملة)، تراجم شعراء الموسوعة الشعرية ج1/ص 517.
  2. هذه رواية المفضل الضَّبِّي: المفضليات، ص410 وما بعدها، غير أنه لا يوجد فيها البيت الأول، ولا البيت الخامس، وهناك روايات أخرى سأعرض لها – إن شاء الله – في مكانها عند التحليل، وأبين الوجه فيها.
  3. هذا البيت في شرحي المرزوقي والتبريزي على ديوان الحماسة، والقصيدة في المفضليات تبدأ ـ من دونه ـ بالبيت الثاني (فلابنة حطان …)، ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 720 نشره أحمد أمين/عبدالسلام هارون -طبع دار الجيل –بيروت، الطبعة الأولى1411 هـ _1991م، شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/123 طبع عالم الكتب بيروت من دون..
  4. هذا البيت مطلع القصيدة في المفضليات، به تبدأ، وسيأتي الحديث عن ذلك عند التحليل – إن شاء الله –
  5. في رواية المرزوقي والتبريزي( فلابنة حطان بن قيس) بدل (عوف).
  6. في رواية التبريزي (كما رَقَّشَ العنوان في الرق كاتب)، بدل (نمق)2/123 .
  7. رواية المرزوقي والتبريزي( وقفت بها أبكي وأُشْعَرُ …) المرزوقي ص721، والتبريزي 2/123 .
  8. هذا البيت كاملا لا يوجد في رواية المرزوقي. انظر ص721. أما عند التبريزي فجاء قبل قوله: (وقفت بها أبكي وأُشْعَرُ …)، وجاء الشطر الأول منه عنده ( تَمْشِي بها حُوْلُ النعام كأنها) التبريزي 2/123.
  9. هذا البيت كاملا لا يوجد إلا في رواية التبريزي 2/124.
  10. في رواية المرزوقي والتبريزي: (قرينة من أَسْفَى وقُلِّد حبله …) المرزوقي ص723، التبريزي 2/124.
  11. الأبيات من (10 إلى 20) لا وجود لها في رواية المرزوقي، ينظر: المرزوقي ص723،  ومن (11 إلى 19) لا وجود لها في رواية التبريزي انظر: التبريزي 2/124، وهذا البيت جاء عند التبريزي بعد قوله:

تَرَى رَائِدَاتِ الخيلِ حَوْلَ بُيُوتِنا    كَمِعْزَى الحِجَازِ أَعْجَزَتْها الزَّرَائِبُ (التبريزي 2/124.)

  • هذا البيت لا وجود له في رواية المرزوقي ولا في رواية التبريزي، انظر: المرزوقي ص727، التبريزي 2/126.
  • في رواية المرزوقي والتبريزي(عصابة) مكان (سُوْقَة)، المرزوقي ص728، التبريزي 2/126.
  • في رواية المرزوقي (إذا حَفَلَتْ) مكان (اجتمعت)، انظر: المرزوقي ص727.
  • هذا البيت لا وجود له في رواية المرزوقي ولا في رواية التبريزي، انظر: المرزوقي ص728، التبريزي 2/126.
  • يقول د/ أبو موسى:”… وكأن المقدمات هي المعارض والمعاني التي تتجلى فيها قدرات الشعراء…” مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني 127الطبعة: الأولى 1418هـ ـ 1998م ، مكتبة وهبة.
  • الاختلاف يرجع إلى عوامل متعددة ، ليس هذا موضع استقصاء لها، منها: اختلاف الرواة  – والاعتماد على الحفظ – وتنقيح الشعر وتجويده….
  • ينظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص721.
  • ينظر: السابق نفسه، والصفحة أيضا.
  • ينظر: معجم البلدان: ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله 2/210طبع دار الفكر – بيروت من دون.
  • ابنة حطان بن عوف، وابن حطان بن قيس.
  • انظر شرح اختيارات المفضل للخطيب التبريزي2/923 صنعه د فخر الدين قباوة الطبعة: الثانية، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 1407هـ – 1987م.
  • ينظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص721.
  • ينظر: ديوان امرئ القيس71، من قصيدة مطلعها: أحار ابن عمرو كأني خَمِرْ ويعدو على المرء ما يأتمرْ  ضبطه وصححه الأستاذ مصطفى عبدالشافي، الطبعة: الخامسة،2004- 1425هـ،  منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
  • انظر شرح اختيارات المفضل للخطيب التبريزي2/923.
  • 39-   ينظر: ديوان الهذليين 1/46 دار الكتب 1369هـ .
  • ينظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص721.
  • ينظر: اللسان (ر ق ش) .
  • ينظر: تهذيب اللغة: أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري(ر ق ش) تحقيق : محمد عوض مرعب، طبع دار إحياء التراث العربي- بيروت الطبعة : الأولى2001م، واللسان (ر ق ش).
  • معجم مقاييس اللغة: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا،(ر ق ش) تحقيق : عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، الطبعة : 1399هـ – 1979م، مصدر الكتاب (موقع صيد الفوائد الإلكتروني).
  • ينظر: اللسان (ر ق ش).
  • ينظر: جمهرة اللغة: ابن دريد (ر ق ش): موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com) ، اللسان (ر ق ش)، مختار الصحاح: محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي (ر ق ش)، تحقيق: محمود خاطر، مكتبة لبنان ناشرون – بيروت، طبعة جديدة ،1415ه  – 1995م (الشاملة).
  • ينظر: جمهرة اللغة: ابن دريد (ر ق ش): موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com).
  • ينظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي، وتهذيب اللغة : أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي- بيروت – الطبعة الأولى 2001م ، واللسان (ن م ق).
  • ديوانه ص31  تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة: الثانية، دار المعارف – القاهرة – من دون، من قصيدة مطلعها: عفا ذو حُسىً من فَرْتنَى فالفوارع   فجنبا أُريك فالتلاع الدوافع.
  • ينظر: شرح الأنباري لديوان المفضليات ص 411، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 722، شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/ 923.
  • ينظر: شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/ 124.
  • ينظر لسان العرب لابن منظور، وتهذيب اللغة للأزهري ( ظ ل ل ) .
  • مقاييس اللغة لابن فارس (و ق ف) .
  • 53-   مقاييس اللغة (ع ر و) .
  • اللسان ( ع ر ا ) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 411 .
  • المقاييس ( ش ع ر ) .
  • 57-  اللسان ( ش ع ر ) .
  • اللسان ( س خ ن ) .
  • المقاييس ( س خ ن) .
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/ 924 .
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزي 123 .
  • ينظر ص    من البحث .
  • البيت مطلع قصيدة يهجو فيها الزبرقان بن بدر ويمدح بغيضا، في ديوانه بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني، تحقيق نعمان أمين طه، ص180، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، من دون، وفي اللسان (م ش ى)
  • ينظر اللسان (م ش ى)، ولم أعثر على البيت في ديوان الشماخ ولا في ملحقاته، تحقيق صلاح الهادي، دار المعارف مصر من دون .
  • ينظر المقاييس (ر ب د) .
  • ينظر شرح اختيارات المفضل 2/925، وهذا البيت رقم (2) من المفضلية (56)، وفي ديوان المرقشين ص 87، تحقيق كارين صادر، الطبعة الأولى، دار صادر بيروت1998م.
  • ينظر اللسان (ح و ل) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 412، شرح ديوان الحماسة للتبريزي 123 .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 411.
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزي 123 .
  • 71-   ينظر شرح الأنباري للمفضليات 412.
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 722، والتبريزي 124.
  • 73-   ينظر شرح الأنباري للمفضليات 412.
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 412.
  • ينظر اللسان (ه و ج) .
  • ينظر مقاييس اللغة (ه و ج).
  • ينظر المقاييس (ن ج و) .
  • ينظر اللسان (ن ج ا) .
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 723، والتبريزي 124.
  • مقاييس اللغة (ج و ي).
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 723.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للأنباري 2/925 .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 413، 414، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 723، 724، والتبريزي 124، وشرح اختيارات المفضل 2/926.
  • ينظر اللسان (ق ر ن) .
  • المقاييس (ق ر ن) .
  • ينظر اللسان (ر ف ق).
  • المقاييس (ر ف ق).
  • اللسان (س ف ا).
  • المقاييس (س ف و) .
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 724 .
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 724، والتبريزي 124 .
  • ينظر شرح المفضليات للأنباري 414 .
  • ينظر الانتماء في الشعر الجاهلي د/ فاروق أحمد أسليم 1/220، من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1998م.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/926
  • ينظر اللسان والمقاييس (ع ر ض) .
  • ينظر اللسان (ع م ر ) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات414، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/926.
  • ينظر المقاييس (ع م ر) .
  • ينظر اللسان والمقاييس (ع ر ض)
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/926.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/926.
  • ينظر ديوانه ص12 اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بن الورد البروسي، دار ابن قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع/ الكويت، الصحاح للجوهري، تاج العروس للزبيدي ( أ ل ب) .
  • بطن من عبدالقيس، هو لكيز بن أقصى بن عبدالقيس بن أقصى بن دُعْمِي بن جُدَيْلَة بن أسد بن ربيعة بن نزار. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 415، وهامش شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/928، وأدب الخواص(فصل في ذكر اشتقاق العرب) للوزير المغربي1/17، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com)
  • ينظر هامش شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/928.
  • 105-  ينظر الانتماء في الشعر الجاهلي د/ فاروق أحمد أسليم 1/290.
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 414، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/928.
  • ينظر الانتماء في الشعر الجاهلي د/ فاروق أحمد أسليم 1/290.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/929.
  • وهي بطن من وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. ينظر: أدب الخواص (فصل في ذكر اشتقاق العرب) للوزير المغربي 1/17، وهامش شرح اختيارات المفضل للتبريزي2/229.
  • ينظر اللسان والمقاييس (ظ ه ر) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 415.
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 415.
  • هو تميم بن مرة بن أَدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. ينظر شرح الأنباري لمفضليات 415، وشرح اختيارات المفضل 2/930.
  • ينظر اللسان (ق ف ف).
  • ينظر اللسان (ر م ل) .
  • ينظر هامش شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/930.
  • ينظر اللسان (خ ب ت) .
  • ينظر اللسان (ع ل ج) .
  • ينظر اللسان (ح ر ر) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 416.
  • ينظر اللسان، والمقاييس(ر ج ل) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات 416.
  • ينظر الانتماء في الشعر الجاهلي 1/352.
  • بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وهم رهط المقداد بن عمرو. ينظر أدب الخواص(فصل في ذكر اشتقاق العرب) 1/117.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/931.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/931، والشَّرَك: المورد والطريق لا تخفى عليك، ولا تستجمع لك، فأنت تراها وربما انقطعت، غير أنها لا تخفى عليك، ولهذا وصفها بقوله: ( لاحب) أي: واضح. ينظر اللسان (ش ر ك) .
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/932.
  • ينظر اللسان والمقاييس (غ و ر) .
  • ينظر شرح الأنباري للمفضليات للتبريزي 417، واللسان (س و د).
  • ينظر اللسان والمقاييس (س و د).
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/932.
  • ينظر اللسان (ب ر ز ق).
  • ينظر أدب الخواص(فصل في ذكر اشتقاق العرب) للوزير المغربي 1/17.
  • هو لخم بن عدي بن الحارث بن أد، وكان اسم لخم مالك، ومنهم بنو نصر قوم النعمان بن المنذر ملك الحيرة. ينظر أدب الخواص(فصل في ذكر اشتقاق العرب) للوزير المغربي 1/17.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/933.
  • ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725 وما بعدها.
  • ينظر المعاني الكبير لابن قتيبة الدينوري1/130، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com) ، شرح الأنباري للمفضليات 418.
  • ينظر أدب الخواص1/17.
  • نظر شرح الأنباري للمفضليات 418، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/932.
  • ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/933.
  • ينظر المعاني الكبير لابن قتيبة1/130، وشرح الأنباري للمفضليات 418.\
  • ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي ص45، قدم له وشرحه مجيد طراد، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الأولى، 1415/1994م.
  • أشعار العامريين الجاهليين د/ عبدالكريم يعقوب ص54، دار الحوار اللاذقية 1982م.
  • ديوان عمرو بن كلثوم التغلبي ص97، د/ علي أبو زيد، دار سعد، دمشق 1991م.
  • ديوان عمرو بن شأس الأسدي ص64، د/ يحيى الجبوري، مطبعة الآداب، النجف الأشرف 1976م.
  • البيت له في ديوانه ص 47 من قصيدة مطلعها:

إذا ما الثريا أشرقت في قتامها         فويق رؤوس الناس كالرفقة السفر

 صنعه يحيى الجبوري، مطبوعات مجمع اللغة العربية – دمشق 1406ه 1986م، وله في  أشعار العامريين الجاهليين د/ عبدالكريم يعقوب ص35، دار الحوار اللاذقية 1982م.

  1. أدب الخواص للوزير المغربي 1/17، موقع الوراق الإلكتروني، ولم أعثر لذباب هذا على ديوان.
  2. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 418، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/933.
  3. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725.
  4. البيت في بحث بعنوان (شعر سلمة بن الخرشب الأنماري جمع وتحقيق ودراسة ص 836، للباحثين عبدالله عمر شحادة، وليلى توفيق العمري، منشور في محلة دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد 42، العدد 3، لعام 2015م، ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725.
  5. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725.
  6. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 418، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/933.
  7. ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/933.
  8. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725، والبيت في ديوان علقمة بشرح الأعلم الشنتمري ص28قدم له ووضع هوامشه وفهارسه الدكتور حنا نصر الجتي، الطبعة: الأولى، دار الكتاب العربي بيروت،1414ه / 1992م.
  9. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725.
  10. البيت في ديوانه بشرح الخطيب التبريزي، ج2 ص133، قدم له راجي الأسمر، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي بيروت 1414ه 1994م، من قصيدة طويلة له يمدح فيها المأمون، مطلعها:

 دِمَنٌ أَلَمَّ بها فقال سلام  كم حلَّ عقدة صبره الإلمام؟ ، وفي شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 725

  1. ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/935.
  2. ينظر اللسان (ل ح م)،ويبدو أن هذه الأبيات للنمر بن تولب العكلي من قصيدة يمدح فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – من الرجز، أولها: إنا أتيناك وقد طال السفر نقود خيلا ضُمَّراً فيها ضرر

نطعمها اللحم إذا عزَّ الشجر          والخيل في إطعامها اللحم عَسَرْ

ديوان النمر بن تولب العكلي، ص 77، 78 تحقيق د/ محمد نبيل طريفي، الطبعة: الأولى، دار صادر بيروت،2000م

  1. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 726، والتبريزي 125.
  2. ينظر اللسان والمقاييس (ق ب ب).
  3. ينظر اللسان والمقاييس (ش ز ب).
  4. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 419.
  5. ينظر اللسان (ك م ي).
  6. ينظر المقاييس (ك م ي).
  7. ينظر اللسان والمقاييس (أ ش ب).
  8. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 727، والتبريزي 125.
  9. البيت في ديوان النابغة الذبياني ص 42 (سابق) من قصيدته المشهورة في مدح عمرو بن الحارث الأعرج، التي مطلعها: كليني لهم يا أميمة ناصب  وليل أقاسيه بطيء الكواكب- وهو له في اللسان والمقاييس (أ ش ب).
  10. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 727.
  11. ينظر مقاييس اللغة (ك ب ش) .
  12. ينظر اللسان (ب ي ض) .
  13. ينظر مقاييس اللغة (ب ي ض) .
  14. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 727.
  15. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 419، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/936.
  16. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 419.
  17. انظر ديوان المعاني للإمام اللغوي الأديب أبي هلال العسكري2/68، دار الجيل بيروت، من دون.
  18. ينظر المعاني الكبير لابن قتيبة 1/232، شرح الأنباري للمفضليات420، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/936
  19. 177-  ديوان أوس بن حجر ص 120، بيروت 1960م .
  20. ينظر هامش شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/937 .
  21. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 420.
  22. ينظر زهر الأكم في الأمثال والحكم، اليوسي1/100، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com).
  23. ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/937 .
  24. البيت في ديوانه ص245، تحقيق سامي مكي العاني، الطبعة: الأولى، 1386ه 1966م، مطبعة المعارف بغداد، من قصيدة له يوم الخندق مطلعها: من سرَّه ضَرْبٌ يمعمع بعضه  بعضا كمعمعة الأباء المُحْرَق، وفي  شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 728، البيان والتبيين3/26، وبدون نسبة في زهر الأكم في الأمثال والحكم لليوسي 1/100.
  25. البيت له في ديوانه ص159، تحقيق د/ سامي الدهان، الطبعة الثالثة، دار المعارف من دون، وفي خزانة الأدب للبغدادي3/24، 167المطبعة الأميرية 1299، الكامل للمبرد ص 99،98،  شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 728.
  26. ينظر صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي2/333، تحقيق د/ يوسف علي طويل، الطبعة الأولى، دار الفكر دمشق 1987م، والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير 2/362، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، بيروت 1995م.
  27. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 420.
  28. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 728.
  29. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 728.
  30. ينظر شرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/938 .
  31. ينظر شرح الأنباري للمفضليات 420، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/938 .
  32. نظر شرح الأنباري للمفضليات 421، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/938 .
  33. ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 728 ، 729، والتبريزي 126، وشرح اختيارات المفضل للتبريزي 2/939 .
  34. ينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزي 126 .

 المصادر والمراجع

  1. أدب الخواص(فصل في ذكر اشتقاق العرب) للوزير المغربي، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com)
  2. أسس التحليل البلاغي في التراث العربي أد/علي عبدالحميد أحمد عيسى 1429هـ 2008م.
  3. الاشتقاق: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد.
  4. أشعار العامريين الجاهليين د/ عبدالكريم يعقوب، دار الحوار اللاذقية 1982م.
  5. الأعلام  خير الدين الزركلي، موقع يعسوب الإلكتروني (الشاملة ).
  6. الانتماء في الشعر الجاهلي د/ فاروق أحمد أسليم، من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1998م.
  7. الأنوار ومحاسن الأشعار للشمشاطي، موقع الوراق الإلكتروني  
  8. البحث البلاغي بين النظرية والتطبيق أ د/علي عبدالحميد أحمد عيسى الطبعة: الثانية – 2008- 2009م
  9. 9.    ·تراجم شعراء الموسوعة الشعرية، مصدر الكتاب : (http://www.cultural.org.ae) (الشاملة)
  10. التصوير البياني دراسة تحليلية لمسائل البيان أ د أبو موسى الطبعة: الثانية1400ه-1980م مكتبة وهبة.
  11. تهذيب اللغة: أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: محمد عوض مرعب، طبع دار إحياء التراث العربي- بيروت الطبعة : الأولى2001م.
  12. جمهرة اللغة: ابن دريد، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com) .
  13. خزانة الأدب للبغدادي، المطبعة الأميرية 1299.
  14. خزانة الأدب، البغدادي، مطبعة بولاق 1299 هـ .
  15. ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي، قدم له راجي الأسمر، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي بيروت 1414ه 1994م.
  16. ديوان امرئ القيس، ضبطه وصححه الأستاذ مصطفى عبدالشافي، الطبعة: الخامسة،2004- 1425هـ،  منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
  17. ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي، قدم له وشرحه مجيد طراد، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الأولى، 1415/1994م.
  18. ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني، تحقيق نعمان أمين طه، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، من دون.
  19. ديوان خداش بن زهير العامري صنعه يحيى الجبوري، مطبوعات مجمع اللغة العربية – دمشق 1406ه 1986م.
  20. ديوان رؤبة بن العجاج، اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بن الورد البروسي، دار ابن قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع/ الكويت.
  21. ديوان علقمة بشرح الأعلم الشنتمري، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه الدكتور حنا نصر الحتي، الطبعة: الأولى، دار الكتاب العربي بيروت،1414ه / 1992م.
  22. ديوان عمرو بن شأس الأسدي، د/ يحيى الجبوري، مطبعة الآداب، النجف الأشرف 1976م.
  23. ديوان عمرو بن كلثوم التغلبي، د/ علي أبو زيد، دار سعد، دمشق 1991م.
  24. ديوان كعب بن مالك الأنصاري، تحقيق سامي مكي العاني، الطبعة: الأولى، 1386ه 1966م، مطبعة المعارف، بغداد.
  25. ديوان المرقشين، تحقيق كارين صادر، الطبعة الأولى، دار صادر بيروت1998م.
  26. ديوان مسلم بن الوليد، تحقيق د/ سامي الدهان، الطبعة الثالثة، دار المعارف من دون.
  27. ديوان المعاني للإمام اللغوي الأديب أبي هلال العسكري، دار الجيل بيروت، من دون.
  28. ديوان النابغة الذبياني، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة: الثانية، دار المعارف – القاهرة – من دون. 
  29. ديوان النمر بن تولب العكلي، تحقيق د/ محمد نبيل طريفي، الطبعة: الأولى، دار صادر بيروت،2000م.
  30. ديوان الهذليين، دار الكتب 1369هـ .
  31. زهر الأكم في الأمثال والحكم، اليوسي، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com) .
  32. شرح اختيارات المفضل للخطيب التبريزي، صنعه د فخر الدين قباوة الطبعة: الثانية، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 1407هـ – 1987م.
  33. شرح ديوان الحماسة للتبريزي، طبع عالم الكتب بيروت من دون..
  34. شرح ديوان الحماسة للمرزوقي نشره أحمد أمين/عبدالسلام هارون -طبع دار الجيل –بيروت، الطبعة الأولى1411 هـ _1991م.
  35. شعر سلمة بن الخرشب الأنماري جمع وتحقيق ودراسة، للباحثين عبدالله عمر شحادة، وليلى توفيق العمري، بحث منشور في محلة دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد 42، العدد 3، لعام 2015م.
  36. صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي، تحقيق د/ يوسف علي طويل، الطبعة الأولى، دار الفكر دمشق 1987م.
  37. الفرسان وأشعار الشجعان ابن هذيل، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com)
  38. في تاريخ الأدب الجاهلي، دراسة وتحقيق: د علي الجندي الناشر: مكتبة دار التراث طبعة دار التراث الأول 1412هـ – 1991م
  39. القاموس المحيط للفيروزآبادي.
  40. لسان العرب لابن منظور .
  41. المبهج لابن حني، موقع الوراق الإلكتروني: (http://www.alwarraq.com ).
  42. المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، بيروت 1995م.
  43. مختار الصحاح: محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي، تحقيق: محمود خاطر، مكتبة لبنان ناشرون – بيروت، طبعة جديدة 1415ه  – 1995م (الشاملة).
  44. مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجابي، الطبعة: الأولى 1418هـ ـ 1998م ، مكتبة وهبة.
  45. المعاني الكبير لابن قتيبة الدينوري، موقع الوراق الإلكتروني (http://www.alwarraq.com).
  46. معجم البلدان: ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، طبع دار الفكر – بيروت، من دون.
  47. معجم مقاييس اللغة: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، الطبعة : 1399هـ – 1979م، مصدر الكتاب (موقع صيد الفوائد الإلكتروني).
  48. المفضليات للمفضل الضَّبِّي (أبو العباس المفضل بن محمد الضبي) بشرح أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، تحقيق كارلوس يعقوب لايل، مطبعة الآباء اليسوعيين – بيروت – 1920م. 
  49. مقاييس اللغة لابن فارس .
  50. من أساليب القرآن المجاز العقلي د عبدالرازق محمد فضل، مطبعة التركي من دون.
  51. المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء الآمدي، موقع الوراق الإلكتروني:  http://www.alwarraq.com 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *