الدّعوة الإسلامية ومواجهة القوى المضادة في رواية (عمالقة الشمال) للدكتور نجيب الكيلاني

د, حامد محمود إبراهيم و د. مرتضى الإمام أكييدي

ملخص البحث:

تسعى هذه الورقة مناقشة الدعوة الإسلامية ومواجهة القوى المضادة الموجودة في رواية عمالقة الشمال للدكتور نجيب الكيلاني حيث صور الكاتب من خلال هذه الرواية الوقائع التاريخية الحقيقية الموجودة في نيجيريا إذ إنه قصد بعمالقة الشمال دولة نيجيريا التي تعتبر عمالقة الدول الإفريقية، ومن هنا تبحث هذه الورقة عن هذه الحقائق التاريخية المصورة في دفتي الرواية منتهجا المنهج التاريخي للحقائق التاريخية المتعلقة بالبحث والمنهج الوصفي لتحليل تلكم الوقائع التاريخية الموجودة في الرواية، لكي يسهل على الباحثين الإجابة على هذه الأسئلة الآتية:من هو نجيب الكيلاني وشخصياته في كتابة الروايات العربية والقصص الإسلامية؟ وما المراد بعمالقة الشمال في تلك الرواية؟ وما مضمون تلك الرواية؟ وما هي الدعوة الإسلامية التي ذكرها الكاتب في تلك الرواية؟ وما هي الحركات المضادة للإسلام في تلك الرواية، وستناقش الورقة كل هذه التساؤلات عن طريق المباحث التالية: نبذة يسيرة عن الدكتور نجيب الكيلاني، خلاصة الرواية، الداعية المسلم في مواجهة القوى المضادة، الحركات الهدامة، الخاتمة وثبت المصادر والمراجع:

الكلمات المفتاحية: الدعوة  الإسلامية ، التاريخ ، القوى ،  المضادة.

THE ISLAMIC MISSION IN CONFRONTING THE COUNTER FORCES In THE NOVEL (GIANTS OF THE NORTH) BY DR. NAJIB AL-KILANI

Dr Hamid Mahmud Ibrahim And  Dr. Muritala imam Akeyede

Summary:

         This paper aims to discuss the Islamic mission in confronting the counter forces that exist in the novel of the giants of the North by Dr. Najeeb Al-Kilani. Through this novel, the writer depicted the real historical facts that exist in Nigeria, which is considered the giant of African countries, this paper therefore, searches for this historical facts depicted in the novel, using the historical and descriptive methods to analyze those historical facts found in the novel, in order to make it easier for the two researchers they presented these following questions: Who is Najeeb Al-Kilani and his characters in writing Arabic novels and Islamic stories? What is meant by the giants of the north in that novel? What is the content of that novel? What is the Islamic mission mentioned by the writer in that novel? And what are the anti-Islam movements in that novel, and the paper will discuss all these questions through the following topics; A brief introduction to Dr. Najeeb Al-Kilani, summary of the novel, the Muslim preacher in the view of the counter forces, the destructive movements and conclusion and references

Keywords: Mission,  Islamic , forces , counter

تقديم:

كانت الدعوة الإسلامية منذ فجرها تعاني من القوى المضادة، بداية بكفّار قريش إلى منافق المدينة، ثم العداوة السافرة التي تترصد بها اليهود، وبخاصة يهود المدينة في فجر الدعوة الإسلامية.

ولا تزال الدعوة تواجه صعوبات وعداوات في سبيل نشرها وترسيخ دعائمها، الأمر الذي جعل الأدباء يخوضون غمار الموضوع ليصوّروا لنا المظاهر بأقلامهم الحكيمة في أساليب أدبية شيقة ومثيرة.

ومن أبرز هؤلاء الأدباء أحد رواد الأدب الإسلامي في الرواية العربية المعاصرة الدكتور نيجب الكيلاني المصري، ذلك الأديب الكاتب المتميّز في أسلوبه وإيمانه وثباته في سبيل الدفاع عن الإسلام وأهله. وقد كانت روايته عمالقة الشمال من أبرز روايات عالمية عالج فيها الكاتب ظروف دولة إسلامية وما يجري فيها من القوى المضادة للإسلام فيها، وهي جمهورية نيجيريا الفيدرالية.

ولعل هذا من أبرز الأهداف في اختيار هذا الموضوع، لأن نيجيريا تعتبر عملاقة أفريقيا سكانا واستراتيجيا دينيا، وهي كالقلب في القارة، إن صلحت صلحت القارة، وإن فسدت – لا قدر الله – قد يتسبب فساد ما حولها.

ولأجل هذا وغيره أخذ الباحثان في معالجة هذه الرواية لتسليط الضوء على مراميها باحثا عن المشاكل وحلولها في مسير الدعوة الإسلامية في البلاد.

المبحث الأول: نبذة يسيرة عن الدكتور نجيب الكيلاني

1- مولده

ولد الدكتور نجيب عبد اللطيف إبراهيم الكيلاني في أول يونيو عام 1931م  في قرية شرشابة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية بمصر، وكان أول مولود يولد لأبيه وأمه، وعلى غرار عادة أهل الريف في هذا الوقت التحق نجيب الكيلاني بكُتَاب القرية في سن الرابعة، حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب وقدراً من الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة الرسول ، وقصص الأنبياء وقصص القرآن، وكانت أسرته تعمل بالزراعة، وكان منذ صغره يمارس العمل مع أبناء الأسرة في الحقول.[1]

2- تعليمه ونشأته

التحق بالمدرسة الأولية ثم مدرسة الإرسالية الأمريكية الابتدائية بقرية سنباط ثم قضى الثانوية في مدينة طنطا وأخيرًا التحق بكلية الطب بالقاهرة عام 1951م، وبعد تخرجه عمل بوظيفة “طبيب امتياز” في “مستشفى أم المصريين” بالجيزة عام 1961م ثم طبيباً ممارساً بقريته ثم انتقل ليعمل في وزارة النقل والمواصلات, وتسلم عمله في القسم الطبي بهيئة السكك الحديدية, ثم سافر إلي دولة الكويت ليعمل طبيباً هناك, وذلك في اليوم الحادي والثلاثين من شهر مارس 1968م ثم انتقل منها إلي دولة الإمارات العربية وقضى بها ما يقرب من ستة عشر عاما. تزوج الكيلاني عام 1960 من الأديبة الإسلامية “كريمة شاهين” شقيقة الأديبة الإذاعية المصرية “نفيسة شاهين” ورزق بثلاثة ذكور هم الدكتور جلال، والمهندس حسام، ومحمود المحامي، كما رزق بأنثى واحدة هي د. عزة.

اتصف ببشاشة الوجه وروح الدعابة والتواضع الجم، وهو الخطيب المفوه صاحب الفكر المتفتح يقول عنه أحد أبنائه تشعر بأن خلقه القرآن، يرى الخالق في كل معاملاته، يتحامل على نفسه من أجل إسعاد أهله وذويه ولم تكن طموحاته كبيرة في الدنيا لأنه كان يحمل قوة إيمان عميقة وتواضعا جم. تحمل الكيلاني آلام مرضه دون أن يبث همه وألمه لأحد حتى أقرب الناس إليه، فقد صبر على آلام الكبد الوبائي سي ثم آلام السرطان مستمسكًا بحبل الله وأنى له أن ييأس أو يخنع وهو الراضي بقضاء الله وقدره.

3- الكيلاني والإخوان

انضم نجيب الكيلاني لدعوة الإخوان في وقت مبكر من حياته حيث أثرت في أفكاره, ومعتقداته, وزودته بالكثير من المعارف, والعلوم الدينية, والدنيوية, وكان لها أبلغ الأثر في تكوين عقليته السياسية. بدأ الكيلاني التعرف على جماعة الإخوان المسلمين في مدينة زفتى من خلال الاحتفال الذي أُقيم بميت غمر احتفالاً بمناسبة الهجرة النبوية, وذلك عام 1948م وكان سبب التفافه حول هذه الجماعة؛ أنه وجد فيهم أسلوبا جديداً في الخطابة, والاحتفال بالمناسبات الدينية, فتفتح قلبه وعقله لما سمعه منهم, وكان مما لفت نظره الهتافات التي يرددونها, حيث كان من المألوف – في ذلك الوقت- أن أغلب الأحزاب يهتفون بحياة الزعماء, والأشخاص البارزين عندهم, ولكنه سمع في تلك الليلة هتافاً من نوع آخر سمع (الله أكبر ولله الحمد, الله غايتنا, الرسول زعيمنا, القرآن دستورنا, الجهاد سبيلنا, الموت في سبيل الله أسمى أمانينا).

كانت هذه المحاضرات التي يعقدها الإخوان المسلمون علي حد قوله:- ” أثرى وأقوى هذه المراكز في العطاء الفكري, والثقافي الموجه, فلقد كان الإخوان المسلمون يضعون برنامجاً حافلاً بالمحاضرات المختلفة, التي تضم الفكر, والأدب, والتاريخ, والسياسة, والاقتصاد, والتوعية الصحية، وكانوا يربطون بين هذه الموضوعات كلها برباط الإسلام , كما كانوا يقيمون المهرجانات الشعرية, والمسرح الإسلامي, والألعاب الرياضية” حتى قيل إنه تعرض للاعتقال أكثر من مرة، فبعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م اعتقل عبدالناصر كثير من الإخوان المسلمين وقدمهم للمحاكمة وحكم عليهم بأحكام متفاوتة، وترك أسرهم دون عائل فقام بعض الإخوة بجمع التبرعات من بعضهم وتقديمهم لأسر الإخوان المعتقلين في المحافظات ومساعدتهم في المعيشة فعلم نظام عبدالناصر بذلك فقام باعتقال كل من ساعد هذه الأسر وقدمهم للمحاكمة تحت مسمى تنظيم التمويل وكان نجيب الكيلاني أحد هؤلاء الذين اعتقلوا في يوم 7 من شهر أغسطس 1955 م, حيث سيق إلي السجن الحربي وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام إلا أنه حصل على عفو صحي وخرج بعد أن قضى بالسجن 40 شهرًا[2].

4- ـخاتمة المطاف :

إثر مرض عضال وافته المنيّة في مدينة طنطا في الخامس من شوال عام1415 هجري , الموافق السادس من مارس عام 1995 ميلادي[3]رحمه الله رحمة واسعة . هذه الجولات في حياة الكيلاني التي تميّزت بالهجرة من المحارم إلى المحامد , من الجهل إلى المعرفة, من ظلم الحكم إلى خارج الدولة , كان فيها أستاذا ومربيا ومؤلفا , وداعيا إلى الله, ومصلحا بقلبه ولسانه ويده, وترك خلفه تراثا ضخمة وعلما نيّرا وفكرا حكيما, وبحرا زاخرا عميقا يرتوي منه الحيران والعطشان .

5- أعماله الروائية:

مؤلفاته العلمية والثقافية: المجتمع المرضي، الإسلام والقوى المضادة، الطريق إلى اتحاد إسلامي، مدخل إلى الأدب الإسلامي، الإسلامية والمذاهب الأدبية، آفاق الأدب الإسلامي،الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق، تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية، لمحات من حياتي، سيرة ذاتية، إقبال الشاعر الثائر، شوقي في ركاب الخالدين، في رحاب الطب النبوي.[4]

المبحث الثّاني: خلاصة الرواية

إن رواية (عمالقة الشمال) تتطلع على وجه التحديد إلى دولة (نيجيريا[5]) الفيدرالية التي تعد إحدى الدول الأفريقية الغربية الكبرى،والتي تعتبر عمالقة الدول الإفريقية كلها    .(Giant of Africa)وتصف فترة بداية الاستقلال فيها عام (1960) وهي الفترة التي أخذت فيها الحركة التنصيرية تكيد للإسلام لكونه أول دين سماوي تعرفه دولة نيجيريا منذ القرن الثالث عشر الميلادي[6] ، في حين دخلت الديانة المسيحية هذه الديار عن طريق الاستعمار في أواخر القرن التاسع عشر ، وما انفكت  تنشر عقيدتها على أرضها , وتشوّه الدين الإسلامي في قلوب العباد , وكان من مخلفات تلك الحركة ودسائس الاستعمار ما أصاب الدولة من حركات انقسامية فاشلة , استشهد فيها بعض عمالقة الإسلام في شمال البلاد .

وتعد هذه الرواية لسانا صادقا في وصف تلك الفترة , وخلاصتها أن داعية اسمه (عثمان أمين) , بطل القصة , شمالي النشأة , يتّجر نحو الجنوب , ويمارس الدعوة الإسلامية مع التجارة في الأراضي الشرقية وبين قبائل (إيبو[7]) , كان له صديق اسمه (نور) , أدخله في صخب الحياة وضجيجها , والتقى بامرأة مسيحية من قبيلة (إيبو) كانت ممرضة في إحدى مستشفيات مدينة عثمان في الشمال , فتعلّقت به وهو عنها معرض , لكنّ الحب فوق المقاومة والإعراض , إذ وقع في حبّها , وبخاصة لما أسلمت الفتاة وغيّرت اسمها من (جاماكا)  إلى (سعيدة) , وتمّ الزواج بينهما في آخر الأمر, ولما اغتيل العملاق الإسلامي (أحمد بللو) رئيس المسلمين في الشمال , وكان عثمان لم يزل داعية إلى الله في الجنوب  ورجع هذا إلى منطقته , وكان شيخه (عبد الله) من الصوفية الأطهار , يرشدهم إلى القيام بالدعوة للحق وعدم كتمانها . وفي مظاهرات إيمانية ضد الباطل قبض على عثمان وجماعته , وأدخلوا السجن ومعهم شيخهم عبد الله , ولكنّ الحكومة أفرجت عنهم بعد أن انتهى الظلم والظلمة . فاستأنف (عثمان) دعوته في بقاع الأرض , وفي بعض القرى اعترض طريقه في الدعوة بعض قساوسة النصرانية , ولكن الله نصره عليهم , وانتصر الحقّ على الباطل.

المبحث الثالث: الداعية المسلم في مواجهة القوى المضادة

الدعوة لغة مأخوذة من فعل دعا يدعو , والدعاء كما ورد في لسان العرب[8] له معان عديدة , منها الاستغاثة لقوله تعالى :{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[9], أو العبادة كقوله :{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[10] . أو شهادة الحقّ في قوله تعالى :{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ }[11]. أما في اصطلاح علماء الدعوة الإسلامية فيقصد بها ” تبليغ وبيان لما جاء به الإسلام[12] , وإذا عرّفت دينا تكون : “النظام العام والقانون الشامل لأمور الحياة , ومناهج السلوك للإنسان التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم من ربه , وأمره بتبليغها إلى الناس , وما يترتب على ذلك من ثواب أو عقاب في الآخرة “[13]. وإذا عرّفت علما تكون ” العلم الذي به تعرف كافة المعاملات الفنية المتعددة الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق[14]  وهذه الدعوة الإسلامية سواء بنظريتها وتطبيقها بدأت رحلتها منذ أن بعث الله النبي آدم عليه السلام وبلّغ رسالته إلى أسرته الذين كانوا معه , وآمنوا به , ولم تزل هذه الرحلة إلى أن نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم قوله تعالى :  {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[15], فجمع قومه صبيحة يوم يدعوهم إلى الإسلام , وكان أول من اعترضه عمّه (أبو لهب) قائلا : تبّا لك ! ما جمعتنا إلا لهذا ؟ وأنزل الله فيه سورة اللهب .[16]  هذه هي الشجاعة التي ينبغي لكل داعية أن يلتزم بها في دعوته , ألا يتخوّف من الحاكم فيسكت عن حقّ وجب عليه التنبّه له , أو يرغب في جاه فيترك ما أمره الله أن يقوم به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ومنذ أن استأنف الرسول صلى الله عليه وسلّم رحلة إخوانه الأنبياء  الدعوية , لم يهن ولم يستكن , كابد في سبيلها كلّ المتاعب والمصائب , أنكره قومه فآذوه , ثم هاجر إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام فاستقبله أهلها بالحجارة والتأنيب , ولم يزل يمشي على شوك الأذى ويخطو على جمر العنت , يلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين , حتى أخرجوه من بلده مع الذين اتبعوه , ولم يكتفوا بإخراجه , بل حاربوه في غزوات عديدة . وعلى الرغم من هذه المشاكل والمعوّقات , فإن الرسول كان يسعى ليل نهار بين الناس يدعوهم إلى ربّه , وهكذا كان الصحابة من بعده , والتابعون لهم بإحسان.

إذن فالدعوة الإسلامية مهمة كل فرد مسلم لقوله تعالى :{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[17], وهذا الأمر خطاب لكل مسلم ومسلمة أن يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة , وإن كان بعض العلماء يرون أن الدعوة الإسلامية فرض كفاية وليست فرض عين , ويفسرون قوله تعالى :{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[18] أن كلمة (من) في قوله (منكم) تبعيضية , أي وليكن بعضكم يدعو إلى الخير . وبعضهم يرون خلاف ذلك [19], ويمكن أن تكون الدعوة فرض عين , لأنّ العلماء لم يختلفوا في أن كلّ مسلم يجب أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على حسب الطاقة , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , فذلك أضعف الإيمان)[20] , وقد تفسّر (من) في الآية السابقة بأنها تقصد التخصيص في الدعوة , أي أنها للجميع على قدر الطاقة , بعد أن تخصص فيها البعض منكم , ومهما يكن من أمر فإنّ الدعوة عمل جليل يجزى القائمون بها , وقد جاء في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قوله (.. لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. )[21]

المبحث الرابع: الحركات الهدامة:

أما الحركات الهدامة أو القوى المضادة , فقد تناول الكيلاني هذه المسألة ووعى مهمة الداعية المسلم , وفصّل فيها القول , وكشف عنها الغطاء في كتابه (الإسلامية والقوى المضادة) , حيث تحدث فيه عن المبشرين وتعصّبهم البغيض , والصهيونية ووسائلهم الخبيثة , والمادية والإلحادية وغيرهما من الفلسفات الهدامة , كما تحدث عن المستشرقين , وعلاقة الصليبية بالاستعمار , وغيرهم من أصحاب هذه القوى التي تعادي الإسلام , ويرى وجوب أن يتصدى لها كل مسلم , لذلك كانت روايته (عمالقة الشمال) التي قامت بدور مهم في توعية الأمة بأهمية الدعوة الإسلامية في مواجهة هذه الحركات الضالة المضلة.

وإذا نظرنا إليها مرّة أخرى من حيث المضمون نرى الهدف الذي جعل الكيلاني يتخذ هذا المكان من العالم الإسلامي أنموذجا تتمحور حوله , إنه (نيجيريا) الدولة التي عرفت الإسلام منذ فترة طويلة ,  والبقعة الإسلامية التي يهمّها من القضايا ما يهمّ بقية المسلمين في جميع أنحاء العالم , إن هذه الرواية تبرز جانب الدعوة الإسلامية أكثر من غيره , لتعكس أهميتها في مقاومة حركة التنصير والصهيونية , وأيضا في توحيد الصفوف , وتحسين أمور المسلمين .

منذ بداية الرواية كانت شخصية الداعية عثمان أمين قوية , وقد بدأت في الظهور منذ أن ناداه صديقه (نور) ليخرج معه إلى المدينة الجديدة , وهي حيّ في بلده تضم قبائل مختلفة ذات أديان متباينة , منهم المسيحيون والمسلمون والملاحدة , ولم يستطع مقاومة صديقه فقد استجاب لدعوته , وهناك التقى بحبيبة عمره , وهي مسيحية[22] , لكنّها أسلمت ليس لأجله بل بسببه , ويوم أن زارته وهو في السجن قالت له : لقد اعتنقت الإسلام . ذكرت له أنها بعد دراسة وسؤال عن حقيقة الإسلام وجدت إجابة شافية , وعن طريقه عرفت أن هناك نقصانا في عقيدتها وبعد مقارنتها بين الوثنية الأولى والنصرانية الثانية , وجدت أن الإسلام هو الحقّ .[23]

بدأ رحلته في الدعوة بعد أن أكمل مهمته التجارية في إحدى المدن الجنوبية , واتّجه مع صديقه (عبد الرحيم) إلى داخل أرض (إيبو) ليخوض مستنقعاتها وغاباتها داعيا إلى الله .

يقول عثمان : ” قال أحد رفاقي ـ وقد صحبته معي لحراسة القطيع واسمه عبد الرحيم :

ـ نحن نخاطر بأنفسنا .

ـ أعرف .

ـ فيم المغامرة ؟؟

ـ إن صوت الله يجب أن يسمع .

وشردت ببصري إلى بعيد وأنا أردد :

ـ أنا على موعد مع الجنّة .. حدثني شيخي عن جنة عرضها السماوات والأرض , تجري من تحتها الأنهار , وعن الصالحين الذين ينعمون بأروع ثواب .. برؤية الله , وأنا أرى الطريق جيدا … ولن أتراجع إلا إذا ترددت كلماتي في جنبات الغابات وسمعها البشر في أي موقع أنزل به .”[24]

لقد جمع هذا الداعية المخلص بين التجارة والدعوة , لكي لا يستهويه حطام الدنيا , أو جاه السلاطين , وكانت أمنيته جنة أعدها الله لعباده الصالحين , وإذا استطاع كل فرد مسلم في كل أرض نزل فيها أن يحذو حذوه فلا شكّ أن المسلمين اليوم لا يقعون تحت طائلة الذل والهوان .

وحينما نزل عثمان وصديقه بإحدى قرى قبائل إيبو فؤجئا بأنّهما في مهمة صعبة بعد وصولهما في حضرة زعيم القبيلة , يقول : ” الشيء العجيب الذي لفت نظري , هو أنه بعد ساعة من وصولنا فوجئنا بقدوم أحد المبشرين الأوربيين , الذي حيّ زعيم القبيلة أجمل تحية , ثم صافحنا وهو يقول :

ـ توم .. الأب توم .. يسعدني أن أرحب بكم

يتكلم من مركز القوة , كلماته تعني أن الأرض أرضه , والبيت بيته .”[25] منذ الوهلة الأولى أدرك عثمان أن المهمة وبخاصة في هذه القرية ستكون شاقة , وكاد أن يتركها إلى غيرها , , لأنّ هؤلاء المبشرين الأوربيين قد استولوا على مقدراتها , وبنوا فيها المدرسة والمستوصف , ولأنهم يقدمون المعونة لأصحابها ليلا ونهارا , مما جعل أهاليها يستمعون إليهم ويعتنقون دينهم . ومع ذلك صمّم على أداء مهمته المقدّسة في هذه القرية , ومواجهة المعركة بإيمانه القويّ , ونيته المخلصة , على الرغم مما تنذر به سماء الموقف من رعد وبرق وما ترمي به تلك الفئة من الحقد المسيحي , وخبائث أعمالها , وذات يوم جمعته و(الأب توم) حفلة صغيرة أقامها زعيم القبيلة , ولما همّ الزعيم ـ كعادتهم في إكرام الضيف ـ أن يقدم للداعية عثمان امرأة هدية , رفض قبولها في رفق وحكمة , وأخذ يشرح له آداب الإسلام ونظرته إلى المرأة حتى استطال به الكلام إلى نظرة الإسلام إلى الألوان والأجناس , والدنيا والآخرة , والأنبياء والرسل والكتب المقدسة , مما جعل الزعيم يستمع إليه بكل عقله ووجدانه , واعترف له أنه فهم منه أكثر مما فهم من ( الأب توم ) رغم أنهما كلّماه عن موضوع واحد , وغضب الأب توم وقال :

” الإسلام دين السوقة ورعاة الإبل والغنم .. إنه يخدع ضعاف العقول.”[26] ولم يندفع عثمان في الرد على قوله , فالآداب الإسلامية علمته الجدال بالتي هي أحسن , حتى لم يجد القسيس مخرجا غير الانصراف , والاستعداد لمقاومة عثمان الداعية والتصدي لدعوته التي ينشرها , وكان الله مع الصادقين حيث نجد عثمان يستأنف دعوته مطمئنّا نشطا بين أوساط القرية , يحدّثهم عن سلوك المستعمرين أيام الغزو , وكيف يسوقون الشعب كالعبيد , ويعاملونهم كالحيوانات , ويهددون إنسانيتهم , ثم يتدرج في الكلام إلى تعريفهم بحياة الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه وغزواتهم في سبيل نشر الحقّ , وتسامحهم مع من يخالفهم في الدين , وتعاملهم مع الناس كافة , فانجذبت له القلوب , ووصلت الأخبار إلى زعيم القبيلة , الذي تأثر بها كلّ التأثّر , وزاد الأب توم من شدة عدائه فسعى إلى اغتيال عثمان وصاحبه[27] إلا أن زعيم القبيلة قبض على الجاني , وهنا نجد عثمان يطلب من الزعيم أن يعفو عمن أراد اغتياله , مما زاد تأثر الزعيم به , وقال أمام جميع أهل القرية :

ـ ” أيها الأبناء لقد قررت أن أعتنق دين هذين الرجلين . يقصد بهما (عثمان ورفيقه)

وساد السكون، ثم التفت صوب عثمان قائلا:

ـ قم ولقّني الكلمات المقدسة..

وفي خضم هذا السكون العامر بالدهشة , وقف عثمان يلقنه الشهادتين باللغة العربية , وما أن انتهى .. حتى صاح الزعيم بالحاضرين:

ـ قفوا .. ورددوا الكلمات المقدّسة ..”[28]

هكذا أسلم أهل هذه القرية من قبائل (إيبو) إلا قليلا منهم . ولما أراد زعيم القبيلة أن يلزم الذين بقوا على نصرانيتهم باعتناق الإسلام أبى عليه عثمان , وشرح له قوله تعالى : {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[29] مما زاد الزعيم إيمانا بالإسلام وتصديقا لتعاليمه ومبادئه .

 والنظرة السريعة إلى مهمة هذا الداعية المسلم (عثمان) التي كللت بالنجاح الباهر , تؤكّد أن نجاحها يرجع إلى أمور عدة منها : قوّة الإيمان والثقة بالنفس بعد الاستعانة بالله والإخلاص له , ثمّ الصبر وحسن المعاملة , والجدال مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن , مثلما حدث لعثمان مع الأب توم . هذه هي بعض خصال الداعية الناجح في دعوته , والتي ذكر منها (البيانوني) :  الإيمان العميق بما يدعو إليه , والاتصال الوثيق بمن يدعو إليه , والعلم والبصيرة بما يدعو إليه , ثمّ العمل بالعلم والاستقامة في السلوك[30] . ومن الواضح أن هذه هي صفات (عثمان) نفسه التي حققت له النجاح في دعوته في هذه الرواية .

ومما يؤكّد هذه الرؤية أيضا قوله : ” كنت أسائل نفسي في الطريق إلى الشرق عن سر ذلك النجاح المذهل أو تلك المعجزة , ولم يكن هناك من تفسير لدي سوى أن النجاح على قدر صدق النية .”[31]

ولم يزل عثمان يدعو إلى سبيل ربّه يتجوّل في قرى الشرق النيجيري , وينتقل من قرية إلى أخرى , حتى بلغه خبر اغتيال الزعيم المسلم في الشمال (أحمد بللو ) فقفل راجعا إلى مدينته في الشمال , ليقع في يد الظالمين إثر اندلاع الثورة الشعبية للمطالبة بحرية البلاد وأمنها , ويزجّ بعثمان في السجن , وينظر حوله ليجد معه وراء القضبان أصحاب الحرية والوحدة والعدالة وحماتها , فصيّر السجن مدرسة يتدارس فيها مع إخوانه أوضاع الوطن السياسية والاقتصادية , ودسائس الأعداء الذين يتربّصون بهم الدوائر , ثمّ يتسع له المجال للدعوة والموعظة لما دخل شيخه عبد الله السجن , فيصلّون معه الجمعة , ويتعلّمون معارف الدين وحقائقه . وقد مكث في السجن حتى انهزم أعداء الدين , وانتصر الحقّ , وسقط الظالمون .

إذن فالدعوة الإسلامية هي سلاح قوي تؤثّر في العالم الإسلامي وبخاصة من أجل إصلاح ذات البين , وتقويم اعوجاج العالم أجمع لتعمّ الهداية كافة المعمورة , وهذا الذي يراه الكيلاني في روايته (عمالقة الشمال) فالطريق إلى مقاومة الاستعمار يكون بالموعظة الحسنة والحكمة البالغة والجدال بالتي هي أحسن , فضلا عن أنه قصد تنبيه العالم الإسلامي إلى ما يعانيه إخوانهم في هذه البلاد , من تحكم الأقلية الكاثوليكية وأعوانها , وما تتعرض له من محاولات انفصالية بين قبائلها المتكاثفة . وكان الكيلاني يرمي إلى شيء آخر أهم وأعظم , وهو تنبيه أهل هذا البلد أولا , والعالم الإسلامي ثانيا , إلى مهمة الداعية المسلم الذي وجد نفسه في مثل تلك الظروف , إنّ قيامه بالدعوة هي السبيل لتوعية الناس بالدين الإسلامي , لذلك يكشف لنا الكيلاني عن شخصية البطل (عثمان أمين) وحركته الدعوية , مع الصراعات الداخلية والخارجية , ومكايد الاستعمار والمسيحية ضد نجاح دعوته . 

المبحث الخامس:الخاتمة:

         وإذا كان الكاتب الإسلامي المخلص في كتابته يعتبر مجاهدا حيث يسخّر قلمه في سبيل الله , وكانت دعوته علما وعملا , وكلمة وسلوكا , أو هي ” كل كلمة طيبة وقول رشيد ورأي سديد وقلم نظيف , ومقالات هادفة , ومحاضرة بناءة , وموعظة حسنة , وتوجيه صالح , وعلم نافع , وكتاب مفيد وإذاعة طيبة .”[32] مدرسة إيمانية يرفع بها صاحبها لواء الإسلام إلى الآفاق , فإن هذه الرواية وغيرها من روايات الكيلاني الإسلامية تعتبر قلعة دعوية تنطلق منها حقائق الإسلام ومعارفه إلى قلوب قرائه , وهذا يؤكّد صحة اتجاهه الإسلامي في أعماله الأدبية. ولذلك كانت نتائج هذه الدراسة هي:

1-  أن الدكتور نجيب الكيلاني يعتبر كاتبا روائيا كبيرا وأن غايته من كتابة هذه الروايات هي إعلاء كلمة الله تعالى بأسلوب يجلب قلوب القراء.

2- وأنه أحسن اختيار عنوان القصة (عمالقة الشمال) قصدا به عمالقة الدول الإفريقيا كلها أي نيجيريا

3- وأنه أثب في خلال روايتها أن عملية الدعوة  كان يمارسها من قديم الزمان فرسان اليراعة الذين لا يخافون في مواجهة الكفر لومة اللائمين

4- وأنه أثبت في روايته أنه يمكن تصحيح أخطاء بكتابة الرواية ثم تقديمها إلى القراء. وتوصي الورقة الإكثار من مثل هذا الموضوع لنظهر هويتنا ونبرز الخصائص الإسلامية المكنونة المشحونة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإن كان عسيرا علينا ولكن بإيماننا القويم وصمودنا المتين سيكون سهلا يسيرا بنعمة من الله تعالى.

(الدكتور حامد محمود إبراهيم. كلّية آدم أوغي للتربية، مدينة أرغنغ، ولاية كب، نيجيريا. و الدكتور مرتضى الإمام أكييدي. قسم اللغة العربية، جامعة إلورن، إلورن نيجيريا)

قائمة المصادر والمراجع :

  1. نجيب الكيلاني، لمحات من حياتي , مؤسسة الرسالة، لبنان ـ بيروت، ط/1، 1985 ، القسم الأول .
    1. عبد الباسط سلامة عبد الباسط سباعي، الرواية التاريخية عند نجيبالكيلاني ,. https://ar.wikipedia.org/wiki
    1. حامد محمود إبراهيم،الاتجاه الإسلامي في روايات نجيب الكيلاني، رسالة ماجستير، كلية الدعوة الإسلامية بالجماهيرية العظمى، 2007م،.
    1. آدم عبد الله الألوري , الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفلاني , ط : 3 , 1978 , دون ذكر دار النشر والتاريخ
    1. عبد الفتاح مقار الغنيمي،  حركة المدّ الإسلامي في غرب نيجيريا، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة ـ مصر، د ـ ت .
    1. ابن منظور جمالُ الدين الأنصاريّ، محمد بنُ مكرم، لسان العرب ,  دار صادر – بيروت ط/2.
    1. محمد أبو الفتح البيانوني، المدخل إلى علم الدعوة , مؤسسة الرسالة , لبنان ـ بيروت، ط/ 3,  1995
    1. أحمد أحمد غلوش، الدعوة الإسلامية أصولها ووسائلها، الشركة العالمية للكتاب، لبنان ـ بيروت،  1987 .
    1. ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني، فتح الباري شرح صحيح البخاري ، المطبعة السلفية ومكتبتها،  القاهرة.
    1. حسن مسعود الطوير، الدعوة إلى الله تعالى على ضوء الكتاب والسنة, دار ابن قتيبة، لبنان، بيروت،  1992.
    1. أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، سنن النسائي , شرح الإمام السيوطي دار الكتب العلمية، لبنان ـ بيروت ، 1995.
    1. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي  صحيح مسلم , شرح النووي   مؤسسة المختار ، القاهرة ـ مصر   2001 .
    1. نجيب الكيلاني، عمالقة الشمال،  دار النفائس، لبنان ـ بيروت، ط/8، 1984.

List of sources and references:

  1. Najeeb Al-Kilani, Glimpses of My Life, Al-Resala Foundation, Lebanon – Beirut, first edition, 1985, Volume one.
  2. Abdul Basit Salama Abdul Basit Sibai, the historical novel by Najeeb Al-Kilani. https://en.wikipedia.org/wiki
  3. Hamid Mahmud Ibrahim, The Islamic Attitude in the Novels of Najeeb Al-Kilani, Master’s Thesis, Islamic Univerity, Jamahiriyatul uthma, Libya, 2007 .
  4. Adam Abdullah Al-Al-Ilory, Islam in Nigeria and Sheikh Uthman bin Fodiyo Al-Falani, third edition, 1978.
  5. Abdul-Fattah Makar Al-Ghunaimi, The Islamic Tide Movement in Western Nigeria, Nahdat Al-Sharq Library, Cairo – Egypt.
  6. Ibn Manzur, Jamal-Deen Al-Ansary, Muhammad bin Makram, Lisan-Arab, Dar Sadir – Beirut, 2nd edition,
  7. Muhammad Abul-Fathi Al-Bayanouni, The Introduction to the Science of Da’wah, Volume 3, Al-Resala Foundation, Lebanon – Beirut, 1995.
  8. Ahmad Ahmad Ghaluush, The Islamic Mission: Its Origins and Means, The International Book Company, Lebanon – Beirut, 1987.
  9. Ibn Hajar Al-Asqolaani, Ahmad bin Ali bin Muhammad Al-Kinani, Fathul -Baari, Sharhu Sohihil -Bukhari, Salafi Press and Library, Cairo.
  10. Hassan Mashood Al-Tuweer, The Call to God Almighty in the Light of the Book and the Sunnah, Dar Ibn Qutaiba, Lebanon, Beirut, 1992.
  11. Abu Abdur-Rahman, Ahmad bin Shuaib bin Ali Al-Khurasaany, An-Nasa’i, Sunan Al-Nasa’i, Sharhu Imam As-Suyuti, Darul-Kutub Al-Ilmiyya, Lebanon – Beirut, 1995.
  12. Abu Zakariya, Muhyi-Deen, Yahya bin Sharaf Al-Nawawi, Sahihu- Muslim, Sharhu Al-Nawawy, Al-Mukhtar Foundation, Cairo – Egypt 2001.
  13. Naugib Al-Kilani, Giants of the North, Eight Edition, Daru-Nafais, Lebanon – Beirut, 1984-

[1]– ينظر/ لمحات من حياتي ,  نجيب الكيلاني( لبنان ـ بيروت , مؤسسة الرسالة  , 1985) القسم الأول .

[2]– https://ar.wikipedia.org/wiki

[3] ـ ينظر : الرواية التاريخية عند نجيب الكيلاني , عبد الباسط سلامة عبد الباسط سباعي , مرجع سابق . ص : 10.

[4]– ينظر/ الاتجاه الإسلامي في روايات نجيب الكيلاني، حامد محمود إبراهيم، رسالة ماجستير، كلية الدعوة الإسلامية بالجماهيرية العظمى، 2007م، ص: 78.

[5] ـ نيجيريا دولة إسلامية إفريقية , تقع على الساحل الغربي لإفريقيا , وتضم أكبر عدد من السكان في القارة أفريقيا . ينظر : الموسوعة العربية العالمية , مرجع سابق . ج : 25 , ص : 610.

[6] ـ ينظر : الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفلاني , آدم عبد الله الألوري , ( ط : 3 , 1978 , دون ذكر دار النشر والتاريخ) ص : 31.

[7] ـ قبيلة إيبو , هي إحدى قبائل نيجيريا المشهورة , بعد الهوسا ويوربا , ويسكنون في القسم الشرقي من البلاد . ينظر : حركة المدّ الإسلامي في غرب نيجيريا , عبد الفتاح مقار الغنيمي  ( القاهرة ـ مصر , مكتبة نهضة الشرق , د ـ ت . ) ص : 235

[8] ـ ينظر : لسان العرب , ابن منظور , مرجع سابق . ج : 4 , ص : 359.

[9] ـ سورة البقرة , من الآية : 23 .

[10] ـ سورة الأعراف , الآية : 194.

[11] ـ سورة الرعد , من الآية : 14.

[12] ـ المدخل إلى علم الدعوة , محمد أبو الفتح البيانوني )  ط : 3 , لبنان ـ بيروت , مؤسسة الرسالة , 1995 .) ص : 14 .

[13] ـ الدعوة الإسلامية أصولها ووسائلها , أحمد أحمد غلوش ( لبنان ـ بيروت , الشركة العالمية للكتاب , 1987 . ) ص : 13.

[14] ـ المرجع السابق . ص : 15.

[15] ـ سورة الشعراء , الآية : 214.

[16] ـ ينظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري , مرجع سابق . ج : 8 , ص : 956.

[17] ـ سورة النحل , الآية : 125.

[18] ـ سورة آل عمران , الآية : 104.

[19] ـ ينظر : الدعوة إلى الله تعالى على ضوء الكتاب والسنة , حسن مسعود الطوير (  لبنان ـ بيروت, دار ابن قتيبة , 1992.) ص : 113 ـ 118 .

[20] ـ سنن النسائي , شرح الإمام السيوطي ( لبنان ـ بيروت , دار الكتب العلمية , 1995.) ج : 8  , ص : 81.

[21] ـ صحيح مسلم , شرح النووي  ( القاهرة ـ مصر  , مؤسسة المختار , 2001 .) مج : 8 , ص : 184.

[22] ـ  ينظر : عمالقة الشمال , نجيب الكيلاني ( ط : 8 ,  لبنان ـ بيروت, دار النفائس , 1984.) ص : 6 ـ 12 .

[23] ـ ينظر : عمالقة الشمال ,  المصدر السابق. ص : 100.

[24] ـ المصدر نفسه , ص : 44.

[25] ـ عمالقة الشمال , المصدر السابق . ص : 53 .

[26] ـالمصدر السابق . ص : 61

[27] ـ ينظر : عمالقة الشمال , المصدر السابق . ص : 70 ـ وما بعدها.

[28] ـ المصدر نفسه . ص : 73.

[29] ـ سورة البقرة , الآية : 256

[30] ـ ينظر : المدخل إلى علم الدعوة ,  البيانوني ,  مرجع سابق . ص : 155 وما بعدها .

[31] ـ عمالقة الشمال  , نجيب الكيلاني , مصدر سابق . ص : 75.

[32] ـ التخطيط للدعوة الإسلامية وأهميته , محمد الأحمدي أبو النور ( القاهرة ـ مصر , مكتبة وهبة , 1992 . ) ص : 21.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *