العوامل المؤثرة على اللغة العربية بالإعلام الجزائري دراسة في الواقع والإشكالات

د. زينب ياقوت

ــ

ملخص البحث:

نسعى من خلال هذه الدراسة إلى الكشف عن العوامل المؤثرة على اللغة العربية بالإعلام الجزائري، من خلال واقع هذه اللغة، التي تعرف عدة مستويات منها العامية، والفصحى، والعربية الوسطى، بالإضافة إلى وجود لغة هجينة، عبارة عن خليط بين العربية ولغات أخرى. كما نهدف إلى البحث في الإشكالات والعوامل التي أفرزت هذا الواقع خاصة العوامل المرتبطة بالبيئة والمحيط، مثل اشكالية التداخل اللغوي، الازدواجية اللغوية، التعددية اللغوية، وإشكالية التعريب. كل هذه العوامل تعشيها اللغة العربية في البيئة الجزائرية والتي انتقلت إلى وسائل الإعلام.

الكلمات المفتاحية: البيئة-اللغة العربية- الإعلام- التداخل اللغوي- الازدواجية اللغوية- التعريب.

Factors affecting the Arabic language in the Algerian media A study of reality and problems

Dr. zineb yakout

Summary:

In this study, we aim to reveal the factors affecting the Arabic language in the Algerian media, through the reality of this language, which knows several levels, including colloquial, standard, and middle Arabic, in addition to the presence of a hybrid language, which is a mixture between Arabic and other languages. We also aim to research the problems and factors that produced this reality, especially the factors related to the environment and the environment, such as the problem of linguistic interference, bilingualism, multilingualism, and the problem of Arabization. All these factors are pervaded by the Arabic language in the Algerian environment, which has been transmitted to the media.  

Keywords: Environment, Arabic language, media, linguistic overlap, bilingualism, Arabization.

 تقديم:

تعد اللغة من الجوانب المهمة في الحياة البشرية، لأنها تعطي الإحساس بالوجود، وبدونها تعتبر الحياة جامدة. ومن بين جوانب الحياة التي تعتمد على اللغة نجد وسائل الإعلام، التي تستمد قوتها من اللغة، كما تستمد هذه الأخيرة قوتها من وسائل الاعلام، لدرجة أنها تجعلها مهمة، حتى ولو لم تكن كذلك.

من بين هذه اللغات نجد اللغة العربية التي تعد من أكثر اللغات استعمالاً في وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها، وانتشار مقرات تواجدها، بحيث لا يمكننا إيجاد دولة في العالم لا تتوافر على وسيلة إعلام تستعمل اللغة العربية.

من هذه الدول نجد الجزائر التي تعتبر العربية لغتها الرسمية غير إن اللغة العربية في الجزائر مثلها مثل بقية الدول العربية عرفت بعض الإشكالات التي انعكست على مستوى اللغة العربية في وسائل الإعلام. إن هذا الإشكال دفعنا إلى البحث فيه من أجل معرفة هذا الواقع والعوامل المؤثرة في اللغة، لذا كان لابد من الانطلاق من التساؤل الرئيسي التالي: ماهي العوامل المؤثرة على اللغة العربية بوسائل الإعلام الجزائرية؟ ويتفرع عن هذا السؤال أسئلة فرعية منها:

– ما هو واقع اللغة العربية في الإعلام الجزائري؟

– ماهي العوامل البيئية المؤثرة على اللغة العربية بوسائل الإعلام الجزائرية؟ 

أهداف الدراسة:

نهدف في هذه الورقة البحثية إلي:

– معرفة واقع اللغة العربية في الإعلام الجزائري

– الكشف عن العوامل البيئية المؤثرة على اللغة العربية في الإعلام الجزائري

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها لموضوع اللغة العربية والإعلام، كون اللغة عنصرا مهما في المضامين الإعلامية، إذ تضفي جانب الشرح والتفسير والتوضيح لأي رسالة إعلامية. كما تكمن أهمية هذه الدراسة في إمكانية الاستفادة من نتائجها. وتعتبر مهمة أيضا في الإضافة المعرفية التي يمكن أن تضفيها إلى الدراسات السابقة.

منهج الدراسة:

تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج المسحي القائم على الوصف، لكونه يستخدم في الدراسات الحالية، حيث تم استخدامه في مسح وسائل الإعلام الجزائرية والوقوف على واقع اللغة العربية بها. كما تم الاعتماد على المنهج التاريخي للبحث في العوامل المؤثرة على اللغة العربية بالإعلام الجزائري.

أدوات الدراسة:

نظرا لأن بحثنا من البحوث المسحية القائمة على الوصف، الهادف إلى البحث في واقع اللغة العربية بالإعلام الجزائري والعوامل المؤثرة في ذلك، تم استعمال أداة الملاحظة.

1- تحديد المفاهيم والمصطلحات:

1-1- تعريف التداخل اللغوي:

التداخل اللغوي هو تلك الظاهرة التي تحصل بين لغتين، بحيث تأخذ الواحدة من الأخرى، وهي تحدث أثناء الاحتكاك اللغوي، الذي ينجم عنه استعمال مصطلحات لغة في قالب لغة أخرى.

ويعرف التداخل اللغوي لدى ابن منظور في ‘لسان العرب’ كالتالي: “التداخل هو الالتباس والتشابه، وهو دخول الأشياء في بعضها بعضاً”1.

 كما يعرف التداخل اللغوي على أنه” الخطأ أو الخلل اللغوي الناجم عن عدم تطابق وتوافق لغتين عند احتكاك الواحدة بالأخرى في استعمال لغتين بشكل متعاقب، إذ تُنْقل في الاستعمال اللغوي قوالب لغوية، من ألفاظ أو معاني ألفاظ من لغة إلى أخرى.”2

وحسب علي القاسمي يُعرِّف اللسانيون الغربيون التداخل اللغوي بأنه: “تأثير اللغة الأم على اللغة التي يتعلمها المرء، أو إبدال عنصر من عناصر اللغة الأم، بعنصر من عناصر اللغة الثانية. ويَعني العنصر هنا صوتاً أو كلمة أو تركيبا.

 ولكننا ننظر إلى التداخل اللغوي بأنه انتقال عناصر من لغة، أو لهجة إلى أخرى في مستوى أو أكثر من مستويات اللغة: الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، والكتابية، وعلى مستوى المفردات، سواء كان هذا الانتقال من اللغة الأم إلى اللغة الثانية أم العكس، وسواء كان هذا الانتقال شعوري أو لا شعوري. فعلى سبيل المثال إذا تأثرت اللغة العربية الفصيحة، التي يتكلم بها الطفل العربي بلهجته العامية، أو باللغة الأجنبية التي يتعلمها، فإن ذلك يعدّ تداخلا لغوياً.”3

إن التداخل اللغوي الذي تعرفه اللغة العربية، جعلها تتفرع إلى عدة مستويات لغوية، كما إن استعمالها مع لغات أجنبية، أفرز أنواع لغوية أخرى.     

1-2- الازدواجية اللغوية:

 يقصد بالازدواجية استعمال نظامين لغويين في آن واحد للتعبير أو الشرح، وهذه الظاهرة اللغوية موجودة لدى المجتمعات التي خرجت من الاستعمار، وبقيت آثار لغته باقية في التواصل اليومي، مثل مجتمعات الدول العربية بما فيها الجزائر، حيث تتصاعد فيها هذه الظاهرة بحدة.

1-3- التعددية اللغوية:

 تعني استعمال مجموعة أَلسنة متباينة أو متقاربة في مجتمع واحد، وهذه الظاهرة اللغوية توجد في الدول التي عرفت الاستعمار مثل الجزائر، باستعمال لغة المستعمر إلى جانب اللغة الوطنية، أي هي عبارة عن مزيج من اللغات واللهجات، وهذا المصطلح أقرب إلى اللغة الهجينة.

2- واقع اللغة العربية بالإعلام الجزائري

2-1- نبذة تاريخية عن وسائل الإعلام الجزائرية

2-1-1 الصحافة المكتوبة:

يعود ظهور الصحافة الجزائرية إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر، بظهور جريدة الممرن الجزائري عام 1834م التي كانت تكتب باللغة الفرنسية، وأحياناً تُدرج بعض الترجمات الدارجة فيها. وبعد 17 سنة من الاحتلال اضطر المستعمر إلى إصدار جريدة باللغة العربية سماَّها “المبشر”، تتولى عملية التبشير في عديد من المدن الجزائرية، حيث صنفت ثالث جريدة باللغة العربية في الوطن العربي بعد جريدة “جورنال العراق” التي أنشأها الوالي داوود باشا الكرجي باللغتين العربية والتركية عام 1816م. وصحيفة “الوقائع المصرية” التي أنشأها محمد علي باشا في 03 ديسمبر1928م باللغتين العربية والتركية كذلك4.

تصدر المبشر في الجزائر من طرف أقلام فرنسية بلغة تختلف عن لغة الصفحات المترجمة في جريدة الممرن، وبأسلوب ركيك إلى درجة كبيرة، وتَصادَف ظهورها مع وضع الأمير عبد القادر سلاحه في شهر ديسمبر 1847م5. وقد أصدرها لويس فيليب تحت شعار “وارد الأخبار من جميع الأقطار” في أربع صفحات ذات ترجمة ركيكة تقريباً للنص الفرنسي6. حيث إنها لم تصدر محبة للغة العربية أو تقديراً لها، ولكن لكونها اللغة الوحيدة التي كان يفهمها الشعب الجزائري في تلك الفترة7. وفي سنة 1899م ظهرت صحيفة “النصيح” الأسبوعية، واختفت بعد عام من ظهورها بعد نشرها 62 عددا، وهي جريدة كانت تصدر يوم الجمعة باللغة العربية تحت شعار “احترام الدين اتحاد الجنسين”. وقد أصدرها مستعرب فرنسي من أصل يهودي اسمه “أدوار غزان”، ومن مؤلفاته “قاموس فرنسي-عربي” بالعامية8. وقد تميز تعبيرها بأسلوب عامي ركيك لعدم خضوعه لأي من قواعد اللغة العربية9، هذا ما جعلها تفشل في الاستمرار لاستعمالها الدارجة التي لا يفهمها عامة الناس، خاصة وإن العامية الدارجة كثيرة الأنواع تختلف من قطر لآخر ومن مدينة لأخرى، حتى إنها تختلف من حارة إلى حارة، ومن جماعة إلى جماعة في المدينة الواحدة10.  

 وبعد أشهرٍ من تطبيق قانون 29 جويلية 1881م المنظم لحرية الصحافة في فرنسا على الأقاليم المحتلة ظهرت أسبوعية المنتخب (El mountakhab) بمبادرة من الأعيان المسلمين بقسنطينة باللغتين العربية والفرنسية في 25 أفريل 1882م، إلاّ أنها تعرضت لمضايقات أدت إلى توقيفها في جانفي 1883م11.

أما في السنوات الأخيرة عرفت الصحافة المكتوبة في الجزائر تطوراً ملحوظاً خاصة بعد فتح الباب أمام التعددية السياسية والاعلامية، فتنوعت هذه الصحف من حيث توقيت الصدور بين اليومي، والأسبوعي، ونصف شهري، والصحف الشهرية، وكذا ظهور الصحافة المتخصصة، كالصحف الخاصة بالرياضة والفنون،…الخ. كما توسعت من حيث الانتشار ومكان الصدور بعد ان كانت مقتصرة على الولايات الكبرى كالعاصمة قسنطينة ووهران، أصبحت منتشرة الصدور في كل ولايات الوطن، الأمر الذي جعل الصحافة الورقية في الجزائر تعد بالمئات.

2-1-2 الإذاعة:

عرفت الجزائر الإذاعة سنة 1929م، أما نشأة الإذاعة المحلية وتطورها فيرتبط تاريخها بوجود الإذاعة الجزائرية ككل. حيث يبدأ التأريخ للإذاعة الجزائرية بميلاد الإذاعة السرية بالجزائر المعروفة تحت تسمية “صوت الجزائر المكافحة أثناء ثورة التحرير المباركة (1954- 1962م) وبالضبط إلى تاريخ 16 ديسمبر 1956م”12. وقد تم بث أول إرسال إذاعي من الجزائر المستقلة بتاريخ 28 أكتوبر 1962م، وفي تاريخ 23 جانفي 1963م تم توقيع اتفاقية بين الحكومة الجزائرية والحكومة الفرنسية تنص على تبادل البرامج بين الحكومتين.

وبناءً على المرسوم الوزاري المؤرخ في 01 جويلية 1986م، تم تقسيم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى أربعة مؤسسات رئيسية هي:

  • المؤسسة الوطنية للتلفزيون
  •  المؤسسة الوطنية للإذاعة
  •  المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزيوني
  •  المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري

ويبلغ عدد القنوات الإذاعية الوطنية أكثر من خمسين اذاعة، منها 32 إذاعة ناطقة باللغة العربية، حيث تمتلك الإذاعة الوطنية ثلاث قنوات ذات طابع وطني، وقناة دولية بالإضافة إلى شبكة من المحطات الجوارية، يبلغ عددها 45 إذاعة محلية واثنتان موضوعيتان. وتتمثل القنوات الوطنية في:

– القناة الأولى منطوقة باللغة العربية، تبث عن طريق الموجات المتوسطة وعن طريق القمر الصناعي.

– القناة الثانية منطوقة بالأمازيغية، تبث كذلك عن طريق الموجات المتوسطة والقمر الصناعي.

– القناة الثالثة منطوقة باللغة الفرنسية، تبث أيضاً بالموجات المتوسطة وعن طريق القمر الصناعي.

في حين تبث القناة الدولية برامجها بعدة لغات، هي: العربية، الفرنسية، الإسبانية، والإنجليزية عن طريق الموجات المتوسطة والقمر الصناعي. أماَّ القنوات الجوارية البالغ عددها 45 محطة جهوية تقع مقراتها بعواصم الولايات، منها 15 محطة تبث بمختلف اللهجات الأمازيغية واثنتان موضوعيتان (إذاعة القرآن الكريم، والإذاعة الثقافية)، بالإضافة إلى انجاز ثلاث محطات أخرى من أجل تكملة خريطة الإذاعات المحلية لكل ولاية إذاعة، ومجموع هذه المحطات تبث عن طريق الترددات المتوسطة.

2-1-3 التلفزيون:

عرفت الجزائر التلفزيون في ديسمبر عام 1956م خلال الفترة الاستعمارية عندما تم إنشاء مصلحة بث محدودة الإرسال، كانت تعمل ضمن المقاييس الفرنسية ويعد استحداثها اهتماماً بالجالية الفرنسية المتواجدة بالجزائر آنذاك، كما اقتصر بثها على المدن الكبرى للجزائر أين أنشأت محطات إرسال ضعيفة تقدر بـ819 خطا على المدى القصير موزعة على ثلاثة مراكز في قسنطينة ، العاصمة ، ووهران.   

وكانت البرامج التي تبث في تلك الفترة ترتكز على قاعدة تقنية بدائية، وجزء كبير منها يُجلب من فرنسا وهي تركز على إيجابيات المستعمر مبرزة مشاهده الثقافية وفي الوقت ذاته تعمل على إبراز علاقات الهيمنة على المجتمع الجزائري مشوهة في أغلب الأحيان نضاله السياسي ورصيده الحضاري13.

 وحتى تطبق فرنسا هذه السياسة جهزت العاصمة بمركز إرسال لكنه ضعيفا ثم امتد الإرسال إلى قسنطينة ووهران سنة 1940م. إلى أن وضع جهاز أقوى بالعاصمة عام 1942م وعليه امتدت السياسة التوسعية هذه إلى قسنطينة و وهران كما أقيم فيما بعد جهاز إرسال قوته 200 واط  بعنابة.

من جهته كان الشعب الجزائري  متفطنا للمؤامرة الفرنسية التي حيكت ضده من أجل طمس هويته عبر البرامج المُبثوثة، حيث لم تلبث الدولة الجزائرية غداة الاستقلال أن اتخذت التدابير اللازمة من أجل استرجاع مبنى الإذاعة و التلفزيون، لما يمتلكه هذا القطاع الحساس من أهمية في نقل السيادة الجديدة للدولة الجزائرية، وفي ترسيخ القيم الثقافية الخاصة بالشعب الجزائري بعيدا عن المسخ الذي استعمله المستعمر طويلاً، وفي 28 أكتوبر1962م قامت الدولة الجزائرية حديثة النشأة ببسط سيادتها على مبنى التلفزيون.

 وأمام هذا التوجه الذي يتعلق بأداة من أدوات السيادة الوطنية قام إطارات وتقنيون وعمال جزائريون في 28 أكتوبر 1962م برفع التحدي والتغلب على صعوبات التكوين مشكلين يدا واحدة، تحدوهم الروح الوطنية فالتزموا بتحقيق السير الحسن لأجهزة الإذاعة والتلفزيون من أجل استمرار الإرسال أمام اعتقادات الإطارات والتقنيون الفرنسيون أن ذهابهم سيتسبب في عرقلة الإرسال لمدة طويلة.

إن التلفزيون الجزائري عرف ظروفا صعبة خلال تلك الفترة لكون الأمر يتعلق بقطاع حساس أصبحت تتوقف عليه الأمور في بناء أنظمة وإسقاط أخرى. فبعد أن كانت بنود اتفاقية إيفيان تقضي ببقاء مؤسسة التلفزيون تحت السيطرة الاستعمارية بعد الاستقلال  ظلت تحمل اسم مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية، إلى أن صدر المرسوم المؤرخ في الفاتح من أكتوبر1962م تحت رقم 67-234 وبموجبه تحولت المؤسسة إلى مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني ثم إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى غاية صدور المرسوم رقم 86-147 المؤرخ بـ 01 جويلية 1986م، والذي بموجبه أُنشأت المؤسسة العمومية للتلفزيون. ويمتلك التلفزيون الجزائري اليوم ثمانية قنوات عمومية (حكومية)، وهي تشتمل على:

القناة الأولى: وهي القناة الوطنية المنبثقة عن توحيد البرامج الجهوية عام 1970م، تبث بالعربية.

القناة الثانية: وهي قناة الجزائر ( وكانت تسمى عند انطلاقتها ألجريان تيفي، لتصبح سنة 1998م (كنال دالجيري)، شرعت في الخدمة منذ سنة 1994م وفق برنامج تم إعداده خصيصاً لفائدة الجزائريين المقيمين بأوروبا، وتقدم خدماتها بلغات أجنبية أبرزها الفرنسية.

القناة الثالثة: تسمى القناة الجزائرية الثالثة الموجهة للجالية الجزائرية المقيمة بالشرق الأوسط، شرعت في البث سنة 2001م باللغة العربية، ونادرا ما تستعمل الإنجليزية.

القناة الرابعة: تبث بمختلف اللهجات الأمازيغية، شرعت في البث سنة 2009م .

القناة الخامسة: وهي قناة دينية تسمى قناة القرآن الكريم مختصة في أمور الدين. أطلقت كبث تجريبي من قبل التلفزيون الجزائري يوم الأربعاء 18 مارس 2009، مخصصة للقرآن الكريم وعلومه وتبث 24 ساعة يوميا.

القناة السادسة: وتعرف أيضا باسم تلفزيون السادسة، وهي سادس قناة عمومية انبثقت عن المؤسسة الوطنية للتلفزيون، تتوجه هذه القناة إلى الجمهور الجزائري تركز في محتواها على الجزائر. تم اطلاقها في 2020. تبث القناة برامج أطفال من رسوم متحركة، وأفلام أطفال، مسلسلات وأفلام وسلسلات فكاهية جزائرية، أفلام ومسلسلات وسلسلات أجنبية، مباريات كروية للمنتخب الوطني من خلال برنامج تاريخ وأمجاد، مسرحيات وبرامج منوعات من إنتاج التلفزيون الجزائري، برامج اجتماعية ودينية.

القناة السابعة: وهي قناة تعليمية تسمى قناة المعرفة موجهة إلى تلاميذ المدارس للأطوار الثلاثة (ابتدائي، متوسط، وثانوي).   

القناة الثامنة: هي قناة فضائية جزائرية تسمى قناة الذاكرة، وهي ثامن قناة عمومية تابعة للمؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري.  يعود إنشاء قناة الذاكرة إلى تصريحات رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون الداعي للاهتمام بالذاكرة الوطنية، وتعد قناة الذاكرة أول قناة جزائرية في الجزائر تهتم بتاريخ الجزائر، تم إطلاق بثها ليلة 1 نوفمبر 2020 وأشرف على ذلك رئيس الوزراء عبد العزيز جراد وحضور رسمي لعدة وزراء، والمدير العام للتلفزيون أحمد بن صبان، تزامنا ومناسبة احتفالات الذكرى السادسة والستين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.

بالإضافة إلى القنوات الخاصة التي انطلق بعضها في البث منذ 2012 منها قناة الشروق، قناة النهار، وقناة الجزائرية ،…إلخ.

2-2- ملامح اللغة العربية المستعملة بوسائل الإعلام الجزائرية

نلاحظ أن هناك بعض وسائل الإعلام في الجزائر تستعمل اللغة العربية الفصحى في بعض برامجها، مثلا على مستوى النشرات الإخبارية، وبعض الحصص الحوارية في الميدان السياسي، والاقتصادي، وخاصة البرامج الدينية، لكن أغلب وسائل الإعلام تستعمل العامية، واللغة الهجينة، خاصة وأن اللغة العربية عرفت منذ زمن بعيد، مستويين اثنين هما: العربية الفصحى والعربية العامية، ويمكن إرجاع المسألة إلى ازدواجية الاستعمال اللغوي في المجتمعات العربية بصفة عامة ومنها الجزائر، حيث ظهر منذ القرن الأول للهجرة ( السابع للميلاد ) مستويان وفقاً لفئتين من متكلمي العربية في جزيرة العرب، يمثل أول هذه الفئات العرب الذين تُرضى عربتيهم ويوُثق بفصاحتهم، ويمثل الثانية العرب الذين لا يؤخذ بعربتيهم لأنَّها رديئة، ومن هؤلاء الذين وضعت عربتيهم منذ وقت مبكر، القبائل التي توجد في أطراف الجزيرة المتاخمة للعجم، من الفرس والروم والهنود والأحباش.

 وقد غذَّى هذا الخروج عن العربية ظهور “المولدين”، وهم عرب غير خالصي النسب، ثم الاختلاط بين الشعوب، خاصة بين العرب والفرس، ثم الأتراك في ظل الدولة الإسلامية، خاصة في زمن بني العباس.

ثم ظهرت العامية كمستوى من مستويات الاستعمال في اللغة العربية، ببدءِ سيطرة لغة المولدين في الاستعمال اللغوي العام، بداية من النصف الثاني من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، ثم ظهرت بقوة في القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي )، وكان من أهم خصائصها إسقاط الإعراب وحركاته، وعدم احترام قواعد التصريف14. وبالتالي يمكن تلخيص ملامح اللغة العربية المستعملة في الإعلام الجزائري على النحو التالي:   

2-2-1 استعمال العامية:

 يمكن التأريخ لظهور العربية العامية باعتبارها مستوىً لغوياً مستقلاً إلى بداية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، حيث تعامل بها اللغويون العرب في القديم وفي الحديث، وهو مستوى عربي، لكن العامة قد حرفته، حتى تطوعه لحاجاتها في التعبير، فأخرجته عن فصاحته، بتغييرها له إما في الأصوات، أو في الأبنية الصرفية، أو في الدلالات المعجمية.

والجزائر على غرار بقية الدول العربية تستعمل هذا المستوى اللغوي في البيئة كالأسرة والشارع، ولكن انتقل هذا الاستعمال إلى كل الميادين منها وسائل الإعلام. 

2-2-2 استعمال المستوى الفصيح:

 تستعمل وسائل الإعلام في الجزائر المستوى الفصيح من اللغة العربية، وهو المستوى اللغوي الذي يستعمل أساساً في التأليف، طيلة عصور استعمال العربية إلى يومنا هذا، والمستوى الفصيح هو العربي الذي تواصل استعماله عبر العصور، محافظا على خصائصه الفصيحة الصوتية، والصرفية، والدلالية، حيث إنّ اللغويين العرب كانوا يستعملون الفصحى في مواقف الجد من القول، وينظمون بها أشعارهم، ثم شرفها الله تعالى، فأنزل كتابه بأعلى ما تصبوا إليه هذه اللغة من فصاحة وبلاغة15.

ومن هذا يمكن القول إنّ العربية الفصحى، هي أصل العربية، خاصة وإنها ارتبطت بالقرآن الكريم منذ 14 قرناً، ودُوِّن بها التراث العربي الضخم، الذي كان محوره القرآن الكريم، في كثير من مظاهره. وقد كفل الله لها الحفظ لقوله تعالى: “إنا نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون “16. وهذا يحيلنا إلى القول إن كل المفردات الواردة في القرآن الكريم، هي من أصول عربية لقوله سبحانه وتعالى: “إنا أنزلناه قرآنا عربيًّا لعلكم تعقلون”17، وقوله تعالى: “بلسانٍ عربيٍ مبين”18.

2-2-3 استعمال اللغة الهجينة:

 طغت اللغة الهجينة على كثير من وسائل الإعلام الجزائرية، وهي اللغة الناتجة عن خليط من الفصحى، والعامية، واللغات الأجنبية المتداولة في الجزائر. 

إن هذه الملامح التي تظهر بها اللغة العربية بالإعلام الجزائري هي ناتجة عن تأثير مجموعة من العوامل المتعلقة بالبيئة الجزائرية.

3- العوامل البيئية المؤثرة على اللغة العربية في الإعلام الجزائري

تعتبر اللغة العربية اللغة الرسمية في الجزائر من خلال الميثاق الوطني والدستور، وهي تستعمل بشكل رسمي في العديد من المجالات بموجب هذا القانون، مثل: الإدارة، التعليم، والكثير من المعاملات الرسمية الداخلية، والخارجية إجباريا.

غير إنّ اللغة العربية في الجزائر، وبحكم الاستعمار الفرنسي الذي عمر طويلا في البلاد، حدثت لها بعض التشوهات التي مستها، كما إنها عرفت بعض التراجع في الاستعمال، حيث وأمام الشرعية والرسمية اللتان تحظى بهما اللغة العربية بحكم الدستور، إلاّ أنها لا تتمتع بالمكانة اللازمة، لأن واقع انتشارها واستعمالها محدودا في مجالات معينة ( على سبيل المثال لا الحصر فروع الطب في الجزائر ما زالت تدرّس باللغة الفرنسية )، وتناقض استعمالها في الإدارة، لأن هناك العديد من الإدارات تتعامل بالفرنسية فقط.

لكن وبحكم الدين الإسلامي، تحظى اللغة العربية باهتمام السواد الأعظم من المجتمع الجزائري لارتباطها بكلام الله، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى خوض حركة التعريب في الجزائر،  كأحد جوانب الإصلاح من مخلفات الاستعمار، والمحافظة على الهوية الوطنية، رغم بعض المشاكل التي تعترض العربية كالتداخل اللغوي، وأزمة الخيار اللغوي التي تقف في وجه التعريب بالجزائر.  نحاول فيما يلي التفصيل في هذه العوامل:

3-1- مشكل التداخل اللغوي في الجزائر

يَعرِف النظام اللغوي في الجزائر العديد من التعقيدات، فقبل الاحتلال الفرنسي سنة 1830 كانت اللغة المستعملة عبارة عن لهجات محلية، إما عربية أو بربرية، شفوية أساسا. حيث وابتداءً من القرن الثامن للهجري كان الإسلام قد أدخل في هذا البلد اللغة العربية الكلاسيكية، وهي لغة كتابية تستعمل أساسا في المجال الديني، وكانت منتشرة انتشارا واسعا، نظرا لأن عددا كبيرا من السكان كانوا قد حفظوا القرآن عن ظهر قلب، إما كليا أو جزئيا، من خلال الدراسة في مدارس قرآنية، ثم في الزوايا، بعدها في الجامعات. لكن الاستعمار حذف تقريبا هذا التعليم، واستبدله بتعليم اللغة الفرنسية التي اتسع استعمالها، ليشمل مجموع التنظيم الإداري والاقتصادي للبلاد، فكانت اللغة الوحيدة لانفتاح البلد على العالم العصري طوال الاستعمار. إن هذا الوضع الذي يعرفه الاستعمال اللغوي في الجزائر، نتج عنه تداخلا بين اللغات.

3-2- الازدواجية اللغوية في الجزائر

يذهب العالم اللغوي أندري مارتني إلى تعريف الازدواجية اللغوية بأنها: “وضعية لغوية تستعمل فيها لغتان قويتان، من حيث التطور والشيوع، استعمالا متساويا”19. وهذا ما ينطبق على اللغتين العربية والفرنسية في الجزائر، لأن اللغة الفرنسية تعد اللغة الأجنبية الأولى في الجزائر، وينتشر استعمالها، بين شريحة واسعة من الناس، وهي نافذة يطل منها الكثيرون على ثقافة الغرب، وهناك من يجعلها لغة استعماله الأولى في الكثير من الأحيان، وذلك بحكم المكانة التي توليها لها الدولة في الإدارة، خاصة في التعليم الذي تبدأ فيه الفرنسية من المرحلة الابتدائية، مرورا بالمتوسطة والثانوية، وفي المرحلة الجامعية.

3-3- الثنائية اللغوية في الجزائر

 الثنائية اللغوية هو مصطلح يُطلق على تحدث أحد الشعوب لأكثر من لهجة (كالعامية والفصحى) في آن واحد. والازدواجية اللغوية هي أن يتحدث شعب ما أكثر من لغة، وهنا اختلف الباحثون بشأن تصنيف وضع العامية والفصحى في البلدان العربية، كازدواجية لغوية، أو ثنائية لغوية، فبعضهم يرى أنهما مختلفتان كثيراً، وبعضهم يرى أن الفرق ليس جذرياً في النهاية. وبالتالي يَجب ألا يُصنفا كلغتين منفصلتين. ويقول أندري مارتني عن الثنائية اللغوية بأنها: “وضعية لغوية تستعمل فيها لغة قوية، ولغة عامية.”20

 من خلال هذا يتبين أن الشعب الجزائري يعرف ثنائية لغوية، تتمثل في اللغة العربية الفصحى العصرية التي بإمكان أي كان فهمها، واللغة العربية العامية التي ينطق بها جزء كبير من المجتمع الجزائري، والحالة نفسها يعيشها العالم العربي ككل، وليس الجزائر فقط، بوجود لغة عامية مستحدثة لم يكن يعرفها أهل الفصاحة الأوائل، ويرجع سبب ظهورها إلى الألسِنَة الأعجمية الكثيرة، التي دخلت العربية المستعملة، وأثّرت فيها، بالإضافة إلى اللغات الأصلية والمحلية21. وبهذا بدأ يتناقص استعمال اللغة العربية الفصحى، حتى أصبحت معرفتها تتطلب تعلما مجهدا وتلقينا مضنيا22، كما اتسعت الهوة بين اللغة العربية الفصحى، واللغة التي كان يستعملها عامة الناس، إلى أن انعزلت العربية تماما عن هذه اللغة الجديدة، وبقيت مستعملة على ألسنة الناس طيلة القرون الماضية، مع تواصل زيادة اللحن فيها والخطأ والدخيل. 23

 وما أدى إلى الزيادة والتغيير في اللغة العربية، هو احتكاكها مع اللغات الأوروبية، والحضارة العصرية، والمستجدات الحديثة فيها24، خاصة وإنّ خصائص اللغة العربية تسمح لها بذلك. أما اللغة العامية في الجزائر فهي ليست وليدة اللغة العربية الفصيحة لوحدها، ولكنها عبارة عن خليط من العربية، الفرنسية، والبربرية، وبعضا من التركية، وقليل من الإسبانية.25

على الرغم من أن الدكتور عمار الساسي اعتبر أن العامية في الجزائر هي خليط من العربية، الفرنسية، والبربرية، وبعضا من التركية وقليل من الإسبانية، إلاّ أننا نقول إنّ هذه اللغة هي لغة هجينة، وليست عربية عامية.

أمام هذا الوضع  اللغوي الذي تعرفه الجزائر، وإيمانا من بعض  مسؤولي الدولة بأن اللغة العربية أحد رموز الهوية الوطنية، وبالتالي فإن الدفاع عنها ورفع مكانتها أمام لغة الاستعمار تعد  من الجوانب البارزة لتكملة تحرير  الجزائر من قبضة الاستعمار الفرنسي، هذا الأمر  دفع هؤلاء المسؤولين إلى خوض حركة التعريب في الجزائر، والتي عرفت بدورها العديد من التعثرات.   

3-4- صعوبات التعريب في الجزائر

بعد الاستقلال تطلب الأمر إعادة الاعتبار للغة العربية، من خلال عملية التعريب التي يشوبها بعضا من الغموض. فقد أظهر التعريب منذ الحصول على الاستقلال سنة 1962، إرادة السلطات الجزائرية في تجديد مكانة اللغة العربية، فلم يكن باستطاعة الأمر أن يتعلق سوى باللغة العربية الكتابية، التي كانت باقي البلدان العربية قد استعملت نسخة منها معصرنة ومكثفة مع استعمالات لغة وطنية.

 ورغم إنّ تلك الإرادة كانت تبدو أكيدة لأسباب وطنية (استقلال ثقافي)، ودينية (تتعلق بالإسلام)، فإنها أثارت في كل مكان تحفظات لدى قسم من السكان، الذين تخوفوا من قدوم نظام إسلامي رجعي. وقد انقسمت البلاد أيضا حول موضوع الانتقاء الاجتماعي الذي أحدثته هيمنة اللغة الفرنسية، وبهذا فقد تحققت سياسة التعريب داخل سياق صراعي خفي. ففي التعليم أصبح هذا التعريب فعليا في الابتدائي، ثم في الثانوي، وأخيرا في التعليم العالي، رغم التحفظات القوية المتعلقة بمستوى التعليم بوجه خاص، حيث نجحت الاستراتيجية المتبعة لتحقيقه، في التغلب على المعارضات التي صادفتها، حتى داخل السلطة والحزب الواحد، وهو حزب جبهة التحرير الوطني26.

وما يمكن استخلاصه من التعريب فهو نجاح ظاهري، فرغم أخذ اللغة العربية في الجزائر مكانة الأغلبية في التعليم، والإدارة والإعلام، إلاّ أن الأمر هنا لا يتعلق سوى بنجاح ظاهري، ذلك أنه لم يتم الحصول على الفوائد المنتظرة منه.

فالدولة كانت تأمل بتطويرها سياسة التعريب، في ألاّ تحول لنفسها الشرعية الإسلامية المرتبطة باللغة العربية. إلاّ أن النتيجة كانت عكس ذلك، فتعريب التعليم حتى وإن كان في المبدأ منفصلا عن الإسلام، إلاّ أنه كان في الواقع من صنع التيارات الإسلامية،  حيث أفضى ذلك إلى تقوية حظوتها ابتداءً من سنة 1980، واندفاع هذه التيارات زاد من مراجعة عمل الدولة التحديثي.

وبصفة عامة يُعد موضوع التعريب من المواضيع الشائكة في الجزائر، لأن ذلك فيه تقاطعات مصلحية سياسية وثقافية كثيرة، يذهب بعضها إلى حد إثبات الوجود، عبر ترسيخ هوية وثقافة متميزة، وقد كانت مسيرة التعريب مسيرة صراع مرير بين دعاته، والواقفين في وجهه، على اختلاف مشاربهم، وتعدد اتجاهاتهم.

هذا يجعلنا نقول إنّ معركة التعريب في الجزائر تبقى معركة بين شعب بأكمله، وبين أقلية لها حظوة سلطوية، ودعم خارجي يمثل مرجعتيها الفكرية والثقافية، مما يجعل مواجهة التعريب مؤامرة أجنبية ليس إلاّ.

كما إنّ أزمة الخيار اللغوي في الجزائر، بدأت مع تطبيق فكرة الدمج الاستعماري، وهي الفكرة التي قامت على خلق فواصل تمييزية بين المكونات السكانية الجزائرية، مما خلق تشوهات لغوية، بعضها سطحي، وبعضها الآخر متجذر في شكل انفصالي تفتيتي متصل بنزاع الجنسية، وليس غريبا ظهورها في حقبة امتدت قرنا واثنتين وثلاثين سنة (1830ـ 1962). فقد عمل الاستعمار طوال عقود تواجده في الجزائر على منع التعليم باللغة العربية، ومن الجهود التي ظهرت في مواجهة قراره هذا جهود جمعية العلماء المسلمين، برئاسة العلامة الشيخ عبدالحميد بن باديس، ثم من بعده الشيخ محمد البشر الإبراهيمي، حيث أقاما المدارس والمعاهد الأصلية، وإصدار الجرائد العربية كالشهاب، والبصائر، التي كان لها الدور الفعال في الحفاظ على الهوية الجزائرية.

ونتيجة هذا التدافع بين المشروع الاستعماري، ومشروع المحافظة على اللغة العربية، ظهرت تشوهات سطحية، كنتيجة للدراسة الأكاديمية، وانضمام أكثر من جيل جزائري إلى المدارس الفرنسية، وبالتالي فإن هذا التشوه مس نسبة كبيرة إن لم نقل كل الشعب الجزائري، غير إنّ هذا الصنف من التشوه لا يشكل حاجزا أمام عملية التعريب، لكونه تشوها مفروضا لم يمس جوهر الثقافة، ولكن التشوه المتجدد يتمثل في محاولة تقسيم هذا الشعب، بتفتيته للتمكن من إيجاد ظهير لا يمثل بالضرورة مجموعة الشعب، بل بعض مكوناته، كون الاستعمار أدرك أن عملية الدمج التي مارسها، لا يمكن أن تطمس ثقافة ولغة شعب بأكمله.

وفي سبيل بلوغ هذا الهدف، كان لزاما على المستعمر تشويه صورة كل ما يتعلق بالثقافة العربية، وكل ما هو عربي، لذا  فقد ركز الفرنسيون على إقامة تصنيفات تحقيريه تم نسب العرب  بموجبها إلى مكانة اجتماعية دونية، واعتبار ذاتي منحط. وقد ساهمت الكثير من الجمعيات الفرنسية في إرساء هذه الخطة، كجمعية الآباء البيض، وجمعية الأخوات البيض وغيرهما، حيث ولّد هذا الاهتمام الطمس اللغوي، والثقافي من خلال عمل الفرنسيين على ملامسة الجرح، وإحياء الأصول، والتواريخ، والمرجعيات القديمة للفئات المشكلة لسكان الجزائر، والنفخ في كل ذلك. وقد لعب هذا التشوه دورا خطيرا، فيما بعد في مواجهة قرارات وتوجهات التعريب.

3-4- 1 جهود الدولة لتجسيد التعريب في الجزائر

إن أول خطوة حقيقية قام بها أنصار التعريب في العالم العربي، هي عقد ندوة للتعريب سنة 1961 بمدينة الرباط المغربية، تحت إشراف جامعة الدول العربية، وقد كان من نتائج هذه الندوة عقد مؤتمر دولي في الجزائر سنة1973. 

 أما عن جهود الدولة الجزائرية لتجسيد التعريب على أرض الواقع، فلم تشهد الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة، ولا حكومة بن بله من الاستقرار، وتجاوز ما أفرزته الثورة، مما لا يؤهلها للاهتمام بقضية التعريب. لذا كانت الانطلاقة الفعلية لعملية التعريب في الجزائر مع بداية حكم، ومجيء الرئيس هواري بومدين  على رأس السلطة، سنة 1965، إذ تعهد بـتأميم كل مصادر الثروة الطبيعية، والإعلان عن الثورة الثقافية بـ “التعريب الشامل”، وكانت كلمة التعريب الشامل أول امتحان للتركيبة الثقافية لما بعد الاستعمار. وقد ظهر ذلك جلياً بعد تطبيق خطوات تعريبيه، كتعريب السنة الثانية الابتدائية سنة 1977م، وتعريب نظام العدالة سنة 1971م، وعقد مؤتمر التعريب سنة 1975م. ورغم إنّ التركيبة الإدارية الجزائرية كانت مكونة من نسبة كبيرة من خريجي المدارس الفرنسية، إلاّ أن التعريب عند هؤلاء لا يعني المساس بالوظيفة والمنصب، بقدر ما كان يعني القضاء على مكتسبات ثقافية مرتبطة بفرنسا، وهذا لا ينفي التمسك بمكسب الانتشار الواسع لهم في الإدارة، والوظيفة عموماً.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد الاستقلال، تَبنَّى المجلس الوطني للثورة الجزائرية مسألة التعريب في برنامج طرابلس، الذي جاء فيه حرفيا تمكين اللغة العربية في ظل الاستقلال من استعادة مكانتها كلغة ثقافة، وحضارة، وعمل.

أمّا في الدستور الجزائري لعام 1963، نجد أن العربية لغة عمل الدولة الجزائرية المستقلة، ثم أقرّت السلطة الجزائرية مشروع تعريب الإدارة في عهد أحمد بن بله، وظل المشروع حبيس الأدراج. وفي عام 1971 أصدر هواري بومدين قرارا، يجعل تلك السنة سنة حسم لتعريب الإدارة العمومية، وكان للفرنكفونية آنذاك من القوة في الدوائر الحكومية، عبر العلاقات التجارية والاقتصادية مع فرنسا، ما أهلها لإفشال المشروع. بعد ذلك وفي دستور 1976 جاء عن اللغة العربية أنها اللغة الوطنية الرسمية27،  ثم تكونت لجنة تحت تسمية اللجنة الوطنية للتعريب، التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني، برئاسة عبد القادر حجار، لمتابعة عملية التعريب ومراقبتها وتوجيهها.

 وفي مطلع عام 1991 صادق المجلس الشعبي الوطني على قانون يقضي بتحديد يوم 5جويلية 1993، كآخر موعد لاستكمال تعميم استعمال اللغة العربية في الإدارة، وقبل الموعد بيوم، أي في 4 جويلية 1993، أصدر الرئيس علي كافي مرسوما يقضي بتجميد القانون إلى حين توافر الشروط الضرورية للتطبيق.

 وفي ديسمبر من عام 1997، حدد  المجلس الوطني الانتقالي يوم 5 جويلية 1998 موعدا آخرا لاستكمال تعميم التعريب، وجاء الإجهاض هذه المرة باغتيال معطوب الوناس، وما انتهى إليه من تجميد محتشم، تحت اسم “التطبيق المتدرج”.

3-4- 2 مشاكل التعريب في الجزائر

 إنّ مسيرة التعريب في الجزائر، كانت تتأرجح بين الموقف الرسمي المؤيد بالقرار، وبين المواقف المعادية، كتلك الفرنكفونية المتواجدة في مراكز الضغط، لكن يبقى الموقف الرسمي المتمثل في الهيئات التشريعية، دليلا على عروبة التوجه العام للشعب والدولة، وعلى حسن النية إزاء التعريب. 

غير إنّه ورغم مرور حوالي خمسين سنة على استقلال الجزائر، ورغم أنّ كل الدساتير الجزائرية السابقة والراهنة، تقرّ بأنّ اللغة الرسميّة في الجزائر، هي اللغة العربيّة، إلاّ أنّ الاتجاه الفرنكفوني الذي لا يؤمن بعروبة الجزائر وانتماءها العربي، ظلّ يُعرقل تكريس اللغة العربيّة في الواقع السياسي، والتربوي، والثقافي، والإعلامي، والاجتماعي.                          

 فوزير التربيّة الأسبق مصطفى الأشرف، كان يَعتبر اللغة العربية عاملا من عوامل نكسة الجزائر، وبذلك يعد أبرز الواقفين في وجه التعريب بالجزائر.                                        

وتعود محنة التعريب في الجزائر إلى بداية الاستقلال في05 جويلية  1962م، عندما تقدّم بعض النوّاب الجزائريين بمشروع إلى حكومة أحمد بن بله الفتيّة، يطالبون فيه الحكومة بالتخلّي عن اللغة الفرنسية كلغة مسيطرة على الإدارة، والتعليم، وإحلال اللغة العربيّة محلّها، وكانت صدمة النوّاب كبيرة للغاية برفض الحكومة الفتيّة مشروع التعريب.

 وظلّ التعريب مجمّداً على امتداد عهد بن بلّة، فيما حاول بومدين تعريب الإدارة والتعليم، غير أنّ اللغة الفرنسية أصبحت سيدة الموقف في عهده في الجامعة والإدارة.

وفي عهد الشاذلي بن جديد حققت اللغة الفرنسية في الجزائر أبرز انتصاراتها، بعد حل البرلمان الجزائري الذي أقرّ قانون تعريب الجزائر، وإحلال اللغة العربية لغة السيادة في موقعها الصحيح، وإقالة الشاذلي بن جديد. وكان أول قرار اتخذه رضا مالك عند تعيينه رئيساً للحكومة خلفاً لعبد السلام بالعيد هو إلغاء قرار التعريب الذي أصدره البرلمان الجزائري بحجّة أنّ الظروف الدوليّة لا تسمح بذلك، وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب مشتعلة بين الجيش النظامي وكافة الجماعات الإسلامية المسلحة بمختلف مشاربها الفقهيّة والفكريّة، كان الفرنكفونيون يحصنون مواقعهم في كل دوائر ومؤسسات الدولة الجزائرية28.

إن هذا الوضع الذي تعرفه اللغة العربية في الجزائر، من تداخل لغوي، وتقاعس المسؤولين في رفع مكانتها، وأمام تسارع الأحداث، وحدوث الكثير من التحولات بالعالم، نتج عنه ظهور فراغ لغوي، بوجود بعض المصطلحات العصرية، وعدم إيجاد ما يقابلها في اللغة العربية، وهو ما يسمى بإشكالية المصطلح في اللغة العربية.

خاتمة:

نرى من خلال هذه الدراسة أن اللغة العربية في الإعلام الجزائري عبارة عن خليط لغوي من اللغات الأجنبية خاصة الفرنسية، واللغة الهجينة، واللغة العربية بمستوياتها أبرزها المستوى العامي والمتوسط، وهو الذي لم تعرفه اللغة العربية في تاريخ تطورها إلاّ مع ظهور وسائل الإعلام.

أما عن العوامل التي تتدخل في المستوى اللغوي بوسائل الإعلام الجزائرية فهي كثيرة لها علاقة بعناصر العملية الإعلامية، من وسيلة، متلقي، رسالة، مرسل، ورجع الصدى، خاصة المرسل وهي أسباب ظرفية تتعلق بإنتاج الرسالة الإعلامية، وهناك الأسباب المتعلقة بالرصيد اللغوي الإعلامي العربي الذي يعرف إشكالية حقيقية.

وما أصعب ان يتعلق الإشكال بالبيئة المحيطة بوسائل الإعلام الجزائرية كالمخلفات التي تركها الاستعمار الفرنسي، وعدم وجود إرادة حقيقة في التعريب بالجزائر، بل وجود صراع حقيقي بين المدافعين عن التعريب والرافضين له.

قائمة المصادر والمراجع:

  1. القرآن الكريم
  2. أبو الليل نجيب، الصحافة الفرنسية في مصر، القاهرة، (د. ن)، 1983.
  3. أديب مروة، تاريخ الصحافة العربية، بيروت، (د. ن)، 1962.
  4. الحصري ساطع، قضية الفصحى العامة، مجلة اللسان العربي، المجلد 13، مكتب تنسيق التعريب، الرباط ، 1976.
  5. الزبير سيف الاسلام، تاريخ الصحافة في الجزائر، الجزء4، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1985.
  6. الساسي عمار، تداخل الفصحى والعامية في تعلم وتعليم العربية، مجلة اللغات، جامعة الجزائر، العدد 2-3، مارس1999.
  7. السامرائي إبراهيم، فقه اللغة المقارن، ط2، بيروت، دار العلم للملايين، 1978.
  8. القاسمي علي، التدخل اللغوي والتحول اللغوي، مجلة الممارسات اللغوية، العدد التجريبي، الجزائر، 2010.
  9. الميثاق الوطني، الشركة الجزائرية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1996.
  10. ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1968.
  11. بن مراد إبراهيم، الإنتاج الإعلامي العربي بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، مجلة اتحاد إذاعات الدول العربية، العدد03، تونس، 2008.
  12. تركي رابح، أضواء على سياسة التعريب والتعليم والادارة والمجيط الاجتماعي في الجزائر، المستقبل العربي، عدد11، سنة1983. 
  13. خرشي صالح، الاستعمار وسياسة الاستيعاب في الجزائر(1830-1962)، الجزائر، دار القصبة للنشر، 2009.
  14. حيفري عبد الحميد، التلفزيون الجزائري واقع وآفاق، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1985. 
  15. رمضان عبد التواب، بحوث ومقالات في اللغة، ط3، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1995.
  16. زايد فهد خليل، العربية بين التعريب والتهويد، دار يافا مكين للنشر، لبنان، 2006.
  17. دمشقية عفيف، استجابة العربية لتحولات العصر، مجلة الآداب، العدد1، جانفي/مارس، 1986.
  18. عباس حسن، اللغة والنحو، دار المعارف، ط2، مصر، 1971.
  19. عبد السلام محمد هارون، البيان والتبيين، ج1، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1968.
  20. مفردي زكريا، تاريخ الصحافة العربية في الجزائر، (تحقيق: أحمد حمدي)، الجزائر، مؤسسة مفدي زكريا، 2003.
  21. ناصر محمد صالح، الصحف العربية الجزائرية (1847- 1654)، الجزائر، دار ألفا، 2006.
  22. نور عبد القادر، شاهد على ميلاد صوت الجزائر، ط1، الجزائر، منشورات الإذاعة الجزائرية، 2006. 

List of sources and references:

  1. The Holy Quran
  2. Abu Al-Lail Naguib, The French Press in Egypt, Cairo, (d. n), 1983.
  3. Adeeb Marwa, History of the Arab Press, Beirut, (d. n), 1962.
  4. Al-Hosari Sati’, Public Standard Edition, Al-Lisan Al-Arabi Magazine, Volume 13, Arabization Coordination Office, Rabat, 1976.
  5. Zubair Seif al-Islam, History of the Press in Algeria, Part 4, Algeria, National Book ndation, 1985.
  6. Al-Sassi Ammar, The Overlap of Classical and Colloquial in Learning and Teaching Arabic, Journal of Languages, University of Algiers, Issue 2-3, March 1999.
  7. Al-Samarrai Ibrahim, Comparative Philology, 2nd Edition, Beirut, Dar Al-Ilm for lions, 1978.
  8. Al-Qasimi Ali, Linguistic Intervention and Language Transformation, Journal of guistic Practices, Experimental Issue, Algeria, 2010.
  9. The National Charter, The Algerian Company for Publishing and Distribution, Algeria, 1996.
  10. Ibn Manzur Jamal al-Din Muhammad bin Makram, Lisan al-Arab, Beirut, Dar Sader, 1968.
  11. Bin Murad Ibrahim, Arab Media Production between Colloquial Dialect and Standard Arabic, Journal of the Arab States Broadcasting Union, No. 03, Tunis, 2008.
  12. Turki Rabeh, Spotlight on the Policy of Arabization, Education, Administration and Social Affairs in Algeria, The Arab Future, No. 11, 1983.
  13. Kharchi Saleh, Colonialism and the Politics of Assimilation in Algeria (1830-1962), Algeria, Dar Al Kasbah Publishing, 2009.
  14. Hefri Abdel Hamid, Algerian TV: Reality and Prospects, Algeria, National Book Foundation, 1985.
  15. Ramadan Abdel Tawab, Researches and Articles in Language, 3rd Edition, Cairo, Al-Khanji Library, 1995.
  16. Zayed Fahd Khalil, Arabic between Arabization and Judaization, Yaffa Makin Publishing House, Lebanon, 2006.
  17. Damashkea Afif, Arabic’s Response to the Transformations of the Age, Al-Adab Magazine, No. 1, January/March, 1986.
  18. Abbas Hassan, Language and Grammar, Dar Al Maaref, 2nd Edition, Egypt, 1971.
  19. Abd al-Salam Muhammad Harun, Al-Bayan wa Al-Tabeen, Volume 1, Cairo, Al-Khanji Library, 1968.
  20. Mufdi Zakaria, History of the Arab Press in Algeria, (Investigated by: Ahmed Hamdi), Algeria, Mufdi Zakaria Foundation, 2003.
  21. Nasser Muhammad Salih, Algerian Arab Newspapers (1847-1654), Algeria, Dar Alfa, 2006.
  22. Nour Abdel Qader, Witness to the Birth of the Voice of Algeria, 1st Edition, Algeria, Algerian Radio Publications, 2006.
  23. André Martinet, Les éléments de linguistique générale, Armand colline, Paris, 1980.
  24. Georges Mounin, Les problèmes théoriques de la traduction, Tel Gallimard, France,1963.  

الهوامش والإحالات:


1  -ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1968.

2- Georges Mounin, Les problèmes théoriques de la traduction, Tel Gallimard, France, 1963, pp1-6

3 – علي القاسمي، التدخل اللغوي والتحول اللغوي، مجلة الممارسات اللغوية، العدد التجريبي، الجزائر، 2010.

4  – نجيب أبو الليل، الصحافة الفرنسية في مصر، القاهرة، (د. ن)، 1983، ص131.

5  – سيف الاسلام الزبير، تاريخ الصحافة في الجزائر، الجزء4، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1985، ص45

6  – مروة أديب، تاريخ الصحافة العربية، بيروت، (د. ن)، 1962، ص395

7  – محمد صالح ناصر، الصحف العربية الجزائرية (1847- 1654)، الجزائر، دار ألفا، 2006، ص11

8  – مفردي زكريا، تاريخ الصحافة العربية في الجزائر، (تحقيق: أحمد حمدي)، الجزائر، مؤسسة مفدي زكريا، 2003، ص35.

9  – سيف الاعلام الزبير، نفس المرجع السابق، ص69

10  – ساطع الحصري، قضية الفصحى العامة، مجلة اللسان العربي، المجلد 13، مكتب تنسيق التعريب، الرباط ، 1976، ص31

11 – صالح خرشي، الاستعمار وسياسة الاستيعاب في الجزائر(1830-1962)، الجزائر، دار القصبة للنشر، 2009، ص291

12  – عبد القادر نور، شاهد على ميلاد صوت الجزائر، ط1، الجزائر، منشورات الإذاعة الجزائرية، 2006، ص33. 

13  – حيفري عبد الحميد، التلفزيون الجزائري واقع وآفاق، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1985، ص 54. 

14  – إبراهيم بن مراد، الإنتاج الإعلامي العربي بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، مجلة اتحاد إذاعات الدول العربية، العدد03، تونس، 2008، ص65.

15  – رمضان عبد التواب، بحوث ومقالات في اللغة، ط3، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1995، ص263.

16  – القرآن الكريم، سورة الحجر، الآية 09.

17  – القرآن الكريم، سورة يوسف، الآية 02 .

18  – القرآن الكريم، سورة الشعراء، الآية 195.

19  – André Martinet, Les éléments de linguistique générale, Armand colline, Paris, 1980, p148

20 André Martinet, Les éléments de linguistique générale, Armand 10, P140.,1980-

21  – عبد السلام محمد هارون ، البيان والتبيين، ج1، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1968، ص ص162-163.

22  – إبراهيم السامرائي، فقه اللغة المقارن، ط2، بيروت، دار العلم للملايين، 1978، ص164.

23  – عفيف دمشقية، استجابة العربية لتحولات العصر، مجلة الآداب، العدد1، جانفي/مارس، 1986، ص82.  

24  – عباس حسن، اللغة والنحو، دار المعارف، ط2، مصر، 1971، ص165.  

25  – عمار الساسي، تداخل الفصحى والعامية في تعلم وتعليم العربية، مجلة اللغات، جامعة الجزائر، العدد 2-3، مارس1999، ص39.

26  – رابح تركي، أضواء على سياسة التعريب والتعليم والادارة والمجيط الاجتماعي في الجزائر، المستقبل العربي، عدد11، سنة1983،ص85. 

27  – الميثاق الوطني، الشركة الجزائرية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1996، ص6.

28  – فهد خليل زايد، العربية بين التعريب والتهويد، دار يافا مكين للنشر، لبنان، 2006، ص 164.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *