رئيس التحرير
إن اللغة العربية نشأت وتطورت على مر العصور في مناطق متعددة في انحاء العالم بشكل يعكس تأثير العوامل الدينية والاجتماعية والثقافية والتاريخية. تعتبر اللغة العربية من بين أقدم اللغات التي طورت على وجه الأرض منذ ان خلق آدم، وتمتلك تأثيرًا كبيرًا على الثقافة والأدب في العالم العربي والإسلامي. وقد تأثرت هذه التطورات بتأثيرات مختلفة.
وعندما ظهر الإسلام وانتشر الإسلام، تجسدت الفترة الإسلامية أهم فترة في تطور اللغة العربية. مع انتشار الإسلام، أصبحت اللغة العربية لغة دينية وثقافية، وتم توثيقها في القرآن الكريم. وكان لهذا التأثير الديني والثقافي تأثير عميق في تطور اللغة العربية في الدول الناطقة بغيرها في انحاء مختلفة في العالم.
ثم مرت العصور وتطورت اللغة معها، وفي العصور الوسطى، ازدادت أهمية اللغة العربية في المجالات الأدبية والعلمية والدينية. تُرجمت الأعمال اليونانية والهندية إلى العربية، وحدثت تبادلات ثقافية غنية، مما أثر على المفردات والتراكيب اللغوية وانتشار اللغة العربية إلى تلك الدول.
وبعدها ظهرت فترة الاستعمار، وفي هذه الفترة شهدت بعض الدول الناطقة بالعربية تأثيرات لغوية ناتجة عن الاستعمار والتأثيرات الثقافية الأوروبية. فكان للاستعمار والتحولات الاقتصادية دور كبير في تطور اللغة العربية في بعض الدول الناطقة بغيرها وانتشرت وتطورت اللغة العربية بشكل جديد في تلك الدول المستعمرة.
ومع تقدم التكنولوجيا ووسائل الإعلام، شهدت اللغة العربية تأثيرات جديدة. انتشار وسائل الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أثر على مفردات اللغة وأساليب التعبير، فكان انتشار اللغة في الدول الأجنبية أسرع مما كان حيث سهلت التكنولوجيا العلاقات الثقافية والتبادلات اللغوية بين الأمم وفكان لهذا تأثير عميق في انتشار اللغة العربية في كثير من انحاء العالم.
وقد تطورت اللغة العربية في كثير من الدول الناطقة بغيرها مثل الهند، وباكستان، وبنغلاديش، وإندونوسيا، ونيبال ،و نيجيريا، وفرنسا، والبرتغال، وإيطاليا وغيرها من الدول المختلفة في اختلافها الجغرافي.
ومهما كان الامر تطورت اللغة العربية في الدول الناطقة بغيرها بشكل يعكس تفاعلها مع التحولات التاريخية والاجتماعية والدينية. وقد اهتمت المعاهد الدينية والتعليمية والأكاديمية بهذه اللغة وبذلت جهوداً مستمرة لتعزيز التعليم والابتكار، مع الاحترام الدائم لتراثها اللغوي والثقافي.