د. محمد أنظر
ضعف نموّ الحياة الثقافية في ليبيا:
وبالملاحظة والاستعراض على تاريخ ليبيا الثقافية يتبن عن ضعف نمو الحياة الثقافية فيها، وذلك لأسباب سياسية اجتماعية ذات طابع تاريخي، إن ليبيا قد ظلت تعيش حتى أواخر القرن التاسع عشر في عزلة سياسية وثقافية عن بقية أقطار الوطن العربي وقد تسبب الحكم العثماني الجائر لإحداث مثل هذه النتيجة، بحيث أن الحكم العثماني لم يقم طوال القرون الخمس ـ منذ سنة 1551م ـ بأي مشروع من المشاريع الثقافية، ولا حتى سعى لتطوير أي بنية من بنى المجتمع الليبي الثقافي، ولهذا العامل الأساسي لم تعرف ليبيا أي شكل من أشكال التطور والترقي، كما إنها لم تعرف الاستقرار الاجتماعي أو السياسي طول الحكم العثماني إلا في زمن قليل أثناء الحكم العثماني الثاني (1855-1911) الذي حاول أن يقوم ببعض التحديث والإصلاحات، فقام بإنشاء مدرسة الفنون والصنايع والعديد من المدارس للتعليم العصري الحديث، ولكن الليبيين لم يحالفهم الحظ ليستفيدوا من هذه المدارس كثيرا، فقد منحوا بالغزو الإيطالي الذي كثف جهده للقضاء على معالم الشخصية العربية الإسلامية في المجتمع الليبي، وقطع جميع صلاته بتاريخه الحضاري وذلك عن طريق محاربة اللغة والثقافة العربية، لهذا السبب الجذري نجد أن الاستعمار الإيطالي الذي تسلط فوق ليبيا اثنين وثلاثين سنة ( 1911ـ 1943 ) خرج بعدها من أراضي ليبيا دون أن يخلف أي قاعدة تعليمية أو ثقافية أو حضارية.
في مثل هذه الخلفية الرهيبة وفي مواجهة هذه الخطة الهدامة التي كانت تعمل على طمس ملامح الشخصية الثقافية الوطنية والقضاء عليها، لعبت الزوايا الدينية والكتاتيب الإسلامية دورا بارزا في محاولة الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب الليبي وصيانته من التشويه والتذويب في الثقافة الاستعمارية، لكن دورها لم يتجاوز مبادئ القراءة والكتابة الأولية وتحفيظ القرآن.
تصدي الشعراء للهجمة الاستعمارية:
قد حاول الأدب الفصيح وعلى وجه الخصوص الشعر بإمكانياته المحدودة التصدي للهجمة الاستعمارية والدعوة إلى الجهاد، وللمطالبة بحق الشعب الليبي في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة فوق أرضه الليبي، فكانت قصائد شاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي وقصائد شيخ الشعراء الليبيين أحمد الشارف والمجاهد سليمان الباروني والشاعر أحمد قنابة، أصواتا قد اتخذت من الصحف و المجلات العربية والليبية التي أنشئت في عهد الاستعمار الإيطالي، وتلك الأصوات كانت أداة فعالة لمناهضة الاستعمار ومكافحة مكايدهم، ووسيلة هامة لدعوة الليبيين إلى الدفاع عن حقوقهم في التعليم، والمشاركة في إدارة شؤون بلادهم السياسية، وهكذا كانت مساعيهم تعبيرا عن الانتماء إلى الثقافة والحضارة العربية والإسلامية ودفاعا عنها. ومن المحتم القول أن ليبيا لم تعرف استقرارا أو نهضة ثقافية إلا عقب الحرب العالمية الثانية. وقد ظل الكتاب لممارسة التعبير عن واقع الشعب والدفاع عن حقوقهم محصورين في دائرة الأدب الشعبي الذي كان سجلا خالدا لثقافة المجتمع الليبي.
بدء بوادر النهضة الثقافية في ليبيا:
استهلت بواكير النهضة الثقافية في ليبيا في وقت عندما عاد عدد من المهاجرين الليبيين، وأرسل بعض البعثات التعليمية الجامعية إلى الدول العربية، وبعودة هؤلاء بدأ العمل الثقافي يتوصل إلى المجتمع الليبي، فالشباب لبوا دعوات التجديد التي وصلت إليه عبر الكتب المشرقية والمجلات الحافلة بحصاد الفكر العربي ونتاج التنظير العالمي، فعرفت الحياة الثقافية في ليبيا فنونا مستحدثة نحو الشعر الحديث والمقالة الأدبية والقصة، ومن هنا نشهد في المجتمع الليبي في تلك المرحلة من بدايات الخمسينيات عددا من المثقفين الذين كانوا يطمحون لتحديث المجتمع وتطويره، وكانوا يرون أن هذا الهدف المنشود لا يتأتى لهم بدون إسهامات المرأة ومشاركاتها في دفع عجلة الحياة الثقافية وجرها في المجتمع الليبي والنهوض به، وفي ضوء هذه الرؤية والتنظير كانت أبرز الموضوعات والقضايا التي شهدت حوارات مختلفة ونقاشات مطولة في صفحات المجلات و الصحف الليبية الصادرة آنذاك: قضية المرأة ومشاركتها الحياة الاجتماعية، وقضية السفور والحجاب والتعليم وما إلى ذلك من القضايا ذات الصلة بالموضوع.
إذا تقرر أن المرأة عضو أساسي لإنهاض المجتمع فالمشهود في ليبيا أن المرأة الليبية شاركت الرجل في كل المراحل وتفاعلت مع الظروف، ولم تكن يوما إلا وشاركت في نشاطات الحياة، بل أنها تجاوزت بعض الخطوط بالنسبة للرجال في محاولة لإثبات الذات والإشعار عن الشخصية المستقلة ولتقرير أنها قادرة على العمل الجاد الأوثق ضمن السياق العام للمجتمع الليبي. نجد أن المرأة قد تشكلت وضعيتها في المجتمع الليبي البدوي، فأدت دروا بارزا في الحياة الاقتصادية ومساهمتها في شؤون بيتها، فهي (النفاقة) المرافقة للرجال في مواسم الزرع والحصاد، وهي الراعية للبقر والشياه والإبل، وهى الرفيقة للرجل الليبي في سنوات الكفاح والجهاد أثناء الاستعمار الإيطالي، والجدير بالذكر أن المرأة البدوية في ليبيا كانت ومنذ القديم تشارك في الحياة العامة الثقافية.
سليمة المقوس:
سجل الجهاد الليبي قصصا بطولية لمجاهدات بارزات. ومنهن سليمة المقوس، التي أطلق عليها مراسلون أجانب تسمية “جان دارك العرب”، بعدما التي شاركت في “معركة قرقارش”، ضمن المجاهدين الذين قدموا من “فزان” في جنوب ليبيا، والذين جاءوا من مسافات بعيدة في الصحراء لمقاومة الغزاة في طرابلس، وبعضهم يحمل سيوفا. وكان سلاح سليمة المقوس عصا طويلة، تتنقل بها بين مواقع المجاهدين، تبث فيهم الشجاعة بأهازيجها وزغاريدها.
الشعر النسائي الشعبي في ليبيا:
يحتفظ سجل الشعر الشعبي الليبي بأسماء العديد من الشاعرات لهن ملامح شعرية عن تاريخ الجهاد وجور المستعمر ورصد معاناة الليبيين في المعتقلات ومقاومتهم للمستعمرين ونذكر بعضا منهن في السطور التالية:
(أ) أم الخير عبد الدايم:
أم الخير عبد الدايم شاعرة معتقل البريقة، وهو معتقل أقامته السلطات الإيطالية للقبائل العربية الليبية التي كانت تدعم فصائل المجاهدين بالمؤن والعتاد، أقيم وسط الصحراء إلى جانب معتقل العقلية الشهير، ومن قصائدها في المعتقل حكمك جاير يا (باريلا)
فني المال ورق العيلة
وتحارب فى ناس رعية
ماسكنا في بومختار
إلى كاد أركان الحربية
(ب) داروها العبار:
كما اشتهرت الشاعرة الشعبية (داروها العبار) بقصيدها الشعرية الشهيرة في وصف اللحظات الأخيرة لحياة شيخ الشهداء عمر المختار، ولحظات إعدامه فتقول.
حل تكارير البدعية
يقهر فيها
ملعون المينة والبية
كانت المرأة البدوية تمارس دورا مزدوجا في الداخل والخارج. بينما كانت نساء المدن يرزحن تحت واقع التقاليد لمجتمع أبوي يمنع المرأة من المشاركة في أي شكل من أشكال الحياة خارج البيت إلا فيما ندر.
اقتحام النساء في مجالات الحياة العامة:
لا نجد في التاريخ الاجتماعي الليبي المعاصر أي فعالية تذكر المرأة إلا بعد بداية الثلاثينيات حين استطاعت بعض نساء المدن المعروفات أن يقتحمن بصعوبة بعض مجالات الحياة العامة، و ذلك عن طريق إنشاء مدرسة لتعليم البنات وإنشاء جمعية نسائية تعني بشئون المرأة وقضاياها.
يلاحظ في تلك المرحلة كذلك بعض محاولات الكتابة الاجتماعية بأقلام نسائية تكتب عادة باسمها الأول في مجلتي ليبيا المصورة وطرابلس الغرب في الفترة ما بين 1935-1940 ، وكانت هذه الأقلام تقارن ما بين وضع المرأة الليبية ووضع المرأة في المشرق العربي، كما ركزت كتابتهن على توعية المرأة بالأساليب الحديثة.
حميدة العنيزى: أول رائدة للحركة النسائية في ليبيا
وفى هذا المجال يبرز اسم السيدة (حميدة العنيزي) كأول امرأة ليبية تعلمت في تركيا وحاولت عند عودتها تأسيس أول مدرسة لتعليم البنات في ليبيا، كان ذلك في منتصف العشرينيات، وإنها استطاعت أن تخرج جيلا من الطالبات اللائي لعبن دورا بارزا في النهوض بالحركة النسائية فيما بعد، ومنهن السيدة خديجة الجهمي. المربية السيدة حميدة محمد طرخان من مواليد مدينة بنغازي عام 1892 والمعروفة باسم حميدة العنيزي نسبة إلى زوجها عبد الجليل العنيزي (المتوفى ببنغازي سنة 1948) الذي كان ضابطا في الجيش التركي وقد تزوج بها في عام 1920. درست حميدة في تركيا، وتحصلت على دبلوم المعهد العالي للتدريس، وأتقنت اللغتين التركية والفرنسية بعد عودتها من تركيا، وافتتحت في منزل أبيها فصلا لتعليم البنات، ومبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن والتطريز والحياكة اللتان كانت تتقنهما بذوق رفيع. هي أول رائدة للحركة النسائية في بلادنا، وأول معلمة ابتدائي للبنات في بنغازي، ساهمت في تأسيس حركة المرشدات، وأول نواة للممرضات، وتأسيس أول معهد للمعلمات، وفتح روضة للأطفال، وفصلين لمحو أمية للبنات في عام 1954م. أسست جمعية النهضة النسائية الخيرية في بنغازي سنة 1954، كان لها دور كبير في إقناع المسئولين لتأسيس جمعية الكفيف الليبي، وكانت عضوا في مجلس تأسيس الجمعية والهيئة التأسيسية. وتعمل مع زميلاتها الليبيات والعربيات في المدينة لإقامة الأنشطة الخيرية والمساهمة في الأعمال التطوعية، بمساعدة الأسر الفقيرة ورعاية الأطفال الأيتام والرفع من مستوى العائلات المنتجة بتسويق إنتاجها، وجمع التبرعات لصالح نزلاء المستشفيات والملاجىء، والمساعدة في نصرة القضايا الملتهبة في الجزائر وفلسطين.
حميدة العنيزي عاشقـــــــــة الوطن، وهي تتدفق حماساً وحيوية وإنسانية، وتتوهج بحب الآخرين والعطاء الذي لا ينتهي. وهي من رائدات العمل النسائي والتطوعي في ليبيا، ومن السبَّاقات لنشر التنوير والتعليم والوعي مع زميلاتها الرائدات: بديعة سرور، وجميلة الإزمرلي، ثم خديجة الجهمي (وهي تلميذتها)، وغيرهن اللواتي اكتوين بالجراح مبكراً، وحملن مشقة التأسيس لنهضة نسائية ليبية قبيل الغزو الإيطالي سنة 1911.
وفي سنة 1920 وما بعدها قامت بالتدريس في مدرسة (بن عيسى) وغيرها من مدارس وأدارت بعضها باقتدار، ولقد نهضت برسالتها وهي في كل حال ظلت عنواناً للمرأة الصبور الواعية التي تعمل وكأنها تنسج عباءة .. أو تغزل صوفاً.. أو تنشد قصيدة من الشعر الجميل. في العدد الصادر من مجلة البيت في فبراير ( النوار ) 1936 وكانت المشرفة على تحرير صفحة ( الجنس اللطيف ) تكتب مقالاً عنوانه ( إلى بناتي الليبيات العزيزات )، وتقول في إحدى فقراته :
“هذا صوت كاد يخنقني من مدة بعيدة أردت أن أزعق به ولكن السكوت القائم حولي كان يمنعني من رفع الصوت، المرأة هي الشطر الأهم في إنتاج الذرية، فينبغي أن تكون معلوماتها أكثر من الشطر الآخر فهي قوام الهيئة الاجتماعية وعماد تقدم الأمم، وبكلمة واحدة هي أول وآخر مربي للإنسان، بهذه الاعتبارات يجب أن ننظر إلى المرأة، بل بهذا التقدير والاعتماد على النفس يجب أن تنظر المرأة إلى نفسها فتعمل لتحقيق ما تتطلبه من الإصلاح والرقي، لذلك أوجه كلمتي اليوم إلى كل بنات ليبيا داعية إياهن للإقبال على دور العلم لتوسيع دائرة معارفهن، فالعلوم والآداب هي الثروة التي لا تنفذ وتبقى أبد الدهر. وأنتم أيها الآباء أناشدكم الله تدبروا في مستقبل بناتكم فلا تكونوا من المتعصبين الذين يحولون دون تعليم بناتهم، فيقضون بحرمانهن من أهم أسباب الحياة في هذا العصر ويحكمون عليهن بالتعاسة والشقاء الأبدي. وأنتن أيتها البنات العزيزات انفضن عنكن غبار الكسل والخمول، واقبلن على دور التعليم، فإلى الأمام أيتها النساء، لنسر إلى جانب الرجال خطوة خطوة”.
وتصدر مجلة سنوية هي (رسالة الجمعية) وتنتج سنة 1963 مدرسة تطوعية ليلية بإشرافها وبمساعدة العديد من المتطوعات لتعليم النساء، ضمت فصولاً من الخامسة الابتدائية إلى الثالثة الثانوية، وكثيرات عبرها دخلن الجامعة، كما شكلت أول اتحاد نسائي ليبي سنة 1965 وشاركت في العديد من المؤتمرات والأنشطة النسائية العربية والدولية، وفي شهر يوليو (ناصر) 1970 حضرت المؤتمر النسائي الوطني بمسرح الكشاف في طرابلس. و بتاريخ 12/8/1982، توفيت ودفنت ببنغازي.
عائشة زريق: رائدة التنمية الريفية في ليبيا
تبنت عائشة زريق رائدة التنمية الريفية فى ليبيا مشروعها المبكر تجاه نساء ليبيا في مجال التنمية الريفية منذ أواخر أربعينيات القرن المنصرم ، مشروع ثابرت على نحته بثبات ورسوخ وفق خطط وبيانات مازالت تحتفظ بوثائقها. نظرًا إلى الفتيات العائدات من مهجرهن..مصر وتونس واليونان مُتعلمات، قام والد السيدة عائشة زريق بتسجيلها تلميذة بمدرسة الأميرة ببنغازي، وأثبتت تفوقها طوال سنوات الدراسة، فقد كانت الأولى على ولاية برقة في شهادتها الابتدائية ،هي أيضا تلميذة السيدة خديجة الجهمي في مادة الأشغال اليدوية ثم المُرافقة الدائمة شغلا ونتاجا للسيدة الرائدة حميدة العنيزي وقد شغلت سكرتير أول جمعية للنهضة النسائية ببنغازي 1954م.
تكلل جهد عائشة زريق بنجاح مشروعها التنموي وسط ظروف ذلك الزمن خاصة، وأنها كانت تتنقل بين المناطق الشرقية لتلاحق الفتيات وتكسبهن تجربتها بسبب عشقها للعمل والإحساس بأنه جزء من شخصيتها وكيانها. الفتيات والأمهات عندما كانت تقابلهن في بيوتهن الريفية أو في مكتبها تعاملهن بثقة في قدراتهن ثم تنزل إلى مستواهن البسيط ، لم تفكر مطلقا في التعالي عليهن، تجيبهن بهدوء وسياسة تربوية على كل أسئلتهن، ترغبهن في التعلم وتشجع الإيجابيات فيهن عندما يتحمسن ويحضرن للمركز الريفي، المركز مكان للعمل كنت أؤجر غرفة، وأضع فيها أدوات الخياطة، وأدوات التنظيف، وكل ما أتمكن من إحضاره كوسائل إيضاح ومواد للشغل، وكانت الناظرة حميدة تشجعني بمشروعي الجديد، وكل ما يتم إنجازه من أشغال يدوية، وغذائية صحية أعرضه وأعلن عنه في الجمعية النسائية، والتجمعات، وللنوادي.. أي مكان أدخل له أطلعه على مشروعي وكل ما أنجزته نشرح لهم كيف أعالج المشاكل التي تصادفني، أبحث في أسئلتهم وإجاباتهم عما يطور المشروع ويحسنه، مشروعي للتنمية للبنات الريفيات، وكنت أتخير أنشطهن وأكفئهن لتُعلم الأُخريات صاحباتها وجاراتها.
وفيما بعد كانت التجربة الكاملة التي منحتها للسيدة مريم الكانوني من قادت مشروع التنمية الريفية في طرابلس وكسيدة فعالة نقلت مشروعها لخارج الوطن تعرف به وتعطي صورة عن الحركة والنشاط التنموي في البلاد، السيدة عائشة قابلت الرائدات العربيات سهير القلماوي ،وراضية الحداد ،وأمينة السعيد ،ومثلت بلدها في أكثر من مكان… القاهرة، بيروت من جانب آخر لم تهمل السيدة عائشة الجانب الإعلامي في ترسيخ قواعد مشروعها وقد أعلمتني بكتاباتها الصحفية، وأنها كانت أول بنت تمثل في الإذاعة المسموعة الليبية، حين ساقتها الناظرة حميدة إلى الإذاعة لتمثل دورا في نص كتبه حامد العبيدي عنوان العمل (الفجر الجديد) عن الثورة الجزائرية، دور الفدائية في عائلة أغار عليها الطيران الفرنسي المحتل، كما قدمت برامج عن التغذية والعادات الصحية السليمة، وكيفية التعامل مع ما هو متوفر(اقتصاد منزلي) كاستعمال القرع الحمص، والعسل، ودقيق الشعير، فقرة في برنامج (ركن المرأة) وقتها تعرفت إلى السيدة حميدة بن عامر من المبكرات والرائدات في العمل الإذاعي وفي تنوير المرأة الليبية، السيدة عائشة المربية المعلمة، ومقدمة البرامج التوعوية، والمختصة بشؤون التنمية الريفية النسائية ،لفتتني وهي الجميلة أناقتها في صورها فأخبرتني أنها لا تلبس إلا ما تخيطه: فساتين ، وبدلات ، ومعاطف هي نموذج للمربية الإنسانة، والوطنية الفاعلة.
نبوع حركة الإبداع النسائي في ليبيا:
(أ) زعيمة البارونية
هكذا كان نسيج الواقع الليبي في مراحله المختلفة، ومنه نبعت حركة الإبداع النسائي في ليبيا حيث لم تتضح ملامحه إلا في سنوات الخمسينيات مع كتابات (زعيمة البارونية) وهي امرأة ناضجة ومثقفة، تشارك بفاعلية واضحة في الحياة الاجتماعية والثقافية الوطنية، تكتب المقال والقصة تحت اسم (بنت الوطن). السيدة زعيمة الباروني تعتبر واحدة ليس فقط من رائدات العمل النسائي بل هي رائدة في كتابة القصة القصيرة في ليبيا ومجموعتها (من القصص القومي) التي صدرت سنة 1958 تعتبر ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا بعد مجموعة (نفوس حائرة) لعبد القادر بو هروس سنة 1957. و يتشكل المناخ العام لقصص زعيمة الباروني من حواديث الجدات وقصصهن للأحفاد، وما يتسامر به الناس في مجالسهم الشعبية عن نضال الأجداد وجهادهم.
(ب) ماما خديجة الجهمي:
“نور العين والجوبة بعيدة حن القلب لا وهاما يريده”
يردد الليبيون هذه الأغنية الجميلة المعبرة عن العواطف الدافئة والمشاعر الجياشة تجاه الوطن وتجاه الأحباب الغائبين، ويتذكرون مع كلماتها المبدعة (خديجة الجهمي) التي يطلق عليها الكبار قبل الصغار ماما خديجة، وهي مع زميلتها (حميدة بن عامر) من أوائل الأصوات النسائية التي سمعت عبر الأثير فكن أول مذيعتين في الإذاعة الليبية منتصف الخمسينيات، عاش الليبيون مع أحاديث السيدة خديجة الجهمي الاجتماعية التي تعالج قضايا وإشكاليات المجتمع، ماما خديجة واحدة من المبدعات الرائدات في كتابة الأغنية الشعبية وهي من أوائل المجددين في شكل كتابتها، كما تعتبر خديجة الجهمي أول امرأة تترأس تحرير مجلة نسائية ليبية، وهي مجلة “المرأة”.
(ج) خديجة عبد القادر:
في سنة 1955 تخوض إحدى الكاتبات الليبيات تجربة الاغتراب مكبرا، إنها الفتاة الطموحة (خديجة عبد القادر) التي لم يشف غليلها أن تتخرج من مدرسة المعلمات في سنة 1954 وتشتغل بإحدى المدارس الابتدائية كان حلمها كبيرا يتجاوز نطاق الواقع وإمكانياته. وتنجح خديجة عبد القادر بفضل جدها ومثابرتها وبتشجيع من أخيها الشاعر على صدقي عبد القادر في الحصول على دورة تعليمية (بمعهد تنمية المجتمع) في مصر، سنة 1955.
لقد أعربت خديجة عبد القادر عن تجربتها الدراسية في مصر من خلال كتابها (المرأة الليبية والتربية الأساسية) وهو نفسه موضوع أطروحتها في معهد التنمية الاجتماعية وواصلت الكاتبة الحديث عن تجاربها في الحياة بأسلوب المذكرات في كتابها الثاني الذي يحوي تجربة رحلتها إلى بريطانيا وعيشها لفترة من الزمن في مجتمع أوروبي، وقد صورت الكاتبة تجربتها هذه في كتابها (ليبية في بلاد الضباب) وسجلت تجربتها وما مر بها من أحداث. كتابات خديجة عبد القادر يمكن تصنيفها ضمن كتابة المذكرات الأدبية، أو أدب الرحلات بجانب ما تحتويه من آراء في المجتمع الليبي وتركيبته وعاداته وتقاليده. على هذا الطريق الذي مهدت له كتابات زعيمة الباروني وخديجة الجهمي وخديجة عبد القادر وأخريات، شقت المرأة المبدعة في ليبيا طريقها إلى عالم الكتابة والإبداع.
اتساع مجالات الإبداع النسائي في ليبيا:
اتسعت مجالات الإبداع النسائي في ليبيا، فمع اكتشاف النفط في بداية الستينيات، تجلت مظاهر التغيير، واتساع رقعة التعليم واقتحام المرأة مدرجات الجامعة بأعداد لا بأس بها مع انتشار وسائل الإعلام، وتطور الحركة الثقافية الليبية، جعلت الواقع مهيأ، فبرزت أسماء لكاتبات ليبيات في عالم الشعر والقصة والمقالة، فعرفت الحياة الثقافية في الجامعة وخارجها أسماء: ربيعة بن صويد، فوزية بريون، نجاة طرخان، نظمية عياد، منيرة استيتة، لطفية القبائلي، نادرة عويتي، شريفة القيادي، عواطف الغرياني، حليمة، وصديقة عريبي، مرضية النعاس، وغيرهن من الأسماء التي اقتحمت ساحة الإبداع، وكان لهن إسهاماتهن الواضحة في مجال الشعر والقصة والمقالة، وشكلت كتاباتهن بمختلف أشكالها الأدبية.
ومثل ذلك لاحظ على كتابات شريفة القيادي ومرضية النعاس، حيث تنحصر كتاباتهن ضمن إشكاليات المرأة وعلاقتها بزوجها وأبيها وأخيها وأبنائها، والعادات والتقاليد المكبلة لخطواتها، وتتسم بعض قصصهن برومانسية تحاول التعايش مع الواقع بخلق صورة زائفة عنه رغم مرارته وهكذا لم تكن كتاباتهن الا تكريسا غير مباشر للموروث الاجتماعي واعترافا بسيطرة الرجل على القدرات الذاتية المبدعة للمرأة في شكل مباشر أو غير مباشر.
الإبداع النسائي الليبي بحلول السبعينيات:
حملت السبعينيات من القرن العشرين رياح تغير عاتية عصفت بالتركيبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الليبي بفعل ثورة 1969، و زيادة عائدات النفط والذي أسهم في رسم تركيبة جديدة للواقع الليبي، وفيما طرحت الثورة رؤية جديدة تهدف إلى تحديث المجتمع وتطويره من خلال خلق تنمية اقتصادية حقيقة، وهذه التنمية لم يكن لها أن تتحقق إلا بمساهمة من المرأة التي اقتحمت مجالات الواقع الجديد المفتوح أمامها على صعيد التعليم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع الجديد.
وبالأسئلة المسكوت عنها في ذاكرة المرأة الإنسان بكل كيانها كتبت فاطمة محمود وفوزية شلابي وسامية المسماري وزاهية محمد على، عن واقع المرأة في مجتمع يشهد تغيرات وتطورات متسارعة تجذب البعض إلى عالم التقاليد والتخلف وتدفع بالبعض الآخر إلى التمرد والرفض لكل القيود المكبلة لإدارة المرأة الإنسان.
كانت قصص وأشعار فاطمة محمود، وأشعار وروايات ومقالات فوزية شلابي، وقصائد سامية المسماري، ومقالات وقصص زاهية محمد علي، تعبيرا عن نقلة متقدمة في وعي المرأة الليبية المثقفة التي اقتحمت مناطق الحذر الاجتماعي وكشفت عن الذاكرة المكبوتة للمرأة، وإذا كان القدر قد اختطف زاهية محمد على في ريعان شبابها، وبداية عطائها الإبداعي، وظروف اجتماعية حالت دون أن تواصل سامية المسماري إبداعها الشعري، فإن فاطمة محمود وفوزية شلابي شكلن بكتاباتهن وإسهاماتهن في الحياة الثقافية رموزا بارزة في الإبداع الليبي في هذه المرحلة.
(أ) فوزية شلابي:
تتميز كتابات فوزية بمستوى عال من النضج الفني وبجرأة في التناول لقضايا وإشكاليات الواقع الليبي. تعتبر فوزية شلابي من أغزر الكاتبات الليبيات إنتاجا من حيث الكم، فقد صدر لها أربعة دواوين شعرية خلال فترة قصيرة نسبية وهي: ( في القصيدة التالية، أحبك بصعوبة) سنة 1984، (فوضويا كنت، وشديد الوقاحة) سنة 1985، (بالبنفسج أنت متهم) سنة 1985، (عربيدا كان رامبو) سنة 1986.
ومجموعة قصصية: ( صورة طبق الأصل للفضيحة) سنة 1985، بالإضافة على روايتها: (رجل لرواية واحدة).
وكذلك مجموعة كتب نثرية في السياسة والفن والأدب، ولعل عناوين هذه الكتب تفصح بشكل نسبي عن جرأة فوزية التي تتعدى اختيار العناوين إلى طبيعة القضايا المطروحة في شعرها، وقصصها التي تعري فيها الواقع وتكشف عن المحظور في التجربة الإنسانية المرفوض الإفصاح عنه إبداعيا.
وكتابات فوزية لا تتطرق فقط لهموم وإشكاليات المرأة، بل تتناول إشكاليات الحياة المتعددة، وتتجاوز خطوط حمراء في العديد من المواضيع خاصة السياسية التي تشكل قيمة رئيسية لمجمل نتاجها، حيث تحاول أن تمتزج ما بين الذات والموضوع، ما بين أحاسيسها كامرأة متمردة على الواقع وبين واقع الإنسان العربي في صراعه من أجل الوجود الحر الكريم و في قصيدتها “صه انتصار” تقول الشاعرة فوزية شلابي:
أيتها الدولة الجبانة لا ترتعبي
أيتها الصافرات صه
ويا أيتها المدافع الأثرية
لا تخوضي حربك التجريبية
ضد قلبي
ويا سيدي الجلاد، السياف، السجان
عائدان..ثم
عائدان..ثم
عائدان
(ب) فاطمة محمود:
صدر لفاطمة محمود ديوان واحد هو (ما تيسر)، و يغزر إنتاجها المنشور في الدوريات الثقافية الليبية والعربية، وهي معروفة على نطاق واسع في العالم العربي باعتبارها تدير إحدى أجرأ المجلات النسائية العربية وهي مجلة (شهر زاد) الجديدة وتكتب الشعر والقصة برؤية جديدة تعبر عن تجربة المرأة وعلاقتها بالآخر بدون أن نلمس الحذر أو الخوف من مواجهة الرغبات أو كشف العلاقات الحميمة في عالم المرأة الذي يسدل عليه المجتمع جلبابا من التحريم يصادر جسد المرأة وعقلها.
فاطمة تعري الوعي الزائف للرجل وتفضح ضحالة رؤيته للمرأة، و من قصتها “قبل أن تطلق رصاصة الرحمة” تعري جسد الرجل المقدس وتفضح عفونة شهوته في التملك سواء كان فردا أم مجتمعا أم سلطة.. تقول فاطمة:
يدها تدخل طقس الذاكرة.. تصطدم في اللحظة بيد شبقه تجوس جسدها تضغط صوب شهوة الامتلاك .. فحيحه يحاصرها.. الخ.
وجهه الرصاص.. يده الصفراء
جسده اللزج.. مائة النتن.
بصقت على الجدار المقابل.. عليه
ينسحب داخل خوذته كالحلزون
على المدينة.. على الرطوبة
على جسدها.. بصقت
أتفوه.. تفوه
(ج) عائشة إدريس:
هذه الروح المتمردة الرافضة لأن تكون مجرد جسد مكبل بقيم متوارثة من عصور الانحطاط نلمسها كذلك في قصائد عائشة إدريس ضمن ديوانها “أشياء بسيطة” وهي الروح التي تمزج ما بين جسد المرأة والواقع الكريه، في قصيدتها “سيد المساءات الوقحة” تقول عائشة:
كل النساء في هذا الزمن العاهر
خطن فروجهن..
غير أن الولادة..
كانت تفاجئ الجميع
وكان الوليد..
ينسل من جسد طفولته
عند بوابة الرحم المتمرد
ويعلن في رصاصة الفجر
اغتيال صدور الخيانة
في هذا الأفق الرحب من عالم الكتابة الذي خاضت غماره المبدعات الليبيات نتعرف كل يوم على أقلام جديدة مبدعة في مجالات الشعر والقصة.
الإبداع النسائي الليبي مع بداية الثمانينيات:
فبجانب لطفية القبائلي ومرضية النعاس وشريفة القيادي ونادرة عويتي وفوزية شلابي وفاطمة محمود وعائشة إدريس، يقف جيل جديد من الكاتبات اللائي عرفتهن الحياة الثقافية الليبية مع بداية الثمانينيات مثل أسماء الطرابلسي، وكريمة بشيوة، وخديجة الصادق، وتهاني دربي، وليلي النيهوم، وأنيسة التائب، وسعاد الجهاني، وحسنة المشاى، وأم العز الفارسي، وكلهن شاعرات يكتبن قصيدة النثر ويخضن غمار التجربة الشعرية، يبحثن عن جمال النص ويخترقن حرمة السؤال بعاطفة مبهورة للحياة شفى عنفوان تفاصيلها اليومية الممتلئة بآلام وضحكات، يكتبن قصائد وخواطر ضاجة بالرغبة في كسر حواجز الخوف وتجاوز الراهن بكل ما يحمله من ثقل لقيم وتقاليد تكبل انطلاقة الإنسان في صنع يومه وغده المشرق، في كتابات هذا الجيل نقرأ لغة شفافة تصنع من اللحظة صورة جميلة للحب والحياة.
(أ) خديجة الصادق:
خديجة الصادق من مواليد 12/1/1962 ببنغازي الليبية، ودرست بها حتى حصولها على ليسانس آداب – لغة فرنسية من جامعة قاريونس في بنغازي. تتقن اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. نشرت نتاجها في الصحف المحلية والعربية، كما اختيرت كأمين مساعد لرابطة الأدباء والكتاب الليبيين. خديجة الصادق كاتبة وشاعرة ليبية حاربت نظاما دكتاتوريا عمرها كله.
دواوينها الشعرية: ليل قلق / دار الرواد 1992، و غجربة / مجلس الثقافة العام 2006، وامرأة لكل الاحتمالات – اللجنة الشعبية العامة للثقافة 2006. من قصيدة ” امرأة لكل الاحتمالات ” نقرأ لخديجة الصادق هذا المقطع:
ومن طول ما انتظرته..
مسندة على النافذة خدها الشاحب..
تورد الزجاج لما رآه مقبلا..
على ساقيها العاريتين القي نظرته الشبقة..
أحست بلزوجة تحاصرها..
ركلتها بعنفوان..
ثم ركلتها بدلال..
ثم ذابت في حرارتها..
(ب) تهاني دربي
تهاني دربي شاعرة وصحفية ليبية، لها إسهاماتها في الحراك الثقافي منذ الثمانينيات. عاشت في عدة عواصم آسيوية وأوربية، أفادتها في تجربتها الإبداعية. ترأست تهاني مؤخرًا جريدة “الأحوال” التابعة لهيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا، ثم أوقفت إصدار الجريدة نتيجة الفوضى الحالية.
البداية كانت مع مجلة “الثقافة العربية” حيث تتلمذت على يد أستاذها حسين مخلوف، وبعدها “أخبار المدينة” التي أصبحت “أخبار بنغازي”، ومجله “لا”، ووكالة الأنباء الليبية فرع روما. توقفت لمدة طويلة ورجعت بعمود أسبوعي في صحيفة “الجماهيرية”. ولاحقًا استأنفت الكتابة الصحفية بعمود أسبوعي بصحيفة “قورينا” حتى سنة 2011، قيام الثورة، وكلفتها هيئة دعم وتشجيع الصحافة برئاسة صحيفة “الأحوال الليبية في إحدى محطات”.
شفافية اللغة والألم أذى يقرص به الحب القلب المشدود بنبضاته للوطن، تعبر عنه الشاعرة تهاني دربي، رئيسة تحرير صحيفة “الحب ينزف أكثر” فتقول:
النزول من الجبل إلى السهل.. سهل
.. لكن طعم الماء.. مر
ومر.. حب هذه البلاد..
.. ولكنه يفيض من القلب..
(ج) أنيسة التائب:
وإذ يفيض من قلب تهاني حب هذه البلاد، فإن أنيسة التائب، تنثر نبضاته حين تصافحه في قصيدتها “ذاكرة الحلم” فتقول:-
حين أراك..
.. يصافحك القلب..
ناثرا أمامه ارتجافات نبضه..
أنيسة محمد الفيتوري هي شاعرة ليبية، وتلقّب بأنيسة التائب، ولدت سنة 1962م في مدينة طرابلس، درست بطرابلس، ونالت شهادة الليسانس في الفلسفة وعلم الاجتماع من كلية التربية، جامعة الفاتح سنة 1984م.
مجمل القول:
وبعد.. فالقائمة تطول حين نستشهد بعطاءات المبدعات الليبيات، فخارطة الإبداع النسائي الثقافي تتسع رقعتها كل يوم بتجارب ومحاولات في فنون مستحدثة نحو الشعر والقصة والمقالة، تكتبها أقلام تمتلئ بالرغبة في اقتحام الحياة واحتضانها، لتعبر عن كينونتها وهي تصارع أمواج الواقع العاتية. وما هذه المحاولة المبتسرة، إلا صورة بسيطة عن واقع المرأة المبدعة في ليبيا، عن طموحاتها وتجاربها وأسئلتها الكثيرة والكبيرة، تجاه ذاتها ومجتمعها والعالم من حولها، وهى ليست رصدا ولكن مجرد إضاءة قابلة للتطوير.
(الدكتور محمد أنظر الندوي، أستاذ مساعد بقسم الدراسات العربية، كلية الدراسات العربية والآسيوية)
المراجع:
1. خديجة عبد القادر، المرأة والريف في ليبيا، (طرابلس 196).
2. أم العز الفارسي: ملامح من الإبداع النسائي الليبي، مقالة منشورة بتاريخ الثلاثاء، 1 يوليو، 2014م، في موقع إلكتروني بعنوان: http://kaleddarwish.blogspot.in/2014/07/blog-post_1756.html
3. د. هنري حبيب، ليبيا بين الماضي والحاضر (طرابلس: المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع)1981.
4. دليل المؤلفين العرب الليبيين (دار الكتب، طرابلس 1977).
5. د. خليفة التليسي، رحلة عبر الكلمات (طرابلس: الشركة العامة لنشر والتوزيع، طرابلس 1961).
6. كامل الهادي عراب، معارك الأمس (طرابلس:المنشأة العامة للنشر والتوزيع 1986).
7. قريرة زرقون: الحركة الشعرية في ليبيا في العصر الحديث: بداياتها، اتجاهاتها، قضاياها، أشكالها، أعلامها، المجلد الثاني، دار الكتاب الجديد المتحدة، 2004.