القصيدة المغربية المعاصرة وثورة التكنولوجيا ، قراءة في تجربة الشاعر طه عدنان

عبد الكبير الميناو

ملخص البحث:

يتناول هذا المقال راهن المشهد الشعري المغربي المعاصر، من زاوية تداعيات زمن العولمة وثورة التكنولوجيا، مستحضرا التحولات التي همت مسار وخصوصيات الممارسة الشعرية المغربية، بداية من ستينيات القرن الماضي.

ينطلق المقال من جملة ملاحظات حول تداعيات زمن العولمة وتأثير الثورة التكنولوجية على عملية الإبداع بوجه عام، وكتابة الشعر بوجه خاص، في ظل سعي عدد من الشعراء المغاربة إلى استثمار طفرة التكنولوجيا على مستوى كتابة وتداول العمل الإبداعي، مع التمثيل لذلك بتجربة الشاعر المغربي طه عدنان، الذي يتوسل في عدد من قصائده عوالم ومعجمَ التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية، منذ أن تحوّل إلى كتابة قلقة أمام حاسوب.

الكلمات المفتاحية:

الشعر المغربي المعاصر – العولمة – ثورة التكنولوجيا – الراهن – طه عدنان

Abstract :

This article deals with the contemporary Moroccan poetry, from the vie point of the effects of globalization and technological révolution. It evokes the transformations that affected the course and peculiarities of Moroccan poetry from the sixties of last century. The paper starts by number of observations about the repercussions of globalization and the impact of the technological revolution on the process of creativity in general, and poetry in particular. This is done in light of the efforts of a number of Moroccan poets who have invested in the technological development at the level of writing and circulating creative work. The experience is represented by the Moroccan poet Taha Adnan, Who solicits the realms and lexicon of technology and the Internet in a apprehensive writing in front of a number of his poems, since he turned to apprehensive writing in front of a computer.

KeyWords: Contemporary Moroccan Poetry – Globalization – Technological Revolution – the Present – Taha Adnan.

يا رب، مــالي والتكنولوجيا؟”

                              طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، ص. 14

مفتتح:

يُجمع المتتبعون للمشهد الإبداعي المغربي المعاصر على غنى وتنوع المتن الشعري الذي “يستمد العديد من منجزاته وإضافاته من تمزقاته، ومن العنف الذي تحكم بالرؤى والمواقف والممارسات”[1]، وإلا ما كانت هناك حاجة إلى الحديث عن أجيال وحساسيات شعرية، وبالتالي عن إبدالات وتحولات، أو حتى عن قطائع، من منطلق أن “ما يحكم تجربة الشعر المعاصر في المغرب، هو التنوع والاختلاف: أجيال وتجارب تعاقبت، وما تزال، على المشهد الشعري المعاصر، كل جيل حاول أن يطبع جزءاً من هذا المشهد ببعض خصوصياته”[2].

يستدعي تناول راهن المشهد الشعري المغربي، من زاوية تداعيات الثورة التكنولوجية على الإبداع الأدبي بشكل عام، التوقف عند التحولات التي همت مسار وخصوصيات الممارسة الشعرية، حيث الفروقات بين القصائد الستينية والسبعينية والثمانينية والتسعينية وما تلاها[3]، نابعة من كون القصيدة الستينية ولدت في “أتون تحول سياسي قاس”[4] جعلها أسيرة إكراهات إيديولوجية وفكرية واضحة[5]، قبل أن يجد الشاعر السبعيني في شؤون الحداثة وشجونها متنفساً وتعويضاً عن شؤون الواقع وشجونه[6]، لتتطور القصيدة المغربية مع جيل الثمانينيات بخلفيات نوعية وإبداعية مستمدة من روح العصر وتجلياته[7]، والتي كان لها انعكاس على الرؤية الشعرية[8]، تجلى بشكل بارز في مرحلة التسعينيات وما تلاها، والتي تميزت بالنقاش الذي تناول مكانة قصيدة النثر، مع تزايد التركيز على الذات وهشاشة الفرد، مقابل نوع من التخفف من “الهم” الإيديولوجي والعزوف عن المعضلات التاريخية والسياسيةالكبرى[9]، قبل أن تنفتح الممارسة على ما توفره التكنولوجيات الحديثة، التي ستستثمر بشكل لافت على مستوى كتابة وتداول القصيدة، ومن ذلك أن يكتب الشاعر المغربي إدريس علوش، في ديوانه “دوارة أسطوانة”:

كَأْسِي

لا تَلْمَسْهُ

فَقَطْ خُذْ كَأْسَكَ

وَشَاطِرْنِي الفِكْرَةَ إِنْ شِئْتَ

عَنِ العَالَمَ المُدْمَجِ فِي قُرْصِ

                 العَنْكَبُوتِ

وَعَنِ الأَحْذِيَّة التِّي تُهَيِّئُ خُيُوطَهَا

          لاحْتِلالِ أَرْضِ الغَيْرِ

وَعَنِ المَشْيِ فِي اتِّجَاهِ

       المَحَبّة المُحْتَمَلَة

           وَالسَّلاَمِ المُعَطَّلِ”[10].

في ارتباط بمسار وتحولات القصيدة المغربية المعاصرة، يثير راهن الممارسة الشعرية جملة ملاحظات بخصوص تداعيات زمن العولمة وتأثير الثورة التكنولوجية على عملية الإبداع بوجه عام، في ظل سعي عدد من الشعراء إلى استثمار طفرة التكنولوجيا على مستوى كتابة وتداول العمل الإبداعي، بشكل يفسر لمَ خيم معجم وسائل الاتصال الحديثة على أكثر من قصيدة[11]، عبر توسل مفردات ومعجم الشبكة العنكبوتية واستثمار عوالمها الافتراضية، في وقت تحول فيه الانترنت وموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بشكل خاص، إلى أداة للنشر وترسيخ الحضور قبل الديوان والمجلة والكتاب؛ ومن ذلك أن يقول الشاعر جمال الموساوي إن ديوانه “أتعثر في الغيمة فتبكي”[12] هو “مجموعة افتراضية”[13]، على اعتبار أن معظم نصوصها كتب ونشر مباشرة على الجدار الخاص في “فيسبوك”[14]، مشددا على أنه كتب هذه النصوص عن وعي مسبق بأن الأمر يتعلق بمجموعة شعرية سيتم تجميعها لاحقا، لذلك كانت مثار تفاعل من الأصدقاء والمتابعين، بالنظر إلى إمكانات التواصل التي يتيحها هذا الموقع الاجتماعي، فضلاً عن إمكانية الوصول السريع إلى القارئ دون وسيط، بشكل يؤكد استثمار ميزة التكنولوجيا والإنترنت في نشر المعرفة وتحقيق التواصل[15].

لا يمكن لأي تناول لراهن المشهد الشعري المغربي المعاصر[16] إلا أن يأتي منصتاً إلى قلق هذا الراهن وأسئلته، ضمن “عصر يتسم بأنه عصر جميع الأوهام”[17]، الشيء الذي يستدعي توسيع المسار العام الذي يؤطر المشهد الشعري، بداية من النقاش الذي انطلق مع صدمة الحداثة، وصولاً إلى زمن العولمة، مع الأخذ بعين الاعتبار عددا من الكتابات التي تتحدث عن نموذج جديد من البشر يتوالد، الآن، “العيش المريح جزء من حياتهم في المجال السايبري وفي عوالم افتراضية، قادرون على التفاعل مع عوالم متوازية بصورة آنية، وسريعون في تغيير شخصيتهم لتتماشى مع واقع جديد يوضع أمامهم، سواء كان ذلك حقيقياً أم مزيفاً: إنهم رجال ونساء القرن الحادي والعشرين، وهم نسل مختلف عن آبائهم وأجدادهم”[18]. يتعلق الأمر، هنا، بجيل أطلق عليه عالم النفس الأميركي روبرت ليفتون وصف “الكائنات البشرية المتلونة”[19]، في إشارة إلى “أولئك الذين يقضون من الوقت مع شخصيات خيالية على التلفزيون والسينما والمجال السايبري قدر، أو أكثر، مما يقضونه بتجاربهم في الزمن الحقيقي، حتى أنهم يدمجون الشخصيات الخيالية بتجاربهم في المحادثات الاجتماعية جاعلين منها جزء من قصصهم الشخصية”[20]، كما أنهم “قادرون على إرسال رسائل إلكترونية إلى العناوين الافتراضية لأناس دون أن يحتاجوا إلى معرفة عناوينهم الجغرافية أو حتى الاهتمام بها”[21].
الشاعر والعولمة:

لا شك أن الإنسان، بشكل عام، والمبدع بشكل خاص، وهو أمام الشاشة الصغيرة، “يدرك العلائق ويربط ويفهم ويتذكر بكيفية مخالفة تمام المخالفة لما يقوم به وهو أمام نص مكتوب”[22]، مع أن الحامل لا ينحصر، هنا، برأي المفكر المغربي عبد السلام بنعبد العالي، في أرضية النص، وإنما يطال مادته وأدوات نسخه، من منطلق أن المعنى وهو يرتوي حبراً أو يلبس كتابة، ليس هو أن يظهر صورة على شاشة صغيرة، كما أن “الاختلاف ليس هو الاختلاف بين الحبر والذبذبات الصوتية والموجات الضوئية. إنه اختلاف بين ثقافتين، بل رؤيتين للعالم، أو على الأصح بين عالمين متباينين”[23].

لقد تحولت شبكة الإنترنت، عنوان الثورة الرقمية والزمن الإلكتروني، والتي تم تسويقها كـ”إشارة لمستقبل لا يمكن تفاديه”[24]، إلى “مسكن للكتاب الجدد”[25]، من جهة أنه لا يمكن للمتأمل في المشهد الثقافي الافتراضي، على شبكة الإنترنت، إلا أن يسجل التحولات الكبيرة التي همت الكتابة العربية، بشكل عام، والكتابة المغربية، بشكل خاص، وهي “تحولات لا تمس جوهر المكتوب، بل تمس جسده وسيرورته، من خلال الانتقالات التي حدثت على مستوى زمن ومكان الكتابة، وأيضاً، في المعنى الجديد الذي أصبح يرتبط

بمفهوم الكاتب المعاصر”[26]، الشيء الذي جعلنا إزاء إجماع على تحول في خرائط الإبداع، في وقت سمحت فيه الإنترنت بــ”بناء جماعات أدبية وتجمعات للكتاب، أتاحت للجميع الانخراط في صلب المشهد الثقافي من دون رقابة أو حاجة إلى “صكوك غفران” من هيئة أو من اتحاد”[27]، وهو واقع بقدر ما سمح بحرية لا حدود لها على مستوى الإبداع والتواصل والنشر، فجر، برأي كثيرين، أسئلة تتناول هذه الحرية، نفسها، من حيث السقف المفترض لها، حتى لا تتحول “فضيلة” التكنولوجيا إلى “فضيحة”.

قصيدة بمعجم “تكنولوجي”: تأكيدا للتحولات التي أفرزتها الطفرة التكنولوجية، والتي لامست حياة الإنسان في مختلف تجلياتها، بما فيها الجانب الإبداعي، تأتينا قصائد الشاعر المغربي طه عدنان[28] طازجة ومشبعة بزمن وتداعيات العولمة التي يبسط شاعرنا شروط ومتطلبات الاندماج السريع في قبيلتها، معتمداً في “I Love You”، التي هي إحدى قصائد “ولي فيها عناكب أخرى”، باكورة مجموعاته الشعرية، تكراراً يفضي إلى أكثر من عشرين شرطاً للكيفية التي يصبح بها المرء “عنصراً صالحاً للاندماج السريع في قبيلة العولمة”[29]، بينها، على الخصوص، أن تصبح للفرد صداقات وطيدة في كل أنحاء العالم دون أن يجد نفسه مجبراً على تحية جيرانه في نفس العمارة، وأن يقلد الشيطان في تسريحة شعره، وأن يخلد للراحة الأيديولوجية.

يقول طه عدنان، في هذه القصيدة، في سياق استعراضه لما يجعل الفرد صالحا للاندماج السريع في قبيلة العولمة:

أن تقع في أسر عنكبوتٍ إلكترونيٍّ

لتُؤدِّي الجزية 18 دولاراً في الشهر

أن تُصبح لك صداقاتٌ وطيدةٌ في كلِّ أنحاء العالم

دون أن تجد نفسك مجبراً على تحية جيرانك

في نفس العمارة

أن يعرف Christian@yahoo.fr

و Jamal@maktoob.com

و Dai-ping@nirvanet.net

و Janet@hotmail.com

وعناوينُ إلكترونيّةٌ أخرى

كلَّ تفاصيل حياتك

فيما تجهل أمك عنك كلّ شيْء”[30].

يعلن طه عدنان، من خلال قصائده، انتماءه إلى الراهن، حياة وحساسية شعرية، فيقول: “نحن لم نعد في زمن المعلقات. لقد ولّى الزمن التي كانت القصائد تُشعل فيه الحرائق والحروب وكان بيتُ شعرٍ يُؤَلّب قبيلةً عن بكرة أبيها. لقد كان شطر من الشعر كافيا بإهدار دم الشاعر. أما اليوم فلم يعد أحد يأخذ الشعراء على محمل الجدّ. والقصائد التي تثير النقع معدودةٌ على رؤوس الأصابع. أعتقد أن النظرة إلى الشعر وأهله يجب أن تصير الآن أكثر واقعية. فالشعراء ليسوا أرواحا شفيفة هيمانة. بل حفنة أناس بمزاجات ليست رائقة على الدوام يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق دون أن يكونوا مُخلّصين ولا أنبياء. ففيهم أولاد الناس والأوغاد والصعاليك والسفلة. كلُّ هذا لا ينفي عنهم إنسانيتهم وبالتالي شاعريتهم”[31].

لا يخفي طه عدنان أنه يُقْدِم على نصه الشعري “متخفّفًا من كل الأوهام والرّهانات الكبرى”، مشددا على أن ما يكتبه “محكوم حتمًا بالسياقات الاجتماعية والتاريخية والنفسية التي تنتجه”[32]، في نوع من “التأريخ الشخصي” للحظته الواهنة[33]. لذلك نكون، في ديوانه “ولي فيها عناكب أخرى”، مع شاعر يهيئ نفسه لفصل الكتابة كممثل لم يختر دوره، ليتساءل إن كان من الضروري أن يكتب شعرا لكي يظل على قيد الأحلام[34]، طارحا ما يكفي من الأسئلة الحائرة حول جدوى الشعر في زمن العولمة وتداعيات التكنولوجيات الحديثة، ومن ذلك أن نقرأ له في “القصيدة الكونية”:

“أيّة ضرورةٍ للشعر

أيّ جدوى من تشريح الأوجاع؟

فالتركية التي قضت ليلتها بسريري

منذ شهرٍ

لا تعرف ناظم حكمت

ولا تحفظ من الشعر سوى النشيد الوطني

حتى الطفلة التي دهست بيتها الرّملي

قدمٌ جهمةٌ على الشاطئ

حينما وبإحساسٍ مُرهفٍ

واسيتُها ببضعة أبياتٍ لجاك بريفير

لاحقتني بالزّعيق

وبشتائم تكبرها سنًّا

لكأنها عانسٌ

ما عادت تُطيق تودّد الرجال

ربما سأُحسن صنعاً باجتناب الشعر

لكي يظلّ السريرُ خالصاً

وتبقى الطفلةُ طفلةً” [35].

يتوسل طه عدنان في أكثر قصائد ديوانه معجمَ التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية، هو الذي صار يُقدِم على أغلب نصوصه الشعرية متخفّفًا من كل الأوهام والرّهانات الكبرى، خاصة منذ أن تحوّل إلى كتابة قلقة أمام حاسوب، متغنيا بأفضال الشبكة العنكبوتية، إلى درجة يصير معها كل ما يوجد خارجها صقيعًا خانقًا.

ولأنه صار مقتنعًا بحقيقة أنه لا حياة خارج الرحم الكهربائي، فإنه يرجو من “الإلكترونات” الرحيمة أن تضمه إلى ذبذباتها، مسلمًا بأنه صار أسيرها المساق برضاه، معلنًا أنه سيأتيها كاملا غيـر منقوص، بما يخفي وبما يعلن، وبما لم يخطر على باله بعد، بل سيأتيها بأحلامه وأوهامه، وبأسماء دخوله كلها وبكلمات السر، فقط، لأنه لم يعد قادرًا على العيش خارج “مدينة الكهرباء”[36].

لكن، ورغم احتفائه بالجانب المشرق من الشبكة العنكبوتية، فإن شاعرنا لا يخفي أن الإنترنت ضيعته وبددت دفئه الباقي، بعد أن لم يجنِ منها إلا الوحدة والقلق، إلى درجة أنه صار يحنّ إلى زمن الورقة والقلم؛ تماما كما نقرأ له في قصيدة “وئيدا أحفر في جليد حي”:

“يا رب، مالي والتكنولوجيا؟

كنتُ فيما مضى

أخطُّ أشجاني

على صفحةٍ بيضاء مثل هذي

ولم يطل قطُّ يدي العطب.

واليوم،

ها زيتونة عمري تثكل أوراقها

في الطريق إلى غابة الثلج”[37].

لا يجد طه عدنان إلا أن يستحضر ماضيه الطلابي بجامعة مراكش وشكل ومضمون كتابة إبداعية يخطها على صفحة بيضاء، وصولا إلى الوضع الذي يعيشه في حياته الجديدة، بعد هجرته إلى بروكسل عام 1996، حيث أصبح يكتبُ وحيدًا على الكومبيوتر لتخرج نصوصه متحرّرة من كل إيقاع. الكومبيوتر الذي أصبح جزءًا من عالمه اليومي لتتسرّب المفردات الإلكترونية إلى معجمه الشعري وتتسلّل العوالم الافتراضية إلى قصيدته، بداية مع “وئيدًا أحفرُ في جليدٍ حيٍّ” المكتوبة عام 1999، ثم “I Love You” المكتوبة بنيويورك في سبتمبر 2000، والتي تحمل عنوان فيروس بنفس الاسم كان قد غزا بريد العالم الإلكتروني ابتداء من شهر مايو من نفس السنة. ثمّ قصيدة “الشاشة عليكم” في يناير 2002، بشكل يجعلنا أمام قصائد رأى أنها أكّدت دخولنا إلى قرنٍ شعريٍّ جديد، مشيرا إلى أنه “إذا كان القرن الماضي قرن الإيديولوجيا بامتياز، فإن القرن الحالي يُعَدُّ قرن التكنولوجيا عمومًا والتكنولوجيا الرقمية بشكل خاص. وبالإضافة إلى التكنولوجيا كموضوع، فإن تطوّر وسائط الاتصال حوّل العالم إلى قرية شعرية صغيرة. إذ بنقرة سريعة على الزّر تعبُر قصيدتُك نحو جغرافيات نائية دون أن تبرح مكانك بل وقبل أن يرتدّ إليك طرفك”[38].

يضع طه عدنان قارئه في صورة حياته الجديدة التي أصبح خلالها الكومبيوتر جزءًا من عالمه اليومي، بشكل فتح الباب أمام تسرّب المفردات الإلكترونية إلى معجمه الشعري وتسلّل العوالم الافتراضية إلى قصائده، لم يجد معها إلا أن يواجه الشاشة بأحلام متيبّسة وأصابع تصطكّ، كما لو أنه يراود القصيدة عن سرّها بضوءٍ كذِبٍ ومفاتيح خرساء، لنقرأ له في قصيدة “وئيدًا أحفرُ في جليدٍ حيٍّ”:

“لكأنّي أحفر وئيداً في جليدٍ حيٍّ:

أكتبُ القصيدة تكنولوجيّاً

لتسقط القبّعاتُ في حبّها

ومظلاتُ العجائز

فيكتب عنها ناقمٌ أدبيٌّ

خبيرٌ في شؤون الشعر والعولمهْ.

أعني الناقد ذا النظارتين السديدتين

مُذْ قرأتُ له كلاماً طليعةً في الحداثة

وأنا أرسم الحلم مكعّباتٍ

ومثلثاتٍ وأنصافَ دوائر

وأكتب عن الشعر في الزمن الافتراضي

عن الحب في عصر الذّكاء الاصطناعي

وعن مواعيدي الغريرة

في حدائق الأنترنت.

ضيّعتني الأنترنت،

بدّدت دفئي الباقي

ولم أجن منها سوى الوحدة

والقلق …” [39].

يربط طه عدنان بين التكنولوجيا والعولمة، ليكتب في قصيدة “I Love You”، عن أسرع طريق إلى حب عشيقة حمراء بنهد نافر وبطن ضامر تفوح منها روائح فيليب موريس. وعن مقاومة البرد بالمزيد من الشقراوات لا الحطب، بالمزيد من البيرة الليبرالية لا الشمس، وأن تتملّى قائمة الطعام التي يفرِشها أمامك نادلٌ يشبه بول نيومان قبل أن تطلب دونما اكتراثٍ هامبرغرك المعتاد[40]، ليتم الترحيب بك في نيويورك، حيث لا أحد يهتم لأحد، وحيث الحرية تنام واقفة على شكل تمثال. نيويورك، حيث الشعب الأبيض السعيد مرابط خلف التمثال، مكتفيا بالاختيار ما بين كوكاكولا وبيبسي كولا. ما بين الماكدونالدز والبرغر كينغ. ما بين بيتزا هات ودومينوس بيتزا. ما بين فيزا وماستر كارد. ما بين السجن المؤبد والإعدام. مرثية إلى أمادو ديالو[41].

في قصيدة “الشاشة عليكم”، يضعنا طه عدنان في صورة سكنه التكنولوجي، مفتتحا قصيدته بتحية الصباح. يقول:

“صباح الخير أيها العنكبوت

يا وابل المعنى ويا شفيرة النّور

بيتُك من أبهى البيوت

وأنا سادنه الأمين

من أوّل النّقر

إلى أقاصي الدهشة الساطعة.

صباح الموج أيها الأزرق الهادر العظيم

يا شرفة الضوء المشرعة على خيوط المستقبل

أيتها اللحظة الباهرة التي تُؤلِّب الرّوح

ضدّ عزلة الجسد

والحواس ضدَّ ما يشُدّها إلى رتابة الأعضاء

أيتها اللحظة التي لا عمر لها

سأُقيم فيك لأرحل

بعيداً عن جهامة رجال الجمارك الإنكشاريين

وتحذلق الخصيان من موظّفي المطارات.

صباح الخير أيّها العنكبوت

صباح الرِّضى يا زقزقة الكهرباء

أنا جاهزٌ فخذيني إلى عالمي الذي من ضوء”[42].

يبدو الامر، هنا، كما لو أنه ينقل للجيل الذي أطلق عليه عالم النفس الأميركي روبرت ليفتون وصف “الكائنات البشرية المتلونة”[43]، في إشارة إلى من هم “قادرون على إرسال رسائل إلكترونية إلى العناوين الافتراضية لأناس دون أن يحتاجوا إلى معرفة عناوينهم الجغرافية أو حتى الاهتمام بها”[44]، إذ يحدثنا طه عدنان عن جيرانه الطيبين في هوتميل وأترابه الودودين في ياهو وعشيقته السرية في كرامايل، مشيرا إلى أن العالم خارج “الهواء الافتراضي” و”الرحم الكهربائي الدافئ / صقيع خانق” و”محض هباء”[45]، ليخاطبه كعاشق ولهان، قائلا:

“هنا أتنفّس العالم نقياً ومُضاء.

لا حياة خارجكِ، فضُمّيني إلى ذبذباتكِ

أيّتها الإلكترونات الرّحيمة

أنا أسيرُك المُساق برِضاي

سآتيكِ كاملاً غير منقوص

سآتيك بما أخفي وما أُعلن

وبما لم يخطر على بالي بعد

سآتيك بأحلامي وأوهامي

بأسماء دخولي كلّها

وبكلمات السر

سأحمل روحي على فأرتي

وأُلقي بها في مهاوي الكوكيز.

لم أعد قادراً على العيش خارجكِ

يا مدينة الكهرباء

العالم خارجك محض إشاعة

وحدهم البسطاء يصدّقونها

أمّا أنا فلا خارج لي

الويب والواب والنيتسكايب تعرفني

أنا أمير الغرقى

وشهيد المبحرين

ابنكَ البارّ أنا أيّها العنكبوت

فاحضنني برأفة قبطانٍ

بيتك بيتي”[46].

ديوان في “ثلاثة” !

أعاد طه عدنان نشر ديوانه “ولي فيها عناكب أخرى”، تحت عنوان جديد “بهواء كالزجاج”[47]، قبل أن يضيف إليه، في نسخة ثالثة، أربع قصائد، ويعطيه عنوان “أكره الحب”[48].

والمثير أن هذا التعدد في العناوين المنشورة باللغة العربية، يجد صداه في الترجمة الفرنسية لهذه المجموعات الشعرية، حيث نكون مع ترجمتين بعنوانين مختلفين، أيضاً، هما Transparences وJe hais l’amour، الأول ترجمة للنسخة العربية الثانية الصادرة تحت عنوان “بهواء كالزجاج”، والثاني ترجمة للنسخة العربية الثالثة الصادرة تحت عنوان “أكره الحب”.

صدر ديوانTransparences  عن دار النشر البلجيكية “شجرة الكلام”، فيما صدر ديوان Je hais l’amour عن منشورات “الفنك”، متضمناً قصائد باللغتين العربية والفرنسية، مع إشارة إلى سهام بوهلال كمترجمة. كما صدرت ترجمات بلغات أخرى، آخرها نقله وقدم له بالإسبانية بالعاصمة الكوستاريكية سان خوسيه، المستعرب الإسباني أنطونيو لوبيز بينيا، تحت عنوان Odio el amor.

تتعدد عناوين “ديوان” طه عدنان، بحيث يأخذ كل عنوان متلقيه نحو طريق تختلف عن تلك التي يسير فيها العنوانان الآخران. يحيل العنوان الأول (ولي فيها عناكب أخرى) على عوالم الشبكة العنكبوتية، والثاني (بهواء كالزجاج) على عوالم الهجرة، فيما يحيل الثالث (أكره الحب) على تيمة الحب وعذاباته. ولأنه يدرك جيداً شكل الحيرة التي قد تنتاب المتلقي، فإن الشاعر لا يترك فرصة توضيح الأمر، إذ نقرأ له نصاً طويلاً، نسبياً، ضمـّـنه شهادته، التي نشرت ضمن مؤلف جماعي، صادر عن وزارة الثقافة المغربية، تحت عنوان “المنازل الأولى: شهادات أدباء مغاربة حول كتبهم”، مما جاء فيه: “بعد هجرتي إلى بروكسل عام 1996، أصبحتُ أكتبُ وحيدًا على كومبيوتر محايد لتخرج نصوصي منكوشة الشعر كقصائد نثر. ولمّا اقتُرِح عليّ أن أهيِّئ مجموعةً للنشر ضمن “سلسلة الكتاب الأول” التي أطلقتها وزارة الثقافة المغربية بعثتُ خمس قصائد مع طلب خطّي إلى وزير الثقافة، الذي لم يكن سوى الشاعر محمد الأشعري، عنونتُه كالتالي: “شاعرٌ بلا ديوان كقبرٍ من دون شاهد”. خمس قصائد انتقيتُها مما تراكم لديَّ من نصوصٍ انتهيتُ إلى أنّ العديد منها يُشاطئ بحر الشعر. الشعر الجيِّد يتطلَّب أفكارًا شعرية وجيهة، وليس مجرّد الجري وراء الاستعارات والتراكيب المدهشة التي قد لا تُدْهِش أحدًا. كما أنني كنتُ قد جاوزتُ الثلاثين، ولم يَعُد هناك مجالٌ للّهو بالقوافي واللّعب بالكلمات. وأنا أترقّب ردَّ الوزارة بصدد ديواني الأول “وَلِيَ فيها عناكبُ أخرى”، قرأتُ خبرًا عن “جائزة الشارقة للإبداع العربي _ الإصدار الأول” بصحيفة لندنية. لم يتطلب منّي الأمر سوى إنجاز بضع نسخ إضافية للمجموعة أرسلتُها إلى دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بعدما أجريتُ عليها بعض التعديلات الشكلية الطفيفة كان أبرزها العنوان الذي أصبح “بهواءٍ كالزّجاج”. إذ وأنا أعيدُ قراءة المجموعة وجدتُ روحَها ضجِرَة وأجواءَها فاترةً باردةً حتى لكأنَّ هواءها متجمدٌّ جارحٌ كالزّجاج! وحدث أن فاز هذا الديوان بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2002 ليصدر ديواني الأول عام 2003 مرّتين وبعنوانين مختلفين فأصير متعدِّد الديوان الأول. صدر أولا عن منشورات وزارة الثقافة المغربية في إطار فعاليات الرباط عاصمة الثقافة العربية قبل أن يصدر بالإمارات. لكن النشر لا ينحصر في الطباعة فقط، فهو لا يكتمل إلا بالتوزيع. وهذا ما لم يتحقّق كثيرًا مع هذا الديوان، ذي العنوانين، الذي ظلّ رهين المخزنين: مخزن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء ومخزن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. لذا عندما اقتُرِح عليَّ النشر بدار النهضة العربية ببيروت، لم أجد غضاضةً -أنا الذي أتهيّب أمام الصفحة الفارغة وأعتقد أن كتابة قصيدةٍ أعسرُ، حقًّا لا مجازًا، من قلع ضرس- في إضافة أربعة نصوص جديدة إلى قصائدي الخمس المنشورة في الديوان الأول لأرسلها إلى دار النهضة تحت عنوان “أكرَه الحبّ”. وهو العنوان الذي انتقل إلى لغة موليير، عبر ترجمة الشاعرة سهام بوهلال، عن “منشورات الفنك” بالدار البيضاء بعدما كانت دار “شجرة الكلام” ببلجيكا قد نشرت ترجمة الديوان في صيغته الأولى. “أكرَه الحبّ” الذي انتقل بعد ذلك إلى لغة سرفانتس عبر ترجمة أنيقة للإسباني أنطونيو لوبيز بينيا صدرت بكوستاريكا. فيما تشرف يولاندا غواردي، الأستاذة بجامعة ميلانو، على نقله إلى لغة دانتي في ترجمة ستصدر هذه السنة. “أكرَه الحبّ”، إنه الديوان الذي أكنُّ له محبة خاصة وأشعر كما لو أنّه كتابي الشعري الأول حقًّا. خاصة وأنه لا يلغي أوّل إصدار لي، بل يستوعبه بكثير من الحدب والحبّ. وما الحبُّ إلاّ للكتاب الأوّل”[49].

من الواضح أن عنوان “ولي فيها عناكب أخرى” يلخص روح هذه المجموعة الشعرية، التي استلهم فيها الشاعر القرآن الكريم، بعد أن اختار عنوانًا يحيل عليه، مستبدلاً كلمة عناكب بكلمة مآرب[50]، بشكل يحيل على الشبكة العنكبوتية، وهو ما يجد صداه في قصيدة “أحفر وئيداً في جليد حي” وفي قصيدة “I Love You” ذات العنوان الذي كتب باللغة الإنجليزية والذي يترجم في اللغة العربية بـ “أحبك”، التي تتناقض في ظاهرها، على الأقل، مع عنوان “أكره الحب”، مع أننا سنعرف، في معرض قراءة الديوان الثالث، أن معنى قصيدة “أكره الحب” هو غير ما يشير إليه العنوان، إذ سنفهم أن الشاعر يكره الحب، ليس لبعده الإنساني، وإنما للطريقة التي “يمارس” بها، فيما سنعرف أن عنوان “I Love You” ليس اعترافاً بحب، بل اسم فيروس إلكتروني؛ وهو ما يظهر في النص، حيث نقرأ:

“أن تخشى على حاسوبك الشخصي

من فيروس I Love You

وأترابه

أكثر مما يخشى إفريقي على نفسه

من وباء الإيبولا”[51].

وسواء تعلق الأمر بعنوان ديوان “أكره الحب” أو عنوان قصيدة “I Love You”، فإننا نكون مع عنوانين يشوشان الأفكار، من خلال كسر أفـق التوقع لدى المتلقي، الذي لا يجد من حيلة أمامه إلاّ الاتكاء على النّص لتفسير العنوان، بعد أن يجد نفسه أمام استحالة تحقيق التوافق بين النّص والعنوان[52].

وإلى الأسئلة التي تبرز، وربما المفارقات التي تتخلل عددا من القصائد، نكون مع جمل وعبارات، ربما صدمت المتلقي العادي، خاصة حين نقرأ في قصيدة “الشاشة عليكم”:

“يا أشباهي في العزلة

والأرق

يا فيالق الحب القصي

يا أرواحي الجديدة

يا سلاله الضوء

سأتناول سندويشي بينكم

سأُفـَرش أسناني بينكم

وأحلق ذقني بينكم

وبينكم سأقضي حاجتي …

تبّاً أيتها التواليت

كم أنت بعيدة !”[53].

فنحن إذا ركزنا على آخر المقطع (وبينكم سأقضي حاجتي _ تبّاً أيتها التواليت _ كم أنت بعيدة !)، ربما وجدنا في النص استفزازاً صادماً لقارئ قد يكون عوّد نفسه على نمط معين من الشعر[54]. لكن الحالة التي يصورها الشاعر تنقل لنوع من الإدمان الذي ملأ عليه وقته وجعله أسير الحاسوب، بل إن الشاعر يفتتح تحيته بكلمة “الشاشة عليكم” عوض “السلام عليكم”، ما يجعلنا، هنا، أمام استعارة، تترجم حكم الزمن، مختصرة المسافة والصورة، بألوانها وإغراءاتها وأوهامها، ومن ذللك أن تنقل تحية الشاشة لتواصل افتراضي يفتقد لدفء اللقاء المباشر، فيما يكشف المضمون الذي يعكسه عنوان قصيدة “الشاشة عليكم”، القيمة التي يعطيها طه عدنان لعناوين قصائده، من خلال كم الإحالات والإشارات التي تحفل بها، وهو ما يبرز، بشكل واضح، في عنوان “ولي فيها عناكبُ أخرى”، الذي يتقاطع مع الآية (18) من سورة طه[55] التي جاءت على لسان موسى عليه السلام، حين سئل في الآية (17) من نفس السورة: “وما تلك بيمينك يا موسى”، فقال “هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى”.

وإلى المآرب، تبرز، في العنوان، إشارة ضمنية أخرى لوصف القرآن الكريم لبيت العنكبوت بالوهن، حيث نقرأ في الآية (44) من سورة “العنكبوت”: “وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت”، والتي يضرب بها مثلا في الوهن، لذلك نكون، في قصيدة “أحفر وئيداً في جليد حي”، مع حالة العنكبوت سريع العطب، حيث نقرأ:

“يخيبني

الفأرة اللعينة قرضت قصائدي

فيما ألامس رأسها المتقافز عبثا

كهر هرم أعيته الحيلة

وبرد المفاصل

تبا للكمبيوتر

ولقرصه المزدحم

كحمام النساء في حيي القديم”[56].

نلاحظ، هنا، أن الشاعر قد ركز على فعل القرض الذي ربطه بفأرة الحاسوب، في وقت أعيت الهر الهرم الحيلة وبرد المفاصل، عبر تشبيه ينتهي بالشاعر في غرفته بالمهجر، أمام الحاسوب، وهو يصطك من البرد القارس، هو القادم من جهة الشمس والنخل، والذي يحصي خساراته، فلا تكفيه الأصابع.

امرؤ “فَيس” ونقاد “فيسبوك”!

في آخر دواوينه، “بسمتك أحلى من العلم الوطني”، الذي جاء متضمنا 14 قصيدة موقّعة ببروكسل البلجيكية، ما بين فبراير (شباط) 2011 وسبتمبر (أيلول) 2015، يجعل الشاعر من التكنولوجيا نافذة ينقل من خلالها انشغاله بتداعيات ما سمي بـ”الربيع العربي”، حيث يبتدئ الديوان بقصائد في الحب، كما لو أنّ الأمر يتعلّق بـ”مقدمة غزلية لمعلّقة معاصرة”[57]، حيث “الحبُّ / قصٌّ وَلصقٌ” و”تقطيعٌ وَتشكيلٌ”: “أصنافٌ وَألوانٌ” و”ملهاة” للقلوب[58]، سرعان ما يصبح ضربًا من المستحيل[59]، فيما تفسد الحبيبةَ اللّايكاتُ وَغَزَلُ النّقاد على الفيسبوك[60]، قبل أن “يتداخل الحبّ بالحرب في قصيدة مستعِرَة عرفت كيف تتحوّل إلى نشيد، في زمن الصقيع العربي، حيث القتل مستتبٌّ والدّم إلى الرُّكب”[61].

يقول طه عدنان في القصيدة التي حمل الديوان عنوانها، والتي أهداها إلى “سناء”:

“موبايلُكِ مقطوعٌ

وَهاتفُكِ الأرضيُّ لا يُجيب

مِنَ الفيسبوك

غابَتْ صورَتُكِ

ليُسْبَلَ العَلَمُ الوطنيُّ

على بَسْمَتِكِ

على اللّمْعَةِ في عينَيْك

أمرُّ على الجدارِ: جدارِكِ

أمْعِنُ فيه نقْرًا

وَتحديثًا

أنفضُ عنه غبار الأسى

وَالسكونْ

عسى

أن ينجلي غيمُ البلاد

وَعَلَّ الجدارَ ينشقُّ

عَنْ طلْعَتِكِ الآسرة

لكأنّ الخَطْبَ جَلَلٌ

فكّرْتُ هَلِعًا وَقدّرْتُ

هل ثورةٌ هبّتْ

على البلَدِ؟

هل الرّبيعُ

إعصارًا مَرَّ

فاخضرّ غيابُكِ

وَالفصلُ خريفْ؟

أم فاتني القطارُ

لأبقى ها هنا

شاهدًا

غير آبِهٍ؟”[62].

لا يخفي طه عدنان سعادته بكتابة وتلقي الشعر في زمن ثورة التكنولوجيا، إذ يقول: “أنا سعيد لأن زمن التكنولوجيا صار زمنًا للشعر أيضًا… بسبب هذا الوساطة الإلكترونية التي تروّج، ضمن ما تروّجه، الشعر عبر شبكات الضوء ومجرّات الإبداع. وإن كان هناك من لا يزال يجد ضرورةً لكتابة الشعر فليكتب ولا يهتمّ. ففي الشعر متّسعٌ للجميع. الأهمّ هو فعل الكتابة، بما هو فعل خلق ومبادرة وحرّية. أمّا القيمة الأدبية لما يُكتب وَيُتَداول إلكترونيا، فذلك شأنٌ آخر”[63].

أن يميز الشاعر، هنا، بين حرية الكتابة والقيمة الأدبية لما يكتب، فذلك لا يعني أنه غير معني بإبداء رأيه فيما يكتب من شعر، هو الذي يختم آخر دواوينه بقصيدة حملت عنوان “على سبيل الابتهال”، مبديا فيها تضايقه من شعراء يجاهرون بالركيك من الشعر، إلى درجة أنه لم يجد إلا أن يتوجه إلى الرحمان، طالبا رحمته من تداعيات التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة على نظم الشعر وتداوله، حيث يكتب:

“بِجاهك أيّها الرّحمان

ارحمني من “التّاغ” و”الهاشتاغ”

لقصائدَ تفوح منها روائحُ الكحول والجنس

والنيكوتينْ

وتعُجُّ بأخطاء النّحو والصّرف

والإملاءْ

لِشعراءَ يُجاهِرون بالرّكاكات

وَيُفاخِرون باللّايكات

كُلُّهم امْرُؤُ فَيْسٍ

وكُلُّهم في رَهْطِه فحْلٌ

وفي قَوْمِه شهيرْ”[64].    

(عبد الكبير الميناوي أستاذ باحث في الأدب الحديث / الكلية متعددة التخصصات بأسفي (جامعة القاضي عياض – المغرب)

المصادر والمراجع:

  • كتب:
  1. طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، منشورات وزارة الثقافة، الرباط، ط.1، 2003.
  2. طه عدنان، بهواء كالزجاج، وزارة الثقافة والإعلام، الشارقة، ط.1، 2003.
  3. طه عدنان، أكره الحب، دار النهضة العربية، بيروت، ط.1، 2009.
  4. طه عدنان، بسمتك أحلى من العلم الوطني، دار نشر المتوسط، ميلانو، ط. 1، 2016.
  5. ادريس علوش، دوارة أسطوانة، دار العين، القاهرة، مصر، ط. 1، 2011.
  6. جمال الموساوي، أتعثر في الغيمة فتبكي، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، 2018.
  7. (مؤلف جماعي)، في الشعر المغربي المعاصر _ دورة أحمد المجاطي الأكاديمية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط. 1، 2003.
  8. (مؤلف جماعي) المنازل الأولى: شهادات أدباء مغاربة حول كتبهم، وزارة الثقافة، الرباط، ط. 1، 2012.
  9. جيريمي ريفكن، عصر الوصول – الثقافة الجديدة للرأسمالية المفرطة، ترجمة صباح صديق الدملوجي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط.1، 2009.
  10. عبد السلام بنعبد العالي، ضد الراهن، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط.1، 2005.
  11. صلاح بوسريف، مضايق الكتابة، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط.1، 2002.
  12. صلاح بوسريف، المغايرة والاختلاف في الشعر المغربي المعاصر، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط. 1، 1998.
  13. نجيب العوفي، مساءلة الحداثة، سلسلة شراع، طنجة، العدد الخامس، يوليوز 1996.
  • جرائد ومجلات:
  1. جريدة الشرق الأوسط، لندن، عدد 22 فبراير 2017
  2. جريدة الشرق الأوسط، عدد 13 يوليو 2015
  3. مجلة الآداب، السنة 34، العدد 1 و2 _ يناير وفبراير، بيروت، 1995
  • روابط:
  1. http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=1203&A=55222
  2. http://elouarari.maktoobblog.com/1599385
  3. http://www.jehat.com/jehaat/ar/3naljehah
  4. http://www.jehat.com/Jehaat/ar/AljehaAhkhamesa/hakeem_enkar.htm.
  5. http://m.marocpress.com/502170.html
  6. http://www.adablabo.net/rahim.htm
  7. http://www.doroob.com/archives/?p=28541

References

  • Books:
  • Taha Adnan, I Have Other Spiders, Publications of the Ministry of Culture, Rabat, i. 1, 2003.
  • Taha Adnan, With an Air Like Glass, Ministry of Culture and Information, Sharjah, ed. 1, 2003.
  • Taha Adnan, I hate love, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Beirut, ed. 1, 2009.
  • Taha Adnan, Your smile is sweeter than the national flag, Mediterranean Publishing House, Milan, i. 1, 2016.
  • Idris Alloush, Roller Rotary, Dar Al-Ain, Cairo, Egypt, i. 1, 2011.
  • Jamal Al-Moussawi, I stumble in the cloud and cry, Dar Abi Regreg for printing and publishing, Rabat, i. 1, 2018.
  • (Collective Author), in Contemporary Moroccan Poetry – Ahmed El-Mejati Academic Course, Toubkal Publishing House, Casablanca, i. 1, 2003.
  • (Collective Author) The First Homes: Testimonies of Moroccan Writers About Their Books, Ministry of Culture, Rabat, i. 1, 2012.
  • Jeremy Rifkin, The Age of Arrival – The New Culture of Excessive Capitalism, translated by Sabah Siddik al-Damluji, Center for Arab Unity Studies, Beirut, 1st edition, 2009.
  • Abd al-Salam Benabd al-Aali, Against the Present, Toubkal Publishing House, Casablanca, 1st ed., 2005.
  • Salah Bousrif, The Inconveniences of Writing, House of Culture, Casablanca, 1st edition, 2002.
  • Salah Bousrif, Difference and Difference in Contemporary Moroccan Poetry, House of Culture, Casablanca, i. 1, 1998.
  • Najib Al-Oufi, Questioning Modernity, Sheraa Series, Tangiers, No. 5, July 1996.
  • Newspapers and magazines :
  1. Asharq Al-Awsat Newspaper, London, February 22, 2017
  2. Asharq Al-Awsat Newspaper, July 13, 2015
  3. Magazine al adabe, Year 34, Issues 1 and 2 _ January and February, Beirut, 1995
  • links:
  1. http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=1203&A=55222
  2. http://elouarari.maktoobblog.com/1599385
  3. http://www.jehat.com/jehaat/ar/3naljehah
  4. http://www.jehat.com/Jehaat/ar/AljehaAhkhamesa/hakeem_enkar.htm.
  5. http://m.marocpress.com/502170.html
  6. http://www.adablabo.net/rahim.htm
  7. http://www.doroob.com/archives/?p=28541

[1] محمد لطفي اليوسفي، حضور الشعر المغربي المعاصر: الكتابة والمنطقة الحرام، ضمن المؤلف الجماعي: في الشعر المغربي المعاصر، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط. 1، 2003، ص. 49.

[2] صلاح بوسريف، مضايق الكتابة، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط.1، 2002، ص. 81.

[3] تتفق وجهات النظر التي تناولت الكتابة الشعرية المغربية الحديثة على أن ستينيات القرن الماضي تمثل انطلاقة “بهية” للشعر المغربي المعاصر، الذي عرف تحولات لافتة ومتسارعة، بشكل دفع إلى توسل مفهوم “الجيل” لرصد خصوصيات ما يميز محطة عن أخرى.

[4] نجيب العوفي، مساءلة الحداثة، سلسلة شراع، العدد الخامس، طنجة، يوليوز 1996، ص. 91.

[5] يرى صلاح بوسريف أن في “إخفاقات الخطابات السياسية التي كانت سائدة وإخفاق مشروعاتها الحالمة، ما يبرر إخفاق الخطابات الموازية لها”، قاصدا بذلك “الكتابات الشعرية وغير الشعرية، التي كانت صدى لهذه الخطابات”، وهو ما “كان يجعل من الشرط الجمالي لديها يأتي تالياً على الشرط الإيديولوجي أو لاغياً تماماً” _ صلاح بوسريف، المغايرة والاختلاف في الشعر المغربي المعاصر، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط. 1، 1998، ص. 108. 

[6] نجيب العوفي، القصيدة المغربية/أجيال ورؤى، مجلة الآداب، السنة 34، العدد 1 و2 _ يناير وفبراير، بيروت، 1995، ص.39.

[7] ادريس علوش، خبايا جيل الثمانينات، على الرابط: http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=1203&A=55222.

[8] نجيب العوفي، القصيدة المغربية / أجيال ورؤى، م. س، ص.40.

[9] عبد اللطيف الوراري، يسكنني قلقٌ إزاء كتابتي الشعرية، على الرابط: http://elouarari.maktoobblog.com/1599385.

[10] ادريس علوش، دوارة أسطوانة، دار العين، القاهرة، مصر، ط. 1، 2011، ص. 24.

[11] عبد الكبير الميناوي، أسئلة الشك في حياة رتيبة، جريدة الشرق الأوسط، لندن، عدد 22 فبراير 2017، ص. 22

[12] جمال الموساوي، أتعثر في الغيمة فتبكي، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، 2018

[13] عبد الكبير الميناوي، أسئلة الشك في حياة رتيبة، م. س، ص. 22.

[14] (ديوان الفيسبوك)، بهذا العنوان الفرعي أرفق الشاعر قصيدته على الانترنت، قبل نشرها ورقيا. ونقرأ في بعض مقاطعها، تحت عنوان: “أفترض أنك هنا”:

 بيننا هذا الجدار الأزرقُ.

من نافذة في الواجهة اليسرى

أطلَّ على شارع الأصدقاءِ

أتفحص الوجوه التي تعبرُ في الهلاميِّ من كل شيء

ومن شقة صغيرة في النافذة اليمنى

ينتشرُ دفءٌ مشوبٌ بحذرٍ أنيقٍ:

كلمات تقول

ولا تقولُ.

العالم واقف… هناكَ !”.

[15] عبد الكبير الميناوي، أسئلة الشك في حياة رتيبة، م. س، ص. 22.

[16] من بين أبرز الملاحظات، التي يمكن التوقف عندها، بخصوص راهن المشهد الشعري المغربي المعاصر، توسع قاعدة الممارسين، بحيث تتفاعل فيه كل أشكال الشعر (عمودي _ تفعيلي _ قصيدة نثر _ …)، ويتجمع تحت سقفه شعراء محسوبون على مختلف الأجيال والحساسيات.

[17] إيف بونفوا، ما يهم الشعر هو تدمير الأيديولوجيات، على الرابط : http://www.jehat.com/Jehaat/ar/Ghareeb/5-12-10.htm

[18] جيريمي ريفكن، عصر الوصول – الثقافة الجديدة للرأسمالية المفرطة، ترجمة صباح صديق الدملوجي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط.1، 2009، ص. 347.

[19] يحب مفكرو ما بعد الحداثة والنقاد الاجتماعيون، برأي روبرت ليفتون، الحديث عن “جيل دوت كوم” (Generation Dot Com)، نفس المرجع ، ص. 366.

[20] نفس المرجع ، ص. 348.

[21] نفس المرجع ، ص. ن.

[22] عبد السلام بنعبد العالي، ضد الراهن، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط.1، 2005، ص. 35.

[23] نفس المرجع ، ص. 34.

[24] قاسم حداد، الطرق انتهت، فليبدأ السفر، على الرابط: http://www.jehat.com/jehaat/ar/3naljehah

[25] حكيم عنكر، شبكة الإنترنيت، على الرابط: http://www.jehat.com/Jehaat/ar/AljehaAhkhamesa/hakeem_enkar.htm.

[26] نفس المرجع .

[27] نفس المرجع .

[28] شاعر وكاتب مغربي من مواليد 1970 بآسفي، نشأ وترعرع بمراكش ويقيم ببروكسل منذ عام 1996. حاصل على الإجازة في الاقتصاد من جامعة القاضي عياض بمراكش وعلى الإجازة الخاصة في التسيير من المعهد العالي للتجارة ببروكسل ودبلوم الدراسات المتخصصة في تسيير الموارد البشرية من الجامعة الحرة لبروكسل. يعمل بوزارة التعليم الفرنكفوني البلجيكية ويتعاون مع قسم الشرق الأوسط لوكالة “أسوشيايتد برس” الإخبارية. شارك في إصدار مجلة أصوات معاصرة في بداية التسعينات، وفي إطلاق نشرة الغارة الشعرية بمراكش سنة 1994، والتي اعتبرت تكتلا للحساسية الشعرية الجديدة في مغرب تسعينيات القرن الماضي. كما أنشأ في 2004 جريدة السوق باللغتين العربية والفرنسية والتي تهتم بأخبار وأحوال الجالية العربية بالعاصمة الأوروبية. يساهم في تنشيط الفعل الثقافي العربي ببلد إقامته حيث يشرف منذ 2005 على إدارة الصالون الأدبي العربي لبروكسل، كما ينسق أماسي شعر العشق العربي ببلجيكا. صدر له، في الشعر، ديوان وليَ فيها عناكبُ أخرى عن منشورات وزارة الثقافة المغربية في 2003. وهو الديوان الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي والصادر عن دائرة الثقافة والإعلام، في نفس العام، تحت عنوان بهواء كالزّجاج، الذي صدرت ترجمته الفرنسية تحت عنوان Transparences عن دار نشر “L’Arbre à Paroles” ببلجيكا 2006. كما صدر له ديوان أكره الحب عن منشورات دار النهضة العربية ببيروت في 2009، الذي صدر له باللغتين العربية والفرنسية تحت عنوان Je hais l’amour عن منشورات الفنك بالدار البيضاء في فبراير 2010. كما صدرت ترجمته الإسبانية تحت عنوان Odio el amor  في أبريل من نفس السنة بكوستاريكا. وصدر له في سبتمبر 2012، عن دار نشر مايلستروم ببروكسل، كتيّب تحت عنوان Marokkaans alsjeblieft، يضمّ ترجمة مقتطفات من روايته الأولى قيد الكتابة بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون.

وتم اختيار “باي باي جيلو”، نصه الفائز بالجائزة الثانية في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما بالفجيرة، ضمن ثلاثة نصوص مسرحية في إطار مشروع النص المسرحي العربي المعاصر الأوروبي في مهرجان أفينيون الفرنسي. وقد صدر باللغتين العربية والفرنسية عن دار نشر إليزاد التونسية وتم إنتاجه في إطار الاحتفال بمارسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية 2013.

[29] طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، منشورات وزارة الثقافة، الرباط، ط.1، 2003، ص. 39

[30] نفس المرجع ، ص. ص. 26. 27

[31] طه عدنان وثورة التكنولوجيا، مقتطف من حوار قيد الإعداد للنشر ضمن كتاب يتضمن حوارات أجريتها مع كتاب مغاربة.

[32] نفس المرجع .

[33] نفس المرجع .

[34] طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، م. س، ص. 6.

[35] نفس المرجع ، ص. ص. 11. 12.

[36] نفس المرجع ، ص. ص. 48. 49.

[37] نفس المرجع ، ص. 14.

[38] عبد الكبير الميناوي، مبدعون مغاربة يرصدون إيجابيات النشر الإلكتروني، جريدة الشرق الأوسط، عدد 13 يوليو 2015، ص. 21.

[39] طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، م. س، ص _. 38 _ 40.

[40] نفس المرجع ، ص. 16.

[41] نفس المرجع ، ص – ص. 40 _ 47.

[42] نفس المرجع ، ص. ص. 48. 49.

[43] جريمي ريفكن، عصر الوصول – الثقافة الجديدة للرأسمالية المفرطة، م. س، ص. 366.

[44] نفس المرجع ، ص. 348.

[45] طه عدنان، ولي فيها عناكب أخرى، م. س، ص. 53.

[46] طه عدنان، الشعر غارةٌ تشنّها الحياة على ضرّاتها العبوسات، موقع هسبريس، 29 ديسمبر 2014، على الرابط: http://m.marocpress.com/502170.html

[47] طه عدنان، بهواء كالزجاج، وزارة الثقافة والإعلام، الشارقة، ط.1، 2003.

[48] طه عدنان، أكره الحب، دار النهضة العربية، بيروت، ط.1، 2009.

[49] طه عدنان، شاعرٌ بلا ديوان كقبرٍ من دون شاهد، ضمن مؤلف المنازل الأولى: شهادات أدباء مغاربة حول كتبهم، وزارة الثقافة، الرباط، 2012، ص. 24.

[50] قال تعالي، في سورة (طه): “وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17) قالَ هِي عَصايَ أَتَوَكَّأ عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِي فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18)”.

[51] طه عدنان، أكره الحب، م. س، ص. 110.

[52] رحيـم عبد القادر، وظائف العنوان، على الرابط:. http://www.adablabo.net/rahim.htm

[53] طه عدنان، أكره الحب، م. س، ص. ص. 73. 74.

[54] فريدة العاطفي، طه عدنان وقدسية التخريب، على الرابط: http://www.doroob.com/archives/?p=28541.

[55] لعل المثير في علاقة ديوان “ولي فيها عناكب أخرى” بعدد من السور والآيات القرآنية أن عنوانه يحيل على سورة تحمل الاسم الشخصي للشاعر: طه.

[56] طه عدنان، أكره الحب، م. س، ص. ص. 26. 27.

[57] عبد الكبير الميناوي، اشتباك شعري مع قضايا الإرهاب والتطرف ومآسي الهجرة واللجوء، جريدة الشرق الأوسط، عدد 28 فبراير 2016، ص. 21.

[58] طه عدنان، بسمتك أحلى من العلم الوطني، دار نشر المتوسط، ميلانو، ط. 1، 2016، ص. 2.

[59] نفس المرجع ، ص. 3.

[60] نفس المرجع ، ص. 16.

[61] عبد الكبير الميناوي، اشتباك شعري مع قضايا الإرهاب والتطرف ومآسي الهجرة واللجوء، م. س، ص. 21.

[62] طه عدنان، بسمتك أحلى من العلم الوطني، م. س، ص. ص. 18. 19.

[63] طه عدنان وثورة التكنولوجيا، مقتطف من حوار قيد الإعداد للنشر ضمن كتاب يتضمن حوارات أجريتها مع كتاب مغاربة.

[64] طه عدنان، بسمتك أحلى من العلم الوطني، م. س،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *