الحوار القصصي: دراسة نموذجية في ’عبث الطفولة‘ للعسلي.

د. فاطمة محمد ثاني

د. فاطمة محمد ثانيأستاذة، جامعة جوس، بالتو، نيجيريا

يهدف هذا البحث بعنوان: ’الحوار القَصصي: دراسة نموذجية في عبث الطفولة للعسلي‘، إلى كشف نوعية الحوار القَصصي الموظّف في قصة المذكورة للكاتب علي عبد القادر العسلي. تحدث البحث عن التعريف بمؤلف القصة ومفهوم الحوار القصصي وأصنافه من خلال تتبعه والإشارة إليه في قصة المدروسة، من حيث استعمال المنهج الوصفي والتحليليي غرضا للوصول إلى أهدف هذه الدراسة. توصل البحث بعد الدراسة إلى أن الكاتب العسلي من الكتاب النيجيريين المحليين المعاصرين، سلك أسلوبا أدبيا لمشاركة غيره في إبراز ما يكمن في خاطره منذ الطفولة، وقد اتخذ القاص بيئتي الزمان والمكان كمفتاحين يفتتح بهما بعض الأحداث القصصية تسريعا لسرد الحكاية وتجسيدا لبناء أجزائها جذبا للانتباه وجذب العقول، وأن قصة ’عبث الطفولة‘ قصة أدبية فنية غرامية حقيقية استعانت بالحوار القصصي في عرض وقائعها والتسلل في قاعات أفكارها، وأن الحوار الذاتي في القصة نادر، حيث تفوّق فيها الحوار السردي على الحوار التناوبي، وقد اختتمت بنهاية غير مفتوحة، إذ أحضر مؤلفها الحل لعقدتها من دون انتظار تأويل القارئ في ذلك.

الكلمات المفتاحية: الحوار  –  القصصي  –  دراسة  –  عبث الطفولة   العسلي

مقدمة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه، وبعد.

إنه لمن الطبيعي أن تتوارد على العقول مجموعة من الوقائع التي قد حدثت في الحياة، فتتشكل كمجموعة من الصور يمكن التقاطها في الأذهان والاحتفاظ عليها في الذاكرة طول الحياة؛ إما لأثرها المتميز عند صاحبها أو لشدة وقعتها في قلبه، فيحكيها على الصفحات سردا عند الحاجة إلى مشاركتها مع غيره أو الكشف لجو عاطفي أو علمي أو ثقافي أو حضاري لمعاناة قد اختبرها القاص في حياته ويريد الإرشاد إليه لمصلحة مناسبة. فيقتبس القارئ منها بعد الاطلاع عليها ما يعينه في مستقبل حياته معاونة إيجابية. فلا يتحقق كل هذا إلا بالإجادة في السرد والحسن في الأداء وسلك الأسلوب الرائع الجذاب لعرض الأحداث والوقائع. فالعمل النثري الفني – لا سيما القصة منه – نشاط يتطلب إلى البراعة في الإبداع والجودة في الآداء بشكل واضح ونمط هادف وأسلوب جذاب بنّاء. كان الحوار من أنسب الآليات لعرض القصة وأروعها، يسلكها القاص للنجاح في عمليته القصصيةـ، فيتفاعل معه كل من استمع إلى قصته كما يستفيد منها المطلع عليها.

إن “عبث الطفولة” لقصة فنية غرامية واقعية جرت عناصرها على النمط السردي المناسب؛ إذ ظهرت لتبين عن قضية حساسة جارية في بيوت بعض النيجيريين في العصر الراهن، وهي أحوال تفضيل للمادية والدنيوية أكثر من الفضيلة والجاه، فيتم بذلك تبديل الأفضل بالأضر في كثير من الأحايين. لم تقتصر قصة ’عبث الطفولة‘ بعرض حكاياتها متسلسلة الأفكار فحسب، بل ربطها كاتبها ببعض أصناف الحوار القصصي ووظّفه توظيفا محكما وبليغا، وظهرت القصة بدورها فنية متعلقة بأفكار وضعها كاتبها حسب إرادته لمشاركتها مع غيره.

تناول بعض الباحثين والكتّاب والدارسين قضية الحوار القصصي بمختلف الدراسات والتطرقات؛ ومنها: “وظيفة الحوار في السرد القصصي للكاتبة ماريان أبو نجم”، تم نشر هذه الدراسة في مجلة المرسال عام 2021م في موقع المرسال الإلكتروني، وتطرقت الكاتبة في مقالها هذا إلى وظيفة وأهمية الحوار في السرد القصصي وما يتعلق بذلك. ومنها أيضا “الحوار في البنية السردية لرواية ثقوب زرقاء للخير شوار”، وهي مذكرة تخرجت لنيل شهادة الليسانس بجامعة بالبويرة للطالب حمدي الرّبح، تحت إشراف الأستاذة مادي فشيلة، سنة 2015م. والبحث في فصلين، الأول في الحوار السردي للرواية، والثاني الحوار في رواية ثقوب زرقاء للخير شوار. واستنتج البحث إلى أن الحوار ساعد في تجسيد البنية السردية لرواية ثقوب زرقاء.

وأما هذا البحث؛ فقد اقتصرت مشكلته بتساؤلات منها: من هو الكاتب العسلي؟ وما مضمون قصة ’عبث الطفولة‘وما خصائصها الأدبية؟ ما أصناف الحوار القصصي الموظَّف في قصة ’عبث الطفولة‘؟. نهجت الباحثة المنهج الوصفي والتحليلي لحل تلك المشكلات المذكورة، لذا فجرى المحور الرئيسي لهذا البحث على ثلاث نقط؛ المحور الأول: الكاتب العسلي على السطور، والمحور الثاني: بين يدي قصة ’عبث الطفولة‘ وبعض خصائصها الفني، والمحور الثالث: الحوار القصصي في قصة ’عبث الطفولة‘ للعسلي، ثم الخاتمة، وإلى الله القصد وبه التوفيق.

المحور الأول: الكاتب العسلي على السطور

هو الدكتور علي بن الحاج عبد القادر بن الشيخ عبد الحي بن الشيخ المقرئ بوصيري بن الشيخ الإمام بدر الدين بن الإمام صالح العسلي الإلوري البرنوي، المكنى بأبي مصطفى. ولد في مدينة إلورن بولاية كوارا، نيجيريا الفدرالية، عام 1980م، من أسرة عسلية (أولوين) عريقة في العلم والمعرفة، أصلية في المجد والسؤدد. أخذ مبادئ العلوم الإسلامية وتلقن القرآن الكريم في معهد المرحوم الشيخ عبد الرحيم بن عبد الملك أَوْنِدَيْ، ثم التحق بدار العلوم لجبهة العلماء والأئمة إسليكوتو إلورن، إذ حصل بها على الشهادة الإعدادية عام 1996م، ثم الشهادة الثانوية في عام 1999م.[i]

وفق بالقبول في السنة نفسها بالجامعة الإسلامية بالنيجير، قسم اللغة العربية ولدرست الأدبية، تخرج بعد أربع سنوات بتقدير جيد جدا ومتخصصا في الأدب العربي ونقده. انخرط في بعد عودته في سلك الخدمة الوطنية بحاضرة حكومة أَوْفُ المحلية بولاية كوغي من 2003م إلى 2004م.[ii] أماط الكاتب ستار الكسل والخمول، فرضي بالتفاني في طلب العلم مسلكا، والتحق بالقبول للماجستير في شعبة اللغة العربية، قسم دراسات الأديان، وأتت الدراسة أكلها عام 2011م. ثم واصل السير المعرفي في جامعة عثمان بن فودي الواقعة بمدينة صكتو، نيجيريا، إذ نال فيها شهادة الدكتوراه عام 2015م.[iii]

مناصبه وخبراته: زاول مهنة التدريس بمركز الشيخ صالح عالم الإسلامي، قصر إمارة إلورن، منذ أن كان في الثانوية طالبا، وبكلية شمس الدين للدراسات العربية والإسلامية أكلنبي، إلورن ما بين 2004م-2005م، ومارس التدريس بمدرسة البيان الثانوية الإسلامية، جوس، وترقى فيها إلى منصب نائب العميد الآكاديمي، ومنسق البرنامج الخاص لتعليم العربية. عمل محاضرا في كلية أحمد العربي، جوس من السنة 2008م-2013م، ومنها ابتسمت له أبواب الجامعة فانتقل إلى جامعة  يُوْبي، وهو الآن أستاذ مشارك هناك.[iv]

كان عضوا في اجتماع هيئة الكلية بجامعة ولاية يوبي، ومسؤول الامتحان ثم منسق الدراسات العليا في قسم العربية بالجامعة نفسها، ونائب مسؤول الامتحان في كلية أحمد العربي جوس، ويتولى حاليا منصب مدير التحرير لمجلة النور التي تصدر من القسم، ومنسق الدراسات العليا بكلية الآداب والتربية، كما أشرف وما زال يشرف على العديد من الرسائل العلمية الجامعية على اختلاف المراحل.[v] وله إلى جانب المذكور نشاطات أكثر بكثير من التي تناولت البحثتان أطرافها بالحديث.[vi]

إنتاجاته: كان للكتب العسلي تأليفات قيمة متينة، ومقالات شيقة ما شفت الغليل في الفنون المطروقة متسمة بالسلاسة والطلاوة، وهي جميعا تبلغ أكثر من ثلاثين؛ منها: “من أنماط التوازي ودلالاته في كتاب الإسلام في نيجيريا للعلامة الإلوري: دراسة أسلوبية وصفية”، و”قراءة في مبادرات المستعربين النيجيريين لتوفير الأمن والسلم”، و”قراءة في منهج العربية بالمدارس العربية النيجيرية المتوسطة نمودجا”، و”من تحديات تدرسي الأدب العربي في الجامعات النيجريية: جامعة ولاية يوبي نموذجا”.[vii]

المحور الثاني: بين يدي قصة ’عبث الطفولة‘ وبعض خصائها

بين بيدي القصة: ’عبث الطفولة‘ عنوان لكتاب قصة دوّنها مؤلفها الكتاب الدكتور علي عبد القادر العسلي، وتم طبع الكتاب ونشره في سنة 1436ه، الموافق ب 2015م، من قبل شركة المضيف للطباعة والنشر بالرقم الدولي 9783831799 ISBN. يشتمل الكتاب على ثمان والأربعين (48) صفحة، ابتدء من الصفحات التمهيدية إلى الأخيرة. استهل فيها الكاتب حكايته بالبسملة وضعها كمفتاح كتابه طلبا للاستعانة والتبرك من الله سبحانه وتعالى، وفي الضفحة الثانية أهدى الكاتب الكتابَ إلى روح معلمه الحاج عبد الرحيم عبد الملك أوندي- رحمه الله تعالى- الذي لقنه كتاب الله العظيم وعيونا من كتب التراث العتيقة.[viii]

قام الدكتور- البروفيسور حاليا- مشهود محمود جمبا بكتابة التقريظ للكتاب المدروس في ميليتي بتاريخ 15 من مايو عام 2014م، وقدّمه الدكتور- البروفيسور حاليا – حمزة إ. عبد الرحيم، أستاذ البلاغة والنقد الأدب. بدأت القصة من الصفحة الحادية عشر إلى نهاية الكتاب حيث أوتر الكاتب تقسيم الكتاب حسب أحداثه، فرمزه برموز ترقيمية من الواحد إلى أحد عشر (1-11) في بداية كل قسم. اختتم الكتاب بالدعاء لمدينة جوس بأن يأمّنها الله سبحانه وتعالى ويمكّن المسلمين فيها، وقد كانت المدينة في أزمة قبلية وصراع ديني وقت تأليف القصة في سنة 2008م، وتم تأليف القصة في المدينة المذكورة.

اعتمادا على ما ذكره سعادة البروفيسور مشهود جمبا حيث يقول: “أن الكتاب يمثل هذا العمل نموذجا للحركة الإبدعية الطيبة التي يقوم بها الشباب في الكتابة العربية في نيجيريا، والتي لم تتوان ولم تلتفت إلى الوراء منذ بدايتها في أوائل التسعينيات من القرن الميلادي المنصرم، وتشمل الأنشطة الإبدعية للقصة والرواية، والمسرحية، والمقامات، وشعر السباعيات والمسرحية الشعرية وغيرها من الأجناس الأدبية التي هي وليدة أمس في بيئتنا هذه-أي بيئة نيجيرية-.[ix]

وأما مضمون ’عبث الطفولة‘ فكما ذكر البروفيسور محمد محمود مشهود جمبا: “والعمل عبارة عن قصة غرام بين شابين عاشقين هما من طبقتين اجتماعيتين متفاضلتين، ويصور صراعا عنيفا بين الحب والبرجوازية كان النصر فيه حليفا للبرجوازية، لكن الحب عاد وانتقم منها- أي يُسرى عشيقة يحيى- فذاقت وبال أمرها، وأخذت من الأيام درسا قاسيا”.[x]

خصائص ’عبث الطولة‘: امتازت قصة ’عبث الطفولة‘ في طياتها بخصائص فنية منها:

التكثيف: وهو محاولة الكاتب أن يجعل القصة موجزة، فيحذف منها الزوائد التي يمكن للقارئ إيرادها في ذهنه ويفهمها ولو لم تُذكر، كحذف الأحداث التي لا ترتبط بأساسية القصة.[xi] ومثال التكثيف في ’عبث الطفولة‘؛ عدم ظهور أسرة بطل القصة – يحيى- ظهورا شافيا؛ يفهم القارئ أسرته فقط من خلال تقديم بسيط قام به البطل معبّرا عن نفسه؛ لما دعاه أبو يُسرى إلى بيته وصادفه بتساؤلات عن أسرته ووطيفة والده في الصفحة السادسة والعشرين.

الوحدة الموضوعية: هي أن القصة قد تمحورت حيال موضوع واحد أو حدث رئيسي واحد.[xii] اقتصر الكاتب العسلي بالحديث عما حدث بين يحيى-بطل القصة- وبين معشوقته-يسرى- في شأن إبداء رغبته في الزواج بها، ولم يقدر الله بينهما ذلك. والكاتب لم يخرج في قصته إلى موضوع خلاف الذي من أجله وضعها.

النهاية المحددة: هي الإتيان بما يشعر به القارئ أنه قد وصل إلى نهاية القصة.[xiii]  النتيجة الأخيرة هي نهاية القصة، وقد تكون النتيجة إيجابية أو سلبية، وهذا يتعلق بنوعية القصة وكيف أراد الحاكي نهايتها. فالمتناول لقصة ’عبث الطفولة‘ يدرك أن نهايتها محددة، إذ أرشد الكاتب العسلي إلى حل لمشكلة القصة، مشيرا إلى نتيجة معينة للصراع الوارد فيها.

تتلخص نهاية قصة عبث الطفولة في أن يحيى وجد وظيفة يمكن الاعتماد عليه في الحياة، أصبح وكيلا في شركة رغم أن تخصصه لا يتطابق مع العمل في الشركة،-ومثل هذا الأمر منتشر في البيئة التي تم تسجيل القصة فيها-  ازدهرت حياة يحيى وتطورت حالته تطورا محمودا، وقد ظن أبا يُسرى أن تخصصه لن تجلب له شيئا يعتبر به. وأما يُسرى فنهايتها محزونة؛ لكون من تزوجت به سكيرا ولعّابا، مع أن والده غني وثري ومن أجل ثروة أبيه زوّج أبو يسرى ابنته له، ارتكب زوجها جريمة الخيانة للشركة التي كان موظَّفا فيها ببريطانيا –فسُجن هناك لمدة ثلاثين سنة، وطلّق يسرى وهي حبلى وقد وَلدت له طفلا من قبل، فعادت أخيرا إلى بيت أبيها في مسقط رأسها بعد تقهقر الحياة معها في بريطانيا.

والقارئ’عبث الطفولة‘ يدرك أن الكاتب سلك فيها أسلوب أدبيا جاريا على حسن الآداء، حيث استعمال الألفاظ المناسبة لموضوع قصته. لاحظ كيف صور الكاتب حال يُسرى قبيل تخرجها من الجامعة في بريطانيا قائلا: “أَصْبَحَتْ يُسْرَى بُعيد التّخَرّج من الجامعةِ مُخَيّرة بَيْن أمرَين؛ إمّا أنْ تُبَاشر الشؤونَ القضائيةَ محامية في إحْدى المحاكمِ التجاريةِ البريطانيةِ، وإمّا أنْ تَعْمَلَ محاضرةً مساعدةً في جامعةِ لِيفَابُولْ، ولها حينَئذٍ فُرْصة مُواصلة الدّراسَات الْعُليا في الوقتِ نفسِه”.[xiv]

وقد ارتبط القاص تسلسل أفكار قصته في التعبيرات القوية المشيرة إلى حسن التنسيق بين الجمل والتراكيب من حيث استعمال اللغة العربية الفصيحة. وكانت عاطفة الكاتب صادقة حقيقية عاشها الكاتب في حياته الماضية. وأما الخيال فواضح السبك، يأخذ معه القارئ إلى عالم أحداث قصته بكل سهولة وبساطة، فمثلا تصوير القاص البيئة التي التحق بيُسرى لأول مرة، استمع إليه وهو يصفها: “وفي إِحْدى البقّالاتِ الواقعَةِ بشارِعِ مُرْتَضَى محمد، رمقتْ عيناه فتاةً شابةً لامِعةً تظهرُ الأثرة وتنم مظاهرَها الفاتنة عن الثراء والنِّعمة، وهي منْشغَلةٌ بحاجاتها تَمْشي مُتَمايلة، وتنتَقِلُ مِن جَنَاح إلى آخر، لا تَتْرُك واحدا منها إلّا وقد علقت يَدَها متاعًا تَضَعه في السلّة الصّغيرةِ التي تحركُهَا أمَامَها، دونَ أنْ تعرفَ أنّ عيْنَي يَحْيَى تَرعيانها وترقبان عن كثبٍ. نَهضَ منْ بينِ الأقْرَان إثْر خُروجِها، واستَجْمَع قُوّاتَه، وتوجّه صوبها، ثم أوْقَفها وهي تدخلُ السيارةَ…”.[xv]

المحور الثالث: الحوار القصصي في ’عبث الطفولة‘ للعسلي

قبل الخوض في الحديث عن نوعية الحوار الوارد في قصة ’عبث الطفولة‘ للكاتب العسلي؛ فإنه لمما يحسن أن يُذكر مفهوم الحوار القصصي في اللغة والاسطلاع أولا. ’الحوار القصصي‘ تركيب مركب من كلمتين وهما: ’حوار‘ و’قصصي‘. والحوار في اللغة كلمة من حور: “الحاء الواو الراء”.[xvi] يشتق منه معان عدة؛ منها ’حَوْر‘ بمعنى الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، ومنه حار حوارا أي رجع إلى الشيء أو عنه، ومنه التحاور أي التجاوب، أي مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، والمحاورة بمعنى المجاوبة، واستحاره أي استنطقه.[xvii]

ومفهوم الحوار في الاصطلاح هو مراجعة الكلام وتداوله بين الطرفين أو أكثر حول موضوع ما  للوصول إلى هدف معين،[xviii] وهو أخذ الكلام وردّه بين الاثنين أو أكثر.[xix] وهو بمعنى المجادلة والمحاورة،  قال الله تعالى في كتابه العظيم: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير.)[xx] والمتأمل في الدراسة النقدية يعرف أن الحوار حديث يجري بين شخصين أو أكثر في عمل قصصي أو روائي، أو بين الممثّلين على خشبة المسرح،[xxi] كما هو سبيل  يتخذه القاص ليحاكي ويسرد واقعه أو يبين معاناة اختبرها في حياته بطريقة فنية إبداعية مؤثرة.[xxii] وأما ’القصصي‘ فلفظ منسوب إلى القصة، أي نوعية لحكاية نثرية ذات وقائع حقيقية أو خيالية أو هما معا في آن واحد.

ويعتبر الحوار القَصصي شكلا من أشكال الفنون القديمة،[xxiii] الذي هو التواصل القولي بين الشخوص في القصة، والذي يظهر بشكل أسلوبي خاص.[xxiv] وهو أقدر الأساليب على إقناع القارئ بأن شخصيات القصة حية، وأكثرها إثارة لاهتمام القارئ بها، وجلبا للعقول لاستماع إليها.[xxv] فالحوار القصصي محاورة ومجاوبة جارية بين أحداث قصة أو إحدى مثيلتها من الأعمال النثرية، وترتبط بأحداث الحكاية القصصية ارتباطا قويا، من خلاله ينقل القاص قصته إلى الصورة اللغوية الحية،[xxvi]وقد انقسم الحوار القصصي بصفته في المجال الأدبي إلى أصناف معدودة.[xxvii] ويستهدف إلى تقرير صورة المحاور وشخصيته أثناء الحوار مع الآخر أو الآخرين.[xxviii] ومنه كشف أحوال الشخصيات وإبراز وجهة أنظار كل واحد منها للإقناع والافهام من أجل إثارة اهتمام القارئ.ستُذكر من خلال استنباطها في ’قصة عبث الطفولة‘منها ما يأتي:

النوع الأول: الحوار القصصي السردي الذي هو المحادثة التي يسردها القاص من قبل شخصيات القصة في أزمنتها المعينة وأماكنها المقيدة وفي موضوع معين،[xxix] فالقاص في هذا النوع من الحوار بمثابة الطرف الثالث أو الرابع وذلك حسب عدد المتحاورين فيها بعلامة انطباعية أو أفعال مُعلنة لبداية الحوار أو استئنافية أو نهائية.[xxx]

 ومن الحوار السردي في ’عبث الطفولة‘ ما جاء على لسان القاص حاكيا للملتقي كما قالته إحدى شخصية القصة: “فَأجابتْ مُعاتِبة: مَن روحُكْ؟! عجيبٌ أمُرْك، أنا لم أقلْ نعم لمطلبكَ بَعدْ، ولِمَ تستَعْجل وتَستطْلع اسْتِطلاع العريسِ لِطول انتِظارِه للعروسِ التي تُزَفُّ إليه.[xxxi] ومن هذا النوع للحوار أيضا: “أجابَ مُسْرِعا قَائلا، أنا واثقٌ بِكِ، إنَّكِ عاقلةٌ لبِيبَةٌ رُغم استِبْدادِك”.[xxxii] ومنه أيضا: “اسْتَنكَرَتْ قائلة: يحيى!! فَمَا زِلْتُ في الثَّنَاوِيّةِ كما تَعْرِف، ثم إنَّنَا صَغيران…”.[xxxiii] وهذا النوع كثير جدا في قصة ’عبث الطفولة‘.

النوع الثاني: الحوار القصصي التناوبي؛ وهو الحوار المباشر في الأعمال النثرية، يتبادل فيه الكلام بين المتحاورين وجها لوجه بدون وساطة ولا تدَخّل القاص أو الراوي، وهو استعمال شكل استجواب بين شخصين أو أكثر، من غير الإتيان بأية علامة انطباعية خاصة أو أفعال معلنة لبداية الحوار، لا استئنافية ولا نهائية، ويكون قصيرا عادة، وقد يكون طويلا حينا، ويتعلق بنقل معلومات ما أو خبر أو استفسار عن موضوع معين.[xxxiv] من أمثلة الحوار التناوبي في ’عبث الطفولة‘ ذاك الحوار الذي وجّهه يجيى إلى والد عشيقته يُسرى مجيبا لتساؤلات طرها إليه، قائلا:[xxxv] “أَشْكُركمْ جزيلاً على حَفَاوَتِكم، وإكرَامِي هذه الدّعوة…أنا مِنْ أُسرَةِ مَاَلْمكَاهو، وأبِي-رحمه الله- أحدُ شُيوخِ الأُسرةِ، كان مُدرِّسًا بِدارِ العُلومِ، ولَه دهْليز يَحْتَفِلُ إليه الطُّلابُ لِتَعلُّمِ القُرآنِ الكَرِيمِ وبعضِ الكُتُبِ العِلْمِيَّةِ، وَإِنْ كَان يَحْتَرِفُ الفَلاحَة، حَيْثُ كانَتْ لَه مَزْرَعَة كَبيرة في قريةِ أَيجدُونغرِي، أَمَّا أَنَا فَطالِبٌ جامعيٌّ في السّنةِ الأخِيرَةِ بجامعةِ إِلُورِنْ، بِكَليةِ الآدابِ، قِسْمِ الفُنُونِ والَمَسْرَحيّة”.[xxxvi]

ومن الحوار التناوبي في ’عبث الطلولة‘ قول أبي يُسرى ليحيى زاكيا لنفسه وفخورا برزقه: “اسْمَعْ يا يَحْيَى-بصوت يثير الانتباه- أَنَا بِفَضْلِ اللهِ مِن كِبارِ تُجَّارِ المَدينَة، غَيْرَ أَنِّي لَا أُحِبّ المذَلّةَ والهَوَان، وأَحْتَرِمُ الآخَرين، وأُحِبُّ أنْ يكونَ الرَّجلَ جَادًّا يَرسمُ في خطْواتِه مُستقْبَلا زاهرا، …ليس يَهُمُّني كَثِيرا ما تَتّصفُ به مِنْ عِلْمٍ، أو ما تَحرزُه مِنْ شُهرَةٍ،… ولَكِنَّنِي أُفَضَّلُ طيبَ الأخْلاقِ وحُسنَ السّيرةَ والشّهامَة والحشمَة..لماذا لمْ تَخْتَرِ الهَنْدسةَ أو تَتَخَصَّصُ في صِيَانةِ الحَاسُوب أو تَلْتَحقُ بقِسْمِ الصَّيدلِية أو الطِّبّ أو غيرها مِنَ المَعَارِف؟”[xxxvii]

النوع الثالث: الحوار القصصي الذاتي الذي يدور داخل الشخصية، أي محاورة الشخصية مع نفسها في القصة.[xxxviii] وبعبارة أخرى؛ هو الحديث النفسي والخطاب الذاتي الداخلي الذي يجري في نفس صاحبه. يساهم هذا النوع من الحوار في نقل الحياة الداخلية للشخصية إلى الخارج، فيشاركه القارئ، ويعين في إزالة الستار عما يختلج ويجول في خاطر الشخصية، أو إبراز ما تخفيه من أفكار وأسرار وتأملات ذاتية وداخلها، وذلك من همومها التي تنبثق في لحظات الأزمة الداخلية القصوى مع الشخصية أو تمردها هي، فيخرج من نَفَس ويعود إليها، فهي مسرحة الحياة الداخلية بامتياز.[xxxix] ينقسم الحوار الذاتي إلى نوعين؛ الداخلي والخارجي.

  • الحوار الذاتي الداخلي: يصدر من تفكر شخصية أو تأملها في القصة مناجية لنفسها في أمور، فيسرده القاص سردا لمتناول حكايته من دون تحريف ولا تصريف، فيدرك القارئ خلال هذا النوع من الحوار ما يجيش في خاطر الشخصية، وقد يكون على سبيل صراع داخلي أو خطط تخططه الشخصية في وجدانها.[xl] مما يمثل هذا النوع من الحوار في “عبث الطفولة” ما راود في ذهن يسرى لما صمدت والدتها، بالرغم من أنها تعرف يحيى، فأبت أن تظهر رضاها في خطبة يحيى لابنتها يسرى حينما نادى أبوها يحيى، وكلّمه كلاما ثقل الوقع في النفس، فانصرف يحيى البيت متثاقلا يقطع الأرض وئيدا، لا يدري ما الله فاعل به في أمر هذه الفتاة: “عَجَبًا مِنِ أَمْرِها، -أمر والدة يُسرى- لِمَاذا لَمْ تَتَفَوَّهْ ولوْ كَلِمةً؟ ولِمَاذا تَنَاكَرَتْ وكَأَنّهُ لَمْ يَسْبَقْ بَيْنَهُمَا التَّعَارُف؟ وَيَحْيَى لَمْ يَكُنْ غَرِيبًا عِنْدَهَا، فَقدْ جَالَسَتْهُ مِرَاراً، وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيْهَا هَدَايَا ثَمِينَة، وَقَبِلَتْهَا شاكِرَةً”.[xli]
  •  الحوار الذاتي الخارجي: يصدر هذا النوع من الحوار من تفكر شخصية أو تأملها، لكن على لسان القاص للحكاية. فالسارد الحاكي هنا هو المخبر عما تخاطره الشخصية في ذاتها، فيُشْعَر من خلال أدوات يستخدمه القاص في تعبيراته أن الحوار صادر من نفسية شخصية ما في القصة، ويُحكىيه كبقية الحكايات القصصية.[xlii] يمكن استنباط هذا النوع من الحوار الذاتي الداخلي في “عبث الطفولة” فيما يلي:[xliii] ما وقع في خاطر يحيى بعد مضي أسبوعين من لقائه بوالد يُسرى وأفراد عائلتها، وقد اعتكف في البيت سقيما من أجل ما لقيه هناك فناجى نفسه قائلا: “الآنَ أَفْهمُ ما قَصَدَتْهُ –يُسرى- حِينَ أَرَادْت أَنْ تُوقِفَنِي مِنْ طَلَبِ يَدِها لما قالت لي “مَا يَنْبَغِي أَنْ يُغِيبَ عَن خَاطِرك، أَنَّنِي مِنْ أُسْرَةٍ غَنِيَّةٍ، فَأَبِي لَنْ يرْحَمَ مِثْلَ هَذَا التَّصَرُّفِ مِنِّي” وَبَدَا لِي أَنَّها تَخْدَعُنِي، وَلِمَاذَا لَمْ يُرْسِلْ إِلَيِّ أَبُوهَا مُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْت؟ وَلِمَاذَا لَمْ يَطْلُبْ مِنِّي أَنْ أَبْعَثَ بِأَوْلِيَاءِ أَمْرِي؟ وَلِمَ لَمْ تَزُرْني مُنْذّ ذَلكَ الْوَقْت؟ حَتَّى أُمّهَا بَقِيَتْ جَامِدَةً كَالْحَجَرِ في تِلْكَ الْجلْسَةِ، لَمْ تَقُلْ حَرْفا، وكأَنَّهَا تشَاطِرُ زَوْجَهَا في إِبْرَامِ أَمْرٍ خَطِيرٍ، لَا لَا، إِنَّهَا تَعْرِفُنِي جَيِّدا، إِنَّنِي هَالِكٌ! ضَيَّعْتُ أَيَّامِي، وَأَرْهَقْتُ نَفسِي وَقَلْبِي مِنْ حُبِّهَا!!.[xliv]

الخاتمة

وصل البحث إلى نهايته بقدرة الله وإرادته بعد الدراسة والوقوف على لمحة يسيرة عن ترجمة حياة كاتب قصة ’عبث الطفولة‘ الدكتور علي بن الحاج عبد القادر العسلي، والحديث عن ماهية قصة “عبث الطفولة” وبعض خصائصها الفنية، مع استخراج الحوار القصصي وأنواعه من ثنايا القصة. استنتجت الدراسة على أن “عبث الطفولة” قصة حقيقية واقعية مر بها الكاتب في حياته لإلمامه بأجزائها إلماما مباشرا، وقد امتيازت بمميزات أدبية ساعدت في تكوينها في الشكل والمضمون، وأنه صاحبها اتخذ بيئتي الزمان والمكان مفتاحا لسير أحداث قصته وتجسيد الأفكار المتسلسل مع أحداثها، وتمتاز بوحدة الموضوع إعتمادا على أساس وضعها، وحذف ما تستغني القصة عنه، وأنه قد أتي بوقد ظهرت إجادة القاص العسلي الفائقة في السرد وبراعته في الإبداع والآداء إذ وظَّف أنواعا للحوار القصصي في قصته توظيفا مناسبا لبيئتها الفنية، إلا أن ورود الحوار الذاتي بنوعيه الداخلي والخارجي في القصة أقل من الحوار التناوبي، وأن الحوار السردي أكثر ورودا على الاطلاق.


[i]  العسلي، علي عبد القادر (الدكتور)، الرحلة، الطبعة الأولى، مركز المضيف للكمبيوتر والإنتاجات الطباعية، ص51

[ii]  العسلي، الرحلة، المرجع السابق والصفحة

[iii]  العسلي، أوراق مخطوطة في ترجمة الدكتور العسلي، على شكلC.V سيرة ذاتية، ص2

[iv]  العسلي، أوراق مخطوطة…، ص3

[v] العسلي، أوراق مخطوطة…، والصفحة

[vi] العسلي، أوراق مخطوطة…، والصفحة

[vii] العسلي، أوراق مخطوطة…، والصفحة

[viii] العسلي، علي عبد القادر، عبث الطفولة، الطبعة الأولى، 2015، شركة المضيف للطباعة والنشر، ص4

[ix] العسلي، عبث الطفولة، ص5-6

[x]  العسلي، عبث الطفولة، ص5-6

[xi] كردي، نور، خصائص القصة الأدبية، موفع سطور الإلكترونية، www.sotor.com، 2018م، ص2

[xii] كردي، خصائص القصة الأدبية، ص3

[xiii] كردي، خصائص القصة الأدبية ص3

[xiv] العسلي، عبث الطفولة، ص31

[xv] العسلي، عبث الطفولة، ص11-12

[xvi] ابن فارس، أبو الحسن أحمد، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، بيروت، 1418هـ، ص287

[xvii] ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب، إعداد يوسف خياط، دار صادر ودار لسان العرب، بيروت، د.ط، د.ت، ص98

[xviii] آل مبارك، عبد الله بن ناجي، (الدكتور)، قراءة في مفهوم الحوار وأدبياته، مجلة الرياض، العدد 13716، 2006م، ص1

[xix] فاضل، بشناق، الحوار مفهومه وأهدافه وركائزه، www,k128.com، 2021م، ص1

[xx]  سورة المجادلة: الآية 1

[xxi] الفراصي، أحمد صح، تقنيت حور في شعر أحمد ضيف ا لله العواصي،

[xxii] فرنسيس، مريم، في بناء النص ودلالته (نظم النص التخاطبي)، وزارة الثقافة، دمشق، 2001م، ص95

[xxiii]  أبو نجم، ماريان، وظيفة الحوار في السرد القصصي، www.almrsal.com ، 2021م، ص3

[xxiv]  قريشع، فاطمة الزهراء، تعريف الحوار القصصي وأنواعه،www.taima2.com.، 2020م، ص1

[xxv]  كامل، سماحة، رسم الشخصيات في روايات حنا مينة، ط1، د.ت، ص37

[xxvi]  الفارس، علاء، طريقة السرد القصصي، تدقيق أحمد بني أحمد، www.mawdoo3.com، 2021م، ص1 

[xxvii] سماحة، فريال كامل، رسم الشصيات في روايات حنا مينة، الطبعة الأولى، دوت، د.ن، ص37

[xxviii] قريشع، تعريف الحوار القصصي وأنواعه، ص2

[xxix] بو شعور، محمد أمين صالح، وظائف الحوار السردي في بنية النص الدرامي الجزائري، مجلة إشكالات في اللغة والأدب، المجلد8، رقم3، 2019م، ص4

[xxx] قريشع، تعريف الحوار القصصي، ص3

[xxxi] العسلي، عبث الطفولة، ص13

[xxxii] العسلي، عبث الطفولة، ص13

[xxxiii] العسلي، عبث الطفولة، ص15

[xxxiv] قريشع، تعريف الحوار القصص، ص7

[xxxv]  العسلي، عبث الطفولة، ص26-27

[xxxvi]  العسلي، عبث الطفولة، ص26-27

[xxxvii]  العسلي، عبث الطفولة، ص27

[xxxviii]  قريشع، تعريف الحوار القصصي وأنواعه، ص9

[xxxix]  قريشع، تعريف الحوار القصصي وأنواعه، ص9

[xl]  قريشع، تعريف الحوار القصص وأنواعه، ص9

[xli] العسلي، عبث الطفولة، ص27-28

[xlii] قريشع، تعريف الحوار القصص وأنواعه، ص9

[xliii] العسلي، عبث الطفولة، ص31

[xliv] العسلي، عبث الطفولة،  ص31

قائمة المصادر والمراجع

ابن الحاج، مصطفى، القصة القصيرة وخصائصها: منهجية تحليلة، السوفر، بدون التاريخ

ابن فارس، أبو الحسن أحمد، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، بيروت، 1418هـ

ابن منطور، جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب، إعداد يوسف خياط، دار صادر

ودار لسان العرب، بيروت، دون المطبعة، دون التاريخ

أبو شعور، محمد أمين صالح، وظائف الحوار السردي في بنية النص الدرامي الجزائري، مجلة إشكالات

في اللغة والأدب، المجلد 8، رقم3، 2019م

أبو نجم، ماريان، وظيفة الحوار في السرد القصصي، www.almrsal.com ، 2021م

آل مبارك، عبد الله بن ناجي، (الدكتور)، قراءة في مفهوم الحوار وأدبياته، مجلة الرياض، العدد 137 16، 2006م

العسلي، علي عبد القادر (الدكتور)، الرحلة، الطبعة الأولى، مركز المضيف للكمبيوتر والإنتاجات

الطباعية، بدون الناشر والتاريخ

العسلي، علي عبد القادر، (الدكتور)، سيرة ذاتية للكاتب بالعربية،  مخطوط بشكل C.V

الفراصي، أحمد صالح، تقنيات الحوار في شعر أحمد ضيف الله العواصي، www.ajeal.net ، 2020م

الفارسي، علاء، طريقة السرد القصصي، تدقيق أحمد بني أحمد، www.mawdoo3.com،      2021م

المجالي، سارة، عناصر القصة القصيرة، تدقيق هشام القيسي، موقع الموضوع الإلكتروني، 2021م

جديلي، نعيمة، وذهبية، شريف، القصة القصيرة بين الاتزام والتمرد: دراسة مقارنة بين النظرات

للمنفلوطي والأرواح المتمردة لجبران خليل جبران، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة  

محمد بوضياف، المسيلة، دون التاريخ

فاضل، بشناق، الحوار مفهومه وأهدافه وخصائصه، www,k128.com، 2021م

فرنسيس، مريم، في بناء النص ودلالته (نظم النص التخاطبي)، وزارة الثقافة، دون الطبع، دمشق، 2001م

قريشع، فاطمة الزهراء، تعريف الحوار القصصي وأنواعه، www.taima.20.com ، 2020م

كامل، سماحة، رسم الشخصيات في روايات حنا مينة، ط1، بدون التاريخ

كردي، نور، خصائص القصة الأدبية، موقع سطور الإلكترونية، www.sotor.com،  2018م

محمود، حسن (الدكتور) فنون النثر العربي الحديث، دون مكان الطبع والتاريخ

List of sources and references

Ibn Alhaj Mustafah, Alqissah Alqasirah wa Khasa’isuha: Manhajiyyatun Tahliliyyah, Assufar, Biduni Attarikh

Ibn Faris, Abu Alhassan Ahmad, Mu’ujamu Maqayisi Alluggah, Daru Alfikri, beurit, 1418H

Ibn Manzur, Jamalud-deen Muhammad Bin Mukram Al’ansari, Lisanu Al’arab, I’idad Yusuf Khayyat, Daru Sadir wa Daru Lisanil Al’arab, bierut, Bidun Matba’ wa Attarikh

Abu Shu’ur, Muhammad Amin Salih, Waza’ifu Alhiwaru As-sardi fi binyati An-nassi Addirami Aljaza’iri, Mujallatu Ishkalati fi Alluggati wa Al’adab, Almujalladu Ath-thamin, Raqamu Ath-thalis, 2019AD

Abu Najam, Mariyan, Wazifatu Alhiwari fi Assardi Alqasasi, www.almrsal.com. 2021AD

Alu Mubarak, Abdullahi Bin Naji, (Adduktor), Qira’atun fi Mafhumi Alhiwari wa Adabiyyatihi, Mujallatur-riyad,Al’adadu 137, 2006AD

Al’asali, Aliyyu Abdul-Qadir (Adduktor), Arrihlatu, At-taba’atu Al’ula, Markazu Almudif Li Alkomputa wal Intaajaat, Attiba’iyyah Biduni An-nashir wa Attarikh

Al’asali,  Aliyyu Abdul-Qadir (Adduktor), Siratun Zatiyyatun Li Alkatibi Bi Al’arabiyyah Bishakali c.v

Alfarasi, Ahmad Salihu, Taqniyatul Alhiwar fi Shi’ir Ahmad Daifi Allahi Al’awasi, www.ajeal.net, 2020AD

Alfarisi, ‘Ala’u, Tariqatu Assardi Alqasasi, Tadqiqu Ahmad Bani Ahmad, www.mawdoo3.com, 2021AD

Almajaali, Saratu, ‘Anasiru Alqissati Alqasirah, Tadqiqu Hisham Alqaisi, Mauqi’u Almaudu’i Al-elektroni, 2021AD

Jadali, Na’imah,wa Zahbiyyah Sharif, Alqissatu Alqasirah Baina Al-iltizam wa Attamarrud: Dirasatan Muqaranatan Baina An-Nazarati Li Almanfaluti wa Al’arwahi Almutamarridah Li Jabran Khalil Jabran, Wizaratu Atta’alimi Al’aali wa Albahath Al’ilmi, Jami’atu Muhammad budayafah, Almasliyah, Biduina Attarikh

Fadil, Bishnaq, Alhiwaru Mafhumuhu wa Ahdafuhu wa Khasa’isuhu, www.k128.com, 2021AD

Fransis, Maryam, Fi Bina’i An-Nassi wa Dilaalatihi’ Nazmu An-Nasi Attakhaatubi Wizaratu Ath-thaqafati, Duna Almatba’ati, Dimashq, 2021AD

Quraish’i, Fatimatu Azzahra, Ta’arifu Alhiwari Alqasasi wa Anwa’uhu, www.taima.20.com, 2020AD

Kamil, Samahatu, Rasmu Ash-shakhsiyyati fi Riwayati Hina Mina, Attaba’atu Al’ula, Biduni Attarikh

Kirdi, Nur, Khasaisu Alqissati Al’adabiyyati, Mauqi’u Sotor Al’elektroniyyati, www.sotor.com, 2018AD

Muhmud, Hasan, (Adduktor), Fununu An-Nathar Al’arabi Alhadith, Duna makanu Attaba’i, wa Attarikh