الأستاذ عبد القادر دلماجي
الملخص:
من القضايا التي احتفل بها المعجميون المحدثون، والتي يمكن أن نفيد منها في دراسة معاجم غريب الحديث ما يتصل بالضوابط المنهجية لتحديد معاني المفردات. وتكمن أهمية هذه الضوابط فيما تحققه من تسهيل للتعامل مع المعاني المعجمية، ومن تأثير مباشر في تحصيلها. والمعنى هو أهم مطلب لمستعمل المعجم. ومن هنا دعت الدراسات الحديثة إلى إعادة قراءة التراث المعجمي بهدف ترقيته وتطويره؛ ولعلّ من أبرز ما يمكن ترقيته وتطويره في قراءة معاجم غريب الحديث استثمار تلك الضوابط المنهجية التي وضعها المحدثون لتحديد معاني المفردات بما يساهم في تقديمها خالية من اللبس والغموض وقريبة إلى التناول والتحصيل، وبما يمكّن من إدراك مقاصد الخطاب الديني المتمثل في نصوص الحديث النبوي الشريف، وتنمية مهارات الاستعمال اللغوي – لدى متلقيها -على الوجوه الفصيحة والصحيحة.وفي هذه الورقة البحثية التي نود تقديمها نحاول أن نقدّم قراءة في معاجم غريب الحديث النبوي للبحث فيما يمكن أن تتضمنه من ضوابط منهجية لتحديد معاني المفردات في ظل مقاربتها مع ما جاء به المعجميون المحدثون.
تمهيد:
ينطلق المعجميون في إعادة قراءتهم للمنجزات المعجمية القديمة من شعورهم “بوجود هوة عميقة تفصل بين النظريات اللغوية التي تتصل بدراسة المعنى، والتي ظهرت حديثا، والتطبيقات المعجمية التي ما زالت حتى الآن تعتمد تقاليد قديمة العهد”(
[1])، وينضاف إلى ذلك إهمال الدراسات اللسانية الحديثة لدراسة المعجم لا سيما تلك التي آثرت إغفال المعنى مثل المدرسة البلومفيلدية، وكانت تنظر إلى المعجم على أنه ملحق للنحو والصوتيات، فاستهانت بقضايا المعجم لأنها استثنت دراسة المعنى، واعتبرته من خصائص علم النفس والسلوك أو العلوم الوضعية([2]). ولكن مع ذلك ظهرت بعض الدراسات منذ الخمسينات متأثرة بأعمال اللساني البريطاني فيرث، وأعطت حيزا صغيرا للدلالة، مثل محاولات هيل Hill، وغلسونGleason، وهول Hall([3])، ثم توالت بعد ذلك الدراسات المهتمة بقضايا الدلالة والمعجم، واستطاع كثير منها أن يساهم في إعانة المعجمي على هضم النظريات اللغوية لإنتاج معجمات أفضل([4])؛ وكان من ضمن إسهامات هؤلاء الدارسين وضع الضوابط المنهجية لتحديد معاني المفردات المعجمية وتقديم المزيد من التنظيم والبنينة لمداخلها، وفيما يلي عرض تحليلي لبعض هذه الضوابط، مع التركيز على محاولة استثمارها في إعادة قراءة معاجم غريب الحديث:
1- ترتيب المواد المعجمية:
يُعدُّ ترتيب المفردات من أهم الضوابط التي توسم بها الدراسات المعجمية قديما وحديثا والواقع أنه “لا تُعرَفُ أمة من الأمم في تاريخها القديم أو الحديث قد تفنّنت في أشكال معاجمها، وفي طرق تبويبها وترتيبها كما فعل العرب. وقد تعدّدت طرق وضع المعجم العربي حتى كادت تستنفد كل الاحتمالات الممكنة”([5])، وقد عرفت معاجم غريب الحديث أشكالا مختلفة لترتيب مداخلها، فمنها:
1-1- المؤلفة على المسانيد أي التي تعتمدعلى راوي الحديث بوصفه أساسا للترتيب في المعجم، وهي على نوعين:
النوع الأول: المعاجم التي تُرتِّبُ الأحاديث داخل المعجم حسب الراوي، دون أن تراعي ترتيب الألفاظ، وأشهر المؤلفات على هذه الطريقة غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي(ت 224 هـ).
النوع الثاني: المعاجم التي تُرتِّبُ الأحاديث داخل المعجم حسب الراوي، ولكن تراعي ترتيب الألفاظ الغريبة، وأشهر المؤلفات على هذه الطريقة، غريب الحديث لأبي إسحاق الحربي إبراهيم بن إسحاق(ت 285 هـ).
1-2- والمؤلفة على حروف المعجم: وهي التي لا تعتمد الأسانيد أساسا في الترتيب، وإنما ترتِّب الألفاظ الغريبة في الحديث وفق حروف المعجم، أشهرها كتاب الغريبين: لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (ت 401 هـ)، الذي يُعتبر الإمام في التأليف على هذه الطريقة، حيث يجعل لكل حرف بابا، وكل باب يفتحه بالحرف الذي يكون أوله همزة، ثم الباء، ثم التاء وهكذا.
ومما يلاحظ في معاجم غريب الحديث التي ترتب الألفاظ وفق حروف المعجم سهولة الوصول إلى الألفاظ غير أنّ مادة الغريب في الحديث الواحد متعددة، فالمــُراجِع قد يجهلها فيضطر للبحث عن معانيها في مواضعها، مما يشوش عليه إدراك المعنى الإجمالي للحديث النبوي الشريف، كما توجد ألفاظ كثيرة في بعض مواد المعجم، بينما تقل في مواد أخرى، وفي هذا ضياع للتنسيق والتجانس الذي يتطلبه المنهج المعرفي.
1-3- ومنها المرتبة على حسب أبواب الفقه وهو ترتيب يوافق ما يُعرف عند المحدثين بالحقول الدلالية، والحقل هو التنظيم الذي يمكن أن تدرج فيه كلمات اللغة ليمكن فهمها على نحو دقيق؛ إذ إننا لا نستطيع أن نفهم معنى تعبير مفرد بمعزل عما يقابله من المعاني المترادفة معه أو المتجانسة أو المتضادة..([6]) وأشهر المعاجم المعتمدة لهذا الترتيب معجم جُمل الغرائب، لنجم الدين أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي المعروف بــ (بيان الحق)، “وهذا الكتاب مخطوط، وهو مرتب على أبواب الفقه”([7]).
وبلوغ هذا النوع من الترتيب يدلّ على المستوى الفكري الذي بلغه العقل العربي، ومدى إدراكه لمفهوم الحقول الدلالية في المحافظة على المعاني التي تكتسبها كل مفردة من خلال علاقاتها بالمفردات الأخرى، لأن الوصول إلى المعنى الحقيقي لأي وحدة من وحدات اللغة لا يحصل إلا بجعل المفردة داخل مجالها الدلالي الذي تنتمي إليه، وتؤكد نظرية الحقول الدلالية بأن هناك ارتباطا بين دلالة الكلمة ومجموع دلالات الكلمات المتصلة بها، لذا ينبغي – لفهم دلالة الكلمة – دراسة العلاقات الدلالية بين المفردات داخل الحقل الدلالي، أو كما قالLyons :” يجب دراسة العلاقات بين المفردات داخل الحقل أو الموضوع الفرعي، ولهذا يعرّف Lyons معنى الكلمة بأنه محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى في داخل الحقل المعجمي، وتهدف هذه النظرية إلى جمع كل الكلمات التي تخصّ حقلا معينا، والكشف عن صلاتها الواحدة منها بالأخرى وصلاتها بالمصطلح العام”([8]).
ولقد وُفِّق النيسابوري في اختياره هذا النوع من الترتيب، لأن الترتيب اللفظي على حروف المعجم أو الترتيب المعجمي لا يناسب غريب الحديث في ضبط معانيه التي تكون دوما هي الإشكال بسبب خفاء المراد من الحديث، ولأن الإشكال لا يكون في اللفظة الواحدة خارج مجالها بل في معاني الكلام والجمل لمتن الحديث؛ لذلك كان الترتيب وفق أبواب الفقه أو ما يعرف بالترتيب الموضوعي هو الترتيب الأسلم لجمع غريب الحديث، كما يعدُّ أفضل من الترتيب حسب المسانيد؛ لأن الترتيب حسب المسانيد فيه عسر وصعوبة للوصول إلى غريب الحديث، إذ يتطلب من الباحث معرفةً بسند الحديث الذي لا علاقة له بمحل الحديث ومتنه. ثم إن الغرابة والإشكال يتعلقان بمتن الحديث، وهو مادّة الترتيب الموضوعي الذي ينظر إلى موضوع نص الحديث نفسه.
2- التحقيب:
“ويكون التحقيب بتحديد الدلالة المعجمية للمفردة من خلال استعمالاتها في كلام العرب وقتئذٍ، وما طرأ على المفردة المَعنية وقتَ النبوة”([9]). ومن هنا فإن تناول ضابط التحقيب في دراسة معاجم غريب الحديث يعني دراسة معاني ألفاظها الغريبة في ظل تأثيرات الواقع الحضاري والديني الجديد الذي أنتجها بما يخالف معهود العرب في تلك الحقبة. واللافت للنظر أن معاجم غريب الحديث النبوي قد راعت هذا الضابط أيما مراعاة، لا سيما وأن غرابة ألفاظه تأتي من كون دلالاتها مخالفة لما عرفته العرب في تلك الحقبة. ولأنّ الإسلام جاء بمنظومة فكرية وثقافية جديدة، تختلف تماما عما كان العرب عليه في جاهليتهم، وضع أهل العلم شروطا لشرح غريب الحديث، فمنها لزوم الاطلاع على أكثر استعمالات ألفاظ الشارع حقيقة ومجازا، قال السخاوي :” لايجوز حمل الألفاظ الغريبة من الشارع على ماوُجد في أصل كلام العرب، فلابد من تتبع كلام الشارع، والمعرفة بأنه ليس مُراد الشارع من هذه الألفاظ، إلا ما في لغة العرب، وأما إذا وُجد في كلام الشارع قرائن،بأن مُراده من هذه الألفاظ معان اخترعها، فهو يُحمل عليها، ولايُحمل على الموضوعات اللغوية، وهذا هو الذي يسمى عند الأصوليين بالحقيقة الشرعية([10])“، ويشير ابن تيمية إلى أن عادة المتكلم، وكذا عادة المستمع لهما تأثير على معنى اللفظ، وذلك في قوله بأن كل لفظ هو:”مقيد مقرون بغيره، ومتكلمٍ قدعرفت عادته، ومستمعٍ قد عرف عادة المتكلم بذلك اللفظ، فهذه القيود لابد منها في كل كلام يُفهم معناه،فلا يكون اللفظ مطلقا”([11]).
والألفاظ اللغوية التي حُمّلت معاني جديدة في الحقبة الإسلامية الجديدة كثيرة، حتى أنها سُمّيت هذه الألفاظ بالألفاظ الإسلامية؛ “وهي تلك الكلمات التي استحدثها القرآن الكريم، أو جاءت في الحديث النبوي الشريف وتلك الكلمات التي عرفت العرب أصولها وموادها إلا أن الإسلام قد خلع عليها دلالات جديدة ذاعت وانتشرت وتُنوسيت معها دلالاتها الجاهلية([12])“.
من بين هذه الألفاظ الإسلامية نذكر لفظة ” الوضوء ” التي وردت في بعض الأحاديث النبوية الشريفة؛ “عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 لايقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)، والتي كان من معانيها اللغوية: الحسن والنظافة، ولكن السياقات النبوية خصّصت دلالتها على نوع من الطهارة، وبهذا يتبين أن الألفاظ الإسلامية ما هي إلا ألفاظ عربية قديمة حمّلها الشارع معاني جديدة، لأن من طبيعة اللغة أنها تتأثر وتتفاعل مع جميع مناحي الحياة: الاجتماعي منها، والثقافي، والاقتصادي، والفني، والسياسي، ولأن “الواقع الحضاري محمولٌ بمتغيِّرِه المتجدّدِ وبثابته المتأبِّدِ في مفردات اللغة”([13]).
والرسول عليه الصلاة والسلام وهو يرسم ملامح المجتمع الإسلامي الجديد، كان ينقل من معجم العربية ألفاظا كانت لها دلالات تواضع عليه القوم في حقبة سابقة فيضع لها معاني جديدة متولدة من المنهج الفكري الجديد، والأمثلة في معاجم غريب الحديث كثيرة، نذكر منها: لفظ “المفلس” الذي كان في الجاهلية يُستعمل للدلالة على شخص معدم لا متاع له ولا مال، بدليل قول الشاعر الجاهلي أبي قُلابة الهذلي([14]):
يا حِبُّ ما حُبُّ القبول وحبُّها فَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسٌ
وكذلك رد الصحابة حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
ولكن في التصور الإسلامي الجديد أي في حقبة أول ظهور للإسلام استمد لفظ “المفلس” معناه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “المُفْلِسُ مِنْ أُمّتِي يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَة بِصَلَاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ويأتي قدْ شَتَمَ هَذَا وقَذَفَ هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يُقْضَى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النّار”([15]).
فعدم ربط مفردة ( المفلس ) بحقله الفكري في زمنه المحدد يجعل منه لفظا ملتبسَ الدلالة، والالتباس الدلالي يحول دون الفهم السليم للعبارة.
ومن الألفاظ التي استمدت دلالتها من الوضع الفكري الجديد من خلال التوجيه المعنوي الذي أثبته لها، بدقة، الرسول صلى الله عليه وسلم: لفظ “الهرْج” ولفظ”الوهن” وهذا من خلال هذين الحديثين التاليين:
- عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشحُّ، وتظهر الفتن، ويكثر الهَرْجُ قالوا: يا رسول الله أيّمَ هو ؟ قال القتل“. رواه الأربعة([16]).
- وعن ثوبان رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهْن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهنُ ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت“. رواه أبو داود([17]).
فهذا الشرح المعجمي الذي قدّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذين اللفظين “الهَرْج”، و“الوهن” لا نجده مدرجا في كثير من المعاجم اللغوية، ففي أساس البلاغة للزمخشري مثلا يشرح هذين اللفظين كالآتي: ” و ه ن ـــ فيه وهنُ ووَهَنُ، وقد وَهَنَ يَهِنُ ووَهِنَ يَوْهَنُ. قال أبو زيد سمعت من الأعراب من يقرأ: ( فما وَهَنُواْ)[ آل عمران: 146] وتوهّنَ، وأوهنتُه ووهّنتُه. قال الجعديّ:
تَوَهَّنُ فيـــــــــــه المضرحيَّةُ بعدمــــــــــــــا رَوِين نجيعا من دم الجوف أحمرا.
أي تضعُف عن النهوض لامتلاء أجوافها. وإنه لشديد الواهنتيْن وهما قُصَيْرَيَاه. وأتيته وَهْنًا ومَوهِنا: بعد ساعة من الليل. وأَوهَنَ القومُ سروا فيه.([18])
هـ ر ج ـــ هذا زمن الهَرْج أي الفتنة: وهَرَجَ في حديثه: خلَّط. وإنه لَيَهْرِجُ. وهَرَجَ المرأةَ. وتهارجتِ البهائمُ. ورأيتهم يتَهارجون: يتسافدون. وهَرِجَ البعيرُ، وأصابه هَرَجٌ من الحرّ والقِطران وهو إظلام البصر”([19]).
ومن ثم نقول أن تحديد الدلالة المعجمية للمفردة في معاجم غريب الحديث يجب أن يتم من خلال النظر في دلالة المفردة في استعمالاتها في كلام العرب وقتئذٍ، ثم ما طرأ على هذه المفردة من تغير في المعنىبحسب ما رافقها من توجيه نبوي، ولا يكون هذا إلا بالوقوف على الشواهد الشعرية والنثرية والأحاديث النبوية التي قيلت في نفس الحقبة، وإذا تبين بعد النظر في الشواهد اطّراد الدلالة لنفس الوحدة المعجمية مع القرائن السياقية نفسها على المعنى نفسه “وجب حفظ ذلك وتحفيظه؛بحيث لا يقرن بمفردة في معجم الحديث إلاّ المعنى الذي قام الدليل على وروده وعلى نبوّ غيره”([20]).
3- التسييق:
المراد من هذا الضابط توجيه معاني المفردات بردّها إلى سياقاتها الاجتماعية؛ لأن المعنى المعجمي ليس مقصورا عن المعنى اللغوي، وليس هو كل شيء في إدراك المراد من دلالات الألفاظ النبوية، فالألفاظ تتغير دلالاتها من عصر إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، لأن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والمجتمع، فقد اعتبر فيرث أن الإنسان إنما “يتخاطب مع غيره ضمن مواقف اجتماعية معينة، تحدد الأسلوب الذي عليه أن يعتمده ونوعية الكلمات التي عليه اختيارها. وبالتحديد فثمة إطار اجتماعي تستعمل اللغة ضمنه، فتتأثر بمعطياته وتتكيف مع عناصره”([21]).
ولأن النص النبوي ليس كلاما عاديا، إنما هو “كلام مشحون بمعان خاصة مقدسة”([22])،بحيث يستدعي الوقوف على المعاني التي قصدها الرسول عليه الصلاة والسلام فقد بذل علماء الحديث جهودا عظيمة لوضع قواعد وشروط تضبط التعامل مع النص النبوي الشريف، من بين هذه الضوابط التي يجب مراعاتها لتحديد المعاني النظر في مدلولات ألفاظ الحديث ضمن سياقها الاجتماعي، لأن مدلولات الألفاظ النبويةفي كثير من الأحيان تكون متعلقة بالوضع الاجتماعي لتلك الفترة، ولأن الألفاظ دلالاتها قد تتغير من عصر لآخر ومن بيئة إلى أخرى، فقد يصطلح الناس على ألفاظ للدلالة على معان معينة، هي خاصة بعصر معين، فتُحمل هذه المصطلحات الجديدة على “ما جاء في السنة من ألفاظ… وهنا يحدث الخلل.”([23])، ويحصل الفهم الخاطئ لمدلول الألفاظ النبوية. فألفاظ كثيرة تم التواضع على مدلولاتها في حقبة معينة قد تكون خاصة بمجالات محددة، ثم تغيرت بفعل التغير الحاصل في الزمان أو في المكان أو في النسق الاجتماعي للإنسان، حتى يُحدث هذا التغير هوة كبيرة بين “المدلول الشرعي الأصلي للفظ، والمدلول العرفي أو الاصطلاحي الحادث المتأخر، وهنا ينشأ الغلط وسوء الفهم غير المقصود، كما ينشأ الانحراف والتحريف المتعمد”([24])، ولهذا حذر علماء الأمة من أن نُسقط الألفاظ الشرعية على المصطلحات المستحدثة على مر الزمان.
ومن الأمثلة التي نسوقها لتوضيح ذلك، ورود بعض النصوص النبوية على عُرف قد تغير:
المثال الأول: حديث ” الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة “([25]).
يتضمن هذا الحديث لغة حضارية عالية، حيث يلفت نظر الناس آنذاك إلى المعايير والمقاييس التي يجب عليهم اعتمادها في بيعهم وشرائهم وسائر معاملاتهم ومبادلاتهم، لأنها أدق وحدات القياس التي كانت متداولة بين الناس في ذلك العصر، هذا ما يجب أن يستخلص من الحديث إذا نحن قرأناه ضمن سياقه الاجتماعي الذي قيل فيه، بأن:” تعيين الحديث الشريف ميزان أهل مكة، ومكيال أهل المدينة، هو من باب الوسائل القابلة للتغيير بتغير الزمان والمكان والحال، وهو ليس أمرا تعبديا يوقف عنده ولا يتجاوز”([26])؛ ومن ثمّ ليس على المسلم الآن من حرج في استخدام المقاييس العشرية من الكيلو غرام وأجزائه ومضاعفاته في معاملاته التجارية لما فيها من دقة وسرعة وسهولة في الحساب، وهذا هو القصد من الخطاب النبوي الشريف، ومفاده الأخذبأدق ما يتوصل إليه البشر من الوسائل في عصرهم، وليس الوقوف عند ظاهر نص الحديث دون مراعاة الزمان والمكان والحال الاجتماعي الذي قيل فيه الحديث.
المثال الثاني: لفظة (التصوير) التي وردت في صحاح الأحاديث المتفق عليها، تتوعد المصورين بأشد العذاب، فكيف نفهم مدلولها في ضوء التقدم التكنولوجي والحضاري لمجتمعاتنا الحاضرة؟.
الحديث :” إن من أشدّ أهل النار يوم القيامة عذابا المصوِّرون “([27]).
“إن كثيرا من المشتغلين بالحديث والفقه يدخلون تحت هذا الوعيد أولئك الذين نسميهم في عصرنا (المصورين) من كل من يستخدم تلك الآلة التي تسمى (الكاميرا) ويلتقط هذا (الشكل) الذي يسمى (الصورة)”([28]).
فهل حقيقةً يُفهم من الحديث أن صاحب الكاميرا الذي نعرفه في عصرنا الحاضر هو المقصود من مدلول لفظة “المصورون”؟ نقول لا يستطيع أحد أن يزعم “أن هذه التسمية تسمية شرعية، لأن هذا اللون من الفن لم يعرف في عصر التشريع، فلا يُتصور أن يُطلق عليه لفظ مصور وهو غير موجود. فمن سماه مصورا، وسمى عمله تصويرا إذن؟”([29]).
طبعا الذين فعلوا ذلك هم نحن الذين ظهر في عصرنا هذا النوع من الفن، وكان من الممكن أن نطلق عليه تسمية أخرى نصطلح عليها، ويكون هذا المصطلح مشتقا أو معربا يراعَى فيه كل الشروط العلمية الخاصة بطبيعة اللغة من صرف ونحو وغير ذلك، وأن يكون مدلوله هو المقصود في الحديث النبوي الشريف، لهذا الحادث العارض، بدليل وجود مصطلح آخر يُطلق على عملية التصوير متداولا في بعض بلاد الخليج، وهو (العكس)، وهذا المصطلح في نظري أقرب إلى حقيقة هذا العمل “فليس هو أكثر من عكس الصورة بوسائل معينة،كما تنعكس الصورة في المرآة…وكما سمّى عصرنا العكس الفوتوغرافي تصويرا، فقد سمى التصوير المجسم ( نحتا )، وهو ما عبر عنه علماء السلف بأنه ( ما له ظل)، وهو الذي أجمعوا على تحريمه في غير لعب الأطفال. فهل تسمية هذا التصوير نحتا يخرجه من دائرة ما جاءت به النصوص من الوعيد في شأن التصوير والمصورين؟ الجواب بالنفي جزما، فإن هذا التصوير هو أولى ما ينطبق عليه لفظ التصوير لغة وشرعا”([30]).
من هنا نقول إن التأويل الحرفي للحديث النبوي، والوقوف عند المعاني السطحية لألفاظه دون مراعاة المفاهيم الاجتماعية الجديدة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم، كان دائما مضرا، كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:”إن ما عانت منه الأمة الإسلامية على مرّ التاريخ من الفهم الخاطئ والتأويل الفاسد للحديث والسنة، لم تعانيه من آلاف الأحاديث الموضوعة المختلفة”([31]).
4- مراعاة ما يناسب المفردة من طرق الشرح والتعريف:
اعتمد المحدثون طرقا عديدة ومتنوعة في شرح المفردات المعجمية وتعريفها؛ كالشرح الوظيفي، والشرح الشكلي، والشرح التشبيهي، والشرح الاشتمالي. وقد لاحظنا في كثير من معاجم غريب الحديث تناولا لشرح المفردات وفق هذه الآليات مع بعض الاختلاف والتباين في زوايا النظر ومنهجيات التناول فيما بينها وبين معاجم المحدثين.
4-1- التعريف الوظيفي:
“التعريف الوظيفي يعرّف الشيء باستخدامه، أو بوظيفته التي يؤديها، وعلى هذا فلكتاب: ما نقرؤه، والصندوق: ما نضع فيه الأشياء([32])، وهذا النوع من التعريف يعطينا فكرة عن الأشياء التي كانت تستعمل آنذاك، كما ترسم لنا صورة عن العادات، والتقاليد والمستوى الحضاري للجيل النبوي، “فاللغة هي أقوى الأدلة عند استقصاء الملامح الخاصة لمجتمع من المجتمعات، ويكفينا أن نقرأ قوله تعالى:”ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام”([33])، حتى ندرك مدى ارتباط معاني الكلمات العربية بالعادات العربية السائدة في زمانها.
فاللغة إذن من العوامل التي تتميز بها المجتمعات”([34])، فكل ما ذُكر من أشياء أو أحداث في معاجم غريب الحديث يعتبر أساسا لكل أنواع النشاطات الثقافية والحضارية للمجتمع النبوي، وجميل أن نجد هذا النوع من التعريف في شروح معاجم غريب الحديث، مثل شرح ما ذكر في هذا الحديث:”لا خزام ولا زمام في الإسلام”، يقول ابن الأثير في شرحه:”الخزام جمع خزامة، وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي مَنْخَري البعير، كانت بنو إسرائيل تخرم أنوفها وتخرق تراقيها ونحو ذلك من أنواع التعذيب، فوضعه الله عن هذه الأمة”([35]). وفي هذا ما يعطينا نظرة عن عقائد هذه الأمة واتجاهاتها الفكرية ومستوى ثقافتها، “ونظرتها إلى الحياة وشؤونها الاجتماعية العامة، فكل تطور يحدث في ناحية من هذه النواحي يتردد صداه في أداة التعبير، ولذلك تعدُّ اللغة أصدق سجل لتاريخ الشعوب”([36]).
4-2- التعريف الشكلي:
ويسمى كذلك الشرح الحسي أو التعريف الحسي لأنه يشير في تعريفه إلى خصائص الأشياء المدركة حسيا مثل الأشكال والأحجام والألوان([37]).
وهذا النوع من التعريف نجده كثيرا في شرح مفردات معاجم غريب الحديث، مما يدلل على التميز في الهوية العلمية عند علمائنا القدامى، وعلى العناية والاهتمام بقضية الصناعة المعجمية قبل غيرهم من الأمم، والمثال الذي سنذكره ورد فيه الشرح الشكلي مع الشرح الوظيفي متداخلين؛ يقول ابن الأثير في شرح هذا الحديث:”كان في يده مدرًى يحك به رأسه”([38]) المِدْرى والمِدْرَاة: شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطوَل منه يُسرّح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لا مشط له.
ومثله ما جاء في هذا الحديث”خير الخيل الأَرْثَمُ الأقرح”، يقول ابن الأثير في شرحه:”الأرثم: الذي أنفه أبيض وشفته العليا”([39]).
4-3- التعريف التشبيهي:
ويكون التعريف فيه باستخدام القياس أو التنظير كأن يشبه شيئا بشيء مثل تعريف اللون الأحمر بقولنا ما كان لونه كالدم أو بقولنا: الملعقة تشبه السكينة والشوكة، هكذا..([40])
وقد وقفنا على هذا النوع من التعريف في معاجم غريب الحديث، وفي الشاهد الموالي المأخوذ من “معجم النهاية في غريب الحديث “توضيح لذلك:
“من تَحَلّى ذَهَبًا أو حلّى ولده مثل خَرْبَصِيصَة”، يقول ابن الأثير في شرحه:”هي الهَنَة التي تُتَراءَى في الرمل لها بَصِيصٌ كأنها عين الجرادة”([41]).
4-4- التعريف الاشتمالي:
يستند هذا النوع من التعريف إلى مفهوم الاشتمال “الذي يعدُّ من أهم العلاقات داخل الحقل المعجمي، ويضم علاقة الاشتمال أو التضمين، وعلاقة الكل بالجزء، وهذا يقتضي إيجاد الكلمة الغطاء أو اللفظ الأعم”([42]).وهذا التعريف يتطلب ذكر قائمة من التصورات التي يقع تحتها اللفظ المشروح، مثل تعريف المركبة الآلية بذكر أفرادها (سيارة، حافلة، شاحنة، وغيرها)، وقد وجدنا هذا النوع من التعريف في معاجم غريب الحديث، وإليكم المثال الآتي:
الحديث: “من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا”، يقول ابن الاثير في شرح الشجرة الخبيثة:”يريد البصل والثوم والكراث، خبثها من جهة كراهة طعمها وريحها”([43]).
الشجرة الخبيثة( الكلمة الغطاء)
البصل
الثوم أفرادها
لكراث
ويستعمل هذا التعريف كثيرا في معجمات المصطلحات وكذلك في المعجمات الفنية.
الخاتمة:
وبعد عرضنا لمجموعة من الضوابط المنهجية لتحديد معاني المفردات، ومقاربتها لما قدمه أصحاب معاجم غريب الحديث في شرح المفردات وترتيبها يمكننا القول إن علم غريب الحديث لا يرجع إلى كونه معجما يتوقف على مجرد الشرح والترتيب للألفاظ الغريبة فحسب، وإنما هو، إلى جانب ذلك، علم قائم على أسس منهجية دقيقة في ترتيب ألفاظ الحديث، وتحديد دلالاتها وترتيبها. وتكمن أهمية هذه الأسس في أنها كفيلة بأن تجعل من علم غريب الحديث مصدرا ثريا للمعرفة الإنسانية والاجتماعية بكل أنواعها، وليس للمعرفة الفقهيّة وحدها. وبيان وجاهة هذه الأسس، والكشف عن قيمة هذا الثراء المعرفي لا يتأتى إلا بالاستفادة من المناهج العلمية التي تمارسها المعجمية الحديثة في صناعة المعاجم.
ومما ينبغي التنويه به وتوجيه الهمم إليه الحرصُ على النظر إلى المعجم النبوي ضمن سياقاته المختلفة، لأنه يختلف تماما عن المعجم اللغوي، وإن كان كلاهما يستمد مادّته من اللغة، فإن المعجم النبوي يتجاوز المعنى المعجمي للكلمة، حيث يُخرجها عن دلالتها الأصلية السائدة إلى دلالات أخرى قد تكون مستمدة من جذرها اللغوي أو بعيدة عنها قليلا، فالألفاظ في السياق النبوي لها معان خاصة، قد تستمد دلالتها أحيانا من سياقات الزمان والمكان والوضع الاجتماعي؛ لذا يستوجب علينا إعادة قراءة معاجم غريب الحديث بالمعطيات العلمية الحديثة لنقف على الطاقة الإيحائية النبوية وقدرتها لإعجازية في توظيف اللغة والتأثير فيها، فالاهتمام بالمعجم وما يتصل بترقية صناعته وتطويرها يعدّ موضوعا مُهما في كل اللغات الحية، لكونه مفتاح العلوم، ومن دونه يتعذر الوصول إلى الدلالات اللغوية، والدلالات المصطلحية، ومن دونه أيضا تكون اللغة غير قادرة على أداء وظائفها.
ومن هنا تبرز أهمية الدراسات المعجمية الحديثة في التعامل مع هذا الرصيد اللغوي النبوي وفي كيفية معالجة مفاهيمه وتصوراته بشكل يخدم عقل المسلم الحاضر ثقافيا وحضاريا، ويستطيع من خلاله،أن يبعث الأمة من جديد. ثم إن الرصيد الفكري النبوي الكامن ضمن خطابه اللغوي في حاجة إلى قراءة جديدة، تجلّي الحقائق، وتزيل الغموض، وتصحِّح المفاهيم، وتردّ على الشبهات والأباطيل.
لقد حاولنا، في هذه الورقة البحثية، توجيه النظر نحو نوع خاص من المعاجم، هي معاجم غريب الحديث، بغية معرفة مدى قدرتها في إغناء الرصيد اللغوي، سواء بإضافة مفردات جديدة، أو بإضافة معان جديدة لم تعرفها العرب من قبل، مما يستدعي التعامل بشيء من الخصوصية مع هذا النوع من المعاجم؛ لأنها معاجم متخصصة، تُعالج توجيها معرفيا خاصا في النشاط النبوي، وهو ما يتمثل في ضبط دلالات غريب كلامه عليه الصلاة والسلام وتحديدها، لذلك يجب مراعاة هذه الخصوصية، في نصوصه وسياقاته، وكذلك في ألفاظه،ومعانيه،فهو خطاب معجز. هذا من جهة ومن جهة أخرى تبدو مستويات الاستعمال للمعجم النبوي مختلفة، كما أن قدرات الناس وأفهامهم مختلفة، فلكل مستوى رصيده اللغوي والمعجمي الذي يتباين كثيرا أو قليلا عن غيره من المستويات. فقد ذهب بعضهم إلى ضرورة أن يحدد المعجمي مستوى اللفظ ودرجته في الاستعمال، ضمن إطار معين، يصف التنوع اللغوي، ويحدد مستواه.
وفي الأخير نستطيع القول إن معاجم غريب الحديث، هي معاجم معانٍ؛ لأنها تهتم بموضوع واحد وهو غريب ألفاظ الحديث، هذا عموما إذا أردنا أن نصنفها، ولكن إذا نظرنا إلى تبويب مادتها من الداخل فإننا نجدها لا تختلف كثيرا عن المعاجم اللغوية الأخرى من حيث المناهج المتبعة في الترتيب والتبويب، ولم تنهج منهج الموضوعات في الترتيب على الرغم من أنه هو السابق في الظهور، ماعدا كتاب نجم الدين أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي المعروف بـ( بيان الحق ). وخلاصة القول أن مؤلفي غريب الحديث أهملوا هذا النوع من الترتيب، أي الترتيب حسب المعاني الذي نحسبه الأسهل في تناول مادته لطالب العلم.
المصادروالمراجع:
- القرآن الكريم، برواية ورش.
- إبراهيم رجب عبد الجواد، ألفاظ الحضارة في القرن4هـ. دراسة في ضوء مروج الذهب للمسعودي، دار الأفاق العربية، ط1، 1463هـ 2003م.
- ابن الأثير مجد الدين أبو السعادات، النهاية في غريب الحديث، (تح طاهر أحمد الزاوي ومحمود الطناحي)، المكتبة العلمية، بيروت – لبنان، 1383هـ 1963م.
- الأوراغي محمد، لسان حضارة القرآن، منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة، ط1، 1431ه/ـ 2010م.
- البخاري أبو عبد الله إسماعيل بن إبراهيم، صحيح البخاري، ألفا للنشر والتوزيع الجيزة، مصر، ط2 2011م.
- ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جمع عبد الرحمن بن قاسم، دار عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1412هـ.
- زفنكي صافية، التطورات المعجمية والمعجمات اللغوية العامة العربية الحديثة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق – سوريا، 2007
- الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، أساس البلاغة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان ط1 1422هـ، 2001م.
- السخاوي محمد بن عبد الرحمن ، فتح المغيث، تح عبد الكريم الخضير ومحمد آل فهيد، دار المناهج جدة، 1426هـ.
- السّحيباني علي بن عمر، التأويل في غريب الحديث من خلال النهاية لابن الأثير، مكتبة الرشد-ناشرون-الرياض، ط1، 2009م.
- السريري مولود، منهج الأصوليين في بحث الدلالة اللفظية الوضعية، طبع طوب بريس، الرباط، ط1، 2000 م.
- شريفي ليلى، دور السياق في تحديد الدلالات في تفسير الرازي، سورتا البقرة ويوسف نموذجا، رسالة ماجيستر، (مخطوط) جامعة الجزائر، 2002/2003م.
- عبد الدايم محمد عبد العزيز، جهات النظرية المعجمية في التراث العربي، في مجلة الدراسات المعجمية، الجمعية المغربية للدراسات المعجمية، العدد6، ذو الحجة- محرم 1428/ يناير2007.
- العشيري محمد رياض، التصور اللغوي عند الإسماعلية دراسة في كتاب الزينة، منشأة المعارف، الاسكندرية 1983م.
- عمر أحمد مختار، صناعة المعجم الحديث، عالم الكتب، مصر، 1998م.
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ علم الدلالة، مكتبة دار العروبة، الكويت، 1992.
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير والتأثر، عالم الكتب ، القاهرة، ط6، 1988.
- الغزالي محمد، فقه السيرة، المكتب الإسلامي، بيروت، 1989.
- القاسمي علي، علم اللغة وصناعة المعجم الحديث، جامعة الرياض، 1975.
- القرضاوي يوسف ، كيف نتعامل مع السنة النبوية، دار الوفاء المنصورة، ط6، 1993م/ 1414هـ.
- مسلم أبو الحسين بن الحجاج القشيري النيسابوري،صحيح مسلم، (ترقيم وترتيب محمد فؤاد عبد الباقي)، شركة مكتبة ألفا، الجيزة مصر، ط1 2008م.
- ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت – لبنان، (د.ت).
- ناصف منصور علي، التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول، دار الجيل، بيروت، (د.ت).
([1]) صافية زفنكي، التطورات المعجمية والمعجمات اللغوية العامة العربية الحديثة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق– سوريا، 2007، ص33.
([3]) أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص25-27.
([4]) القاسمي، علم اللغة وصناع المعجم، ص29.
([5]) أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير والتأثر، عالم الكتب ، القاهرة، ط6، 1988، ص175.
([6]) ينظر: عبد العزيز عبد الدايم، جهات النظرية المعجمية في التراث العربي، في مجلة الدراسات المعجمية، الجمعية المغربية للدراسات المعجمية، العدد 6، ذو الحجة- محرم 1428/ يناير 2007، ص265.
([7]) علي بن عمر بن محمد السّحيباني، التأويل في غريب الحديث من خلال النهاية لابن الأثير، مكتبة الرشد- ناشرون- الرياض، ط1، 2009م، ص113.
([8]) رجب عبد الجواد إبراهيم ألفاظ الحضارة في القرن 4هـ دراسة في ضوء مروج الذهب للمسعودي دار الأفاق العربية ط1 1463هـ 2003م ص26 وما بعدها.
([9]) انظر محمد الأوراغي، لسان حضارة القرآن، ص214 وما بعدها.
([10]) محمد بن عبد الرحمن السخاوي، فتح المغيث، (تح عبد الكريم الخضير ومحمد آل فهيد)، دار المناهج، جدة، 1426هـ، ج3 ص53.
([11]) ابن تيمية مجموع الفتاوى جمع عبد الرحمن بن قاسم دار عالم الكتب بيروت لبنان ط 1412هـ ،ج20، ص415.
([12]) ينظر: محمد رياض العشيري، التصور اللغوي عند الإسماعلية. دراسة في كتاب الزينة ،منشأة المعارف ،الاسكندرية 1983م ص300.
([13]) محمد الأوراغي، لسان حضارة القرآن، منشورات الاختلاف الجزائر العاصمة، ط1، 1431ه/2010م ص214.
([14]) ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، (د.ت)، مادة فلس.
([16]) منصور علي ناصف التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول دار الجيل، بيروت، ( د ت ). ج5 ص42.
([18]) الزمخشري، أساس البلاغة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان ط1 1422هـ/2001م، ص840.
([20]) محمد الأوراغي، لسان حضارة القرآن، المرجع السابق، ص218.
([21]) ليلى شريفي، دور السياق في تحديد الدلالات في تفسير الرازي سورتا البقرة ويوسف نموذجا، رسالة ماجستر، 2002،2003، ص56.
([22]) السريري مولود منهج الأصوليين في بحث الدلالة اللفظية الوضعية ،طبع طوب بريس الرباط 2000م ط1 ص40
([23]) يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة النبوية، دار الوفاء المنصورة، ط6 1993م 1414هـ،. ص 179.
([25]) رواه أبو داود في البيوع (3340).
([26]) يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة النبوية، ص144.
([27]) صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، ترقيم وترتيب محمد فؤاد عبد الباقي، شركة مكتبة ألفا، الجيزة، مصر، ط1 2008م، كتاب اللباس والزينة رقم الحديث(2109)، ص606.
([28]) يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة النبوية، ص180.
([31]) محمد الغزالي، فقه السيرة، المكتب الإسلامي، بيروت، 1989، المقدمة.
([32]) صافية زفنكي، التطورات المعجمية والمعجمات اللغوية العامة العربية الحديثة، ص271.
([33]) سورة المائدة رقم الآية 103.
([34]) رجب عبد الجواد، ألفاظ الحضارة في ق 4هـ، ص37.
([35]) ابن الأثير مجد الدين أبو السعادات، النهاية في غريب الحديث والأثر تح طاهر أحمد الزاوي ومحمود الطناحي، المكتبة العلمية بيروت 1383هـ 1963م، ص29.
([36]) رجب عبد الجواد، ألفاظ الحضارة في ق 4هـ، ص37 وما بعدها.
([37]) ينظر: أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص45.
([38]) ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ج2، ص115.
([40]) ينظر: أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص45.
([42]) أحمد مختار عمر، صناعة المعجم الحديث صناعة المعجم الحديث، عالم الكتب، مصر، 1998م، ص127.