د. محمد إدسعيد
ملخص البحث:
مرامُ هذا البحث النظر في المفردة القرآنية باعتبارها مشكاة أقتم حُلكة، واستحالت الأقلام والنصوص قناديل بيانية تهدى إلى النفوس سنا يسكب في جوانحها أشهى رحيق، ولو حذقنا النظر منهجيا لألفينا الأمر يبدأ من أبسط عنصر أسلوبي، اللفظ المفرد، وفيه تمّةَ معجزة تفردت بها قدرة الله سبحانه وتعالى، وهو ما تفطن إليه “ابن الأثير” في معرض حديثه عن سمو المفردة ومكانتها، بقوله: “ومن عجيب ذلك أنك ترى لفظتين تدلان على معنى واحد، وكلاهما حسن في الاستعمال، وهما على وزن واحد وعدة واحدة، إلا أنه لا يحسن استعمال هذه في كل موضع تستعمل فيه هذه، بل يفرّق بينهما في مواضع السبك، وهذا لا يدركه إلا من دق فهمه وجل نظره. فالذي يبغي الولوج إلى فهم النص فهما صحيحا، لابد أن يحذق النظر في الألفاظ أولا، ثم اختيارها قبل النظم ثانيا، ثم النظر في سياقها و الغرض المقصود من ذلك الكلام على اختلاف أنواعه ثالثا. وهو مقصد البحث منتقيا مفردة من مفردات الوحي، إحصاء لمواردها، وتحليلا لصيغها وضمائمها، وتأويلا لحوافّها، إذ الألفاظ لا تفهم إلا بمراعاة ما قبلها وما بعدها، و إلا تسلخ من معناها المراد.
كلمات مفتاحية: المفردة، السياق، القلم، التوجيه، الدلالة.
مقدمة:
اعتنى العلماء قديما وحديثا بالمفردة القرآنية باعتبارها مشكاة أقتم حُلكة، واستحالت الأقلام والنصوص قناديل بيانية تهدى إلى النفوس سنا يسكب في جوانحها أشهى رحيق، ولو حذقنا النظر منهجيا لألفينا الأمر يبدأ من أبسط عنصر أسلوبي، اللفظ المفرد، وفيه تمّةَ معجزة تفردت بها قدرة الله سبحانه وتعالى، وهو ما تفطن إليه ابن الأثير في معرض حديثه عن سمو المفردة ومكانتها، بقوله: “ومن عجيب ذلك أنك ترى لفظتين تدلان على معنى واحد، وكلاهما حسن في الاستعمال، وهما على وزن واحد وعدة واحدة، إلا أنه لا يحسن استعمال هذه في كل موضع تستعمل فيه هذه، بل يفرّق بينهما في مواضع السبك، وهذا لا يدركه إلا من دق فهمه وجل نظره”[1]. فالذي يبغي الولوج إلى فهم النص فهما صحيحا، كان لزاما عليه أن يشتغل بالعلوم اللفظية ومنها: “تحقيق الألفاظ المفردة” إذ لا مناص لصاحب هذه الصناعة من أن النظر في أحوالها الثلاثة: “اختيار اللفظة المفردة فإنها تتخير وتنتقي قبل النظم، ثم نظم كل كلمة مع أختها المشاكلة لها، ثم الغرض المقصود من ذلك الكلام على اختلاف أنواعه”[2].
تبيانا لذلك، فإن البحث قد انطلق من إشكال مركزي مفاده هل يمكن دراسة المفردة القرآنية بمعزل عن [3]سياقها؟ وهل يمكن إصابة المفصل في التفسير القرآني دون النظر في مورد المفردة القرآنية؟
إنباء على ذلك فإن مدار الورقة هو النظر في مفردة “القلم” داخل النص القرآني، إحصاء لمواردها، وتحليلا لصيغها وضمائمها، وتأويلا لحوافّها، إذ الألفاظ لا تفهم إلا بمراعاة ما قبلها وما بعدها[4]، و إلا تنسلخ من معناها المراد. بهذا الاعتبار فإن الورقة كتبت على نفسها أن تتبع مفردة “القلم” في النص القرآني وأثرها في توجيه المعنى وفق أنوال ثلاثة: خُصص أولُها بالنظر في تتبع دلالتها في اللسان العربي وتطوره، وعُني الثاني باستقراء موارها وتحليل معطياتها، وتكفل الثالث بأثر السياق في توجيه المعنى. فتلكم أنوال ثلاثة إن التمس إليها رابع لم يوجد، وإن نقص منها ثالث لم تتمّ.
النول الأول: مدار المفردة في المعاجم العربية
1- الدلالة المعجمية
أما الاستدلال على الدلالة اللغوية لمفردة “القلم” في اللسان العربي فمكتفى فيه بأصيل المعاجم اللغوية، وحاصلها ما جاء في معجم العين للخليل، أنه يطلق على:
– جماعة، و طرف قضيب البعير. و قطع الظفر بالقَلمَيْنِ، ومنه القُلامةُ: كل ما يُقْلَمُ منه، مستشهدا بقول الشاعر:
لما أبيتم فلم تنجوا بمظلمة ***** قيس القُلامةِ مما جزه الجلم[5].
نص ابن قتيبة في رسالة “الخط والقلم” على تسمية القلم الذي يكتب به “…لأنه قلم وقطع ومنه قلمت أظفاري ومنه قيل قلامة الظفر لما يقطع منه. وقال غيره: يقال للشيء الذي يقلم به مقلم[6].
– ويأتي بمعنى السهم الذي يجال به بين القوم، كما في قوله تعالى: (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ)، أي سهامهم حيث تساهموا أيهم يكفل مريم[7]. “كما تسمى كل قصبة قطعت منها قطعة قلما، وكل عود نجر وعُلم رأسه بعلامة قلمٌ”[8]. ومن فقهها أنه “لا يُقَالُ للقلم (قلم) حتى يُبرى، وإلَاّ فهو قصبةٌ”[9].
– ويأتي بمعنى: “الكتابة التي تعرف بها الأمور الغائبة، وجعل القلم كناية عنها”[10]. مما يعني أن القلم أصبح يكتسي دلالة دينية جديدة اختصت بكتابة الأمور الغائبة عن البشر[11].
إضافة إلى ما تقدم فإن “القلم شجرة ثمرها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة، وفيه ريّ العقول الكامنة. وقال جبل بن زيد: القلم لسان البصر يناجيه بما ستر عن الأسماع. وقال ابن المقفّع: القلم بريد العلم يحث على البحر”[12].
يستخلص من هذا أن كل حاسّة تقلّم بقلم الحاسة، أي بها تميز الأشياء عن بعضها، فالعين تقلّم أي تفرز عن بعضها البعض، والأذن تقلّم الأصوات، واللسان يقلّم الذوق. هذا في الإنسان، وفي الحيوانات نجد البقرة
مثلا تتعلم، فهي تستطيع أن تميز ولدها، فهي تتعلّم. وقس على ذلك جميع الكائنات.
من هنا يفهم بأن القلم أساس المعرفة في الكون كله، و أساس التمييز، إذ بحواسنا نستطيع أن نقلّم بها عن العالم الخارجي، وهو الوسيلة الوحيدة للمعرفة الذي أراده الله تعالى أن يزودنا به في الكون كله. وعلى هذا يمكن الجزم بأن المعرفة لا تتم إلا بالتقليم، أي القلم. فالله تبارك وتعالى حين علم آدم الأسماء كلها علمها بالقلم، أي علم له سمات الأشياء الموجودة حوله وشخصها له، عرف أصواتها بالقلم، (وعلم آدم الأسماء كلها). حتى جعل البعض القلم هو العقل الأول إذ بواسطته تتم المعرفة، و لولاه لم يقم دين، ولم يصلح عيش.
حاصل ما تقدم أن القلم مشتق من التقليم والتسوية، ثم تطورت الدلالة إلى معنى الكتابة، وبعدها انتقلت إلى معنى العلم، ومعاني أخرى غيبية.
4- رمزية القلم في الثقافة العربية:
يعتبر القلم أهم وسيلة للكتابة في الجاهلية رغم انتشار الأمية في وسطهم، يكفي هنا سوق قول الشاعر المرقش:
الدار قفر والرسوم كما *** رقش في ظهر الأديم قلم
وقول أمية بن أبي الصلت:
قوم لهم ساحة العراق إذا *** ساروا جميعا والقط والقلم[13]
وهو ما يترجم لنا أن القلم في الثقاة الجاهلية يعد رمزا للمعرفة، وقد وصف الدكتور ناصر الدين الأسد بأن الحديث فيه “طويل، ولو أردنا ما ذكره ابن قتيبة وابن النديم والصولي وابن السيد البطليوسي والقلقشندي في وصفه وأنواعه لملأنا صفحات”. مضيفا في وصفه إياه “والقلم في الجاهلية كما تصفه هذه النصوص مصنوع من القصب، فيقط أو يبرى ثم يغمس في مداد الدواة ويكتب به”[14].
ذكر ابن العربي أن “الأقلام في الأصل ثلاثة: القلم الأول: كما ثبت في الحديث: “أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان وما يكون إلى يوم الساعة، فهو عنده في الذكر فوق عرشه”. وهو ما نص عليه أبو الحسن الْحَرَالِّي بأنه “مظهر الآثار المنبئة عما وراءها من الاعتبار”[15]. اعتبار ما كان وما سيكون إلى يوم النشور. القلم الثاني: ما جعل الله بأيدي الملائكة يكتبون به المقادير والكوائن والأعمال، وذلك قوله تعالى: (كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)[16]. خلق الله لهم الأقلام، وعلمهم الكتاب بها. القلم الثالث: أقلام الناس، جعلها الله تعالى بأيديهم يكتبون بها كلامهم، ويصلون بها إلى مآربهم، والله أخرج الخلق من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا، وخلق لهم السمع والبصر والنطق”[17]. ورد في تفسير “سورة القلم” أنه على نوعين: أحدهما القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ، وعلى هذا فالضمير في “يسطرون” للملائكة. والآخر: أنه القلم المعروف عند الناس أقسم به الله تعالى لما فيه من النافع والحكم”[18]. تعظيما “لقيمته، وتوجيه إليه، في وسط الأمة التي لم تكن تتجه إلى التعلم عن هذا الطريق، وكانت الكتابة فيها متخلفة ونادرة، في الوقت الذي كان دورها المقدر لها علم الله يتطلب نمو هذه المقدرة فيها، وانتشارها بينها، لتقوم بنقل هذه العقيدة وما يقوم عليها من مناهج الحياة إلى أرجاء الأرض. ثم لتنهض بقيادة البشرية قيادة رشيدة. وما من شك أن الكتابة عنصر أساسي في النهوض بهذه المهمة الكبرى[19]. واعتبره القلقشندي بأنه” أشرف آلات الكتابة وأعلاها رتبة. إذ هو المباشر للكتابة دون غيره من آلات الكتابة كالأعوان، بقوله تعالى: (ن والقلم وما يستطرون) والدواة هي المناسبة لذكر القلم وتسطير الكتابة، وهي أم آلات الكتابة”[20]. وعلى هذا التأويل فالضمير في “يسطرون” لبني آدم[21]. وفي ذلك إشارة إلى أن نعمة التعليم أكبر نعمة وخص من التعليمات الكتابة بالقلم لما فيها من تخليد العلوم ومصالح الدين والدنيا”[22]. فلما كانت القراءة أهم شيء جاء به الوحي، كان لا بد أن تحمل معه أهم وسيلة لها، وهي الكتابة، وللكتابة أعظم وسيلة، وهو القلم. تبيانا لذلك نقل الثعالبي عن ابن هيثم: أن من جلالة “القلم أنّه لم يكتب لله تعالى كتاب إلّا به لذلك أقسم الله تعالى به. وقيل: الأقلام مطايا الفطن ورسل الكرام. وقيل: القلم الظلم الأكبر. وقيل: البيان اثنان: بيان لسان وبيان بنان، وفضل بيان البنان أنّ ما تثبته الأقلام باق على الأيام، وبيان اللسان تدرسه الأعوام. وقال الشاعر:
إن يخدم القلم السيف الذي خضعت *** له الرقاب ودانت دون حذره الأمم
فالموت والموت لا شيء يغالبه *** ما زال يتبع ما يجرى به القلم
كذا قضى الله للأقلام مذ برئت *** أن السيوف لها مذ أرهفت خدم”[23].
ليس القصد هنا تتبع خصائص القلم في التراث العربي، فذاك أمر يطول ذكره، ويخرج البحث – إن تتبعناه- عن أمِّها. بل المرام بيان أنه “رمز التوثُق العلمي الذي قيل: إنه لم يكن من إلف الثقافة الجمعية أوَانَئذٍ، وإذا وضعت المعرفة فشت الأساطير، ومثارات التوهم، وما ضارعهما، فكأن “القلم” و “السطر” ب- وقد تقدما نفي “الجنون”- بمنزلة تقدّم الوسيلة على المقصد، فأنى يشتبه “الجنون برسالة عالمة، زمرها القلم؟”[24].
بناء على كلام الدكتور سيدي محمد الفرجي ألاحظ أمرين: أولا: أن تقدم “القلم” على “السطر” تقدم المعرفة في الكون باعتبارها رمزا للنور، وأن القلم وسيلة للتبليغ، ورمز للمعرفة، ومفتاح للوعي، وهو بداية الطريق إلى العلم، وآلية للقراءة، بدليل قوله تعالى: (اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم).
ثانيا: أن القلم أساس المعرفة في الكون كله، وأساس التمييز، إذ بحواسنا نستطيع أن نقلّم بها عن العالم الخارجي، وهو الوسيلة الوحيدة للمعرفة الذي أراده الله تعالى أن يزودنا بها في الكون كله. وعلى هذا فيمكن الجزم بأن المعرفة لا تتم إلا بالتقليم، أي القلم. مستحضرا دوره في الإبانة عن المعاني، وقديما أو قعوا اسم اللسان على القلم، فقالوا: “الأقلام ألسنة الأفهام”، وشاركوا بينهما في الاسم فقاولوا: القلم أحد اللسانين”[25].
النول الثاني: موارد “القلم” في النص القرآني الصيغ والمداليل
جاء في “نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر” أن القلم يقال ويراد به الذي يكتب به. ويقال ويراد به القدح وهو السهم وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ: فَمع الأول: قَوْله تَعَالَى: (نون والقلم وَمَا يسطرون) ومنه (علم بالقلم). وَمن الثَّانِي: قَوْله تَعَالَى: (إِذْ يلقون أقلامهم)[26]. قد تضاربت أقوال الفسرة في تحديد معنى القلم فقيل: الأزلام، وقيل الأقلام التي للكتابة، وهو ما رجحه أبو حيان أن “الظاهر أنها الأقلام التي للكتابة. فاختاروها للقرعة تبركا بها. مضيفا أن الإلقاء هنا للرمي والطرح[27]. أما معنى قوله (إذ يلقون أقلامهم) فهي “نفي المشاهدة، وإن كانت منتفية بالعلم ولم تنتف القراءة والتلقي، من حفاظ الأنباء على سبيل التهكم بالمنكرين للوحي، وقد علموا أنه ليس ممن يقرأ، ولا ممن ينقل عن الحفاظ للأخبار، فتعين أن يكون علمه بذلك بوحي من الله تعالى إليه”[28].
قد يسأل سائل عن صورة القلم الذي أمر الله تعالى نبيه أن يتعلم به، هل يقصد القلم المتعارف عليه حاليا أم
يقصد شيئا آخر؟ . قسم ابن العربي الأقلام إلى صور ثلاثة: بقوله: “الأقلام في الأصل ثلاثة:
القلم الأول: كما ثبت في الحديث: “أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان وما يكون إلى يوم الساعة، فهو عنده في الذكر فوق عرشه”.
القلم الثاني: ما جعل الله بأيدي الملائكة يكتبون به المقادير والكوائن والأعمال، وذلك قوله تعالى: (كراما كاتبين)[29]. (يعلمون ما تفعلون) [30]. خلق الله لهم الأقلام، وعلمهم الكتاب بها.
القلم الثالث: أقلام الناس، جعلها الله تعالى بأيديهم يكتبون بها كلامهم، ويصلون بها إلى مآربهم[31]. لتحديد موارد “القلم” في النص القرآني وصيغه ومداليله لابد من إحصاء موارده ووصف أشكال ذي الموارد، صيغا واشتقاقا، وحين أمعن النظر في تلك الموارد تبدى لائحا أن مدارها لا تخرج عن دلالتين: أولاهما: أنه يطلق “ويراد به آلة الكتابة. وثانيهما: أنه يراد به القدح وهو السهم. وهو ما سيوضحه الجدول الآتي:
الصيغة | السورة | حجم الورود |
أقلامهم | آل عمران | 1 |
أقلامٌ | العنكبوت | 1 |
والقلم | القلم | 1 |
بالقلم | العلق | 1 |
يوضح الجدول موارد القلم في تضاعيف النص القرآني، واشتقاقاته، حيث وردت كل صيغة مرة واحدة، دون تكرار الصيغة نفسها، بما مجموع ورودها أربع مرات موزعة بين التعريف بالإضافة (أقلامهم)، وبين التنكير (أقلام) وبين التعريف بأل، (القلم) مرتين، مرة واحدة وردت مجرورة بواو، في سياق القسم (ن والقلم)، وأخرى مجرورة بالباء (علم بالقلم) في سياق التعليم.
ففي آل عمران[32] ورد بصيغة جمع مكسّر، المتصل بضمير الجمع وذلك في الآية (44) (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ). وفي سورة لقمان[33] ورد بصيغة جمع مكسّر، وذلك في الآية (27). (وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). وفي سورة القلم[34] ورد بصيغة الاسم، المجرور بواو القسم وذلك في الآية (1). (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ). وفي سورة العلق:[35] ورد بصيغة الاسم المتصل بحرف جر “الباء”، وذلك في الآية (4). (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). حاصل هذه الموارد من حيث كمها وصيغها والمجال الذي تنتمي إليه يجمله الجدول الآتي:
موضع الورود | حجم الورود | شكل الورود | |
المجال | السورة والآية | ||
المكي | لقمان الآية 27. | 1 | (أقلام) |
القلم الآية 1 | 1 | (القلم) | |
العلق الآية 4 | 1 | (القلم) | |
المدني | آل عمران الآية 44 | 1 | (أقلامهم) |
المجموع | 4 |
- تحليل معطى الورود وشكل الورود:
فالنظر في تلك المعطيات التي يحويها الجدول يلحظ أن موارد ذكره في الكريم نزرٌ، حيث لا يتجاوز أربع مرات موزع على أربع سور، ورد مرة واحدة في كل سورة، ثلاثٌ مكية، و رابعٌ مدنية، في ثنتين جاء جمعا (أقلام)، إلا أنه في آل عمران جاء مضافا إلى الضمير (أقلامهم)، وفي لقمان، جاء منونا، (أقلامٌ)، وهو ما يبين اختلاف دلالته في الموردين، وهو ما سيتضح في ما بعدُ في تحليل المعاني والدلالات. وأخريين جاء مفردا محلى بأل، (القلم)، إلا أنه في سورته – سورة القلم- ورد مجرورا بواو القسم[36]. وفي سورة العلق ورد مجرورا بالباء، “بالقلم”، ففي الأولى إشارة إلى الكتابة الغيبية، وفي الثانية إشارة إلى علاقته بالتعلم.
2- تحليل المعاني والدلالات:
يقود النظر العميق في كل موارد “القلم” في النص القرآني إلى مجموعة من الدلالات التي يمكن إجمالها في ما يلي: في سورة آل عمران يدل على معنى الاستهام والمقارعة بالأقلام فكفلها “قلم” زكرياء. كما نص على ذلك كتب التفسير. فجاء متصلا بالضمير “أقلامهم” العائد على المقارعين. أما في سورة لقمان فقد ورد جمعا مكسرا منونا “أقلام”، دالا على أن أشجار الأرض لو بُرِيَت أقلامًا[37] ما نفدت كلمات الله. فسياق الآية أنه تعالى يدعونا إلى أن نتصور الأرض كله شجر، والأشجار كلها أقلام، “مع ما يتميز به الشجر من تجدد مستمر، وتكرر دائم يجعل من الأشجار ثروة لا حصر لها ولا تنتهي، وتصورنا ماء البحر مدادا يكتب به إلا أن ماء البحر منذ خلقه الله تعالى محدود ثابت لا يزيد ولا ينقص[38] ما نفد كلام الله. وفي الآية قرائن اللفظية تبين دلالة “القلم”، مثل: الأرض، الشجرة، والبحر، كلها قرائن لفظية توجهه إلى معنيين: أن “أقلامهم مع الجرية، وأصعد “قلم” زكرياء يغالب الجرية فذهب بأقلامهم غير “قلم” زكرياء، فكفلها. وقيل: هي أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة.” وقيل: هي السهام التي يقترع بها”[39]. أما في سورة القلم فتبين بشكل جلي رمزية القلم، وعظمته، حيث السورةُ الوحيدة التي أقسم الله بها بالقلم، لعظم شأنه، ولأن به يستقيم أمر الدين والدنيا. قال قتادة: القلم نعمة من اللّاه عظيمة لولاه لم يستقم دين ولم يصلح عيش. ويقال: أول ما خلق اللّاه تعالى القلم يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة[40]. إضافة إلى ذلك نجده مقدما على قوله (وما يسطرون) فيه دلالة على أن التعظيم التي اكتسبها القلم تعظيمٌ لنتاجه، وهي أن المعرفة، قياد الأمة نحو النور، نحو الطريق إلى الكتابة. وهو ما تفصح عنه السورة الأولى نزولا، وهي سورة العلق، بقوله “علم بالقلم”، فالباء هنا للاستعانة أي، التعليم لا بد فيها من القلم، فلا تعليم بلا قلم، ولا قراءة بدون التعلم، فكان القلم من المواد التي ارتبطت بالكتابة مند القديم، وهو ما يعتبره القلقشندي أن “آلة اللفظ اللسان، وآلة الخط القلم، وكل منهما يفعل فعل الآخر في الإبانة عن المعاني، إلا أن اللفظ لما كان دليلا طبيعيا جعلت آلته آلة طبيعية، والخط لما كان دليلا صناعيّا جعلت آلته آلة صناعيّة؛ ولما تقاسمت الآلتان الدلالة نابت إحداهما مناب الأخرى فأوقعوا اسم اللسان على القلم فقالوا: الأقلام ألسنة الأفهام، وشرّكوا بينهما في الاسم فقالوا: القلم أحد اللّسانين”[41]. أما في سورة العلق فقد جاء القلم مجرورا بالباء الدالة على الإلصاق، كأن التعليم لصيقة به، فلا تتم إلا به، وفي القراءة الشاذة لابن الزبير رضي الله عنهما، (عَلَّمَ الخَطَّ بالقلم)[42]. فيها تقييد بالخط، كأن وظيفة القلم هي الخط.
فالناظر أيضا في مجال الورود يلحظ أنه في القرآن المدني يدل القلم على معنى الاقتراع، كما في آل عمران، إذ نجد أنهم تساهموا على مريم “بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي أيهم يكفلها[43]. ففهم الأخفش من “القلم” هنا أنَّ ” كل ما كان من طلب العلم فقد يقع بعده الاستفهام[44]. أما في القرآن المكي فيدل على معنى الكتابة والتعلم. بهذا المعنى يكون مفهوم “القلم” من المفاهيم القرآنية القليلة ورودا، لكنها عميقة في وظيفتها أن صلاح المجتمع رهين بصلاح “القلم”، فالقرآن نفسه حفظ بالسطور بعد الصدور، ولولا القلمُ لما وصلَ علمُ الأولين إلى الآخِرين، ولما قدمه الله على السطور في قوله: (وما يسطرون)، واقترنه بالقراءة والتعليم (علم بالقلم)، وهو أن الله جعل القلم مصدرا لمعرفة الإنسان، فعلمه به ما لم يكن يعلمه.
3- أثر السياق في توجيه دلالة مفردة “القلم” في النص القرآني
تجدر الإشارة إلى أن المفردة القرآنية لها خصوصية خاصة، لا يمكن أن تقوم مقامها مفردة أخرى، ولو كانت قريبة منها من جهة الاشتقاق. والسياق من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته. وهو أيضا طريق يتوصل به إلى النظر في مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها، واستعمالها بحسب السياق[45]. إن الدلالة التي تحملها مفردة “القلم” داخل السياق القرآني يقتضي تحليل جميع الصيغ، مع استحضار ما يحتف بها من القرائن، رغم أن حضوره لا يتجاوز أربع مرات، مرة واحدة في كل سورة. ولو تأملنا في الصيغة التي ورد بها “القلم ” في ذي السورة لوجدنا أنه الموضع الوحيد في القرآن الذي ورد به متصلا بحرف “الباء” التي تفيد الاستعانة، كأن وحي محمد في تبليغه للناس لابد من القلم، لأنه الوسيلة الوحيدة التي لا تتم المعرفة إلا به، وبعبارة أخرى فالقلم مذكور في السورة الأولى من القرآن، فبمجرد أن ذكرت القراءة، إلا وذكر معها القلم، إشارة إلا أن الانسان لا يمكن أن يتعلم القراءة إلا به، حيث لم أظفر في القرآن بواسطة أخرى للتعلم دون القلم، (الذي علم بالقلم). وقد وجّه أبو حيان دلالة الباء في قوله “علم بالقلم” على أنه حين تعلق الأمر بالعلم الكسبي، عبّر الكريم بـ”الباء”، وحين تعلق الأمر بالعلم الإلهي الوهبي وظف “ماء” الدالة على الإبهام “علم الإنسان ما لم يعلم”. وحذف المفعولان في قوله تعالى: (الذي علم بالقلم) [46] لأن المقصود إسناد التعليم إلى الله تعالى. وقدر بعضهم الذي علم الخط بالقلم[47]. و استنبط منه السيوطي على أن نعمةَ التعلمِ أكبر نعمة. فجاء قوله تعالى (علم بالقلم) تفسيرا لقوله وربك الأكرم[48]. وذهب بعض المعربين إلى حمل الباء على الإلصاق، نحو كتبت بالقلم، أي: التصقت الكتابة بالقلم[49] وفي المسألة وجه آخر تعضده قراءة من قرأ: (عَلَّمَ الخَطَّ بالقلم) أي علم الكتابة بالقلم فحذفت الكتابة للعلم به[50]. وقال صاحب النظم: مفعول قوله: (علم بالقلم) محذوف، فلما ذكر قوله: (علم الإنسان ما لم يعلم) انتظم بقوله: (علم بالقلم) على تقدير الذي علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم؛ وكرر فعل (علم) توكيدا[51]. وفي ذلك إشارة إلى أن الإنسان يتعلم بالقلم ما علمه وما لم يكن يعلمه، فناسبت “الباء” العلم الكسبي، وناسبت “ما” العلم الوهبي. يستنبط من توجيه حرفي “الباء”، و “ماء” دلالة أخرى، أنه حين تعلق الأمر بعلم الكسبي، عبر الكريم بـ “الباء” و “القلم”، وأضمر لفظ الإنسان، كأنه لا يتعلم إلا بالقلم. وحين تعلق الأمر بعلم الوهبي جاء التعبير بـ”علم الإنسان ما لم يعلم”، فيه ذكر لفظ “الإنسان” مرفوعا على الفاعلية و أقامت “ما” مقام “الباء” الدالة على العموم، وختمت العبارة بالفعل نفسه “لم يعلم” مجزوما. وبعبارة أعلق أن الأمر حين يتعلق بعلم الكسبي جاء التصريح بالقلم، لما له من علاقة بالعلم والتعلم. وحين يتعلق الأمر بالعلم الغيبي جاء التعبير بـ “ما” الدالة على الإبهام، (علم الإنسان مالم يعلم)، وقد ورد في كتاب “الزينة” لأبي حاتم الرازي أن “القلم أحد المراتب أو الوسائل التي يأخذ الني صلى الله عليه وسلم الوحي عن طريقها، ومنها: أنه خلق قبل العرش، ومنها أن القلم يعد من الغيبيات، ولا يعرف منها ماله علاقة بالعلم والتعليم[52]. فجاءت الأقلام في سياق ذكر ما في السماوات والأرض، على أن حدود ملكه وخزائنه وقدرته تعالى لو جُعلت الأرض أقلاما والبحر يمده من يعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله وعجائب قدرته”[53]. و في الكشاف: فإن قلت: لم قيل مِنْ شَجَرَةٍ على التوحيد دون اسم الجنس الذي هو شجر؟ قلت: أريد تفصيل الشجر وتقصيها شجرة شجرة، حتى لا يبقى من جنس الشجر ولا واحدة إلا قد بريت أقلاما”[54]. وجاء في البحر المحيط: ” وفي هذا الكلام من المبالغة في تكثير الأقلام والمداد ما ينبغي أن يتأمل، وذلك أن الأشجار مشتمل كل واحدة منها على الأغصان الكثيرة، وتلك الأغصان كل غصن منها يقطع على قدر القلم، فيبلغ عدد الأقلام في التناهي إلى ما لا يعلم به، ولا يحيط إلا الله تعالى”[55].
خاتمة البحث:
قد استخلص البحث لخاتمته أن مفردة القلم في النص القرآني قد تنوعت دلالتها بتنوع أسيقتها، وأن عدد وروها هي أربع مرات بصيغ مختلفة، ففي سورة آل عمران يدل على معنى الاستهام والمقارعة بالأقلام، فجاء متصلا بالضمير “أقلامهم” العائد على المقارعين. أما في سورة لقمان فقد ورد جمعا مكسرا منونا “أقلام”، دالا على أن أشجار الأرض لو بُرِيَت أقلامًا، ما نفدت كلمات الله، كما دل عليه سياق الآية، والقرائن اللفظية كما تقدم في البحث. أما في سورة القلم فتبين بشكل جلي رمزية القلم، وعظمته، حيث السورةُ الوحيدة التي أقسم الله بها بالقلم، لعظم شأنه، ولأن به يستقيم أمر الدين والدنيا. قال قتادة: القلم نعمة من اللّاه عظيمة لولاه لم يستقم دين ولم يصلح عيش. وهو الموضع الذي أفاد فيه التعظيم، تعظيمٌ لنتاجه، وهي أن المعرفة، قياد الأمة نحو النور، نحو الطريق إلى الكتابة. فتوصل البحث إلى أن القلم من المواد التي ارتبطت بالكتابة مند القديم، فإذا كان اللفظ “آلة للسان، فإن القلم آلة للخط، وكل منهما يفعل فعل الآخر في الإبانة عن المعاني. أما في سورة العلق فقد جاء القلم -من الناحية النحوية- مجرورا بالباء الدالة على الإلصاق، كأن التعليم لصيقة به، فلا تتم إلا به، وفي القراءة الشاذة لابن الزبير رضي الله عنهما، (عَلَّمَ الخَطَّ بالقلم). فيها تقييد بالخط، كأن وظيفة القلم هي الخط.
وعليه فإن مفهوم “القلم” من المفاهيم القرآنية القليلة الورود، لكنها عميقة في وظيفتها، لكون المجتمع رهين بصلاحها، فإن أُحسن توظيفها عادته عليه بالصلاح، وإن حصل العكسن كانت النتيجة عكسية، فقد قدمها الكريم بالسطور على المسطور، (ن والقلم وما يسطرون)، كما اقترنها بالقراءة والتعليم (علم بالقلم)، مما يدل على أنها مصدر لمعرفة الإنسان، فعلمه به ما لم يكن يعلمه. ولولا القلمُ لما وصلَ علمُ الأولين المتأخرين.
قائمة المصادر و المراجع:
- القرآن الكريم برواية ورش: أحكام القرآن، القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري، راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطان دار الكتب العلمية، بيروت. ط.3. 1420هـ. 2003م.
- البحر المحيط في التفسير، أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، تح: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، الطبعة: 1420 هـ.
- البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه، ط.1. 1957م،
- تأصيل الكلمات في كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي، علي جاسم جثير عودة، جامعة فيلادلفيا، كانون الثاني، 2016م.
- التسهيل التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي، تح: د. عبد الله الخالدي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، ط.1. 1416ه.
- التطور الدلالي لألفاظ الكتابة ولوازمها في القرآن الكريم، رنا عقلة مزعل المرازيق، (رسالة الماستر) جامعة جرش الأهلية كلية الآداب، 2013م.
- التَّفْسِيرُ البَسِيط، أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري، (أصل تحقيقه في (15) رسالة دكتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم قامت لجنة علمية من الجامعة بسبكه وتنسيقه)، عمادة البحث العلمي. ط.1. 1430ه
- تفسير الشعراوي محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، (د. ط- د. تاريخ) ، 1997م.
- تفسير مقاتل بن سليمان، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى، تحقيق، عبد الله محمود شحاته، دار إحياء التراث، بيروت، ط.1. 1423ه.
- الخليل بن أحمد، معجم العين، المحقق: د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال.
- دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبد الخالق عضيمة، تصدير: محمود محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة (د. ط).
- رسالة الخط والقلم، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، (د.ط/ د تاريخ).
- السياق في القرآن وأثره في التفسير، دراسة نظرية وتطبيقية من خلال تفسير ابن كثير، عبد الرحمان عبد الله سرور جرمان المطيري، (رسالة الماستر في التفسير وعلوم القرآن) جامعة أم القرى، السعودية،
- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، نشوان بن سعيد الحميرى اليمني، تح: د حسين بن عبد الله العمري، / د يوسف محمد عبد الله، دار الفكر المعاصر، بيروت. ط1. 1420هـ. 1999 م.
- صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، القلقشندي، دار الكتب العلمية، بيروت.
- على طريق التفسير البياني، فاضل صالح السامرائي، كلية الآداب والعلوم، قسم اللغة العربية، جامعة الشارقة، 2004م.
- الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، المنتجب الهمذاني، حقق نصوصه وخرجه وعلق عليه: محمد نظام الدين الفتيح، دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، ط.1. 1427هـ.
- الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، المنتجب الهمذاني، حقق نصوصه وخرجه وعلق عليه: محمد نظام الدين الفتيح، دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، ط.1. 2006م.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، أبو القاسم محمود بن عمرو الزمخشري، دار الكتاب العربي – بيروت، ط.3. 1407ه.
- الكشف والبيان عن تفسير القرآن، أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، ط.1. 2002م م.
- لباب التفاسير، أبو القاسم محمود بن حمزة الكرماني، تحقيق: أربع رسائل دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ابن الأثير، تح: أحمد الحوفي، بدوي طبانة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة ـ القاهرة.
- محرر الوجيز، ابن عطية، المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1. 1422ه.
- معانى القرآن أبو الحسن الأخفش، تحقيق: الدكتورة هدى محمود قراعة، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط.1. 1990م،
- معترك الأقران في إعجاز القرآن، جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت ط.1. 1988م.
- مفاتيح الغيب، الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1.2000م.
- مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل، الحَرَالِّيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، تصدير: محمد بن شريفة، عضو أكادمية المملكة المغربية، تقديم وتحقيق: محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي – الرباط، ط.1. 1997 م.
- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، تح: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، الدار الشامية، دمشق بيروت، ط.1. 1412 هـ.
- موارد الجنون في الخطاب القرآني الأسيقة والمداليل، الدكتور محمد الفرجي، كتاب جماعي “خطاب الجنون في التراث العربي والغربي، مقاربات لغوية وثقافية”، تنسيق د. هشام فتح- د. حسين أيت مبارك/ تقديم د. عادل عبد اللطيف، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، ومركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة.
- نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، تح: محمد عبد الكريم كاظم الراضي، مؤسسة الرسالة – لبنان/ بيروت ط.1. 1404ه.
- الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي، تح: مجموعة من الباحثين، بإشراف أ. د: الشاهد البوشيخي، جامعة الشارقة، ط.1. 2008م.
- موقع إلكتروني
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=210&ID=1130
[1]- ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تح: أحمد الحوفي، بدوي طبانة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة ـ القاهرة. ج1/ ص150.
[2]– المرجع نفسه ج1/ ص149.
[3] المرجع نفسه ج1/
[4] – قد أدرك العلماء قديما أهمية السياق، ومن فتش في تضاعيف كتب علوم القرآن يظفر بذلك، يقول الإمام مسلم بن يسار : “إذا حدثت عن الله حديثا فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده”. ينظر عبد الرحمان عبد الله سرور جرمان المطيري، السياق في القرآن وأثره في التفسير، دراسة نظرية وتطبيقية من خلال تفسير ابن كثير، (رسالة الماستر في التفسير وعلوم القرآن) جامعة أم القرى، السعودية، ص 89.
[5] – الخليل بن أحمد، معجم العين، مادة (قلم).
[6] – أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، رسالة الخط والقلم، (د. ط/ د تاريخ). ص 1.
[7] – الخليل بن أحمد، معجم العين، مادة (قلم).
[8] – أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، رسالة الخط والقلم، ص 1.
[9] – المرجع نفسه، ص 1.
[10] – الرازي، (.2000م ) مفاتيح الغيب، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1. ج16/18.
[11] – رنا عقلة مزعل المرازيق، (2013م)، التطور الدلالي لألفاظ الكتابة ولوازمها في القرآن الكريم، (رسالة الماستر) جامعة جرش الأهلية كلية الآداب، ص 102
[12] – القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، ج2/475.
[13]– عودة خليل أبو عودة، (1985م)، التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن دراسة دلالية مقارنة، مكتبة المنار الأردن، ط.1. ص 459.
[14] – عودة خليل أبو عودة، (1985م)، التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن دراسة دلالية مقارنة، مكتبة المنار الأردن، ط.1. ص 459. ص 459.
[15] – الحَرَالِّيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ،( 1997 م)، مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل، تصدير: محمد بن شريفة، عضو أكادمية المملكة المغربية، تقديم وتحقيق: محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي – الرباط، ط.1. ص 590.
[16] – الانفطار: 11-12.
[17] – القاضي محمد أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي، (2003م)، أحكام القرآن، راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط.3. ، ج4/420.
[18] – أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي،(. 1416ه)، التسهيل لعلوم التنزيل، تح: د. عبد الله الخالدي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، ط.1. ج4/137.
[19]– رابط الموقع: https://islamweb.
[20] – القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء،ج2/470.
[21] – التسهيل لابن جزي، ج4/137. / ينظر التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن، ص 459.
[22] – التسهيل لابن جزي، ج4/208. / ينظر التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن، ص 459.
[23] – أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، (2002م)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، ط.1. تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج10/7.
[24]– الدكتور محمد الفرجي (2019م)، ط.1. موارد الجنون في الخطاب القرآني الأسيقة والمداليل، تنسيق د. هشام فتح- د. حسين أيت مبارك/ تقديم د. عادل عبد اللطيف، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، ومركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة، ص 288.
[25] – صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، ج3/9.
[26] – جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي،( 1404ه)، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، ط.1. تح: محمد عبد الكريم كاظم الراضي، مؤسسة الرسالة – لبنان/ بيروت، ص 482.
[27] – أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي،( 1420ه)، البحر المحيط في التفسير، (د. ط)، تح: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، ج3/151.
[28] – المرجع نفسه، ج3/150.
[29] – الانفطار: 11
[30] – الانفطار: 12
[31] – القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري، ( 1420ه)، أحكام القرآن، ط.3. راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطان دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ج4/420
[32] – وهي مدنية وعدد آياتها 200.
[33] – وهي مكية إلا الآية التي فيها محل الشاهد، يقول ابن عطية، هذه السورة مكية غير آيتين قال قتادة أولهما: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ) ينظر ابن عطية، (1422ه)، محرر الوجيز، ط.1. المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية – بيروت، ج4/345.
[34] – وهي مكية.
[35] – وهي مكية. وعدد آياتها 5
[36]– وهي ثاني السور نزولا، كما نص على ذلك علماء القرآن.
[37] – أبو القاسم محمود بن حمزة الكرماني، لباب التفاسير، تحقيق: أربع رسائل دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ص2113. (بتصرف).
[38] – محمد متولي الشعراوي، ( 1997م)، تفسير الشعراوي مطابع أخبار اليوم، (د. ط) ،ج11/ 1590.
[39] – أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي، (2008م)، الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، ط.1. تح: مجموعة من الباحثين، بإشراف أ. د: الشاهد البوشيخي، جامعة الشارقة، ج1/1012.
[40] – نشوان بن سعيد الحميرى اليمني، ( 1420ه)، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، ط.1. تح: د حسين بن عبد الله العمري، علي، د يوسف محمد عبد الله، دار الفكر المعاصر، بيروت – لبنان، ج8/5600
[41] – القلقشندي،- صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، دار الكتب العلمية، بيروت ج3/8
[42] – المنتجب الهمذاني، (2006م)، الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، ط.1. حقق نصوصه وخرجه وعلق عليه: محمد نظام الدين الفتيح، دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، ج6/427
[43]– أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى، (1423ه)، تفسير مقاتل بن سليمان، ط.1. تحقيق، عبد الله محمود شحاته، دار إحياء التراث، بيروت، ج1/273.
[44]– أبو الحسن الأخفش، (1990م)، معانى القرآن، ط.1. تحقيق: الدكتورة هدى محمود قراعة، مكتبة الخانجي، القاهرة، ج1/218.
[45] – بدر الدين الزركشي، (1957م)، البرهان في علوم القرآن، ط.1. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه، ج2/172.
[46] – البحر المحيط، أبو حيان، ج8/ 494.
[47] – محمد عبد الخالق عضيمة، (د. ط). دراسات لأسلوب القرآن الكريم، تصدير: محمود محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة ج4/341.
[48] – جلال الدين السيوطي، ( 1988م)، معترك الأقران في إعجاز القرآن، ط.1. دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، ج2/612. (بتصرف)
[49] – المنتجب الهمذاني، (2006م)، الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، ط.1. حقق نصوصه وخرجه وعلق عليه: محمد نظام الدين الفتيح، دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، ج6/426
[50] – المرجع نفسه ج6/429.
[51] – أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري، (1430ه)، التَّفْسِيرُ البَسِيْط، ط.1. (أصل تحقيقه في (١٥) رسالة دكتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم قامت لجنة علمية من الجامعة بسبكه وتنسيقه)، عمادة البحث العلمي. ج24/170.
[52] – علي جاسم جثير عودة، ( 2016م)، تأصيل الكلمات في كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي، جامعة فيلادلفيا، كانون الثاني، 2016م ص 93.
[53] فاضل صالح السامرائي، (2004م)، على طريق التفسير البياني، كلية الآداب والعلوم، قسم اللغة العربية، جامعة الشارقة، 2004م، ج2/ 358. (بتصرف).
[54] أبو القاسم محمود بن عمرو الزمخشري، (1407ه)، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ط.3. دار الكتاب العربي – بيروت، ج3/501
[55] أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي، (1420ه)، البحر المحيط في التفسير، ط.1. تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، ج8/421.