رئيس التحرير
“وإِنَّما الشِعرُ لُبُّ المَرءِ يَعرِضُهُ
عَلى المَجالِسِ إِن كَيساً وَإِن حُمُقا
وَإِنَّ أَشعَرَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُ
بَيتٌ يُقالَ إِذا أَنشَدتَهُ صَدَقا “(حسان بن ثابت)
الشعر وسيلة سهلة لتعبير خيال الانسان وأفكاره، وبالشعر يتحول في آفاق الخيال والأحلام والتأملات ويصل إلى عالم الوجود عن طريق عالم العدم. وأم الشعر العربي ازدهر منذ قديم الزمان. وترعرع منذ العصر الجاهلي والإسلامي حتى العصر الحديث.
وان المجتمع أو الامة الإنسانية تطورت حياتهم في كل عصور. وتأثرت هذه التطورات في حياتهم الأدبية أيضا. وأما بالنسبة الشعر العربي، كانت حركة الشعر الحر نقطة تحول في تيار الشعر العربي الحديث. وأثر رواد الشعر الحر أمثال نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبد الباسط الصوفي، صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمد الفيتوري، أمل دنقل، محمود حسن إسماعيل، محمود درويش، عبد الوهاب البياتي، فدوى طوقان وغيرهم في تطور الشعر العربي المعاصر إلى شكل جديد.
ثم عندما بدأت ثورة التكنولوجيا وفتحت أبواب العالم الافتراضي فتحت أمام القراء والشعراء مجالا ليتسلقوا إلى سماء الابداعيات والجماليات، فكان هذا سببا لانتشار الشعر وازدهاره حيث لم يسبق عليه زمن. وهذه الثورات الجديدة أثرت الشعر العربي في نصوصه وأساليبه، وألفاظه، وطرازه، والشعراء استغلوا من هذه الثورة.
فهذا العدد الجديد من مجلة اللغة يتضمن على دراسات مختصة بالشعر العربي الحديث. نتمنى لكم قراءة مفيدة. ونختم بقول أبي تمام.
ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت حياضك منه في العصور الذواهب
ولكنه صوب العقول إذا انجلت سحائب منه أعقبت بسحائب.